السؤال: الحديث الوارد في الكافي في الفروع ج5 - باب من أمكن من نفسه
حديث مولانا الامام الصادق عليه السلام عن امير المؤمنين عليه السلام إن لله عبادا لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء. قال: فسئل: فما لهم لايحملون؟ فقال: إنها منكوسة، ولهم في أدبارهم غدة كغدة الجمل أو البعير فإذا هاجت هاجوا وإذا سكنت سكنوا.
فما هو توجيه مولانا أمير المؤمنين في هذا الحديث؛ حيث الرجال لا أرحام لهم؟
الجواب :
يمكن أن يكون الحديث محمولاً على المجاز، بمعنى: أن الرجال حين يتأنثون فإنهم يصابون بداء الأبنة، فتطرأ عليهم آثار نفسية تجعلهم يتعاملون مع الجنس المماثل كما لو أنهم جنس مخالف. فكأنه لهم آلة الأنثى ورحمها، وإن كانوا لا يحبلون ولا يلدون. فعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمكن من نفسه طائع يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح1).
ويمكن أن يحمل اللفظ فيها على حقيقته، بمعنى أن هذه التصرفات الانحرافية تؤثر فعلاً على تركيبة الرجل وعلى هرموناته وخصائصه النفسية والبيولوجية، فتتشكل له بعض الأعضاء المؤنثة أو المخنثة، أو علامات الأمراض الجنسية الخبيثة، التي ربما لا ينفع معها علاج.
والحديث لم يتطرق إلى حبل الرجال، ولا إلى أن لهم أرحاماً كأرحام النساء، وإنما عبر عن التغييرات الحاصلة عندهم بأنها رحم منكوس، وغدة في أدبارهم كغدة البعير. وهذه المعلومات باتت اليوم من الحقائق العلمية التي تنص عليها الدراسات والتحقيقات الطبية في هذا المجال.
فعن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ع قال: أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي عليه السلام ما ترى في هذا فطلب الفحل الذي نكحه فلم يجده فقال علي ع أرى فيه أن تضرب عنقه قال فأمر به فضرب عنقه قال خذوه فقال قد بقيت له عقوبة أخرى قال و ما هي قال ادع بطن من حطب فدعا بطن من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار قال ثم قال إن لله عز و جل عبادا لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء قال فما لهم لا يحملون فيها قال لأنها منكوسة و لهم في أدبارهم غدة كغدة البعير فإذا هاجت هاجوا و إذا سكنت سكنوا (الكافي، للكليني: ج7 باب الحد في اللواط، ص280 ح5).
ووما يوضح هذه الحقيقة أكثر ما رواه عمربن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) وعنده رجل فقال له: جعلت فداك إني احب الصبيان، فقال له أبوعبدالله (ع): فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري فوضع أبوعبدالله (ع) يده على جبهته وولى وجهه عنه فبكى الرجل فنظر إليه أبوعبدالله (ع) كأنه رحمه فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا سمينا وأعقله عقالا شديدا وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة واجلس عليه بحرارته، فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزورا فعقلته عقالا شديدا وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة و قشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ وسكن مابي (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح6).
وعن الهيثم النهدي رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله (ع) الابنة فمسح أبوعبدالله (ع) على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرئ (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح7).
ولعل المقصود بالغدة التي تشبه غدة البعير هي هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام في حديثيه هذين.
وتقول إحدى الطبيبات المعروفات اليوم أنها حين قرأت هذه الأحاديث وهي ما تزال طالبة في كلية الطب، كانت تستغرب هذا الحكم المتشدد من أمير المؤمنين. وكانت تقول: إنني أتفهم عقوبة القتل للرجل، ولكنني كنت أستغرب بل أستهجن قضية إحراقه بالنار، إلى أن واصلت دراستي، وعرفت أن المصابين بمثل هذه الأمراض يصابون بفايروسات لا يمكن التخلص منها بغير الإحراق. فسبحان الله العلي العظيم، الذي علم وفهم، وبيّن لنا مقامات الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
يمكن أن يكون الحديث محمولاً على المجاز، بمعنى: أن الرجال حين يتأنثون فإنهم يصابون بداء الأبنة، فتطرأ عليهم آثار نفسية تجعلهم يتعاملون مع الجنس المماثل كما لو أنهم جنس مخالف. فكأنه لهم آلة الأنثى ورحمها، وإن كانوا لا يحبلون ولا يلدون. فعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمكن من نفسه طائع يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح1).
ويمكن أن يحمل اللفظ فيها على حقيقته، بمعنى أن هذه التصرفات الانحرافية تؤثر فعلاً على تركيبة الرجل وعلى هرموناته وخصائصه النفسية والبيولوجية، فتتشكل له بعض الأعضاء المؤنثة أو المخنثة، أو علامات الأمراض الجنسية الخبيثة، التي ربما لا ينفع معها علاج.
والحديث لم يتطرق إلى حبل الرجال، ولا إلى أن لهم أرحاماً كأرحام النساء، وإنما عبر عن التغييرات الحاصلة عندهم بأنها رحم منكوس، وغدة في أدبارهم كغدة البعير. وهذه المعلومات باتت اليوم من الحقائق العلمية التي تنص عليها الدراسات والتحقيقات الطبية في هذا المجال.
فعن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه ع قال: أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي عليه السلام ما ترى في هذا فطلب الفحل الذي نكحه فلم يجده فقال علي ع أرى فيه أن تضرب عنقه قال فأمر به فضرب عنقه قال خذوه فقال قد بقيت له عقوبة أخرى قال و ما هي قال ادع بطن من حطب فدعا بطن من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار قال ثم قال إن لله عز و جل عبادا لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء قال فما لهم لا يحملون فيها قال لأنها منكوسة و لهم في أدبارهم غدة كغدة البعير فإذا هاجت هاجوا و إذا سكنت سكنوا (الكافي، للكليني: ج7 باب الحد في اللواط، ص280 ح5).
ووما يوضح هذه الحقيقة أكثر ما رواه عمربن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) وعنده رجل فقال له: جعلت فداك إني احب الصبيان، فقال له أبوعبدالله (ع): فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري فوضع أبوعبدالله (ع) يده على جبهته وولى وجهه عنه فبكى الرجل فنظر إليه أبوعبدالله (ع) كأنه رحمه فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا سمينا وأعقله عقالا شديدا وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة واجلس عليه بحرارته، فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزورا فعقلته عقالا شديدا وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة و قشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ وسكن مابي (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح6).
وعن الهيثم النهدي رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله (ع) الابنة فمسح أبوعبدالله (ع) على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرئ (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح7).
ولعل المقصود بالغدة التي تشبه غدة البعير هي هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام في حديثيه هذين.
وتقول إحدى الطبيبات المعروفات اليوم أنها حين قرأت هذه الأحاديث وهي ما تزال طالبة في كلية الطب، كانت تستغرب هذا الحكم المتشدد من أمير المؤمنين. وكانت تقول: إنني أتفهم عقوبة القتل للرجل، ولكنني كنت أستغرب بل أستهجن قضية إحراقه بالنار، إلى أن واصلت دراستي، وعرفت أن المصابين بمثل هذه الأمراض يصابون بفايروسات لا يمكن التخلص منها بغير الإحراق. فسبحان الله العلي العظيم، الذي علم وفهم، وبيّن لنا مقامات الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.