السؤال: إذا كان الله سبحانه يعلم ان بعض الناس مصيرهم جهنم فلماذا خلقهم؟
الجواب: أولاً: أن علم الله العليم الخبير لا دخالة له في قدرة العبد واختياره، ولا في مسيره ومصيره، إلا بقدر ما يعطيه وينعم عليه، ويوضح له النجدين، ويرشده إلى الخير وينهاه عن الشر. ولقد اقتضت مشيئته جل شأنه أن يخلق الخلق ليعبدوه طائعين، ويطيعوه مختارين، لا عن اضطرار وإجبار.
وقد كان سبحانه قادراً على أن يجعلهم كلهم أمة واحدة. ولكن لن يتبين حينها فضل المحسن على المسيء، والمحق على المبطل. ولو أجبرهم على العبادة والطاعة، لبطل البلاء والامتحان، ولما علم المؤمن والمحسن والمنقاد لم دخلوا الجنة، والكافر والجاحد والمجرم لم دخلوا النار.
وثانياً: لا بد من تقسيم الذين يستحقون النار إلى قسمين: قسم خالد فيها، وقسم آخر يدخل فيها مدة من الزمن، تطول أو تقصر، ثم يدخل الجنة، ويخلد في الجنان بعد ذلك. وتلك أكبر نعمة على العباد الخاطئين أن يؤول أمرهم إلى الجنة. فلم يبق إلا المستحقون للخلود في النار.
وثالثاً: أن رحمة الله سبقت غضبه، ووسعت سخطه. وما أكثر النصوص من الآيات والروايات التي تظهر أن رحمة الله ربما تشمل حتى المجرمين المستحقين للخلود إذا كان إثمهم مرتبطاً به عز وجل. بل حتى بعض المجرمين الآخرين ممن تعلقت عاقبتهم بحقوق الناس، فقد أعد الله لها ما يمكن أن يخففها، وربما أخرجهم بها من النار، كالشفاعة، أو احتمال رضى خصومهم عنهم، لتبادل ومعاملة فيما بينهم، أو لأي سبب آخر غير ذلك.
فهو سبحانه يعلم بمصيرهم، ويعلم أيضاً بما ربما ينقذهم منها. ولكنه تقدست أسماؤه أخفاها عن العباد لكيلا يتكل عليها العباد، وينسوا أساس الهدف من الخلقة من لزوم الطاعة والمعرفة والعبادة.
ورابعاً: أن أصل الخلق فضل ونعمة كبيران من الله على كل عبد، حيث يعطيه في هذه الدنيا كل النعم، من العقل والنفس والسمع والبصر ومتع الحياة الدنيا وعمراً مديداً مهما طال أو قصر، كل ذلك منحة ابتدائية من الله جل وعلا من غير مقابل أو ثمن. بل وقبل هذا العالم كنا في عوالم أخرى كعالم الذر والأرواح والأنوار. فحتى على فرض دخول المخلوق في النار، فلا شك في النعمة العظيمة العميمة التي منّ الله تعالى بها عليه، بأن كوّنه وخلقه وأعطاه وحباه من بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً، في كل هذه العوالم قبل يوم القيامة. فإن يك قد دخل النار فبما قدمت يداه. وأما صنع الله سبحانه له فهو محض تفضل وإحسان. والله العالم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
الجواب: أولاً: أن علم الله العليم الخبير لا دخالة له في قدرة العبد واختياره، ولا في مسيره ومصيره، إلا بقدر ما يعطيه وينعم عليه، ويوضح له النجدين، ويرشده إلى الخير وينهاه عن الشر. ولقد اقتضت مشيئته جل شأنه أن يخلق الخلق ليعبدوه طائعين، ويطيعوه مختارين، لا عن اضطرار وإجبار.
وقد كان سبحانه قادراً على أن يجعلهم كلهم أمة واحدة. ولكن لن يتبين حينها فضل المحسن على المسيء، والمحق على المبطل. ولو أجبرهم على العبادة والطاعة، لبطل البلاء والامتحان، ولما علم المؤمن والمحسن والمنقاد لم دخلوا الجنة، والكافر والجاحد والمجرم لم دخلوا النار.
وثانياً: لا بد من تقسيم الذين يستحقون النار إلى قسمين: قسم خالد فيها، وقسم آخر يدخل فيها مدة من الزمن، تطول أو تقصر، ثم يدخل الجنة، ويخلد في الجنان بعد ذلك. وتلك أكبر نعمة على العباد الخاطئين أن يؤول أمرهم إلى الجنة. فلم يبق إلا المستحقون للخلود في النار.
وثالثاً: أن رحمة الله سبقت غضبه، ووسعت سخطه. وما أكثر النصوص من الآيات والروايات التي تظهر أن رحمة الله ربما تشمل حتى المجرمين المستحقين للخلود إذا كان إثمهم مرتبطاً به عز وجل. بل حتى بعض المجرمين الآخرين ممن تعلقت عاقبتهم بحقوق الناس، فقد أعد الله لها ما يمكن أن يخففها، وربما أخرجهم بها من النار، كالشفاعة، أو احتمال رضى خصومهم عنهم، لتبادل ومعاملة فيما بينهم، أو لأي سبب آخر غير ذلك.
فهو سبحانه يعلم بمصيرهم، ويعلم أيضاً بما ربما ينقذهم منها. ولكنه تقدست أسماؤه أخفاها عن العباد لكيلا يتكل عليها العباد، وينسوا أساس الهدف من الخلقة من لزوم الطاعة والمعرفة والعبادة.
ورابعاً: أن أصل الخلق فضل ونعمة كبيران من الله على كل عبد، حيث يعطيه في هذه الدنيا كل النعم، من العقل والنفس والسمع والبصر ومتع الحياة الدنيا وعمراً مديداً مهما طال أو قصر، كل ذلك منحة ابتدائية من الله جل وعلا من غير مقابل أو ثمن. بل وقبل هذا العالم كنا في عوالم أخرى كعالم الذر والأرواح والأنوار. فحتى على فرض دخول المخلوق في النار، فلا شك في النعمة العظيمة العميمة التي منّ الله تعالى بها عليه، بأن كوّنه وخلقه وأعطاه وحباه من بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً، في كل هذه العوالم قبل يوم القيامة. فإن يك قد دخل النار فبما قدمت يداه. وأما صنع الله سبحانه له فهو محض تفضل وإحسان. والله العالم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق