جميع المواضيع

الجمعة، 31 يناير 2014

السؤال: ماسبب تحريم الانتحار ؟ وما الحكمة من تحريمه؟

الجواب: قال الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً، وكان ذلك على الله يسيراً» (النساء: 29و30). وعن الإمام الباقر عليه السلام: «ان المؤمن يبتلى بكل بلية، ويموت بكل ميتة، إلا أنه لا يقتل نفسه» وعن الإمام الصادق عليه السلام في رواية صحيحة قال: «من قتل نفسه متعمداً فهو في نار جهنّم خالداً فيها».
ثم إن حكمته ومشيئته اقتضتا أن يتفاضل الخلق في الثواب والعقاب بحسب ما يتعرضون له من السراء والضراء، والبلاء والرخاء، وإن اختياره لأوليائه، وأنبيائه ليس اعتباطيّاً ومن دون سبب ودليل، بل لكمالات توفّروا عليها، ولإرادة صلبة في الخير جنحوا إليها مع كل ما كانوا يرونه فيها من تضحيات جسام، وذوبان تام لذواتهم في الله وفي مرضاته عز وجل. وقد أراد الله الخير وأمر به وباتّباعه، ولكنه سبحانه جعل الطريق إليه محفوفاً بالمكاره والعقبات على اختلافها. فقال سبحانه: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (أي لا يمتحنون ولا يبتلون) ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت:2و3) وقال: «إن في ذلك لآيات وإن كنّا لمبتلين» (المؤمنون:30). وقال: «ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب» (آل عمران: 169) وقال: «أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون» (التوبة: 16) وقال: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» (محمد: 21) وقال: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب» (البقرة: 214).
 فالابتلاء إذن سنة حتميّة قضاها الله سبحانه على كل مخلوق كائناً من كان. وحينما جاء أحدهم الى الإمام الصادق عليه السلام يسأله أن يدعو الله له بعدم الابتلاء، أجابه: إن ذلك مما لا يكون، ولكن ادع الله أن لا يبتليك بمضلات الفتن. بل ان المتيقن من السنة والنصوص الشرعية أن البلاء على قدر القرب من الله. فعن الإمام الصادق عليه السلام: «أن أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل» (الكافي: 2/252/1) . وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «أن البلاء أسرع الى المؤمن التقي من المطر الى قرار الأرض» (بحار الانوار: 67/222). وحين سأل سدير الإمام الباقر عليه السلام هل يبتلي الله المؤمن؟ قال عليه السلام: وهل يبتلى الاّ المؤمن؟! (البحار: 67/241).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لم حرّم الانتحار في الإسلام؟

السؤال: ماسبب تحريم الانتحار ؟ وما الحكمة من تحريمه؟

الجواب: قال الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً، وكان ذلك على الله يسيراً» (النساء: 29و30). وعن الإمام الباقر عليه السلام: «ان المؤمن يبتلى بكل بلية، ويموت بكل ميتة، إلا أنه لا يقتل نفسه» وعن الإمام الصادق عليه السلام في رواية صحيحة قال: «من قتل نفسه متعمداً فهو في نار جهنّم خالداً فيها».
ثم إن حكمته ومشيئته اقتضتا أن يتفاضل الخلق في الثواب والعقاب بحسب ما يتعرضون له من السراء والضراء، والبلاء والرخاء، وإن اختياره لأوليائه، وأنبيائه ليس اعتباطيّاً ومن دون سبب ودليل، بل لكمالات توفّروا عليها، ولإرادة صلبة في الخير جنحوا إليها مع كل ما كانوا يرونه فيها من تضحيات جسام، وذوبان تام لذواتهم في الله وفي مرضاته عز وجل. وقد أراد الله الخير وأمر به وباتّباعه، ولكنه سبحانه جعل الطريق إليه محفوفاً بالمكاره والعقبات على اختلافها. فقال سبحانه: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون (أي لا يمتحنون ولا يبتلون) ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت:2و3) وقال: «إن في ذلك لآيات وإن كنّا لمبتلين» (المؤمنون:30). وقال: «ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب» (آل عمران: 169) وقال: «أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون» (التوبة: 16) وقال: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» (محمد: 21) وقال: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب» (البقرة: 214).
 فالابتلاء إذن سنة حتميّة قضاها الله سبحانه على كل مخلوق كائناً من كان. وحينما جاء أحدهم الى الإمام الصادق عليه السلام يسأله أن يدعو الله له بعدم الابتلاء، أجابه: إن ذلك مما لا يكون، ولكن ادع الله أن لا يبتليك بمضلات الفتن. بل ان المتيقن من السنة والنصوص الشرعية أن البلاء على قدر القرب من الله. فعن الإمام الصادق عليه السلام: «أن أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل» (الكافي: 2/252/1) . وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «أن البلاء أسرع الى المؤمن التقي من المطر الى قرار الأرض» (بحار الانوار: 67/222). وحين سأل سدير الإمام الباقر عليه السلام هل يبتلي الله المؤمن؟ قال عليه السلام: وهل يبتلى الاّ المؤمن؟! (البحار: 67/241).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:36 م

0 التعليقات:

الخميس، 30 يناير 2014

السؤال: هل حديث رد الشمس لعلي صحيح ؟ ألم يكن يجب أن يصلي العصر في وقتها ؟

الجواب: الحديث فوق الصحة لتواتره، واستفاضته  عند سائر المسلمين. الأصل في أداء الصلاة في وقتها هو طاعة الله وطاعة رسوله، وما حصل كان كذلك.
ولزيادة التفصيل: أجاب بعض الفقهاء رحمهم الله، كالسيد المرتضى علم الهدى في شرح البائية للسيد الحميري، على هذين الأمرين. ومآل جوابه قدس سره مع شيء من الزيادة والنقصان إلى: أنه عليه السلام لم يفعل ذلك إلا بعذر مقبول عند الله سبحانه، فإن النبي صلى الله عليه وآله قد وضع رأسه في حجره، وطاعة النبي طاعة الله، واعتذاره أو تعلله يعدّ أذى واضحاً للنبي صلى الله عليه وآله، وأذى النبي أذى لله سبحانه. بل لا يبعد كونه عليه أفضل الصلاة والسلام كان مأموراً بتأخير الصلاة ذلك اليوم لإظهار فضله، بظهور المعجز الباهر من أجله.
وجواب آخر: أنه صلوات الله عليه لم تفته الصلاة أصلاً، وإنما الفائت هو وقت فضيلتها، وكان السبب في ذلك إطاعة النبي، صلى الله عليه وآله، في المرة الأولى، والشغل بالحرب أو بتنظيم العسكر في المرة الثانية، فهو على هذا صلاها في وقتها، فأرجعها الله له ليصليها في وقت فضيلتها إكراماً وإعظاماً، وبياناً لمقامه السامي الذي لا يدانيه فيه غيره، سوى ما كان من يوشع النبي عليه السلام. والتأمل في الروايات يقضي بقبول هذا المحمل الثاني أيضاً.
وأما إمكان هذا الأمر من الناحية الفلكية، فقد أجابوا عنه أيضاً بعدة أجوبة:
منها: أنه ليس ممتنعاً عقلاً، وقد دل عليه النقل الصحيح، بل استفاض به النقل لدى كل المسلمين. وقد صرح جملة من كبار علماء أهل السنة بأن الإيمان به لازم وضروري، لأن فيه إثباتاً لنبوة النبي ومعاجزه الباهرة صلى الله عليه وآله وسلم. وأحاديثه صحاح عند الفريقين معاً.
فقد قال الطحاوي بعد نقل عدة روايات عن رد الشمس لأمير المؤمنين، ومنها رواية أسماء بنت عميس: « قال أبو جعفر: وکل هذه الأحاديث من علامات النبوة، و قد حکی لي علي بن عبدالرحمن بن المغيرة عن أحمد بن صالح أنه کان يقول: لا ينبغي لمن کان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماﺀ الذي رواه لنا عنه ؛ لأنه من أجل علامات النبوة » (مشکل الآثار ج3  ص63 بذيل الحديث 902). وقال: « و هذان الحديثان ثابتان و رواتهما ثقات » (اللآلئ المصنوعة ج1  ص309).
وقال جلال الدين السيوطي: « حديث أن الشمس ردت علی علي بن أبي طالب ؛ قال أحمد: لا أصل له. قلت: أخرجه ابن منده و ابن شاهين من حديث أسماﺀ بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، و إسنادهما حسن. و ممن صححه الطحاوي والقاضي عياض. و قد ادعى ابن الجوزي أنه موضوع؛ فأخطأ کما بيّنه فی مختصر الموضوعات وفي التعقيبات»(الدرر المنتثرة فی الأحاديث المشتهرة ص23).
 ثم قال: « و مما يشهد بصحة ذلك قول الإمام الشافعي و غيره ما أوتي نبي معجزة إلاّ أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها و قد صح أن الشمس حبست علی يوشع ليالي قاتل الجبارين فلا بد أن يکون لنبينا نظير ذلك فکانت هذه القصة نظير تلك و الله أعلم »(همان 312).
وقال ابن حجر العسقلانی: «و هذا أبلغ فی المعجزة. و قد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له فی الموضوعات، وکذا ابن تيمية فی کتاب الرد علی الروافض فی زعم وضعه» (فتح الباري ج6 ص222).
ومنها: أن الذي حصل أمر لا يمكن لآحاد الناس وعوامّهم أن يلتفتوا إليه لأنه حصل بشكل سريع، خصوصاً على الروايات التي تقول إن الشمس لم تغرب بعد. بل حتى التي تقول بحصول الغروب فإن الغروب الحاصل كان في بقعة خاصة، وكان ملاصقاً للغروب، وعاد إلى حالته الطبيعية بعد الصلاة مباشرة. فالناس حتى لو انتبهوا فربما حسبوه سحاباً غمّ على الشمس عدة دقائق ثم ما لبث أن انقشع، ولم يتوقفوا عنده أو يستغربوه.
ومنها: أن هذا الحدث قد دونه فعلاً أصحاب الرصد والنجوم. وقد وثقته بعض الموسوعات كالموسوعة البريطانية، وحددته باليوم والسنة، فيمكن مراجعته.
وأما ما جاء في السؤال من كون الذي يدور حول الآخر إنما هو الأرض وليس الشمس، فهو مع صحته لا ينافي هذه الأحاديث، فإنه تخاطب الناس بما يفهمون ويستوعبون، فعبرت لهم برد الشمس. خصوصاً وإن الذي يشاهده الناس ظاهراً هو حركة الشمس وثبوت الأرض، لكونهم ثابتين على الأرض. والمراد الواقعي هو وقوع الأرض والشمس بوضع معين بحيث يكون النهار حاصلاً والشمس طالعة. ولزيادة الاطلاع يمكن مراجعة بحار الأنوار: ج41 ص185، وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

حديث رد الشمس لعلي عليه السلام ثابت عند الفريقين؟

السؤال: هل حديث رد الشمس لعلي صحيح ؟ ألم يكن يجب أن يصلي العصر في وقتها ؟

الجواب: الحديث فوق الصحة لتواتره، واستفاضته  عند سائر المسلمين. الأصل في أداء الصلاة في وقتها هو طاعة الله وطاعة رسوله، وما حصل كان كذلك.
ولزيادة التفصيل: أجاب بعض الفقهاء رحمهم الله، كالسيد المرتضى علم الهدى في شرح البائية للسيد الحميري، على هذين الأمرين. ومآل جوابه قدس سره مع شيء من الزيادة والنقصان إلى: أنه عليه السلام لم يفعل ذلك إلا بعذر مقبول عند الله سبحانه، فإن النبي صلى الله عليه وآله قد وضع رأسه في حجره، وطاعة النبي طاعة الله، واعتذاره أو تعلله يعدّ أذى واضحاً للنبي صلى الله عليه وآله، وأذى النبي أذى لله سبحانه. بل لا يبعد كونه عليه أفضل الصلاة والسلام كان مأموراً بتأخير الصلاة ذلك اليوم لإظهار فضله، بظهور المعجز الباهر من أجله.
وجواب آخر: أنه صلوات الله عليه لم تفته الصلاة أصلاً، وإنما الفائت هو وقت فضيلتها، وكان السبب في ذلك إطاعة النبي، صلى الله عليه وآله، في المرة الأولى، والشغل بالحرب أو بتنظيم العسكر في المرة الثانية، فهو على هذا صلاها في وقتها، فأرجعها الله له ليصليها في وقت فضيلتها إكراماً وإعظاماً، وبياناً لمقامه السامي الذي لا يدانيه فيه غيره، سوى ما كان من يوشع النبي عليه السلام. والتأمل في الروايات يقضي بقبول هذا المحمل الثاني أيضاً.
وأما إمكان هذا الأمر من الناحية الفلكية، فقد أجابوا عنه أيضاً بعدة أجوبة:
منها: أنه ليس ممتنعاً عقلاً، وقد دل عليه النقل الصحيح، بل استفاض به النقل لدى كل المسلمين. وقد صرح جملة من كبار علماء أهل السنة بأن الإيمان به لازم وضروري، لأن فيه إثباتاً لنبوة النبي ومعاجزه الباهرة صلى الله عليه وآله وسلم. وأحاديثه صحاح عند الفريقين معاً.
فقد قال الطحاوي بعد نقل عدة روايات عن رد الشمس لأمير المؤمنين، ومنها رواية أسماء بنت عميس: « قال أبو جعفر: وکل هذه الأحاديث من علامات النبوة، و قد حکی لي علي بن عبدالرحمن بن المغيرة عن أحمد بن صالح أنه کان يقول: لا ينبغي لمن کان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماﺀ الذي رواه لنا عنه ؛ لأنه من أجل علامات النبوة » (مشکل الآثار ج3  ص63 بذيل الحديث 902). وقال: « و هذان الحديثان ثابتان و رواتهما ثقات » (اللآلئ المصنوعة ج1  ص309).
وقال جلال الدين السيوطي: « حديث أن الشمس ردت علی علي بن أبي طالب ؛ قال أحمد: لا أصل له. قلت: أخرجه ابن منده و ابن شاهين من حديث أسماﺀ بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، و إسنادهما حسن. و ممن صححه الطحاوي والقاضي عياض. و قد ادعى ابن الجوزي أنه موضوع؛ فأخطأ کما بيّنه فی مختصر الموضوعات وفي التعقيبات»(الدرر المنتثرة فی الأحاديث المشتهرة ص23).
 ثم قال: « و مما يشهد بصحة ذلك قول الإمام الشافعي و غيره ما أوتي نبي معجزة إلاّ أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها و قد صح أن الشمس حبست علی يوشع ليالي قاتل الجبارين فلا بد أن يکون لنبينا نظير ذلك فکانت هذه القصة نظير تلك و الله أعلم »(همان 312).
وقال ابن حجر العسقلانی: «و هذا أبلغ فی المعجزة. و قد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له فی الموضوعات، وکذا ابن تيمية فی کتاب الرد علی الروافض فی زعم وضعه» (فتح الباري ج6 ص222).
ومنها: أن الذي حصل أمر لا يمكن لآحاد الناس وعوامّهم أن يلتفتوا إليه لأنه حصل بشكل سريع، خصوصاً على الروايات التي تقول إن الشمس لم تغرب بعد. بل حتى التي تقول بحصول الغروب فإن الغروب الحاصل كان في بقعة خاصة، وكان ملاصقاً للغروب، وعاد إلى حالته الطبيعية بعد الصلاة مباشرة. فالناس حتى لو انتبهوا فربما حسبوه سحاباً غمّ على الشمس عدة دقائق ثم ما لبث أن انقشع، ولم يتوقفوا عنده أو يستغربوه.
ومنها: أن هذا الحدث قد دونه فعلاً أصحاب الرصد والنجوم. وقد وثقته بعض الموسوعات كالموسوعة البريطانية، وحددته باليوم والسنة، فيمكن مراجعته.
وأما ما جاء في السؤال من كون الذي يدور حول الآخر إنما هو الأرض وليس الشمس، فهو مع صحته لا ينافي هذه الأحاديث، فإنه تخاطب الناس بما يفهمون ويستوعبون، فعبرت لهم برد الشمس. خصوصاً وإن الذي يشاهده الناس ظاهراً هو حركة الشمس وثبوت الأرض، لكونهم ثابتين على الأرض. والمراد الواقعي هو وقوع الأرض والشمس بوضع معين بحيث يكون النهار حاصلاً والشمس طالعة. ولزيادة الاطلاع يمكن مراجعة بحار الأنوار: ج41 ص185، وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  5:25 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 29 يناير 2014

السؤال: إن الموحدين يقولون بأنه يوجد محرك لكل جسم من الأجسام في هذا الكون، وهو الخالق جل وعلا. أما الملاحدة فيدّعون بأن الكثير من الأجسام تسير بلا محرك، ويثبتون ذلك من خلال قوانين الفيزياء الحديثة المعروفة.

الجواب: إن علماء الطبيعة وإن كشفوا عن قوىً كامنة في الأشياء واستطاعوا أن يثبتوها، إلا أنهم إنما يبرهنون بذلك على وجود قوانين وسنن في الكون والموجودات كعلل ومعاليل، وفعل وانفعال.
لكن السؤال ينبغي أن ينتقل إلى تلك السنن والقوانين نفسها، فمن ذا الذي أوجدها وبثها فيها؟ ومن غير الصحيح القول: بأنها هي التي أوجدت نفسها بنفسها؛ فإن هذا واضح الاستحالة، والاستخفاف بالعقل. فلا بد من القول بأن سبب وجودها علة غيرها. وتلك العلة الموجدة حتى وإن كانت معلولة لغيرها أيضاً، لكن لا بد من انتهائها إلى علة أصيلة لا تكون معلولة من غيرها، وإلا لاستحال أن توجد، بسبب استحالة تسلسل العلل!.
فلم يبق إلا القول بوجود علة أصيلة لا تستمد وجودها من علة سابقة عليها، وهي التي تكون علة العلل لكل الموجودات الكونية. وهذه العلة ليست سوى الله سبحانه وتعالى وإرادته. وهذا بالطبع لا ينافي القول بأثر القوانين الفيزيائية أو غيرها، فإن موجد تلك القوانين جميعها هو الله الخالق البارئ المهيمن على كل شيء. ولو تأملنا قليلاً لأدركنا أن العلة كما هي ضرورية لوجود أي شيء، فهي كذلك ضرورية لبقائه واستمرار وجوده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لا مؤثر في الوجود إلا الله (لا إله إلا الله)

السؤال: إن الموحدين يقولون بأنه يوجد محرك لكل جسم من الأجسام في هذا الكون، وهو الخالق جل وعلا. أما الملاحدة فيدّعون بأن الكثير من الأجسام تسير بلا محرك، ويثبتون ذلك من خلال قوانين الفيزياء الحديثة المعروفة.

الجواب: إن علماء الطبيعة وإن كشفوا عن قوىً كامنة في الأشياء واستطاعوا أن يثبتوها، إلا أنهم إنما يبرهنون بذلك على وجود قوانين وسنن في الكون والموجودات كعلل ومعاليل، وفعل وانفعال.
لكن السؤال ينبغي أن ينتقل إلى تلك السنن والقوانين نفسها، فمن ذا الذي أوجدها وبثها فيها؟ ومن غير الصحيح القول: بأنها هي التي أوجدت نفسها بنفسها؛ فإن هذا واضح الاستحالة، والاستخفاف بالعقل. فلا بد من القول بأن سبب وجودها علة غيرها. وتلك العلة الموجدة حتى وإن كانت معلولة لغيرها أيضاً، لكن لا بد من انتهائها إلى علة أصيلة لا تكون معلولة من غيرها، وإلا لاستحال أن توجد، بسبب استحالة تسلسل العلل!.
فلم يبق إلا القول بوجود علة أصيلة لا تستمد وجودها من علة سابقة عليها، وهي التي تكون علة العلل لكل الموجودات الكونية. وهذه العلة ليست سوى الله سبحانه وتعالى وإرادته. وهذا بالطبع لا ينافي القول بأثر القوانين الفيزيائية أو غيرها، فإن موجد تلك القوانين جميعها هو الله الخالق البارئ المهيمن على كل شيء. ولو تأملنا قليلاً لأدركنا أن العلة كما هي ضرورية لوجود أي شيء، فهي كذلك ضرورية لبقائه واستمرار وجوده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:38 م

1 التعليقات:

الثلاثاء، 28 يناير 2014


 السؤال: ما معنى (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)؟

الجواب: في يوم القيامة لا يكون شيء إلا وملك على أطرافه، على هيئة الجنود المنتظرين لأوامر الله عز وجل. ويحمل العرش يومئذ ثمانية. وفي بعض الروايات أنهم من الملائكة، وفي بعضها أنهم من البشر؛ أربعة من الأولين هم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، ومن الآخرين أيضاً أربعة هم: رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم وعلى آلهم أجمعين.
وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للنصراني: "إن الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر، وربك عز وجل مالكه ، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء، وأمر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه" (بحار الأنوار: ج3 ص334).
وفيه: عن علي بن الحسين عليهما السلام في حديث طويل قال: "له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل ، يسبحون الليل والنهار لايفترون" (التوحيد، للشيخ الصدوق: 325 - 326).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ملائكة الأرجاء وحملة العرش


 السؤال: ما معنى (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)؟

الجواب: في يوم القيامة لا يكون شيء إلا وملك على أطرافه، على هيئة الجنود المنتظرين لأوامر الله عز وجل. ويحمل العرش يومئذ ثمانية. وفي بعض الروايات أنهم من الملائكة، وفي بعضها أنهم من البشر؛ أربعة من الأولين هم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، ومن الآخرين أيضاً أربعة هم: رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم وعلى آلهم أجمعين.
وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للنصراني: "إن الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر، وربك عز وجل مالكه ، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء، وأمر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه" (بحار الأنوار: ج3 ص334).
وفيه: عن علي بن الحسين عليهما السلام في حديث طويل قال: "له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل ، يسبحون الليل والنهار لايفترون" (التوحيد، للشيخ الصدوق: 325 - 326).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:23 م

0 التعليقات:

الاثنين، 27 يناير 2014

هل للمؤمن مرتبة ومقام أعلى من الشهادة في سبيل الله وكيف يصل المؤمن إلى الكمال المطلوب؟

الجواب: مقام الإنسان يتحدد بمجموع ما له وعليه. وقد ذكرت بعض الروايات: أن بر القتل والاستشهاد في سبيل الله هو أفضل البر، أو من أفضله. ولكن ثمة فضائل أخرى لا بد من احتسابها والنظر إليها أيضاً، كالعلم والجهاد والزهد والعبادة والدين والإيمان وما إلى ذلك من مظاهر الكمال والجمال، فمقام الفرد يكون بمجموع ذلك كله.
 وعليه يمكن أن يكون المجموع عند شخص أكثر منه عند شهيد. وقد ورد بأن "مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء" (من لا يحضره الفقيه: ج4 ص398 باب2 ح5853، وفيه: (إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)).
 وفي القرآن الكريم: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 13). بل إن الله سبحانه يبيّن أن البر إنما يتقوم بقدر ما يكون له من تقوى؛ قال سبحانه: " ولكن البر من اتقى " (البقرة: 189)
ومن هنا اختلفت الألسنة في الأحاديث، باختلاف الزاوية التي نظرت إليها فجاء فيها: أن أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب إليه - وإن نقصه وكرثه - من الباطل وإن جر إليه فائدة وزاده (بحار الانوار: ج33 ص371). وجاء: أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة المحبون لله المتحابون فيه(بحار الانوار: ج66 ص251). وجاء: أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده وتفرغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر ؟ (بحار الانوار: ج67 ص253).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس إيماناً أحسنهم خُلقاً(بحار الانوار: ج68 ص383). وقال صلى الله عليه وآله: أفضل الناس عند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة المحسن يكفر إحسانه(بحار الانوار: ج72 ص44). وقال صلى الله عليه وآله: أيها الناس إن أفضل الناس عبداً تواضع عن رفعة، وزهد عن رغبة، وأنصف عن قوة، وحلم عن قدرة(بحار الانوار: ج74 ص179). ألا وإن أفضل الناس عبد أخذ في الدنيا الكفاف، وصاحب فيها العفاف، وتزود للرحيل، وتأهب للمسير(بحار الانوار: ج74 ص179).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أفضل الناس من شغلته معايبه عن معايب الناس(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص122). وقال عليه السلام: أفضل الناس من جاهد هواه(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4903). وقال: أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدرة(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص122). وقال: أفضل الناس أعملهم بالرفق(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص126). وقال: أفضل الناس من تنزهت نفسه و زهد عن غنية(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4842). وقال: أفضل الناس من عصى هواه وأفضل منه من رفض دنياه(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4870). وقال: أفضل الناس السخي الموقن (غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح8455). وقال: أفضل الناس أنفعهم للناس(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص119). وقال:  أفضل الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء (بحار الانوار: ج68 ص350). وقال:إن أفضل الناس عند الله: من أحيا عقله، وأمات شهوته، وأتعب نفسه لصلاح آخرته (الكافي: 2 / 107 / 4.). وقال: إن أفضل الناس من حلم عن قدرة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوة (غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح5041).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أفضل منازل المؤمنين

هل للمؤمن مرتبة ومقام أعلى من الشهادة في سبيل الله وكيف يصل المؤمن إلى الكمال المطلوب؟

الجواب: مقام الإنسان يتحدد بمجموع ما له وعليه. وقد ذكرت بعض الروايات: أن بر القتل والاستشهاد في سبيل الله هو أفضل البر، أو من أفضله. ولكن ثمة فضائل أخرى لا بد من احتسابها والنظر إليها أيضاً، كالعلم والجهاد والزهد والعبادة والدين والإيمان وما إلى ذلك من مظاهر الكمال والجمال، فمقام الفرد يكون بمجموع ذلك كله.
 وعليه يمكن أن يكون المجموع عند شخص أكثر منه عند شهيد. وقد ورد بأن "مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء" (من لا يحضره الفقيه: ج4 ص398 باب2 ح5853، وفيه: (إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)).
 وفي القرآن الكريم: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 13). بل إن الله سبحانه يبيّن أن البر إنما يتقوم بقدر ما يكون له من تقوى؛ قال سبحانه: " ولكن البر من اتقى " (البقرة: 189)
ومن هنا اختلفت الألسنة في الأحاديث، باختلاف الزاوية التي نظرت إليها فجاء فيها: أن أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب إليه - وإن نقصه وكرثه - من الباطل وإن جر إليه فائدة وزاده (بحار الانوار: ج33 ص371). وجاء: أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة المحبون لله المتحابون فيه(بحار الانوار: ج66 ص251). وجاء: أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده وتفرغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر ؟ (بحار الانوار: ج67 ص253).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس إيماناً أحسنهم خُلقاً(بحار الانوار: ج68 ص383). وقال صلى الله عليه وآله: أفضل الناس عند الله منزلة وأقربهم من الله وسيلة المحسن يكفر إحسانه(بحار الانوار: ج72 ص44). وقال صلى الله عليه وآله: أيها الناس إن أفضل الناس عبداً تواضع عن رفعة، وزهد عن رغبة، وأنصف عن قوة، وحلم عن قدرة(بحار الانوار: ج74 ص179). ألا وإن أفضل الناس عبد أخذ في الدنيا الكفاف، وصاحب فيها العفاف، وتزود للرحيل، وتأهب للمسير(بحار الانوار: ج74 ص179).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أفضل الناس من شغلته معايبه عن معايب الناس(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص122). وقال عليه السلام: أفضل الناس من جاهد هواه(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4903). وقال: أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدرة(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص122). وقال: أفضل الناس أعملهم بالرفق(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص126). وقال: أفضل الناس من تنزهت نفسه و زهد عن غنية(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4842). وقال: أفضل الناس من عصى هواه وأفضل منه من رفض دنياه(غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح4870). وقال: أفضل الناس السخي الموقن (غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح8455). وقال: أفضل الناس أنفعهم للناس(عيون الحكم والمواعظ- علي بن محمد الليثي الواسطي: ص119). وقال:  أفضل الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء (بحار الانوار: ج68 ص350). وقال:إن أفضل الناس عند الله: من أحيا عقله، وأمات شهوته، وأتعب نفسه لصلاح آخرته (الكافي: 2 / 107 / 4.). وقال: إن أفضل الناس من حلم عن قدرة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوة (غرر الحكم و درر الكلم، للآمدي: ح5041).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:44 م

2 التعليقات:

السبت، 25 يناير 2014

السؤال: هنا مسألة دقيقة نرجو الاجابة عليها في السريع العاجل إن شاء الله.
رجل مجاهد متزوج لديه عيال ويشتغل في سلك الدعوة , عرضت عليه مؤمنة الزواج به والحال أنها قد أحبته وتعلق قلبها به لما لمسته فيه من مزايا إيمانية عالية فرفض معتذرا بكونه مشتغل في الجهاد ويخشى أن يصرفه الزواج بأخرى عن ذلك او يلتهي في ملذات الدنيا ويُسلبَ التوفيق أو يزيغ ويضل وأن يصرفه تحمل اعباء اسرة ثانية عن مشروعه الجهادي العقائدي.
فكان من أمر تلك المؤمنة أن تنازلت عن حقها وحق ابنائها مستقبلا في النفقة وذكرت له انها ستعيلهم وتعيل نفسها ولا تلزمه بشيء تجاههم جميعا ,كما انها لم تلزمه بوقت محدد للتردد عليها وقبلت بما يجود به وقته حتى لو كان مرة كل أربعة اشهر مثلا. ثم هي أيضا تشاطره ذات الهم وهي منشغلة ايضا في الجهاد العقائدي والدعوة وستكون خير عون له في طريقه الذي هو ماضٍ فيه
فالظاهر هنا أنّ احتمال جلب المصلحة من هذا الزواج مع كل ما قدّمته تلك المؤمنة من تنازلات الى جانب ما تتحلى به من مزايا أقوى من احتمال المفسدة التي يتوجس منها الرجل.
ولكن لو فرضنا أنّ المفسدة هي الاقرب وقلنا أنّ الرجل بحكم معرفته بنفسه فإنه يراها سريعة الانسياق لمباهج الدنيا وقد يفتح عليه الزواج بثانية بابا للتمادي واللهث خلف الملذات والنساء فيقلص ذلك من عطائه في الجهاد أو يؤدي الى ضلاله.
أقول لو سلمنا بذلك فرضا فإنّ هناك قضية أُخرى وهي أنّ تلك المؤمنة قد تعلق قلبها به حتى أضر ذلك بصحتها مع الاخذ بعين الاعتبار أنها تتوسل بالله تعالى وبمحمد وآله الاطهار ولكنها مع هذا مرضت جراء مشاعرها تلك وأضف إلى ذلك أنها رغم مداومتها على الاستغفار وقعت في فخ التعبير العاطفي بالشعر عن أحاسيسها تلك لكونها شاعرة فجنحت لتفريغ كل ذلك الكم من المشاعر من خلال ذلك المتنفس. انها عموما نتيجة تلك الاضطرابات تدخل في حال نفسية سيئة اضرت بطباعها وبتركيزها حتى في فرائضها. ورغم انها فيما بعد صارت تمتنع عن كتابة الشعر على الورق الا انها شاعرة مطبوعة فتتوارد الابيات في ذهنها ويلقيها ضميرها وهذا يشعرها بالالم وتانيب الضمير فتستغفر ولكن مع تكرار هذا الوضع تسوء حالها النفسية وتتدهور فيؤثر ذلك على تركيزها في اداء الفرائض. هي قد قررت الابتعاد عن كل ما يذكرها به ويعمق مشاعرها نحوه وسوف تجتهد في الدعاء وتلتجيء الى الله واهل البيت عليهم السلام ايضا كما كانت تفعل على طول الخط ولكن لو افترضنا أنها بقيت على الحال التي هي عليه.
في تلك الحالة تكون هي "واقعة" فعلا فيما يفسد عليها دينها وزواجها به مخلصٌ لها بينما ذلك الرجل المؤمن "يحتملُ" وقوعه فيما يفسد عليه تفانيه في العمل الجهادي ويحُد منه او يضله, فهنا أيهما أولى دفع مفسدة واقعة أم تجنب مفسدة نسبية مُحتملة ولو احتمالا مُعتبرا؟



الجواب: ليس هذا مضماراً للقياس، فإن أحد شروط القياس الصحيح هنا هو كون الحالتين تحت ابتلاء المكلف الواحد نفسه، لا أن تكون إحداهما لمكلف والأخرى لمكلف آخر. وإذا كانت هذه المرأة قد أحبته في الله عز وجل فإن الله أولى بأن تتبع أحكامه وتلتزم بحدوده، وتجعله نصب عينيها، وهو كفيل بأن يكلل صبرها واحتسابها بالنجاح والفلاح إن شاء الله. وإن أفضل ما يمكن أن تقوم به هو ما قررته مع نفسها من الابتعاد عنه، وعن ذكره، وأن تتشبث بأذيال كرم الله وفضله بالإكثار من الدعاء والصلاة والصدقة، وتتوسل بمقام أهل البيت صلوات الله عليهم ليكونوا خير وسيلة لها في معضلتها هذه. ولتعلم أن الذي أبطأ الله به عنها لعله خير وصلاح لها في دينها ودنياها. فإن تنازلها بهذه الصورة العاطفية لا يعلم إلا الله سبحانه وحده ما يمكن أن يجره عليها من ويلات وحسرات تجعل الولدان شيبا، وساعتها لن ينفع الندم. ستر الله عليها، ويسّر لها أمرها، وختم لنا ولها بخير، بحق محمد وآله الطاهرين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أحبت متزوجاً وتنازلت له عن حقوقها وهو يعتذر!

السؤال: هنا مسألة دقيقة نرجو الاجابة عليها في السريع العاجل إن شاء الله.
رجل مجاهد متزوج لديه عيال ويشتغل في سلك الدعوة , عرضت عليه مؤمنة الزواج به والحال أنها قد أحبته وتعلق قلبها به لما لمسته فيه من مزايا إيمانية عالية فرفض معتذرا بكونه مشتغل في الجهاد ويخشى أن يصرفه الزواج بأخرى عن ذلك او يلتهي في ملذات الدنيا ويُسلبَ التوفيق أو يزيغ ويضل وأن يصرفه تحمل اعباء اسرة ثانية عن مشروعه الجهادي العقائدي.
فكان من أمر تلك المؤمنة أن تنازلت عن حقها وحق ابنائها مستقبلا في النفقة وذكرت له انها ستعيلهم وتعيل نفسها ولا تلزمه بشيء تجاههم جميعا ,كما انها لم تلزمه بوقت محدد للتردد عليها وقبلت بما يجود به وقته حتى لو كان مرة كل أربعة اشهر مثلا. ثم هي أيضا تشاطره ذات الهم وهي منشغلة ايضا في الجهاد العقائدي والدعوة وستكون خير عون له في طريقه الذي هو ماضٍ فيه
فالظاهر هنا أنّ احتمال جلب المصلحة من هذا الزواج مع كل ما قدّمته تلك المؤمنة من تنازلات الى جانب ما تتحلى به من مزايا أقوى من احتمال المفسدة التي يتوجس منها الرجل.
ولكن لو فرضنا أنّ المفسدة هي الاقرب وقلنا أنّ الرجل بحكم معرفته بنفسه فإنه يراها سريعة الانسياق لمباهج الدنيا وقد يفتح عليه الزواج بثانية بابا للتمادي واللهث خلف الملذات والنساء فيقلص ذلك من عطائه في الجهاد أو يؤدي الى ضلاله.
أقول لو سلمنا بذلك فرضا فإنّ هناك قضية أُخرى وهي أنّ تلك المؤمنة قد تعلق قلبها به حتى أضر ذلك بصحتها مع الاخذ بعين الاعتبار أنها تتوسل بالله تعالى وبمحمد وآله الاطهار ولكنها مع هذا مرضت جراء مشاعرها تلك وأضف إلى ذلك أنها رغم مداومتها على الاستغفار وقعت في فخ التعبير العاطفي بالشعر عن أحاسيسها تلك لكونها شاعرة فجنحت لتفريغ كل ذلك الكم من المشاعر من خلال ذلك المتنفس. انها عموما نتيجة تلك الاضطرابات تدخل في حال نفسية سيئة اضرت بطباعها وبتركيزها حتى في فرائضها. ورغم انها فيما بعد صارت تمتنع عن كتابة الشعر على الورق الا انها شاعرة مطبوعة فتتوارد الابيات في ذهنها ويلقيها ضميرها وهذا يشعرها بالالم وتانيب الضمير فتستغفر ولكن مع تكرار هذا الوضع تسوء حالها النفسية وتتدهور فيؤثر ذلك على تركيزها في اداء الفرائض. هي قد قررت الابتعاد عن كل ما يذكرها به ويعمق مشاعرها نحوه وسوف تجتهد في الدعاء وتلتجيء الى الله واهل البيت عليهم السلام ايضا كما كانت تفعل على طول الخط ولكن لو افترضنا أنها بقيت على الحال التي هي عليه.
في تلك الحالة تكون هي "واقعة" فعلا فيما يفسد عليها دينها وزواجها به مخلصٌ لها بينما ذلك الرجل المؤمن "يحتملُ" وقوعه فيما يفسد عليه تفانيه في العمل الجهادي ويحُد منه او يضله, فهنا أيهما أولى دفع مفسدة واقعة أم تجنب مفسدة نسبية مُحتملة ولو احتمالا مُعتبرا؟



الجواب: ليس هذا مضماراً للقياس، فإن أحد شروط القياس الصحيح هنا هو كون الحالتين تحت ابتلاء المكلف الواحد نفسه، لا أن تكون إحداهما لمكلف والأخرى لمكلف آخر. وإذا كانت هذه المرأة قد أحبته في الله عز وجل فإن الله أولى بأن تتبع أحكامه وتلتزم بحدوده، وتجعله نصب عينيها، وهو كفيل بأن يكلل صبرها واحتسابها بالنجاح والفلاح إن شاء الله. وإن أفضل ما يمكن أن تقوم به هو ما قررته مع نفسها من الابتعاد عنه، وعن ذكره، وأن تتشبث بأذيال كرم الله وفضله بالإكثار من الدعاء والصلاة والصدقة، وتتوسل بمقام أهل البيت صلوات الله عليهم ليكونوا خير وسيلة لها في معضلتها هذه. ولتعلم أن الذي أبطأ الله به عنها لعله خير وصلاح لها في دينها ودنياها. فإن تنازلها بهذه الصورة العاطفية لا يعلم إلا الله سبحانه وحده ما يمكن أن يجره عليها من ويلات وحسرات تجعل الولدان شيبا، وساعتها لن ينفع الندم. ستر الله عليها، ويسّر لها أمرها، وختم لنا ولها بخير، بحق محمد وآله الطاهرين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:11 م

2 التعليقات:

الجمعة، 24 يناير 2014

السؤال: ورد في الحديث أن أهل البيت يعلمون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
الجواب: نعم فإن ذلك بتعليم من الله العليم الخبير، الذي يقول في كتابه المجيد: {ويعلم مستقرّها ومستودعها كلّ في كتاب مبين}.( هود: 6) ويقول: {ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين}( الأنعام: 59). ويقول: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون ياويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها}( الكهف: 49). ويقول: {وما من غائبة في السّماء والأرض إلاّ في كتاب مّبين}( النمل: 75). وقال تعالى: {ما فرّطنا في الكتاب من شيء}( الأنعام: 38). و يقول في كتابه: {ولو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أوكلّم به الموتى}(5). فجعل علم كل ذلك في كتابه الكريم، ثم أورث أهل البيت صلوات الله عليهم علم ذلك فقال عز من قائل: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا}( فاطر: 32). وإن الله سبحانه بكل شيء محيط، وهو على كل شيء قدير.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

علم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام

السؤال: ورد في الحديث أن أهل البيت يعلمون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
الجواب: نعم فإن ذلك بتعليم من الله العليم الخبير، الذي يقول في كتابه المجيد: {ويعلم مستقرّها ومستودعها كلّ في كتاب مبين}.( هود: 6) ويقول: {ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين}( الأنعام: 59). ويقول: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين ممّا فيه ويقولون ياويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها}( الكهف: 49). ويقول: {وما من غائبة في السّماء والأرض إلاّ في كتاب مّبين}( النمل: 75). وقال تعالى: {ما فرّطنا في الكتاب من شيء}( الأنعام: 38). و يقول في كتابه: {ولو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أوكلّم به الموتى}(5). فجعل علم كل ذلك في كتابه الكريم، ثم أورث أهل البيت صلوات الله عليهم علم ذلك فقال عز من قائل: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا}( فاطر: 32). وإن الله سبحانه بكل شيء محيط، وهو على كل شيء قدير.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:38 م

0 التعليقات:

الخميس، 23 يناير 2014

السؤال: ما رأي سماحتكم في استخدام بخور الحرمل واللبان وذلك لعلاج الحسد والسحر؛ وهو ما يسمى ( بالشبّة )؟

الجواب: ورد أن دخانهما يدفع الشياطين، واستعمال الحرمل في البيوت كذلك مطردة لهم من سبعين داراً دون الدار التي هو فيها. هذا سوى ما لهما من الفوائد العلاجية والوقائية الأخرى.
ففي البحار نقلاً عن كتاب الطب : عن إبراهيم بن خالد، عن إبراهيم بن عبد ربه، عن عبد الواحد بن ميمون عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي رفعه إلى آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنبت الحرمل من شجرة ولا ورقة ولا ثمرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه أو تصير حطاما. وإن في أصلها وفرعها نشرة، وإن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء، فتداووا بها وبالكندر (بحار الأنوار: ج59 ص233).
وفي مكارم الأخلاق: سئل الصادق ( عليه السلام ) عن الحرمل واللبان ؟ فقال ( عليه السلام ) : أما الحرمل فإنه ما تغلغل له عرق في الأرض ( 2 ) ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عزوجل به ملكا حتى يصير حطاما أو يصير إلى ما صار إليه ، فإن الشيطان ليتنكب سبعين داراً دون الدار التي فيها الحرمل ، وهو شفاء من سبعين داء ، أهونها الجذام فلا يفوتنكم .
 قال ( عليه السلام ) : وأما اللبان فهو مختار الانبياء عليهم السلام من قبلي ، وبه كانت تستعين مريم عليها السلام . وليس دخان يصعد إلى السماء أسرع منه وهي مطردة الشياطين ومدفعة للعاهة فلا يفوتنكم (مكارم الأخلاق، للطبرسي: ص187).
وفي البحار عن المكارم: وقال الصادق ( عليه السلام ) : ما من بخور يصعد إلى السماء إلا اللبان. وما من أهل بيت يبخر فيه باللبان إلا نفى عنهم عفاريت الجن (بحار الأنوار: ج63  ص444).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الحرمل واللبان لنفي السحر والحسد والشياطين

السؤال: ما رأي سماحتكم في استخدام بخور الحرمل واللبان وذلك لعلاج الحسد والسحر؛ وهو ما يسمى ( بالشبّة )؟

الجواب: ورد أن دخانهما يدفع الشياطين، واستعمال الحرمل في البيوت كذلك مطردة لهم من سبعين داراً دون الدار التي هو فيها. هذا سوى ما لهما من الفوائد العلاجية والوقائية الأخرى.
ففي البحار نقلاً عن كتاب الطب : عن إبراهيم بن خالد، عن إبراهيم بن عبد ربه، عن عبد الواحد بن ميمون عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي رفعه إلى آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنبت الحرمل من شجرة ولا ورقة ولا ثمرة إلا وملك موكل بها حتى تصل إلى من وصلت إليه أو تصير حطاما. وإن في أصلها وفرعها نشرة، وإن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء، فتداووا بها وبالكندر (بحار الأنوار: ج59 ص233).
وفي مكارم الأخلاق: سئل الصادق ( عليه السلام ) عن الحرمل واللبان ؟ فقال ( عليه السلام ) : أما الحرمل فإنه ما تغلغل له عرق في الأرض ( 2 ) ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عزوجل به ملكا حتى يصير حطاما أو يصير إلى ما صار إليه ، فإن الشيطان ليتنكب سبعين داراً دون الدار التي فيها الحرمل ، وهو شفاء من سبعين داء ، أهونها الجذام فلا يفوتنكم .
 قال ( عليه السلام ) : وأما اللبان فهو مختار الانبياء عليهم السلام من قبلي ، وبه كانت تستعين مريم عليها السلام . وليس دخان يصعد إلى السماء أسرع منه وهي مطردة الشياطين ومدفعة للعاهة فلا يفوتنكم (مكارم الأخلاق، للطبرسي: ص187).
وفي البحار عن المكارم: وقال الصادق ( عليه السلام ) : ما من بخور يصعد إلى السماء إلا اللبان. وما من أهل بيت يبخر فيه باللبان إلا نفى عنهم عفاريت الجن (بحار الأنوار: ج63  ص444).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:14 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 22 يناير 2014

السؤال: مسيحية تموت وفي بطنها جنين مسلم فكيف تغسل وكيف تدفن وأين؟

الجواب: لا تغسل وتدفن في مقابر المسلمين مستدبرة للقبلة على جانبها الأيسر على وجه يكون الولد في بطنها مستقبل القبلة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مسيحية تموت وفي بطنها جنين مسلم كيف تدفن؟

السؤال: مسيحية تموت وفي بطنها جنين مسلم فكيف تغسل وكيف تدفن وأين؟

الجواب: لا تغسل وتدفن في مقابر المسلمين مستدبرة للقبلة على جانبها الأيسر على وجه يكون الولد في بطنها مستقبل القبلة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:15 م

2 التعليقات:

الثلاثاء، 21 يناير 2014

السؤال: نأمل من سماحتكم بيان معنى عبارات في كلام امير المؤمنين عليه السلام في كتاب الخصال – للشيخ الصدوق – باب الثلاثة –ص 189سأل رجل امير المؤمنين عليه السلام فقال له اسألك عن ثلاثة هن فيك اسألك عن قصر خلقك وعن كبر بطنك وعن صلع راسك فقال امير المؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى لم يخلقني طويلا ولم يخلقني قصيرا ولكن خلقني معتدلا اضرب القصير فأقده وأضرب الطويل فأقطعه وأما كبر بطني فان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علمني بابا من العلم ففتح لي من ذلك الباب الف باب فازدحم العلم في بطني فنفخت عنه عضوي وأما صلع رأسي فمن ادمان لبس البيض ومجاهدة الاقران )مامعنى فنفخت عنه عضوي وما معنى اما صلع رأسي فمن ادمان لبس البيض ومجالدة الاقران.

الجواب: هذه الرواية ضعيفة سنداً بصهيب والعدوي. ومضمونها أيضاً غير مقبول، لتضارب مضامين ألفاظها، وعدم انسجام مدلولها مع سيرة علي عليه السلام وهديه، وتقاطع بعض معانيها مع مسلمات العلم وضرورياته.
 ولعل ذلك دس بسبب ما روي عن خصاله مستفيضاً بأنه الأنزع البطين. وتفسيره في أكثر من أثر: بأنه المنزوع من الشرك والشر، والبطين بالعلم والخير. فعن الإمام الرضا، وعن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام الصادق "عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام": أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال: "يا علي، إن الله عز وجل قد غفر لك، ولأهلك، ولشيعتك، ولمحبي شيعتك، فأبشر. فإنك الأنزع البطين: المنزوع من الشرك، البطين من العلم". (المناقب لابن المغازلي ص400 الحديث رقم 455 ومطالب السؤول (ط إيران) ص12 والمناقب للخوارزمي (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1414هـ) ص294 والأمالي للطوسي ص293 وبشارة المصطفى (ط القري) ص227 و (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1420هـ) ص285 وينابيع المودة ج2 ص357 و 452 وفرائد السمطين ج1 ص308 وبحار الأنوار ج27 ص97 وج35 ص52 وج40 ص78 وج65 ص101 والصواعق المحرقة (ط الميمنية بمصر) ص96).
وقال سبط ابن الجوزي: يسمى علي "عليه السلام": البطين، لأنه كان بطيناً من العلم.
ويسمى: الأنزع، لأنه كان أنزع من الشرك"(تذكرة الخواص ص117 و 118 والنهاية لابن الأثير ج5 ص42 وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 هامش وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج33 ص225).
ونسب هذا إلى ابن عباس أيضاً (علل الشرايع (ط دار الحجة للثقافة) ج1 ص191 وبحار الأنوار ج35 ص53 عنه، ومعاني الأخبار (ط مركز النشر الإسلامي) ص63).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما معنى الأنزع البطين؟

السؤال: نأمل من سماحتكم بيان معنى عبارات في كلام امير المؤمنين عليه السلام في كتاب الخصال – للشيخ الصدوق – باب الثلاثة –ص 189سأل رجل امير المؤمنين عليه السلام فقال له اسألك عن ثلاثة هن فيك اسألك عن قصر خلقك وعن كبر بطنك وعن صلع راسك فقال امير المؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى لم يخلقني طويلا ولم يخلقني قصيرا ولكن خلقني معتدلا اضرب القصير فأقده وأضرب الطويل فأقطعه وأما كبر بطني فان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علمني بابا من العلم ففتح لي من ذلك الباب الف باب فازدحم العلم في بطني فنفخت عنه عضوي وأما صلع رأسي فمن ادمان لبس البيض ومجاهدة الاقران )مامعنى فنفخت عنه عضوي وما معنى اما صلع رأسي فمن ادمان لبس البيض ومجالدة الاقران.

الجواب: هذه الرواية ضعيفة سنداً بصهيب والعدوي. ومضمونها أيضاً غير مقبول، لتضارب مضامين ألفاظها، وعدم انسجام مدلولها مع سيرة علي عليه السلام وهديه، وتقاطع بعض معانيها مع مسلمات العلم وضرورياته.
 ولعل ذلك دس بسبب ما روي عن خصاله مستفيضاً بأنه الأنزع البطين. وتفسيره في أكثر من أثر: بأنه المنزوع من الشرك والشر، والبطين بالعلم والخير. فعن الإمام الرضا، وعن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام الصادق "عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام": أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال: "يا علي، إن الله عز وجل قد غفر لك، ولأهلك، ولشيعتك، ولمحبي شيعتك، فأبشر. فإنك الأنزع البطين: المنزوع من الشرك، البطين من العلم". (المناقب لابن المغازلي ص400 الحديث رقم 455 ومطالب السؤول (ط إيران) ص12 والمناقب للخوارزمي (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1414هـ) ص294 والأمالي للطوسي ص293 وبشارة المصطفى (ط القري) ص227 و (ط مركز النشر الإسلامي سنة 1420هـ) ص285 وينابيع المودة ج2 ص357 و 452 وفرائد السمطين ج1 ص308 وبحار الأنوار ج27 ص97 وج35 ص52 وج40 ص78 وج65 ص101 والصواعق المحرقة (ط الميمنية بمصر) ص96).
وقال سبط ابن الجوزي: يسمى علي "عليه السلام": البطين، لأنه كان بطيناً من العلم.
ويسمى: الأنزع، لأنه كان أنزع من الشرك"(تذكرة الخواص ص117 و 118 والنهاية لابن الأثير ج5 ص42 وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 هامش وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج33 ص225).
ونسب هذا إلى ابن عباس أيضاً (علل الشرايع (ط دار الحجة للثقافة) ج1 ص191 وبحار الأنوار ج35 ص53 عنه، ومعاني الأخبار (ط مركز النشر الإسلامي) ص63).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:43 م

3 التعليقات:

الاثنين، 20 يناير 2014

السؤال: مولانا الامام الصادق عليه السلام ولد في المدينة المنورة وعاش فيها ودرس العلوم الدينية ووضح الاحكام الشرعية وحدث الناس بتراث النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، فهو عليه السلام مدني المولد والنشاة ومدني الوفاة سلام الله عليه، فما تفسير ان اكثر الرواة عنه هم كوفيين ومن اهل الكوفة؛ محمد بن مسلم الطائفي وهشام بن سالم وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية وابو بصير وجابر بن يزيد الجعفي ومؤمن الطاق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب: لقد نزل الإمام سلام الله عليه في الكوفة مدداً متفرقة، وكان منها عقده مجلس الدرس في مسجدها، فكان يحضره حشود كبيرة من الطلاب، قدروها بأربعة آلاف. وفي تلك المدة تلمذ أبو حنيفة على يد الإمام حتى قال قولته الشهيرة: "لولا السنتان لهلك النعمان". والذي دعا الإمام عليه السلام على البقاء في العراق ظاهراً هو حمل السفاح والدوانيقي إِيّاه إِلى العراق عدّة مرّات. ومما يشهد لذلك آثار الإمام الباقية في أماكن متعددة من العراق؛ مثل محرابه في مسجد الكوفة، بالقرب من قبر مسلم عليه السّلام، ومحرابه في مسجد السهلة، ومحرابه الثالث على ضفة نهر الحسينيّة في كربلاء، ورابع في الجانب الغربي من بغداد على ضفة النهر شمال جسره الغربي اليوم المعروف بالجسر القديم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف نفسر كثرة رواية الكوفيين عن الإمام الصادق عليه السلام؟

السؤال: مولانا الامام الصادق عليه السلام ولد في المدينة المنورة وعاش فيها ودرس العلوم الدينية ووضح الاحكام الشرعية وحدث الناس بتراث النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، فهو عليه السلام مدني المولد والنشاة ومدني الوفاة سلام الله عليه، فما تفسير ان اكثر الرواة عنه هم كوفيين ومن اهل الكوفة؛ محمد بن مسلم الطائفي وهشام بن سالم وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية وابو بصير وجابر بن يزيد الجعفي ومؤمن الطاق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب: لقد نزل الإمام سلام الله عليه في الكوفة مدداً متفرقة، وكان منها عقده مجلس الدرس في مسجدها، فكان يحضره حشود كبيرة من الطلاب، قدروها بأربعة آلاف. وفي تلك المدة تلمذ أبو حنيفة على يد الإمام حتى قال قولته الشهيرة: "لولا السنتان لهلك النعمان". والذي دعا الإمام عليه السلام على البقاء في العراق ظاهراً هو حمل السفاح والدوانيقي إِيّاه إِلى العراق عدّة مرّات. ومما يشهد لذلك آثار الإمام الباقية في أماكن متعددة من العراق؛ مثل محرابه في مسجد الكوفة، بالقرب من قبر مسلم عليه السّلام، ومحرابه في مسجد السهلة، ومحرابه الثالث على ضفة نهر الحسينيّة في كربلاء، ورابع في الجانب الغربي من بغداد على ضفة النهر شمال جسره الغربي اليوم المعروف بالجسر القديم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:36 م

0 التعليقات:

الأحد، 19 يناير 2014

السؤال: ما حكم قولنا في الدعاء (بحق محمد وآل محمد). هذه الطريقة ندعو بها  لكن أريد أدلة تثبت جوازه.

الجواب: في الأصل لا حق لمخلوق على الخالق سبحانه، ولكن بعد أن يعطيه الله عز وجل الحق، فيمكن نسبة ذلك الحق إليه بذلك الاعتبار. سواء أستخدم في الدعاء أم في غيره؛ كما قال سبحانه: " وكان حقّا علينا نصر المؤمنين" (الروم: 47). وقال: "وعدا عليه حقا في التّوراة والإنجيل" (التوبة: 111). وقال: "كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" (يونس: 103).
وقد روى الفريقان جميعا صحة ذلك ومطلوبيته. فمن طرق أصحابنا الإمامية ورد أن إبراهيم (ع) كان من دعائه عندما ألقي في النار : (اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما نجيتني منها)، فجعلها الله عليه بردا وسلاما. (تفسير البرهان 3/64 ، تفسير نور الثقلين 3/438). والروايات في هذا مستفيضة.
ومن طرق العامة روى الحاكم، والسيوطي عن الطبراني وأبي نعيم والبيهقي والآلوسي في (روح المعاني 1/217): عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله (ص) أنه قال: (لما أذنب آدم الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ...) (مستدرك الصحيحين 2: 615 ، والدر المنثور 1:59).
وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في (الدر المنثور) بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: سألت النبي (ص) عن قول الله: "فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم" (البقرة: 37)؟، فقال: (إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة  إلى أن قال  حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال: فعليك بهؤلاء الكلمات فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.. وذكر الخبر كذلك المتقي الهندي في (كنز العمال ج2/358).
والروايات عندهم ومن طرقهم غير قليلة أيضا.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل يجوز أن ندعو فنقول: بحق محمد وآل محمد؟

السؤال: ما حكم قولنا في الدعاء (بحق محمد وآل محمد). هذه الطريقة ندعو بها  لكن أريد أدلة تثبت جوازه.

الجواب: في الأصل لا حق لمخلوق على الخالق سبحانه، ولكن بعد أن يعطيه الله عز وجل الحق، فيمكن نسبة ذلك الحق إليه بذلك الاعتبار. سواء أستخدم في الدعاء أم في غيره؛ كما قال سبحانه: " وكان حقّا علينا نصر المؤمنين" (الروم: 47). وقال: "وعدا عليه حقا في التّوراة والإنجيل" (التوبة: 111). وقال: "كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" (يونس: 103).
وقد روى الفريقان جميعا صحة ذلك ومطلوبيته. فمن طرق أصحابنا الإمامية ورد أن إبراهيم (ع) كان من دعائه عندما ألقي في النار : (اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما نجيتني منها)، فجعلها الله عليه بردا وسلاما. (تفسير البرهان 3/64 ، تفسير نور الثقلين 3/438). والروايات في هذا مستفيضة.
ومن طرق العامة روى الحاكم، والسيوطي عن الطبراني وأبي نعيم والبيهقي والآلوسي في (روح المعاني 1/217): عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله (ص) أنه قال: (لما أذنب آدم الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ...) (مستدرك الصحيحين 2: 615 ، والدر المنثور 1:59).
وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في (الدر المنثور) بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: سألت النبي (ص) عن قول الله: "فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم" (البقرة: 37)؟، فقال: (إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة  إلى أن قال  حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال: فعليك بهؤلاء الكلمات فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.. وذكر الخبر كذلك المتقي الهندي في (كنز العمال ج2/358).
والروايات عندهم ومن طرقهم غير قليلة أيضا.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:59 م

0 التعليقات:

الخميس، 16 يناير 2014

السؤال: توجهت لسماحتكم خصيصا بهذا السؤال مع علمي بإنشغالكم بأمور أهم، ولكن لعلي انال بعضا من وقتكم الثمين لتفسير ما يدور برأسي من أسئلة أراها
محيرة و مفيدة. يزداد الحديث حاليا عن نظرية التطور، و خصوصا تطبيقها على الجنس البشري، و هو ما يعارضه الكثير من علماء الدين دون أدلة صارمة تدحضها بشكل نهائي،
ولكن عبر أدلة مستوحاة من القرآن الكريم و تفسيره، و الاحاديث الشريفة. بالمقابل فإن المجتمعات العلمية في العالم أجمع أصبحت تتعامل مع هذه النظرية بأنها ثابتة، وهذا ما يحرج المؤمنين بكافة الاديان -وليس فقط المسلمون-، اذكركم بتبني بعض علماء المسلمين -من غير مذهب الامامية- فكرة ان الارض منبسطة و دفاعهم المستميت عنها, بتفسير الايات القرآنية بآرائهم وبعض الاحاديث، و عدم اقتناعهم بكروية الارض حتى مع وجود الدليل الواضح. التساؤل المطروح هو ماذا لو كنا نتعامل مع هذه النظرية من هذه الزاوية، ماذا لو ثبتت النظرية بالدليل القاطع (مع العلم انه علميا اصبحت هذه النظرية من الثوابت بأدلة ذات مصداقية عالية)؟ هل هناك آيات أو أحاديث شريفة، تنفي هذه النظرية بشكل قاطع ؟ فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا
قردة خاسئين (الاعراف 166) لماذا يمكن التحول بإتجاه و يستحيل بالاتجاه الاخر (مع العلم أن القردة في مفهوم نظرية التطور هي اجناس تختلف عن القردة العصرية) (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران 59) في منتصف التسلسل البشري بعد سيدنا آدم عليه و على نبينا وآله السلام، خلق الله النبي عيسى من تراب كمثل آدم. ألا يمكن ان يكون قد خلق الله نبينا آدم كمثل عيسى, في منتصف سلالة \"بشرية\" سابقة، وأفنى الله جل وعلا هذه الخلائق من جميع السلالات الاخرى لاحقا (طوفان نبي الله نوح (ع)) و أبقى على سلالة آدم (ع).
أسئلة كثيرة تدور بالبال, و يعصف بها الفكر, ارتأيت ان اتوجه بها لسماحتكم لعلكم تفيضون علينا بما آتاكم الله من علمه. في خدمتكم جزاكم الله كل خير
وأفاد الامة بعلمكم.

الجواب: لا شك أن ثمة تشابها يوشك أن يكون تطابقا في التشريح العام بين جميع أحياء الأرض، وهو شاهد صدق على وحدة الخالق وإحاطته سبحانه. كما أنه لا ريب في سبق مخلوقات كانت تعيش على وجه هذه الأرض على وجود الإنسان، تشير إليها ظواهر بعض الآيات، وتنص عليها روايات عديدة مروية عن أهل بيت العصمة والطهارة. وقد أسمتها الأحاديث بالنسناس. كما أن من المقطوع به لتظافر النصوص عليه قرآنا وسنة: أن آدم عليه السلام خلق ابتداء من ماء وطين، من غير أب ولا أم.
فعلى هذا لا يصح إطلاق مسألة التطور البشري على الإنسان، بمعنى أنه متحدر من سلالات حيوانية كانت موجودة قبله، لأنه مخلوق ابتداء وليس يعد ذرية لمن قبله. ولا ينفي ذلك وجود شبه في الظاهر، كالتشابه الجيني والشكلي. بل يؤكد وحدة الخالق انطلاقا من وحدة المخلوق. وها نحن نقرأ في النصوص عن وجود رأس وقامة وما إلى ذلك للملائكة، ومثلها كذلك للجن. فهل يعني ذلك أننا كبشر متطورون من جنس الجن والملائكة؟! نعم بوجه من الوجوه: يمكن أن ينظر إلى التطور في المخلوقات بنسبة التطوير والترقية إلى رب المخلوقات، حيث جعلها بعضها فوق بعض، وأرقى من بعض، إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

بين الإسلام ونظرية أصل الأنواع الداروينية

السؤال: توجهت لسماحتكم خصيصا بهذا السؤال مع علمي بإنشغالكم بأمور أهم، ولكن لعلي انال بعضا من وقتكم الثمين لتفسير ما يدور برأسي من أسئلة أراها
محيرة و مفيدة. يزداد الحديث حاليا عن نظرية التطور، و خصوصا تطبيقها على الجنس البشري، و هو ما يعارضه الكثير من علماء الدين دون أدلة صارمة تدحضها بشكل نهائي،
ولكن عبر أدلة مستوحاة من القرآن الكريم و تفسيره، و الاحاديث الشريفة. بالمقابل فإن المجتمعات العلمية في العالم أجمع أصبحت تتعامل مع هذه النظرية بأنها ثابتة، وهذا ما يحرج المؤمنين بكافة الاديان -وليس فقط المسلمون-، اذكركم بتبني بعض علماء المسلمين -من غير مذهب الامامية- فكرة ان الارض منبسطة و دفاعهم المستميت عنها, بتفسير الايات القرآنية بآرائهم وبعض الاحاديث، و عدم اقتناعهم بكروية الارض حتى مع وجود الدليل الواضح. التساؤل المطروح هو ماذا لو كنا نتعامل مع هذه النظرية من هذه الزاوية، ماذا لو ثبتت النظرية بالدليل القاطع (مع العلم انه علميا اصبحت هذه النظرية من الثوابت بأدلة ذات مصداقية عالية)؟ هل هناك آيات أو أحاديث شريفة، تنفي هذه النظرية بشكل قاطع ؟ فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا
قردة خاسئين (الاعراف 166) لماذا يمكن التحول بإتجاه و يستحيل بالاتجاه الاخر (مع العلم أن القردة في مفهوم نظرية التطور هي اجناس تختلف عن القردة العصرية) (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران 59) في منتصف التسلسل البشري بعد سيدنا آدم عليه و على نبينا وآله السلام، خلق الله النبي عيسى من تراب كمثل آدم. ألا يمكن ان يكون قد خلق الله نبينا آدم كمثل عيسى, في منتصف سلالة \"بشرية\" سابقة، وأفنى الله جل وعلا هذه الخلائق من جميع السلالات الاخرى لاحقا (طوفان نبي الله نوح (ع)) و أبقى على سلالة آدم (ع).
أسئلة كثيرة تدور بالبال, و يعصف بها الفكر, ارتأيت ان اتوجه بها لسماحتكم لعلكم تفيضون علينا بما آتاكم الله من علمه. في خدمتكم جزاكم الله كل خير
وأفاد الامة بعلمكم.

الجواب: لا شك أن ثمة تشابها يوشك أن يكون تطابقا في التشريح العام بين جميع أحياء الأرض، وهو شاهد صدق على وحدة الخالق وإحاطته سبحانه. كما أنه لا ريب في سبق مخلوقات كانت تعيش على وجه هذه الأرض على وجود الإنسان، تشير إليها ظواهر بعض الآيات، وتنص عليها روايات عديدة مروية عن أهل بيت العصمة والطهارة. وقد أسمتها الأحاديث بالنسناس. كما أن من المقطوع به لتظافر النصوص عليه قرآنا وسنة: أن آدم عليه السلام خلق ابتداء من ماء وطين، من غير أب ولا أم.
فعلى هذا لا يصح إطلاق مسألة التطور البشري على الإنسان، بمعنى أنه متحدر من سلالات حيوانية كانت موجودة قبله، لأنه مخلوق ابتداء وليس يعد ذرية لمن قبله. ولا ينفي ذلك وجود شبه في الظاهر، كالتشابه الجيني والشكلي. بل يؤكد وحدة الخالق انطلاقا من وحدة المخلوق. وها نحن نقرأ في النصوص عن وجود رأس وقامة وما إلى ذلك للملائكة، ومثلها كذلك للجن. فهل يعني ذلك أننا كبشر متطورون من جنس الجن والملائكة؟! نعم بوجه من الوجوه: يمكن أن ينظر إلى التطور في المخلوقات بنسبة التطوير والترقية إلى رب المخلوقات، حيث جعلها بعضها فوق بعض، وأرقى من بعض، إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:48 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 15 يناير 2014


الى حضرتكم السؤال التالي ونأمل من سماحتكم الاجابة والتوضيح
هل الاعتقاد صحيح بالحديث ( عن مرة بن قبيضة بن عبد الحميد قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولانا الباقر عليه السلام قد صنع فيلاً من طين فركبه فطار في الهواء حتى ذهب الى مكة ورجع اليه فلم اصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر عليه السلام فقلت له: اخبرني عنك جابر بكذا وكذا فركب وحملني معه الى مكة )- كتاب دلائل الامامة للطبري.

الجواب: هذه الرواية ضعيفة من عدة جهات، ولم تذكر في الأساس إلا في كتاب دلائل الإمامة للطبري (ص220)، وفي نسبته كلام، وكتابه الآخر (نوادر المعجزات للطبري (ق4 هـ) صفحة135). وعنه نقل السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ( الجزء الخامس ص10 )، وكان هدف البحراني أن يجمع ما يقع تحت يده من معاجز وكرامات لأهل البيت صلوات الله عليهم، ولم يكن نظره موجهاً إلى التدقيق في الصحة والأسانيد.
على أن هذا الخبر لا يتضمن أمراً محالاً، ولا مستبعداً عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين. وقد ثبت مثله لعيسى بن مريم عليه السلام، حيث كان يخلق من الطين كهيئة الطير ثم يقول له كن فيكون، وقريب منه لسليمان عليه السلام، بل لوصيه آصف بن برخيا. وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام لا شك في تقدمهم على هؤلاء الأنبياء في الفضل والمقام. فالكلام لو كان فهو في صحة هذا الخبر، لا في التشكيك في مضمونه. ولو كان ثمة تشكيك غير البحث السندي، فلا بد أن ينسحب التشكيك على أحاديث البراق والإسراء والمعراج أيضاً، وكثير من الخوارق والمعاجز.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

تسخير الطبيعة لأهل البيت صلوات الله عليهم


الى حضرتكم السؤال التالي ونأمل من سماحتكم الاجابة والتوضيح
هل الاعتقاد صحيح بالحديث ( عن مرة بن قبيضة بن عبد الحميد قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولانا الباقر عليه السلام قد صنع فيلاً من طين فركبه فطار في الهواء حتى ذهب الى مكة ورجع اليه فلم اصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر عليه السلام فقلت له: اخبرني عنك جابر بكذا وكذا فركب وحملني معه الى مكة )- كتاب دلائل الامامة للطبري.

الجواب: هذه الرواية ضعيفة من عدة جهات، ولم تذكر في الأساس إلا في كتاب دلائل الإمامة للطبري (ص220)، وفي نسبته كلام، وكتابه الآخر (نوادر المعجزات للطبري (ق4 هـ) صفحة135). وعنه نقل السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ( الجزء الخامس ص10 )، وكان هدف البحراني أن يجمع ما يقع تحت يده من معاجز وكرامات لأهل البيت صلوات الله عليهم، ولم يكن نظره موجهاً إلى التدقيق في الصحة والأسانيد.
على أن هذا الخبر لا يتضمن أمراً محالاً، ولا مستبعداً عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين. وقد ثبت مثله لعيسى بن مريم عليه السلام، حيث كان يخلق من الطين كهيئة الطير ثم يقول له كن فيكون، وقريب منه لسليمان عليه السلام، بل لوصيه آصف بن برخيا. وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام لا شك في تقدمهم على هؤلاء الأنبياء في الفضل والمقام. فالكلام لو كان فهو في صحة هذا الخبر، لا في التشكيك في مضمونه. ولو كان ثمة تشكيك غير البحث السندي، فلا بد أن ينسحب التشكيك على أحاديث البراق والإسراء والمعراج أيضاً، وكثير من الخوارق والمعاجز.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:40 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 14 يناير 2014

السؤال: إذا كان الله سبحانه يعلم ان بعض الناس مصيرهم جهنم فلماذا خلقهم؟

الجواب: أولاً: أن علم الله العليم الخبير لا دخالة له في قدرة العبد واختياره، ولا في مسيره ومصيره، إلا بقدر ما يعطيه وينعم عليه، ويوضح له النجدين، ويرشده إلى الخير وينهاه عن الشر. ولقد اقتضت مشيئته جل شأنه أن يخلق الخلق ليعبدوه طائعين، ويطيعوه مختارين، لا عن اضطرار وإجبار.
وقد كان سبحانه قادراً على أن يجعلهم كلهم أمة واحدة. ولكن لن يتبين حينها فضل المحسن على المسيء، والمحق على المبطل. ولو أجبرهم على العبادة والطاعة، لبطل البلاء والامتحان، ولما علم المؤمن والمحسن والمنقاد لم دخلوا الجنة، والكافر والجاحد والمجرم لم دخلوا النار.
وثانياً: لا بد من تقسيم الذين يستحقون النار إلى قسمين: قسم خالد فيها، وقسم آخر يدخل فيها مدة من الزمن، تطول أو تقصر، ثم يدخل الجنة، ويخلد في الجنان بعد ذلك. وتلك أكبر نعمة على العباد الخاطئين أن يؤول أمرهم إلى الجنة. فلم يبق إلا المستحقون للخلود في النار.
وثالثاً: أن رحمة الله سبقت غضبه، ووسعت سخطه. وما أكثر النصوص من الآيات والروايات التي تظهر أن رحمة الله ربما تشمل حتى المجرمين المستحقين للخلود إذا كان إثمهم مرتبطاً به عز وجل. بل حتى بعض المجرمين الآخرين ممن تعلقت عاقبتهم بحقوق الناس، فقد أعد الله لها ما يمكن أن يخففها، وربما أخرجهم بها من النار، كالشفاعة، أو احتمال رضى خصومهم عنهم، لتبادل ومعاملة فيما بينهم، أو لأي سبب آخر غير ذلك.
فهو سبحانه يعلم بمصيرهم، ويعلم أيضاً بما ربما ينقذهم منها. ولكنه تقدست أسماؤه أخفاها عن العباد لكيلا يتكل عليها العباد، وينسوا أساس الهدف من الخلقة من لزوم الطاعة والمعرفة والعبادة.
ورابعاً: أن أصل الخلق فضل ونعمة كبيران من الله على كل عبد، حيث يعطيه في هذه الدنيا كل النعم، من العقل والنفس والسمع والبصر ومتع الحياة الدنيا وعمراً مديداً مهما طال أو قصر، كل ذلك منحة ابتدائية من الله جل وعلا من غير مقابل أو ثمن. بل وقبل هذا العالم كنا في عوالم أخرى كعالم الذر والأرواح  والأنوار. فحتى على فرض دخول المخلوق في النار، فلا شك في النعمة العظيمة العميمة التي منّ الله تعالى بها عليه، بأن كوّنه وخلقه وأعطاه وحباه من بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً، في كل هذه العوالم قبل يوم القيامة. فإن يك قد دخل النار فبما قدمت يداه. وأما صنع الله سبحانه له فهو محض تفضل وإحسان. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الله يعلم بأصحاب النار فلم خلقهم؟

السؤال: إذا كان الله سبحانه يعلم ان بعض الناس مصيرهم جهنم فلماذا خلقهم؟

الجواب: أولاً: أن علم الله العليم الخبير لا دخالة له في قدرة العبد واختياره، ولا في مسيره ومصيره، إلا بقدر ما يعطيه وينعم عليه، ويوضح له النجدين، ويرشده إلى الخير وينهاه عن الشر. ولقد اقتضت مشيئته جل شأنه أن يخلق الخلق ليعبدوه طائعين، ويطيعوه مختارين، لا عن اضطرار وإجبار.
وقد كان سبحانه قادراً على أن يجعلهم كلهم أمة واحدة. ولكن لن يتبين حينها فضل المحسن على المسيء، والمحق على المبطل. ولو أجبرهم على العبادة والطاعة، لبطل البلاء والامتحان، ولما علم المؤمن والمحسن والمنقاد لم دخلوا الجنة، والكافر والجاحد والمجرم لم دخلوا النار.
وثانياً: لا بد من تقسيم الذين يستحقون النار إلى قسمين: قسم خالد فيها، وقسم آخر يدخل فيها مدة من الزمن، تطول أو تقصر، ثم يدخل الجنة، ويخلد في الجنان بعد ذلك. وتلك أكبر نعمة على العباد الخاطئين أن يؤول أمرهم إلى الجنة. فلم يبق إلا المستحقون للخلود في النار.
وثالثاً: أن رحمة الله سبقت غضبه، ووسعت سخطه. وما أكثر النصوص من الآيات والروايات التي تظهر أن رحمة الله ربما تشمل حتى المجرمين المستحقين للخلود إذا كان إثمهم مرتبطاً به عز وجل. بل حتى بعض المجرمين الآخرين ممن تعلقت عاقبتهم بحقوق الناس، فقد أعد الله لها ما يمكن أن يخففها، وربما أخرجهم بها من النار، كالشفاعة، أو احتمال رضى خصومهم عنهم، لتبادل ومعاملة فيما بينهم، أو لأي سبب آخر غير ذلك.
فهو سبحانه يعلم بمصيرهم، ويعلم أيضاً بما ربما ينقذهم منها. ولكنه تقدست أسماؤه أخفاها عن العباد لكيلا يتكل عليها العباد، وينسوا أساس الهدف من الخلقة من لزوم الطاعة والمعرفة والعبادة.
ورابعاً: أن أصل الخلق فضل ونعمة كبيران من الله على كل عبد، حيث يعطيه في هذه الدنيا كل النعم، من العقل والنفس والسمع والبصر ومتع الحياة الدنيا وعمراً مديداً مهما طال أو قصر، كل ذلك منحة ابتدائية من الله جل وعلا من غير مقابل أو ثمن. بل وقبل هذا العالم كنا في عوالم أخرى كعالم الذر والأرواح  والأنوار. فحتى على فرض دخول المخلوق في النار، فلا شك في النعمة العظيمة العميمة التي منّ الله تعالى بها عليه، بأن كوّنه وخلقه وأعطاه وحباه من بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً، في كل هذه العوالم قبل يوم القيامة. فإن يك قد دخل النار فبما قدمت يداه. وأما صنع الله سبحانه له فهو محض تفضل وإحسان. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:26 م

0 التعليقات:

الاثنين، 13 يناير 2014

السؤال: من التعويذات المذكورة في تعقيب صلاة العصر المذكور في المفاتيح أن نعوذ بالله من "علم لا ينفع"؛ فكيف يمكننا أن نعرف العلم الذي لا ينفع ؟


الجواب: العلم الذي لا ينفع هو كل علم يكون وجوده كعدمه، وأسوأ منه أن يكون عدمه خيراً من وجوده. ومثال الأول: بعض علوم النجوم والرمل وقراءة الكف، أو ما يشتغل به كثير من شباب المسلمين اليوم بمعرفة أسماء الممثلين ومتابعة الموضات وأقوال بعض المشاهير الجاهلين، فإن تعلم ذلك إجمالاً لا يزيد الإنسان علماً مفيداً. ومثال الثاني: تتبع عورات الناس، ومعرفة بعض الأسرار التي يضره سماعها. كما قال الله تبارك وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة: 101). وكما روي عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: "من زاد علمه على عقله كان وبالاً عليه" (غرر الحكم: 8601). وقوله (عليه السلام): "كل علم لا يؤيده عقل مضلة" (غرر الحكم: 6869


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما هو العلم الذي لا ينفع؟

السؤال: من التعويذات المذكورة في تعقيب صلاة العصر المذكور في المفاتيح أن نعوذ بالله من "علم لا ينفع"؛ فكيف يمكننا أن نعرف العلم الذي لا ينفع ؟


الجواب: العلم الذي لا ينفع هو كل علم يكون وجوده كعدمه، وأسوأ منه أن يكون عدمه خيراً من وجوده. ومثال الأول: بعض علوم النجوم والرمل وقراءة الكف، أو ما يشتغل به كثير من شباب المسلمين اليوم بمعرفة أسماء الممثلين ومتابعة الموضات وأقوال بعض المشاهير الجاهلين، فإن تعلم ذلك إجمالاً لا يزيد الإنسان علماً مفيداً. ومثال الثاني: تتبع عورات الناس، ومعرفة بعض الأسرار التي يضره سماعها. كما قال الله تبارك وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة: 101). وكما روي عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: "من زاد علمه على عقله كان وبالاً عليه" (غرر الحكم: 8601). وقوله (عليه السلام): "كل علم لا يؤيده عقل مضلة" (غرر الحكم: 6869


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:09 م

4 التعليقات:

الأحد، 12 يناير 2014

السؤال : هل تسمية الأشخاص بعبد الحسين وعبد الأمير وعبد الزهراء وأمثالها جائز عقائديا ، وما هو حكمها الفقهي ؟

الجواب: التسمية بعبد الحسين وعبد الزهراء وعبد الرسول ونحو ذلك جائزة ، إذ ليس المقصود من العبودية هو المخلوقية أو تأليه المعصومين عليهم السلام ، بل المراد خضوع الطاعة لهم والخدمة احتراماً لهم كما أمر بذلك القرآن الكريم : { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء/59).
 هذا مع أنّ العبودية في القرآن المجيد والفقه على أقسام :
     منها : عبودية المخلوقية وهي مضافة لله تعالى خاصة .
    ومنها : عبودية للطاعة ، ومنها ، عبودية ملك المنفعة ، وهو الذي يسمى ملك الرقبة في كتب الفقه عند جميع المذاهب الإسلامية ، وأطلقوا على ذلك الباب الفقهي اسم كتاب العبيد والإماء وبيعهم وشراؤهم ، وهم الكفار الذين يؤسرون ويُغنمون ، فيقال : هذا عبد فلان ، وغلام وجارية فلان ، وأشار إليه القرآن الكريم : { عَبْدًا مَمْلُوكًا لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ }(النحل/75).فالمملوكية ههنا ليس بمعنى الملك التكويني للخالق على مخلوقه ، بل هو الملك الاعتباري التخويلي ، وهو ملك المنفعة المسمى بملك الرقبة . فلم يستشكل أحد من المسلمين في قراءه هذه الآية ونظيرها من الآيات الواردة في العبيد ، ولا استشكل أحد من الفقهاء في كتابة كتاب العبيد والإماء ؟ ! وليس إلا ؛ لأنّ استعمال العبودية على معان وأقسام مختلفة لا بمعنى المخلوقية .

سماحة الشيخ محمد السند.

هل تسمية الأشخاص بعبد الحسين وعبد الأمير وعبد الزهراء وأمثالها جائز ؟

السؤال : هل تسمية الأشخاص بعبد الحسين وعبد الأمير وعبد الزهراء وأمثالها جائز عقائديا ، وما هو حكمها الفقهي ؟

الجواب: التسمية بعبد الحسين وعبد الزهراء وعبد الرسول ونحو ذلك جائزة ، إذ ليس المقصود من العبودية هو المخلوقية أو تأليه المعصومين عليهم السلام ، بل المراد خضوع الطاعة لهم والخدمة احتراماً لهم كما أمر بذلك القرآن الكريم : { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء/59).
 هذا مع أنّ العبودية في القرآن المجيد والفقه على أقسام :
     منها : عبودية المخلوقية وهي مضافة لله تعالى خاصة .
    ومنها : عبودية للطاعة ، ومنها ، عبودية ملك المنفعة ، وهو الذي يسمى ملك الرقبة في كتب الفقه عند جميع المذاهب الإسلامية ، وأطلقوا على ذلك الباب الفقهي اسم كتاب العبيد والإماء وبيعهم وشراؤهم ، وهم الكفار الذين يؤسرون ويُغنمون ، فيقال : هذا عبد فلان ، وغلام وجارية فلان ، وأشار إليه القرآن الكريم : { عَبْدًا مَمْلُوكًا لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ }(النحل/75).فالمملوكية ههنا ليس بمعنى الملك التكويني للخالق على مخلوقه ، بل هو الملك الاعتباري التخويلي ، وهو ملك المنفعة المسمى بملك الرقبة . فلم يستشكل أحد من المسلمين في قراءه هذه الآية ونظيرها من الآيات الواردة في العبيد ، ولا استشكل أحد من الفقهاء في كتابة كتاب العبيد والإماء ؟ ! وليس إلا ؛ لأنّ استعمال العبودية على معان وأقسام مختلفة لا بمعنى المخلوقية .

سماحة الشيخ محمد السند.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:08 م

0 التعليقات:

السبت، 11 يناير 2014

السؤال: هل توجد رواية على حدوث تنصيب الامام الحجة يوم 9 ربيع؟

الجواب: لا حاجة إلى رواية من هذه الناحية، إذ إن شهادة الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه كان في يوم الثامن ربيع الأول بالاتفاق، فيكون هو نفسه يوم تنصيب الإمام الحجة المنتظر سلام الله عليه وعجل الله فرجه، ولكن لاحترام يوم الشهادة وعدم إبراز الفرح والبهجة فيه، يتأخر يوم الفرح بالتنصيب إلى اليوم الذي يليه، فيكون يوم التاسع. أو باحتساب أول الأيام التي تكون الإمامة فيه خالصة للإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

يوم تنصيب الإمام الحجة عليه السلام

السؤال: هل توجد رواية على حدوث تنصيب الامام الحجة يوم 9 ربيع؟

الجواب: لا حاجة إلى رواية من هذه الناحية، إذ إن شهادة الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه كان في يوم الثامن ربيع الأول بالاتفاق، فيكون هو نفسه يوم تنصيب الإمام الحجة المنتظر سلام الله عليه وعجل الله فرجه، ولكن لاحترام يوم الشهادة وعدم إبراز الفرح والبهجة فيه، يتأخر يوم الفرح بالتنصيب إلى اليوم الذي يليه، فيكون يوم التاسع. أو باحتساب أول الأيام التي تكون الإمامة فيه خالصة للإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:25 م

0 التعليقات:

الجمعة، 10 يناير 2014


الجواب: الرجعة من المسلمات التي قامت عليها مئات النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، لكن لو كان عدم الإيمان بها ناشئاً من شبهة حقيقةً فلا يخرج من ربقة الإيمان، وإن كان مخطئاً.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

محاضرات سابقة لسماحة الشيخ عبدالحسن نصيف في بحث "الرجعة في الكتاب والسنة" يطرح فيها أدلة المعارضين العقلية والنقلية للرجعة ويناقشها بشكل تسلسلي. 

"بالصوت فقط" للإستماع أو التحميل:














ما حكم من لم يؤمن بالرجعة؟


الجواب: الرجعة من المسلمات التي قامت عليها مئات النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، لكن لو كان عدم الإيمان بها ناشئاً من شبهة حقيقةً فلا يخرج من ربقة الإيمان، وإن كان مخطئاً.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

محاضرات سابقة لسماحة الشيخ عبدالحسن نصيف في بحث "الرجعة في الكتاب والسنة" يطرح فيها أدلة المعارضين العقلية والنقلية للرجعة ويناقشها بشكل تسلسلي. 

"بالصوت فقط" للإستماع أو التحميل:














من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:46 م

0 التعليقات:

الخميس، 9 يناير 2014

السؤال: لماذا الأحاديث والآثار قليلة وشحيحة عن مولانا الامام الحسن العسكري سلام الله عليه؟

الجواب: ذلك راجع إلى عدة أسباب:
 منها قصر عمره الشريف، حيث لم تتجاوز سني عمره المبارك عن 28 سنة قمرية.
ومنها الجو المتلبد، مع زيادة الخوف والتقية، بسبب قرب مجيء الإمام الثاني عشر الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما تملأ ظلماً وجوراً. 
ومنها: إيداعه السجون، وجعله تحت الرقابة الشديدة والإقامة الجبرية طيلة حياته.
ومنها: الحصار الذي يضربه الحاكم بما يملك من ترهيب وترغيب لإبعاد الرواة عنه.
 ولكن الحق أنه مع كل ذلك زخرت سنين عهده القليلة بتراث غير قليل نقله لنا القلائل ممن كان يمتلك الدين والشجاعة لأن يصدع بكلمة الحق مهما كانت سطوة السلطان الجائر.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الإمام الحسن العسكري عليه السلام في كتب السيرة

السؤال: لماذا الأحاديث والآثار قليلة وشحيحة عن مولانا الامام الحسن العسكري سلام الله عليه؟

الجواب: ذلك راجع إلى عدة أسباب:
 منها قصر عمره الشريف، حيث لم تتجاوز سني عمره المبارك عن 28 سنة قمرية.
ومنها الجو المتلبد، مع زيادة الخوف والتقية، بسبب قرب مجيء الإمام الثاني عشر الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما تملأ ظلماً وجوراً. 
ومنها: إيداعه السجون، وجعله تحت الرقابة الشديدة والإقامة الجبرية طيلة حياته.
ومنها: الحصار الذي يضربه الحاكم بما يملك من ترهيب وترغيب لإبعاد الرواة عنه.
 ولكن الحق أنه مع كل ذلك زخرت سنين عهده القليلة بتراث غير قليل نقله لنا القلائل ممن كان يمتلك الدين والشجاعة لأن يصدع بكلمة الحق مهما كانت سطوة السلطان الجائر.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:58 م

2 التعليقات:

الأربعاء، 8 يناير 2014

السؤال: كثيرا ما قرأت من الكتب ولم أرى ان السنة النبوية توجب قراءة سورة الفاتحة للميت، كقول منسوب للرسول.. اذا كان ارجو التوضيح لماذا الناس اسمعهم في الفواتح يقرأون الفاتحة ويقرأون معها قل هو الله احد.. وعند سؤالي لهم يقولون لاتصل الا بهذا..فأرجو منك انت توضيح  قراءة سورة الفاتحة ومدى ثوابها وماذا يشعر الميت بالفاتحة هل يخفف العذاب عنه هل الله يغفر له..؟
مع تحياتي لكم
 
الجواب: لا يجب، ولكن الاستحباب ثابت للعمومات، ولما ورد في خصوص سورة الفاتحة من آثار جليلة، مضافاً إلى أنها أفضل القرآن، وكل ما ورد من استحباب قراءته فقراءتها آكد وأفضل.
ففي كامل الزيارات، عن المفضل قال: من قرأ: إنا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكاً يعبد الله عند قبره، ويكتب للمؤمن ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرّ على هول إلا صرفه الله عنه بذلك الملك الموكّل، حتى يدخله الله به الجنة، ويقرأ مع إنا أنزلناه سورة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة، وإنا انزلناه سبع مرات (كامل الزيارات ص 322 ح 12). وعن السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر: عن المفضل، مثله (مصباح الزائر ص 192).
وروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: في الحمد - سبع مرات - شفاء من كل داء، فإن عوّذ بها صاحبها مائة مرة، و كان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح (مستدرك الوسائل: ج4 ص299). و روي أيضاً عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردّت فيه الروح ما كان عجباً (الكافي، للشيخ الكليني: باب فضل القرآن، ج2 ص 623). والعاقل اللبيب يفهم من أمثال هذه الإشارات أثر سورة الفاتحة العظيم على الميت وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مشروعية قراءة الفاتحة على الأموات والقبور

السؤال: كثيرا ما قرأت من الكتب ولم أرى ان السنة النبوية توجب قراءة سورة الفاتحة للميت، كقول منسوب للرسول.. اذا كان ارجو التوضيح لماذا الناس اسمعهم في الفواتح يقرأون الفاتحة ويقرأون معها قل هو الله احد.. وعند سؤالي لهم يقولون لاتصل الا بهذا..فأرجو منك انت توضيح  قراءة سورة الفاتحة ومدى ثوابها وماذا يشعر الميت بالفاتحة هل يخفف العذاب عنه هل الله يغفر له..؟
مع تحياتي لكم
 
الجواب: لا يجب، ولكن الاستحباب ثابت للعمومات، ولما ورد في خصوص سورة الفاتحة من آثار جليلة، مضافاً إلى أنها أفضل القرآن، وكل ما ورد من استحباب قراءته فقراءتها آكد وأفضل.
ففي كامل الزيارات، عن المفضل قال: من قرأ: إنا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكاً يعبد الله عند قبره، ويكتب للمؤمن ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرّ على هول إلا صرفه الله عنه بذلك الملك الموكّل، حتى يدخله الله به الجنة، ويقرأ مع إنا أنزلناه سورة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة، وإنا انزلناه سبع مرات (كامل الزيارات ص 322 ح 12). وعن السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر: عن المفضل، مثله (مصباح الزائر ص 192).
وروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: في الحمد - سبع مرات - شفاء من كل داء، فإن عوّذ بها صاحبها مائة مرة، و كان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح (مستدرك الوسائل: ج4 ص299). و روي أيضاً عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردّت فيه الروح ما كان عجباً (الكافي، للشيخ الكليني: باب فضل القرآن، ج2 ص 623). والعاقل اللبيب يفهم من أمثال هذه الإشارات أثر سورة الفاتحة العظيم على الميت وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:37 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 7 يناير 2014

السؤال: نجد روايات عن اهل البيت سلام الله عليهم تحث على الانفتاح بالناس والتخالط معهم. ونجد في الروايات ايضا بعضها تحث على العزله كيف نتعاطى في هذا الزمان؟ وما هي العزله الايجابيه والعزله السلبيه ؟ هل هناك شرائط واحكام للعزله والانفتاح؟ وشكرا

الجواب: هو كما يقول الحديث الشريف: "كن في الناس ولا تكن معهم"، أوكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "خالطوا الناس بأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإن لكل امريء ما اكتسب من الإثم و هو يوم القيامة مع من أحب" (نهج البلاغة: الحكمة: 10). وذلك أن العيشة بين الناس أمر لا بد منه من جهة أن الإنسان مخلوق اجتماعي في الأساس، وتكون الحياة التي ينعزل فيها الانسان عن نظيره الإنسان حياة شاقة لا تطاق. والعشرة والخلطة مع نظرائه البشر مطلوبة من جهة أخرى أيضا، بلحاظ أنه هدف ثابت من أهداف الخلقة، كما قال الله تبارك وتعالى: " يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير" (الحجرات: 13)، فقد خلقه الله ليختلط بالناس، ويتعارف معهم ويتكامل. وقال عز من قائل: "خلق الإنسان علمه البيان" (الرحمن: 3و4)، ومعنى ذلك أنه أول ما خلقه سلحه بسلاح البيان، لكي يستعملها مع أفراد نوعه البشر. وهو بعد هذه وتلك ضرورة لهذا الخلق أيضا باعتبار أنه بوتقة التكامل الانساني،قال تعالى: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، وكان ربك بصيرا" (الفرقان: 20). وحينما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله في قصة «عثمان بن مظعون» في موت ولده أنه لم يعد يخرج للعمل حزنا عليه، واعتزل للعبادة وترك كل عمل سواها وجعل من بيته مسجدا؛ أحضره وقال له: «ياعثمان، إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله» (بحار الأنوار، ج70، ص114 باب النهي عن الرهبانية، حديث 1).
فالاختلاط إذن سنة بشرية لا محيص عنها، ووحيانية باعتبار أنها طريق التكامل والابتلاء. والأسلوب الجامع المانع فيها أن يختلط بالناس اختيارا، ولكن يجعل الله سبحانه والحق والخير نصب عينه، فيكون في الناس، ولكنه لا يكون معهم، ويؤيدهم إلا بقدر ما يقتربون من تلك المثل الحقة.
ومنه يظهر أذا العزلة إذا انطلقت من هذا المفهوم الشرعي كانت عزلة إيجابية، أما إذا كانت انطواء على الذات، وهروبا من المشكلات، أو استنكافا من مخالطة البشر، فهي الرهبانية التي نهى عنها الإسلام العظيم. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

العزلة الممدوحة والعزلة المذمومة

السؤال: نجد روايات عن اهل البيت سلام الله عليهم تحث على الانفتاح بالناس والتخالط معهم. ونجد في الروايات ايضا بعضها تحث على العزله كيف نتعاطى في هذا الزمان؟ وما هي العزله الايجابيه والعزله السلبيه ؟ هل هناك شرائط واحكام للعزله والانفتاح؟ وشكرا

الجواب: هو كما يقول الحديث الشريف: "كن في الناس ولا تكن معهم"، أوكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "خالطوا الناس بأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإن لكل امريء ما اكتسب من الإثم و هو يوم القيامة مع من أحب" (نهج البلاغة: الحكمة: 10). وذلك أن العيشة بين الناس أمر لا بد منه من جهة أن الإنسان مخلوق اجتماعي في الأساس، وتكون الحياة التي ينعزل فيها الانسان عن نظيره الإنسان حياة شاقة لا تطاق. والعشرة والخلطة مع نظرائه البشر مطلوبة من جهة أخرى أيضا، بلحاظ أنه هدف ثابت من أهداف الخلقة، كما قال الله تبارك وتعالى: " يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير" (الحجرات: 13)، فقد خلقه الله ليختلط بالناس، ويتعارف معهم ويتكامل. وقال عز من قائل: "خلق الإنسان علمه البيان" (الرحمن: 3و4)، ومعنى ذلك أنه أول ما خلقه سلحه بسلاح البيان، لكي يستعملها مع أفراد نوعه البشر. وهو بعد هذه وتلك ضرورة لهذا الخلق أيضا باعتبار أنه بوتقة التكامل الانساني،قال تعالى: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، وكان ربك بصيرا" (الفرقان: 20). وحينما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله في قصة «عثمان بن مظعون» في موت ولده أنه لم يعد يخرج للعمل حزنا عليه، واعتزل للعبادة وترك كل عمل سواها وجعل من بيته مسجدا؛ أحضره وقال له: «ياعثمان، إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله» (بحار الأنوار، ج70، ص114 باب النهي عن الرهبانية، حديث 1).
فالاختلاط إذن سنة بشرية لا محيص عنها، ووحيانية باعتبار أنها طريق التكامل والابتلاء. والأسلوب الجامع المانع فيها أن يختلط بالناس اختيارا، ولكن يجعل الله سبحانه والحق والخير نصب عينه، فيكون في الناس، ولكنه لا يكون معهم، ويؤيدهم إلا بقدر ما يقتربون من تلك المثل الحقة.
ومنه يظهر أذا العزلة إذا انطلقت من هذا المفهوم الشرعي كانت عزلة إيجابية، أما إذا كانت انطواء على الذات، وهروبا من المشكلات، أو استنكافا من مخالطة البشر، فهي الرهبانية التي نهى عنها الإسلام العظيم. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:34 م

0 التعليقات:

الاثنين، 6 يناير 2014

السؤال: هل يجوز دفن الميت مع التابوت كما يفعل المسيحيون؟ حيث يوضع الميت في داخل صندوق خشبي ثم يوارى الصندوق داخل القبر، فما الذي يجب علينا فعله في حالة كهذه؟

الجواب: يجوز في نفسه، ما لم يعرض عليه عنوان يمنع منه من جهة أخرى، ويجب أن يجعلوه فيه على جنبه الأيمن بحيث يكون وجه الميت إلى القبلة. والأولى السير على ما سار عليه المسلمون ما لم تكن ضرورة لذلك.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل يجوز دفن الميت المسلم في التابوت؟

السؤال: هل يجوز دفن الميت مع التابوت كما يفعل المسيحيون؟ حيث يوضع الميت في داخل صندوق خشبي ثم يوارى الصندوق داخل القبر، فما الذي يجب علينا فعله في حالة كهذه؟

الجواب: يجوز في نفسه، ما لم يعرض عليه عنوان يمنع منه من جهة أخرى، ويجب أن يجعلوه فيه على جنبه الأيمن بحيث يكون وجه الميت إلى القبلة. والأولى السير على ما سار عليه المسلمون ما لم تكن ضرورة لذلك.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:20 م

0 التعليقات:

الأحد، 5 يناير 2014

السؤال: يقول العلامة المحقق السيد عبد الله شبر في كتاب ( حق اليقين في معرفة اصول الدين - ج1، الفصل الثاني ، العصمة ، ص 139 ): هذه الأخبار مع مخالفتها لإجماع الشيعة المحقة بل ضرورة المذهب وشذوذها و موافقتها لمذهب العامة الذين أمرنا بخلافهم) السؤال سماحة الشيخ - لماذا أمرنا بخلاف العامة؟ وما السبب؟
 
الجواب: في عصر بداية التشريع وفي العصور التي تلته كان الأمر شديد الوضوح في ثبوت الإمامة لعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين علي والحسنين عليهم أفضل الصلاة والسلام. فلم يكن طريق لمخالفيهم غير دفن أمرهم والتغطية عليه، وإماتة سنتهم بمخالفتهم، فكانوا إذا عرفوا سنة أهل البيت صلوات الله عليهم خالفوها. ولذلك كانت نفس المخالفة معياراً واضحاً. ومع أن هذه كانت بمثابة القاعدة، ولكن استثناءاتها لم تكن قليلة، فلذلك لا تتأتى معرفة التمييز فيه إلا من أصحاب التخصص.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لم أمرنا بمخالفة العامة؟

السؤال: يقول العلامة المحقق السيد عبد الله شبر في كتاب ( حق اليقين في معرفة اصول الدين - ج1، الفصل الثاني ، العصمة ، ص 139 ): هذه الأخبار مع مخالفتها لإجماع الشيعة المحقة بل ضرورة المذهب وشذوذها و موافقتها لمذهب العامة الذين أمرنا بخلافهم) السؤال سماحة الشيخ - لماذا أمرنا بخلاف العامة؟ وما السبب؟
 
الجواب: في عصر بداية التشريع وفي العصور التي تلته كان الأمر شديد الوضوح في ثبوت الإمامة لعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أمير المؤمنين علي والحسنين عليهم أفضل الصلاة والسلام. فلم يكن طريق لمخالفيهم غير دفن أمرهم والتغطية عليه، وإماتة سنتهم بمخالفتهم، فكانوا إذا عرفوا سنة أهل البيت صلوات الله عليهم خالفوها. ولذلك كانت نفس المخالفة معياراً واضحاً. ومع أن هذه كانت بمثابة القاعدة، ولكن استثناءاتها لم تكن قليلة، فلذلك لا تتأتى معرفة التمييز فيه إلا من أصحاب التخصص.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:39 م

1 التعليقات:

السبت، 4 يناير 2014

السؤال: نعلم أن من الطيور اللطيفة التي تربى في المنازل هو (البلبل)؛ فهل ورد شيء في الشرع في استحباب تربيته، أو غيره من الطيور؟


الجواب: أصل العمل على الإباحة إذا لم يستلزم الحرمة واللهو المحرم. وقد وردت روايات مادحة في البلابل، وأخرى في أصل اقتناء الطيور والدواجن، ففي بعض الأخبار: أن الطيور منها المؤمن ومنها غير ذلك، ويعلم ذلك من أقوالها وتغريداتها، فالبلبل إذا صاح فإنه يقول: "لا إله إلا الله حقّاً حقّاً " (بحار الأنوار: ج61 ص28). وفي طب الأئمة: بسنده إلى إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم (طب الائمة: 117) وروي في قرب الإسناد عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كانوا يحبون أن يكون في البيت الشيء الداجن مثل الحمام والدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجن ولا يعبثون بصبيانهم (قرب الاسناد: 45).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

تربية الطيور والدواجن في المنزل

السؤال: نعلم أن من الطيور اللطيفة التي تربى في المنازل هو (البلبل)؛ فهل ورد شيء في الشرع في استحباب تربيته، أو غيره من الطيور؟


الجواب: أصل العمل على الإباحة إذا لم يستلزم الحرمة واللهو المحرم. وقد وردت روايات مادحة في البلابل، وأخرى في أصل اقتناء الطيور والدواجن، ففي بعض الأخبار: أن الطيور منها المؤمن ومنها غير ذلك، ويعلم ذلك من أقوالها وتغريداتها، فالبلبل إذا صاح فإنه يقول: "لا إله إلا الله حقّاً حقّاً " (بحار الأنوار: ج61 ص28). وفي طب الأئمة: بسنده إلى إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم (طب الائمة: 117) وروي في قرب الإسناد عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كانوا يحبون أن يكون في البيت الشيء الداجن مثل الحمام والدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجن ولا يعبثون بصبيانهم (قرب الاسناد: 45).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:12 م

1 التعليقات:

الجمعة، 3 يناير 2014

السؤال: أنا عندي بنت واحدة وستكمل العشر سنوات قريبا
سؤالي كيف أوازن بين ثقتي في الله في قضاء حاجتي وهي الأنجاب بعد فترة طويلة وثقتي به سبحانه وبين الرضا بقضاء الله إذا لم أنجب علما بأني شاكرة لله على ما أعطاني ولله الحمد ومقتنعة وأحس بنعمة الطفل الواحد وفوائد ذلك من الراحة، وغيري يحسدني ممن يكثر عندهم الأطفال، فأنا أتمنى طفل آخر وزوجي أيضا فكيف أرضى بقضائه وفي نفس الوقت أتمنى.

الجواب: لا تنافي بين أن يكون الإنسان راضياً بقضاء الله وقدره، وأن يطمع في زيادة لطفه وعطائه. فإن معنى الرضا أن يكون العبد مؤمناً بأن الولد – مثلاً – نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى تفضل بها عليه، ولولا فضله ومنّه لما كان له أن يتمتع بها، فهو الذي كثر وحدته، وآنس وحشته، فيظل يستشعر الفضل والكرم الإلهي، فيغدو شاكراً لأنعم الله، راضياً قانعاً. لكنه مع ذلك يتمنى ما هو أفضل من الخير والعطاء، فلو لم يزده ربه من النعم التي طلبها، لم يصرفه ذلك عن شكره وحمده، وقال لنفسه عن يقين: إن ربي جواد حكيم وواسع رحيم؛ بفضله وجوده أعطاني، وبحكمته ولطفه منعني، وهو أعلم بتوزيع رزقه في عباده ورعاياه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل الطمع في كرم الله ينافي الرضا والقنوع؟

السؤال: أنا عندي بنت واحدة وستكمل العشر سنوات قريبا
سؤالي كيف أوازن بين ثقتي في الله في قضاء حاجتي وهي الأنجاب بعد فترة طويلة وثقتي به سبحانه وبين الرضا بقضاء الله إذا لم أنجب علما بأني شاكرة لله على ما أعطاني ولله الحمد ومقتنعة وأحس بنعمة الطفل الواحد وفوائد ذلك من الراحة، وغيري يحسدني ممن يكثر عندهم الأطفال، فأنا أتمنى طفل آخر وزوجي أيضا فكيف أرضى بقضائه وفي نفس الوقت أتمنى.

الجواب: لا تنافي بين أن يكون الإنسان راضياً بقضاء الله وقدره، وأن يطمع في زيادة لطفه وعطائه. فإن معنى الرضا أن يكون العبد مؤمناً بأن الولد – مثلاً – نعمة عظيمة من الله تبارك وتعالى تفضل بها عليه، ولولا فضله ومنّه لما كان له أن يتمتع بها، فهو الذي كثر وحدته، وآنس وحشته، فيظل يستشعر الفضل والكرم الإلهي، فيغدو شاكراً لأنعم الله، راضياً قانعاً. لكنه مع ذلك يتمنى ما هو أفضل من الخير والعطاء، فلو لم يزده ربه من النعم التي طلبها، لم يصرفه ذلك عن شكره وحمده، وقال لنفسه عن يقين: إن ربي جواد حكيم وواسع رحيم؛ بفضله وجوده أعطاني، وبحكمته ولطفه منعني، وهو أعلم بتوزيع رزقه في عباده ورعاياه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:20 م

1 التعليقات:

الخميس، 2 يناير 2014

السؤال: كان الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ضعيف فريد اعزل وقد امره الله بالدعوة والرسالة فقام وحده ثم نصره بالاتباع والانصار كقوله في سورة الانفال (فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم ) والاية 103 من سورة ال عمران (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فا نقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )
وحقق الله له وعده وظهر الدين وظهرت دعوته وتعاليم الدين وانتصر الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم على اعدائه من المشركين والمنافقين واليهود.
السؤال هو كيف ينصب الله عز وجل الامام امير المؤمنين عليه السلام إماماً وخليفة ومرشد حافظ للشرع وهو عليه السلام عجز ولم يجتمع لديه أربعون رجلاً والله عز وجل لاينصره ويواليه ولا يحقق معه الحق وينصره بالاتباع والانصار؟

الجواب: وكيف نصب الله النبيين والمرسلين، ولم يثبت معهم مثل ذلك العدد، فذلك نوح دعا ربه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وما آمن معه إلا عدد قليل، وذلك هود وصالح، ولوط، وما أكثر المرسلين الذين اصطفاهم الله لرسالاته، وابتعثهم لخلقه، ثم لم يجدوا النصر الظاهري، مع ما كان عندهم من معاجز وآيات. هذا أولاً.
وثانياً: إن المحبين والموالين لأمير المؤمنين عليه السلام كانوا أكثر من ذلك بكثير قطعاً ودون أدنى شك، وإنما الولاية درجات، فهؤلاء هم الذين بايعوه على القتل والموت، وبعضهم كانوا أيضاً أهل ولاية لكنهم لم يكونوا بهذه الدرجة.
وثالثاً: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه طالما عانى من جحود الجاحدين، ونفاق المبطلين. ولقد تآمر عليه كثيرون من أجل قتله وتصفيته، ولكن أبى الله سبحانه ذلك نصرة لدينه، وهكذا فعل أمير المؤمنين، قدم مصلحة الدين لنصرته، وبقائه، على نصرة نفسه؛ فقال: "لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها من غيري، و واللّه لأسلّمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة التماساً لأجر ذلك وفضله، و زهداً فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه". وقد حفظ بإذن الله ذلك الموقفُ منه الإسلام، وحقن دماء المسلمين، وكفى بذلك نصراً له وتأييداً، لأن التأييد الذي ينشده أهل البيت صلوات الله هو إعلاء كلمة الله، وإدحاض كلمة الباطل.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لماذا لم ينصر الله عليّاً كما نصر النبي والمرسلين؟

السؤال: كان الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ضعيف فريد اعزل وقد امره الله بالدعوة والرسالة فقام وحده ثم نصره بالاتباع والانصار كقوله في سورة الانفال (فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم ) والاية 103 من سورة ال عمران (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فا نقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون )
وحقق الله له وعده وظهر الدين وظهرت دعوته وتعاليم الدين وانتصر الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم على اعدائه من المشركين والمنافقين واليهود.
السؤال هو كيف ينصب الله عز وجل الامام امير المؤمنين عليه السلام إماماً وخليفة ومرشد حافظ للشرع وهو عليه السلام عجز ولم يجتمع لديه أربعون رجلاً والله عز وجل لاينصره ويواليه ولا يحقق معه الحق وينصره بالاتباع والانصار؟

الجواب: وكيف نصب الله النبيين والمرسلين، ولم يثبت معهم مثل ذلك العدد، فذلك نوح دعا ربه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وما آمن معه إلا عدد قليل، وذلك هود وصالح، ولوط، وما أكثر المرسلين الذين اصطفاهم الله لرسالاته، وابتعثهم لخلقه، ثم لم يجدوا النصر الظاهري، مع ما كان عندهم من معاجز وآيات. هذا أولاً.
وثانياً: إن المحبين والموالين لأمير المؤمنين عليه السلام كانوا أكثر من ذلك بكثير قطعاً ودون أدنى شك، وإنما الولاية درجات، فهؤلاء هم الذين بايعوه على القتل والموت، وبعضهم كانوا أيضاً أهل ولاية لكنهم لم يكونوا بهذه الدرجة.
وثالثاً: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه طالما عانى من جحود الجاحدين، ونفاق المبطلين. ولقد تآمر عليه كثيرون من أجل قتله وتصفيته، ولكن أبى الله سبحانه ذلك نصرة لدينه، وهكذا فعل أمير المؤمنين، قدم مصلحة الدين لنصرته، وبقائه، على نصرة نفسه؛ فقال: "لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها من غيري، و واللّه لأسلّمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة التماساً لأجر ذلك وفضله، و زهداً فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه". وقد حفظ بإذن الله ذلك الموقفُ منه الإسلام، وحقن دماء المسلمين، وكفى بذلك نصراً له وتأييداً، لأن التأييد الذي ينشده أهل البيت صلوات الله هو إعلاء كلمة الله، وإدحاض كلمة الباطل.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:13 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 1 يناير 2014

السؤال: حول مايذكره العلامة المجتهد الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب – عقائد الامامية - عقيدتنا في الدعوة الى الوحدة الاسلامية (ولا ينسى موقف امير المؤمنين عليه السلام مع الخلفاء الذين سبقوه مع توجده عليهم واعتقاده بغصبهم لحقه فجاراهم وسالمهم بل حبس رأيه في أنه المنصوص عليه بالخلافة حتى إنه لم يجهر في حشد عام بالنص إلا بعد أن آل الأمر إليه فاستشهد بمن بقي من الصحابة عن نص الغدير يوم الرحبة ).
السؤال: مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حبس النص عليه ولم يجهر به؛ ألا يلزم الإثم لعدم الاحتجاج بالحق الإلهي ودخول الناس في الظلال لعدم الجهر بالنص على الإمامة؟

الجواب: حين يدور الأمر بين الواجب وما هو أوجب منه يجب اختيار الأوجب، وهكذا حين يدور الأمر بين اجتناب الحرام أوما هو أشد منه حرمة يجب اجتناب ما هو الأشد حرمة. وكذلك فعل أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ألا يعتبر سكوت أمير المؤمنين عليه السلام إثماً؟

السؤال: حول مايذكره العلامة المجتهد الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب – عقائد الامامية - عقيدتنا في الدعوة الى الوحدة الاسلامية (ولا ينسى موقف امير المؤمنين عليه السلام مع الخلفاء الذين سبقوه مع توجده عليهم واعتقاده بغصبهم لحقه فجاراهم وسالمهم بل حبس رأيه في أنه المنصوص عليه بالخلافة حتى إنه لم يجهر في حشد عام بالنص إلا بعد أن آل الأمر إليه فاستشهد بمن بقي من الصحابة عن نص الغدير يوم الرحبة ).
السؤال: مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حبس النص عليه ولم يجهر به؛ ألا يلزم الإثم لعدم الاحتجاج بالحق الإلهي ودخول الناس في الظلال لعدم الجهر بالنص على الإمامة؟

الجواب: حين يدور الأمر بين الواجب وما هو أوجب منه يجب اختيار الأوجب، وهكذا حين يدور الأمر بين اجتناب الحرام أوما هو أشد منه حرمة يجب اجتناب ما هو الأشد حرمة. وكذلك فعل أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:29 م

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top