السؤال: هل حديث رد الشمس لعلي صحيح ؟ ألم يكن يجب أن يصلي العصر في وقتها ؟
الجواب: الحديث فوق الصحة لتواتره، واستفاضته عند سائر المسلمين. الأصل في أداء الصلاة في وقتها هو طاعة الله وطاعة رسوله، وما حصل كان كذلك.
ولزيادة التفصيل: أجاب بعض الفقهاء رحمهم الله، كالسيد المرتضى علم الهدى في شرح البائية للسيد الحميري، على هذين الأمرين. ومآل جوابه قدس سره مع شيء من الزيادة والنقصان إلى: أنه عليه السلام لم يفعل ذلك إلا بعذر مقبول عند الله سبحانه، فإن النبي صلى الله عليه وآله قد وضع رأسه في حجره، وطاعة النبي طاعة الله، واعتذاره أو تعلله يعدّ أذى واضحاً للنبي صلى الله عليه وآله، وأذى النبي أذى لله سبحانه. بل لا يبعد كونه عليه أفضل الصلاة والسلام كان مأموراً بتأخير الصلاة ذلك اليوم لإظهار فضله، بظهور المعجز الباهر من أجله.
وجواب آخر: أنه صلوات الله عليه لم تفته الصلاة أصلاً، وإنما الفائت هو وقت فضيلتها، وكان السبب في ذلك إطاعة النبي، صلى الله عليه وآله، في المرة الأولى، والشغل بالحرب أو بتنظيم العسكر في المرة الثانية، فهو على هذا صلاها في وقتها، فأرجعها الله له ليصليها في وقت فضيلتها إكراماً وإعظاماً، وبياناً لمقامه السامي الذي لا يدانيه فيه غيره، سوى ما كان من يوشع النبي عليه السلام. والتأمل في الروايات يقضي بقبول هذا المحمل الثاني أيضاً.
وأما إمكان هذا الأمر من الناحية الفلكية، فقد أجابوا عنه أيضاً بعدة أجوبة:
منها: أنه ليس ممتنعاً عقلاً، وقد دل عليه النقل الصحيح، بل استفاض به النقل لدى كل المسلمين. وقد صرح جملة من كبار علماء أهل السنة بأن الإيمان به لازم وضروري، لأن فيه إثباتاً لنبوة النبي ومعاجزه الباهرة صلى الله عليه وآله وسلم. وأحاديثه صحاح عند الفريقين معاً.
فقد قال الطحاوي بعد نقل عدة روايات عن رد الشمس لأمير المؤمنين، ومنها رواية أسماء بنت عميس: « قال أبو جعفر: وکل هذه الأحاديث من علامات النبوة، و قد حکی لي علي بن عبدالرحمن بن المغيرة عن أحمد بن صالح أنه کان يقول: لا ينبغي لمن کان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماﺀ الذي رواه لنا عنه ؛ لأنه من أجل علامات النبوة » (مشکل الآثار ج3 ص63 بذيل الحديث 902). وقال: « و هذان الحديثان ثابتان و رواتهما ثقات » (اللآلئ المصنوعة ج1 ص309).
وقال جلال الدين السيوطي: « حديث أن الشمس ردت علی علي بن أبي طالب ؛ قال أحمد: لا أصل له. قلت: أخرجه ابن منده و ابن شاهين من حديث أسماﺀ بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، و إسنادهما حسن. و ممن صححه الطحاوي والقاضي عياض. و قد ادعى ابن الجوزي أنه موضوع؛ فأخطأ کما بيّنه فی مختصر الموضوعات وفي التعقيبات»(الدرر المنتثرة فی الأحاديث المشتهرة ص23).
ثم قال: « و مما يشهد بصحة ذلك قول الإمام الشافعي و غيره ما أوتي نبي معجزة إلاّ أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها و قد صح أن الشمس حبست علی يوشع ليالي قاتل الجبارين فلا بد أن يکون لنبينا نظير ذلك فکانت هذه القصة نظير تلك و الله أعلم »(همان 312).
وقال ابن حجر العسقلانی: «و هذا أبلغ فی المعجزة. و قد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له فی الموضوعات، وکذا ابن تيمية فی کتاب الرد علی الروافض فی زعم وضعه» (فتح الباري ج6 ص222).
ومنها: أن الذي حصل أمر لا يمكن لآحاد الناس وعوامّهم أن يلتفتوا إليه لأنه حصل بشكل سريع، خصوصاً على الروايات التي تقول إن الشمس لم تغرب بعد. بل حتى التي تقول بحصول الغروب فإن الغروب الحاصل كان في بقعة خاصة، وكان ملاصقاً للغروب، وعاد إلى حالته الطبيعية بعد الصلاة مباشرة. فالناس حتى لو انتبهوا فربما حسبوه سحاباً غمّ على الشمس عدة دقائق ثم ما لبث أن انقشع، ولم يتوقفوا عنده أو يستغربوه.
ومنها: أن هذا الحدث قد دونه فعلاً أصحاب الرصد والنجوم. وقد وثقته بعض الموسوعات كالموسوعة البريطانية، وحددته باليوم والسنة، فيمكن مراجعته.
وأما ما جاء في السؤال من كون الذي يدور حول الآخر إنما هو الأرض وليس الشمس، فهو مع صحته لا ينافي هذه الأحاديث، فإنه تخاطب الناس بما يفهمون ويستوعبون، فعبرت لهم برد الشمس. خصوصاً وإن الذي يشاهده الناس ظاهراً هو حركة الشمس وثبوت الأرض، لكونهم ثابتين على الأرض. والمراد الواقعي هو وقوع الأرض والشمس بوضع معين بحيث يكون النهار حاصلاً والشمس طالعة. ولزيادة الاطلاع يمكن مراجعة بحار الأنوار: ج41 ص185، وغيره.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
الجواب: الحديث فوق الصحة لتواتره، واستفاضته عند سائر المسلمين. الأصل في أداء الصلاة في وقتها هو طاعة الله وطاعة رسوله، وما حصل كان كذلك.
ولزيادة التفصيل: أجاب بعض الفقهاء رحمهم الله، كالسيد المرتضى علم الهدى في شرح البائية للسيد الحميري، على هذين الأمرين. ومآل جوابه قدس سره مع شيء من الزيادة والنقصان إلى: أنه عليه السلام لم يفعل ذلك إلا بعذر مقبول عند الله سبحانه، فإن النبي صلى الله عليه وآله قد وضع رأسه في حجره، وطاعة النبي طاعة الله، واعتذاره أو تعلله يعدّ أذى واضحاً للنبي صلى الله عليه وآله، وأذى النبي أذى لله سبحانه. بل لا يبعد كونه عليه أفضل الصلاة والسلام كان مأموراً بتأخير الصلاة ذلك اليوم لإظهار فضله، بظهور المعجز الباهر من أجله.
وجواب آخر: أنه صلوات الله عليه لم تفته الصلاة أصلاً، وإنما الفائت هو وقت فضيلتها، وكان السبب في ذلك إطاعة النبي، صلى الله عليه وآله، في المرة الأولى، والشغل بالحرب أو بتنظيم العسكر في المرة الثانية، فهو على هذا صلاها في وقتها، فأرجعها الله له ليصليها في وقت فضيلتها إكراماً وإعظاماً، وبياناً لمقامه السامي الذي لا يدانيه فيه غيره، سوى ما كان من يوشع النبي عليه السلام. والتأمل في الروايات يقضي بقبول هذا المحمل الثاني أيضاً.
وأما إمكان هذا الأمر من الناحية الفلكية، فقد أجابوا عنه أيضاً بعدة أجوبة:
منها: أنه ليس ممتنعاً عقلاً، وقد دل عليه النقل الصحيح، بل استفاض به النقل لدى كل المسلمين. وقد صرح جملة من كبار علماء أهل السنة بأن الإيمان به لازم وضروري، لأن فيه إثباتاً لنبوة النبي ومعاجزه الباهرة صلى الله عليه وآله وسلم. وأحاديثه صحاح عند الفريقين معاً.
فقد قال الطحاوي بعد نقل عدة روايات عن رد الشمس لأمير المؤمنين، ومنها رواية أسماء بنت عميس: « قال أبو جعفر: وکل هذه الأحاديث من علامات النبوة، و قد حکی لي علي بن عبدالرحمن بن المغيرة عن أحمد بن صالح أنه کان يقول: لا ينبغي لمن کان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماﺀ الذي رواه لنا عنه ؛ لأنه من أجل علامات النبوة » (مشکل الآثار ج3 ص63 بذيل الحديث 902). وقال: « و هذان الحديثان ثابتان و رواتهما ثقات » (اللآلئ المصنوعة ج1 ص309).
وقال جلال الدين السيوطي: « حديث أن الشمس ردت علی علي بن أبي طالب ؛ قال أحمد: لا أصل له. قلت: أخرجه ابن منده و ابن شاهين من حديث أسماﺀ بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، و إسنادهما حسن. و ممن صححه الطحاوي والقاضي عياض. و قد ادعى ابن الجوزي أنه موضوع؛ فأخطأ کما بيّنه فی مختصر الموضوعات وفي التعقيبات»(الدرر المنتثرة فی الأحاديث المشتهرة ص23).
ثم قال: « و مما يشهد بصحة ذلك قول الإمام الشافعي و غيره ما أوتي نبي معجزة إلاّ أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها و قد صح أن الشمس حبست علی يوشع ليالي قاتل الجبارين فلا بد أن يکون لنبينا نظير ذلك فکانت هذه القصة نظير تلك و الله أعلم »(همان 312).
وقال ابن حجر العسقلانی: «و هذا أبلغ فی المعجزة. و قد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له فی الموضوعات، وکذا ابن تيمية فی کتاب الرد علی الروافض فی زعم وضعه» (فتح الباري ج6 ص222).
ومنها: أن الذي حصل أمر لا يمكن لآحاد الناس وعوامّهم أن يلتفتوا إليه لأنه حصل بشكل سريع، خصوصاً على الروايات التي تقول إن الشمس لم تغرب بعد. بل حتى التي تقول بحصول الغروب فإن الغروب الحاصل كان في بقعة خاصة، وكان ملاصقاً للغروب، وعاد إلى حالته الطبيعية بعد الصلاة مباشرة. فالناس حتى لو انتبهوا فربما حسبوه سحاباً غمّ على الشمس عدة دقائق ثم ما لبث أن انقشع، ولم يتوقفوا عنده أو يستغربوه.
ومنها: أن هذا الحدث قد دونه فعلاً أصحاب الرصد والنجوم. وقد وثقته بعض الموسوعات كالموسوعة البريطانية، وحددته باليوم والسنة، فيمكن مراجعته.
وأما ما جاء في السؤال من كون الذي يدور حول الآخر إنما هو الأرض وليس الشمس، فهو مع صحته لا ينافي هذه الأحاديث، فإنه تخاطب الناس بما يفهمون ويستوعبون، فعبرت لهم برد الشمس. خصوصاً وإن الذي يشاهده الناس ظاهراً هو حركة الشمس وثبوت الأرض، لكونهم ثابتين على الأرض. والمراد الواقعي هو وقوع الأرض والشمس بوضع معين بحيث يكون النهار حاصلاً والشمس طالعة. ولزيادة الاطلاع يمكن مراجعة بحار الأنوار: ج41 ص185، وغيره.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق