جميع المواضيع

الأحد، 31 أغسطس 2014


السؤال: ما معنى ان للقرآن ظاهر وباطن وهل تختلف تفسير الايات القرآنية في الظاهر عن تفسيرها في الباطن؟

الجواب: في الكلام العرفي الاعتيادي عند الناس تارة يكون اللفظ له معنى واحد لا غير

كأن يقول الأب لابنه أنا عطشان فأتني بماء.
وعلى هذا يتعامل الناس
وتارة هناك شيء يسمونه تورية
والمقصود بالتورية أن اللفظ يحتمل أكثر من معنى والمتكلم لا يريد المعنى القريب الظاهر بل يريد المعنى البعيد

مثلا ابراهيم يقول لقومه أنا ميت أو أنا سقيم
ولكنه يقصد انه سقيم فيما بعد أو بحب الله
أو أنه ميت فيما بعد
وهم يفهمون انه يقصد كونه مريضا وقت الخطاب
ومنه قول الله للنبي
انك ميت وانهم ميتون
مع ان النبي كان حيا وقت الخطاب
والسؤال هو لماذا يلجأ النبي أو العقلاء الى هذه الطريقة من الخطاب؟
والجواب ان الأسباب كثيرة
بعضها خوفا من تهديد معين
أو انه لا يريد للسامع أن يفهم لخطورة الأمر
أو أن المعلومة أكبر من فهم السامع
ولو خاطبوه بالمباشرة والوضوح ربما كان عقله أو قلبه لا يحتمل
وهنا نقول ان هذه المعاني ليس بالضرورة ان تكون اثنين
فربما كانت ثلاثة أو أربعة أو عشرين
والذي يميز القرآن الكريم أنه يحمل هذه الرسائل التي يفهمها كل بحسب فهمه ومستواه
فجرت سيرة العقلاء والحكماء أن يلقوا ألفاظا معينة تحتمل اكثر من معنى فينسبق ذهن السامع الى المعنى القريب لأنه مألوف له ولا يخطر بباله أن البعيد هو المراد
وهنا نقول ان هذه المعاني ليس بالضرورة ان تكون اثنين
ولذلك قالوا ان القرآن له ظاهر وباطن وللباطن ظهر وباطن
وله سبعة بطون
أو سبعون بطنا
ولو أخذنا مثالا واحدا من سورة الفاتحة
"اهدنا الصراط المستقيم .... ولا الضالين"
فلو قلنا ان المراد ان صراط الله مستقيم لا اعوجاج فيه لصح
ولو قلنا انه ليس طريق اليهود المغضوب عليهم ولا طريق النصارى الضالين لصح
وهذه مرحلة اعلى من الأولى اللفظية
لأن الثانية لا يفهمها الا من قرأ تاريخ اليهود والنصارى
ولو جئنا في مرحلة ثالثة وقلنا ان المراد هو صراط أهل البيت لصح ايضا
لأن الايات تفترض ان الذين يجب اتباعهم هم من انعم الله عليهم غير المذنبين ولا الضالين
واما المنعم عليهم فتفترض توفرهم على مقامات عالية من الله سبحانه بحيث أنهم لم يصدر منهم ما يستوجب الغضب الإلهي ولا يؤدي الى التيه والجهل
فكل من يعصي ويصدر منه الذنب والظلم لم ولن يستحق ذلك المقام
وكل من لا يتوفر على العلم والحكمة يصدر منه المواقف الحائرة
فهذا في الواقع تعبير آخر عن العصمة وأن القرآن يأمرنا باتباع المعصوم وينهانا عن اتباع غيره
وبالنتيجة هذه معان بعضها اعمق من بعض، بعضها في طول بعض، ومترتب على بعض
وهو ما نسميه انه باطن لسابقه
وفي الواقع كل ما فهمناه نحن من القرآن فهو بواطن لظواهر كنا نفهمها من قبل
وما نزال في طي هذا الطريق الذي كلما ارتقينا منه درجة انفتح لنا مجال للتأمل لارتقاء درجة أعلى منه وبطن اعمق!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



ما معنى أن للقرآن ظاهر وباطن؟


السؤال: ما معنى ان للقرآن ظاهر وباطن وهل تختلف تفسير الايات القرآنية في الظاهر عن تفسيرها في الباطن؟

الجواب: في الكلام العرفي الاعتيادي عند الناس تارة يكون اللفظ له معنى واحد لا غير

كأن يقول الأب لابنه أنا عطشان فأتني بماء.
وعلى هذا يتعامل الناس
وتارة هناك شيء يسمونه تورية
والمقصود بالتورية أن اللفظ يحتمل أكثر من معنى والمتكلم لا يريد المعنى القريب الظاهر بل يريد المعنى البعيد

مثلا ابراهيم يقول لقومه أنا ميت أو أنا سقيم
ولكنه يقصد انه سقيم فيما بعد أو بحب الله
أو أنه ميت فيما بعد
وهم يفهمون انه يقصد كونه مريضا وقت الخطاب
ومنه قول الله للنبي
انك ميت وانهم ميتون
مع ان النبي كان حيا وقت الخطاب
والسؤال هو لماذا يلجأ النبي أو العقلاء الى هذه الطريقة من الخطاب؟
والجواب ان الأسباب كثيرة
بعضها خوفا من تهديد معين
أو انه لا يريد للسامع أن يفهم لخطورة الأمر
أو أن المعلومة أكبر من فهم السامع
ولو خاطبوه بالمباشرة والوضوح ربما كان عقله أو قلبه لا يحتمل
وهنا نقول ان هذه المعاني ليس بالضرورة ان تكون اثنين
فربما كانت ثلاثة أو أربعة أو عشرين
والذي يميز القرآن الكريم أنه يحمل هذه الرسائل التي يفهمها كل بحسب فهمه ومستواه
فجرت سيرة العقلاء والحكماء أن يلقوا ألفاظا معينة تحتمل اكثر من معنى فينسبق ذهن السامع الى المعنى القريب لأنه مألوف له ولا يخطر بباله أن البعيد هو المراد
وهنا نقول ان هذه المعاني ليس بالضرورة ان تكون اثنين
ولذلك قالوا ان القرآن له ظاهر وباطن وللباطن ظهر وباطن
وله سبعة بطون
أو سبعون بطنا
ولو أخذنا مثالا واحدا من سورة الفاتحة
"اهدنا الصراط المستقيم .... ولا الضالين"
فلو قلنا ان المراد ان صراط الله مستقيم لا اعوجاج فيه لصح
ولو قلنا انه ليس طريق اليهود المغضوب عليهم ولا طريق النصارى الضالين لصح
وهذه مرحلة اعلى من الأولى اللفظية
لأن الثانية لا يفهمها الا من قرأ تاريخ اليهود والنصارى
ولو جئنا في مرحلة ثالثة وقلنا ان المراد هو صراط أهل البيت لصح ايضا
لأن الايات تفترض ان الذين يجب اتباعهم هم من انعم الله عليهم غير المذنبين ولا الضالين
واما المنعم عليهم فتفترض توفرهم على مقامات عالية من الله سبحانه بحيث أنهم لم يصدر منهم ما يستوجب الغضب الإلهي ولا يؤدي الى التيه والجهل
فكل من يعصي ويصدر منه الذنب والظلم لم ولن يستحق ذلك المقام
وكل من لا يتوفر على العلم والحكمة يصدر منه المواقف الحائرة
فهذا في الواقع تعبير آخر عن العصمة وأن القرآن يأمرنا باتباع المعصوم وينهانا عن اتباع غيره
وبالنتيجة هذه معان بعضها اعمق من بعض، بعضها في طول بعض، ومترتب على بعض
وهو ما نسميه انه باطن لسابقه
وفي الواقع كل ما فهمناه نحن من القرآن فهو بواطن لظواهر كنا نفهمها من قبل
وما نزال في طي هذا الطريق الذي كلما ارتقينا منه درجة انفتح لنا مجال للتأمل لارتقاء درجة أعلى منه وبطن اعمق!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:20 م

0 التعليقات:

السبت، 30 أغسطس 2014


السؤال: في منطقة الموصل في العراق كثير من الفتيات قمن بالانتحار من جراء اعتداء الارهاب او عند اجبارهن من الاهالي على فعل الحرام مع الدواعش فيقمن بالانتحار هل ان جزاءهم جهنم اذا كان انتحارهن بسبب الجزع والضعف؟

الجواب: الاقدام على الانتحار في نفسه عمل محرم وأما دخولهن جهنم او لا فالمرجو أن يرحمهن الله، فإن رحمته واسعة، وسبقت غضبه. ثم إن الاقدام على هذا الفعل تارة يكون قبل وقوع الاغتصاب فيكون ذلك حفاظا على الشرف، وتارة يكون بعد الاعتداء عليهن فيكون بسبب حالة الاكتئاب واسوداد الدنيا في أعينهن  والحالة الأولى بعض الفقهاء يجيز لها ذلك فلا يكون حراما أصلا ولكن على فرض كونه حراما فلا بد قراءة الصورة كاملة، وتقديم الأهم على المهم.

 وحينها إما أن نقول بأنها لم تفعل حراما أو فعلته لكنها معذورة وقتها؛ لأنها خيرت بين حرامين فاختارت أخفهما. 

ومثال ذلك من يجد لحم خنزير في مجاعة وسيموت لو لم يأكله، فلو لم يأكل ارتكب حرمة قتل النفس، ولو أكلها ارتكب حرمة أكل الخنزير. فعليه أن يختار الحرام الأقل، ويتجنب الحرام الأشد. وفي حالة الموصل هي كذلك مخيرة بين حرامين، أحدهما أشد من الآخر. والحديث يقول: الموت أولى من ركوب العار، والعار أولى من دخول النار.  


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



هل كل منتحر يدخل النار؟!


السؤال: في منطقة الموصل في العراق كثير من الفتيات قمن بالانتحار من جراء اعتداء الارهاب او عند اجبارهن من الاهالي على فعل الحرام مع الدواعش فيقمن بالانتحار هل ان جزاءهم جهنم اذا كان انتحارهن بسبب الجزع والضعف؟

الجواب: الاقدام على الانتحار في نفسه عمل محرم وأما دخولهن جهنم او لا فالمرجو أن يرحمهن الله، فإن رحمته واسعة، وسبقت غضبه. ثم إن الاقدام على هذا الفعل تارة يكون قبل وقوع الاغتصاب فيكون ذلك حفاظا على الشرف، وتارة يكون بعد الاعتداء عليهن فيكون بسبب حالة الاكتئاب واسوداد الدنيا في أعينهن  والحالة الأولى بعض الفقهاء يجيز لها ذلك فلا يكون حراما أصلا ولكن على فرض كونه حراما فلا بد قراءة الصورة كاملة، وتقديم الأهم على المهم.

 وحينها إما أن نقول بأنها لم تفعل حراما أو فعلته لكنها معذورة وقتها؛ لأنها خيرت بين حرامين فاختارت أخفهما. 

ومثال ذلك من يجد لحم خنزير في مجاعة وسيموت لو لم يأكله، فلو لم يأكل ارتكب حرمة قتل النفس، ولو أكلها ارتكب حرمة أكل الخنزير. فعليه أن يختار الحرام الأقل، ويتجنب الحرام الأشد. وفي حالة الموصل هي كذلك مخيرة بين حرامين، أحدهما أشد من الآخر. والحديث يقول: الموت أولى من ركوب العار، والعار أولى من دخول النار.  


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:09 م

0 التعليقات:

الجمعة، 29 أغسطس 2014


السؤال: نسمع عادة من أصحاب المنابر قولهم أن الأم اذا اكلت لقمة من الحرام اثناء حملها فإن لذلك اثر على المولود كأن يفسد بالارض او يعصي الله أو...أو.....سؤالي:  الله تعالى يقول ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾كيف يمكن ان يتأثر انسان بفعل اخر مع ان الاول لاحول ولا قوة له؟

الجواب: هذه الدنيا ميدان الأسباب والمسببات. فكل سبب له نتيجة، لكنه ليس المؤثر الوحيد، بل هناك أسباب ومؤثرات أخرى، والنتيجة هي نتيجة المحصلة.

مثلا نحن على يقين من أن الأم الحامل لو شربت سما أو مؤثرا جينيا فإنه يؤثر حتما فيها وفي جنينها.

فماذا نقول حينها؟ أليس نفس الإشكال يرد حينئذ؟

فما ذنب الطفل أو الوليد الجديد أن يصاب بمرض عضوي أو نفسي، أليس لا تزر وازرة وزر أخرى؟

الجواب هو الجواب.
إذ نقول إن هذه العوامل لها تأثير لا يُنكر لكنها ليست المؤثر الوحيد، بل هناك مؤثرات أخرى يكون سببها الوليد الجديد نفسه، وهي ذات اليد الطولى في التأثير. حتى لكأنها هي المؤثر الوحيد.

ومع ذلك فهناك مسألتان فاعلتان في هذا المجال:
الأولى أن الله سبحانه قضى وأراد أن يمتحن عباده ويبتليهم، وهذه الابتلاءات مختلفة. أحيانا يكون الابتلاء في أن يولد الإنسان من أبوين هكذا فيرى الله كيف يجتاز الانسان هذه العقبة.

ومن المعلوم أن الله لا يمتحن الانسان إلا بما يستطيع تجاوزه. يعني لا يكلفه بما لا يستطيع.

والثانية أن الانسان قبل هذا العالم وهذه النشأة كان قد مر في عوالم سابقة، وقد واجه فيها امتحانات على ضوئها يكون مكانه وشكله أو بعض أشكال امتحاناته في هذا العالم.

فإن الله مثلا أكرم من أن يظلم بعض الناس فيجعلهم أولاد زنا مثلا دون أن يكون قد تسبب في هذا شكل خاص من وجوده في هذه النشأة.

تلك العوالم مثل عالم الذر وقبله عالم الأرواح وقبله عالم الأنوار.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



المؤثرات في مصير الإنسان


السؤال: نسمع عادة من أصحاب المنابر قولهم أن الأم اذا اكلت لقمة من الحرام اثناء حملها فإن لذلك اثر على المولود كأن يفسد بالارض او يعصي الله أو...أو.....سؤالي:  الله تعالى يقول ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾كيف يمكن ان يتأثر انسان بفعل اخر مع ان الاول لاحول ولا قوة له؟

الجواب: هذه الدنيا ميدان الأسباب والمسببات. فكل سبب له نتيجة، لكنه ليس المؤثر الوحيد، بل هناك أسباب ومؤثرات أخرى، والنتيجة هي نتيجة المحصلة.

مثلا نحن على يقين من أن الأم الحامل لو شربت سما أو مؤثرا جينيا فإنه يؤثر حتما فيها وفي جنينها.

فماذا نقول حينها؟ أليس نفس الإشكال يرد حينئذ؟

فما ذنب الطفل أو الوليد الجديد أن يصاب بمرض عضوي أو نفسي، أليس لا تزر وازرة وزر أخرى؟

الجواب هو الجواب.
إذ نقول إن هذه العوامل لها تأثير لا يُنكر لكنها ليست المؤثر الوحيد، بل هناك مؤثرات أخرى يكون سببها الوليد الجديد نفسه، وهي ذات اليد الطولى في التأثير. حتى لكأنها هي المؤثر الوحيد.

ومع ذلك فهناك مسألتان فاعلتان في هذا المجال:
الأولى أن الله سبحانه قضى وأراد أن يمتحن عباده ويبتليهم، وهذه الابتلاءات مختلفة. أحيانا يكون الابتلاء في أن يولد الإنسان من أبوين هكذا فيرى الله كيف يجتاز الانسان هذه العقبة.

ومن المعلوم أن الله لا يمتحن الانسان إلا بما يستطيع تجاوزه. يعني لا يكلفه بما لا يستطيع.

والثانية أن الانسان قبل هذا العالم وهذه النشأة كان قد مر في عوالم سابقة، وقد واجه فيها امتحانات على ضوئها يكون مكانه وشكله أو بعض أشكال امتحاناته في هذا العالم.

فإن الله مثلا أكرم من أن يظلم بعض الناس فيجعلهم أولاد زنا مثلا دون أن يكون قد تسبب في هذا شكل خاص من وجوده في هذه النشأة.

تلك العوالم مثل عالم الذر وقبله عالم الأرواح وقبله عالم الأنوار.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:04 م

0 التعليقات:

الخميس، 28 أغسطس 2014




  

هل يجوز أن نحب غير المسلمين؟
 
السؤال: كيف نجمع بين الآيتين التاليتين : 1-"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" 2- "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وكيف يجب أن تكون العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؟
 
الجواب: الممنوع هو الولاء التبعي، أو موالاة أهل الحرب منهم والعناد مع الله ودين الحق، بحيث يكون الكفار القدوة أو الموجه، أو تكون الموالاة من المسلم للكافر نوعا من التواطؤ مع أعداء الله ومحاربيه. أما العلاقة المعتادة معهم، بل المحبة والمودة لهم بما هم بشر، والإحسان إليهم كذلك؛ فلا دليل على حرمتها، بل الشواهد كثيرة على وقوعها من قبل النبي الأعظم  صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فضلا عن السيرة المتصلة بالمعصومين دون نكير. وتجد الذي ذكرناه في قوله سبحانه: "لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم"[1]، وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون"[2]، وقوله عز وجل: "يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"[3]. وكيف يكون غير ذلك وقد أباح الإسلام الزواج منهم، بل ويمكن أن يكون أهل المسلم منهم، وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الأبوين: " ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون"[4].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] المجادلة: 22.
[2] الممتحنة: 8.
[3] الحجرات: 13.
[4] لقمان: 14 و15.

هل يجوز أن نحب غير المسلمين؟




  

هل يجوز أن نحب غير المسلمين؟
 
السؤال: كيف نجمع بين الآيتين التاليتين : 1-"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" 2- "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وكيف يجب أن تكون العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؟
 
الجواب: الممنوع هو الولاء التبعي، أو موالاة أهل الحرب منهم والعناد مع الله ودين الحق، بحيث يكون الكفار القدوة أو الموجه، أو تكون الموالاة من المسلم للكافر نوعا من التواطؤ مع أعداء الله ومحاربيه. أما العلاقة المعتادة معهم، بل المحبة والمودة لهم بما هم بشر، والإحسان إليهم كذلك؛ فلا دليل على حرمتها، بل الشواهد كثيرة على وقوعها من قبل النبي الأعظم  صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فضلا عن السيرة المتصلة بالمعصومين دون نكير. وتجد الذي ذكرناه في قوله سبحانه: "لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم"[1]، وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون"[2]، وقوله عز وجل: "يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"[3]. وكيف يكون غير ذلك وقد أباح الإسلام الزواج منهم، بل ويمكن أن يكون أهل المسلم منهم، وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الأبوين: " ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون"[4].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] المجادلة: 22.
[2] الممتحنة: 8.
[3] الحجرات: 13.
[4] لقمان: 14 و15.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:48 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 27 أغسطس 2014







اسمها و نسبها :
مبارك عليكم مولد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهم السلام ) ، سليلة الدوحة النبوية المطهرة ، و غصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة ، و حفيدة الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) المحدِّثة ، العالمة ، العابدة . اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأن جعلتها من ذرية أهل البيت المطهرين ( سلام الله عليهم أجمعين ) . وقد ورد في بعض التواريخ أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقبها بالمعصومة .

وُلدت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة 173 هـ على أصح التواريخ .
و ترعرت في بيت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فورثت عنه من نور أهل البيت ( عليهم السلام ) و هديهم و علومهم في العقيدة و العبادة و العفة و العلم ، و عُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها : كريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . نشأت السيدة فاطمة ( عليها السلام ) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، لأن الرشيد العباسي أمر أباها عام ولادتها ، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر ، إلى أن اغتاله بالسم عام ( 183هـ ) . فعاشت السيدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا ( عليه السلام ) . وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أن أولاد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك .
ظروفها الاجتماعية و السياسية :
ولدت السيدة المعصومة في عهد الرشيد العباسي ، ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع سلطوي إرهابي ، فلقد قامت أركان الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، و تستر العباسيون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو : ( الرضا من آل محمد ) ، ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
لكنهم ما إن تسنموا سدة الحكم و استتبت لهم الأمور حتى انقلبوا على أهل البيت ( عليهم السلام ) و امتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكل من يمت لهذه الدوحة العلوية الشريفة بصلة ، فلاحقوا أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) و قتلوهم و سجنوهم .
رحلتها إلى خراسان :
اكتنفت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) - و معها آل أبي طالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا ( عليه السلام ) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان .
فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس ، خاصة وأن القلوب ما تزال تدمى لمصابهم بالكاظم ( عليه السلام ) الذي استـقدم إلى بغداد ، فلم يخرج من سجونها و طواميرها إلا قتيلاً مسموماً .
كل هذا يدلنا على طرف مما كان يعتمل في قلب السيدة المعصومة ( عليها السلام ) ، مما حدا بها - حسب رواية الحسن بن محمد القمي في تاريخ قم - إلى شد الرحال ، إلى أخيها الرضا ( عليه السلام ) .
وفاتها :
رحلت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تقتفي أثر أخيها الرضا ( عليه السلام ) ، والأمل يحدوها في لقائه حياً ، لكن وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت ( عليها وعليهم السلام ) أقعداها عن السير .
فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة ، ثم سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم - وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة - فقيل لها إنها تبعد عشرة فراسخ ( 70 كيلو متراً ) ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم ، فحملت إليها على حالتها تلك ، وحطت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، حتى توفيت ( عليها السلام ) بعد سبعة عشر يوماً .
وفي أصح الروايات أن خبرها لما وصل إلى مدينة قم ، استقبلها أشراف قم ، وتقدمهم موسى بن خزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وكانت في داره حتى تُوفيت في سنة ( 201 هـ ) ، فأمرهم بتغسيلها وتكفينها ، وصلى عليها ، ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البَواري ، إلى أن بَنَت زينب بنت محمد الجواد ( عليه السلام ) عليها قبّة .

فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) في سطور







اسمها و نسبها :
مبارك عليكم مولد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهم السلام ) ، سليلة الدوحة النبوية المطهرة ، و غصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة ، و حفيدة الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) المحدِّثة ، العالمة ، العابدة . اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأن جعلتها من ذرية أهل البيت المطهرين ( سلام الله عليهم أجمعين ) . وقد ورد في بعض التواريخ أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقبها بالمعصومة .

وُلدت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة 173 هـ على أصح التواريخ .
و ترعرت في بيت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فورثت عنه من نور أهل البيت ( عليهم السلام ) و هديهم و علومهم في العقيدة و العبادة و العفة و العلم ، و عُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها : كريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . نشأت السيدة فاطمة ( عليها السلام ) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، لأن الرشيد العباسي أمر أباها عام ولادتها ، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر ، إلى أن اغتاله بالسم عام ( 183هـ ) . فعاشت السيدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا ( عليه السلام ) . وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أن أولاد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك .
ظروفها الاجتماعية و السياسية :
ولدت السيدة المعصومة في عهد الرشيد العباسي ، ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع سلطوي إرهابي ، فلقد قامت أركان الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، و تستر العباسيون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو : ( الرضا من آل محمد ) ، ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
لكنهم ما إن تسنموا سدة الحكم و استتبت لهم الأمور حتى انقلبوا على أهل البيت ( عليهم السلام ) و امتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكل من يمت لهذه الدوحة العلوية الشريفة بصلة ، فلاحقوا أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) و قتلوهم و سجنوهم .
رحلتها إلى خراسان :
اكتنفت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) - و معها آل أبي طالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا ( عليه السلام ) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان .
فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس ، خاصة وأن القلوب ما تزال تدمى لمصابهم بالكاظم ( عليه السلام ) الذي استـقدم إلى بغداد ، فلم يخرج من سجونها و طواميرها إلا قتيلاً مسموماً .
كل هذا يدلنا على طرف مما كان يعتمل في قلب السيدة المعصومة ( عليها السلام ) ، مما حدا بها - حسب رواية الحسن بن محمد القمي في تاريخ قم - إلى شد الرحال ، إلى أخيها الرضا ( عليه السلام ) .
وفاتها :
رحلت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تقتفي أثر أخيها الرضا ( عليه السلام ) ، والأمل يحدوها في لقائه حياً ، لكن وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت ( عليها وعليهم السلام ) أقعداها عن السير .
فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة ، ثم سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم - وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة - فقيل لها إنها تبعد عشرة فراسخ ( 70 كيلو متراً ) ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم ، فحملت إليها على حالتها تلك ، وحطت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، حتى توفيت ( عليها السلام ) بعد سبعة عشر يوماً .
وفي أصح الروايات أن خبرها لما وصل إلى مدينة قم ، استقبلها أشراف قم ، وتقدمهم موسى بن خزرج ، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وكانت في داره حتى تُوفيت في سنة ( 201 هـ ) ، فأمرهم بتغسيلها وتكفينها ، وصلى عليها ، ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من البَواري ، إلى أن بَنَت زينب بنت محمد الجواد ( عليه السلام ) عليها قبّة .

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:54 م

0 التعليقات:

الاثنين، 25 أغسطس 2014




السؤال: أين يوجد الله سبحانه وتعالى؟

الجواب: إنما يصح توجيه مثل هذا السؤال لو كان الله سبحانه مخلوقاً ماديّاً متحيزاً محدوداً بحد. في حين أنه سبحانه خالق الزمان والمكان، فكيف يمكن أن يكون جزءاً من خلقه؟ وإلا فإن هذا السؤال يمكن أن يعود ليقول:  وماذا عنه سبحانه يوم لم يكن زمان ولا مكان؟! إن الله تبارك وتعالى لا حدّ ولا ماهية لوجوده. وفي اي صورة مهما عظمت وكبرت، لو تصورناه سبحانه، فإننا نكون قد جعلناه سبحانه مخلوقاً محتاجاً وضعيفاً، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا.
وفي الرواية أسقفاً نجرانيّاً قد وجه مثل هذا السؤال إلى عمر بن الخطاب، فعجز عن الجواب، ثم حوّل هو السؤال بنفسه السؤال إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، " فعند ذلك قال الإمام عليه السلام: كنت يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له: أين كنت؟. قال: عند ربي فوق سبع سماوات. قال: ثم أقبل ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: عند ربي في تخوم الأرض السابعة السفلى، ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له: أين كنت؟. قال: عند ربي في مطلع الشمس، ثم جاء ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: كنت عند ربي في مغرب الشمس، لأن الله لا يخلو منه مكان، ولا هو في شيء، ولا على شيء، ولا من شيء، وسع كرسيه السماوات والأرض، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، يعلم ما في السماوات وما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا"[1].
وفي نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليه السلام: "فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه، فقد جهله، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن قال فيم ؟ فقد ضمنه، ومن قال على م ؟ فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شئ لا بمزايلة"[2]، إلى آخر ما قاله عليه السلام في الخطبة الأولى من نهج البلاغة، ويمكنك الرجوع إلى من تعرض إليها بالشرح والتوضيح من أهل العلم والوثاقة.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] بحار الأنوار: ج31 ص595، نقلاً عن الفضائل لابن شاذان، والروضة للكليني.
[2] نهج البلاغة: الخطبة الأولى.

أين هو الله سبحانه؟




السؤال: أين يوجد الله سبحانه وتعالى؟

الجواب: إنما يصح توجيه مثل هذا السؤال لو كان الله سبحانه مخلوقاً ماديّاً متحيزاً محدوداً بحد. في حين أنه سبحانه خالق الزمان والمكان، فكيف يمكن أن يكون جزءاً من خلقه؟ وإلا فإن هذا السؤال يمكن أن يعود ليقول:  وماذا عنه سبحانه يوم لم يكن زمان ولا مكان؟! إن الله تبارك وتعالى لا حدّ ولا ماهية لوجوده. وفي اي صورة مهما عظمت وكبرت، لو تصورناه سبحانه، فإننا نكون قد جعلناه سبحانه مخلوقاً محتاجاً وضعيفاً، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا.
وفي الرواية أسقفاً نجرانيّاً قد وجه مثل هذا السؤال إلى عمر بن الخطاب، فعجز عن الجواب، ثم حوّل هو السؤال بنفسه السؤال إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، " فعند ذلك قال الإمام عليه السلام: كنت يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال له: أين كنت؟. قال: عند ربي فوق سبع سماوات. قال: ثم أقبل ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: عند ربي في تخوم الأرض السابعة السفلى، ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له: أين كنت؟. قال: عند ربي في مطلع الشمس، ثم جاء ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: كنت عند ربي في مغرب الشمس، لأن الله لا يخلو منه مكان، ولا هو في شيء، ولا على شيء، ولا من شيء، وسع كرسيه السماوات والأرض، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، يعلم ما في السماوات وما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا"[1].
وفي نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليه السلام: "فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه، فقد جهله، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن قال فيم ؟ فقد ضمنه، ومن قال على م ؟ فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شئ لا بمزايلة"[2]، إلى آخر ما قاله عليه السلام في الخطبة الأولى من نهج البلاغة، ويمكنك الرجوع إلى من تعرض إليها بالشرح والتوضيح من أهل العلم والوثاقة.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] بحار الأنوار: ج31 ص595، نقلاً عن الفضائل لابن شاذان، والروضة للكليني.
[2] نهج البلاغة: الخطبة الأولى.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:45 م

0 التعليقات:

الأحد، 24 أغسطس 2014




السؤال: بعد هجوم داعش على المسيحيين في الموصل سألني أحد النصارى عن قوله تعالى: "قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"، وقال بتهكم: إنكم لا تلتزمون بالقرآن، وتقاتلون داعش والمتطرفين لأنهم يعملون بالقرآن نصيا، فهم يقتلون النصارى بدم بارد، لأنهم يلتزمون بالقرآن الكريم، فكيف تقولون إنهم تكفيريون، وهم يلتزمون بما جاء في القرآن؟ وكيف تخرجونهم عن الإسلام بقتلهم النصارى والمجازر التي يفعلونها بهم بلا رفق ولا شفقة، والقرآن أقر بوجوب ذلك؟

الجواب: القرآن نور واحد، يوضح بعضه بعضا ويكمل بعضه بعضا، لا تعارض بين آياته، ولا تشويش. ولكن الذين في قلوبهم مرض يستميتون من أجل تصيد شيء عليه من النقص أو التعارض، بإظهار بعض وإخفاء بعض، وبذكر جزء من الآية وقطعها عن سياقها وتمامها، على طريقة (لا تقربوا الصلاة).
وإلا فإننا لو ركزنا في الآية المذكورة في متن السؤال لوجدناها تسطر لنا أروع القيم الإنسانية؛ فإنها تضمن لأهل الكتاب الذين يعيشون في كنف دولة الإسلام الأمان والحماية والتمتع بما يتمتع به سائر المسلمين من وسائل العيش، وتكفل لهم عدم التعرض لهم ولمعتقداتهم الدينية. كما أن الإسلام يسقط عنهم فريضة الجهاد، ومجموع الصدقات التي تجب على سائر المسلمين. وفي مقابل ذلك تطلب منهم دفع ضريبة مالية بسيطة كل عام باسم الجزية. بحيث لو توقفت تلك الخدمات لسقطت عنهم الجزية!.
وليس في لفظ الجزية أي نوع من الإهانة لهم، فإنها سواء كانت من أصل فارسي (كزيت)[1]، كما قيل، أو عربي أصيل من جذر الجزاء[2]، فهي في كل الأحوال تعني كونها جزاء وفاقا لما يتلقونه من خدمات وتسهيلات، وجزاء لإعفائهم من سائر الحقوق الشرعية المالية التي يدفعها  المسلمون، وهو أمر منطقي يتقبله كل إنسان منصف.
وقد انتشرت وشاعت هذه الأنواع من الضرائب بشكل اعتيادي للحكومات في العالم اليوم لقاء بعض الخدمات المدنية، وقد كانت متعارفة أيضا عند الأمم السابقة على الإسلام[3]. وغالبا ما تكون ثقيلة باهظة، كما يسجله التاريخ لنا. أما الإسلام فقد أقر المخالف قبل المؤالف بسماحته وتساهله مع رعاياه، فسجل المستشرق المسيحي سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" شهادته على تسامح المسلمين وامتيازهم عن الأمم والأديان الأخرى، حين ذكر رسالة لأحد رجال الكنيسة وهو البطريق النسطورى (يشوع باف الثالث)؛ يؤكد فيها على احترام المسلمين لعقائد أهل الذمة وعاداتهم وعرفهم مقابل جزية زهيدة تقل عما كانوا يدفعونه إلى ساداتهم السابقين الفرس من الضرائب، ولم يطبق المسلمون على أهل الذمة ما كانوا يوقعونه على المسلمين من عقوبات لشربهم الخمر[4].
ويقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية": "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار"[5].
ويقر العلامة ويل ديورانت بهذه الحقيقة، في كتابه قصة الحضارة، عندما يؤكد تمتع  أهل الذمة، المسيحيين والزرادشتيين واليهود والصابئين في عهد الخلافة الإسلامية بدرجة من التسامح، لا يجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في أيامه هو. فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، وذوي العمى الشديد والفقر. وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية .. ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنين ونصفا في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..."[6].
وهذا بالفعل ما دونه تاريخ المسلمين عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله مع أهل الذمة؛ حيث يذكر ابن سعد في طبقاته عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع نصارى نجران، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغيّر أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته، ولا يغيّر حق من حقوقهم، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين"[7].
ويذكر عن عبادة بن الصامت رضوان الله عليه في معاهدته مع المقوقس عظيم القبط ، قوله له: "إما أجبتم إلى الإسلام؛ فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتالكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبدا ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا، وكان لكم به عهد علينا ..."[8].
بل إننا نجد تعاليم الدين الحنيف تؤكد أيما تأكيد على حفظ أهل الذمة وتشدد على حسن معاملتهم، وحسن جوارهم، وعدم التمييز في التعامل معهم، إلا في حدود بعض الأحكام الشرعية التي تلزم المسلمين بالتفريق، كمسألة الزواج، وتذكية البهائم والأطعمة وما شاكل ذلك.
فقد استفاض عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (من آذى ذميا فقد آذاني)[9]، أو " من ظلم معاهدا كنت خصمه "[10]
ويروي الحر العاملي: أن أمير المؤمنين عليه السلام مر بشيخ مكفوف كبير يسأل، فقال عليه السلام: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال![11].
كما روي عنه عليه السلام أنه وهو خليفة المسلمين، كان قد افتقد درعا له، فوجدها عند يهودي يبيعها في السوق، فقاضاه عند شريح، فقضى شريح لليهودي باعتبار أن أمير المؤمنين عليه السلام لم تكن له بينة ظاهرية على ذلك. فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدّمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أنّ هذا الحقّ، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّ الدّرع درعك يا أمير المؤمنين، كنت راكبا على جملك الأورق، وأنت متوجّه إلى صفّين فوقعت منك ليلا، فأخذتها. وخرج يقاتل مع عليّ عليه السّلام الشراة بالنّهروان فقتل[12].
وقد أثبت التاريخ بالتجربة أن أهل الكتاب كانوا يعيشون في بلاد المسلمين، آمنين وادعين. وليس أدل على ذلك من تواجدهم واستمرار بقائهم وبقاء أماكن عباداتهم من الكنائس والبيع إلى يومنا هذا. ولو كان حكم القرآن بقتلهم وقتالهم ثابتا لمجرد أنهم كتابيون، لما بقيت لهم باقية، وهم أقلية، في بلاد المسلمين الواسعة، ولا سيما البلاد التي كانت تحت رقعة بلاد الخلافة الإسلامية، مثل جزيرة العرب والعراق ومصر والشام، وإيران وشمال أفريقيا. ولم يحصل ما يعكر صفو هذا التعايش إلا في حالات خاصة كانت المنطقة تمر فيها بأشكال التجاذب والاحتقان السياسي والطائفي، في غياب من المرجعية الإسلامية الحقيقية.
فالآية إذن تستعرض لنا عقدا وعهدا يتم بين فئتين من البشر، فئة تحمي وتؤمن، وفئة تنصر وتتعهد بعدم التآمر، فئة عليها الجهاد وحمل السلاح للدفاع وتدفع الخمس والزكاة، وفئة يسقطون عنها ذلك فتدفع بدلا عنه مبلغا ماليا ضئيلا رأس كل سنة. ويستمر ذلك باستمرار الالتزام بمقتضى ذلك العقد المبرم.
أما إذا قررت الجماعة التنصل من ذلك العهد والميثاق، ورفضت أداء الواجب الملقى عليها في مقابل ما تحصله من حقوق ومزايا، وأبت إلا الخروج على الميثاق، فلا بد لصوت الحزم أن يعلو، وللقانون أن يأخذ مجراه، نفيا لشيوع الهرج والمرج والانفلات. فالقتال الذي تأمر به الآية إذن ليس موجها لأي مسيحي أو يهودي، بل للمتمردين منهم. ولذلك قسموا غير المسلمين إلى حربيين وذميين ومعاهدين وغيرهم. وكل له حكمه.
بل إن هذا الحكم يعتبر تمييزا لهم وتفضيلا على سائر المشركين غير الكتابيين، فإن الكفار لا يقبل منهم جزية، بل يقاتلون حتى يسلموا. ففي كتاب الكافي يروي الشيخ الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام أنه: "سئل عن المجوس أكان لهم نبي؟ فقال: نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أهل مكة أن أسلموا وإلا نابذتكم بالحرب فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الأوثان. فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وآله: إني لست آخذ الجزية إلا من أهل الكتاب!. فكتبوا إليه يريدون بذلك تكذيبه صلى الله عليه وآله: زعمت أنك لا تأخذ الجزية إلا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزية من مجوس هجر، فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وآله: أن المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر ألف جلد ثور"[13].
والإسلام لا يفرض هذه الضريبة على الجميع على حد سواء، بل يراعي القدرة والسعة، فيعفي من لا حول له ولا طائل، بل ويعفي البعض منها رأسا، الشيوخ والنساء والأطفال والرهبان والمجانين وأشباههم، ومن لا قدرة له على الكسب والعطاء. فقد روى الكليني أيضا بسنده إلى طلحة بن زيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "جرت السنة أن لا تؤخذ الجزية من المعتوه ولا من المغلوب على عقله"[14].
وروى الشيخ الصدوق بطريق حفص بن غياث قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن؟ فقال: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب إلا أن يقاتلن وإن قاتلت أيضا فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا فلما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الإسلام أولى ولو امتنعت أن تؤدي الجزية لم يمكن قتلها فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزية عنها (إلى أن قال: ) وكذلك المقعد من أهل الشرك والذمة والأعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في أرض الحرب من أجل ذلك رفعت عنهم الجزية "[15].
وبعد هذا الذي تقدم هل الإسلام يأمر بقتل النصارى بدم بارد؟! هل القرآن يأمر بالتكفير وهو الذي يقول: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"[16]؟ أوليس القرآن يحتاج في فهمه إلى علمائه المتخصصين؟ هل يمكن أخذ معانيه من كل من هب ودب من المتطفلين؟! هل يمكن أن نقبل تفسيره من أشخاص يدعون الإسلام ويحاربونه؟ يرفعون لواءه بألسنتهم وينقضونه بأفعالهم؟ ماذا أجاد هؤلاء غير الذبح وارتكاب الفواحش وتدمير البلاد والعباد، ماذا قدموا لأفغانستان غير الخراب، ولسوريا والعراق والصومال، وكل بلد دخلوه!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______________
[1] مفاتيح العلوم، للخوارزمي: في الفصل الثاني من الباب الرابع، قال: جمع جزية، وهو معرب كزيت، وهو الخراج، بالفارسية.
[2] راجع معاجم اللغة، كلسان العرب والصحاح.
[3] ذكروا أن كسرى كان يفرض الجزية على فئات من رعاياه.
[4] الدعوة إلى الإسلام، سير توماس أرنولد، ترجمة وتحقيق حسن عابدين النحراوي:  
[5] الحضارة الإسلامية: ج1 ص96.
[6] قصة الحضارة: ج12 ص131.
[7] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج1 ص266.
[8] فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم: 68.
[9] راجع مستدرك الوسائل 11/168 ب3.
[10] بحار الأنوار 74/21 ح2 ب1. وفي البحار: 32/486 ب29 ح691 (بيان) وفيه: (من آذى ذمتي فكأنما آذاني).
[11] وسائل الشيعة: ج11 ص49 باب 19 : ان نفقة النصراني إذا كبر وعجز عن الكسب من بيت المال ح1.
[12] تاريخ الخلفاء ج1. والصواعق المحرقة: ج2 ص384.
[13] الوسائل : 15/126 ، أبواب جهاد العدو ب49 ح1 .
[14] الوسائل 11 / 48 و 100، الباب 18 و 51 من أبواب جهاد العدو، الحديث 3 و 1.
[15] الوسائل 11 / 47، الباب 18 من أبواب جهاد العدو، الحديث 1.
[16] البقرة: 256.

هل القرآن يأمر بقتل النصارى؟




السؤال: بعد هجوم داعش على المسيحيين في الموصل سألني أحد النصارى عن قوله تعالى: "قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"، وقال بتهكم: إنكم لا تلتزمون بالقرآن، وتقاتلون داعش والمتطرفين لأنهم يعملون بالقرآن نصيا، فهم يقتلون النصارى بدم بارد، لأنهم يلتزمون بالقرآن الكريم، فكيف تقولون إنهم تكفيريون، وهم يلتزمون بما جاء في القرآن؟ وكيف تخرجونهم عن الإسلام بقتلهم النصارى والمجازر التي يفعلونها بهم بلا رفق ولا شفقة، والقرآن أقر بوجوب ذلك؟

الجواب: القرآن نور واحد، يوضح بعضه بعضا ويكمل بعضه بعضا، لا تعارض بين آياته، ولا تشويش. ولكن الذين في قلوبهم مرض يستميتون من أجل تصيد شيء عليه من النقص أو التعارض، بإظهار بعض وإخفاء بعض، وبذكر جزء من الآية وقطعها عن سياقها وتمامها، على طريقة (لا تقربوا الصلاة).
وإلا فإننا لو ركزنا في الآية المذكورة في متن السؤال لوجدناها تسطر لنا أروع القيم الإنسانية؛ فإنها تضمن لأهل الكتاب الذين يعيشون في كنف دولة الإسلام الأمان والحماية والتمتع بما يتمتع به سائر المسلمين من وسائل العيش، وتكفل لهم عدم التعرض لهم ولمعتقداتهم الدينية. كما أن الإسلام يسقط عنهم فريضة الجهاد، ومجموع الصدقات التي تجب على سائر المسلمين. وفي مقابل ذلك تطلب منهم دفع ضريبة مالية بسيطة كل عام باسم الجزية. بحيث لو توقفت تلك الخدمات لسقطت عنهم الجزية!.
وليس في لفظ الجزية أي نوع من الإهانة لهم، فإنها سواء كانت من أصل فارسي (كزيت)[1]، كما قيل، أو عربي أصيل من جذر الجزاء[2]، فهي في كل الأحوال تعني كونها جزاء وفاقا لما يتلقونه من خدمات وتسهيلات، وجزاء لإعفائهم من سائر الحقوق الشرعية المالية التي يدفعها  المسلمون، وهو أمر منطقي يتقبله كل إنسان منصف.
وقد انتشرت وشاعت هذه الأنواع من الضرائب بشكل اعتيادي للحكومات في العالم اليوم لقاء بعض الخدمات المدنية، وقد كانت متعارفة أيضا عند الأمم السابقة على الإسلام[3]. وغالبا ما تكون ثقيلة باهظة، كما يسجله التاريخ لنا. أما الإسلام فقد أقر المخالف قبل المؤالف بسماحته وتساهله مع رعاياه، فسجل المستشرق المسيحي سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" شهادته على تسامح المسلمين وامتيازهم عن الأمم والأديان الأخرى، حين ذكر رسالة لأحد رجال الكنيسة وهو البطريق النسطورى (يشوع باف الثالث)؛ يؤكد فيها على احترام المسلمين لعقائد أهل الذمة وعاداتهم وعرفهم مقابل جزية زهيدة تقل عما كانوا يدفعونه إلى ساداتهم السابقين الفرس من الضرائب، ولم يطبق المسلمون على أهل الذمة ما كانوا يوقعونه على المسلمين من عقوبات لشربهم الخمر[4].
ويقول المؤرخ آدم ميتز في كتابه "الحضارة الإسلامية": "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار"[5].
ويقر العلامة ويل ديورانت بهذه الحقيقة، في كتابه قصة الحضارة، عندما يؤكد تمتع  أهل الذمة، المسيحيين والزرادشتيين واليهود والصابئين في عهد الخلافة الإسلامية بدرجة من التسامح، لا يجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في أيامه هو. فلقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، وذوي العمى الشديد والفقر. وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية .. ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنين ونصفا في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..."[6].
وهذا بالفعل ما دونه تاريخ المسلمين عن سيرة النبي صلى الله عليه وآله مع أهل الذمة؛ حيث يذكر ابن سعد في طبقاته عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع نصارى نجران، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغيّر أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا كاهن عن كهانته، ولا يغيّر حق من حقوقهم، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين"[7].
ويذكر عن عبادة بن الصامت رضوان الله عليه في معاهدته مع المقوقس عظيم القبط ، قوله له: "إما أجبتم إلى الإسلام؛ فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتالكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبدا ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا، وكان لكم به عهد علينا ..."[8].
بل إننا نجد تعاليم الدين الحنيف تؤكد أيما تأكيد على حفظ أهل الذمة وتشدد على حسن معاملتهم، وحسن جوارهم، وعدم التمييز في التعامل معهم، إلا في حدود بعض الأحكام الشرعية التي تلزم المسلمين بالتفريق، كمسألة الزواج، وتذكية البهائم والأطعمة وما شاكل ذلك.
فقد استفاض عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (من آذى ذميا فقد آذاني)[9]، أو " من ظلم معاهدا كنت خصمه "[10]
ويروي الحر العاملي: أن أمير المؤمنين عليه السلام مر بشيخ مكفوف كبير يسأل، فقال عليه السلام: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه، أنفقوا عليه من بيت المال![11].
كما روي عنه عليه السلام أنه وهو خليفة المسلمين، كان قد افتقد درعا له، فوجدها عند يهودي يبيعها في السوق، فقاضاه عند شريح، فقضى شريح لليهودي باعتبار أن أمير المؤمنين عليه السلام لم تكن له بينة ظاهرية على ذلك. فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدّمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أنّ هذا الحقّ، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّ الدّرع درعك يا أمير المؤمنين، كنت راكبا على جملك الأورق، وأنت متوجّه إلى صفّين فوقعت منك ليلا، فأخذتها. وخرج يقاتل مع عليّ عليه السّلام الشراة بالنّهروان فقتل[12].
وقد أثبت التاريخ بالتجربة أن أهل الكتاب كانوا يعيشون في بلاد المسلمين، آمنين وادعين. وليس أدل على ذلك من تواجدهم واستمرار بقائهم وبقاء أماكن عباداتهم من الكنائس والبيع إلى يومنا هذا. ولو كان حكم القرآن بقتلهم وقتالهم ثابتا لمجرد أنهم كتابيون، لما بقيت لهم باقية، وهم أقلية، في بلاد المسلمين الواسعة، ولا سيما البلاد التي كانت تحت رقعة بلاد الخلافة الإسلامية، مثل جزيرة العرب والعراق ومصر والشام، وإيران وشمال أفريقيا. ولم يحصل ما يعكر صفو هذا التعايش إلا في حالات خاصة كانت المنطقة تمر فيها بأشكال التجاذب والاحتقان السياسي والطائفي، في غياب من المرجعية الإسلامية الحقيقية.
فالآية إذن تستعرض لنا عقدا وعهدا يتم بين فئتين من البشر، فئة تحمي وتؤمن، وفئة تنصر وتتعهد بعدم التآمر، فئة عليها الجهاد وحمل السلاح للدفاع وتدفع الخمس والزكاة، وفئة يسقطون عنها ذلك فتدفع بدلا عنه مبلغا ماليا ضئيلا رأس كل سنة. ويستمر ذلك باستمرار الالتزام بمقتضى ذلك العقد المبرم.
أما إذا قررت الجماعة التنصل من ذلك العهد والميثاق، ورفضت أداء الواجب الملقى عليها في مقابل ما تحصله من حقوق ومزايا، وأبت إلا الخروج على الميثاق، فلا بد لصوت الحزم أن يعلو، وللقانون أن يأخذ مجراه، نفيا لشيوع الهرج والمرج والانفلات. فالقتال الذي تأمر به الآية إذن ليس موجها لأي مسيحي أو يهودي، بل للمتمردين منهم. ولذلك قسموا غير المسلمين إلى حربيين وذميين ومعاهدين وغيرهم. وكل له حكمه.
بل إن هذا الحكم يعتبر تمييزا لهم وتفضيلا على سائر المشركين غير الكتابيين، فإن الكفار لا يقبل منهم جزية، بل يقاتلون حتى يسلموا. ففي كتاب الكافي يروي الشيخ الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام أنه: "سئل عن المجوس أكان لهم نبي؟ فقال: نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أهل مكة أن أسلموا وإلا نابذتكم بالحرب فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الأوثان. فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وآله: إني لست آخذ الجزية إلا من أهل الكتاب!. فكتبوا إليه يريدون بذلك تكذيبه صلى الله عليه وآله: زعمت أنك لا تأخذ الجزية إلا من أهل الكتاب ثم أخذت الجزية من مجوس هجر، فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وآله: أن المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب أحرقوه أتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر ألف جلد ثور"[13].
والإسلام لا يفرض هذه الضريبة على الجميع على حد سواء، بل يراعي القدرة والسعة، فيعفي من لا حول له ولا طائل، بل ويعفي البعض منها رأسا، الشيوخ والنساء والأطفال والرهبان والمجانين وأشباههم، ومن لا قدرة له على الكسب والعطاء. فقد روى الكليني أيضا بسنده إلى طلحة بن زيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "جرت السنة أن لا تؤخذ الجزية من المعتوه ولا من المغلوب على عقله"[14].
وروى الشيخ الصدوق بطريق حفص بن غياث قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن؟ فقال: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب إلا أن يقاتلن وإن قاتلت أيضا فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا فلما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الإسلام أولى ولو امتنعت أن تؤدي الجزية لم يمكن قتلها فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزية عنها (إلى أن قال: ) وكذلك المقعد من أهل الشرك والذمة والأعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في أرض الحرب من أجل ذلك رفعت عنهم الجزية "[15].
وبعد هذا الذي تقدم هل الإسلام يأمر بقتل النصارى بدم بارد؟! هل القرآن يأمر بالتكفير وهو الذي يقول: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"[16]؟ أوليس القرآن يحتاج في فهمه إلى علمائه المتخصصين؟ هل يمكن أخذ معانيه من كل من هب ودب من المتطفلين؟! هل يمكن أن نقبل تفسيره من أشخاص يدعون الإسلام ويحاربونه؟ يرفعون لواءه بألسنتهم وينقضونه بأفعالهم؟ ماذا أجاد هؤلاء غير الذبح وارتكاب الفواحش وتدمير البلاد والعباد، ماذا قدموا لأفغانستان غير الخراب، ولسوريا والعراق والصومال، وكل بلد دخلوه!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______________
[1] مفاتيح العلوم، للخوارزمي: في الفصل الثاني من الباب الرابع، قال: جمع جزية، وهو معرب كزيت، وهو الخراج، بالفارسية.
[2] راجع معاجم اللغة، كلسان العرب والصحاح.
[3] ذكروا أن كسرى كان يفرض الجزية على فئات من رعاياه.
[4] الدعوة إلى الإسلام، سير توماس أرنولد، ترجمة وتحقيق حسن عابدين النحراوي:  
[5] الحضارة الإسلامية: ج1 ص96.
[6] قصة الحضارة: ج12 ص131.
[7] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج1 ص266.
[8] فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم: 68.
[9] راجع مستدرك الوسائل 11/168 ب3.
[10] بحار الأنوار 74/21 ح2 ب1. وفي البحار: 32/486 ب29 ح691 (بيان) وفيه: (من آذى ذمتي فكأنما آذاني).
[11] وسائل الشيعة: ج11 ص49 باب 19 : ان نفقة النصراني إذا كبر وعجز عن الكسب من بيت المال ح1.
[12] تاريخ الخلفاء ج1. والصواعق المحرقة: ج2 ص384.
[13] الوسائل : 15/126 ، أبواب جهاد العدو ب49 ح1 .
[14] الوسائل 11 / 48 و 100، الباب 18 و 51 من أبواب جهاد العدو، الحديث 3 و 1.
[15] الوسائل 11 / 47، الباب 18 من أبواب جهاد العدو، الحديث 1.
[16] البقرة: 256.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:42 م

0 التعليقات:

السبت، 23 أغسطس 2014




السؤال: أبحث عن تفسير مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة؛ وقال عليه السلام، لما قتل الخوارج، فقيل له: يا أمير المؤمنين: هلك القوم بأجمعهم: "كلا والله، إنهم نطف في اصلاب الرجال وقرارات النساء، كلما نجم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصاً سلابين"!.


الجواب: أراد عليه السلام: أن الخوارج مع أنهم أبيد أكثرهم، بحيث لم يبق من تلك الألوف سوى أقل من عشرة، إلا أن تلك القلة سوف تتكاثر فيما بعد، ويكون منهم ما سوف يكون. لكنهم لانحرافهم وتطرفهم، فإن الحال سيؤدي بهم إلى الانعزال عن عامة المسلمين، فيكون عيشهم على السلب والنهب وقطع الطريق.
فحين رأى أصحابه ذلك من عاقبة الخوارج ظنوا أنها نهايتهم، فقالوا: هلك القوم بأجمعهم!. فأجابهم عليه السلام: كلا، والله إن نطف البقية منهم سوف تبقى في أصلابهم واصلاب ذراريهم، إلى أن يعودوا ليظهروا مرة أخرى. وإنهم سوف يظهرون بين فترة وأخرى، وفي كل مرة يظهر منهم زعيم قضي عليه، إلى أن يقودهم مسيرهم هذا إلى أن يكونوا لصوصاً سلابين. وبالفعل صدق أمير المؤمنين عليه السلام، وكان منهم ما أخبر به صلوات الله عليه.
وفي رواية أخرى قال المسعودي في ( مروج الذهب ) مرّ عليّ عليه السّلام بالخوارج وهم صرعى فقال: « لقد صرعكم من غرّكم » قيل و من غرّهم؟ قال: « الشيطان وأنفس السوء » فقال أصحابه: قد قطع اللّه دابرهم إلى آخر الدهر. فقال عليه السّلام: « كلاّ والّذي نفسي بيده، وإنّهم لفي أصلاب الرجال، وأرحام النساء، لا تخرج خارجة إلاّ خرجت بعدها مثلها حتّى تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له الأشمط، يخرج إليه رجل منّا أهل البيت فيقتله ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة »[1]
وروى الخطيب البغدادي فقال: قال حبّة: لمّا فرغنا من النهروان قال رجل: و اللّه لا يخرج بعد اليوم حروري أبدا. فقال عليّ عليه السّلام مه لا تقل هذا. فو الّذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، و لا يزالون يخرجون حتّى تخرج طائفة منهم بين نهرين حتّى يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم فلا يعودون أبداً[2].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


_________
[1] مروج الذهب 2 : 407.
[2] تاريخ بغداد 8 : 275.

أمير المؤمنين عليه السلام يتنبأ بخوارج العصر




السؤال: أبحث عن تفسير مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة؛ وقال عليه السلام، لما قتل الخوارج، فقيل له: يا أمير المؤمنين: هلك القوم بأجمعهم: "كلا والله، إنهم نطف في اصلاب الرجال وقرارات النساء، كلما نجم قرن قطع حتى يكون آخرهم لصوصاً سلابين"!.


الجواب: أراد عليه السلام: أن الخوارج مع أنهم أبيد أكثرهم، بحيث لم يبق من تلك الألوف سوى أقل من عشرة، إلا أن تلك القلة سوف تتكاثر فيما بعد، ويكون منهم ما سوف يكون. لكنهم لانحرافهم وتطرفهم، فإن الحال سيؤدي بهم إلى الانعزال عن عامة المسلمين، فيكون عيشهم على السلب والنهب وقطع الطريق.
فحين رأى أصحابه ذلك من عاقبة الخوارج ظنوا أنها نهايتهم، فقالوا: هلك القوم بأجمعهم!. فأجابهم عليه السلام: كلا، والله إن نطف البقية منهم سوف تبقى في أصلابهم واصلاب ذراريهم، إلى أن يعودوا ليظهروا مرة أخرى. وإنهم سوف يظهرون بين فترة وأخرى، وفي كل مرة يظهر منهم زعيم قضي عليه، إلى أن يقودهم مسيرهم هذا إلى أن يكونوا لصوصاً سلابين. وبالفعل صدق أمير المؤمنين عليه السلام، وكان منهم ما أخبر به صلوات الله عليه.
وفي رواية أخرى قال المسعودي في ( مروج الذهب ) مرّ عليّ عليه السّلام بالخوارج وهم صرعى فقال: « لقد صرعكم من غرّكم » قيل و من غرّهم؟ قال: « الشيطان وأنفس السوء » فقال أصحابه: قد قطع اللّه دابرهم إلى آخر الدهر. فقال عليه السّلام: « كلاّ والّذي نفسي بيده، وإنّهم لفي أصلاب الرجال، وأرحام النساء، لا تخرج خارجة إلاّ خرجت بعدها مثلها حتّى تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له الأشمط، يخرج إليه رجل منّا أهل البيت فيقتله ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة »[1]
وروى الخطيب البغدادي فقال: قال حبّة: لمّا فرغنا من النهروان قال رجل: و اللّه لا يخرج بعد اليوم حروري أبدا. فقال عليّ عليه السّلام مه لا تقل هذا. فو الّذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، و لا يزالون يخرجون حتّى تخرج طائفة منهم بين نهرين حتّى يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم فلا يعودون أبداً[2].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


_________
[1] مروج الذهب 2 : 407.
[2] تاريخ بغداد 8 : 275.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:20 م

0 التعليقات:

الجمعة، 22 أغسطس 2014




السؤال: مولانا الامام الصادق عليه السلام ولد في المدينة المنورة وعاش فيها ودرس العلوم الدينية ووضح الاحكام الشرعية وحدث الناس بتراث النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، فهو عليه السلام مدني المولد والنشاة ومدني الوفاة سلام الله عليه، فما تفسير ان اكثر الرواة عنه هم كوفيين ومن اهل الكوفة؛ محمد بن مسلم الطائفي وهشام بن سالم وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية وابو بصير وجابر بن يزيد الجعفي ومؤمن الطاق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب: لقد نزل الإمام سلام الله عليه في الكوفة مدداً متفرقة، وكان منها عقده مجلس الدرس في مسجدها، فكان يحضره حشود كبيرة من الطلاب، قدروها بأربعة آلاف. وفي تلك المدة تلمذ أبو حنيفة على يد الإمام حتى قال قولته الشهيرة: "لولا السنتان لهلك النعمان". والذي دعا الإمام عليه السلام على البقاء في العراق ظاهراً هو حمل السفاح والدوانيقي إِيّاه إِلى العراق عدّة مرّات. ومما يشهد لذلك آثار الإمام الباقية في أماكن متعددة من العراق؛ مثل محرابه في مسجد الكوفة، بالقرب من قبر مسلم عليه السّلام، ومحرابه في مسجد السهلة، ومحرابه الثالث على ضفة نهر الحسينيّة في كربلاء، ورابع في الجانب الغربي من بغداد على ضفة النهر شمال جسره الغربي اليوم المعروف بالجسر القديم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


كيف نفسر كثرة رواية الكوفيين عن الإمام الصادق عليه السلام؟




السؤال: مولانا الامام الصادق عليه السلام ولد في المدينة المنورة وعاش فيها ودرس العلوم الدينية ووضح الاحكام الشرعية وحدث الناس بتراث النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، فهو عليه السلام مدني المولد والنشاة ومدني الوفاة سلام الله عليه، فما تفسير ان اكثر الرواة عنه هم كوفيين ومن اهل الكوفة؛ محمد بن مسلم الطائفي وهشام بن سالم وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية وابو بصير وجابر بن يزيد الجعفي ومؤمن الطاق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

الجواب: لقد نزل الإمام سلام الله عليه في الكوفة مدداً متفرقة، وكان منها عقده مجلس الدرس في مسجدها، فكان يحضره حشود كبيرة من الطلاب، قدروها بأربعة آلاف. وفي تلك المدة تلمذ أبو حنيفة على يد الإمام حتى قال قولته الشهيرة: "لولا السنتان لهلك النعمان". والذي دعا الإمام عليه السلام على البقاء في العراق ظاهراً هو حمل السفاح والدوانيقي إِيّاه إِلى العراق عدّة مرّات. ومما يشهد لذلك آثار الإمام الباقية في أماكن متعددة من العراق؛ مثل محرابه في مسجد الكوفة، بالقرب من قبر مسلم عليه السّلام، ومحرابه في مسجد السهلة، ومحرابه الثالث على ضفة نهر الحسينيّة في كربلاء، ورابع في الجانب الغربي من بغداد على ضفة النهر شمال جسره الغربي اليوم المعروف بالجسر القديم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:15 م

0 التعليقات:

الخميس، 21 أغسطس 2014


م


وُلد الإمام جعفرُ بن محمد الصادق(عليه السلام) في 17 ربيع الأول سنة 80 هجرية في المدينة المنورة.

أبوه:

الإمام محمد الباقر(عليه السلام).

وأمّه:

" أمّ فروة " بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

قال الإمام الصادق(عليه السلام) عن والدته:(كانت أمّي ممّن آمنتْ واتّقت وأحسنتْ واللهُ يحبّ المحسنين).

عاش مع جدّه السجّاد 15 سنة ومع أبيه الباقر(عليه السلام) 34 سنة.

دعاه الناس بألقاب عديدة ؛ منها:

الصابر، والفاضل، والطاهر ؛ وأشهرها الصادق، و كلّها تدلّ على شخصيته الأخلاقية وحسْن سيرته.

كان استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، وما فعله الأمويون من ظلم بالمسلمين سبباً في زوال حكمهم وفتح الطريق أمام العباسيين الذين خدعوا الناس بدعوتهم إلى أهل البيت(عليهم السلام) ولكنهم ـ وبعد أن أحكموا قبضتهم ـ صاروا أشدّ أعداء أهل البيت.

عاصر الإمام الصادق ظلم بني أميّة أكثر من أربعين سنة، وعاش في زمن بني العباس أكثر من عشرين سنة.

وظل بعيداً عن السياسة منصرفاً إلى تثبيت دعائم الدين في نفوس الناس، ونشر أخلاق الإسلام وعقائده في زمن راجت فيه العقائدُ الإلحادية والمنحرفة.

تصدّى الإمام الصادق إلى محاربة الإلحاد والزندقة. وفي عهده انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

خصائصه الخلقية

* قال زيد بن علي الثائر المعروف: في كل زمان رجلٌ منّا أهلَ البيت يحتجّ اللهُ به على خلْقه، وحجّة زماننا إبن أخي جعفرُ بن محمد.. لا يضلّ من تبعَه ولا يهتدي من خالفه.

* وقال فيه مالك بن أنس إمام المذهب المالكي: والله ما رأت عيني أفضلَ من جعفر بن محمد زهداً وفضلاً وعبادةً و ورعاً، وكنت أقصده فيكرمني ويُقبل عليّ.

* وتتلمذ على يديه أبو حنيفة إمام المذهب الحنفي مدّة عامين، وكان يقول: لولا السنتان لهلك النعمان.

* وروى أحد أصحابه: كنت مع أبي عبد الله(عليه السلام) بالمدينة وهو راكب حماره، فلمّا وصلنا قريب السوق، نزل الإمام فسجد لله وأطال السجود وأنا أنتظره، ثم رفع رأسه، فقلت: جُعلتُ فداك رأيتك نزلت فسجدت؟ قال الإمام: إني ذكرت نعمة الله عليّ فسجدتُ شاكراً.

* وقال آخر: رأيتُ أبا عبد الله(عليه السلام) وبيده مسحاة وعليه إزارٌ غليظ يعمل في بستان له، والعرق يتصبّب منه، فقلت: جُعلت فداك: أعطني المسحاة أكفِك العمل فقال لي: إني أحبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة.

* وقد بعث الإمام ذات يوم غلامه في حاجة فأبطأ، فخرج الإمام الصادق(عليه السلام) على أثره يبحث عنه، فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروّح له الهواء حتى انتبه، فعاتبه الإمام برقة وقال له: تنام الليل والنهار؟! لك الليل، ولنا النهار.

* استأجر الإمام عمالاً يعملون في بستانه، فلما فرغوا من عملهم، قال لغلامه معتب: أعطيهم أجرهم قبل أن يجفّ عرقهم.

* كان الإمام الصادق(عليه السلام) إذا مضى جزء من الليل أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم، فحمله على عاتقه فوزّعه على ذوي الحاجة من أهل المدينة وهم لا يعرفونه.

فلما توفّي الإمام الصادق(عليه السلام) افتقدوا ذلك الرجل فعلموا أنه الإمام.

الإمام وسفيان الثوري:

مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام، فرأى الإمام الصادق(عليه السلام) مرتدياً ثياباً قيّمة جميلة، فقال: والله لأوبّخنهُ، فاقترب من الإمام وقال له: يا بن رسول الله، والله ما هذا لباس رسول الله ولا لباس علي بن أبي طالب ولا أحد من آبائك.

فقال الإمام: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في زمن فقر، ونحن في زمن غنى، و الأبرار أحقّ من غيرهم بنعم الله، ثم قرأ الإمام قوله تعالى:((قُل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)).

فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله، ثم كشف الإمام ثوبه فإذا تحته ثوب غليظ خشن، وقال: يا ثوري هذا لبسته للناس، وهذا لي.

الإمام والتجارة:

دعا الإمام مولى له اسمه " مصادف " وأعطاه ألف دينار ليتاجر بها، وقال له: تجهّز حتى تخرج إلى مصر، فإنّ عيالي قد كثروا، فتجهَّز وخرج مع قافلة التجار إلى مصر، فصادفتْهم قافلة خرجتْ من مصر تريد العودة، فسألوهم عن البضاعة وحاجة الناس هناك، فأخبروهم أنّه ليس في مصر منه شيء، فاتّفق التجار ومعم (مصادف) على ربح فاحش على بضاعتهم، فلما وصلوا مصر عرضوا بضائعهم بربح 100% وباعوا على ذلك، ثم عادوا إلى المدينة.

ودخل مصادف على الإمام الصادق وهو يحمل كيسين ؛ في كل واحد ألف دينار، وقال للإمام: يا سيدي هذا رأس المال وهذا ربحه، فقال الإمام: هذا ربح كثير، كيف ربحته؟ فحدثه مصادف بحاجة بلاد مصر إلى بضائعهم وكيف اتفق التجار على استغلال هذه الحاجة، وتحالفهم عن أن يكون ربح كل دينارٍ ديناراً، فتأثر الإمام وقال مستنكراً: سبحان الله ! تتحالفون على قوم مسلمين إلاّ تبيعوهم إلاّ ربح الدينار ديناراً.

أخذ الإمام رأس المال فقط، وقال: هذا مالنا ولا حاجة لنا في ربحه، ثم قال: يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال.

* سأل فقيرٌ الإمام الصادق(عليه السلام) فقال لغلامه: ما عندك؟ قال الغلام: أربعمائة درهم.

فقال الإمام: أعطه إياها، فأخذها الفقير وانصرف شاكراً.

فقال الإمام لغلامه: أرجعه.

فقال الفقير متعجباً: سألتك فأعطيتني فماذا بعد ذلك! فقال الإمام: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الصدقة ما أبقت غنى و إنا لم نغنك، فخذ هذا الخاتم، فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة.

برّ الأم:

أسلم شاب نصراني ودخل على الإمام الصادق فدعا له وقال له: سلْ عما شئت يا بني.

فقال الشاب: إن أبي وأمّي وأهل بيتي على النصرانية، وأمي مكفوفة البصر، أنا أعيش معهم وآكل في آنيتهم.

فقال الإمام: أيأكلون لخم الخنزير؟ فقال الشاب: كلاّ.

فقال الإمام: كل معهم، وأوصيك بأمّك فلا تقصر في برّها، وكن أنت الذي تقوم بشأنها.

وعاد الشاب إلى الكوفة، فرأت أمّه منه أخلاقاً حسنة لم ترها من قبل، فقالت: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت ودخلت في الحنيفية؟ فقال الشاب: أمرني بهذا رجلٌ من ولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

فقالت أمّه: أهو نبي؟ فقال الشاب: لا، ولكنه ابن نبي.

فقالت الأم: دينك خير الأديان اعرضه عليّ.

فعرض الابن على أمّه دين الإسلام فأسلمت، وعلّمها الصلاة.

الإمام والاحتكار:

قال الإمام الصادق(عليه السلام) الحكرة (الإحتكار) في الخصْب أربعون يوماً وفي الشدّة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد على الأربعين يوماً في الخصب فصاحبه ملعون، وما زاد على ثلاثة أيام في العسر فصاحبه ملعون.

وكان يقول لخادمه في أوقات حاجة الناس: اشترِ لنا شعيراً واخلطْ به طعامنا فإنّي أكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس رديئاً.

* ذات ليلة، وكان الظلام يغمر المدينة رأي المعلّى بن خنيس الإمامَ الصادق(عليه السلام) يشقّ طريقه في المطر والظلام وهو يحمل كيساً مليئاً بالخبز، فتبعه ليعرف أين يذهب، فسقطت بعض أرغفة الخبر فجمعها ومضى في طريقه حتى وصل إلى مساكين كانوا نائمين، فوضع عند رأس كل واحد منهم رغيفين فدنا منه المعلّى، وسلّم عليه وسأله: أهم من شيعتك؟ فقال الإمام: لا.

* وكان الإمام يعول كثيراً من الاُسر.. يحمل إليهم الطعام في الليل وهم لا يعرفونه، حتى إذا توفّي انقطع ما يأيتهم في الليل، فعرفوا أنّه الإمام.

* وأصاب المدينة قحط، واختفى القمح من أسواقه، فسأل الإمام غلامه " معتب " عنه، فقال معتب: عندنا ما يكفينا شهوراً، فأمره أن يبيعه ويعرضه في الأسواق.

* روى بشار المكاري، قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) وكان بين يديه طبقٌ من رطب وهو يأكل، فقال: يا بشار، اُدنُ فكل.

فقلت: هنّأك الله قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي... أوجع قلبي.

رأيت جلوازاً "شرطياً" يضرب امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي: المستغاث بالله ورسوله.

فسألتُ، فقال الناس: إنّها عثرت في طريقها، فقالت: لعَن اللهُ ظالميكِ يا فاطمة.

فقطع الإمام الأكل وبكى حتى ابتلّ منديله، ثم نهض إلى المسجد ودعا لها، فلم تلبثْ في الحبس إلاّ قليلا، ثم بعث لها بصرّة فيها سبعة دنانير، وكانت امرأة فقيرة.

 الجامعة الإسلامية:

سعى الأمويون، ومن ورائهم العباسيون، في القضاء على أهل البيت(عليه السلام) وطاردوا شيعتهم في كل مكان، وكان الناس يتداولون الروايات عن أهل البيت سرّاً، خوفاً.

وعندما أتيحت القرصة إلى الإمام الباقر ثم ابنه الإمام الصادق (عليهما السلام) انصرفا إلى نشر علوم الدين، وتحكيم اُسس الإيمان في قلوب الناس.

وقد اتّسم العصر الذي عاشه الإمام بظهور الحركات الفكرية، ووفور الآراء الاعتقادية الغربية إلى المجتمع الإسلامي، وأهمهاعنده هي حركة الغلاة الهدّامة، الذين تطلّعت رؤوسهم في تلك العاصفة الهوجاءإلى بثْ روح التفرقة بين المسلمين، وترعرعت بنا ت أفكارهم في ذلك العصر ليقوموا بمهمّة الانتصار لمبادئهم التي قضى عليها الإسلام، فقد اغتنموا الفرصة في بثّ تلك الآراء الفاسدة في المجتمع الإسلامي، فكانوا يبثّون الأحاديث الكاذبة ويسندونها إلى حملة العلم من آل محمّد، ليغرّروا به العامّة، فكان المغيرة بن سعيد يدّعي الاتّصال بأبي جعفر الباقر، ويروي عنه الأحاديث الـمـكـذوبة, فأعلن الامام الصادق(عليه السلام) كذبه والبراءة منه، وأعطى لأصحابه قاعدة فيالأحاديث التي تروى عنه فقال: «لا تقبلوا عليناً حديثا إلا ما وافق القرآن والسنّة , أو تجدون معهشاهداً من أحاديثنا المتقدّمة».

ثم إن الإمام قام بهداية الأمّة إلى النهج الصواب في عصر تضاربت فيه الاراء والأفكار, و اشتعلت فيه نار الحرب بين الأمويّين ومعارضيهم من العباسيّين , ففي تلك الظروف الصعبة و القاسية استغلّ الإمام الفرصة فـنـشر من أحاديث جدّه، وعلوم آبائه ما سارت به الركبان, وتربّى على يديه آلاف من المحدّثين والـفـقـهـاء ولـقـد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة ـ على اختلافآرائهم ومقالاتهم ـ فكانوا أربعة آلاف رجل وهذه سمة امتاز بها الامام الصادق عن غيره من الأئمّة ـ عليه و عليهم السلام.

إن الإمام(عليه السلام) شرع بالرواية عن جدّه و آبائه عندما اندفع المسلمون إلى تدوين أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدالغفلةالـتـي استمرّت إلى عام 143ه حيث اختلط آنذاك الحديث الصحيح بالضعيف وتسرّبت إلـى الـسـنـة , العديد من الروايات الإسرائيلية الموضوعة من قبل اعداء الإسلام منالصليبيّين والمجوس، بالإضافة إلى المختلقات والمجعولات على يد علماء السلطة ومرتزقة البلاط الأموي.

ومن هنا فقد وجـد الإمام(عليه السلام) أن أمر السنّة النبوية قد بدأ يأخذ اتّجاهات خطيرة وانحرافات واضحة، فـعـمد(عليه السلام) للتصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة , وتفنيد الآراء الدخيلة على الإسلام والتي تسرّب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم.

إن تلك الفترة شكّلت تحدّيا خطيراً لوجود السنة النبوية، وخلطاً فاضحاً في كثير من المعتقدات , لذا فإن الإمام(عليه السلام) كان بحقّ سفينة النجاة من هذا المعترك العسر.

إن علوم أهل البيت(عليهم السلام) متوارثة عن جدّهم المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الأمين جبرئيل(عليه السلام)، فلا غرو أن تجد الأمة ضالّتها فيهم(عليهم السلام)، وتجد مرفأ الأمان في هذه اللجج العظيمة، ففي ذلك الوقت، حيث أخذ كلّ يحدّث عن مجاهيل ونكرات ورموز ضعيفة ومطعونة، أو أسانيد مشوّشة، تجد أن الإمام الصادق(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث علي بن أبي طالب، وحديث عليّ حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عزّ وجلّ.

فتأسّست بذلك على يديه(عليه السلام) جامعة إسلامية كبرى تضمّ أكثر من أربعة آلاف عالم تخرّجوا على يديه، في علوم الدين والرياضيات والكيمياء، وحتى الطب.

وكان جابر بن حيّان الكيميائي المشهور يبدأ مقالاته في هذا العلم بقوله: حدّثني سيّدي " جعفرُ بن محمدٍ الصادق(عليه السلام) ".

كان الإمام الصادق(عليه السلام) يحترم العلماء المؤمنين ويشجّعهم ويوضّح لهم الطريق الصحيح للبحث والحوار لخدمة الدين وتعميق أساس الإيمان، وكان يشعر بالحزن لدى رؤيته المنحرفين الضالّين الذين يسعون إلى بلبلة عقائد الناس ونشر الضلال.

واجتمع أربعة من هؤلاء الضالّين في مكة وراحوا يسخرون من الحُجّاج وهم يطوفون بالكعبة، ثم اتّفقوا على نقض القرآن بتأليف كتابٍ مثله، فتعهّد كلّ واحد منهم بربع القرآن، وقالوا ميعادنا العام القادم.

ومرّ العام، واجتمعوا مرّة أخرى.

قال الأول: قضيت العام كلَّه أفكّر في هذه الآية: ((فلّما استيأسوا خلصوا نجيّاً)) وقد حيّرتني فصاحتها وبلاغتها.

قال الثاني: فكّرت في هذه الآية: ((يا أيها الناس ضُرِب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له } فلم أقدر أن آتي بمثلها)).

وقال الثالث: وأنا فكّرت في هذه الآية: ((لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا)) فلم أستطع أن آتي بمثلها.

وقال الرابع: انه ليس من صنع البشر.

لقد قضيت العام كلّه أفكّر في هذه الآية: ((وقيل يا أرض ابلعي ماءكِ ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقُضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)).

ومرّ بهم الإمام الصادق(عليه السلام) فنظَر إليهم وتلا قوله تعالى: ((لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً))..

المذهب الجعفري:

انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام) في زمن الإمام الصادق(عليه السلام) وأصبح له أتباع كثيرون، حتى أطلق الناس على مذهب التشيع اسم المذهب الجعفري نسبة إلى جعفرٍ الصادق(عليه السلام).

وبالطبع لا يختلف المذهب الجعفري، فهو مذهب علي(عليه السلام) الذي اغتيل في المحراب على يد الخوارج، وهو المذهب الذي مات عليه الحسن(عليه السلام) مسموماً على يد معاوية، وهو المذهب الذي استشهد من أجله الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء.

لقد أوصى رسول الله المسلمين بكتاب الله وعترته (أهل البيت) ولكن المسلمين ـ ومع الأسف ـ غفلوا عن وصية النبي(عليه السلام) فغصب المنحرفون حقّهم، وانتشر الفساد والظلم،وكان الحكام يطاردون آل النبي وشيعتهم، بل تجرّأوا على قتلهم وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم كما حصل في كربلاء.

وأدرك الناس أنّهم قد خسروا خسارة كبرى بتضييع وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنهم كانوا يخافون سطوة الحاكمين، حتى كان بعضهم يخفي ولاءه لأهل البيت خوفاً على حياته.

الإمام وولاة عصره:

ضجّ الناس من حكم بني أمية وظلمهم، واستغلّ البعض عواطف الناس و ولاءهم لأهل النبي، فبدأوا معارضتهم لبني أمية باسم آل البيت، وقد نشط العباسيون وراحوا يدعون الناس إلى " الرضا من آل محمد ".

وقد ساعد هذا الشعار في انتشار دعوتهم، وبدأوا ثورتهم في خراسان.

وسرعان ما التفّ الناس حولهم، فانتصروا وانتهت حكومة بني أمية.

وبدل أن يُسلّم العباسيون الخلافة إلى أصحابها، راحوا يطاردون العلويين في كل مكان، وأمعنوا في قتلهم و تشريدهم.

أمسك المنصور بمقاليد الخلافة بقوّة وراح يخطّط للقضاء على معارضيه، فقتل محمداً وأخاه إبراهيم ؛ وهما من ولد الحسن(عليه السلام) وبثَّ الجواسيس في المدن، وأمر حاكم المدينة المنورة بمراقبة الإمام الصادق مراقبة دقيقة.

استدعى المنصورُ الإمامَ مرّة وقال له: لماذا لا تزورنا كما يزورنا الناس؟ أجابه الإمام: ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوه منك، ولا أنت في نعمةٍ فنهنئك بها، ولا في نقمة فنعزيك.

فقال المنصور بخبث: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه الإمام: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك.

كان المنصور يأمر وإليه على المدينة بالحطّ من مكانة علي(عليه السلام).

وذات يوم صعد الوالي المنبر وراح يذكر أمير المؤمنين وأهل بيته بسوء، فنهض الإمام وقال: أما ما قلت من خير فنحن أهله، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك (أي المنصور) أولى به، والتفت الإمام إلى الناس وقال: ألا أنبئكم بأخفّ الناس ميزاناً وأبينهم خسرانا يوم القيامة وأسوأهم حالاً: من باع آخرته بدنيا غيره ؛ وهو هذا الفاسق.

فنزل الوالي من المنبر وهو يشعر بالخزي.

وفي مجلس " المنصور " كانت ذبابة لا تنفكّ تحطّ على أنف المنصور وهو يطردها فتعود، حتى آذته، فالتفت إلى الإمام وسأله بانزعاج: لِمَ خلق اللهُ الذباب؟ فأجابه الإمام: ليذلّ به أنوف الجبابرة.

استشهاد الإمام :

لم يكن المنصور يتحمّل وجود الإمام الصادق(عليه السلام) وكان يخطّط للقضاء عليه، وأخيراً دسّ إليه السم.

واستشهد الإمام في 25 شوّال سنة 148 هجرية.

حيث دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع.

من كلماته(عليه السلام)

إحذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمّام، لأنّ من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمّ إليك سينمّ عليك.

ثلاثة لا يصيبون إلاّ خيرا: أولو الصمت وتاركو الشرّ، والمكثرون من ذكر الله، ورأس الحزم التواضع.

فقيل للإمام: وما التواضع؟ فأجاب: أن ترضى من المجلس بدون شرفك، وأن تسلّم على من لقيت، وأن تترك المِراء (الجدل) وإن كنت محقاً.

كان رجل يتردّد على الإمام فانقطع، ولمّا سأل الإمام عنه قال أحدهم منتقصاً شأنه: إنّه نبطي.

فقال الإمام: أصل الرجل عقله، و حسَبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون.

اتقوا المظلوم فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.

الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتهم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم في دينهم.

ثلاثة تكدّر العيش: السلطان الجائر وجار السوء، المرأة البذيئة، وثلاثة لا يصلح العالم بدونها: الأمن والعدل والخصب.

و من وصيته لسفيان الثوري: «الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه. إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه».

سيرة الإمام جعفر الصادق عليه السلام


م


وُلد الإمام جعفرُ بن محمد الصادق(عليه السلام) في 17 ربيع الأول سنة 80 هجرية في المدينة المنورة.

أبوه:

الإمام محمد الباقر(عليه السلام).

وأمّه:

" أمّ فروة " بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

قال الإمام الصادق(عليه السلام) عن والدته:(كانت أمّي ممّن آمنتْ واتّقت وأحسنتْ واللهُ يحبّ المحسنين).

عاش مع جدّه السجّاد 15 سنة ومع أبيه الباقر(عليه السلام) 34 سنة.

دعاه الناس بألقاب عديدة ؛ منها:

الصابر، والفاضل، والطاهر ؛ وأشهرها الصادق، و كلّها تدلّ على شخصيته الأخلاقية وحسْن سيرته.

كان استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام)، وما فعله الأمويون من ظلم بالمسلمين سبباً في زوال حكمهم وفتح الطريق أمام العباسيين الذين خدعوا الناس بدعوتهم إلى أهل البيت(عليهم السلام) ولكنهم ـ وبعد أن أحكموا قبضتهم ـ صاروا أشدّ أعداء أهل البيت.

عاصر الإمام الصادق ظلم بني أميّة أكثر من أربعين سنة، وعاش في زمن بني العباس أكثر من عشرين سنة.

وظل بعيداً عن السياسة منصرفاً إلى تثبيت دعائم الدين في نفوس الناس، ونشر أخلاق الإسلام وعقائده في زمن راجت فيه العقائدُ الإلحادية والمنحرفة.

تصدّى الإمام الصادق إلى محاربة الإلحاد والزندقة. وفي عهده انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام).

خصائصه الخلقية

* قال زيد بن علي الثائر المعروف: في كل زمان رجلٌ منّا أهلَ البيت يحتجّ اللهُ به على خلْقه، وحجّة زماننا إبن أخي جعفرُ بن محمد.. لا يضلّ من تبعَه ولا يهتدي من خالفه.

* وقال فيه مالك بن أنس إمام المذهب المالكي: والله ما رأت عيني أفضلَ من جعفر بن محمد زهداً وفضلاً وعبادةً و ورعاً، وكنت أقصده فيكرمني ويُقبل عليّ.

* وتتلمذ على يديه أبو حنيفة إمام المذهب الحنفي مدّة عامين، وكان يقول: لولا السنتان لهلك النعمان.

* وروى أحد أصحابه: كنت مع أبي عبد الله(عليه السلام) بالمدينة وهو راكب حماره، فلمّا وصلنا قريب السوق، نزل الإمام فسجد لله وأطال السجود وأنا أنتظره، ثم رفع رأسه، فقلت: جُعلتُ فداك رأيتك نزلت فسجدت؟ قال الإمام: إني ذكرت نعمة الله عليّ فسجدتُ شاكراً.

* وقال آخر: رأيتُ أبا عبد الله(عليه السلام) وبيده مسحاة وعليه إزارٌ غليظ يعمل في بستان له، والعرق يتصبّب منه، فقلت: جُعلت فداك: أعطني المسحاة أكفِك العمل فقال لي: إني أحبّ أن يتأذّى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة.

* وقد بعث الإمام ذات يوم غلامه في حاجة فأبطأ، فخرج الإمام الصادق(عليه السلام) على أثره يبحث عنه، فوجده نائماً، فجلس عند رأسه يروّح له الهواء حتى انتبه، فعاتبه الإمام برقة وقال له: تنام الليل والنهار؟! لك الليل، ولنا النهار.

* استأجر الإمام عمالاً يعملون في بستانه، فلما فرغوا من عملهم، قال لغلامه معتب: أعطيهم أجرهم قبل أن يجفّ عرقهم.

* كان الإمام الصادق(عليه السلام) إذا مضى جزء من الليل أخذ جراباً فيه خبز ولحم ودراهم، فحمله على عاتقه فوزّعه على ذوي الحاجة من أهل المدينة وهم لا يعرفونه.

فلما توفّي الإمام الصادق(عليه السلام) افتقدوا ذلك الرجل فعلموا أنه الإمام.

الإمام وسفيان الثوري:

مرّ سفيان الثوري في المسجد الحرام، فرأى الإمام الصادق(عليه السلام) مرتدياً ثياباً قيّمة جميلة، فقال: والله لأوبّخنهُ، فاقترب من الإمام وقال له: يا بن رسول الله، والله ما هذا لباس رسول الله ولا لباس علي بن أبي طالب ولا أحد من آبائك.

فقال الإمام: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في زمن فقر، ونحن في زمن غنى، و الأبرار أحقّ من غيرهم بنعم الله، ثم قرأ الإمام قوله تعالى:((قُل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)).

فنحن أحقّ من أخذ منها ما أعطاه الله، ثم كشف الإمام ثوبه فإذا تحته ثوب غليظ خشن، وقال: يا ثوري هذا لبسته للناس، وهذا لي.

الإمام والتجارة:

دعا الإمام مولى له اسمه " مصادف " وأعطاه ألف دينار ليتاجر بها، وقال له: تجهّز حتى تخرج إلى مصر، فإنّ عيالي قد كثروا، فتجهَّز وخرج مع قافلة التجار إلى مصر، فصادفتْهم قافلة خرجتْ من مصر تريد العودة، فسألوهم عن البضاعة وحاجة الناس هناك، فأخبروهم أنّه ليس في مصر منه شيء، فاتّفق التجار ومعم (مصادف) على ربح فاحش على بضاعتهم، فلما وصلوا مصر عرضوا بضائعهم بربح 100% وباعوا على ذلك، ثم عادوا إلى المدينة.

ودخل مصادف على الإمام الصادق وهو يحمل كيسين ؛ في كل واحد ألف دينار، وقال للإمام: يا سيدي هذا رأس المال وهذا ربحه، فقال الإمام: هذا ربح كثير، كيف ربحته؟ فحدثه مصادف بحاجة بلاد مصر إلى بضائعهم وكيف اتفق التجار على استغلال هذه الحاجة، وتحالفهم عن أن يكون ربح كل دينارٍ ديناراً، فتأثر الإمام وقال مستنكراً: سبحان الله ! تتحالفون على قوم مسلمين إلاّ تبيعوهم إلاّ ربح الدينار ديناراً.

أخذ الإمام رأس المال فقط، وقال: هذا مالنا ولا حاجة لنا في ربحه، ثم قال: يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال.

* سأل فقيرٌ الإمام الصادق(عليه السلام) فقال لغلامه: ما عندك؟ قال الغلام: أربعمائة درهم.

فقال الإمام: أعطه إياها، فأخذها الفقير وانصرف شاكراً.

فقال الإمام لغلامه: أرجعه.

فقال الفقير متعجباً: سألتك فأعطيتني فماذا بعد ذلك! فقال الإمام: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الصدقة ما أبقت غنى و إنا لم نغنك، فخذ هذا الخاتم، فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة.

برّ الأم:

أسلم شاب نصراني ودخل على الإمام الصادق فدعا له وقال له: سلْ عما شئت يا بني.

فقال الشاب: إن أبي وأمّي وأهل بيتي على النصرانية، وأمي مكفوفة البصر، أنا أعيش معهم وآكل في آنيتهم.

فقال الإمام: أيأكلون لخم الخنزير؟ فقال الشاب: كلاّ.

فقال الإمام: كل معهم، وأوصيك بأمّك فلا تقصر في برّها، وكن أنت الذي تقوم بشأنها.

وعاد الشاب إلى الكوفة، فرأت أمّه منه أخلاقاً حسنة لم ترها من قبل، فقالت: يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت ودخلت في الحنيفية؟ فقال الشاب: أمرني بهذا رجلٌ من ولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

فقالت أمّه: أهو نبي؟ فقال الشاب: لا، ولكنه ابن نبي.

فقالت الأم: دينك خير الأديان اعرضه عليّ.

فعرض الابن على أمّه دين الإسلام فأسلمت، وعلّمها الصلاة.

الإمام والاحتكار:

قال الإمام الصادق(عليه السلام) الحكرة (الإحتكار) في الخصْب أربعون يوماً وفي الشدّة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد على الأربعين يوماً في الخصب فصاحبه ملعون، وما زاد على ثلاثة أيام في العسر فصاحبه ملعون.

وكان يقول لخادمه في أوقات حاجة الناس: اشترِ لنا شعيراً واخلطْ به طعامنا فإنّي أكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس رديئاً.

* ذات ليلة، وكان الظلام يغمر المدينة رأي المعلّى بن خنيس الإمامَ الصادق(عليه السلام) يشقّ طريقه في المطر والظلام وهو يحمل كيساً مليئاً بالخبز، فتبعه ليعرف أين يذهب، فسقطت بعض أرغفة الخبر فجمعها ومضى في طريقه حتى وصل إلى مساكين كانوا نائمين، فوضع عند رأس كل واحد منهم رغيفين فدنا منه المعلّى، وسلّم عليه وسأله: أهم من شيعتك؟ فقال الإمام: لا.

* وكان الإمام يعول كثيراً من الاُسر.. يحمل إليهم الطعام في الليل وهم لا يعرفونه، حتى إذا توفّي انقطع ما يأيتهم في الليل، فعرفوا أنّه الإمام.

* وأصاب المدينة قحط، واختفى القمح من أسواقه، فسأل الإمام غلامه " معتب " عنه، فقال معتب: عندنا ما يكفينا شهوراً، فأمره أن يبيعه ويعرضه في الأسواق.

* روى بشار المكاري، قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) وكان بين يديه طبقٌ من رطب وهو يأكل، فقال: يا بشار، اُدنُ فكل.

فقلت: هنّأك الله قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي... أوجع قلبي.

رأيت جلوازاً "شرطياً" يضرب امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي: المستغاث بالله ورسوله.

فسألتُ، فقال الناس: إنّها عثرت في طريقها، فقالت: لعَن اللهُ ظالميكِ يا فاطمة.

فقطع الإمام الأكل وبكى حتى ابتلّ منديله، ثم نهض إلى المسجد ودعا لها، فلم تلبثْ في الحبس إلاّ قليلا، ثم بعث لها بصرّة فيها سبعة دنانير، وكانت امرأة فقيرة.

 الجامعة الإسلامية:

سعى الأمويون، ومن ورائهم العباسيون، في القضاء على أهل البيت(عليه السلام) وطاردوا شيعتهم في كل مكان، وكان الناس يتداولون الروايات عن أهل البيت سرّاً، خوفاً.

وعندما أتيحت القرصة إلى الإمام الباقر ثم ابنه الإمام الصادق (عليهما السلام) انصرفا إلى نشر علوم الدين، وتحكيم اُسس الإيمان في قلوب الناس.

وقد اتّسم العصر الذي عاشه الإمام بظهور الحركات الفكرية، ووفور الآراء الاعتقادية الغربية إلى المجتمع الإسلامي، وأهمهاعنده هي حركة الغلاة الهدّامة، الذين تطلّعت رؤوسهم في تلك العاصفة الهوجاءإلى بثْ روح التفرقة بين المسلمين، وترعرعت بنا ت أفكارهم في ذلك العصر ليقوموا بمهمّة الانتصار لمبادئهم التي قضى عليها الإسلام، فقد اغتنموا الفرصة في بثّ تلك الآراء الفاسدة في المجتمع الإسلامي، فكانوا يبثّون الأحاديث الكاذبة ويسندونها إلى حملة العلم من آل محمّد، ليغرّروا به العامّة، فكان المغيرة بن سعيد يدّعي الاتّصال بأبي جعفر الباقر، ويروي عنه الأحاديث الـمـكـذوبة, فأعلن الامام الصادق(عليه السلام) كذبه والبراءة منه، وأعطى لأصحابه قاعدة فيالأحاديث التي تروى عنه فقال: «لا تقبلوا عليناً حديثا إلا ما وافق القرآن والسنّة , أو تجدون معهشاهداً من أحاديثنا المتقدّمة».

ثم إن الإمام قام بهداية الأمّة إلى النهج الصواب في عصر تضاربت فيه الاراء والأفكار, و اشتعلت فيه نار الحرب بين الأمويّين ومعارضيهم من العباسيّين , ففي تلك الظروف الصعبة و القاسية استغلّ الإمام الفرصة فـنـشر من أحاديث جدّه، وعلوم آبائه ما سارت به الركبان, وتربّى على يديه آلاف من المحدّثين والـفـقـهـاء ولـقـد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنه من الثقاة ـ على اختلافآرائهم ومقالاتهم ـ فكانوا أربعة آلاف رجل وهذه سمة امتاز بها الامام الصادق عن غيره من الأئمّة ـ عليه و عليهم السلام.

إن الإمام(عليه السلام) شرع بالرواية عن جدّه و آبائه عندما اندفع المسلمون إلى تدوين أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدالغفلةالـتـي استمرّت إلى عام 143ه حيث اختلط آنذاك الحديث الصحيح بالضعيف وتسرّبت إلـى الـسـنـة , العديد من الروايات الإسرائيلية الموضوعة من قبل اعداء الإسلام منالصليبيّين والمجوس، بالإضافة إلى المختلقات والمجعولات على يد علماء السلطة ومرتزقة البلاط الأموي.

ومن هنا فقد وجـد الإمام(عليه السلام) أن أمر السنّة النبوية قد بدأ يأخذ اتّجاهات خطيرة وانحرافات واضحة، فـعـمد(عليه السلام) للتصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة , وتفنيد الآراء الدخيلة على الإسلام والتي تسرّب الكثير منها نتيجة الاحتكاك الفكري والعقائدي بين المسلمين وغيرهم.

إن تلك الفترة شكّلت تحدّيا خطيراً لوجود السنة النبوية، وخلطاً فاضحاً في كثير من المعتقدات , لذا فإن الإمام(عليه السلام) كان بحقّ سفينة النجاة من هذا المعترك العسر.

إن علوم أهل البيت(عليهم السلام) متوارثة عن جدّهم المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أخذها عن الله تعالى بواسطة الأمين جبرئيل(عليه السلام)، فلا غرو أن تجد الأمة ضالّتها فيهم(عليهم السلام)، وتجد مرفأ الأمان في هذه اللجج العظيمة، ففي ذلك الوقت، حيث أخذ كلّ يحدّث عن مجاهيل ونكرات ورموز ضعيفة ومطعونة، أو أسانيد مشوّشة، تجد أن الإمام الصادق(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث علي بن أبي طالب، وحديث عليّ حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وحديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله عزّ وجلّ.

فتأسّست بذلك على يديه(عليه السلام) جامعة إسلامية كبرى تضمّ أكثر من أربعة آلاف عالم تخرّجوا على يديه، في علوم الدين والرياضيات والكيمياء، وحتى الطب.

وكان جابر بن حيّان الكيميائي المشهور يبدأ مقالاته في هذا العلم بقوله: حدّثني سيّدي " جعفرُ بن محمدٍ الصادق(عليه السلام) ".

كان الإمام الصادق(عليه السلام) يحترم العلماء المؤمنين ويشجّعهم ويوضّح لهم الطريق الصحيح للبحث والحوار لخدمة الدين وتعميق أساس الإيمان، وكان يشعر بالحزن لدى رؤيته المنحرفين الضالّين الذين يسعون إلى بلبلة عقائد الناس ونشر الضلال.

واجتمع أربعة من هؤلاء الضالّين في مكة وراحوا يسخرون من الحُجّاج وهم يطوفون بالكعبة، ثم اتّفقوا على نقض القرآن بتأليف كتابٍ مثله، فتعهّد كلّ واحد منهم بربع القرآن، وقالوا ميعادنا العام القادم.

ومرّ العام، واجتمعوا مرّة أخرى.

قال الأول: قضيت العام كلَّه أفكّر في هذه الآية: ((فلّما استيأسوا خلصوا نجيّاً)) وقد حيّرتني فصاحتها وبلاغتها.

قال الثاني: فكّرت في هذه الآية: ((يا أيها الناس ضُرِب مثلٌ فاستمعوا له إنّ الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له } فلم أقدر أن آتي بمثلها)).

وقال الثالث: وأنا فكّرت في هذه الآية: ((لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا)) فلم أستطع أن آتي بمثلها.

وقال الرابع: انه ليس من صنع البشر.

لقد قضيت العام كلّه أفكّر في هذه الآية: ((وقيل يا أرض ابلعي ماءكِ ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقُضي الأمر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)).

ومرّ بهم الإمام الصادق(عليه السلام) فنظَر إليهم وتلا قوله تعالى: ((لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً))..

المذهب الجعفري:

انتشر مذهب أهل البيت(عليهم السلام) في زمن الإمام الصادق(عليه السلام) وأصبح له أتباع كثيرون، حتى أطلق الناس على مذهب التشيع اسم المذهب الجعفري نسبة إلى جعفرٍ الصادق(عليه السلام).

وبالطبع لا يختلف المذهب الجعفري، فهو مذهب علي(عليه السلام) الذي اغتيل في المحراب على يد الخوارج، وهو المذهب الذي مات عليه الحسن(عليه السلام) مسموماً على يد معاوية، وهو المذهب الذي استشهد من أجله الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء.

لقد أوصى رسول الله المسلمين بكتاب الله وعترته (أهل البيت) ولكن المسلمين ـ ومع الأسف ـ غفلوا عن وصية النبي(عليه السلام) فغصب المنحرفون حقّهم، وانتشر الفساد والظلم،وكان الحكام يطاردون آل النبي وشيعتهم، بل تجرّأوا على قتلهم وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم كما حصل في كربلاء.

وأدرك الناس أنّهم قد خسروا خسارة كبرى بتضييع وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنهم كانوا يخافون سطوة الحاكمين، حتى كان بعضهم يخفي ولاءه لأهل البيت خوفاً على حياته.

الإمام وولاة عصره:

ضجّ الناس من حكم بني أمية وظلمهم، واستغلّ البعض عواطف الناس و ولاءهم لأهل النبي، فبدأوا معارضتهم لبني أمية باسم آل البيت، وقد نشط العباسيون وراحوا يدعون الناس إلى " الرضا من آل محمد ".

وقد ساعد هذا الشعار في انتشار دعوتهم، وبدأوا ثورتهم في خراسان.

وسرعان ما التفّ الناس حولهم، فانتصروا وانتهت حكومة بني أمية.

وبدل أن يُسلّم العباسيون الخلافة إلى أصحابها، راحوا يطاردون العلويين في كل مكان، وأمعنوا في قتلهم و تشريدهم.

أمسك المنصور بمقاليد الخلافة بقوّة وراح يخطّط للقضاء على معارضيه، فقتل محمداً وأخاه إبراهيم ؛ وهما من ولد الحسن(عليه السلام) وبثَّ الجواسيس في المدن، وأمر حاكم المدينة المنورة بمراقبة الإمام الصادق مراقبة دقيقة.

استدعى المنصورُ الإمامَ مرّة وقال له: لماذا لا تزورنا كما يزورنا الناس؟ أجابه الإمام: ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوه منك، ولا أنت في نعمةٍ فنهنئك بها، ولا في نقمة فنعزيك.

فقال المنصور بخبث: تصحبنا لتنصحنا.

فأجابه الإمام: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك.

كان المنصور يأمر وإليه على المدينة بالحطّ من مكانة علي(عليه السلام).

وذات يوم صعد الوالي المنبر وراح يذكر أمير المؤمنين وأهل بيته بسوء، فنهض الإمام وقال: أما ما قلت من خير فنحن أهله، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك (أي المنصور) أولى به، والتفت الإمام إلى الناس وقال: ألا أنبئكم بأخفّ الناس ميزاناً وأبينهم خسرانا يوم القيامة وأسوأهم حالاً: من باع آخرته بدنيا غيره ؛ وهو هذا الفاسق.

فنزل الوالي من المنبر وهو يشعر بالخزي.

وفي مجلس " المنصور " كانت ذبابة لا تنفكّ تحطّ على أنف المنصور وهو يطردها فتعود، حتى آذته، فالتفت إلى الإمام وسأله بانزعاج: لِمَ خلق اللهُ الذباب؟ فأجابه الإمام: ليذلّ به أنوف الجبابرة.

استشهاد الإمام :

لم يكن المنصور يتحمّل وجود الإمام الصادق(عليه السلام) وكان يخطّط للقضاء عليه، وأخيراً دسّ إليه السم.

واستشهد الإمام في 25 شوّال سنة 148 هجرية.

حيث دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع.

من كلماته(عليه السلام)

إحذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمّام، لأنّ من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمّ إليك سينمّ عليك.

ثلاثة لا يصيبون إلاّ خيرا: أولو الصمت وتاركو الشرّ، والمكثرون من ذكر الله، ورأس الحزم التواضع.

فقيل للإمام: وما التواضع؟ فأجاب: أن ترضى من المجلس بدون شرفك، وأن تسلّم على من لقيت، وأن تترك المِراء (الجدل) وإن كنت محقاً.

كان رجل يتردّد على الإمام فانقطع، ولمّا سأل الإمام عنه قال أحدهم منتقصاً شأنه: إنّه نبطي.

فقال الإمام: أصل الرجل عقله، و حسَبه دينه، وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون.

اتقوا المظلوم فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.

الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتهم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم في دينهم.

ثلاثة تكدّر العيش: السلطان الجائر وجار السوء، المرأة البذيئة، وثلاثة لا يصلح العالم بدونها: الأمن والعدل والخصب.

و من وصيته لسفيان الثوري: «الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه. إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه».

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:39 م

1 التعليقات:

الأربعاء، 20 أغسطس 2014


السؤال: أتمنى أن تجيبوا على أسئلتي


في البدايه أريد أن أقول أن من المعروف أن النساء أكثر فتنه و هي مثيره للشهوات أكثر من الرجال، و لكن الا يمكن القول بأن الرجل فتنه و مثير للشهوات عند النساء ، لأن الله خلق المرأة و فيها فتنه أكثر و مثيره للشهوه أكثر فهل هنالك شيء جعله الله في الرجال ليوازن كثره الفتنه و اثاره الشهوة في النساء.؟. فالحكمه من فتنه النساء للألفه والأستيناس و لأستمرار النسل .
فالأولاد و النسل يستمتع بها كلا الزوجين ، و لكن هل الألفه و الأستيناس يكون فقط للرجل لأن المرأة هي أكثر فتنه و مثيره للشهوات أم يكون أيضا للطرفين لأن الرجل أيضا فتنه و مثير للشهوات بالنسبه للنساء..؟. فهل الفتنه و اثاره الشهوه في النساء تعادل الفتنه و اثاره الشهوه في الرجال و لكن الحياء في النساء يحميهن و يمنعهن من هذه الفتنه و هذة الأثاره؟ فالمرأه أجمل و أكثر اثاره للفتنه و لكن الرجل أيضا فيه قدر من الجمال و اثاره الفتنه للنساء.... فالرجال يستمتعون بالنساء و لهم أن يتزوجوا أربع منهن و لكن مالذي جعله الله للنساء ليستمتعن به؟
فالمرأة تميل الى التفرد و الرجل يميل الى التعدد ، و للرجال حور عين في الجنه أما النساء فلا .... فما الذي جعله الله في النساء ليعادل هذه الخاصيه في الرجال . لأن الله اذا خلق خاصيه في أحد الجنسين فانه يخلق خاصيه أخرى تعادلها في الجنس الآخر ... فلا يمكن القول بأن ميل النساء للجواهر و الحلي أكثر من ميلها للرجال لأن المجوهرات و الحلي مجرد جوامد . أما الرجال فيميلون للنساء فهل النساء يميلون للرجال بنفس المقدار؟

الجواب: سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون»[1]. «ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون»[2]. وكذلك اقتضت حكمته تعالى أن يجعل البشر زوجين اثنين من أجل التكافل والتكامل، واستقرار الحياة، واستمرار النسل.
وإن هذا التنويع الجنسي يقتضي ـ بالضرورة ـ تفاوتاً في القدرات واختلافاً في الحاجات، وتمايزاً في الميول والرغبات. ومع أن أصل الميل الجنسي كامن في الطرفين، ولذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنه "ما من رجل خلا بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"[3]، وقال تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ...»[4].
إلاّ أن ذلك التنوع المذكور استوجب اختلافاً في الدوافع والموانع والضوابط؛ فإن المرأة هي التي تحبل وتتحمل التبعات المباشرة، وليس كذلك الرجل. وهي الضعيفة البنية والكثيرة العلل والأمراض التي تعوقها من تهيئة أمور معاشها، وحماية نفسها وذريتها من صعوبات الحياة ومشكلاتها، وليس كذلك الرجل. ولذلك جعل الله سبحانه في المرأة ما يسدّ فيها ذلك النقص فصيّرها مطلوبة لا طالبة، ومخطوبة لا خاطبة. فصارت مفاتنها أكثر، بل إن كل أعضائها فتنة للرجل، فوجب الستر عليها دون الرجل.
 وقد عبرت النصوص الشرعية بإجماع المسلمين: أن جسد المرأة جميعاً عورة ما عدا الوجه والكفين، وعلى ذلك الآيات الصريحة، ولم يرد ذلك في حق الرجل. بل هذا هو نداء الفطرة ومتعارف العقلاء، في كل الأزمنة والأمكنة، حتى غير المسلمين، بل حتى غير أهل الكتب السماوية، إذا ما استثنينا بعض القبائل المنحرفة النادرة، وما آلت اليه ماكنة هذا العصر الشيطانية، من إعلام فاجر، وإغواء فاسد ماكر.
وغير خافٍ ما يفعله الإيحاء والتلقين المباشر والمستمر في تحريف الغرائز وتغليف الفطرة النقية وتزييفها. فصار الرجال يكتفون بالرجال، والنساء بالنساء، والجنس يتشبه بالآخر، ركضاً وراء سراب، ولهاثاً خلف هباء وخواء.
ولذلك أيضاً اختلفت نظرة المرأة تجاه الشريك الذي تبتغيه، عن نظرته إليها؛ فهو يقصد الجمال الظاهري، ويركز على الحنان والمشاعر المرهفة التي تنقصه فيكمل بها، وإلى عفة الفرج، وسلامة النسب، يكمل به سائر مآربه النفسية والاجتماعية، فيما تنظر إليه هي وتبحث فيه عن الحامي والسند، لتكمل به ضعفها، والعز والشرف اللذين تستشعر الأمن والكرامة معهما بين الأنام. وهو الذي يفسّر التفاوت الواضح في النظرة الشرعية لهما معاً.
 فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «خيار خصال النساء شرار خصال الرجال الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها»[5]. وروي عنه عليه السلام كذلك: أن «غيرة الرجل إيمان وغيرة المرأة عدوان»[6]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «كان إبراهيم غيوراً وأنا أغير منه، وجدع الله أنف من لا يغار من المؤمنين»[7]!.
ومن الواضح أن المرأة تفرح عادة بغيرة زوجها عليها، لكن الرجل ليس كذلك. وفي ذلك إشارة واضحة إلى فرق هام بين الرجل والمرأة، يظهر أن لذة الرجل هي في إتيان النساء، بينما لذة المرأة المتعارفة تكمن في زهوها واعتدادها بنفسها، وشعورها بأنها أجمل وأحلى، وأنها مرغوبة. ولعل في هذا جواباً شافياً لتركيز النصوص على الحور العين بالنسبة الى الرجال دون النساء، وذلك لأن لذة النساء الهامّة في أن يظهرن في أجمل صورة، وأبهى منظر.
وقد وردت النصوص الشرعية بذلك. ففي الحديث النبوي: أن المرأة من أهل الجنة يُرى مخ ساقها من وراء سبعين حلّة من حرير[8]. وعن ابن مسعود: يرى كما يرى السلك من وراء الياقوت[9]. وقد ورد: أن نساء الدنيا المؤمنات في الجنة أجل وأجمل من الحور العين. مع أن النبي صلى الله عليه وآله حين يصف الحور العين لأبي ذر يقول: يا أبا ذر لو أن المرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء بالقمر ليلة البدر، ولو وجد ريح نشرها جميع أهل الأرض. ولو أن ثوباً من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه وما حملته أبصارهم[10]. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنّ أجمل من الحور العين[11].
وحين سألت أم سلمة (رض) رسول الله: بأبي أنت وأمي، المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة، لأيهما تكون، فقال صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، تخيّر أحسنهما خلقاً وخيرهما لأهله»[12].
إن المرأة بغريزتها الأنثوية لا تطمح لأن تحصل على الرجال، كما هو حالها في هذه الدنيا، بل تتمنى لو خلّد لها جمالها. وحين تسمع عن الحور العين تتمنى لو أنها تحصل على مثل جمالهن، والله سبحانه أعطاها ما يرضي غرورها، ويلائم طموحها من هذه الناحية.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


_________
[1] يس:36.
[2] الذاريات:49.
[3] دعائم الاسلام: ج2 ص214 (والحديث أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام؛ انظر: مستدرك الوسائل: ج14 ص265 ح16665.
[4] النور:30ـ31.
[5] بحار الأنوار: ج100 ص238.
[6] غرر الحكم: 6383، 6384.
[7] الكافي: ج 5 ص 536 .
[8] الكافي 8: 99، ذيل الحديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
[9] بحار الأنوار: ج8 ص105.
[10] بحار الأنوار: ج74 ص82.
[11] وسائل الشيعة: ج20 ص121 باب جواز النظر إلى جميع بدن الزوجة ح4.
[12] بحار الأنوار: ج8 ص119.

لماذا فتنة المرأة أكثر من الرجل؟!


السؤال: أتمنى أن تجيبوا على أسئلتي


في البدايه أريد أن أقول أن من المعروف أن النساء أكثر فتنه و هي مثيره للشهوات أكثر من الرجال، و لكن الا يمكن القول بأن الرجل فتنه و مثير للشهوات عند النساء ، لأن الله خلق المرأة و فيها فتنه أكثر و مثيره للشهوه أكثر فهل هنالك شيء جعله الله في الرجال ليوازن كثره الفتنه و اثاره الشهوة في النساء.؟. فالحكمه من فتنه النساء للألفه والأستيناس و لأستمرار النسل .
فالأولاد و النسل يستمتع بها كلا الزوجين ، و لكن هل الألفه و الأستيناس يكون فقط للرجل لأن المرأة هي أكثر فتنه و مثيره للشهوات أم يكون أيضا للطرفين لأن الرجل أيضا فتنه و مثير للشهوات بالنسبه للنساء..؟. فهل الفتنه و اثاره الشهوه في النساء تعادل الفتنه و اثاره الشهوه في الرجال و لكن الحياء في النساء يحميهن و يمنعهن من هذه الفتنه و هذة الأثاره؟ فالمرأه أجمل و أكثر اثاره للفتنه و لكن الرجل أيضا فيه قدر من الجمال و اثاره الفتنه للنساء.... فالرجال يستمتعون بالنساء و لهم أن يتزوجوا أربع منهن و لكن مالذي جعله الله للنساء ليستمتعن به؟
فالمرأة تميل الى التفرد و الرجل يميل الى التعدد ، و للرجال حور عين في الجنه أما النساء فلا .... فما الذي جعله الله في النساء ليعادل هذه الخاصيه في الرجال . لأن الله اذا خلق خاصيه في أحد الجنسين فانه يخلق خاصيه أخرى تعادلها في الجنس الآخر ... فلا يمكن القول بأن ميل النساء للجواهر و الحلي أكثر من ميلها للرجال لأن المجوهرات و الحلي مجرد جوامد . أما الرجال فيميلون للنساء فهل النساء يميلون للرجال بنفس المقدار؟

الجواب: سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون»[1]. «ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون»[2]. وكذلك اقتضت حكمته تعالى أن يجعل البشر زوجين اثنين من أجل التكافل والتكامل، واستقرار الحياة، واستمرار النسل.
وإن هذا التنويع الجنسي يقتضي ـ بالضرورة ـ تفاوتاً في القدرات واختلافاً في الحاجات، وتمايزاً في الميول والرغبات. ومع أن أصل الميل الجنسي كامن في الطرفين، ولذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنه "ما من رجل خلا بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"[3]، وقال تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ...»[4].
إلاّ أن ذلك التنوع المذكور استوجب اختلافاً في الدوافع والموانع والضوابط؛ فإن المرأة هي التي تحبل وتتحمل التبعات المباشرة، وليس كذلك الرجل. وهي الضعيفة البنية والكثيرة العلل والأمراض التي تعوقها من تهيئة أمور معاشها، وحماية نفسها وذريتها من صعوبات الحياة ومشكلاتها، وليس كذلك الرجل. ولذلك جعل الله سبحانه في المرأة ما يسدّ فيها ذلك النقص فصيّرها مطلوبة لا طالبة، ومخطوبة لا خاطبة. فصارت مفاتنها أكثر، بل إن كل أعضائها فتنة للرجل، فوجب الستر عليها دون الرجل.
 وقد عبرت النصوص الشرعية بإجماع المسلمين: أن جسد المرأة جميعاً عورة ما عدا الوجه والكفين، وعلى ذلك الآيات الصريحة، ولم يرد ذلك في حق الرجل. بل هذا هو نداء الفطرة ومتعارف العقلاء، في كل الأزمنة والأمكنة، حتى غير المسلمين، بل حتى غير أهل الكتب السماوية، إذا ما استثنينا بعض القبائل المنحرفة النادرة، وما آلت اليه ماكنة هذا العصر الشيطانية، من إعلام فاجر، وإغواء فاسد ماكر.
وغير خافٍ ما يفعله الإيحاء والتلقين المباشر والمستمر في تحريف الغرائز وتغليف الفطرة النقية وتزييفها. فصار الرجال يكتفون بالرجال، والنساء بالنساء، والجنس يتشبه بالآخر، ركضاً وراء سراب، ولهاثاً خلف هباء وخواء.
ولذلك أيضاً اختلفت نظرة المرأة تجاه الشريك الذي تبتغيه، عن نظرته إليها؛ فهو يقصد الجمال الظاهري، ويركز على الحنان والمشاعر المرهفة التي تنقصه فيكمل بها، وإلى عفة الفرج، وسلامة النسب، يكمل به سائر مآربه النفسية والاجتماعية، فيما تنظر إليه هي وتبحث فيه عن الحامي والسند، لتكمل به ضعفها، والعز والشرف اللذين تستشعر الأمن والكرامة معهما بين الأنام. وهو الذي يفسّر التفاوت الواضح في النظرة الشرعية لهما معاً.
 فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «خيار خصال النساء شرار خصال الرجال الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها»[5]. وروي عنه عليه السلام كذلك: أن «غيرة الرجل إيمان وغيرة المرأة عدوان»[6]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «كان إبراهيم غيوراً وأنا أغير منه، وجدع الله أنف من لا يغار من المؤمنين»[7]!.
ومن الواضح أن المرأة تفرح عادة بغيرة زوجها عليها، لكن الرجل ليس كذلك. وفي ذلك إشارة واضحة إلى فرق هام بين الرجل والمرأة، يظهر أن لذة الرجل هي في إتيان النساء، بينما لذة المرأة المتعارفة تكمن في زهوها واعتدادها بنفسها، وشعورها بأنها أجمل وأحلى، وأنها مرغوبة. ولعل في هذا جواباً شافياً لتركيز النصوص على الحور العين بالنسبة الى الرجال دون النساء، وذلك لأن لذة النساء الهامّة في أن يظهرن في أجمل صورة، وأبهى منظر.
وقد وردت النصوص الشرعية بذلك. ففي الحديث النبوي: أن المرأة من أهل الجنة يُرى مخ ساقها من وراء سبعين حلّة من حرير[8]. وعن ابن مسعود: يرى كما يرى السلك من وراء الياقوت[9]. وقد ورد: أن نساء الدنيا المؤمنات في الجنة أجل وأجمل من الحور العين. مع أن النبي صلى الله عليه وآله حين يصف الحور العين لأبي ذر يقول: يا أبا ذر لو أن المرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء بالقمر ليلة البدر، ولو وجد ريح نشرها جميع أهل الأرض. ولو أن ثوباً من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه وما حملته أبصارهم[10]. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنّ أجمل من الحور العين[11].
وحين سألت أم سلمة (رض) رسول الله: بأبي أنت وأمي، المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة، لأيهما تكون، فقال صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، تخيّر أحسنهما خلقاً وخيرهما لأهله»[12].
إن المرأة بغريزتها الأنثوية لا تطمح لأن تحصل على الرجال، كما هو حالها في هذه الدنيا، بل تتمنى لو خلّد لها جمالها. وحين تسمع عن الحور العين تتمنى لو أنها تحصل على مثل جمالهن، والله سبحانه أعطاها ما يرضي غرورها، ويلائم طموحها من هذه الناحية.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


_________
[1] يس:36.
[2] الذاريات:49.
[3] دعائم الاسلام: ج2 ص214 (والحديث أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام؛ انظر: مستدرك الوسائل: ج14 ص265 ح16665.
[4] النور:30ـ31.
[5] بحار الأنوار: ج100 ص238.
[6] غرر الحكم: 6383، 6384.
[7] الكافي: ج 5 ص 536 .
[8] الكافي 8: 99، ذيل الحديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
[9] بحار الأنوار: ج8 ص105.
[10] بحار الأنوار: ج74 ص82.
[11] وسائل الشيعة: ج20 ص121 باب جواز النظر إلى جميع بدن الزوجة ح4.
[12] بحار الأنوار: ج8 ص119.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:53 م

1 التعليقات:



اريد ان اسأل عن الإيمان بالكتب السماوية 
كيف يمكن ان نؤمن بها على ارض الواقع اليوم،هل يمكن ان نقرأها و نؤمن بما يشبه القرآن في محتواه منها

مثل خلق الله في ست ايام ثم استوى على العرش 
في الانجيل مكتوب شيء مشابه.

الجواب: نؤمن بما نزل على الأنبياء في الواقع من كتبهم غير المحرفة وأديانهم التوحيدية المسلمة.

فإن الدين كل الدين عند الله هو الإسلام 
ومعنى الإسلام هو الإذعان والتسليم إلى الله سبحانه.
فإن دين الله واحد وكل الأنبياء كانوا على هذا الدين.

والقرآن ناطق بهذه الحقيقة الناصعة ويؤكدها مع ذكر الأديان جميعا وهو لا يعبر عنها بالأديان بلفظ الجمع بل يقول دين الله بلفظ المفرد.

أما التعاليم والأحكام في تلك الشرائع فقد روعي فيها مستوى البشرية في تلك الأزمنة العقلية والإجتماعية الإنسانية.

لذلك يكون شرع الإسلام وقانونه هو دين الله الخالد لأنه قمة التكامل والشمول ويكون صالحا لجميع البشر وإلى الأبد بينما تلك الشرائع  لم تكن صالحة إلا في أزمنة مؤقتة ومراحل محددة، وليست لكل زمان ومكان.



أجاب على أسئلة هذه المحادثة سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الكتب السماوية السابقة كيف نؤمن بها وهي اليوم محرفة؟!



اريد ان اسأل عن الإيمان بالكتب السماوية 
كيف يمكن ان نؤمن بها على ارض الواقع اليوم،هل يمكن ان نقرأها و نؤمن بما يشبه القرآن في محتواه منها

مثل خلق الله في ست ايام ثم استوى على العرش 
في الانجيل مكتوب شيء مشابه.

الجواب: نؤمن بما نزل على الأنبياء في الواقع من كتبهم غير المحرفة وأديانهم التوحيدية المسلمة.

فإن الدين كل الدين عند الله هو الإسلام 
ومعنى الإسلام هو الإذعان والتسليم إلى الله سبحانه.
فإن دين الله واحد وكل الأنبياء كانوا على هذا الدين.

والقرآن ناطق بهذه الحقيقة الناصعة ويؤكدها مع ذكر الأديان جميعا وهو لا يعبر عنها بالأديان بلفظ الجمع بل يقول دين الله بلفظ المفرد.

أما التعاليم والأحكام في تلك الشرائع فقد روعي فيها مستوى البشرية في تلك الأزمنة العقلية والإجتماعية الإنسانية.

لذلك يكون شرع الإسلام وقانونه هو دين الله الخالد لأنه قمة التكامل والشمول ويكون صالحا لجميع البشر وإلى الأبد بينما تلك الشرائع  لم تكن صالحة إلا في أزمنة مؤقتة ومراحل محددة، وليست لكل زمان ومكان.



أجاب على أسئلة هذه المحادثة سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  2:20 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014


السؤال: مصر / طنطا


هل تعتبر هذه الأمثلة عاق لوالده ؟؟
1- اذا كان الأبن يذهب الى الحسينيات ووالده يعارضه ولا يريده الذهاب ويقول له انا لن ارضى عنك والأبن يقول انت حر رضيت عني ام لا لأن الحسين اجنني (( مع العلم الأب لا يصلي ولم يعلم ابنه شئ من الأحكام بل ابنه تعلم لوحده من مجالس الحسين))
2- اذا كان الأبن يصاحب شباب مؤمنين ووالده يقول له ابعد عنهم واذهب وصاحب فلان وفلان والأبن يعارض والده ولا يريد ان يصاحبهم (( مع العلم فلان وفلان اصحاب سوء ))
3- اذا كان الابن يريد الزواج من فلانة والاب يعارضه ويقول تزوج فلانة ويقول له ان لم تتزوجها اكون غاضب عليك
4- اذا جاء شخص فقير مؤمن لخطبتة الفتاة وهي وافقت ووالدها لا يوافق على زواجها ويريد ان يزوجها لشخص غني فاسق هل تستطيع ان تتزوج الفقير فقط بموافقة والدتها او اخوتها او حتى ان لم يوافق احد
5- اذا كان الأبن يعادي عدو اهل البيت عليهم السلام والاب يقول له لا تعاديهم بل سالمهم والابن لا يسمع كلام الاب لأنه يتبع كلام اهل البيت عليهم السلام في قول (( انا سلم لمن سالمكم وعدو لمن عاداكم ))
 

الجواب: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ويتضح ذلك في الواجبات والمحرمات. وأما في غير ذلك فينبغي الجمع بين المسابقة في الخيرات وبين إرضاء الوالدين، ومصاحبتهما بالمعروف، كما قال الله تعالى: "ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون".


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

طاعة الله وطاعة الوالدين


السؤال: مصر / طنطا


هل تعتبر هذه الأمثلة عاق لوالده ؟؟
1- اذا كان الأبن يذهب الى الحسينيات ووالده يعارضه ولا يريده الذهاب ويقول له انا لن ارضى عنك والأبن يقول انت حر رضيت عني ام لا لأن الحسين اجنني (( مع العلم الأب لا يصلي ولم يعلم ابنه شئ من الأحكام بل ابنه تعلم لوحده من مجالس الحسين))
2- اذا كان الأبن يصاحب شباب مؤمنين ووالده يقول له ابعد عنهم واذهب وصاحب فلان وفلان والأبن يعارض والده ولا يريد ان يصاحبهم (( مع العلم فلان وفلان اصحاب سوء ))
3- اذا كان الابن يريد الزواج من فلانة والاب يعارضه ويقول تزوج فلانة ويقول له ان لم تتزوجها اكون غاضب عليك
4- اذا جاء شخص فقير مؤمن لخطبتة الفتاة وهي وافقت ووالدها لا يوافق على زواجها ويريد ان يزوجها لشخص غني فاسق هل تستطيع ان تتزوج الفقير فقط بموافقة والدتها او اخوتها او حتى ان لم يوافق احد
5- اذا كان الأبن يعادي عدو اهل البيت عليهم السلام والاب يقول له لا تعاديهم بل سالمهم والابن لا يسمع كلام الاب لأنه يتبع كلام اهل البيت عليهم السلام في قول (( انا سلم لمن سالمكم وعدو لمن عاداكم ))
 

الجواب: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ويتضح ذلك في الواجبات والمحرمات. وأما في غير ذلك فينبغي الجمع بين المسابقة في الخيرات وبين إرضاء الوالدين، ومصاحبتهما بالمعروف، كما قال الله تعالى: "ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون".


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:22 م

0 التعليقات:

الاثنين، 18 أغسطس 2014


س: عن أبي خديجة قال: بعثني أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابنا فقال: " قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة، أو تدارى بينكم في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم بعضاً إلى السلطان الجائر". التهذيب:ج6  ص303 ح846.
السؤال: كيف يكون تجسيد هذه الرواية الشريفة في وقتنا الحاضر؟ وهل مضمون الرواية يمنع الاعتراف بـ (الدولة المدنية) فضلاً عن السعي لها، باعتبارها التجربة التي نجحت نسبيّاً في العديد من دول العالم؟ وشكراً

الجواب: لا منافاة بين مضمون الرواية وبين القبول بالدولة المدنية، إذا كان المراد من الدولة المدنية هو استحداث بعض الأشكال التنظيمية التي تتناغم مع الزمان والمكان، ولا تتعارض أو تتنافى مع أصل الدين وأحكامه. أما الدولة المدنية إن كانت بالمعنى الثاني فلا يمكن الجمع أساساً بينها وبين ما يدعو إليه الإسلام من إحقاق للحق وإرساء لمبادئ الحرية والعدالة التي يأمر بها الله ورسوله وكتابه. ولعل أكثر الجدل وقع على المصطلح بعيداً عن المضمون. وإلا فإن الإسلام لا يتقيد بشكل خاص بالمعنى الحديث للدولة، وإنما يركز على الأسس الكبرى والخطوط العريضة، التي تجمع بين حق الله وحق الناس. وما عدا فمتاح في أيدي الناس. وليس في الإسلام دولة دينية بالمعنى الثيوقراطي بالمفهوم الغربي المعاصر للمصطلح. ولا يمكن تحميل الإسلام تبعات الأخطاء والجرائم التي ارتكبها الملوك والسلاطين المسلمين، الذين جاهروا من أول يوم بتنصلهم من الإسلام وعدله وسائر تعاليمه!. 


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



الإسلام والدولة المدنية


س: عن أبي خديجة قال: بعثني أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابنا فقال: " قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة، أو تدارى بينكم في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم بعضاً إلى السلطان الجائر". التهذيب:ج6  ص303 ح846.
السؤال: كيف يكون تجسيد هذه الرواية الشريفة في وقتنا الحاضر؟ وهل مضمون الرواية يمنع الاعتراف بـ (الدولة المدنية) فضلاً عن السعي لها، باعتبارها التجربة التي نجحت نسبيّاً في العديد من دول العالم؟ وشكراً

الجواب: لا منافاة بين مضمون الرواية وبين القبول بالدولة المدنية، إذا كان المراد من الدولة المدنية هو استحداث بعض الأشكال التنظيمية التي تتناغم مع الزمان والمكان، ولا تتعارض أو تتنافى مع أصل الدين وأحكامه. أما الدولة المدنية إن كانت بالمعنى الثاني فلا يمكن الجمع أساساً بينها وبين ما يدعو إليه الإسلام من إحقاق للحق وإرساء لمبادئ الحرية والعدالة التي يأمر بها الله ورسوله وكتابه. ولعل أكثر الجدل وقع على المصطلح بعيداً عن المضمون. وإلا فإن الإسلام لا يتقيد بشكل خاص بالمعنى الحديث للدولة، وإنما يركز على الأسس الكبرى والخطوط العريضة، التي تجمع بين حق الله وحق الناس. وما عدا فمتاح في أيدي الناس. وليس في الإسلام دولة دينية بالمعنى الثيوقراطي بالمفهوم الغربي المعاصر للمصطلح. ولا يمكن تحميل الإسلام تبعات الأخطاء والجرائم التي ارتكبها الملوك والسلاطين المسلمين، الذين جاهروا من أول يوم بتنصلهم من الإسلام وعدله وسائر تعاليمه!. 


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:44 م

0 التعليقات:

الأحد، 17 أغسطس 2014


السؤال: أكدت إحصائيات حكومية وغير حكومية ارتفاعاً كبيراً في معدلات الطلاق في العديد من دول العالم الإسلامي، يا ترى إلام تعزون الأسباب؟ ومن يتحمل هذه الأزمة المتفاقمة؟ وما هي سبل التقليل من خطرها أو الحد منها؟

الجواب: يرجع إلى أمور منها أربعة رئيسية وما يتفرع عنها: هي ابتعاد الناس عن تعاليم السماء الحقة، وضيق الخلق، والهرولة وراء سراب الحياة المادية، وتجاذبات الأهالي  الجاهلية. وتحت هذين الأمرين تندرج أسباب وعوامل عديدة. ويكمن الحل في معالجة الأسباب المذكورة معالجة موضوعية. وكلٌّ من هذه الأسباب تحتاج إلى دراسة مستوعبة واعية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



معدلات الطلاق المتزايدة الأسباب والعلاج


السؤال: أكدت إحصائيات حكومية وغير حكومية ارتفاعاً كبيراً في معدلات الطلاق في العديد من دول العالم الإسلامي، يا ترى إلام تعزون الأسباب؟ ومن يتحمل هذه الأزمة المتفاقمة؟ وما هي سبل التقليل من خطرها أو الحد منها؟

الجواب: يرجع إلى أمور منها أربعة رئيسية وما يتفرع عنها: هي ابتعاد الناس عن تعاليم السماء الحقة، وضيق الخلق، والهرولة وراء سراب الحياة المادية، وتجاذبات الأهالي  الجاهلية. وتحت هذين الأمرين تندرج أسباب وعوامل عديدة. ويكمن الحل في معالجة الأسباب المذكورة معالجة موضوعية. وكلٌّ من هذه الأسباب تحتاج إلى دراسة مستوعبة واعية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:57 م

0 التعليقات:

انا من العراق واكيد وصلكم خبر تهجير المسيح من العراق واخذ الجزية منهم او قتلهم .....انا لما كنت اتناقش مع احدى صديقاتي قالت ان هذا شرع الله وذكر في القران ان يجب اما اخذ الجزية او القتل او دخول الاسلام كان جوابي لها كما يلي ......ان هؤلاء المسيح الموجودين العراق الان قد تم اخذ الجزية سابقا منهم وذلك لان الامام علي عليه السلام قد حكم بالعراق ومن المؤكد انه قد طبق حكم الله
هل في جوابي صحة؟



الجواب: لا جوابك ولا جوابها صحيح

وما الصح؟

الجواب باختصار ان أهل الكتاب حين يعيشون تحت ظل الدولة الاسلامية ويستفيدون من حمايتها فيكون عليهم التزامات وحقوق ولهم حقوق ومنافع،
من حقوقهم أن الدولة تدافع عنهم من المعتدين الأجانب والداخليين، وتسهل لهم عملية العيش الكريم
وتسقط عنهم الحقوق المالية التي تجب على المسلمين مثل الخمس والزكاة والجهاد والقتال
وكل هذه الأمور تجب على المواطنين المسلمين
فكل مسلم عليه ان يزكي ويخمس
وأما الحقوق التي عليهم فأمران:

الأول أن لا يتآمروا مع الأعداء على الدولة الاسلامية
والثاني أن يدفعوا ضريبة مالية أسوة بباقي المسلمين.

ولكن ضريبتهم تسمى جزية
ومعنى الجزية من لفظ الجزاء
يعني ان الجزية تؤخذ كضريبة
ولا تؤخذ مرة واحدة فقط.

السائلة:يعني ان الجزية تؤخذ كضريبة ولا تؤخذ مرة واحدة فقط؟

الجواب: نعم، إن ذلك جزاء ما يحصلون عليه من حقوق والتزامات
والمسلمون ايضا عليهم ضرائب مالية مثلما قلنا
واليوم لا يخلو بلد من هذه الضرائب، لكي يحصل التكافل كل سنة
وهي شيء قليل، دينار تقريبا على كل رجل مقتدر على الكسب والعمل،

ويعفى منها النساء والشيوخ والأطفال والمجانين وكل من لا يتمكن من الكسب
ثم ان هذا فقط وفقط في ظل الدولة الاسلامية الشرعية لا كل دولة.

السائلة: نعم لكن المسيح في الموصل العراق كرهوا الاسلام بسببهم لان لم تتوفر الحقوق التي ذكرتها حتى يدفعوا الجزية.. فالجزية تسقط عنهم في هذه الحالة؟

الجواب: بل لا تجب عليهم الا اذا التزمت لهم الدولة بتلك الخدمات فإذا لم تقدم الخدمات لهم سقطت الجزية عنهم ايضا،
الآن لا جزية كما اتضح من الجواب
وهؤلاء لا يمثلون الاسلام
فلم يأتوا بغير الذبح والفواحش والفجور
المهم ان نعرف نحن الحق فنتبعه
ونفتخر بعظمة ديننا وتسامحه.

السائلة: نعم أكيد ولكن يزعمون بتطبيقه

نعم مع الاسف هم يقولون كلام الحق الذي يراد به الباطل وهذا خطير جداً.


أجاب على أسئلة هذه المحادثة سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
\

هل يجب أخذ الجزية من المسيحيين كما يفعل الدواعش الآن في الموصل؟!

انا من العراق واكيد وصلكم خبر تهجير المسيح من العراق واخذ الجزية منهم او قتلهم .....انا لما كنت اتناقش مع احدى صديقاتي قالت ان هذا شرع الله وذكر في القران ان يجب اما اخذ الجزية او القتل او دخول الاسلام كان جوابي لها كما يلي ......ان هؤلاء المسيح الموجودين العراق الان قد تم اخذ الجزية سابقا منهم وذلك لان الامام علي عليه السلام قد حكم بالعراق ومن المؤكد انه قد طبق حكم الله
هل في جوابي صحة؟



الجواب: لا جوابك ولا جوابها صحيح

وما الصح؟

الجواب باختصار ان أهل الكتاب حين يعيشون تحت ظل الدولة الاسلامية ويستفيدون من حمايتها فيكون عليهم التزامات وحقوق ولهم حقوق ومنافع،
من حقوقهم أن الدولة تدافع عنهم من المعتدين الأجانب والداخليين، وتسهل لهم عملية العيش الكريم
وتسقط عنهم الحقوق المالية التي تجب على المسلمين مثل الخمس والزكاة والجهاد والقتال
وكل هذه الأمور تجب على المواطنين المسلمين
فكل مسلم عليه ان يزكي ويخمس
وأما الحقوق التي عليهم فأمران:

الأول أن لا يتآمروا مع الأعداء على الدولة الاسلامية
والثاني أن يدفعوا ضريبة مالية أسوة بباقي المسلمين.

ولكن ضريبتهم تسمى جزية
ومعنى الجزية من لفظ الجزاء
يعني ان الجزية تؤخذ كضريبة
ولا تؤخذ مرة واحدة فقط.

السائلة:يعني ان الجزية تؤخذ كضريبة ولا تؤخذ مرة واحدة فقط؟

الجواب: نعم، إن ذلك جزاء ما يحصلون عليه من حقوق والتزامات
والمسلمون ايضا عليهم ضرائب مالية مثلما قلنا
واليوم لا يخلو بلد من هذه الضرائب، لكي يحصل التكافل كل سنة
وهي شيء قليل، دينار تقريبا على كل رجل مقتدر على الكسب والعمل،

ويعفى منها النساء والشيوخ والأطفال والمجانين وكل من لا يتمكن من الكسب
ثم ان هذا فقط وفقط في ظل الدولة الاسلامية الشرعية لا كل دولة.

السائلة: نعم لكن المسيح في الموصل العراق كرهوا الاسلام بسببهم لان لم تتوفر الحقوق التي ذكرتها حتى يدفعوا الجزية.. فالجزية تسقط عنهم في هذه الحالة؟

الجواب: بل لا تجب عليهم الا اذا التزمت لهم الدولة بتلك الخدمات فإذا لم تقدم الخدمات لهم سقطت الجزية عنهم ايضا،
الآن لا جزية كما اتضح من الجواب
وهؤلاء لا يمثلون الاسلام
فلم يأتوا بغير الذبح والفواحش والفجور
المهم ان نعرف نحن الحق فنتبعه
ونفتخر بعظمة ديننا وتسامحه.

السائلة: نعم أكيد ولكن يزعمون بتطبيقه

نعم مع الاسف هم يقولون كلام الحق الذي يراد به الباطل وهذا خطير جداً.


أجاب على أسئلة هذه المحادثة سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
\

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  1:14 م

0 التعليقات:

السبت، 16 أغسطس 2014


السؤال: نحن نعلم ان كل عمل او ذكر له اجر خاص عند الله سبحانه وتعالى
السؤال هنا اي ذكر افضل وانفع للانسان من بين هذه الاذكار ويغنيه عن غيره في الدنيا والاخره
1-لا اله الا الله
2-بسم الله الرحمن الرحيم
3- لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
4- لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
5- اللهم صل على محمد وال محمد
افيدونا ماجورين بالصلاه على محمد وال محمد
وشكرا
 
الجواب: كلها جنان وارفة، وهي جميعاً أفضل الذكر، لكن الأصل فيها التهليل، والتسبيح والتحميد والتكبير صور أخرى عنها. والحوقلة والبسملة إظهار و إعلان عنها، والصلاة على محمد وآله إذعان وتسليم بها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


أفضل الذكر


السؤال: نحن نعلم ان كل عمل او ذكر له اجر خاص عند الله سبحانه وتعالى
السؤال هنا اي ذكر افضل وانفع للانسان من بين هذه الاذكار ويغنيه عن غيره في الدنيا والاخره
1-لا اله الا الله
2-بسم الله الرحمن الرحيم
3- لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
4- لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
5- اللهم صل على محمد وال محمد
افيدونا ماجورين بالصلاه على محمد وال محمد
وشكرا
 
الجواب: كلها جنان وارفة، وهي جميعاً أفضل الذكر، لكن الأصل فيها التهليل، والتسبيح والتحميد والتكبير صور أخرى عنها. والحوقلة والبسملة إظهار و إعلان عنها، والصلاة على محمد وآله إذعان وتسليم بها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:42 م

0 التعليقات:

الجمعة، 15 أغسطس 2014




السؤال: قول مولانا امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة رقم 164 من كلام له عليه السلام لما اجتمع الناس اليه وشكوا ما نقموه على عثمان ( ان الناس ورائي قد استسفروني بينك وبينهم ووالله ما أدري ما اقول لك ما اعرف شيئاً تجهله ولا ادلك على امر لاتعرفه انك تعلم ما نعلم ما سبقناك الى شيئ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيئ فنبلغكه وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب اولى بعمل الحق منك ) في كلام امير المؤمنين عليه السلام شهادة للخليفة الاول والثاني انهما عملا بالحق وكانا من اهله وكانت سيرتهم مستقيمة 
فان كان الامام عليه السلام مكلف بمنصب وتكليف الهي والخليفة الاول والثاني قد تقدموا عليه في هذا المنصب ودفعوه عنه واغتصبو منه هذا المنصب في قيادة الامة فكيف يشهد الامام سلام الله عليه لهم انهم عملوا بالحق
 
الجواب: مع قطع النظر عن المناقشة السندية فإن نهج البلاغة كتاب مروي يخضع أيضاً للتقويم السندي وإعمال الضوابط الدرائية عليه، خصوصاً إذا كان الوارد فيه يخالف شهرة روائية، أو يتعارض مع مثله، فلا بد حينئذ من إجراء قواعد الترجيح الروائي.
ومع غض النظر عن ذلك، فإن اللفظ المذكور لو دققنا فيه، وأعملنا الإنصاف لما وجدنا فيه أي مدح لأبي بكر أو عمر. فإن كلام أمير المؤمنين عليه السلام مع عثمان كان يدور حول تأنيبه وملامته مع ما هو عليه من القرب السبـبي، الذي لم يتوفر على مثله أحد منهما. فكأنه عليه السلام يقول لابن عاقّ: لم عققت والدك، فالبر به والإحسان إليه عليك أوجب وألزم من فلان وفلان؛ فإنك أقرب إليه بكذا وكذا. وليس في هذه العبارة مدحٌ للفلانين، فقد يكونان عاقين هما أيضاً، متمردين عليه. نعم يمكن أن يكون هذا العتاب جواباً لاحتجاج عثمان بأني لم أفعل إلا كما فعل أبو بكر وعمر. فكان جوابه عليه السلام: إنك أولى بعمل الحق منهما، فهما وإن عصيا وآذيا وأجرما، لكن عصيانك وجرمك يكون أشد وأقبح لقربك من رسول الله صلى الله عليه وآله. فعلى هذا لا يكون في قوله عليه السلام شهادة لهما بعمل الحق، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل مدح أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة عثمان بن عفان؟




السؤال: قول مولانا امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة رقم 164 من كلام له عليه السلام لما اجتمع الناس اليه وشكوا ما نقموه على عثمان ( ان الناس ورائي قد استسفروني بينك وبينهم ووالله ما أدري ما اقول لك ما اعرف شيئاً تجهله ولا ادلك على امر لاتعرفه انك تعلم ما نعلم ما سبقناك الى شيئ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيئ فنبلغكه وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب اولى بعمل الحق منك ) في كلام امير المؤمنين عليه السلام شهادة للخليفة الاول والثاني انهما عملا بالحق وكانا من اهله وكانت سيرتهم مستقيمة 
فان كان الامام عليه السلام مكلف بمنصب وتكليف الهي والخليفة الاول والثاني قد تقدموا عليه في هذا المنصب ودفعوه عنه واغتصبو منه هذا المنصب في قيادة الامة فكيف يشهد الامام سلام الله عليه لهم انهم عملوا بالحق
 
الجواب: مع قطع النظر عن المناقشة السندية فإن نهج البلاغة كتاب مروي يخضع أيضاً للتقويم السندي وإعمال الضوابط الدرائية عليه، خصوصاً إذا كان الوارد فيه يخالف شهرة روائية، أو يتعارض مع مثله، فلا بد حينئذ من إجراء قواعد الترجيح الروائي.
ومع غض النظر عن ذلك، فإن اللفظ المذكور لو دققنا فيه، وأعملنا الإنصاف لما وجدنا فيه أي مدح لأبي بكر أو عمر. فإن كلام أمير المؤمنين عليه السلام مع عثمان كان يدور حول تأنيبه وملامته مع ما هو عليه من القرب السبـبي، الذي لم يتوفر على مثله أحد منهما. فكأنه عليه السلام يقول لابن عاقّ: لم عققت والدك، فالبر به والإحسان إليه عليك أوجب وألزم من فلان وفلان؛ فإنك أقرب إليه بكذا وكذا. وليس في هذه العبارة مدحٌ للفلانين، فقد يكونان عاقين هما أيضاً، متمردين عليه. نعم يمكن أن يكون هذا العتاب جواباً لاحتجاج عثمان بأني لم أفعل إلا كما فعل أبو بكر وعمر. فكان جوابه عليه السلام: إنك أولى بعمل الحق منهما، فهما وإن عصيا وآذيا وأجرما، لكن عصيانك وجرمك يكون أشد وأقبح لقربك من رسول الله صلى الله عليه وآله. فعلى هذا لا يكون في قوله عليه السلام شهادة لهما بعمل الحق، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:43 م

0 التعليقات:

الخميس، 14 أغسطس 2014


لماذا يقوم الشيعة بعد زيارة الأئمة عند الخروج من المسجد لا يديرون ظهورهم للمسجد؟ ولكن في بيت الله يديرون ظهورهم للكعبة عند خروجهم؟ أرجو منكم الرد على أسئلتي..
 
الجواب: ذلك من باب الاحترام وحسن الأدب. ولا شك أن للكعبة المشرفة مقامها واحترامها التي ينبغي على كل مؤمن أن يراعيهما ويحفظهما لها، لكن حرمة الكعبة لا يمكن قياسها أبدا بحرمة النبي وأهل بيته الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، بل ولا بالمؤمن العادي. ففي الحديث المستفيض والمشهور عند الفريقين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كان) يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه".
والحديث مروي عندنا بطرق صحيحة، عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الإمام الصادق عليه السلام[1]. وفي كتب العامة بعدة طرق وألفاظ متفاوتة، عن عدد من الصحابة كابن عباس وابن عمر وابن عمرو في صحيحي الترمذي[2] وابن حبان[3] وسنن ابن ماجة[4] والمعجم الكبير للطبراني[5] وغيرها.
وأين مقام المؤمن هذا من مقام رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي أوجب الله حبه واحترامه، بل وتعزيره، وهو المبالغة في التعظيم، فقال عز وجل: (لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزّروه وتوقّروه)[6]. وحدد لنا سبحانه بعض تلك الآداب؛ فقال: "يا أيها  الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا  أن يؤذن لكم"[7]، وقال: (يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله واتّقوا اللّه)[8]. وقال: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم لبعض"[9]. ومعلوم أن حرمته ميتا كحرمته حيا. وقال جل وعلا: (يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، إنّ الّذين يغضّون أصواتهم عند رسول اللّه أولئك الّذين امتحن اللّه قلوبهم للتّقوى لهم مّغفرة وأجر عظيم، إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)[10].
وقد أفصحت السنة المطهرة، بعد الكتاب العزيز، عن بعض الآداب الضرورية الواجبة مع النبي  الأكرم وعترته الأطهار صلوات الله عليهم، ومنها الطهور، والاستئذان، وغض البصر، وعدم اللغط ورفع الصوت، والانشغال في حضرتهم مع غيرهم، إلى غير ذلك من الآداب.
ومن الثابت أن عترة النبي عليهم السلام يلونه صلى الله عليه وآله في المنزلة، حياتهم كحياته، ومماتهم كمماته، ما عدا ما اختص به صلوات الله عليه وعلى آله. فهم نفس النبي، وأبناؤه لصلبه، ونساؤه[11]، والأبرار[12] الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا[13]، بنص الكتاب العزيز؛ يصلهم الكلام، ويردون السلام، ويشفعون، ويستجيب الله عندهم الدعاء والمسألات.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

___________
[1] الطبرسي، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، ص83 . ونقل عنه في بحار الأنوار ٦٤ / 71 ح 39. الخصال / ٢٧. مشكاة الأنوار / ٧٨.
[2] تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: كتاب البر والصلة عن رسول الله ص باب ما جاء في تعظيم المؤمن ح2032.
[3] ابن حبان في صحيحه: كتاب الحظر والإباحة (13/75)، عن ابن عمر.
[4] أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله: (3932)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (7/2/1250). وتحت الرقم 2676 عن ابن عمر.
[5] المعجم الكبير للطبراني: رقم الحديث: 10811.
[6] الفتح:8،9.
[7] الأحزاب: 53.
[8] الحجرات: 1.
[9] النور: 43.
[10] الحجرات:1-4.
[11] [11] آية المباهلة: آل عمران: 61. وسورة النساء: 23.
[12] الإنسان: 5.
[13] الأحزاب: 33.




آداب الزيارة بين الكعبة ومراقد أهل البيت


لماذا يقوم الشيعة بعد زيارة الأئمة عند الخروج من المسجد لا يديرون ظهورهم للمسجد؟ ولكن في بيت الله يديرون ظهورهم للكعبة عند خروجهم؟ أرجو منكم الرد على أسئلتي..
 
الجواب: ذلك من باب الاحترام وحسن الأدب. ولا شك أن للكعبة المشرفة مقامها واحترامها التي ينبغي على كل مؤمن أن يراعيهما ويحفظهما لها، لكن حرمة الكعبة لا يمكن قياسها أبدا بحرمة النبي وأهل بيته الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين، بل ولا بالمؤمن العادي. ففي الحديث المستفيض والمشهور عند الفريقين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كان) يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه".
والحديث مروي عندنا بطرق صحيحة، عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الإمام الصادق عليه السلام[1]. وفي كتب العامة بعدة طرق وألفاظ متفاوتة، عن عدد من الصحابة كابن عباس وابن عمر وابن عمرو في صحيحي الترمذي[2] وابن حبان[3] وسنن ابن ماجة[4] والمعجم الكبير للطبراني[5] وغيرها.
وأين مقام المؤمن هذا من مقام رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي أوجب الله حبه واحترامه، بل وتعزيره، وهو المبالغة في التعظيم، فقال عز وجل: (لتؤمنوا باللّه ورسوله وتعزّروه وتوقّروه)[6]. وحدد لنا سبحانه بعض تلك الآداب؛ فقال: "يا أيها  الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا  أن يؤذن لكم"[7]، وقال: (يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله واتّقوا اللّه)[8]. وقال: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم لبعض"[9]. ومعلوم أن حرمته ميتا كحرمته حيا. وقال جل وعلا: (يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، إنّ الّذين يغضّون أصواتهم عند رسول اللّه أولئك الّذين امتحن اللّه قلوبهم للتّقوى لهم مّغفرة وأجر عظيم، إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)[10].
وقد أفصحت السنة المطهرة، بعد الكتاب العزيز، عن بعض الآداب الضرورية الواجبة مع النبي  الأكرم وعترته الأطهار صلوات الله عليهم، ومنها الطهور، والاستئذان، وغض البصر، وعدم اللغط ورفع الصوت، والانشغال في حضرتهم مع غيرهم، إلى غير ذلك من الآداب.
ومن الثابت أن عترة النبي عليهم السلام يلونه صلى الله عليه وآله في المنزلة، حياتهم كحياته، ومماتهم كمماته، ما عدا ما اختص به صلوات الله عليه وعلى آله. فهم نفس النبي، وأبناؤه لصلبه، ونساؤه[11]، والأبرار[12] الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا[13]، بنص الكتاب العزيز؛ يصلهم الكلام، ويردون السلام، ويشفعون، ويستجيب الله عندهم الدعاء والمسألات.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

___________
[1] الطبرسي، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، ص83 . ونقل عنه في بحار الأنوار ٦٤ / 71 ح 39. الخصال / ٢٧. مشكاة الأنوار / ٧٨.
[2] تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: كتاب البر والصلة عن رسول الله ص باب ما جاء في تعظيم المؤمن ح2032.
[3] ابن حبان في صحيحه: كتاب الحظر والإباحة (13/75)، عن ابن عمر.
[4] أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله: (3932)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (7/2/1250). وتحت الرقم 2676 عن ابن عمر.
[5] المعجم الكبير للطبراني: رقم الحديث: 10811.
[6] الفتح:8،9.
[7] الأحزاب: 53.
[8] الحجرات: 1.
[9] النور: 43.
[10] الحجرات:1-4.
[11] [11] آية المباهلة: آل عمران: 61. وسورة النساء: 23.
[12] الإنسان: 5.
[13] الأحزاب: 33.




من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:10 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 13 أغسطس 2014


السؤال: هل من سبيل لحماية النفس من مرديات الهوى؟
 
الجواب: من كان الله جل وعلا نصب عينيه، وتعاليم أهل البيت عليهم السلام زاده، وقرر الالتزام بحدود الشرع، واحترم إرادته وقراره، لم يكن للشيطان عليه سبيل، ولا للهوى والغوى منفذ أو تسويل. فإن سقط أو عثر، عاد إلى نفسه، وسارع إلى التوبة، كما قال تعالى: " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] الأعراف: 199-201.




هل من سبيل لحماية النفس من مرديات الهوى؟


السؤال: هل من سبيل لحماية النفس من مرديات الهوى؟
 
الجواب: من كان الله جل وعلا نصب عينيه، وتعاليم أهل البيت عليهم السلام زاده، وقرر الالتزام بحدود الشرع، واحترم إرادته وقراره، لم يكن للشيطان عليه سبيل، ولا للهوى والغوى منفذ أو تسويل. فإن سقط أو عثر، عاد إلى نفسه، وسارع إلى التوبة، كما قال تعالى: " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"[1].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] الأعراف: 199-201.




من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:29 م

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top