السؤال: نجد روايات عن اهل البيت سلام الله عليهم تحث على الانفتاح بالناس والتخالط معهم. ونجد في الروايات ايضا بعضها تحث على العزله كيف نتعاطى في هذا الزمان؟ وما هي العزله الايجابيه والعزله السلبيه ؟ هل هناك شرائط واحكام للعزله والانفتاح؟ وشكرا
الجواب: هو كما يقول الحديث الشريف: "كن في الناس ولا تكن معهم"، أوكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "خالطوا الناس بأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإن لكل امريء ما اكتسب من الإثم و هو يوم القيامة مع من أحب" (نهج البلاغة: الحكمة: 10). وذلك أن العيشة بين الناس أمر لا بد منه من جهة أن الإنسان مخلوق اجتماعي في الأساس، وتكون الحياة التي ينعزل فيها الانسان عن نظيره الإنسان حياة شاقة لا تطاق. والعشرة والخلطة مع نظرائه البشر مطلوبة من جهة أخرى أيضا، بلحاظ أنه هدف ثابت من أهداف الخلقة، كما قال الله تبارك وتعالى: " يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير" (الحجرات: 13)، فقد خلقه الله ليختلط بالناس، ويتعارف معهم ويتكامل. وقال عز من قائل: "خلق الإنسان علمه البيان" (الرحمن: 3و4)، ومعنى ذلك أنه أول ما خلقه سلحه بسلاح البيان، لكي يستعملها مع أفراد نوعه البشر. وهو بعد هذه وتلك ضرورة لهذا الخلق أيضا باعتبار أنه بوتقة التكامل الانساني،قال تعالى: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، وكان ربك بصيرا" (الفرقان: 20). وحينما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله في قصة «عثمان بن مظعون» في موت ولده أنه لم يعد يخرج للعمل حزنا عليه، واعتزل للعبادة وترك كل عمل سواها وجعل من بيته مسجدا؛ أحضره وقال له: «ياعثمان، إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله» (بحار الأنوار، ج70، ص114 باب النهي عن الرهبانية، حديث 1).
فالاختلاط إذن سنة بشرية لا محيص عنها، ووحيانية باعتبار أنها طريق التكامل والابتلاء. والأسلوب الجامع المانع فيها أن يختلط بالناس اختيارا، ولكن يجعل الله سبحانه والحق والخير نصب عينه، فيكون في الناس، ولكنه لا يكون معهم، ويؤيدهم إلا بقدر ما يقتربون من تلك المثل الحقة.
ومنه يظهر أذا العزلة إذا انطلقت من هذا المفهوم الشرعي كانت عزلة إيجابية، أما إذا كانت انطواء على الذات، وهروبا من المشكلات، أو استنكافا من مخالطة البشر، فهي الرهبانية التي نهى عنها الإسلام العظيم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
الجواب: هو كما يقول الحديث الشريف: "كن في الناس ولا تكن معهم"، أوكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "خالطوا الناس بأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإن لكل امريء ما اكتسب من الإثم و هو يوم القيامة مع من أحب" (نهج البلاغة: الحكمة: 10). وذلك أن العيشة بين الناس أمر لا بد منه من جهة أن الإنسان مخلوق اجتماعي في الأساس، وتكون الحياة التي ينعزل فيها الانسان عن نظيره الإنسان حياة شاقة لا تطاق. والعشرة والخلطة مع نظرائه البشر مطلوبة من جهة أخرى أيضا، بلحاظ أنه هدف ثابت من أهداف الخلقة، كما قال الله تبارك وتعالى: " يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير" (الحجرات: 13)، فقد خلقه الله ليختلط بالناس، ويتعارف معهم ويتكامل. وقال عز من قائل: "خلق الإنسان علمه البيان" (الرحمن: 3و4)، ومعنى ذلك أنه أول ما خلقه سلحه بسلاح البيان، لكي يستعملها مع أفراد نوعه البشر. وهو بعد هذه وتلك ضرورة لهذا الخلق أيضا باعتبار أنه بوتقة التكامل الانساني،قال تعالى: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون، وكان ربك بصيرا" (الفرقان: 20). وحينما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله في قصة «عثمان بن مظعون» في موت ولده أنه لم يعد يخرج للعمل حزنا عليه، واعتزل للعبادة وترك كل عمل سواها وجعل من بيته مسجدا؛ أحضره وقال له: «ياعثمان، إن الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية امتي الجهاد في سبيل الله» (بحار الأنوار، ج70، ص114 باب النهي عن الرهبانية، حديث 1).
فالاختلاط إذن سنة بشرية لا محيص عنها، ووحيانية باعتبار أنها طريق التكامل والابتلاء. والأسلوب الجامع المانع فيها أن يختلط بالناس اختيارا، ولكن يجعل الله سبحانه والحق والخير نصب عينه، فيكون في الناس، ولكنه لا يكون معهم، ويؤيدهم إلا بقدر ما يقتربون من تلك المثل الحقة.
ومنه يظهر أذا العزلة إذا انطلقت من هذا المفهوم الشرعي كانت عزلة إيجابية، أما إذا كانت انطواء على الذات، وهروبا من المشكلات، أو استنكافا من مخالطة البشر، فهي الرهبانية التي نهى عنها الإسلام العظيم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق