أقسام مختارة
جميع المواضيع

الجمعة، 21 فبراير 2020




: الإنسانُ ونَقدُ نفسه في حَرَاكِ التزكيَّةِ والتهذيبِ –


ضَرورةٌ تربويّة وسلوكيّة:



:1: إنَّ مِن المُهمِّ للإنسان أن يكون دائبَ التفكير في الأشياء المُهمّة والمصيريّة التي تهمّه، وبنحوٍ دائمِ النقدِ والتمحيصِ والمقارنةِ وملاحظة سلوكيّاته التي تتعلّق بذلك المجال.


:2: من المنهج المتعارف لدى العقلاء الاهتمام بالأشياء المهمّة والمصيريّة، والتي تكون دخيلةً في سعادةٍ طويلةِ الأمدِ للإنسان، وتُعتبَر من أساسيّات أمره.


:3: إنَّ على الإنسان المؤمن الذي يُريد أن يكون مَعنيّاً بطهارة نفسه وتزكيتها وبعمله في هذه الحياة بالشكل الملائم مع إيمانه بالله سبحانه وتعالى والدّار الآخرة – أن يكون مُهتمّاً بنفس هذا الشيء.


:4: لا يكفي أن يكون الإنسانُ مُتديّناً بمقدار ما تعلّم مِن صلاةٍ أو صيامٍ أو بعض الأحكام الشرعيّة – فقد يعتاد على ذلك – وإنّما الأهمُّ أن نُمحِصَ أنفسَنا ونتأمّل خطواتنا وننتقد أنفسَنا ونقرنها بالمتّقين مقارنةً حقيقيّةً، ونتأمّل لماذا هُم على شكّ من أنفسِهم - ولماذا ينتقدون خطواتِهم - ولماذا يحتملون الرياءَ في أفعالهم؟


:5: إنَّ أهلَ التقوى يحتملون مِن أنفسِهم الرياءَ والمُصانعة ويقارنون بين أعمالهم مع الآخرين وينتقدونها ويمحّصونها.


:6: أمّا الإنسان الذي إذا رأى أحداً سبقه إلى شيءٍ من الخير لم يُحَرّك فيه ساكناً، ولكن إذا سبقه شخصٌ إلى شيءٍ من الدنيا في دارٍ واسعةٍ أو زوجةٍ مميَّزَةٍ أو أولادٍ كُثُرٍ أو غير ذلك من الشؤون شعرَ باليأس والإحباط والافتقار، وهذا مرجعه إلى أنَّه ليس له تفكير حيّ واهتمام كبير بالموضوع، وإنّما يعيشُ الدينَ ويَجعَل اللهَ سبحانه وتعالى والدّارَ الآخرةَ على هامش اهتماماته في الحياة، ولا يَضيره إن سبقه سابقٌ وتقدّم عليه مُتقدّمٌ، ولا إن تأخّرَ عن الآخرين في شيء.


:7: إنَّ كثيراً من ذنوب الإنسان ومعاصيه لا تتبيَّن له إلّا بعد نقدٍ شديدٍ، لأنَّ انتقاد الإنسان لنفسه ليس بالأمر السهل، فيحتاج إلى أن ينفصل عنها حتى يستطيع أن يتّهمها ويناقشها ويحاسبها بحياديّة – وربّما كثير من الخطوات التي يقوم بها الإنسانُ عند التمحيص لا يعلم واقعاً أنّها من المصانعة أو من الرياء – وإذا لاحظ سمعته بين النّاس وواقعه في آناء ليله ونهاره فيجد البونَ بين هذه السمعة وبين حٌسن الظنّ من النّاس به وبين الواقع الذي يعيشه في ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى.


:8: في كثيرٍ من الهواجس - الإنسانُ المُتّقي يستحي من الله سبحانه وتعالى، كالتي تُمثّل ميلاً ولو غريزيّاً إلى شيء محرّم، ويستحي من الله بهذه الطريقة فيصون نفسَه عن أن يتطوّر اّلأمر فيها إلى أمورٍ محرّمةٍ - فلا غنى للإنسان من تفكيرٍ دائبٍ ومن تأمّلٍ دائم.


:9: إنَّ هذه المعاني لابُدّ مِن أن تقعَ في قلوبنا وليس في أذهاننا بكثرةِ التفكير، فلابُدّ مِن أن تُحَرِّكَ فينا خوفاً ورجاءً وعزيمةً – وينبغي أن تكون وسيلةً لتمحيص أعمالنا وخطواتنا وهواجسنا، وإلّا فيكون إيمان الإنسان وما يأتي به من الأعمال على هامش اهتماماته في الحياة، وسوف تكون الآخرة بالنسبة إليه يومَ الحسرةِ والندامةِ على ما فرّط في جنبِ الله سبحانه وتعالى.


: قبسٌ من تذكِرَةِ سماحة السيّد الأُستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني (دامت إفاضاته)

: اليوم، الأربعاء 24 جمادى الآخرة، 1441هـ - 19 - 2
-2020 م

الإنسانُ ونَقدُ نفسه في حَرَاكِ التزكيَّةِ والتهذيبِ




: الإنسانُ ونَقدُ نفسه في حَرَاكِ التزكيَّةِ والتهذيبِ –


ضَرورةٌ تربويّة وسلوكيّة:



:1: إنَّ مِن المُهمِّ للإنسان أن يكون دائبَ التفكير في الأشياء المُهمّة والمصيريّة التي تهمّه، وبنحوٍ دائمِ النقدِ والتمحيصِ والمقارنةِ وملاحظة سلوكيّاته التي تتعلّق بذلك المجال.


:2: من المنهج المتعارف لدى العقلاء الاهتمام بالأشياء المهمّة والمصيريّة، والتي تكون دخيلةً في سعادةٍ طويلةِ الأمدِ للإنسان، وتُعتبَر من أساسيّات أمره.


:3: إنَّ على الإنسان المؤمن الذي يُريد أن يكون مَعنيّاً بطهارة نفسه وتزكيتها وبعمله في هذه الحياة بالشكل الملائم مع إيمانه بالله سبحانه وتعالى والدّار الآخرة – أن يكون مُهتمّاً بنفس هذا الشيء.


:4: لا يكفي أن يكون الإنسانُ مُتديّناً بمقدار ما تعلّم مِن صلاةٍ أو صيامٍ أو بعض الأحكام الشرعيّة – فقد يعتاد على ذلك – وإنّما الأهمُّ أن نُمحِصَ أنفسَنا ونتأمّل خطواتنا وننتقد أنفسَنا ونقرنها بالمتّقين مقارنةً حقيقيّةً، ونتأمّل لماذا هُم على شكّ من أنفسِهم - ولماذا ينتقدون خطواتِهم - ولماذا يحتملون الرياءَ في أفعالهم؟


:5: إنَّ أهلَ التقوى يحتملون مِن أنفسِهم الرياءَ والمُصانعة ويقارنون بين أعمالهم مع الآخرين وينتقدونها ويمحّصونها.


:6: أمّا الإنسان الذي إذا رأى أحداً سبقه إلى شيءٍ من الخير لم يُحَرّك فيه ساكناً، ولكن إذا سبقه شخصٌ إلى شيءٍ من الدنيا في دارٍ واسعةٍ أو زوجةٍ مميَّزَةٍ أو أولادٍ كُثُرٍ أو غير ذلك من الشؤون شعرَ باليأس والإحباط والافتقار، وهذا مرجعه إلى أنَّه ليس له تفكير حيّ واهتمام كبير بالموضوع، وإنّما يعيشُ الدينَ ويَجعَل اللهَ سبحانه وتعالى والدّارَ الآخرةَ على هامش اهتماماته في الحياة، ولا يَضيره إن سبقه سابقٌ وتقدّم عليه مُتقدّمٌ، ولا إن تأخّرَ عن الآخرين في شيء.


:7: إنَّ كثيراً من ذنوب الإنسان ومعاصيه لا تتبيَّن له إلّا بعد نقدٍ شديدٍ، لأنَّ انتقاد الإنسان لنفسه ليس بالأمر السهل، فيحتاج إلى أن ينفصل عنها حتى يستطيع أن يتّهمها ويناقشها ويحاسبها بحياديّة – وربّما كثير من الخطوات التي يقوم بها الإنسانُ عند التمحيص لا يعلم واقعاً أنّها من المصانعة أو من الرياء – وإذا لاحظ سمعته بين النّاس وواقعه في آناء ليله ونهاره فيجد البونَ بين هذه السمعة وبين حٌسن الظنّ من النّاس به وبين الواقع الذي يعيشه في ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى.


:8: في كثيرٍ من الهواجس - الإنسانُ المُتّقي يستحي من الله سبحانه وتعالى، كالتي تُمثّل ميلاً ولو غريزيّاً إلى شيء محرّم، ويستحي من الله بهذه الطريقة فيصون نفسَه عن أن يتطوّر اّلأمر فيها إلى أمورٍ محرّمةٍ - فلا غنى للإنسان من تفكيرٍ دائبٍ ومن تأمّلٍ دائم.


:9: إنَّ هذه المعاني لابُدّ مِن أن تقعَ في قلوبنا وليس في أذهاننا بكثرةِ التفكير، فلابُدّ مِن أن تُحَرِّكَ فينا خوفاً ورجاءً وعزيمةً – وينبغي أن تكون وسيلةً لتمحيص أعمالنا وخطواتنا وهواجسنا، وإلّا فيكون إيمان الإنسان وما يأتي به من الأعمال على هامش اهتماماته في الحياة، وسوف تكون الآخرة بالنسبة إليه يومَ الحسرةِ والندامةِ على ما فرّط في جنبِ الله سبحانه وتعالى.


: قبسٌ من تذكِرَةِ سماحة السيّد الأُستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني (دامت إفاضاته)

: اليوم، الأربعاء 24 جمادى الآخرة، 1441هـ - 19 - 2
-2020 م

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:08 ص

الخميس، 16 مايو 2019



:: المَوعِظَةُ الناجِعَةُ البليغةُ لسماحةِ سيّدنا الأُستاذ الفاضِل مُحَمّد باقر السيستاني، دَامَت إفاضاتُه المُباركة، والتي ينبغي أن نعيها بأُذنٍ واعيةٍ وبقلوبٍ صادقةٍ مَنهجاً وسُلُوكا ::

:1:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى قد ذمَّ اليهودَ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا -وفي ذلك رسالةٌ لنا أيُّهَا الإخوةُ، سواءٌ لنا كمؤمنين بصفةٍ عامّةٍ أم كدُعاةٍ إلى اللهِ سبحانه بصفةٍ خاصّةٍ بأن يكون حَملُهُم لكتاب اللهِ سبحانه وتعالى حَملاً ذي مِصداقيَّةٍ – يَحملونه بقلوبِهم وبعقولِهم وبعواطفِهم وبسُلُوكِهم – ولا يَحملونه بأذهانهم فحسب ليكونَ مادّةَ تصريفٍ للفِكرِ والمُناقشة.

:2:- وقد ذمَّ اللهُ اليهودَ أيضاً في ما كانوا يعتقدون بأنّهم أولياءُ اللهِ – وفي ذلك رسالةٌ لنا أيضاً – في أن لا تُؤدِّي العصبيّاتُ والخصوصيّاتُ الناشئةُ بالتراكم من خلال الأماني ومن خلال التفسير الخاطئ للنصوص إلى أن يعتقدَ الإنسانُ ويُوجبَ أنَّ له خصوصيّةً مع اللهِ تعالى، فليس  بين الله وبين أحدٍ مِن قرابة، ولن يُفَضّل اللهُ تعالى قوماً لأنَّهم قومُ فُلانٍ ولا ذُريَّةً بعنوان أنّهم ذُريّة فُلان –  لا بل المَناطُ في ذلك هو المِصداقيّة في الاعتقادِ والسلوك.

:3:- ويُنبّهُ اللهُ تبارك وتعالى في رسالةٍ أُخرى إلينا – إلى أنَّ على المُؤمن أن يكونَ جاهزاً للقاءِ اللهِ سبحانه وتعالى، كما ورد في دعاء الصحيفة السجّاديّة الشريفة :
(وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ عَمَلًا نَسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصِيرَ إِلَيْكَ، وَ نَحْرِصُ لَهُ عَلَى وَشْكِ اللّحَاقِ بِكَ حَتّى يَكُونَ الْمَوْتُ مَأْنَسَنَا الّذِي نَأْنَسُ بِهِ، وَ مَأْلَفَنَا الّذِي نَشْتَاقُ إِلَيْهِ، وَ حَامّتَنَا الّتِي نُحِبّ الدّنُوّ مِنْهَا)

:4:- لا ينبغي بالمؤمن أن يكون فارّاً هارباً من ذِكرِ الموتِ – فعليه أن يكونَ مُستأنساً بالموتِ ومُتهيِّئاً له ومُستعدّاً للقاءِ اللهِ جلّ وعلا، - لا مَن إذا ذُكِرَ الموتُ اشمئزَّ منه ويقول: إنَّ قلبي انقبضَ – لماذا تذكرُ الموتَ؟ وهو المَصيرُ الّذي لا بُدَّ مِن أن نَصيرَ إليه جميعاً، وهو الغايةُ التي نسيرُ إليها – فالانقباضُ من ذكرِ الموتِ يُعبّرُ عن الخلودِ إلى هذه الحياة الدُنيا.

:5:- فلا بُدَّ مِن أن نُربّي أنفسنَا كمؤمنين عامةً وكدُعاةٍ إلى اللهِ خاصّةً على استحضارِ المَوتِ والشعورِ بأنَّنا نسير إلى المَوتِ سيراً حثيثاً، كما نسيرُ في الحقيقة في طريقنا إلى المَقاصد الأُخرى التي نقصدها.

:6:- وفي رسالةٍ أُخرى جاءت إلينا من اللهِ سبحانه بخصوصِ ذِكره والصلاة وتوقيره جلّ وعلا تنصُّ على عدم تقديم المقاصد الدنيويّة على المقاصد الدِّينيَّةِ وخصوصاً بشأن الصلاةِ – فالصلاةُ رمزُ العُبوديَّةِ والتعلّق بين الإنسانِ وبين اللهِ سبحانه، ومَن وقّر صلاته فقد وقّرَ اللهَ تبارك وتعالى، ومَن احتقرَ صلاته على حسابِ دُنيا فهذا نوعُ من قِصَرِ النَظَرِ في العاجل والآجل.

:7:- علينا في حالِ الصلاةِ، ومن وجوه الاهتمام بالصلاةِ أن نشعرَ بالإقبالِ على اللهِ سبحانه وتعالى، ولا نُفكِّر في اللهو، ولا نُفكّر في التجارةِ، ولا نُفكّر في البحوثِ الذهنيّة والفكريّة – وينبغي أن نُقبِلَ على ما أمرَ اللهُ سبحانه وتعالى، وأن لا نقبِلَ على شيءٍ ليس مِن ذكرِ الصلاةِ في شيء.

:8:-  الآن عندما يقول الإنسانُ: اهدِنَا الصراطَ المُستقيم عليه أن يكون ملء فكره وقلبه وفمه طلبَ الهدايةِ من اللهِ سبحانه وتعالى والثبات على الطريقِ المُستقيمِ، ولا ينبغي أن ينشغلَ بمعنى آخرٍ لا يُلائم، وقد ورد في بعض الرواياتِ الشريفةِ أنَّ اللهَ تعالى إذا وجدَ عبدَه يُفكّر في الصلاةِ بشيءٍ من مقاصد الدنيا وبشيء مِن همومها يقول بما مضمون الرواية: يا عبدي إذا رأيتَ غيري أملك من ما تهمّ به لأمور الدنيا فعند الله الدنيا والآخرة – فإذا تُريدُ الدنيا فأقبل على اللهِ تعالى وإذا تُريدُ الآخرةَ فأقبل على الله سبحانه، فاللهُ بيده جميع المقاديرِ والجنودِ والخزائن.

:9 : لا ينبغي أن نتعاملَ مع اللهِ سبحانه وتعالى بما يُعبِّرُ عن سوءِ الأدبِ والإعراضِ – وفي هذه الصلاةُ التي نُصليّها أيِّ معنىٍ أن يتوجّهَ الإنسانُ إلى الأجواء والهواجس – متى نخلصُ مِن هواجس الدنيا وهمومها؟ 

:10:- أليس للهِ تبارك وتعالى في حياتنا حقُّ بذكره بمقدار عشر دقائق أو بمقدارِ نصف ساعةٍ في اليوم والليلةِ؟ كما نُقبِلُ على أصدقائنا في جلساتنا معهم، ونُقبلُ على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام؟
أليس للهِ حظٌّ مِن حياتنا حتّى في ما أمرنا به وفرضه علينا - نُساقُ إليه كأنّنا مَجبورون عليه مع إبداءِ الكراهةِ وعدم الرغبة وثِقلِ نفسٍ – فهذا لا يَليق به جلّ وعلا .
________________________________________________

: مجلس درس التفسير القرآني – ليلة الأربعاء التاسع من شهرِ رمضان المُباركِ 1440 هجري.

مَوعِظَةُ ناجِعَةُ بليغةُ



:: المَوعِظَةُ الناجِعَةُ البليغةُ لسماحةِ سيّدنا الأُستاذ الفاضِل مُحَمّد باقر السيستاني، دَامَت إفاضاتُه المُباركة، والتي ينبغي أن نعيها بأُذنٍ واعيةٍ وبقلوبٍ صادقةٍ مَنهجاً وسُلُوكا ::

:1:- إنَّ اللهَ تبارك وتعالى قد ذمَّ اليهودَ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا -وفي ذلك رسالةٌ لنا أيُّهَا الإخوةُ، سواءٌ لنا كمؤمنين بصفةٍ عامّةٍ أم كدُعاةٍ إلى اللهِ سبحانه بصفةٍ خاصّةٍ بأن يكون حَملُهُم لكتاب اللهِ سبحانه وتعالى حَملاً ذي مِصداقيَّةٍ – يَحملونه بقلوبِهم وبعقولِهم وبعواطفِهم وبسُلُوكِهم – ولا يَحملونه بأذهانهم فحسب ليكونَ مادّةَ تصريفٍ للفِكرِ والمُناقشة.

:2:- وقد ذمَّ اللهُ اليهودَ أيضاً في ما كانوا يعتقدون بأنّهم أولياءُ اللهِ – وفي ذلك رسالةٌ لنا أيضاً – في أن لا تُؤدِّي العصبيّاتُ والخصوصيّاتُ الناشئةُ بالتراكم من خلال الأماني ومن خلال التفسير الخاطئ للنصوص إلى أن يعتقدَ الإنسانُ ويُوجبَ أنَّ له خصوصيّةً مع اللهِ تعالى، فليس  بين الله وبين أحدٍ مِن قرابة، ولن يُفَضّل اللهُ تعالى قوماً لأنَّهم قومُ فُلانٍ ولا ذُريَّةً بعنوان أنّهم ذُريّة فُلان –  لا بل المَناطُ في ذلك هو المِصداقيّة في الاعتقادِ والسلوك.

:3:- ويُنبّهُ اللهُ تبارك وتعالى في رسالةٍ أُخرى إلينا – إلى أنَّ على المُؤمن أن يكونَ جاهزاً للقاءِ اللهِ سبحانه وتعالى، كما ورد في دعاء الصحيفة السجّاديّة الشريفة :
(وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ عَمَلًا نَسْتَبْطِئُ مَعَهُ الْمَصِيرَ إِلَيْكَ، وَ نَحْرِصُ لَهُ عَلَى وَشْكِ اللّحَاقِ بِكَ حَتّى يَكُونَ الْمَوْتُ مَأْنَسَنَا الّذِي نَأْنَسُ بِهِ، وَ مَأْلَفَنَا الّذِي نَشْتَاقُ إِلَيْهِ، وَ حَامّتَنَا الّتِي نُحِبّ الدّنُوّ مِنْهَا)

:4:- لا ينبغي بالمؤمن أن يكون فارّاً هارباً من ذِكرِ الموتِ – فعليه أن يكونَ مُستأنساً بالموتِ ومُتهيِّئاً له ومُستعدّاً للقاءِ اللهِ جلّ وعلا، - لا مَن إذا ذُكِرَ الموتُ اشمئزَّ منه ويقول: إنَّ قلبي انقبضَ – لماذا تذكرُ الموتَ؟ وهو المَصيرُ الّذي لا بُدَّ مِن أن نَصيرَ إليه جميعاً، وهو الغايةُ التي نسيرُ إليها – فالانقباضُ من ذكرِ الموتِ يُعبّرُ عن الخلودِ إلى هذه الحياة الدُنيا.

:5:- فلا بُدَّ مِن أن نُربّي أنفسنَا كمؤمنين عامةً وكدُعاةٍ إلى اللهِ خاصّةً على استحضارِ المَوتِ والشعورِ بأنَّنا نسير إلى المَوتِ سيراً حثيثاً، كما نسيرُ في الحقيقة في طريقنا إلى المَقاصد الأُخرى التي نقصدها.

:6:- وفي رسالةٍ أُخرى جاءت إلينا من اللهِ سبحانه بخصوصِ ذِكره والصلاة وتوقيره جلّ وعلا تنصُّ على عدم تقديم المقاصد الدنيويّة على المقاصد الدِّينيَّةِ وخصوصاً بشأن الصلاةِ – فالصلاةُ رمزُ العُبوديَّةِ والتعلّق بين الإنسانِ وبين اللهِ سبحانه، ومَن وقّر صلاته فقد وقّرَ اللهَ تبارك وتعالى، ومَن احتقرَ صلاته على حسابِ دُنيا فهذا نوعُ من قِصَرِ النَظَرِ في العاجل والآجل.

:7:- علينا في حالِ الصلاةِ، ومن وجوه الاهتمام بالصلاةِ أن نشعرَ بالإقبالِ على اللهِ سبحانه وتعالى، ولا نُفكِّر في اللهو، ولا نُفكّر في التجارةِ، ولا نُفكّر في البحوثِ الذهنيّة والفكريّة – وينبغي أن نُقبِلَ على ما أمرَ اللهُ سبحانه وتعالى، وأن لا نقبِلَ على شيءٍ ليس مِن ذكرِ الصلاةِ في شيء.

:8:-  الآن عندما يقول الإنسانُ: اهدِنَا الصراطَ المُستقيم عليه أن يكون ملء فكره وقلبه وفمه طلبَ الهدايةِ من اللهِ سبحانه وتعالى والثبات على الطريقِ المُستقيمِ، ولا ينبغي أن ينشغلَ بمعنى آخرٍ لا يُلائم، وقد ورد في بعض الرواياتِ الشريفةِ أنَّ اللهَ تعالى إذا وجدَ عبدَه يُفكّر في الصلاةِ بشيءٍ من مقاصد الدنيا وبشيء مِن همومها يقول بما مضمون الرواية: يا عبدي إذا رأيتَ غيري أملك من ما تهمّ به لأمور الدنيا فعند الله الدنيا والآخرة – فإذا تُريدُ الدنيا فأقبل على اللهِ تعالى وإذا تُريدُ الآخرةَ فأقبل على الله سبحانه، فاللهُ بيده جميع المقاديرِ والجنودِ والخزائن.

:9 : لا ينبغي أن نتعاملَ مع اللهِ سبحانه وتعالى بما يُعبِّرُ عن سوءِ الأدبِ والإعراضِ – وفي هذه الصلاةُ التي نُصليّها أيِّ معنىٍ أن يتوجّهَ الإنسانُ إلى الأجواء والهواجس – متى نخلصُ مِن هواجس الدنيا وهمومها؟ 

:10:- أليس للهِ تبارك وتعالى في حياتنا حقُّ بذكره بمقدار عشر دقائق أو بمقدارِ نصف ساعةٍ في اليوم والليلةِ؟ كما نُقبِلُ على أصدقائنا في جلساتنا معهم، ونُقبلُ على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام؟
أليس للهِ حظٌّ مِن حياتنا حتّى في ما أمرنا به وفرضه علينا - نُساقُ إليه كأنّنا مَجبورون عليه مع إبداءِ الكراهةِ وعدم الرغبة وثِقلِ نفسٍ – فهذا لا يَليق به جلّ وعلا .
________________________________________________

: مجلس درس التفسير القرآني – ليلة الأربعاء التاسع من شهرِ رمضان المُباركِ 1440 هجري.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  11:13 ص

الجمعة، 15 فبراير 2019


:1:- إنَّ توجيه الدِّين في موارد الوسوسةِ النفسيّةِ ، قد تجلّى خِصيصَاً وعِلاجاً في سورة الناس ، حيث قال اللهُ تباركَ تعالى : بسمِ اللهِ الرَحمَن الرَحِيم
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)))
فإنَّ سورة النّاس نزلت خصيصاً لهذه الغاية،- معالجة الوسَاوِس النفسيّة لدى الإنسان ، وهي ليست للاستعاذة العامّة مثل سورة الفلق ،وإنّما هي للاستعاذة الخاصّة بالله تعالى في مقابل الوساوس النفسيّة.

:2:- إنَّ هذه السورة الشريفة نزلَت انسجاماً مع توحيد لله سبحانه في جميع الأمور ، فحصرَت التخلّصَ من الوسوسة بالالتجاء إليه، تبارك وتعالى ، وليست توجد أيّ طريقةٍ أخرى بديلةٍ عنها ، وفي ذلك ما يشير إلى لزوم ترك سائر الأدوات، التي كانت معروفة آنذاك وغيرها ، ومنها الرُقى ، والتي لم تتضمّن ذِكرَ الله تعالى ، فالرُقيَة كانت معروفة قبل الإسلام ، كما في الآية الشريفة : ((وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28))) القيامة .

:3:- يتركّز التوجيهُ في هذه السورة الشريفة على لزوم الاستعاذة بالله سبحانه من هذه الوساوس ، بحيث ينبغي أن تكون مقرونةً بحسن الظن بِمَن يُستعاذ به ، وهو الله ، جلّ وعلا ، والثقة به والتوكّل عليه ، والاقتناع بولايته ، فإذا كانت الاستعاذة الحقيقيّة على هذا الوجه كانت نافعةً في دَرءِ الوسوسة وضررها.

:4:- الوسَاوِسُ التي تعتري الإنسانَ على أنواع متعدّدة - منها :

: أوّلاً :- وسَاوِسٌ أخلاقيّةٌ :- بمعنى أنَّ الإنسان الذي له مبادئ فاضلة ، قد يوسوسُ إليه الشيطانُ في أن يَخلَّ بهذا المبدأ الأخلاقي ويرتكب خلافه .

: ثانياً : - وسَاوِسٌ فكريّةٌ :-  وهي أن يُشكّكَ الإنسانُ في ما يُوجَد بالنسبة إليه بإدراك واضح ، نظير مَن يعلم بخَلْقِ الله ، سبحانه ، للأشياء من خلال دلالة نظمها وروعتها ، ولكن يُلحُّ عليه الشيطانُ بالوسوسة ، مثلاً ب - مَن خلقَ اللهَ تعالى- أو ما إلى ذلك ، والإنسان يثق بأنَّ هذا السؤال لا محلّ له ، ولكن مع ذلك يتوجّه إليه شيءٌ من الوسوسة والترديد .

: ثالثاً :- وسَاوِسٌ عامّةٌ : - بمعنى أنَّ هناك أشياءَ واضحة نشهدها ، ولكن مع ذلك ، ورغم الوضوح تجد طروَ نوعٍ من الاختلالات فيها ،وهذه الاختلالات قد تعرض بانقداحات في نفسِ الإنسان ابتداءً ، فإنَّ الإنسان بنفسه أيضاً يملك أحدَ مناشئ الوسوسة ، وليس منشأ الوسوسة الخارجيّة دائماً هو الشيطان ، بل في بعض الأوقات تكون وساوس نفسيّة بحتة ، قال تعالى: ((  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16))) ق .

فالنفس الإنسانيّة أيضاً توسوس ، وفيها منافذ للضعف ، بحيث يمكن أن يُصابَ الإنسانُ بالوسوسة من خلال هذه المنافذ ، سواء كان ما يتعلّق بالمنافذ الأخلاقيّة أو بالعقائد القويمة أو بالأفكار الراشدة والصائبة والصحيحة .

: رابعاً :-  ثمةَ نوعٍ من الوسوسة قد يكون في الأمور الحسيّة : - مثل بعض الإيحاءات الحسيّة للسحَرَة ، التي تجعلُ الإنسانَ يجد الأشياءَ على غير ما هي عليها .

:5:- الكثيرُ من العوارض النفسيّة المتأزّمة تبدأ من ارهاصات من الوسوسة ، فإذا لم يعتد الإنسانُ عند طروها ، واستمسكَ بالموقف الواضح ، سواء كان هذا الموقف الواضح عقائديّاً أم أخلاقيّاً أم فكريّاً راشداً أم حسيّاً فإنَّه ستنقشع عنه الوسوسة وتذهب ، وتقل مُراودتها إيّاه.

:6:- وأمّا إذا اعتنى بهذه الوساوس وخضع لها واهتم بها نفسيّاً أو رتّب عليها الآثارَ خارجاً فستتعاظم ، حتى يخلَّ إن كانت هذه الوساوس ضدّ القيم الأخلاقيّة فالشخص قد يفقدَ المبدأ الأخلاقيَّ ، وينهار عنده ، ويفقد تماسكه الأخلاقي أصلاً ، فترى مُرتكبَ الفاحشة ، والعياذ بالله في أول مرّة يوسوس بارتكابها ، ثُمَّ إذا اعتنى بهذه الوسوسة واستجاب لغريزته ينهار لديه هذا المبدأ تماماً ، وكذلك الحال في ما يتعلّق بالعقائد أو بالأفكار أو السلوك الراشد ، وحتّى فيما يتعلّق بالطهارة والنجاسة أو في ما يتعلّق بالإتيان بالصلاة ، وغيرها .

:7:- إذا اهتمّ الإنسانُ بالوسوسة فسيُصاب نتيجة ذلك بهلوسة ، ويُصاب بعوارض نفسيّة جديدة ومتأزّمة ، قد يفقد فيها الاعتدالَ الإدراكي والاستقامةَ النفسيّةَ السليمةَ.

:8:- إنَّ الْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ بعد أن يُوسوس فجأةً - بعد ذلك يَغيبُ ، فحضوره ليس بشكل دائم ، وإنّما هو مِثل الإغارة على النفس ، يَغيرُ لحظةً فيغيبُ ، ثُمَّ يَرجعُ مرّةً أخرى ، إذن في ذِكرِ الْخَنَّاسِ إشارةٌ أنّه يوسوِسُ ويَغيبُ ، فهو لا يفصح عن نفسه بالشَكل المعقول ، وإنّما يقتصر عمله على الإيذاء ، يؤذي أذىً ويَهربُ ، فوصف الْخَنَّاسِ هو إشارةٌ إلى نقطة ضَعف    الْوَسْوَاسِ ، وهذا ينفع في مقام التلقين النفسي والعلاج ، وأنّه لا يستمر على منوال واحد ، وإنّما هو خطراتٌ تأتي وتزول ، فالوسوسةُ هي نحو من الإغارةِ الغادرةِ على النفسِ الإنسانيّة .
________________________________________________

:   فوائدٌ تفسيريّةٌ في سورة النّاس ، ألقاها علينا سماحةُ سيّدنا الأُستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني ، دامت بركاتُه ، في عِدَة مُحاضراتٍ ، وكان آخرها - اليوم ، الأربعاء ، السابع من جمادى الآخرة ،1440 هجري ،  13-2- 2019م .

ظاهرةُ الوسوسَةِ النفسيَّةِ ومَوقفُ الدِّينِ منها تشخيصاً وعِلاجا


:1:- إنَّ توجيه الدِّين في موارد الوسوسةِ النفسيّةِ ، قد تجلّى خِصيصَاً وعِلاجاً في سورة الناس ، حيث قال اللهُ تباركَ تعالى : بسمِ اللهِ الرَحمَن الرَحِيم
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)))
فإنَّ سورة النّاس نزلت خصيصاً لهذه الغاية،- معالجة الوسَاوِس النفسيّة لدى الإنسان ، وهي ليست للاستعاذة العامّة مثل سورة الفلق ،وإنّما هي للاستعاذة الخاصّة بالله تعالى في مقابل الوساوس النفسيّة.

:2:- إنَّ هذه السورة الشريفة نزلَت انسجاماً مع توحيد لله سبحانه في جميع الأمور ، فحصرَت التخلّصَ من الوسوسة بالالتجاء إليه، تبارك وتعالى ، وليست توجد أيّ طريقةٍ أخرى بديلةٍ عنها ، وفي ذلك ما يشير إلى لزوم ترك سائر الأدوات، التي كانت معروفة آنذاك وغيرها ، ومنها الرُقى ، والتي لم تتضمّن ذِكرَ الله تعالى ، فالرُقيَة كانت معروفة قبل الإسلام ، كما في الآية الشريفة : ((وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28))) القيامة .

:3:- يتركّز التوجيهُ في هذه السورة الشريفة على لزوم الاستعاذة بالله سبحانه من هذه الوساوس ، بحيث ينبغي أن تكون مقرونةً بحسن الظن بِمَن يُستعاذ به ، وهو الله ، جلّ وعلا ، والثقة به والتوكّل عليه ، والاقتناع بولايته ، فإذا كانت الاستعاذة الحقيقيّة على هذا الوجه كانت نافعةً في دَرءِ الوسوسة وضررها.

:4:- الوسَاوِسُ التي تعتري الإنسانَ على أنواع متعدّدة - منها :

: أوّلاً :- وسَاوِسٌ أخلاقيّةٌ :- بمعنى أنَّ الإنسان الذي له مبادئ فاضلة ، قد يوسوسُ إليه الشيطانُ في أن يَخلَّ بهذا المبدأ الأخلاقي ويرتكب خلافه .

: ثانياً : - وسَاوِسٌ فكريّةٌ :-  وهي أن يُشكّكَ الإنسانُ في ما يُوجَد بالنسبة إليه بإدراك واضح ، نظير مَن يعلم بخَلْقِ الله ، سبحانه ، للأشياء من خلال دلالة نظمها وروعتها ، ولكن يُلحُّ عليه الشيطانُ بالوسوسة ، مثلاً ب - مَن خلقَ اللهَ تعالى- أو ما إلى ذلك ، والإنسان يثق بأنَّ هذا السؤال لا محلّ له ، ولكن مع ذلك يتوجّه إليه شيءٌ من الوسوسة والترديد .

: ثالثاً :- وسَاوِسٌ عامّةٌ : - بمعنى أنَّ هناك أشياءَ واضحة نشهدها ، ولكن مع ذلك ، ورغم الوضوح تجد طروَ نوعٍ من الاختلالات فيها ،وهذه الاختلالات قد تعرض بانقداحات في نفسِ الإنسان ابتداءً ، فإنَّ الإنسان بنفسه أيضاً يملك أحدَ مناشئ الوسوسة ، وليس منشأ الوسوسة الخارجيّة دائماً هو الشيطان ، بل في بعض الأوقات تكون وساوس نفسيّة بحتة ، قال تعالى: ((  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16))) ق .

فالنفس الإنسانيّة أيضاً توسوس ، وفيها منافذ للضعف ، بحيث يمكن أن يُصابَ الإنسانُ بالوسوسة من خلال هذه المنافذ ، سواء كان ما يتعلّق بالمنافذ الأخلاقيّة أو بالعقائد القويمة أو بالأفكار الراشدة والصائبة والصحيحة .

: رابعاً :-  ثمةَ نوعٍ من الوسوسة قد يكون في الأمور الحسيّة : - مثل بعض الإيحاءات الحسيّة للسحَرَة ، التي تجعلُ الإنسانَ يجد الأشياءَ على غير ما هي عليها .

:5:- الكثيرُ من العوارض النفسيّة المتأزّمة تبدأ من ارهاصات من الوسوسة ، فإذا لم يعتد الإنسانُ عند طروها ، واستمسكَ بالموقف الواضح ، سواء كان هذا الموقف الواضح عقائديّاً أم أخلاقيّاً أم فكريّاً راشداً أم حسيّاً فإنَّه ستنقشع عنه الوسوسة وتذهب ، وتقل مُراودتها إيّاه.

:6:- وأمّا إذا اعتنى بهذه الوساوس وخضع لها واهتم بها نفسيّاً أو رتّب عليها الآثارَ خارجاً فستتعاظم ، حتى يخلَّ إن كانت هذه الوساوس ضدّ القيم الأخلاقيّة فالشخص قد يفقدَ المبدأ الأخلاقيَّ ، وينهار عنده ، ويفقد تماسكه الأخلاقي أصلاً ، فترى مُرتكبَ الفاحشة ، والعياذ بالله في أول مرّة يوسوس بارتكابها ، ثُمَّ إذا اعتنى بهذه الوسوسة واستجاب لغريزته ينهار لديه هذا المبدأ تماماً ، وكذلك الحال في ما يتعلّق بالعقائد أو بالأفكار أو السلوك الراشد ، وحتّى فيما يتعلّق بالطهارة والنجاسة أو في ما يتعلّق بالإتيان بالصلاة ، وغيرها .

:7:- إذا اهتمّ الإنسانُ بالوسوسة فسيُصاب نتيجة ذلك بهلوسة ، ويُصاب بعوارض نفسيّة جديدة ومتأزّمة ، قد يفقد فيها الاعتدالَ الإدراكي والاستقامةَ النفسيّةَ السليمةَ.

:8:- إنَّ الْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ بعد أن يُوسوس فجأةً - بعد ذلك يَغيبُ ، فحضوره ليس بشكل دائم ، وإنّما هو مِثل الإغارة على النفس ، يَغيرُ لحظةً فيغيبُ ، ثُمَّ يَرجعُ مرّةً أخرى ، إذن في ذِكرِ الْخَنَّاسِ إشارةٌ أنّه يوسوِسُ ويَغيبُ ، فهو لا يفصح عن نفسه بالشَكل المعقول ، وإنّما يقتصر عمله على الإيذاء ، يؤذي أذىً ويَهربُ ، فوصف الْخَنَّاسِ هو إشارةٌ إلى نقطة ضَعف    الْوَسْوَاسِ ، وهذا ينفع في مقام التلقين النفسي والعلاج ، وأنّه لا يستمر على منوال واحد ، وإنّما هو خطراتٌ تأتي وتزول ، فالوسوسةُ هي نحو من الإغارةِ الغادرةِ على النفسِ الإنسانيّة .
________________________________________________

:   فوائدٌ تفسيريّةٌ في سورة النّاس ، ألقاها علينا سماحةُ سيّدنا الأُستاذ الفاضل مُحَمّد باقر السيستاني ، دامت بركاتُه ، في عِدَة مُحاضراتٍ ، وكان آخرها - اليوم ، الأربعاء ، السابع من جمادى الآخرة ،1440 هجري ،  13-2- 2019م .

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:54 ص

الاثنين، 6 أغسطس 2018





قصة واقعية رااائعة..

في عام 1979، قرر جدي أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية - ولاية كاليفورنيا- تاركاً
خلفه وطنه الحبيب سوريا ليبدأ حياةً جديدةً هناك...
كانت الترتيبات تقضي أن يسافر جدي في البداية لوحده، ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك..
كانت رحلتهم إلى أميركا بتاريخ ٢٥/٥/١٩٧٩م تتضمن النزول أولاً في ولاية نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة إلى كاليفورنيا.
في نيويورك، كان قرار الجهات الأمنية يلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب "الغرين كارد" قبل السفر للمحطة التالية.
كانت عمّتي هالة بذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترة بسيطة، ولما طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورة شخصية لها لإتمام المعاملة، رفضت !! ووضَّح الموظفون لها أكثر من مرة، أنها لن تحصل على "الغرين كارد" ولن تسافر إلى محطتها التالية إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس، وبالتالي فإنها لن تستطيع اللحاق بالرحلة القادمة!!
بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقد صبرها .. فلم يبقَ إلا الوقتُ القليل على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال.. لذلك كانت تتوسل لابنتها هالة أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة (من باب الاضطرار)، ولكن عمّتي ظلت مُصرَّةً على موقفها...
استدعى الموظفون بعض المسؤولين الكبار في المطار كمحاولة لاقناعها، ولكنها كانت ثابتةً على موقفها وقالت لهم: لا يهم مَن تستدعون، فلن أخلع حجابي .. 
وبعد مرور 3 ساعات ساخنة من الحوار والجدال مع مسؤولي الأمن، وافقوا أخيراًً على
التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب..
ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الوقت وأقلعت طائرتهم المتجهة لشيكاغو .. واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلة كاملة في نيويورك.
بطبيعة الحال، كانت جدتي في تلك اللحظات
تصبُّ جامَ غضبها على عمتي، وتتذمر مما فعلتْ ومن عنادها الذي كلفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي. وفي اليوم التالي، وصلت رحلتهم إلى كاليفورنيا وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدق أنه يراهم أمامه أحياء!!
كان يقول لهم وسط دموعه: اللهم لك الحمد .. اللهم لك
الحمد أنّكم على قيد الحياة !!
كانوا مستغربين من لهفته تلك وتعجبه من أنهم ما زالوا أحياء، فكان رده الصادم :
رحلتكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس (رحلة رقم 191) على الخطوط الأمريكية (AA)، تحطمت الطائرة نتيجة خلل في المحرك ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها (١٧١) راكباً!!!
كانت الصدمة والدهشة والفرحة والبكاء والحمد والشكر لله🌹🌹🌹 سيدَ الموقف في تلك اللحظات .. لأن الله نجاهم بفضله وكرمه ومن ثم بسبب بركات حجاب عمتي!!!
وهذه صورة عمتي التي
تصورتها ووضعتها  على معاملة الهجرة عند وصولهم إلى نيويورك قبل ٤٠ سنة تقريباً، والتي أنقذت بها حياتها وحياة أسرتها... صورة ترمز للشجاعة والعزة وفخر فتاةٍ مسلمة بحجابها.
    

https://www.instagram.com/p/BK9I-PChUS6/


علموا بناتكم قوة الثبات
على الدين والاعتزاز بتعاليمه..

قصة واقعية .. الحجاب والتمسك به





قصة واقعية رااائعة..

في عام 1979، قرر جدي أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية - ولاية كاليفورنيا- تاركاً
خلفه وطنه الحبيب سوريا ليبدأ حياةً جديدةً هناك...
كانت الترتيبات تقضي أن يسافر جدي في البداية لوحده، ثم تلحق به جدتي وأبناؤهم السبعة بعد ذلك..
كانت رحلتهم إلى أميركا بتاريخ ٢٥/٥/١٩٧٩م تتضمن النزول أولاً في ولاية نيويورك ثم السفر إلى شيكاغو قبل محطتهم الأخيرة إلى كاليفورنيا.
في نيويورك، كان قرار الجهات الأمنية يلزم جميع المهاجرين عند وصولهم تعبئة طلب "الغرين كارد" قبل السفر للمحطة التالية.
كانت عمّتي هالة بذلك الوقت قد تحجّبت منذ فترة بسيطة، ولما طلب منها الموظف المختص أن تخلع حجابها من أجل التقاط صورة شخصية لها لإتمام المعاملة، رفضت !! ووضَّح الموظفون لها أكثر من مرة، أنها لن تحصل على "الغرين كارد" ولن تسافر إلى محطتها التالية إلا إذا تصورت حاسرةَ الرأس، وبالتالي فإنها لن تستطيع اللحاق بالرحلة القادمة!!
بدأت جدتي المرهقةُ من السفر الطويل تفقد صبرها .. فلم يبقَ إلا الوقتُ القليل على إقلاع طائرتهم التي اشتروا تذاكرها بكل ما يملكونه من مال.. لذلك كانت تتوسل لابنتها هالة أن توافق على خلع الحجاب لأخذ الصورة (من باب الاضطرار)، ولكن عمّتي ظلت مُصرَّةً على موقفها...
استدعى الموظفون بعض المسؤولين الكبار في المطار كمحاولة لاقناعها، ولكنها كانت ثابتةً على موقفها وقالت لهم: لا يهم مَن تستدعون، فلن أخلع حجابي .. 
وبعد مرور 3 ساعات ساخنة من الحوار والجدال مع مسؤولي الأمن، وافقوا أخيراًً على
التقاط صورتها وهي مرتديةٌ الحجاب..
ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فات الوقت وأقلعت طائرتهم المتجهة لشيكاغو .. واضطروا عندها لشراء تذاكرَ جديدةٍ والبقاء ليلة كاملة في نيويورك.
بطبيعة الحال، كانت جدتي في تلك اللحظات
تصبُّ جامَ غضبها على عمتي، وتتذمر مما فعلتْ ومن عنادها الذي كلفهم فواتَ رحلتهم إلى مكان استقرارهم في كاليفورنيا مع جدي. وفي اليوم التالي، وصلت رحلتهم إلى كاليفورنيا وكان جدي باستقبالهم وهو يبكي غيرَ مصدق أنه يراهم أمامه أحياء!!
كان يقول لهم وسط دموعه: اللهم لك الحمد .. اللهم لك
الحمد أنّكم على قيد الحياة !!
كانوا مستغربين من لهفته تلك وتعجبه من أنهم ما زالوا أحياء، فكان رده الصادم :
رحلتكم الأصلية التي حجزتم عليها أمس (رحلة رقم 191) على الخطوط الأمريكية (AA)، تحطمت الطائرة نتيجة خلل في المحرك ومات جميع الركاب الذين كانوا على متنها (١٧١) راكباً!!!
كانت الصدمة والدهشة والفرحة والبكاء والحمد والشكر لله🌹🌹🌹 سيدَ الموقف في تلك اللحظات .. لأن الله نجاهم بفضله وكرمه ومن ثم بسبب بركات حجاب عمتي!!!
وهذه صورة عمتي التي
تصورتها ووضعتها  على معاملة الهجرة عند وصولهم إلى نيويورك قبل ٤٠ سنة تقريباً، والتي أنقذت بها حياتها وحياة أسرتها... صورة ترمز للشجاعة والعزة وفخر فتاةٍ مسلمة بحجابها.
    

https://www.instagram.com/p/BK9I-PChUS6/


علموا بناتكم قوة الثبات
على الدين والاعتزاز بتعاليمه..

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:18 ص

الخميس، 10 مايو 2018




السؤال: ما صحة الروايات التي تدعي بكاء الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام على قاتليه؟

الجواب: هو خبر وحيد لم تروه الكتب المعتبرة من الفريقين، لكن مع ذلك لا يمكن نفيه، وليس عن أخلاق القرآن وجده وأبيه وأخيه ببعيد. فالقرآن يقول في حق النبي صلى الله عليه وآله: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (الكهف: 6)، يعني: لعلك قاتل نفسك جزعاً عليهم، وفي تفسير القمي وغیره: عن الباقر عليه السلام يقول: "قاتل نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث بهذا القرآن أسفاٌ متعلق بباخع نفسك وهو فرط الحزن والغضب"، والبخع يعني أهلاك النفس من شدة الغم، وقال سبحانه: ﴿ ... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ... (فاطر: 8)، أي: لا تقتل نفسك عليهم تحسراً وكمداً.

  وقد وردت الأخبار عن أمير المؤمنين(عليه السلام) حينما قاتله أهل الجمل أنه كان يبكي في خيمته، لما لحق بالأمة من الهوان والخذلان واتباع الشيطان .


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

بكاء الإمام الحسين "ع" على قاتليه




السؤال: ما صحة الروايات التي تدعي بكاء الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام على قاتليه؟

الجواب: هو خبر وحيد لم تروه الكتب المعتبرة من الفريقين، لكن مع ذلك لا يمكن نفيه، وليس عن أخلاق القرآن وجده وأبيه وأخيه ببعيد. فالقرآن يقول في حق النبي صلى الله عليه وآله: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (الكهف: 6)، يعني: لعلك قاتل نفسك جزعاً عليهم، وفي تفسير القمي وغیره: عن الباقر عليه السلام يقول: "قاتل نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث بهذا القرآن أسفاٌ متعلق بباخع نفسك وهو فرط الحزن والغضب"، والبخع يعني أهلاك النفس من شدة الغم، وقال سبحانه: ﴿ ... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ... (فاطر: 8)، أي: لا تقتل نفسك عليهم تحسراً وكمداً.

  وقد وردت الأخبار عن أمير المؤمنين(عليه السلام) حينما قاتله أهل الجمل أنه كان يبكي في خيمته، لما لحق بالأمة من الهوان والخذلان واتباع الشيطان .


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  12:44 م

السبت، 5 مايو 2018


السؤال: ما حكم من لا يخمس ولا يصلي ولا يصوم ولا يتعبد ولكنه ذو عقيدة صحيحة؟ هل يدخل الجنة أم النار؟ وهل يطاله عذاب القبر أم لا؟


الجواب: الأصل في النجاة في الآخرة هو الاعتقاد الحق الذي عليه محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، وموالاتهم والبراءة من أعدائهم، وأن من كان على ولاية أهل البيت فلا يخلد في النار حتماً، ويدخل الجنة يقيناً، وأما غيرهم فحسب القاعدة وأحاديث أئمة الهدى صلوات الله عليهم لا يستحقون الجنة، إلا ما رحم الله
لكن العقيدة الحقة كذلك تحتاج إلى العمل الصالح الذي تصعد به إلى بارئها، كما قال تبارك وتعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" (فاطر: 10). ومن غير العمل الصالح، أو مع المعاصي، والعياذ بالله، فإن الحساب ينتظره. ولذلك كان لا بد من التوبة والأوبة، والقضاء مع القدرة، ثم تأتي الشفاعة، واستغفار الملائكة وغيرها من الكرامات الإلهية الكثيرة التي قصد المولى عز وجل بها رحمة العباد وغمرهم بجوده وكرمه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

إشترك في خدمة طريق الفضيلة للواتس اب:

هل العقيدة الصحيحة فقط تنجي من النار؟


السؤال: ما حكم من لا يخمس ولا يصلي ولا يصوم ولا يتعبد ولكنه ذو عقيدة صحيحة؟ هل يدخل الجنة أم النار؟ وهل يطاله عذاب القبر أم لا؟


الجواب: الأصل في النجاة في الآخرة هو الاعتقاد الحق الذي عليه محمد وآل محمد صلوات الله عليهم، وموالاتهم والبراءة من أعدائهم، وأن من كان على ولاية أهل البيت فلا يخلد في النار حتماً، ويدخل الجنة يقيناً، وأما غيرهم فحسب القاعدة وأحاديث أئمة الهدى صلوات الله عليهم لا يستحقون الجنة، إلا ما رحم الله
لكن العقيدة الحقة كذلك تحتاج إلى العمل الصالح الذي تصعد به إلى بارئها، كما قال تبارك وتعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" (فاطر: 10). ومن غير العمل الصالح، أو مع المعاصي، والعياذ بالله، فإن الحساب ينتظره. ولذلك كان لا بد من التوبة والأوبة، والقضاء مع القدرة، ثم تأتي الشفاعة، واستغفار الملائكة وغيرها من الكرامات الإلهية الكثيرة التي قصد المولى عز وجل بها رحمة العباد وغمرهم بجوده وكرمه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

إشترك في خدمة طريق الفضيلة للواتس اب:

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:26 م

الأحد، 29 أبريل 2018




السؤال: ما تقييمكم لإنجيل برنابا؟

الجواب: هو إنجيل منسوب إلى أحد حواريي عيسى بن مريم، ويدعى يوسف أحد اللاويين، وهو خال مرقس صاحب أحد الأناجيل الأربعة، وكان يوسف هذا معروفاً بالدين وكثرة الوعظ، لذلك أطلقوا عليه لقب (برنابا) أي: ابن الوعظ، وإن أقدم خبر وصلنا عن إنجيل برنابا كان فی حدود عام (492) م، وذلك حين أصدر البابا (جلاسيوس) الأول أمراً يحرم فيه مطالعة عدد من الكتب، كان منها كتاب يسمَّى (إنجيل برنابا) وهذا كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله، ثم لم يظهر له خبر بعد ذلك إلا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي حيث عثر أحد الرهبان اللاتينيين وهو (فرامرينو) على رسائل (لإريانوس) يندد فيها ببولس، وأسند (إريانوس) تنديده هذا إلى إنجيل برنابا. فحرص هذا الراهب على الاطِّلاع على هذا الإنجيل.

ويختلف هذا الإنجيل عن سائر الأناجيل بتبنيه لفكرة عبودية السيد المسيح لله، وتوحيده سبحانه، وبتصريحه بنبوة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله، وذكر صفاته. هذا ولكن الكنيسة والسلطات الكنسية لم تقبل بهذا الإنجيل، واعتبرته مزيفاً، وادعت أنه يخالف التاريخ والجغرافيا وثوابت الدين المسيحي، وما يزال الجدل محتدماً بين مؤيد ورافض، وكلٌّ يسوق دلائله وشواهده

والراجح لمجموعة من الشواهد والقرائن صحة النسبة المذكورة. وعلى كل حال، سواءً صدقت النسبة أم لم تصدق فإن إبطال الثالوث المسيحي، ونسبة الصلب والفداء والقتل، وأمثال ذلك مما لا يتوقف على ثبوت صحة هذا الإنجيل أو سواه، فالأدلة المفندة له كثيرة ومتقنة وواضحة بحمد الله تعالى.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما تقييمكم لإنجيل برنابا؟




السؤال: ما تقييمكم لإنجيل برنابا؟

الجواب: هو إنجيل منسوب إلى أحد حواريي عيسى بن مريم، ويدعى يوسف أحد اللاويين، وهو خال مرقس صاحب أحد الأناجيل الأربعة، وكان يوسف هذا معروفاً بالدين وكثرة الوعظ، لذلك أطلقوا عليه لقب (برنابا) أي: ابن الوعظ، وإن أقدم خبر وصلنا عن إنجيل برنابا كان فی حدود عام (492) م، وذلك حين أصدر البابا (جلاسيوس) الأول أمراً يحرم فيه مطالعة عدد من الكتب، كان منها كتاب يسمَّى (إنجيل برنابا) وهذا كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله، ثم لم يظهر له خبر بعد ذلك إلا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي حيث عثر أحد الرهبان اللاتينيين وهو (فرامرينو) على رسائل (لإريانوس) يندد فيها ببولس، وأسند (إريانوس) تنديده هذا إلى إنجيل برنابا. فحرص هذا الراهب على الاطِّلاع على هذا الإنجيل.

ويختلف هذا الإنجيل عن سائر الأناجيل بتبنيه لفكرة عبودية السيد المسيح لله، وتوحيده سبحانه، وبتصريحه بنبوة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله، وذكر صفاته. هذا ولكن الكنيسة والسلطات الكنسية لم تقبل بهذا الإنجيل، واعتبرته مزيفاً، وادعت أنه يخالف التاريخ والجغرافيا وثوابت الدين المسيحي، وما يزال الجدل محتدماً بين مؤيد ورافض، وكلٌّ يسوق دلائله وشواهده

والراجح لمجموعة من الشواهد والقرائن صحة النسبة المذكورة. وعلى كل حال، سواءً صدقت النسبة أم لم تصدق فإن إبطال الثالوث المسيحي، ونسبة الصلب والفداء والقتل، وأمثال ذلك مما لا يتوقف على ثبوت صحة هذا الإنجيل أو سواه، فالأدلة المفندة له كثيرة ومتقنة وواضحة بحمد الله تعالى.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:56 م
back to top