جميع المواضيع

الأحد، 26 أكتوبر 2014


السؤال: نحن نعلم أن ملائكة الله معصومين ولكن ما قصة الملك فطرس؟ هل صحيح انه نكر بيعة امير المؤمنين وبعد ذلك استغفر الله وببركة سيدي ومولاي ابي عبدالله الحسين اعاد الله له جناحه, فهل هذا ينافي عصمة الملائكة (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُأمرون)) ؟؟ ارجو التوضيح مولاي؟

الجواب: الملائكة معصومون، وتخلّفهم يكون من باب ترك الاولى الذي لا يتنافى مع العصمة. ففي جامع البزنطي عن الامام الصادق عليه السلام: «أن فطرس الملك كان يطوف بالعرش فتلكأ في شيء من امر الله تعالى، فقص جناحه ورمى به على جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام هبط جبرئيل الى رسول الله صلى الله عليه واله يهنيه بولادة الحسين عليه السلام فمر به فعاذ بجبرئيل فقال الى اخر الحديث»[1]، سفينة البحار، باب الفاء بعد الطاء.
وأما قضية اعتراضه على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فهي أمر مردود، والأدلة على ذلك ليست قليلة. فالملائكة عقول محضة لا يمكن أن يتصور فيها المعصية، وينص على هذه الحقيقة الآيات والروايات، في حين أن الاعتراض على الولاية من أكبر المعاصي. وفي الحديث الشريف ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : «يا علي لو أحبك أهل الأرض كما أحبك أهل السماء لما خلق الله النار»[2].
 ولا يبعد القول: بأن ما يصدر من بعض الملائكة عليهم السلام إنما أريد به تعريف الخلائق بمقام الإمام الحسين عليه السلام. كما هو الحال بالنسبة إلى ما حصل بين جبرئيل وميكائيل من مؤاخاة ومفاداة، لتعريف الخلق بشرف موقف أمير المؤمنين عليه السلام في تضحيته بنفسه فداء للنبي صلى الله عليه وآله عند مبيته في فراشه. والأمثلة على ذلك غير عزيزة. بل إن هذه الشواهد لا تخلو من إشارات واضحة إلى الدرجات العليا التي يتفوق فيها البشر على الملائكة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] بحار الانوار ج 43 ص 251.
[2] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3 / 4. وفي الفضائل لابن شاذان القمي: 112. وفي ينابيع المودة للقندوزي: 1 / 376.



هل عصى الملك فطرس ربه؟!


السؤال: نحن نعلم أن ملائكة الله معصومين ولكن ما قصة الملك فطرس؟ هل صحيح انه نكر بيعة امير المؤمنين وبعد ذلك استغفر الله وببركة سيدي ومولاي ابي عبدالله الحسين اعاد الله له جناحه, فهل هذا ينافي عصمة الملائكة (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُأمرون)) ؟؟ ارجو التوضيح مولاي؟

الجواب: الملائكة معصومون، وتخلّفهم يكون من باب ترك الاولى الذي لا يتنافى مع العصمة. ففي جامع البزنطي عن الامام الصادق عليه السلام: «أن فطرس الملك كان يطوف بالعرش فتلكأ في شيء من امر الله تعالى، فقص جناحه ورمى به على جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام هبط جبرئيل الى رسول الله صلى الله عليه واله يهنيه بولادة الحسين عليه السلام فمر به فعاذ بجبرئيل فقال الى اخر الحديث»[1]، سفينة البحار، باب الفاء بعد الطاء.
وأما قضية اعتراضه على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فهي أمر مردود، والأدلة على ذلك ليست قليلة. فالملائكة عقول محضة لا يمكن أن يتصور فيها المعصية، وينص على هذه الحقيقة الآيات والروايات، في حين أن الاعتراض على الولاية من أكبر المعاصي. وفي الحديث الشريف ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : «يا علي لو أحبك أهل الأرض كما أحبك أهل السماء لما خلق الله النار»[2].
 ولا يبعد القول: بأن ما يصدر من بعض الملائكة عليهم السلام إنما أريد به تعريف الخلائق بمقام الإمام الحسين عليه السلام. كما هو الحال بالنسبة إلى ما حصل بين جبرئيل وميكائيل من مؤاخاة ومفاداة، لتعريف الخلق بشرف موقف أمير المؤمنين عليه السلام في تضحيته بنفسه فداء للنبي صلى الله عليه وآله عند مبيته في فراشه. والأمثلة على ذلك غير عزيزة. بل إن هذه الشواهد لا تخلو من إشارات واضحة إلى الدرجات العليا التي يتفوق فيها البشر على الملائكة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] بحار الانوار ج 43 ص 251.
[2] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3 / 4. وفي الفضائل لابن شاذان القمي: 112. وفي ينابيع المودة للقندوزي: 1 / 376.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:57 م

0 التعليقات:

السبت، 25 أكتوبر 2014


قل لي بربك ماذا يفعل الحسين في قلوب البشر؟ ماذا تفعل دماء الحسين في روح الإنسان؟

 

ترينيداد كلمة أسبانية معناها "الثالوث المقدس". ولا يشكل المسلمون فيها غير 12% فقط. وتحتضن في ترابها العديد من الأديان والأعراق، كالمسيحية والهندوسية وغيرهما. ولكن العجيب أن الجميع باختلاف أعراقهم يجمعون على الإعداد لاحتفال سنوي يبدأ من عيد الأضحى الإسلامي، أي في العاشر من شهر ذي الحجة، وهو الشهر الثاني عشر عند العرب والمسلمين، ليبلغ أوجه يوم عاشوراء، أي في العاشر من شهر المحرم، وهو الشهر الأول من نفس السنة الهجرية القمرية. مهرجان قومي يشترك فيه الجميع من دون استثناء، يسمونه (كرنفال حوسي)، ويقصدون به الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، الشهيد بكربلاء عام 61 للهجرة النبوية. يستعرضون فيه واقعة الطف، ويتغنون فيه بشعارات الإمام الحسين، وبطولته، ورفضه للظلم والطغيان، وتضحيته الأسطورية من أجل الإنسان والقيم الفاضلة. ولا تتعجب اليوم حين تزور تلك البلاد وتواجه العديد من المتسمين باسم الحسين وأصحابه المسلمين، مثل حسين وعباس وعلي، مع أنهم ليسوا عرباً ولا مسلمين. وقد انتقلت هذه العادة الثقافية إلى بعض البلاد المجاورة، مثل جامايكا وغويان. 



راية الحسين في بلد الثالوث


قل لي بربك ماذا يفعل الحسين في قلوب البشر؟ ماذا تفعل دماء الحسين في روح الإنسان؟

 

ترينيداد كلمة أسبانية معناها "الثالوث المقدس". ولا يشكل المسلمون فيها غير 12% فقط. وتحتضن في ترابها العديد من الأديان والأعراق، كالمسيحية والهندوسية وغيرهما. ولكن العجيب أن الجميع باختلاف أعراقهم يجمعون على الإعداد لاحتفال سنوي يبدأ من عيد الأضحى الإسلامي، أي في العاشر من شهر ذي الحجة، وهو الشهر الثاني عشر عند العرب والمسلمين، ليبلغ أوجه يوم عاشوراء، أي في العاشر من شهر المحرم، وهو الشهر الأول من نفس السنة الهجرية القمرية. مهرجان قومي يشترك فيه الجميع من دون استثناء، يسمونه (كرنفال حوسي)، ويقصدون به الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، الشهيد بكربلاء عام 61 للهجرة النبوية. يستعرضون فيه واقعة الطف، ويتغنون فيه بشعارات الإمام الحسين، وبطولته، ورفضه للظلم والطغيان، وتضحيته الأسطورية من أجل الإنسان والقيم الفاضلة. ولا تتعجب اليوم حين تزور تلك البلاد وتواجه العديد من المتسمين باسم الحسين وأصحابه المسلمين، مثل حسين وعباس وعلي، مع أنهم ليسوا عرباً ولا مسلمين. وقد انتقلت هذه العادة الثقافية إلى بعض البلاد المجاورة، مثل جامايكا وغويان. 



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:38 م

0 التعليقات:

الجمعة، 24 أكتوبر 2014




السؤال: المغرب / الدار البيضاء
سؤالي كالتالي: ولله الحمد لست ممن يتوانى أو يتأثم عن لعن وسب أعداء الله ظالمي محمد وأهل بيته عليهم السلام والجهر بذلك براءة منهم وكفرا بهم.
ومع ذلك لست ممن يجيز على نفسه احتياطا استعمال كلام بذيئ وما أشبه. فارتأيت استفتاء سماحتكم بعدة أسئلة عن هذا الموضوع وما يشوبه من إشكالات وما وجه القيد الشرعي فيه.
1- ما معنى الكلام البذيئ وما فرقه عن السب أو ما وجه الخصوص فيه ؟
2- هل يرتبط تحديد الكلام البذيئ بالعرف ويختلف بذلك من وسط لآخر زمانا ومكانا ؟
3- كيف يمكن الجمع بين روايات تذم الفحاش واللسان البذيئ واحتجاج الإمام أبو محمد الحسن المجتبى روحي فداه مثلا على معاوية والطغام ممن حوله لعنهم الله الواردة في الاحتجاج وغيرها من كلام الأئمة الأطهار في وجه أعداءهم الطواغيت:
- هل الأمر خاص بالأئمة الأطهار في حق أعدائهم؟
- هل يختص الأمر فقط في مورد المواجهة بين المعصوم وأعدائه لا تكلما عنهم في مورد الخطبة على جمهور الناس يجتمع فيه المؤالف والمخالف والحديث دائما عن ما أظنه كلاما بذيئا في مواجهتهم عليهم السلام لأعداءهم لا مطلق السباب مع استحقاق أعداءهم منهم لذلك.
4- هل بعنوان التبري وهي ممارسة للبراءة بلعن وسب أعداء الله ظالمي أهل البيت عليهم السلام والجهر بذلك في غير موارد التقية يسقط عن الكلام البذيئ قبحه لأنه في حقهم يكون؟
5- كيف يمكن الجمع بين هذه الروايات:
(الرواية طويلة مع كل ما تضمنته من تطاول جماعة من منكري فضائل الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس معاوية لعنه الله ومواجهتهم من قبل الإمام المجتبى عليه السلام بالطعن في أعراضهم والنيل منهم .. فاقتطعت موضع الشاهد) 
الاحتجاج - احتجاج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه من قبل في مجلس معاوية " لعنه الله"
"....... فوثب معاوية فوضع يده على فم الحسن وقال: يا أبا محمد ما كنت فحاشا ولا طياشا، فنفض الحسن عليه السلام ثوبه، وقام فخرج، فتفرق القوم عن المجلس بغيظ، وحزن، وسواد الوجوه في الدنيا والآخرة."
يمكن مراجعة الرواية للوقوف على ما تضمنته من كلام الإمام المجتبى عليه السلام وكيف ألقمهم الحجة واكفهرت وجوههم لذلك ونظائرها كثير. وفي قبالها من حيث ما يظهر لي عن قصور واشتباه ما يلي:
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنّ الفحش والبذاء والسلاطة من النفاق».
الكافي: ج2 ص325 باب البذاء ح10.
وعن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي مبتدئاً: «يا سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين حمّالك؟ إيّاك أن تكون فحّاشاً أو صخّاباً أو لعّاناً». فقلت: والله لقد كان ذلك أنّه ظلمني. فقال: «إن كان ظلمك لقد أربيت عليه إنّ هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر الله ولا تعد». قلت: أستغفر الله ولا أعود. (الكافي: ج2 ص326 باب البذاء ح14).
 
الجواب (1-5): البذاءة هي ذكر الألفاظ المخلة بالأدب العرفي، وفي عرف المتشرعين هي المخلة بالأدب الذي يعده الشرع منكراً.
والسب هو خطاب الغير بذكر سبته وعورته، فهو أعم من وجه من الكلام البذيء؛ إذ الكلام البذيء هو التفوه بالكلام النابئ سواء في السب أو غيره، والسب هو مخاطبة الغير بذكر عيبه وسبته سواء بالكلام النابئ أو بغيره. ومن الواضح أن البذاءة أمر مقبوح مذموم على كل حال. وأما السب فحسب التعريف المذكور قد يكون بألفاظ لاتأباها النفوس العفيفة، وذلك إذا جاء في مكانه الصحيح، وبشرطه وشروطه. ومن شروطه أن يكون حقّاً، مستحقّاً على الخصم، وأن يكون من مظلوم، أو ممن ينتصر بشكل مشروع لمظلوم كالقاضي ونحوه. وبتعبير جامع أن يكون معروفاً غير منكر.
وانطلاقاً من محورية المنكر والمعروف المنطلقة من الشرع المقدس يمكن أن نرى لفظاً ما في سياق معين فنطلق عليه سبّاً، ولا نطلق عليه ذلك في سياق آخر. وهذا ما نشاهده بأم أعيننا، ونعايشه بوجداننا، حين نقرأ كتاب الله وهو يقول في حق بلعم بن باعوراء مثلاً: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ"[1]، أو قوله في حق الوليد بن المغيرة: " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ . مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ . عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ "[2]، وقوله سبحانه في حق أبي لهب وامرأته: "تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ... وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"[3]. وهكذا الآيات التي تذم وتستنكر أفعال الكفرة والفجرة.
ولا يقولن قائل: بأن أولئك كفار ونحن نتكلم عن المسلمين؛ وذلك لأن الكلام هو على صحة السب أو الذم بمثل هذه الألفاظ وعدمها. فإذا صحت وساغت في حق أشخاص مهما كانوا، كان علينا أن نرجع إلى تلك الأسباب والدواعي لنرى هل أنها موجودة أم لا؟ فبوجودها تصح وتسوغ نتيجتها.
وإن كل ما صدر ويصدر من أهل البيت صلوات الله عليهم لا يكون إلا حقّاً. ولا يلجأون إلى ذكر تلك المثالب بحق مناوئيهم وأعدائهم إلا أن يلجئهم خصومهم وأعداؤهم إلى ذلك إلجاءً. ولذلك وجدنا أن كل من نعتهم أهل البيت عليهم السلام بمثل تلك الصفات والألقاب أقروا بها ولم يحيروا جواباً، ولم يعترضوا، بل عاتبوا من كان السبب في إجبار أهل البيت عليهم السلام لقول تلك المقالات.
خصوصاً وقد ثبت بمتابعة السيرة أنهم صلوات الله عليهم إنما ينتفضون حين ينتفضون لا لأنفسهم وأشخاصهم بل لعناوينهم وما يترتب على تلويثها وتدنيسها من ضياع للحق، وضلال للناس.
ومما تقدم يمكن القول: إن السب لدى العرف وإن كان يصدق بذكر السُّبّات والعورات، غير أن العرف لا يطلق على كل ذكر للعيب والعورات سبّاً. ولذلك نراهم لا يسمون القاضي سابّاً أو شاتماً للمحكوم عليهم، حين يذكر المجرمين بألقابهم الإجرامية، من قبيل الزاني، وابن الزنا، والكاذب، وشبهها.




سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] (الأعراف: 175 و176).
[2] (القلم: 10-13).
[3] (المسد: 1 و4).

ما معنى السب والكلام البذيء؟ وهل يجوزان؟




السؤال: المغرب / الدار البيضاء
سؤالي كالتالي: ولله الحمد لست ممن يتوانى أو يتأثم عن لعن وسب أعداء الله ظالمي محمد وأهل بيته عليهم السلام والجهر بذلك براءة منهم وكفرا بهم.
ومع ذلك لست ممن يجيز على نفسه احتياطا استعمال كلام بذيئ وما أشبه. فارتأيت استفتاء سماحتكم بعدة أسئلة عن هذا الموضوع وما يشوبه من إشكالات وما وجه القيد الشرعي فيه.
1- ما معنى الكلام البذيئ وما فرقه عن السب أو ما وجه الخصوص فيه ؟
2- هل يرتبط تحديد الكلام البذيئ بالعرف ويختلف بذلك من وسط لآخر زمانا ومكانا ؟
3- كيف يمكن الجمع بين روايات تذم الفحاش واللسان البذيئ واحتجاج الإمام أبو محمد الحسن المجتبى روحي فداه مثلا على معاوية والطغام ممن حوله لعنهم الله الواردة في الاحتجاج وغيرها من كلام الأئمة الأطهار في وجه أعداءهم الطواغيت:
- هل الأمر خاص بالأئمة الأطهار في حق أعدائهم؟
- هل يختص الأمر فقط في مورد المواجهة بين المعصوم وأعدائه لا تكلما عنهم في مورد الخطبة على جمهور الناس يجتمع فيه المؤالف والمخالف والحديث دائما عن ما أظنه كلاما بذيئا في مواجهتهم عليهم السلام لأعداءهم لا مطلق السباب مع استحقاق أعداءهم منهم لذلك.
4- هل بعنوان التبري وهي ممارسة للبراءة بلعن وسب أعداء الله ظالمي أهل البيت عليهم السلام والجهر بذلك في غير موارد التقية يسقط عن الكلام البذيئ قبحه لأنه في حقهم يكون؟
5- كيف يمكن الجمع بين هذه الروايات:
(الرواية طويلة مع كل ما تضمنته من تطاول جماعة من منكري فضائل الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس معاوية لعنه الله ومواجهتهم من قبل الإمام المجتبى عليه السلام بالطعن في أعراضهم والنيل منهم .. فاقتطعت موضع الشاهد) 
الاحتجاج - احتجاج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه من قبل في مجلس معاوية " لعنه الله"
"....... فوثب معاوية فوضع يده على فم الحسن وقال: يا أبا محمد ما كنت فحاشا ولا طياشا، فنفض الحسن عليه السلام ثوبه، وقام فخرج، فتفرق القوم عن المجلس بغيظ، وحزن، وسواد الوجوه في الدنيا والآخرة."
يمكن مراجعة الرواية للوقوف على ما تضمنته من كلام الإمام المجتبى عليه السلام وكيف ألقمهم الحجة واكفهرت وجوههم لذلك ونظائرها كثير. وفي قبالها من حيث ما يظهر لي عن قصور واشتباه ما يلي:
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنّ الفحش والبذاء والسلاطة من النفاق».
الكافي: ج2 ص325 باب البذاء ح10.
وعن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي مبتدئاً: «يا سماعة ما هذا الذي كان بينك وبين حمّالك؟ إيّاك أن تكون فحّاشاً أو صخّاباً أو لعّاناً». فقلت: والله لقد كان ذلك أنّه ظلمني. فقال: «إن كان ظلمك لقد أربيت عليه إنّ هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر الله ولا تعد». قلت: أستغفر الله ولا أعود. (الكافي: ج2 ص326 باب البذاء ح14).
 
الجواب (1-5): البذاءة هي ذكر الألفاظ المخلة بالأدب العرفي، وفي عرف المتشرعين هي المخلة بالأدب الذي يعده الشرع منكراً.
والسب هو خطاب الغير بذكر سبته وعورته، فهو أعم من وجه من الكلام البذيء؛ إذ الكلام البذيء هو التفوه بالكلام النابئ سواء في السب أو غيره، والسب هو مخاطبة الغير بذكر عيبه وسبته سواء بالكلام النابئ أو بغيره. ومن الواضح أن البذاءة أمر مقبوح مذموم على كل حال. وأما السب فحسب التعريف المذكور قد يكون بألفاظ لاتأباها النفوس العفيفة، وذلك إذا جاء في مكانه الصحيح، وبشرطه وشروطه. ومن شروطه أن يكون حقّاً، مستحقّاً على الخصم، وأن يكون من مظلوم، أو ممن ينتصر بشكل مشروع لمظلوم كالقاضي ونحوه. وبتعبير جامع أن يكون معروفاً غير منكر.
وانطلاقاً من محورية المنكر والمعروف المنطلقة من الشرع المقدس يمكن أن نرى لفظاً ما في سياق معين فنطلق عليه سبّاً، ولا نطلق عليه ذلك في سياق آخر. وهذا ما نشاهده بأم أعيننا، ونعايشه بوجداننا، حين نقرأ كتاب الله وهو يقول في حق بلعم بن باعوراء مثلاً: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ"[1]، أو قوله في حق الوليد بن المغيرة: " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ . مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ . عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ "[2]، وقوله سبحانه في حق أبي لهب وامرأته: "تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ... وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"[3]. وهكذا الآيات التي تذم وتستنكر أفعال الكفرة والفجرة.
ولا يقولن قائل: بأن أولئك كفار ونحن نتكلم عن المسلمين؛ وذلك لأن الكلام هو على صحة السب أو الذم بمثل هذه الألفاظ وعدمها. فإذا صحت وساغت في حق أشخاص مهما كانوا، كان علينا أن نرجع إلى تلك الأسباب والدواعي لنرى هل أنها موجودة أم لا؟ فبوجودها تصح وتسوغ نتيجتها.
وإن كل ما صدر ويصدر من أهل البيت صلوات الله عليهم لا يكون إلا حقّاً. ولا يلجأون إلى ذكر تلك المثالب بحق مناوئيهم وأعدائهم إلا أن يلجئهم خصومهم وأعداؤهم إلى ذلك إلجاءً. ولذلك وجدنا أن كل من نعتهم أهل البيت عليهم السلام بمثل تلك الصفات والألقاب أقروا بها ولم يحيروا جواباً، ولم يعترضوا، بل عاتبوا من كان السبب في إجبار أهل البيت عليهم السلام لقول تلك المقالات.
خصوصاً وقد ثبت بمتابعة السيرة أنهم صلوات الله عليهم إنما ينتفضون حين ينتفضون لا لأنفسهم وأشخاصهم بل لعناوينهم وما يترتب على تلويثها وتدنيسها من ضياع للحق، وضلال للناس.
ومما تقدم يمكن القول: إن السب لدى العرف وإن كان يصدق بذكر السُّبّات والعورات، غير أن العرف لا يطلق على كل ذكر للعيب والعورات سبّاً. ولذلك نراهم لا يسمون القاضي سابّاً أو شاتماً للمحكوم عليهم، حين يذكر المجرمين بألقابهم الإجرامية، من قبيل الزاني، وابن الزنا، والكاذب، وشبهها.




سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] (الأعراف: 175 و176).
[2] (القلم: 10-13).
[3] (المسد: 1 و4).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:18 م

0 التعليقات:

الخميس، 23 أكتوبر 2014


السؤال: يقول الله جل و على في القرأن الحكيم في سورة العنكبوت سورة 29 - آية 32: "قال إنّ فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين ﴿32﴾. سؤالي هو هل الملائكة تقر بأنها أعلم من أحد أنبياء أولي العزم وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام ؟
 
 
الجواب: أولا: قولهم نحن أعلم هنا لا تخلو من لطف، فإنه يكون أقوى في إلقاء الطمأنينة في قلب إبراهيم وسارة، كما هي حال من يوصي أحدا في شيء، فإنه يطمئن باله حين يدري بأن الوصي يعلم بتفاصيل الأمور، وأنه لن تخفى عليه حتى الجزئيات.
وثانيا: إن لفظ الأعلمية وإن صح إطلاقه على من يعلم ببعض التفاصيل في مقابل من لا يعلمها، لكنه من باب المسامحة، كأن يحصل ذلك لبعض التلاميذ في أمر لا يعلمه أستاذه، مع أن الكل مذعن بأعلمية الأستاذ بالنسبة إلى تلميذه، في حين تراهم يتسامحون في إطلاق
وصف الأعلمية للتلميذ في بعض التفاصيل والجزئيات. وما ذلك إلا لأن الأعلمية بشكل
مطلق لا تقاس إلا بكل العلم، لا بطرف منها. مضافا إلى الأصل في العلم وقيمة العلم هي العمق والطول، لا السطح والعرض. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



هل كان الملائكة أعلم من إبراهيم؟


السؤال: يقول الله جل و على في القرأن الحكيم في سورة العنكبوت سورة 29 - آية 32: "قال إنّ فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين ﴿32﴾. سؤالي هو هل الملائكة تقر بأنها أعلم من أحد أنبياء أولي العزم وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام ؟
 
 
الجواب: أولا: قولهم نحن أعلم هنا لا تخلو من لطف، فإنه يكون أقوى في إلقاء الطمأنينة في قلب إبراهيم وسارة، كما هي حال من يوصي أحدا في شيء، فإنه يطمئن باله حين يدري بأن الوصي يعلم بتفاصيل الأمور، وأنه لن تخفى عليه حتى الجزئيات.
وثانيا: إن لفظ الأعلمية وإن صح إطلاقه على من يعلم ببعض التفاصيل في مقابل من لا يعلمها، لكنه من باب المسامحة، كأن يحصل ذلك لبعض التلاميذ في أمر لا يعلمه أستاذه، مع أن الكل مذعن بأعلمية الأستاذ بالنسبة إلى تلميذه، في حين تراهم يتسامحون في إطلاق
وصف الأعلمية للتلميذ في بعض التفاصيل والجزئيات. وما ذلك إلا لأن الأعلمية بشكل
مطلق لا تقاس إلا بكل العلم، لا بطرف منها. مضافا إلى الأصل في العلم وقيمة العلم هي العمق والطول، لا السطح والعرض. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:21 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014


السؤال: ما معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام :(فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ...)؟ وفقكم الله لما يحب ويرضى.
 
الجواب: هذه الرواية موجودة في نهج البلاغة، ومعلوم أنه من جمع الشريف الرضي رحمه الله، اختارها بمرجحاته الشخصية. ولكننا حين نرجع إلى المنابع المتقدمة على نهج البلاغة،  والتي تذكر السند، نجد الرواية مروية قبل الشريف الرضي من قبل الشيخ الكليني في الكافي[1]، وسندها ضعيف بعدة أشخاص، بشهادة العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، حيث قال: ضعيف بعبد الله بن الحارث، وأحمد بن محمد معطوف على علي بن الحسن وهو العاصمي، والتيمي هو ابن فضال، وقل من تفطن لذلك .. [2]
ومع الغض عن الضعف السندي فإن مقتضى الجمع بين هذا الكلام وبين المتواتر من الروايات والمستفاد من الآيات القرآنية خصوصا آية التطهير الكريمة أن يقال: إن المراد (لست) أي: بذاتي وبدون عصمة الله تعالى، لا مطلقا، حتى مع فعلية العصمة الكبرى، التي تفضل الله تعالى بها عليه، وعلى أخيه رسول الله، وعلى زوجته فاطمة الزهراء، وعلى عترتهم الائمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله في القرآن: « قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ »[3].
بل هذا هو مقتضي العبارة نفسها إذا أكملناها كما رويت؛ حيث قال عليه السلام: "فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ و لا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، و أخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى"[4]. صدق عليه أفضل الصلاة والسلام.



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] الكافي 8 / 352 / برقم / 550.
[2] مرآة العقول ج 26 / ص517.
[3] سورة الأنعام، الآية: 50.
[4] نهج البلاغة / بتحقيق صبحي الصالح خ 216 ص 333.


قول أمير المؤمنين: أنا لست بفوق أن أخطئ


السؤال: ما معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام :(فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ...)؟ وفقكم الله لما يحب ويرضى.
 
الجواب: هذه الرواية موجودة في نهج البلاغة، ومعلوم أنه من جمع الشريف الرضي رحمه الله، اختارها بمرجحاته الشخصية. ولكننا حين نرجع إلى المنابع المتقدمة على نهج البلاغة،  والتي تذكر السند، نجد الرواية مروية قبل الشريف الرضي من قبل الشيخ الكليني في الكافي[1]، وسندها ضعيف بعدة أشخاص، بشهادة العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، حيث قال: ضعيف بعبد الله بن الحارث، وأحمد بن محمد معطوف على علي بن الحسن وهو العاصمي، والتيمي هو ابن فضال، وقل من تفطن لذلك .. [2]
ومع الغض عن الضعف السندي فإن مقتضى الجمع بين هذا الكلام وبين المتواتر من الروايات والمستفاد من الآيات القرآنية خصوصا آية التطهير الكريمة أن يقال: إن المراد (لست) أي: بذاتي وبدون عصمة الله تعالى، لا مطلقا، حتى مع فعلية العصمة الكبرى، التي تفضل الله تعالى بها عليه، وعلى أخيه رسول الله، وعلى زوجته فاطمة الزهراء، وعلى عترتهم الائمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله في القرآن: « قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ »[3].
بل هذا هو مقتضي العبارة نفسها إذا أكملناها كما رويت؛ حيث قال عليه السلام: "فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ و لا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، و أخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى"[4]. صدق عليه أفضل الصلاة والسلام.



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] الكافي 8 / 352 / برقم / 550.
[2] مرآة العقول ج 26 / ص517.
[3] سورة الأنعام، الآية: 50.
[4] نهج البلاغة / بتحقيق صبحي الصالح خ 216 ص 333.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:09 م

1 التعليقات:

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014




السؤال: وردت روايات كثيرة عن ائمة العترة سلام الله عليهم ان الله عز وجل قد ناجى عليا كما في الحديث عن حمران بن اعين قلت لابي عبد الله عليه السلام بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام فقال عليه السلام اجل وقد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل - كتاب الاختصاص للشيخ المفيد قدس سره ص 322.
السؤال ما معنى - ان الله ناجى عليا؟ وما هي الحقيقة الايمانية او الاعتقادية التي تترتب على هذة الحادثة؟

الجواب: هذه المنقبة من مناقب الأمير عليه أفضل الصلاة والسلام مروية بطرق عديدة وعند الفريقين جميعا. بل قد تكرر حصوله له عليه السلام في مواطن عديدة، منها حصار الطائف، وغزوة تبوك، وغزوة خيبر، ومسير أمير المؤمنين عليه السلام إلى اليمن، وفي غسل النبي صلى الله عليه وآله. فراجع الاختصاص للمفيد، والبحار للمجلسي، وبصائر الدرجات للصفار. وروي من طرق العامة أيضا في مناقب الخوارزمي بسنده عن جابر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والله ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه. كما ذكره النسائي و الترمذي في صحيحيهما، وابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها. و رواه ابن الاثير في جامع الأصول من صحيح الترمذي، و الجزري في النهاية.
ثم إن المشكلة المزعومة لا مجال لها، لا من العقل ولا من النقل. أما من العقل فلحصول مثله للأنبياء وهم بشر. وأما من النقل فقد ثبت نظيره أيضا لذي القرنين كما قال تعالى: "قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا"[1]، ولم يكن نبيا. وللقمان كما قال تبارك وتعالى: "ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيّ حميد"[2]، ولم يكن نبيا، ولغيرهما أيضا، من الأولياء والصالحين.
وقد ثبت بالبراهين القاطعة، والحجج الناصعة فضل أمير المؤمنين عليه السلام على الأنبياء والمرسلين، ما عدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] الكهف: 86.
[2] (لقمان: 12).

كيف ناجى الله عليا؟




السؤال: وردت روايات كثيرة عن ائمة العترة سلام الله عليهم ان الله عز وجل قد ناجى عليا كما في الحديث عن حمران بن اعين قلت لابي عبد الله عليه السلام بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام فقال عليه السلام اجل وقد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل - كتاب الاختصاص للشيخ المفيد قدس سره ص 322.
السؤال ما معنى - ان الله ناجى عليا؟ وما هي الحقيقة الايمانية او الاعتقادية التي تترتب على هذة الحادثة؟

الجواب: هذه المنقبة من مناقب الأمير عليه أفضل الصلاة والسلام مروية بطرق عديدة وعند الفريقين جميعا. بل قد تكرر حصوله له عليه السلام في مواطن عديدة، منها حصار الطائف، وغزوة تبوك، وغزوة خيبر، ومسير أمير المؤمنين عليه السلام إلى اليمن، وفي غسل النبي صلى الله عليه وآله. فراجع الاختصاص للمفيد، والبحار للمجلسي، وبصائر الدرجات للصفار. وروي من طرق العامة أيضا في مناقب الخوارزمي بسنده عن جابر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والله ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه. كما ذكره النسائي و الترمذي في صحيحيهما، وابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها. و رواه ابن الاثير في جامع الأصول من صحيح الترمذي، و الجزري في النهاية.
ثم إن المشكلة المزعومة لا مجال لها، لا من العقل ولا من النقل. أما من العقل فلحصول مثله للأنبياء وهم بشر. وأما من النقل فقد ثبت نظيره أيضا لذي القرنين كما قال تعالى: "قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا"[1]، ولم يكن نبيا. وللقمان كما قال تبارك وتعالى: "ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر للّه ومن يشكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ اللّه غنيّ حميد"[2]، ولم يكن نبيا، ولغيرهما أيضا، من الأولياء والصالحين.
وقد ثبت بالبراهين القاطعة، والحجج الناصعة فضل أمير المؤمنين عليه السلام على الأنبياء والمرسلين، ما عدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] الكهف: 86.
[2] (لقمان: 12).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:47 م

0 التعليقات:

الاثنين، 20 أكتوبر 2014


السؤال: ما البصيرة هل هي رؤية المهتدي؟
 
 
الجواب: البصيرة هي نور القلب الذي به يبصر حقائق الأشياء، خيرها وشرها، ولا ينخدع بظاهرها؛ قال تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" (النور:40). وهي ما يدعونه ببعد النظر والرؤية بالقلب لا بالعين، فحينما تعمى العين تفقد البصر، وحينما يعمى القلب يفقد البصيرة؛ قال تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] الحج: 46.


ما هي البصيرة


السؤال: ما البصيرة هل هي رؤية المهتدي؟
 
 
الجواب: البصيرة هي نور القلب الذي به يبصر حقائق الأشياء، خيرها وشرها، ولا ينخدع بظاهرها؛ قال تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" (النور:40). وهي ما يدعونه ببعد النظر والرؤية بالقلب لا بالعين، فحينما تعمى العين تفقد البصر، وحينما يعمى القلب يفقد البصيرة؛ قال تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] الحج: 46.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:01 م

0 التعليقات:

الأحد، 19 أكتوبر 2014


السؤال: عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال (مابين النفختين أربعون) قالوا ياأبا هريره اربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا اربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: اربعون سنه؟ قال: أبيت) رواه البخاري. فلم يحدد أبوهريرة المدة بالضبط ولم أقف على رواية تدل ماهي المدة بالضبط وسؤالي هو أياً كانت المدة سواءاً كانت أربعون يوماً أو شهراً أو سنةً مالحكمة أو الداعي لهذه المدة التي شائها الله بين النفخة الأولى والثانية
 
الجواب: في بعض الروايات عن أئمة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام أنها أربعمائة سنة، وفي بعضها أنها أربعون أيضاً. وقد عللت الأحاديث ذلك بفناء كل شيء ما خلا الله سبحانه، الذي يرث الأرض ومن عليها. أما السر وراء هذا الزمن بالتحديد، فالله سبحانه هو العالم بالحكمة من ورائه، ولا يفعل الحكيم العليم إلا لغاية وهدف حكيمين[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] (راجع: نهج البلاغة: خ186).


مدة ما بين النفختين


السؤال: عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال (مابين النفختين أربعون) قالوا ياأبا هريره اربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا اربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: اربعون سنه؟ قال: أبيت) رواه البخاري. فلم يحدد أبوهريرة المدة بالضبط ولم أقف على رواية تدل ماهي المدة بالضبط وسؤالي هو أياً كانت المدة سواءاً كانت أربعون يوماً أو شهراً أو سنةً مالحكمة أو الداعي لهذه المدة التي شائها الله بين النفخة الأولى والثانية
 
الجواب: في بعض الروايات عن أئمة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام أنها أربعمائة سنة، وفي بعضها أنها أربعون أيضاً. وقد عللت الأحاديث ذلك بفناء كل شيء ما خلا الله سبحانه، الذي يرث الأرض ومن عليها. أما السر وراء هذا الزمن بالتحديد، فالله سبحانه هو العالم بالحكمة من ورائه، ولا يفعل الحكيم العليم إلا لغاية وهدف حكيمين[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] (راجع: نهج البلاغة: خ186).


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:02 م

0 التعليقات:

السبت، 18 أكتوبر 2014




آية المباهلة :
قال الله تعالى :
( فمن حآجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لّعنة الله على الكاذبين ) (1) .
يوم المباهلة :
24 ذو الحجة 9 ه .
معنى المباهلة :
قال ابن منظور : ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا (2) .
صفة المباهلة :
وصفة المباهلة : أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول : اللهم رب السماوات السبع ، والأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء وعذابا أليما (3) .
دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأساقفة نجران :
كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كتابا إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام ، جاء فيه : ( أما بعد ، فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فقد أذنتم بحرب ، والسلام ) .
فلما قرأ الأسقف الكتاب ذعر ذعرا شديدا ، فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له : شرحبيل بن وداعة  كان ذا لب ورأي بنجران  فدفع إليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقرأه ، فقال له الأسقف : ما رأيك ؟

فقال شرحبيل : قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوّة ، فما يؤمنك أن يكون هذا الرجل ، وليس لي في النبوّة رأي ، لو كان أمر من أمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك (4) .
فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلّمهم ، فأجابوا مثل ما أجاب شرحبيل ، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل ، وعبد الله ابنه ، وحبار بن قنص ، فيأتوهم بخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألهم وسألوه ، فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا : ما تقول في عيسى ابن مريم ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّه عبد الله ) .
فنزلت آية المباهلة الكريمة ، حاملة إجابة وافية ، قاطعة لأعذار مؤلّهي المسيح ومتبنّيه ، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرّين على كذبهم ، فيما يخص عيسى ( عليه السلام ) .
فدعاهم ( صلى الله عليه وآله ) إلى اجتماع حاشد ، من أعزّ الملاصقين من الجانبين ، ليبتهل الجميع إلى الله تعالى ، في دعاء قاطع ، أن ينزل لعنته على الكاذبين .
قال أحد الشعراء :
تعالوا ندع أنفسنا جميعا ** وأهلينا الأقارب والبنينا
فنجعل لعنة الله ابتهالا ** على أهل العناد الكاذبينا
الخروج للمباهلة :
خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتضن الحسين(ع) ، وأخذ بيد الحسن (ع) ، و فاطمة ( عليها السلام ) تمشي خلفه ، و الإمام علي ( عليه السلام ) خلفها ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إذا دعوت فأمّنوا ) .
موقف النصارى :
قال أسقف نجران : يا معشر النصارى !! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك ، وأن نقرك على دينك ، ونثبت على ديننا .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ) ، فأبوا ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإنّي أناجزكم ) ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك ، فصالحنا على أن لا تغزونا ولا تخفينا ، ولا تردنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة ، ألف في صفر وألف في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .
فصالحهم على ذلك وقال : ( والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا ) (5) .
دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي ( عليه السلام ) :
استدل علماؤنا بكلمة : ( وأنفسنا ) ، تبعا لأئمتنا ( عليهم السلام ) على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولعل أول من استدل بهذه الآية المباركة هو نفس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلهم أقروا بما قال ، وصدقوه في ما قال .
وسأل المأمون العباسي الإمام الرضا ( عليه السلام ) : هل لك من دليل من القرآن الكريم على أفضلية علي ؟ فذكر له الإمام ( عليه السلام ) آية المباهلة ، واستدل بكلمة : ( وأنفسنا ) ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما أمر أن يخرج معه نساءه ، فأخرج فاطمة فقط ، وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط ، وأمر بأن يخرج معه نفسه ، ولم يخرج إلا علي ( عليه السلام ) ، فكان علي نفس رسول الله ، إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وهو أن يكون علي مساويا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جميع الخصائص والمزايا إلا النبوة لخروجها بالإجماع .

ومن خصوصيات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العصمة ، فآية المباهلة تدل على عصمة علي ( عليه السلام ) أيضا .
ومن خصوصياته :
أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضا ، وأنه أفضل جميع الخلائق وأشرفهم فكذلك علي ( عليه السلام ) ، وإذا ثبت أنه ( عليه السلام ) أفضل البشر ، وجب أن يليه بالأمر من بعده .
أعمال يوم المباهلة :
الأول : الغسل .
الثاني : الصيام .
الثالث : الصلاة ركعتان ، كصلاة عيد الغدير وقتا وصفة وأجرا ، ولكن فيها تقرأ آية الكرسي إلى ( هم فيها خالدون ) .
الرابع : أن يدعو بدعاء المباهلة ، وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان ، وهو مروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بما له من الفضل ، ونص الدعاء موجود في مفاتيح الجنان فراجع .
__________
1 آل عمران : 61 .
2 لسان العرب 11 / 72 .
3 مجمع البحرين 1 / 258 .
4 أنظر : مكاتيب الرسول 2 / 494 .
5 إقبال الأعمال 2 / 350 .
بقلم : محمد أمين نجف

نبذة عن يوم المباهلة وأعماله




آية المباهلة :
قال الله تعالى :
( فمن حآجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لّعنة الله على الكاذبين ) (1) .
يوم المباهلة :
24 ذو الحجة 9 ه .
معنى المباهلة :
قال ابن منظور : ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا (2) .
صفة المباهلة :
وصفة المباهلة : أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول : اللهم رب السماوات السبع ، والأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء وعذابا أليما (3) .
دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأساقفة نجران :
كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كتابا إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام ، جاء فيه : ( أما بعد ، فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فقد أذنتم بحرب ، والسلام ) .
فلما قرأ الأسقف الكتاب ذعر ذعرا شديدا ، فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له : شرحبيل بن وداعة  كان ذا لب ورأي بنجران  فدفع إليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقرأه ، فقال له الأسقف : ما رأيك ؟

فقال شرحبيل : قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوّة ، فما يؤمنك أن يكون هذا الرجل ، وليس لي في النبوّة رأي ، لو كان أمر من أمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك (4) .
فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلّمهم ، فأجابوا مثل ما أجاب شرحبيل ، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل ، وعبد الله ابنه ، وحبار بن قنص ، فيأتوهم بخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألهم وسألوه ، فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا : ما تقول في عيسى ابن مريم ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّه عبد الله ) .
فنزلت آية المباهلة الكريمة ، حاملة إجابة وافية ، قاطعة لأعذار مؤلّهي المسيح ومتبنّيه ، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرّين على كذبهم ، فيما يخص عيسى ( عليه السلام ) .
فدعاهم ( صلى الله عليه وآله ) إلى اجتماع حاشد ، من أعزّ الملاصقين من الجانبين ، ليبتهل الجميع إلى الله تعالى ، في دعاء قاطع ، أن ينزل لعنته على الكاذبين .
قال أحد الشعراء :
تعالوا ندع أنفسنا جميعا ** وأهلينا الأقارب والبنينا
فنجعل لعنة الله ابتهالا ** على أهل العناد الكاذبينا
الخروج للمباهلة :
خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتضن الحسين(ع) ، وأخذ بيد الحسن (ع) ، و فاطمة ( عليها السلام ) تمشي خلفه ، و الإمام علي ( عليه السلام ) خلفها ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إذا دعوت فأمّنوا ) .
موقف النصارى :
قال أسقف نجران : يا معشر النصارى !! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك ، وأن نقرك على دينك ، ونثبت على ديننا .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ) ، فأبوا ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإنّي أناجزكم ) ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك ، فصالحنا على أن لا تغزونا ولا تخفينا ، ولا تردنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة ، ألف في صفر وألف في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .
فصالحهم على ذلك وقال : ( والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا ) (5) .
دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي ( عليه السلام ) :
استدل علماؤنا بكلمة : ( وأنفسنا ) ، تبعا لأئمتنا ( عليهم السلام ) على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولعل أول من استدل بهذه الآية المباركة هو نفس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلهم أقروا بما قال ، وصدقوه في ما قال .
وسأل المأمون العباسي الإمام الرضا ( عليه السلام ) : هل لك من دليل من القرآن الكريم على أفضلية علي ؟ فذكر له الإمام ( عليه السلام ) آية المباهلة ، واستدل بكلمة : ( وأنفسنا ) ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما أمر أن يخرج معه نساءه ، فأخرج فاطمة فقط ، وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط ، وأمر بأن يخرج معه نفسه ، ولم يخرج إلا علي ( عليه السلام ) ، فكان علي نفس رسول الله ، إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وهو أن يكون علي مساويا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جميع الخصائص والمزايا إلا النبوة لخروجها بالإجماع .

ومن خصوصيات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العصمة ، فآية المباهلة تدل على عصمة علي ( عليه السلام ) أيضا .
ومن خصوصياته :
أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضا ، وأنه أفضل جميع الخلائق وأشرفهم فكذلك علي ( عليه السلام ) ، وإذا ثبت أنه ( عليه السلام ) أفضل البشر ، وجب أن يليه بالأمر من بعده .
أعمال يوم المباهلة :
الأول : الغسل .
الثاني : الصيام .
الثالث : الصلاة ركعتان ، كصلاة عيد الغدير وقتا وصفة وأجرا ، ولكن فيها تقرأ آية الكرسي إلى ( هم فيها خالدون ) .
الرابع : أن يدعو بدعاء المباهلة ، وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان ، وهو مروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بما له من الفضل ، ونص الدعاء موجود في مفاتيح الجنان فراجع .
__________
1 آل عمران : 61 .
2 لسان العرب 11 / 72 .
3 مجمع البحرين 1 / 258 .
4 أنظر : مكاتيب الرسول 2 / 494 .
5 إقبال الأعمال 2 / 350 .
بقلم : محمد أمين نجف

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:19 م

0 التعليقات:



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

[{ كلامكم نور وأمركم رشد }] 

قال الله تعالى : ص"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)"
(آل عمران) . 

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة سيدنا ومولانا التابعي العظيم الجليل الفقيه والحواري ميثم التمار رضوان الله تعالى عليه ٢٢ من ذي الحجّة عام٦٠. 

اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه) : أبو سالم مِيثَم بن يحيى التمّار النَّهرواني.  

مقامه رضوان الله عليه : كان من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه عليه السّلام على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّة وكان أيضآ من أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسين(ع) خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلمها، (ذكره ابن نما) وكان من شرطة الخميس في حكومة الإمام علي(ع) ، وفي مرّة قال لابن عباس: «سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين(ع)، وعلّمني تأويله.«ينادى يوم القيامة : أين حواري علي بن أبي طالب(ع)، وصي رسول الله(ص)؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ، وأويس القرني». قال: «ثمّ ينادي المنادى:هؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين، كان ميثم عبداً لإمرأة من بني أسد فاشتراه علي (ع) فأعتقه.

قال له : ما اسمك ؟ قال: سالم قال (ع) : حدثني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم. قال : صدق الله ورسوله (ص) فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.

قال ابن أبي الحديد : روى إبراهيم في كتاب الغارات : أن عليآ (ع) أطلعه على علم كثير، وأسرار خفية من أسرار الوصية ، وكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة . وينسبون علياً (ع) إلى المخرفة والإيهام والتدليس .

حتى قال له يومآ بمحضرٍ من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص قال له: «إنّك تُؤخذ بعدي، فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضّب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتّى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها». فأراه إيّاها، ثمّ قال (ع): «يا ميثم، لك ولها شأناً من الشأن»، فكان ميثم يأتيها ويُصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة، لك خُلقت، ولي غذّيت، ولم يزل يتعاهدها حتّى قُطعت، وحتّى عرف الموضع الذي يُصلب فيه ، وكان ميثم يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك، فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه.

حجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على السيّدة أُمّ سلمة(رض)، فقالت له: «مَن أنت»؟ فقال: عراقي، فسألته عن نسبه، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي(ع).فقالت: «سبحان الله، والله لربّما سمعت رسول الله(ص) يُوصي بك علياً في جوف الليل»، فسألها عن الحسين (ع) فقالت هو في حائط له ، قال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر اليوم على لقائه وأريد الرجوع ، ثمّ دعت بطيبٍ فطيّبت لحيته، فقال لها: أما أنّها ستخضّب بدم، فقالت: «مَن أنبأَك هذا»؟ فقال: أنبأني سيّدي، فبكت أُمّ سلمة وقالت له: «إنّه ليس بسيّدك وحدك، وهو سيّدي وسيّد المسلمين»، ثمّ ودّعته.

ذكاؤه وعلمه بالمغيّبات لمنايا والبلايا : أُخذ وأُدخل على عبيد لله بن زياد وقيل له هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب قال ويحكم هذا الأعجمي فحبسه ابن زياد. 

فقال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد، قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك؟ قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد؟ قال: وإنه ليقال: إنه قد أخبرك بما سيلقاك، قال: نعم إنه أخبرني: أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، قال: لأخالفنه، قال: ويحك! كيف تخالفه؟ إنما أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل وأخبر جبرئيل عن الله، فكيف تخالف هؤلاء؟ أما والله! لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة، وإني لأول خلق الله ألجم في الإسلام بلجام كما يلجم الخيل.

فحبسه، وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه.

فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، في قضية مفصلة، فشفع، فأمضى. 

ما رواه مسندآ عن صالح بن ميثم قال : أخبرني أبو خالد التمار قال : كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان. قال : فنظر إلى الريح فقال : شدوا برأس سفينتكم إن هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة.

قال : ولما كانت الجمعة المقبلة ، قدم بريد من الشام فلقيته واستخبرته قلت : يا عبدالله ما الخبر، قال الناس على أحسن حال ، مات معاوية وبايع الناس يزيد. قال: قلت وأي يوم مات؟ قال: يوم الجمعة. 

ما روي عن معرفته :أنّ ابن الشريفة الواسطي دوّن في كتابه ( اللبات ) أن مِيثم التمّار قال: بينما أنا في السوق إذ أتى أصبَغُ بن نُباتة فقال: وَيحَك يا مِيثم! لقد سمعتُ من أمير المؤمنين عليه السّلام حديثاً صعباً شديداً، قلت: ما هو ؟ قال: سمعته يقول: إنّ حديث أهل البيت صعبٌ مُستَصعَب، لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرَّب أو نبيٌّ مُرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

قال ميثم: فقمتُ من فورتي فأتيتُ عليّاً عليه السّلام فقلت: يا أميرَ المؤمنين، حديثٌ أخبرني به أصبَغُ قد ضِقتُ به ذَرعاً، فقال عليه السّلام: ما هو ؟ فأخبرته به، فتبسّم ثمّ قال: اجلِسْ ما ميثم، أوَ كلُّ علمٍ يحتمله عالِم ؟! إنّ الله تعالى قال للملائكة: إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحن نُسبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لك ؟! قال إنّي أعلَمُ ما لا تعلمون ، فهل رأيتَ الملائكة احتملوا العلم ؟!... وأمّا النبيّون، فإنّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله أخذ يومَ غديرِ خُمٍّ بيدي فقال: اللّهمّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، فهل رأيتَ احتملوا ذلك إلاّ مَن عصم اللهُ منهم ؟

فأبشِروا، ثمّ أبشِروا؛ فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلمه، فحدِّثوا عن فضلنا ولا حَرَج، وعن عظيم أمرنا ولا إثم. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُمِرنا معاشرَ الأنبياء ـ أن نخاطب الناسَ على قَدْر عقولهم .

ميثم ويوم مقتل الحسين (ع) : روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى جَبَلة المكّية قالت: سمعتُ مِيثمَ التمّار يقول: واللهِ لَتَقتُلُ هذه الأُمّةُ ابنَ نبيّها في المحرّم لعشرٍ يَمضِين منه، ولَيتَّخِذنّ أعداءُ الله ذلك اليومَ يومَ بركة، وإنّ ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى ذِكرُه، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إليّ مولاي أمير المؤمنين عليه السّلام.

قالت جبلة: فقلت له: ما مِيثم، وكيف يتّخذ الناسُ ذلك اليوم الذي يُقتَل فيه الحسين عليه السّلام يومَ بركة ؟! فبكى ميثم رضي الله عنه ثمّ قال: سيزعمون لحديثٍ يضعونه أنّه اليومُ الذي تاب اللهُ فيه على آدم، ويزعمون أنّه اليومُ الذي قَبِل اللهُ فيه توبةَ داود. 

كان لِميثم التمّار كتبٌ يروي عنها وَلَداه: يعقوب بن مِيثَم وصالح بن ميثم.. من ذلك ما رواه الكراجكيّ: عن أبي مخنف، عن يعقوب بن مِيثم التمّار أنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّاً عليه السّلام قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: قال الله عزّوجلّ  إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خيرُ البَريّة   ، ثمّ التَفتَ إليّ فقال: هم أنت ـ يا عليّ ـ وشيعتك، وميعادُك وميعادهم الحوض تأتون غُرّاً مُحجَّلين مُتوَّجين.

قال يعقوب بن مِيثم: فحدّثت به أبا جعفر الباقر (ع) فقال: هكذا هو عندنا في كتابِ علي عليه السّلام .

عن حَنان بن سَدير، عن أبيه عن جدّه قال: قال لي ميثم التمّار ذات يوم: يا أبا حكيم، إنّي أُخبرك بحديثٍ وهو حقّ، فقلت: يا أبا صالح، بأيّ شيءٍ تُحدّثني؟ قال: إنّي أخرج العام إلى مكّة، فإذا قَدِمتُ القادسيةَ راجعاً أرسَلَ إليّ هذا الدعيُّ ابن زياد رجلاً في مئة فارس، حتّى يجيء بي إليه فيقول لي: أنت من هذه السبابيّة الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودُها، وأيمُ اللهِ لأُقطّعنّ يدك ورِجلَك. فأقول: لا رَحِمك الله.

قال: فيأمر بي عند ذلك فأُصلَب، فأكون أوّلَ هذه الأُمّة أُلجَم بالشريط في الإسلام، فإذا كان اليوم الثالث فقلتَ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراي دماً من صدري ولحيتي.

قال الراوي: فرصَدَناه.. فلمّا كان اليومُ الثالث قلتُ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراه على صدره ولحيته دماً، فاجتمعنا سبعةً من التمّارين فاتَّعَدنا بحمله، فجئنا إليه ليلاً والحرّاس يحرسونه وقد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبةٍ حتّى انتهينا به إلى فيضٍ من ماء في مراد فدفنّاه فيه، ورمينا الخشبة في مرادٍ في الخراب.

كان ميثم التمّار واثقاً ممّا قاله على يقينٍ منه عن ثابت الثقفيّ قال: لمّا أُمِر بميثم ليُصلب، قال رجل: يا ميثم، لقد كنتَ عن هذا غنيّاً! قال: فالتَفَتَ إليه ميثم ثمّ قال: واللهِ ما نَبَتَت هذه النخلةُ إلاّ لي، ولا اغتُذِيتُ إلاّ لها.

وما كان يقين مِيثم التمّار رضوان الله عليه ذاك إلاّ ليقينه بصدق ما أخبره به أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

إخبار أمير المؤمنين له عن مقتله : عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثمَ النهرواني ( التمّار ) يقول: دعاني أمير المؤمنين وقال لي: كيف أنت ـ يا مِيثم ـ إذا دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دَعيّها عبيدُالله بن زياد إلى البراءة منّي ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا ـ واللهِ ـ لا أبرأ منك. قال: إذن ـ واللهِ ـ يَقتلُك ويَصلبك، قلت: أصبِرُ فذاك في الله قليل، فقال: ما ميثم، إذن تكون معي في درجتي.

قال الراوي: وكان ميثم يمرّ بعريف قومه ويقول: يا فلان، كأنّي بك وقد دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دعيّها فيطلبني منك أيّاماً، فإذا قَدِمتُ عليك ذهبتَ بي إليه حتّى يقتلني على باب دار عمرو بن حُرَيث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر مِنخرايَ دماً عبيطاً.

وكان ميثم يمرّ بنخلةٍ في سَبخة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلة، ما غُذِيتِ إلاّ لي، وما غُذِيتُ إلاّ لكِ. وكان يمرّ بعمرو بن حُريث ويقول: يا عمرو! إذا جاورتُك فأحسِنْ جِواري. فكان عمرو يرى أنّه يشتري داراً أو ضيعةً لَزيقَ ضيعته ( أي لصيقَ بستانه )، فكان يقول له عمرو: ليتك قد فعلت.

ثمّ خرج ميثم النهرواني ( التمّار ) إلى مكّة، فأرسل الطاغية عدوّ الله بن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنّه بمكّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنّك. فأجَّلَه أجلاً، وخرج العريف إلى القادسيّة ينتظر ميثماً، فلمّا قَدِم ميثم قال له ( أي ابن زياد ): أنت ميثم ؟ قال: نعم أنا ميثم، قال: تبرّأْ مِن أبي تراب ( أي أمير المؤمنين عليّاً صلوات الله عليه )، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرّأْ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فإنْ أنا لم أفعل ؟ قال: إذاً ـ واللهِ ـ لأقتلنّك، فقال له ميثم: أمَا لقد كان يقول ( أي أمير المؤمنين عليه السّلام ) أنّك ستقتُلني وتصلبني على باب عمرو بن حُريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً.

فأمرَ به ( عبيدالله ) فصُلِب على باب عمرو بن حريث، فقال ميثم للناس: سلوني ـ وهو مصلوب قبل أن يُقتل ـ فوَ اللهِ لأخبرتكم بعلم ما يكون ، فلمّا سأله الناس حدّثهم حديثاً واحداً إذ أتاه رسولٌ مِن قِبل ابن زياد فألجمه بلجامٍ من شريط، وهو أوّل مَن أُلجِم بلجامٍ وهو مصلوب! 

ميثم والجدع والمسمار: كان يخرج مع أمير المؤمنين (ع) فيمر بالنخلة فيقول له يا ميثم إن لك ولها شأنآ من الشأن .

ولما ولي ابن زياد الكوفة تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع.قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق، فنسأله أن يعزله عنّا ويولّي علينا غيره.

قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلّم؟ قال: ومن هو؟ قال: ميثم التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب. قال ميثم: فدعاني فقال: ما يقول هذا؟ فقلت: بل أنا الصادق ومولى الصادق، وهو الكذّاب الأشر، فقال : لتبرأن من علي وتذكر مساويه ، وتتولى عثمان وتذكر محاسنه أو لأقطعن يديك ورجليك  فبكيت، فقال لي: بكيت من القول دون الفعل؟ فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم أخبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟ قال: فقلت: أتيته الباب فقيل لي: إنه نائم، فناديت: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال: ، فقال ابن زياد: لأقتلنّك قتلة ما قُتل أحد مثلها في الإسلام، فقلت له: والله لقد أخبرني مولاي أن يقتلني العتل الزنيم، فيقطع يدي ورجلي ولساني ثمّ يصلبني، فقال لي: وما العتل الزنيم، فإنّي أجده في كتاب الله؟ فقلت: أخبرني لمولاي أنّه ابن المرأة الفاجرة.قال عبيد الله بن زياد: والله لأكذبنّك ولأكذبن مولاك، فقال لصاحب حرسه: أخرجه فاقطع يديه ورجليه ودع لسانه، حتّى يعلم أنّه كذّاب مولى الكذّاب، فأخرجه ففعل ذلك به.قال صالح بن ميثم: فأتيت أبي متشحّطاً بدمه، ثمّ استوى جالساً فنادى بأعلى صوته: مَن أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(ع) فليستمع، فاجتمع الناس، فأقبل يحدّثهم بفضائل بني هاشم، ومخازي بني أُمية وهو مصلوب على الخشبة. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: فبادروه فاقطعوا لسانه، فبادر الحرسي فقال: أخرج لسانك، فقال ميثم: ألا زعم ابن الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي هاك لساني، فأخرج لسانه فقطعه وتشحط ، فلمّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، ولمّا كان في اليوم الثالث، طُعن بحربة، فكبّر، فمات .

قتل (رضوان الله عليه)؟ في الثاني والعشرون من ذوالحجّة عام٦٠ للهجرة،قبل وصول الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء بعشرة أيّام.

فسلام الله عليه يوم ولد ويوم اُستشهد ويوم يُبعثُ حيا. (الفاتحة لروحه الزكية). 

أسألكم الدعاء لأهلنا بالعراق بالفرج والنصر وبشفاء والدتي ومرضى المؤمنين والمؤمنات 
(عمار العرب)٢٢ذوالحجة ١٤٣٥جرية
_________________________

• أهم المصادر رجعتُ لها في كتابة هذا السرد التمواضع 

- الغارات٧/٧٢٧.
- معرفة الرجال١/٢٩٤
- الاختصاص: ٦١.
- الصحابة والتابعين ٥٣١


عبق من سيرة الشهيد ميثم التمار بمناسبة ذكرى استشهاده 22ذو الحجة 60هـ



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

[{ كلامكم نور وأمركم رشد }] 

قال الله تعالى : ص"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)"
(آل عمران) . 

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة سيدنا ومولانا التابعي العظيم الجليل الفقيه والحواري ميثم التمار رضوان الله تعالى عليه ٢٢ من ذي الحجّة عام٦٠. 

اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه) : أبو سالم مِيثَم بن يحيى التمّار النَّهرواني.  

مقامه رضوان الله عليه : كان من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه عليه السّلام على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّة وكان أيضآ من أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسين(ع) خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلمها، (ذكره ابن نما) وكان من شرطة الخميس في حكومة الإمام علي(ع) ، وفي مرّة قال لابن عباس: «سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين(ع)، وعلّمني تأويله.«ينادى يوم القيامة : أين حواري علي بن أبي طالب(ع)، وصي رسول الله(ص)؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ، وأويس القرني». قال: «ثمّ ينادي المنادى:هؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين، كان ميثم عبداً لإمرأة من بني أسد فاشتراه علي (ع) فأعتقه.

قال له : ما اسمك ؟ قال: سالم قال (ع) : حدثني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم. قال : صدق الله ورسوله (ص) فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.

قال ابن أبي الحديد : روى إبراهيم في كتاب الغارات : أن عليآ (ع) أطلعه على علم كثير، وأسرار خفية من أسرار الوصية ، وكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة . وينسبون علياً (ع) إلى المخرفة والإيهام والتدليس .

حتى قال له يومآ بمحضرٍ من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص قال له: «إنّك تُؤخذ بعدي، فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضّب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتّى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها». فأراه إيّاها، ثمّ قال (ع): «يا ميثم، لك ولها شأناً من الشأن»، فكان ميثم يأتيها ويُصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة، لك خُلقت، ولي غذّيت، ولم يزل يتعاهدها حتّى قُطعت، وحتّى عرف الموضع الذي يُصلب فيه ، وكان ميثم يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك، فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه.

حجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على السيّدة أُمّ سلمة(رض)، فقالت له: «مَن أنت»؟ فقال: عراقي، فسألته عن نسبه، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي(ع).فقالت: «سبحان الله، والله لربّما سمعت رسول الله(ص) يُوصي بك علياً في جوف الليل»، فسألها عن الحسين (ع) فقالت هو في حائط له ، قال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر اليوم على لقائه وأريد الرجوع ، ثمّ دعت بطيبٍ فطيّبت لحيته، فقال لها: أما أنّها ستخضّب بدم، فقالت: «مَن أنبأَك هذا»؟ فقال: أنبأني سيّدي، فبكت أُمّ سلمة وقالت له: «إنّه ليس بسيّدك وحدك، وهو سيّدي وسيّد المسلمين»، ثمّ ودّعته.

ذكاؤه وعلمه بالمغيّبات لمنايا والبلايا : أُخذ وأُدخل على عبيد لله بن زياد وقيل له هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب قال ويحكم هذا الأعجمي فحبسه ابن زياد. 

فقال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد، قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك؟ قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد؟ قال: وإنه ليقال: إنه قد أخبرك بما سيلقاك، قال: نعم إنه أخبرني: أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، قال: لأخالفنه، قال: ويحك! كيف تخالفه؟ إنما أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل وأخبر جبرئيل عن الله، فكيف تخالف هؤلاء؟ أما والله! لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة، وإني لأول خلق الله ألجم في الإسلام بلجام كما يلجم الخيل.

فحبسه، وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه.

فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، في قضية مفصلة، فشفع، فأمضى. 

ما رواه مسندآ عن صالح بن ميثم قال : أخبرني أبو خالد التمار قال : كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان. قال : فنظر إلى الريح فقال : شدوا برأس سفينتكم إن هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة.

قال : ولما كانت الجمعة المقبلة ، قدم بريد من الشام فلقيته واستخبرته قلت : يا عبدالله ما الخبر، قال الناس على أحسن حال ، مات معاوية وبايع الناس يزيد. قال: قلت وأي يوم مات؟ قال: يوم الجمعة. 

ما روي عن معرفته :أنّ ابن الشريفة الواسطي دوّن في كتابه ( اللبات ) أن مِيثم التمّار قال: بينما أنا في السوق إذ أتى أصبَغُ بن نُباتة فقال: وَيحَك يا مِيثم! لقد سمعتُ من أمير المؤمنين عليه السّلام حديثاً صعباً شديداً، قلت: ما هو ؟ قال: سمعته يقول: إنّ حديث أهل البيت صعبٌ مُستَصعَب، لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرَّب أو نبيٌّ مُرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

قال ميثم: فقمتُ من فورتي فأتيتُ عليّاً عليه السّلام فقلت: يا أميرَ المؤمنين، حديثٌ أخبرني به أصبَغُ قد ضِقتُ به ذَرعاً، فقال عليه السّلام: ما هو ؟ فأخبرته به، فتبسّم ثمّ قال: اجلِسْ ما ميثم، أوَ كلُّ علمٍ يحتمله عالِم ؟! إنّ الله تعالى قال للملائكة: إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحن نُسبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لك ؟! قال إنّي أعلَمُ ما لا تعلمون ، فهل رأيتَ الملائكة احتملوا العلم ؟!... وأمّا النبيّون، فإنّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله أخذ يومَ غديرِ خُمٍّ بيدي فقال: اللّهمّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، فهل رأيتَ احتملوا ذلك إلاّ مَن عصم اللهُ منهم ؟

فأبشِروا، ثمّ أبشِروا؛ فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلمه، فحدِّثوا عن فضلنا ولا حَرَج، وعن عظيم أمرنا ولا إثم. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُمِرنا معاشرَ الأنبياء ـ أن نخاطب الناسَ على قَدْر عقولهم .

ميثم ويوم مقتل الحسين (ع) : روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى جَبَلة المكّية قالت: سمعتُ مِيثمَ التمّار يقول: واللهِ لَتَقتُلُ هذه الأُمّةُ ابنَ نبيّها في المحرّم لعشرٍ يَمضِين منه، ولَيتَّخِذنّ أعداءُ الله ذلك اليومَ يومَ بركة، وإنّ ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى ذِكرُه، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إليّ مولاي أمير المؤمنين عليه السّلام.

قالت جبلة: فقلت له: ما مِيثم، وكيف يتّخذ الناسُ ذلك اليوم الذي يُقتَل فيه الحسين عليه السّلام يومَ بركة ؟! فبكى ميثم رضي الله عنه ثمّ قال: سيزعمون لحديثٍ يضعونه أنّه اليومُ الذي تاب اللهُ فيه على آدم، ويزعمون أنّه اليومُ الذي قَبِل اللهُ فيه توبةَ داود. 

كان لِميثم التمّار كتبٌ يروي عنها وَلَداه: يعقوب بن مِيثَم وصالح بن ميثم.. من ذلك ما رواه الكراجكيّ: عن أبي مخنف، عن يعقوب بن مِيثم التمّار أنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّاً عليه السّلام قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: قال الله عزّوجلّ  إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خيرُ البَريّة   ، ثمّ التَفتَ إليّ فقال: هم أنت ـ يا عليّ ـ وشيعتك، وميعادُك وميعادهم الحوض تأتون غُرّاً مُحجَّلين مُتوَّجين.

قال يعقوب بن مِيثم: فحدّثت به أبا جعفر الباقر (ع) فقال: هكذا هو عندنا في كتابِ علي عليه السّلام .

عن حَنان بن سَدير، عن أبيه عن جدّه قال: قال لي ميثم التمّار ذات يوم: يا أبا حكيم، إنّي أُخبرك بحديثٍ وهو حقّ، فقلت: يا أبا صالح، بأيّ شيءٍ تُحدّثني؟ قال: إنّي أخرج العام إلى مكّة، فإذا قَدِمتُ القادسيةَ راجعاً أرسَلَ إليّ هذا الدعيُّ ابن زياد رجلاً في مئة فارس، حتّى يجيء بي إليه فيقول لي: أنت من هذه السبابيّة الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودُها، وأيمُ اللهِ لأُقطّعنّ يدك ورِجلَك. فأقول: لا رَحِمك الله.

قال: فيأمر بي عند ذلك فأُصلَب، فأكون أوّلَ هذه الأُمّة أُلجَم بالشريط في الإسلام، فإذا كان اليوم الثالث فقلتَ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراي دماً من صدري ولحيتي.

قال الراوي: فرصَدَناه.. فلمّا كان اليومُ الثالث قلتُ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراه على صدره ولحيته دماً، فاجتمعنا سبعةً من التمّارين فاتَّعَدنا بحمله، فجئنا إليه ليلاً والحرّاس يحرسونه وقد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبةٍ حتّى انتهينا به إلى فيضٍ من ماء في مراد فدفنّاه فيه، ورمينا الخشبة في مرادٍ في الخراب.

كان ميثم التمّار واثقاً ممّا قاله على يقينٍ منه عن ثابت الثقفيّ قال: لمّا أُمِر بميثم ليُصلب، قال رجل: يا ميثم، لقد كنتَ عن هذا غنيّاً! قال: فالتَفَتَ إليه ميثم ثمّ قال: واللهِ ما نَبَتَت هذه النخلةُ إلاّ لي، ولا اغتُذِيتُ إلاّ لها.

وما كان يقين مِيثم التمّار رضوان الله عليه ذاك إلاّ ليقينه بصدق ما أخبره به أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

إخبار أمير المؤمنين له عن مقتله : عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثمَ النهرواني ( التمّار ) يقول: دعاني أمير المؤمنين وقال لي: كيف أنت ـ يا مِيثم ـ إذا دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دَعيّها عبيدُالله بن زياد إلى البراءة منّي ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا ـ واللهِ ـ لا أبرأ منك. قال: إذن ـ واللهِ ـ يَقتلُك ويَصلبك، قلت: أصبِرُ فذاك في الله قليل، فقال: ما ميثم، إذن تكون معي في درجتي.

قال الراوي: وكان ميثم يمرّ بعريف قومه ويقول: يا فلان، كأنّي بك وقد دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دعيّها فيطلبني منك أيّاماً، فإذا قَدِمتُ عليك ذهبتَ بي إليه حتّى يقتلني على باب دار عمرو بن حُرَيث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر مِنخرايَ دماً عبيطاً.

وكان ميثم يمرّ بنخلةٍ في سَبخة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلة، ما غُذِيتِ إلاّ لي، وما غُذِيتُ إلاّ لكِ. وكان يمرّ بعمرو بن حُريث ويقول: يا عمرو! إذا جاورتُك فأحسِنْ جِواري. فكان عمرو يرى أنّه يشتري داراً أو ضيعةً لَزيقَ ضيعته ( أي لصيقَ بستانه )، فكان يقول له عمرو: ليتك قد فعلت.

ثمّ خرج ميثم النهرواني ( التمّار ) إلى مكّة، فأرسل الطاغية عدوّ الله بن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنّه بمكّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنّك. فأجَّلَه أجلاً، وخرج العريف إلى القادسيّة ينتظر ميثماً، فلمّا قَدِم ميثم قال له ( أي ابن زياد ): أنت ميثم ؟ قال: نعم أنا ميثم، قال: تبرّأْ مِن أبي تراب ( أي أمير المؤمنين عليّاً صلوات الله عليه )، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرّأْ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فإنْ أنا لم أفعل ؟ قال: إذاً ـ واللهِ ـ لأقتلنّك، فقال له ميثم: أمَا لقد كان يقول ( أي أمير المؤمنين عليه السّلام ) أنّك ستقتُلني وتصلبني على باب عمرو بن حُريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً.

فأمرَ به ( عبيدالله ) فصُلِب على باب عمرو بن حريث، فقال ميثم للناس: سلوني ـ وهو مصلوب قبل أن يُقتل ـ فوَ اللهِ لأخبرتكم بعلم ما يكون ، فلمّا سأله الناس حدّثهم حديثاً واحداً إذ أتاه رسولٌ مِن قِبل ابن زياد فألجمه بلجامٍ من شريط، وهو أوّل مَن أُلجِم بلجامٍ وهو مصلوب! 

ميثم والجدع والمسمار: كان يخرج مع أمير المؤمنين (ع) فيمر بالنخلة فيقول له يا ميثم إن لك ولها شأنآ من الشأن .

ولما ولي ابن زياد الكوفة تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع.قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق، فنسأله أن يعزله عنّا ويولّي علينا غيره.

قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلّم؟ قال: ومن هو؟ قال: ميثم التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب. قال ميثم: فدعاني فقال: ما يقول هذا؟ فقلت: بل أنا الصادق ومولى الصادق، وهو الكذّاب الأشر، فقال : لتبرأن من علي وتذكر مساويه ، وتتولى عثمان وتذكر محاسنه أو لأقطعن يديك ورجليك  فبكيت، فقال لي: بكيت من القول دون الفعل؟ فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم أخبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟ قال: فقلت: أتيته الباب فقيل لي: إنه نائم، فناديت: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال: ، فقال ابن زياد: لأقتلنّك قتلة ما قُتل أحد مثلها في الإسلام، فقلت له: والله لقد أخبرني مولاي أن يقتلني العتل الزنيم، فيقطع يدي ورجلي ولساني ثمّ يصلبني، فقال لي: وما العتل الزنيم، فإنّي أجده في كتاب الله؟ فقلت: أخبرني لمولاي أنّه ابن المرأة الفاجرة.قال عبيد الله بن زياد: والله لأكذبنّك ولأكذبن مولاك، فقال لصاحب حرسه: أخرجه فاقطع يديه ورجليه ودع لسانه، حتّى يعلم أنّه كذّاب مولى الكذّاب، فأخرجه ففعل ذلك به.قال صالح بن ميثم: فأتيت أبي متشحّطاً بدمه، ثمّ استوى جالساً فنادى بأعلى صوته: مَن أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(ع) فليستمع، فاجتمع الناس، فأقبل يحدّثهم بفضائل بني هاشم، ومخازي بني أُمية وهو مصلوب على الخشبة. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: فبادروه فاقطعوا لسانه، فبادر الحرسي فقال: أخرج لسانك، فقال ميثم: ألا زعم ابن الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي هاك لساني، فأخرج لسانه فقطعه وتشحط ، فلمّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، ولمّا كان في اليوم الثالث، طُعن بحربة، فكبّر، فمات .

قتل (رضوان الله عليه)؟ في الثاني والعشرون من ذوالحجّة عام٦٠ للهجرة،قبل وصول الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء بعشرة أيّام.

فسلام الله عليه يوم ولد ويوم اُستشهد ويوم يُبعثُ حيا. (الفاتحة لروحه الزكية). 

أسألكم الدعاء لأهلنا بالعراق بالفرج والنصر وبشفاء والدتي ومرضى المؤمنين والمؤمنات 
(عمار العرب)٢٢ذوالحجة ١٤٣٥جرية
_________________________

• أهم المصادر رجعتُ لها في كتابة هذا السرد التمواضع 

- الغارات٧/٧٢٧.
- معرفة الرجال١/٢٩٤
- الاختصاص: ٦١.
- الصحابة والتابعين ٥٣١


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  4:59 م

0 التعليقات:

الجمعة، 17 أكتوبر 2014


السؤال: ما الفرق بين يحرم ولا يجوز ويكره؟
 
الجواب: لا فرق بين الحرمة وعدم الجواز، فهما معاً يعنيان النهي الذي يعاقَب في الآخرة من ينتهكه، وأما الكراهة فهي نهي لا تستعقبه عقوبة أخروية، لكنه إرشاد لما فيه آثار سلبية، سواء في الدنيا أم في الآخرة، كقلة الثواب أو عدمه، أو ما يستلزم عمل المكروه من آثار ضارة ومخربة على الروح والنفس والبدن.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



ما هو الحرام والمكروه وغير الجائز؟


السؤال: ما الفرق بين يحرم ولا يجوز ويكره؟
 
الجواب: لا فرق بين الحرمة وعدم الجواز، فهما معاً يعنيان النهي الذي يعاقَب في الآخرة من ينتهكه، وأما الكراهة فهي نهي لا تستعقبه عقوبة أخروية، لكنه إرشاد لما فيه آثار سلبية، سواء في الدنيا أم في الآخرة، كقلة الثواب أو عدمه، أو ما يستلزم عمل المكروه من آثار ضارة ومخربة على الروح والنفس والبدن.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:23 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014





السؤال: أعلم أنه لا يوجد تكرار في آيات القرآن، وأعلم أيضاً أن ذلك له بحث في محله، لكن أرجو توضيح بسيط لأنه عندما نقرأ القرآن أرى تشابها في الآيات في مواضع عديدة. شكراً.
 
الجواب: التكرار المنفي وجوده في القرآن الكريم هو التكرار المخل أو غير المفيد، وإلا فإن التكرار بنفسه أحد الأغراض البلاغية الهامة. بعضها للتأكيد، وبعضها ظاهره التشابه، وواقعه الاختلاف بلحاظ اختلاف الواقعة والسياق والملابسات. وتمام البحث موكول إلى محله.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التكرار في آيات القرآن





السؤال: أعلم أنه لا يوجد تكرار في آيات القرآن، وأعلم أيضاً أن ذلك له بحث في محله، لكن أرجو توضيح بسيط لأنه عندما نقرأ القرآن أرى تشابها في الآيات في مواضع عديدة. شكراً.
 
الجواب: التكرار المنفي وجوده في القرآن الكريم هو التكرار المخل أو غير المفيد، وإلا فإن التكرار بنفسه أحد الأغراض البلاغية الهامة. بعضها للتأكيد، وبعضها ظاهره التشابه، وواقعه الاختلاف بلحاظ اختلاف الواقعة والسياق والملابسات. وتمام البحث موكول إلى محله.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:39 م

0 التعليقات:

الاثنين، 13 أكتوبر 2014


Eid Al Ghadeer is the greatest Islamic festivals by shaikh Abdul Hassan Nassif ...

Eid Al Ghadeer is the greatest Islamic festivals by Abdul Hassan Nassif...
Eid Ghadeer is one of the greatest Eids in Islam, It is a special day for Ahl al-Bayt ( The family of the Prophet Muhammad) peace be upon them , "Muslims must believe in this Eid so their prayers and fasting could be accepted and without this belief their deeds are not accepted"
The greatness of anything acquired  from the importance of impact. Islam and any other religion derives its value from the greatness of its message, and the honor of the message from the greatness of its teachings or instructions . 
And these instructions in immortal Islam brought in to stay and continue, But God Almighty make these instructions at the disposal of people, therefore we found these teachings deviated and differ according to their interests, Imam Ali guardian of the Prophet Muhammad, and there is no prophet without a guardian or successor, his successor in the interpretation of his instructions and in protection his instructions of distortion. This fact (Every prophet has a guardian) found in all the books of the Muslims. The Shia Imami that "every prophet has a guardian" is one of the essentials of their faith by evidence of the mind and transport.
Evidence in books about succession of Imam Ali to the Prophet: Umm Hani the daughter of Abi Talib , said that the Messenger of Allah prophet muhammed "may Allah bless him and his family" said: "God make to every prophet guardian or successor, Sheth guardian of Adam, and Shimon guardian of Jesus, and the Imam Ali guardian of the Prophet Mohammed , which Imam Ali is the best successor »Ibn Abbas said that the Prophet muhammed, peace be upon him and his family said: Imam Ali is the guardian and successor of the Messenger of Allah and Imam of the pious and the leader of the resplendent))In Ahmad ibn Hanbal in the "fadaieal al_sahaba" of Anas bin Malik said that the Prophet Muhammad "peace be upon him and his family" said: Every prophet has a successor and inheritor, and my successor and inheritor is Imam Ali))In Shams al-Din al dahabe mention that Prophet Muhammad (peace be upon him and his family) said to Imam Ali (Oh ​​Ali you my successor)Ibn ether mention that the Messenger of Allah Muhammad (peace be upon him and his family) said: Every prophet has successor and inheritor ,, and Imam Ali is my successor and inheritor)) 
The story :
When the Messenger of Allah Muhammad (Peace be upon him and his family) finished of hujjat al wadaa (hujjat al wadaa: The last pilgrimage to prophet muhammad) and the Muslims with him, they are more than one hundred thousand people, Revelation descended three times, to tell the messenger of Allah Muhammad that Imam Ali is his successor (his Khalifa).
The third and final time when the revelation came to Prophet Muhammad, In a place called Ghadeer Khum, was in eighteenth day of Dhu al-Hijjah Hijra. This place (Ghadeer Khum) was not good enough to deliver a speech to people, It was very hot and there is not enough water in it,
malak gebrayel (peace be upon him) descended to the Prophet Muhammad, saying the Almighty: O Messenger (Muhammad) Proclaim (the Message) which has been sent down to you from your Lord. And if you do not, then you have not conveyed His Message. Allah will protect you from mankind. Verily, Allah guides not the people who disbelieve.)) Surah al maidah 67
Prophet Muhammad responded to the call of God, and ordered the people to gather, Prophet Muhammad ascended to a high place with Imam Ali, and said: The virtues of Imam Ali in the quran are many, believe it,

And prophet muhammed said: ((O people obey Allah and His Messenger prophet muhammed, and the successor of prophet muhammed (Imam Ali), and Imam Ali's sons, who did that, Has won))
Then the Messenger of Allah (Allah bless him and his family) Spoke loudest voice and raise Imam Ali's hand, said: Whomsoever's master (maula) I am, Ali is also his (maula) master. O God, love those who love him, and be hostile to those who are hostile to him. "

Eid Al Ghadeer is the greatest Islamic festivals


Eid Al Ghadeer is the greatest Islamic festivals by shaikh Abdul Hassan Nassif ...

Eid Al Ghadeer is the greatest Islamic festivals by Abdul Hassan Nassif...
Eid Ghadeer is one of the greatest Eids in Islam, It is a special day for Ahl al-Bayt ( The family of the Prophet Muhammad) peace be upon them , "Muslims must believe in this Eid so their prayers and fasting could be accepted and without this belief their deeds are not accepted"
The greatness of anything acquired  from the importance of impact. Islam and any other religion derives its value from the greatness of its message, and the honor of the message from the greatness of its teachings or instructions . 
And these instructions in immortal Islam brought in to stay and continue, But God Almighty make these instructions at the disposal of people, therefore we found these teachings deviated and differ according to their interests, Imam Ali guardian of the Prophet Muhammad, and there is no prophet without a guardian or successor, his successor in the interpretation of his instructions and in protection his instructions of distortion. This fact (Every prophet has a guardian) found in all the books of the Muslims. The Shia Imami that "every prophet has a guardian" is one of the essentials of their faith by evidence of the mind and transport.
Evidence in books about succession of Imam Ali to the Prophet: Umm Hani the daughter of Abi Talib , said that the Messenger of Allah prophet muhammed "may Allah bless him and his family" said: "God make to every prophet guardian or successor, Sheth guardian of Adam, and Shimon guardian of Jesus, and the Imam Ali guardian of the Prophet Mohammed , which Imam Ali is the best successor »Ibn Abbas said that the Prophet muhammed, peace be upon him and his family said: Imam Ali is the guardian and successor of the Messenger of Allah and Imam of the pious and the leader of the resplendent))In Ahmad ibn Hanbal in the "fadaieal al_sahaba" of Anas bin Malik said that the Prophet Muhammad "peace be upon him and his family" said: Every prophet has a successor and inheritor, and my successor and inheritor is Imam Ali))In Shams al-Din al dahabe mention that Prophet Muhammad (peace be upon him and his family) said to Imam Ali (Oh ​​Ali you my successor)Ibn ether mention that the Messenger of Allah Muhammad (peace be upon him and his family) said: Every prophet has successor and inheritor ,, and Imam Ali is my successor and inheritor)) 
The story :
When the Messenger of Allah Muhammad (Peace be upon him and his family) finished of hujjat al wadaa (hujjat al wadaa: The last pilgrimage to prophet muhammad) and the Muslims with him, they are more than one hundred thousand people, Revelation descended three times, to tell the messenger of Allah Muhammad that Imam Ali is his successor (his Khalifa).
The third and final time when the revelation came to Prophet Muhammad, In a place called Ghadeer Khum, was in eighteenth day of Dhu al-Hijjah Hijra. This place (Ghadeer Khum) was not good enough to deliver a speech to people, It was very hot and there is not enough water in it,
malak gebrayel (peace be upon him) descended to the Prophet Muhammad, saying the Almighty: O Messenger (Muhammad) Proclaim (the Message) which has been sent down to you from your Lord. And if you do not, then you have not conveyed His Message. Allah will protect you from mankind. Verily, Allah guides not the people who disbelieve.)) Surah al maidah 67
Prophet Muhammad responded to the call of God, and ordered the people to gather, Prophet Muhammad ascended to a high place with Imam Ali, and said: The virtues of Imam Ali in the quran are many, believe it,

And prophet muhammed said: ((O people obey Allah and His Messenger prophet muhammed, and the successor of prophet muhammed (Imam Ali), and Imam Ali's sons, who did that, Has won))
Then the Messenger of Allah (Allah bless him and his family) Spoke loudest voice and raise Imam Ali's hand, said: Whomsoever's master (maula) I am, Ali is also his (maula) master. O God, love those who love him, and be hostile to those who are hostile to him. "

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:13 م

0 التعليقات:

الأحد، 12 أكتوبر 2014




عظمة المناسبة
عيد الغدير من أعظم أعياد الإسلام عند أهل البيت صلوات الله عليهم، لأنه عيد الولاية العظمى التي بها تقبل الأعمال، ومن دونها ترد. وإن عظمة أي شيء إنما يكتسبها من أهمية أثره وفعله بالنسبة إلى ما ينتسب إليه. والإسلام وأي دين إنما تنبع قيمته من عظمة رسالته، وشرف الرسالة بعظمة تعاليمها. وهذه التعاليم لا سيما في الاسلام الخالد جيء بها لتبقى وتستمر، والله سبحانه لم يفرض ذلك بإرادته التكوينية، بل بإرادته التشريعية. ولذلك جعل فيها ضمانات تصونها من الضياع أوالتحريف. ولو شاء الله عز وجل لها البقاء بإرادته التكوينية لكان ما أراد. لكنه تقدست أسماؤه قضى بأن يحيل ذلك على البشر أنفسهم؛ قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ".
ولذلك وجدنا الأديان تنحرف عن خطها الأصلي، ويأتي من يدعي تمثيل الدين، ويحرف الكلم عن مواضعه، فإذا بالأديان بعد برهة من الزمن تدعو إلى ما كانت تتبرأ منه في أصلها. فالكعبة التي كانت أول بيت وضع للناس يدعوهم إلى التوحيد إذا به تنقلب إلى مركز يحتضن مئات الأصنام التي تعبد من دون الله!. والمسيح الذي أقر بعبوديته لله الواحد الأحد، ودعا الناس إلى عبادته صار المتسمون باسمه يدعون اليوم إلى الشرك والتثليث وينسبونه إليه، وهكذا اليهودية وسائر الأديان.  

علي وصي النبي
ومن هنا نبعت أهمية الوصاية، بحيث لا يخلو نبي من وصي يخلفه في تفسير تعاليمه، وصيانتها من التحريف. وهذه حقيقة مسلَّمة ثابتة في كتب المسلمين جميعاً. أما الشيعة الإمامية فهو من ضروريات عقيدتهم التي قامت عليها الأدلة من العقل والنقل. ومن تلك الأحاديث كمثال فقط: ما عن أم هاني بنت أبي طالب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إنّ اللّه جعل لكلّ نبي وصياً؛ شيث وصي آدم، و شمعون وصي عيسى، و علي وصيي، وهو خير الأوصياء في الدنيا و الآخرة...».
وهو كذلك من ثوابت الأحاديث عند سائر المسلمين؛ فعن ابن عباس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: هذا علي وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. وعن سلمان قال: قلت: يا رسول الله إن لكل نبي وصياً فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: يا سلمان فأسرعت إليه قلت: لبيك قال: تعلم من وصي موسى قال: نعم يوشع بن نون قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب. وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة مثله عن أنس بن مالك. وقال النبي صلى الله وآله: لكل نبي وصي ووارث وصي ووارث وإن علياَ وصيي ووارثي.
وروى شمس الدين الذهبي بسنده عن أنس عن سلمان عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال لعلي هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك. وروى ابن الأثير عن بن بريدة عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي
وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال: قلت ثم: يا رسول الله، لكل نبي وصي، فمن وصيك؟ فسكت عني. فلما كان بعد رآني، فقال: يا سلمان، فأسرعت إليه، قلت: لبيك! قال: تعلم من وصي موسى؟ قلت: نعم يوشع بن نون. قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم. قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب.
وروى ابن حجر العسقلاني عن أبي هريرة عن سلمان أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن الله لم يبعث نبياً إلا بيّن له من يلي بعده، فهل بيّن لك؟ قال: نعم على بن أبي طالب.
وقد صار هذا الأمر من المسلّمات عند علماء الجمهور ونقادهم المعروفين في علمي الحديث والرجال. فقد قال الذهبي (توفي سنة 748ھ): عن محمد بن جرير الطبري (توفي سنة 310ھ) أنه: جمع طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء رأيت شطره فبهرني سعة رواياته وجزمت بوقوع ذلك.
كما نفى أبو جعفر الأزدي الطحاوي (توفي سنة 321ھ): أي طعن في حديث الغدير، وقال: فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته فيه، أن كان ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.
وقال ابن حجر العسقلاني (توفي سنة 852ھ): "وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب. وقال في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر.
وأما ناصر الدين الألباني المعاصر(توفي سنة 1420ھ)، فقد قال: "وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في (المجمع) (9 / 103-108). وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا، وإلا فهي كثيرة جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان".
فالآيات والروايات إذن موضع اتفاق عند المسلمين، وهي صريحة وحازمة في إسباغ العظمة والأهمية لحادثة الغدير، لأنها نزلت في أواخر حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ومن الطبيعي أن تثبت الخليفة من بعده، الذي من شأنه أن يحافظ على تركة النبي صلى الله عليه وآله، ويصون رسالته، وإلا فإن كل البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه وآله بأمر الله سبحانه سوف ينهد، حتى لكأنه صلى الله عليه وآله لم يبلغ شيئاً.
وقد اختار الباري جل وعلا الحج لحِكَم بالغة وعديدة، وذلك لأن التجمع الذي يحصل فيه لا يحصل في غيره، ولأن تشريع الحج كان من آخر ما نزل، ولقداسة المكان والزمان، فلذلك لما أشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الانتهاء من حجة الوداع والمسلمون معه وهم يزيدون على مائة ألف نسمة، نزل عليه الوحي ثلاث مرات بتنصيب أمير المؤمنين عليه السلام بخلافة النبي وإمارة المؤمنين. فقد نزل مرة عند وقوفه بالموقف، وأخرى في منى وهو في مسجد الخيف، وثالثة بعد أن انفصل عن الحرم وبلغ ميقات الجحفة، عند موضع يدعى غدير خم. وهذه المرة الثالثة كان في يوم الثامن عشر من ذي حجة الحرام.
ولم يكن هذا المكان بموضع إذ ذاك يصلح للنزول، لعدم وجود الماء فيه والمرعى، فنزل عليه الأمين جبرئيل (عليه السلام) عن الله بقوله تعالى: "يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ".
فنزل (صلى الله عليه وآله) ونزل المسلمون حوله، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، فأمر بدوحات هناك فكُنس ما تحتها وأمر بجمع الرحال فيه، ووضع بعضها فوق بعض.
ثم أمر (صلى الله عليه وآله) مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه وإن الرجل منهم ليضع بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ، فلما اجتمعوا صعد (صلى الله عليه وآله) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها، ودعا علياً (عليه السلام) فرقي معه حتى قام عن يمينه ثم خطب (صلى الله عليه وآله) الناس خطبة بليغة لم يسمع الناس بمثلها فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ الموعظة، ونعى إلى الأمّة نفسه،
وظل رسول الله يقول معاشر الناس، معاشر الناس، حتى وصل إلى قوله :
معاشر الناس، فما تقولون؟ قولوا الّذي قلت، وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا، وقولوا: الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. معاشر الناس، إنّ فضائل عليّ عند الله عزّ وجل الذي قد أنزلها في القرآن أكثر من أن اُحصيها في مكان واحد، فمن أنبأكم بها فصدِّقوه.
معاشر الناس، من يطع الله ورسوله وعلياً أمير المؤمنين والأئمّة من ولده فقد فاز فوزاً عظيماً».
فناداه القوم: سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا.
ثم إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نادى بأعلى صوته ويده في يد علي (عليه السلام) وقال: «يا أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ ».
قالوا بأجمعهم: بلى يا رسول الله.
فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بضبع علي (عليه السلام) حتى رأى الناس بياض ابطيهما، وقال على النسق من غير فصل: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، والعن من خالفه، وأدر الحقّ معه حيثما دار، ألا فليبلّغ ذلك منكم الشاهد الغائب، والوالد الولد».
ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين ثمّ زالت الشمس، فأذّن مؤذّنه لصلاة الظهر، فلما صلّى بهم جلس في خيمته وأمر عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بازائه، ثم أمر (صلى الله عليه وآله) المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّؤوه (عليه السلام) بالولاية، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعوه على ذلك.
ففعل الناس ذلك كلّهم يقولون له: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن على علي (عليه السلام) ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعنه على ذلك، ففعلن وسلّمن عليه (عليه السلام) وبايعنه بإدخال أيديهنّ في طشت فيه ماء كان قد أدخل علي (عليه السلام) يده فيه قبل ذلك.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الغدير عيد الإسلام الأكبر




عظمة المناسبة
عيد الغدير من أعظم أعياد الإسلام عند أهل البيت صلوات الله عليهم، لأنه عيد الولاية العظمى التي بها تقبل الأعمال، ومن دونها ترد. وإن عظمة أي شيء إنما يكتسبها من أهمية أثره وفعله بالنسبة إلى ما ينتسب إليه. والإسلام وأي دين إنما تنبع قيمته من عظمة رسالته، وشرف الرسالة بعظمة تعاليمها. وهذه التعاليم لا سيما في الاسلام الخالد جيء بها لتبقى وتستمر، والله سبحانه لم يفرض ذلك بإرادته التكوينية، بل بإرادته التشريعية. ولذلك جعل فيها ضمانات تصونها من الضياع أوالتحريف. ولو شاء الله عز وجل لها البقاء بإرادته التكوينية لكان ما أراد. لكنه تقدست أسماؤه قضى بأن يحيل ذلك على البشر أنفسهم؛ قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ".
ولذلك وجدنا الأديان تنحرف عن خطها الأصلي، ويأتي من يدعي تمثيل الدين، ويحرف الكلم عن مواضعه، فإذا بالأديان بعد برهة من الزمن تدعو إلى ما كانت تتبرأ منه في أصلها. فالكعبة التي كانت أول بيت وضع للناس يدعوهم إلى التوحيد إذا به تنقلب إلى مركز يحتضن مئات الأصنام التي تعبد من دون الله!. والمسيح الذي أقر بعبوديته لله الواحد الأحد، ودعا الناس إلى عبادته صار المتسمون باسمه يدعون اليوم إلى الشرك والتثليث وينسبونه إليه، وهكذا اليهودية وسائر الأديان.  

علي وصي النبي
ومن هنا نبعت أهمية الوصاية، بحيث لا يخلو نبي من وصي يخلفه في تفسير تعاليمه، وصيانتها من التحريف. وهذه حقيقة مسلَّمة ثابتة في كتب المسلمين جميعاً. أما الشيعة الإمامية فهو من ضروريات عقيدتهم التي قامت عليها الأدلة من العقل والنقل. ومن تلك الأحاديث كمثال فقط: ما عن أم هاني بنت أبي طالب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إنّ اللّه جعل لكلّ نبي وصياً؛ شيث وصي آدم، و شمعون وصي عيسى، و علي وصيي، وهو خير الأوصياء في الدنيا و الآخرة...».
وهو كذلك من ثوابت الأحاديث عند سائر المسلمين؛ فعن ابن عباس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: هذا علي وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. وعن سلمان قال: قلت: يا رسول الله إن لكل نبي وصياً فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: يا سلمان فأسرعت إليه قلت: لبيك قال: تعلم من وصي موسى قال: نعم يوشع بن نون قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب. وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة مثله عن أنس بن مالك. وقال النبي صلى الله وآله: لكل نبي وصي ووارث وصي ووارث وإن علياَ وصيي ووارثي.
وروى شمس الدين الذهبي بسنده عن أنس عن سلمان عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال لعلي هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك. وروى ابن الأثير عن بن بريدة عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي
وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال: قلت ثم: يا رسول الله، لكل نبي وصي، فمن وصيك؟ فسكت عني. فلما كان بعد رآني، فقال: يا سلمان، فأسرعت إليه، قلت: لبيك! قال: تعلم من وصي موسى؟ قلت: نعم يوشع بن نون. قال: لم؟ قلت: لأنه كان أعلمهم. قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب.
وروى ابن حجر العسقلاني عن أبي هريرة عن سلمان أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن الله لم يبعث نبياً إلا بيّن له من يلي بعده، فهل بيّن لك؟ قال: نعم على بن أبي طالب.
وقد صار هذا الأمر من المسلّمات عند علماء الجمهور ونقادهم المعروفين في علمي الحديث والرجال. فقد قال الذهبي (توفي سنة 748ھ): عن محمد بن جرير الطبري (توفي سنة 310ھ) أنه: جمع طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء رأيت شطره فبهرني سعة رواياته وجزمت بوقوع ذلك.
كما نفى أبو جعفر الأزدي الطحاوي (توفي سنة 321ھ): أي طعن في حديث الغدير، وقال: فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته فيه، أن كان ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.
وقال ابن حجر العسقلاني (توفي سنة 852ھ): "وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب. وقال في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر.
وأما ناصر الدين الألباني المعاصر(توفي سنة 1420ھ)، فقد قال: "وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة منها الهيثمي في (المجمع) (9 / 103-108). وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا، وإلا فهي كثيرة جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان".
فالآيات والروايات إذن موضع اتفاق عند المسلمين، وهي صريحة وحازمة في إسباغ العظمة والأهمية لحادثة الغدير، لأنها نزلت في أواخر حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ومن الطبيعي أن تثبت الخليفة من بعده، الذي من شأنه أن يحافظ على تركة النبي صلى الله عليه وآله، ويصون رسالته، وإلا فإن كل البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه وآله بأمر الله سبحانه سوف ينهد، حتى لكأنه صلى الله عليه وآله لم يبلغ شيئاً.
وقد اختار الباري جل وعلا الحج لحِكَم بالغة وعديدة، وذلك لأن التجمع الذي يحصل فيه لا يحصل في غيره، ولأن تشريع الحج كان من آخر ما نزل، ولقداسة المكان والزمان، فلذلك لما أشرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الانتهاء من حجة الوداع والمسلمون معه وهم يزيدون على مائة ألف نسمة، نزل عليه الوحي ثلاث مرات بتنصيب أمير المؤمنين عليه السلام بخلافة النبي وإمارة المؤمنين. فقد نزل مرة عند وقوفه بالموقف، وأخرى في منى وهو في مسجد الخيف، وثالثة بعد أن انفصل عن الحرم وبلغ ميقات الجحفة، عند موضع يدعى غدير خم. وهذه المرة الثالثة كان في يوم الثامن عشر من ذي حجة الحرام.
ولم يكن هذا المكان بموضع إذ ذاك يصلح للنزول، لعدم وجود الماء فيه والمرعى، فنزل عليه الأمين جبرئيل (عليه السلام) عن الله بقوله تعالى: "يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ".
فنزل (صلى الله عليه وآله) ونزل المسلمون حوله، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ، فأمر بدوحات هناك فكُنس ما تحتها وأمر بجمع الرحال فيه، ووضع بعضها فوق بعض.
ثم أمر (صلى الله عليه وآله) مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه وإن الرجل منهم ليضع بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ، فلما اجتمعوا صعد (صلى الله عليه وآله) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها، ودعا علياً (عليه السلام) فرقي معه حتى قام عن يمينه ثم خطب (صلى الله عليه وآله) الناس خطبة بليغة لم يسمع الناس بمثلها فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ الموعظة، ونعى إلى الأمّة نفسه،
وظل رسول الله يقول معاشر الناس، معاشر الناس، حتى وصل إلى قوله :
معاشر الناس، فما تقولون؟ قولوا الّذي قلت، وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا، وقولوا: الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. معاشر الناس، إنّ فضائل عليّ عند الله عزّ وجل الذي قد أنزلها في القرآن أكثر من أن اُحصيها في مكان واحد، فمن أنبأكم بها فصدِّقوه.
معاشر الناس، من يطع الله ورسوله وعلياً أمير المؤمنين والأئمّة من ولده فقد فاز فوزاً عظيماً».
فناداه القوم: سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا.
ثم إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نادى بأعلى صوته ويده في يد علي (عليه السلام) وقال: «يا أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ ».
قالوا بأجمعهم: بلى يا رسول الله.
فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بضبع علي (عليه السلام) حتى رأى الناس بياض ابطيهما، وقال على النسق من غير فصل: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، والعن من خالفه، وأدر الحقّ معه حيثما دار، ألا فليبلّغ ذلك منكم الشاهد الغائب، والوالد الولد».
ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان وقت الظهيرة فصلّى ركعتين ثمّ زالت الشمس، فأذّن مؤذّنه لصلاة الظهر، فلما صلّى بهم جلس في خيمته وأمر عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بازائه، ثم أمر (صلى الله عليه وآله) المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنّؤوه (عليه السلام) بالولاية، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعوه على ذلك.
ففعل الناس ذلك كلّهم يقولون له: بخّ بخّ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ثم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن على علي (عليه السلام) ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين، ويبايعنه على ذلك، ففعلن وسلّمن عليه (عليه السلام) وبايعنه بإدخال أيديهنّ في طشت فيه ماء كان قد أدخل علي (عليه السلام) يده فيه قبل ذلك.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:36 م

0 التعليقات:

الجمعة، 10 أكتوبر 2014




السؤال: اشكالية في القرآن

لقد وضع أحد أصدقائي اشكالية حول القرآن الكريم تحت عنوان "خطأ حسابي في القرآن" , و تقول هذه الاشكالية نقلا عنه  :

يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النّصف ولأبويه لكلّ واحد ...مّنهما السّدس ممّا ترك إن كان له ولد فإن لّم يكن لّه ولد وورثه أبواه فلأمّه الثّلث فإن كان له إخوة فلأمّه السّدس من بعد وصيّة يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيّهم أقرب لكم نفعا فريضة مّن اللّه إنّ اللّه كان عليما حكيما

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهنّ ولد فإن كان لهنّ ولد فلكم الرّبع ممّا تركن من بعد وصيّة يوصين بها أو دين ولهنّ الرّبع ممّا تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهنّ الثّمن ممّا تركتم من بعد وصيّة توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكلّ واحد منهما السّدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثّلث من بعد وصيّة يوصى بها أو دين غير مضارّ وصيّة من اللّه واللّه عليم حليم

سورة النساء-11-12

إذا ورث المتوفى ثلاث بنات ووالديه وزوجته, فإن:

نصيب ال3 بنات = 2/3 التركة

فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك

نصيب والديه = 1/6 + 1/6 = 1/3 التركة

ولأبويه لكلّ واحد مّنهما السّدس ممّا ترك إن كان له ولد

نصيب زوجته = 1/8 التركة

فإن كان لكم ولد فلهنّ الثّمن ممّا تركتم

مجموع الأنصبة= 2/3 + 1/3 + 1/8 = 1.125

أكثر من 1 أى أكثر من مقدار التركة المتاحة

فى المثال السابق, أن يصير مجموع الأنصبة 112.5% بدلا من 100% خطأ حسابى كبير, أليس كذلك؟

لو كان المبلغ 1000

نحتاج 1125 لتوزيعها عليهم كما قال القرأن

سيدي أطلب منكم اذا سمحتم جوابا علميا فقهيا يدحض هذه الاشكالية لأتمكن من الرد عليه وتوضيح خطأه و تبيان أن القرآن حق و منزه عن الأخطاء .. فهل من تفاسير أوضح لهذه الآيات  ؟

 

الجواب: هذه الشبهة اعترضت عمر بن الخطاب وبعض الصحابة حين ووجهوا بقضية امرأة ماتت عن زوج و أختين لأب ، فجمع الصحابة ، وقال: فرض الله للزوج النصف ، و للأختين الثلثين ، فإن بدأت بالزوج لم يبق للأختين الثلثان ، وإن بدأت بالأختين لم يبق للزوج النصف  . فظن عمر حصول العول (أي النقص) في السهام بالنسبة إلى التركة، حيث يكون مجموع السهام - كما قال السائل - سبعة من ستة هي جميع التركة. وقد انقاد لهذا الرأي الظني المخالفون لأهل البيت (عليهم السلام)، وتركوا قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: "علي مع الحق والحق مع علي" ، وقال: "أقضاكم علي" ، وقال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها" ، و "علي مع القرآن والقرآن مع علي" . وفي هذه القضية: روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله، كما جاء في الكافي، عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إن الذي أحصى رمل عالج ليعلم أن السهام لا تعول على ستة لو تبصرون وجهها لم تجز ستة" !. وعن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر، و لا مؤخر لما قدم، ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله، وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله، ولا عال سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولا تنازعت الأمة في شيء من أمر الله إلا وعند علي علمه من كتاب الله، فذوقوا وبال أمركم وما فرطتم فيما قدمت أيديكم، وما الله بظلام للعبيد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .

ويؤيد ذلك ما نقله العامة عن الزهري، حيث قال الشيخ أبو زهرة في كتابه: (الميراث عند الجعفرية): قال ابن شهاب الزهري: " لولا تقدم فتوى الإمام العادل عمر بن الخطاب على فتوى ابن عباس لكان كلام ابن عباس جديرا بأن يتبعه كل أهل العلم ويصادف الإجماع عليه". وإن الإمامية قد اختاروا رأي ابن عباس رضي الله عنهما ؛ وإنه لفقه جيد" . ومعلوم أن الإمامية لم يتبنوا هذا القول جريا وراء رأي ابن عباس، بل تبعا منهم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي تبعه فيه ابن عباس نفسه.

وفي رواية عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال: جالست ابن عباس، فعرض ذكر الفرائض في المواريث، فقال ابن عباس: سبحان الله العظيم، أترون أن الذي أحصى رمل عالج عددا جعل في مال نصفا ونصفا وثلثا ، فهذان النصفان قد ذهبا بالمال ، فأين موضع الثلث؟ فقال له زفر بن أوس البصري: يا أبا العباس فمن أول من أعال الفرائض؟ فقال: عمر بن الخطاب لما التقت (وفي نسخة أخرى: التفت) الفرائض عنده، ودفع بعضها بعضا، فقال: والله ما أدري أيكم قدم الله، وأيكم أخر، وما أجد شيئا هو أوسع من أن أقسم عليكم هذا المال بالحصص، فأدخل على كل ذي سهم ما دخل عليه من عول الفرائض، وايم الله لو قدّم من قدّم الله، وأخر من أخر الله ما عالت فريضة، فقال له زفر: وأيها قدّم، وأيها أخر؟ فقال: كل فريضة لم يهبطها الله عن فريضة إلا إلى فريضة فهذا ما قدم الله، وأما ما أخر فكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يبق لها إلا ما بقي، فتلك التي أخر، فأما الذي قدّم فالزوج له النصف، فإذا دخل عليه ما يزيله عنه رجع إلى الربع، لا يزيله عنه شيء، والزوجة لها الربع، فإذا دخل عليها ما يزيلها عنه صارت إلى الثمن، لا يزيلها عنه شيء، والأم لها الثلث، فإذا زالت عنه صارت إلى السدس، ولا يزيلها عنه شيء، فهذه الفرائض التي قدم الله، وأما التي أخر ففريضة البنات والأخوات لها النصف والثلثان، فإذا أزالتهن الفرائض عن ذلك لم يكن لهن إلا ما بقي، فتلك التي أخر، فإذا اجتمع ما قدم الله وما أخر بدئ بما قدم الله، فأعطي حقه كاملا، فإن بقي شيء كان لمن أخر، وإن لم يبق شيء فلا شيء له، الحديث .

وقد رواه البيهقي، من طريق محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فراجع .

ولتوضيح هذا الحديث نقول:

إن سهام المواريث على ضربين:

الأول: ما يكون له نصيب مفروض في القرآن في كل حالاته وصوره، كالزوج والزوجة والأم، فهؤلاء مهما كانت الصور المحتملة فإن القرآن قد حدد نصيبهم بالنسبة، كالنصف والربع والثمن والثلث والسدس. ومعنى ذلك أنهم يرثون نصيبهم كما ذكر تماما غير منقوص، فلا تدخل عليهم النقيصة أبدا. 

والضرب الثاني: ما لا يكون له نصيب مفروض أصلا، أو يكون له نصيب فقط على بعض الصور، لا في جميعها. كما هو الحال بالنسبة إلى البنت الواحدة، والبنتين أو أكثر، حيث نصيب الأولى النصف، ونصيب الأخريات الثلثان، في بعض الحالات لا فيها جميعا. ومن جهة أخرى نحن نعلم أن الورثة يرثون على كل حال، فالسؤال يأتي بالنسبة لمثل هؤلاء في حالة عدم تحديد النصيب في الكتاب، كما هو الحال في حالة هذا السؤال. وفي هذا الضرب الثاني لا بد من ملاحظة سائر قواعد المواريث لكي يعلم ما هو الموقف القرآني تجاههم.

فإذا نظرنا إلى القرآن الكريم وجدناه يقرر قواعد أخرى عامة تكون مرجعا لنا في صور الخلو من الفروض. ومن تلك القواعد المسلمة: الإرث بالقرابة. ومرجع الإرث بالقرابة قانونان: الأول: " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللّه" ؛ حيث يرث بهذا القانون ذوو القرابة بقرابتهم، الأقرب فالأقرب. والقانون الثاني: "يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين" ، وهي نفس الآية مورد السؤال، وذلك أحرى بأن تكون ناظرة للحل. ومن مجموع الآيات والروايات في هذا الضرب الثاني يتبين أن أهل القرابة، بعنوان القرابة لا نصيب لهم مفروضا في الأصل، بمعنى أنهم يرثون كل التركة مع عدم المزاحم، ومع المزاحمة يأخذ الآخر حصته، المفروضة في الكتاب، ويكون جميع الباقي للأقربين. وهذا الباقي، قد يكون هو أكثر التركة، وقد يكون أقل، وفقا لمقتضى قاعدة شرعية وعقلائية أخرى تقول: إن "من له الغنم فعليه الغرم" .

ثم لو قارنا صورة نصيب البنت أو أكثر، مع حالة نصيب الولد، لارتفعت الشبهة من أصلها. حيث إن الولد والذي كان يفترض أن يأخذ بجميع التركة، لولا المزاحم، هو أيضا مع اجتماع الزوج والأبوين، سوف تنقص حصته هو فقط، بنسبة ما يأخذه هؤلاء المزاحمون من حصص موفورة كاملة، كما نص عليها القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

العول في الإرث بين العامة وأتباع أهل البيت عليهم السلام




السؤال: اشكالية في القرآن

لقد وضع أحد أصدقائي اشكالية حول القرآن الكريم تحت عنوان "خطأ حسابي في القرآن" , و تقول هذه الاشكالية نقلا عنه  :

يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النّصف ولأبويه لكلّ واحد ...مّنهما السّدس ممّا ترك إن كان له ولد فإن لّم يكن لّه ولد وورثه أبواه فلأمّه الثّلث فإن كان له إخوة فلأمّه السّدس من بعد وصيّة يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيّهم أقرب لكم نفعا فريضة مّن اللّه إنّ اللّه كان عليما حكيما

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهنّ ولد فإن كان لهنّ ولد فلكم الرّبع ممّا تركن من بعد وصيّة يوصين بها أو دين ولهنّ الرّبع ممّا تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهنّ الثّمن ممّا تركتم من بعد وصيّة توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكلّ واحد منهما السّدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثّلث من بعد وصيّة يوصى بها أو دين غير مضارّ وصيّة من اللّه واللّه عليم حليم

سورة النساء-11-12

إذا ورث المتوفى ثلاث بنات ووالديه وزوجته, فإن:

نصيب ال3 بنات = 2/3 التركة

فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك

نصيب والديه = 1/6 + 1/6 = 1/3 التركة

ولأبويه لكلّ واحد مّنهما السّدس ممّا ترك إن كان له ولد

نصيب زوجته = 1/8 التركة

فإن كان لكم ولد فلهنّ الثّمن ممّا تركتم

مجموع الأنصبة= 2/3 + 1/3 + 1/8 = 1.125

أكثر من 1 أى أكثر من مقدار التركة المتاحة

فى المثال السابق, أن يصير مجموع الأنصبة 112.5% بدلا من 100% خطأ حسابى كبير, أليس كذلك؟

لو كان المبلغ 1000

نحتاج 1125 لتوزيعها عليهم كما قال القرأن

سيدي أطلب منكم اذا سمحتم جوابا علميا فقهيا يدحض هذه الاشكالية لأتمكن من الرد عليه وتوضيح خطأه و تبيان أن القرآن حق و منزه عن الأخطاء .. فهل من تفاسير أوضح لهذه الآيات  ؟

 

الجواب: هذه الشبهة اعترضت عمر بن الخطاب وبعض الصحابة حين ووجهوا بقضية امرأة ماتت عن زوج و أختين لأب ، فجمع الصحابة ، وقال: فرض الله للزوج النصف ، و للأختين الثلثين ، فإن بدأت بالزوج لم يبق للأختين الثلثان ، وإن بدأت بالأختين لم يبق للزوج النصف  . فظن عمر حصول العول (أي النقص) في السهام بالنسبة إلى التركة، حيث يكون مجموع السهام - كما قال السائل - سبعة من ستة هي جميع التركة. وقد انقاد لهذا الرأي الظني المخالفون لأهل البيت (عليهم السلام)، وتركوا قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: "علي مع الحق والحق مع علي" ، وقال: "أقضاكم علي" ، وقال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها" ، و "علي مع القرآن والقرآن مع علي" . وفي هذه القضية: روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله، كما جاء في الكافي، عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إن الذي أحصى رمل عالج ليعلم أن السهام لا تعول على ستة لو تبصرون وجهها لم تجز ستة" !. وعن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر، و لا مؤخر لما قدم، ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله، وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ما عال ولي الله، ولا عال سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولا تنازعت الأمة في شيء من أمر الله إلا وعند علي علمه من كتاب الله، فذوقوا وبال أمركم وما فرطتم فيما قدمت أيديكم، وما الله بظلام للعبيد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .

ويؤيد ذلك ما نقله العامة عن الزهري، حيث قال الشيخ أبو زهرة في كتابه: (الميراث عند الجعفرية): قال ابن شهاب الزهري: " لولا تقدم فتوى الإمام العادل عمر بن الخطاب على فتوى ابن عباس لكان كلام ابن عباس جديرا بأن يتبعه كل أهل العلم ويصادف الإجماع عليه". وإن الإمامية قد اختاروا رأي ابن عباس رضي الله عنهما ؛ وإنه لفقه جيد" . ومعلوم أن الإمامية لم يتبنوا هذا القول جريا وراء رأي ابن عباس، بل تبعا منهم لأمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي تبعه فيه ابن عباس نفسه.

وفي رواية عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال: جالست ابن عباس، فعرض ذكر الفرائض في المواريث، فقال ابن عباس: سبحان الله العظيم، أترون أن الذي أحصى رمل عالج عددا جعل في مال نصفا ونصفا وثلثا ، فهذان النصفان قد ذهبا بالمال ، فأين موضع الثلث؟ فقال له زفر بن أوس البصري: يا أبا العباس فمن أول من أعال الفرائض؟ فقال: عمر بن الخطاب لما التقت (وفي نسخة أخرى: التفت) الفرائض عنده، ودفع بعضها بعضا، فقال: والله ما أدري أيكم قدم الله، وأيكم أخر، وما أجد شيئا هو أوسع من أن أقسم عليكم هذا المال بالحصص، فأدخل على كل ذي سهم ما دخل عليه من عول الفرائض، وايم الله لو قدّم من قدّم الله، وأخر من أخر الله ما عالت فريضة، فقال له زفر: وأيها قدّم، وأيها أخر؟ فقال: كل فريضة لم يهبطها الله عن فريضة إلا إلى فريضة فهذا ما قدم الله، وأما ما أخر فكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يبق لها إلا ما بقي، فتلك التي أخر، فأما الذي قدّم فالزوج له النصف، فإذا دخل عليه ما يزيله عنه رجع إلى الربع، لا يزيله عنه شيء، والزوجة لها الربع، فإذا دخل عليها ما يزيلها عنه صارت إلى الثمن، لا يزيلها عنه شيء، والأم لها الثلث، فإذا زالت عنه صارت إلى السدس، ولا يزيلها عنه شيء، فهذه الفرائض التي قدم الله، وأما التي أخر ففريضة البنات والأخوات لها النصف والثلثان، فإذا أزالتهن الفرائض عن ذلك لم يكن لهن إلا ما بقي، فتلك التي أخر، فإذا اجتمع ما قدم الله وما أخر بدئ بما قدم الله، فأعطي حقه كاملا، فإن بقي شيء كان لمن أخر، وإن لم يبق شيء فلا شيء له، الحديث .

وقد رواه البيهقي، من طريق محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فراجع .

ولتوضيح هذا الحديث نقول:

إن سهام المواريث على ضربين:

الأول: ما يكون له نصيب مفروض في القرآن في كل حالاته وصوره، كالزوج والزوجة والأم، فهؤلاء مهما كانت الصور المحتملة فإن القرآن قد حدد نصيبهم بالنسبة، كالنصف والربع والثمن والثلث والسدس. ومعنى ذلك أنهم يرثون نصيبهم كما ذكر تماما غير منقوص، فلا تدخل عليهم النقيصة أبدا. 

والضرب الثاني: ما لا يكون له نصيب مفروض أصلا، أو يكون له نصيب فقط على بعض الصور، لا في جميعها. كما هو الحال بالنسبة إلى البنت الواحدة، والبنتين أو أكثر، حيث نصيب الأولى النصف، ونصيب الأخريات الثلثان، في بعض الحالات لا فيها جميعا. ومن جهة أخرى نحن نعلم أن الورثة يرثون على كل حال، فالسؤال يأتي بالنسبة لمثل هؤلاء في حالة عدم تحديد النصيب في الكتاب، كما هو الحال في حالة هذا السؤال. وفي هذا الضرب الثاني لا بد من ملاحظة سائر قواعد المواريث لكي يعلم ما هو الموقف القرآني تجاههم.

فإذا نظرنا إلى القرآن الكريم وجدناه يقرر قواعد أخرى عامة تكون مرجعا لنا في صور الخلو من الفروض. ومن تلك القواعد المسلمة: الإرث بالقرابة. ومرجع الإرث بالقرابة قانونان: الأول: " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللّه" ؛ حيث يرث بهذا القانون ذوو القرابة بقرابتهم، الأقرب فالأقرب. والقانون الثاني: "يوصيكم اللّه في أولادكم للذّكر مثل حظّ الأنثيين" ، وهي نفس الآية مورد السؤال، وذلك أحرى بأن تكون ناظرة للحل. ومن مجموع الآيات والروايات في هذا الضرب الثاني يتبين أن أهل القرابة، بعنوان القرابة لا نصيب لهم مفروضا في الأصل، بمعنى أنهم يرثون كل التركة مع عدم المزاحم، ومع المزاحمة يأخذ الآخر حصته، المفروضة في الكتاب، ويكون جميع الباقي للأقربين. وهذا الباقي، قد يكون هو أكثر التركة، وقد يكون أقل، وفقا لمقتضى قاعدة شرعية وعقلائية أخرى تقول: إن "من له الغنم فعليه الغرم" .

ثم لو قارنا صورة نصيب البنت أو أكثر، مع حالة نصيب الولد، لارتفعت الشبهة من أصلها. حيث إن الولد والذي كان يفترض أن يأخذ بجميع التركة، لولا المزاحم، هو أيضا مع اجتماع الزوج والأبوين، سوف تنقص حصته هو فقط، بنسبة ما يأخذه هؤلاء المزاحمون من حصص موفورة كاملة، كما نص عليها القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:47 م

0 التعليقات:

الخميس، 9 أكتوبر 2014




السؤال: حصل اختلاف بيننا وبين بعض الناس الإختلاف كـ الأتي :
رأي الطائفة الأولى: انه يجوز للطفل مشاهدة الرسوم حتى وان كان فيها تقبيل بين طرفين ولد وبنت في الكرتون وما اشبه من الحركات ..لأنها تتماشى معى فطرة الطفل وبدل منعه يجب علينا توجيهه وتعليمه ان هذه الأمور خاصة بـ المتزوجين فقط
رأي الطائفة الثانية:أنه لا يجوز للطفل مشاهدة هذه الرسوم حتى وان كانت بدون تقبيل او ما اشبه لأنها نشر للثقافة الغربية
الطائفة الأولى: لا تترتب على مشاهدة الكرتونات التي فيها علاقات بين الجنسين مفسدة لأنها من فطرة الطفل يميل للمرأة فيجوز مشاهدتها الطائفة الثانية: تترتب عليها مفسدة كبيرة في الطفل فلا يجوز مشاهدتها فنريدك أن تقطع الشك بـ اليقين أي الطائفتين على صواب وأيتهما على خطأ؟

الجواب: قال الله سبحانه في كتابه: «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة». قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي امرأته، وفي البيت صبيّ مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبداً، إن كان غلاماً كان زانياً، أو جارية كانت زانية». وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لا يجامع الرجل امرأته ... وفي البيت صبيّ، فإن ذلك مما يورث الزنا» إلى غير ذلك من الأحاديث، التي تظهر الآثار التربويّة السلبية على الطفل ومخيلته، فينبغي على المؤمنين خلق أجواء نظيفة لأطفالهم تبعثهم على العفة والاستقامة وليس العكس.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مشاهدة الطفل للمشاهد العاطفية والجنسية




السؤال: حصل اختلاف بيننا وبين بعض الناس الإختلاف كـ الأتي :
رأي الطائفة الأولى: انه يجوز للطفل مشاهدة الرسوم حتى وان كان فيها تقبيل بين طرفين ولد وبنت في الكرتون وما اشبه من الحركات ..لأنها تتماشى معى فطرة الطفل وبدل منعه يجب علينا توجيهه وتعليمه ان هذه الأمور خاصة بـ المتزوجين فقط
رأي الطائفة الثانية:أنه لا يجوز للطفل مشاهدة هذه الرسوم حتى وان كانت بدون تقبيل او ما اشبه لأنها نشر للثقافة الغربية
الطائفة الأولى: لا تترتب على مشاهدة الكرتونات التي فيها علاقات بين الجنسين مفسدة لأنها من فطرة الطفل يميل للمرأة فيجوز مشاهدتها الطائفة الثانية: تترتب عليها مفسدة كبيرة في الطفل فلا يجوز مشاهدتها فنريدك أن تقطع الشك بـ اليقين أي الطائفتين على صواب وأيتهما على خطأ؟

الجواب: قال الله سبحانه في كتابه: «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة». قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي امرأته، وفي البيت صبيّ مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبداً، إن كان غلاماً كان زانياً، أو جارية كانت زانية». وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لا يجامع الرجل امرأته ... وفي البيت صبيّ، فإن ذلك مما يورث الزنا» إلى غير ذلك من الأحاديث، التي تظهر الآثار التربويّة السلبية على الطفل ومخيلته، فينبغي على المؤمنين خلق أجواء نظيفة لأطفالهم تبعثهم على العفة والاستقامة وليس العكس.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:33 م

2 التعليقات:

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014




السؤال: هل يجوز للمسلمة زواج المتعة مع رجل من أهل الكتاب لمدة قصيرة؟ واذا كان الجواب لا، لماذا يجوز للرجال المتعة مع الكتابية ولا يجوز للنساء ذلك؟؟ علما بأن الله تعالى منع الزواج من المشرك على الرجل والمرأه المسلمة على حد سواء.. واذا كان السبب ان المتعة قد ينتج عنها الحمل فأنا امرأه عاقر أي لا أحمل فما هو المانع من التمتع..
أرجو الحصول على رد مقنع لأنني أرى ظلم وحرمان للمرأة في هذا الموضوع بالذات!

 
الجواب: لا يجوز للمسلمة الزواج من غير المسلم مطلقا، سواء من الكتابي أم غيره، وعاقرا كانت أم لا، مؤقتا كان الزواج أم دائما. والأصل في الحكم هو النص الشرعي من الكتاب والسنة. وعلى من يؤمن بالله حقا أن يخضع لقوله، فقد أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه، فانقاد لأمر مولاه وسلم طائعا، وكذلك ابنه إسماعيل عليهما السلام، ولذلك كبرا في عين ربهما، ولم يكن الأمر الإلهي إلا امتحانا لإبراهيم وإسماعيل واختبارا لهما، فسمعا وأطاعا. فقال عز من قائل:" فلمّا أسلما وتلّه للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين . إنّ هذا لهو البلاء المبين ".
والله سبحانه أعلم بعلل أحكامه الواقعية. وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلا، مهما علا في درجات الكمال. وقد قال عز شأنه في محكم كتابه الكريم: " و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا:"، و قال: "و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة:"، وقال تعالى: "و إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد:"، ولطيف خبير، ومحيط رحيم، حريص على مصلحة العبد أكثر من العبد نفسه، ولكن الإنسان يبدي اعتراضه أحيانا لغياب الحقيقة والمصلحة عن ناظريه.
كما أن الهدف الأصلي من وراء خلق الانسان والمجيء به إلى هذه الحياة إنما هو الابتلاء والامتحان، كم قال عز وجل: " أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون . ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين ". "وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع"، والراحة الحقيقية إنما هي في الآخرة، "وما هذه الحياة الدّنيا إلّا لهو ولعب وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.".
ولا يعلم الإنسان صلاح نفسه، ولو دقق النظر لرأى أن كل ما قدره الله له، إنما كان فيه نفعه وصلاحه، حتى كون المرأة عاقرا، أو قبيحة، والرجل عقيما، أو فقيرا، وما إلى ذلك.
نعم قالوا: إن الأحكام الشرعية عادة ما تلاحظ في تشريعها للقوانين المصلحة العامة للغالبية العظمى، بمعنى إمكان تخلف المصلحة لدى البعض القليل، الذي لا يقاس عليه في ذلك التشريع، وذلك نظير أن تسن الدولة في قانون المرور عدم جواز عبور النور الأحمر، لكن قد يصادف أن يأتي شخص على عجلة من أمره، ويكون الشارع خاليا من  المركبات، ولكنهم مع ذلك يلزمونه باتباع القانون. ومع أن هذا المثال لا يخلو من النقاش، إلا أنه مثال ضرب لمجرد التقريب والتصوير.
إلى ذلك: فقد قالوا: إن المرأة تكون عادة محكومة من قبل الرجل، وواقعة تحت هيمنته، مما يجعل السبيل والولاية حينئذ للزوج الكافر، وهذا الأمر لا يصدق في حال زواج المسلم من الكتابية. ولذلك حينما نقرأ الإحصاءات، ونتتبع أحوال المجتمعات نجد المرأة في العادة تابعة لدين زوجها، وهو من الأمور المرفوضة في الإسلام، والسبب فيه واضح.
ثم إنه قد يقال بعدم تعرض المرأة في العادة لما يتعرض له الرجل من ضغوط جنسية ملحة، لأن الرجل هو الذي يتغرب من أجل العمل، أو لأي داع عقلائي آخر من دواعي التغرب، وليس ذلك متعارفا من قبل المرأة، فإنها في المتعارف لا تترك العائلة التي تحميها، ولا تبقى وحيدة بين ظهراني قوم أجانب أغارب، لتكون فريسة سهلة التناول بين ذئاب، في غياب شرع الله، وصيانة قوانينه.
أضف إلى ذلك: أن المرأة أقدر من الناحية الجنسية على الصبر والتحمل أضعاف قدرة الرجل، بما حباها الله من قدرة نفسية، ونعم جسدية تجعلها مرغوبة لا راغبة، ومطلوبة لا طالبة. وقد ثبت ذلك من النواحي العلمية والاجتماعية، وشهدت به إحصاءات الأمم.
ومع كل ما تقدم، فإن الحكم الفصل إنما هو النص الصريح من الشارع المقدس، في عدم جواز زواج المسلمة من الكافر.
وتعالوا نرجع إلى أنفسنا كمؤمنين بالله عز وجل وكماله وجماله، ونسألها: ما هو نفع الله سبحانه في التحيز للرجل ضد المرأة؟ فليس هو جل وعلا رجلا، ولا عداوة بينه وبين المرأة التي خلقها، وشرع القوانين لحمايتها وصيانتها، بل هو خالق الإنسان وهو أرأف به من ابيه وأمه بسبعين ضعفا، وهو تعالى لإحاطته أعرف بما هو خير للإنسان وبما هو سبب لسعادته ودعته، وإذا أحل له شيئا أو حرم عليه شيئا، فليس له تعالى فيما حلله أو حرمه مصلحة أو نفع، وإنما نفعه ومصلحته للإنسان فقط، وذلك لأنه هو الغني عن خلقه وهم المحتاجون إليه، "ويحلّ لهم الطّيّبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال الّتي كانت عليهم". ومن هذا المنطلق حرم الله تعالى ورسوله الكريم وأهل البيت المعصومون زواج المسلمة من غير المسلم، كما كان قد حرم سبحانه زواج المسلم من الكافرة غير الكتابية، مهما كانت تلك المرأة ذات جمال وكمال ظاهريين، ومهما كانت حاجة الرجل الماسة إلى ذلك الزواج. وهنا يأتي دور التسليم بأمر الله اللطيف الخبير، فإن فيه الحكمة، وإن فيه الرحمة، وإن فيه الدين والرشد والسكن.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لم يجوز للرجل الزواج من الكتابية، ولا يجوز ذلك للمرأة؟




السؤال: هل يجوز للمسلمة زواج المتعة مع رجل من أهل الكتاب لمدة قصيرة؟ واذا كان الجواب لا، لماذا يجوز للرجال المتعة مع الكتابية ولا يجوز للنساء ذلك؟؟ علما بأن الله تعالى منع الزواج من المشرك على الرجل والمرأه المسلمة على حد سواء.. واذا كان السبب ان المتعة قد ينتج عنها الحمل فأنا امرأه عاقر أي لا أحمل فما هو المانع من التمتع..
أرجو الحصول على رد مقنع لأنني أرى ظلم وحرمان للمرأة في هذا الموضوع بالذات!

 
الجواب: لا يجوز للمسلمة الزواج من غير المسلم مطلقا، سواء من الكتابي أم غيره، وعاقرا كانت أم لا، مؤقتا كان الزواج أم دائما. والأصل في الحكم هو النص الشرعي من الكتاب والسنة. وعلى من يؤمن بالله حقا أن يخضع لقوله، فقد أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه، فانقاد لأمر مولاه وسلم طائعا، وكذلك ابنه إسماعيل عليهما السلام، ولذلك كبرا في عين ربهما، ولم يكن الأمر الإلهي إلا امتحانا لإبراهيم وإسماعيل واختبارا لهما، فسمعا وأطاعا. فقال عز من قائل:" فلمّا أسلما وتلّه للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين . إنّ هذا لهو البلاء المبين ".
والله سبحانه أعلم بعلل أحكامه الواقعية. وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلا، مهما علا في درجات الكمال. وقد قال عز شأنه في محكم كتابه الكريم: " و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا:"، و قال: "و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة:"، وقال تعالى: "و إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد:"، ولطيف خبير، ومحيط رحيم، حريص على مصلحة العبد أكثر من العبد نفسه، ولكن الإنسان يبدي اعتراضه أحيانا لغياب الحقيقة والمصلحة عن ناظريه.
كما أن الهدف الأصلي من وراء خلق الانسان والمجيء به إلى هذه الحياة إنما هو الابتلاء والامتحان، كم قال عز وجل: " أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون . ولقد فتنّا الّذين من قبلهم فليعلمنّ اللّه الّذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين ". "وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع"، والراحة الحقيقية إنما هي في الآخرة، "وما هذه الحياة الدّنيا إلّا لهو ولعب وإنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.".
ولا يعلم الإنسان صلاح نفسه، ولو دقق النظر لرأى أن كل ما قدره الله له، إنما كان فيه نفعه وصلاحه، حتى كون المرأة عاقرا، أو قبيحة، والرجل عقيما، أو فقيرا، وما إلى ذلك.
نعم قالوا: إن الأحكام الشرعية عادة ما تلاحظ في تشريعها للقوانين المصلحة العامة للغالبية العظمى، بمعنى إمكان تخلف المصلحة لدى البعض القليل، الذي لا يقاس عليه في ذلك التشريع، وذلك نظير أن تسن الدولة في قانون المرور عدم جواز عبور النور الأحمر، لكن قد يصادف أن يأتي شخص على عجلة من أمره، ويكون الشارع خاليا من  المركبات، ولكنهم مع ذلك يلزمونه باتباع القانون. ومع أن هذا المثال لا يخلو من النقاش، إلا أنه مثال ضرب لمجرد التقريب والتصوير.
إلى ذلك: فقد قالوا: إن المرأة تكون عادة محكومة من قبل الرجل، وواقعة تحت هيمنته، مما يجعل السبيل والولاية حينئذ للزوج الكافر، وهذا الأمر لا يصدق في حال زواج المسلم من الكتابية. ولذلك حينما نقرأ الإحصاءات، ونتتبع أحوال المجتمعات نجد المرأة في العادة تابعة لدين زوجها، وهو من الأمور المرفوضة في الإسلام، والسبب فيه واضح.
ثم إنه قد يقال بعدم تعرض المرأة في العادة لما يتعرض له الرجل من ضغوط جنسية ملحة، لأن الرجل هو الذي يتغرب من أجل العمل، أو لأي داع عقلائي آخر من دواعي التغرب، وليس ذلك متعارفا من قبل المرأة، فإنها في المتعارف لا تترك العائلة التي تحميها، ولا تبقى وحيدة بين ظهراني قوم أجانب أغارب، لتكون فريسة سهلة التناول بين ذئاب، في غياب شرع الله، وصيانة قوانينه.
أضف إلى ذلك: أن المرأة أقدر من الناحية الجنسية على الصبر والتحمل أضعاف قدرة الرجل، بما حباها الله من قدرة نفسية، ونعم جسدية تجعلها مرغوبة لا راغبة، ومطلوبة لا طالبة. وقد ثبت ذلك من النواحي العلمية والاجتماعية، وشهدت به إحصاءات الأمم.
ومع كل ما تقدم، فإن الحكم الفصل إنما هو النص الصريح من الشارع المقدس، في عدم جواز زواج المسلمة من الكافر.
وتعالوا نرجع إلى أنفسنا كمؤمنين بالله عز وجل وكماله وجماله، ونسألها: ما هو نفع الله سبحانه في التحيز للرجل ضد المرأة؟ فليس هو جل وعلا رجلا، ولا عداوة بينه وبين المرأة التي خلقها، وشرع القوانين لحمايتها وصيانتها، بل هو خالق الإنسان وهو أرأف به من ابيه وأمه بسبعين ضعفا، وهو تعالى لإحاطته أعرف بما هو خير للإنسان وبما هو سبب لسعادته ودعته، وإذا أحل له شيئا أو حرم عليه شيئا، فليس له تعالى فيما حلله أو حرمه مصلحة أو نفع، وإنما نفعه ومصلحته للإنسان فقط، وذلك لأنه هو الغني عن خلقه وهم المحتاجون إليه، "ويحلّ لهم الطّيّبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال الّتي كانت عليهم". ومن هذا المنطلق حرم الله تعالى ورسوله الكريم وأهل البيت المعصومون زواج المسلمة من غير المسلم، كما كان قد حرم سبحانه زواج المسلم من الكافرة غير الكتابية، مهما كانت تلك المرأة ذات جمال وكمال ظاهريين، ومهما كانت حاجة الرجل الماسة إلى ذلك الزواج. وهنا يأتي دور التسليم بأمر الله اللطيف الخبير، فإن فيه الحكمة، وإن فيه الرحمة، وإن فيه الدين والرشد والسكن.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:56 م

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top