جميع المواضيع

الأربعاء، 29 أبريل 2015


السؤال: سمعنا بعض علماء المخالفين يشككون في حديث الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، ويوقولون إنه غير ثابت، وضعيف السند، فما قولكم؟ وهل الحديث صحيح السند؟

الجواب: لا يتوقف اعتبار الحديث على صحته السندية في الاصطلاح، بل إن له طرقا أخرى يمكن إثبات اعتباره بها، من قبيل تواتره، أو شياعه وانتشار ذكره بحيث يحصل الاطمئنان بصدوره، أو شهادة الأحاديث الأخرى المعتبرة أيضا بمضمونه، ونقله من قبل المخالف والمؤالف. 
ويمكن القول : إن كل الطرق المذكورة قد تجمعت على القول باعتباره. فهو مروي بتواتر في كتب الفريقين، أو لا أقل من اشتهاره شهرة كافية للاطمئنان بصدوره. كما توجد شواهد عديدة من الأحاديث المعتبرة على تصحيح مضمونه، من قبيل إثبات إمامة الحسنين صلوات الله عليهما، وكونهما سيدي شباب أهل الجنة. ويكفي ذلك في إثبات المطلوب هنا؛ إذ كونهما سيدي شباب أهل الجنة يعني تقدمهما وفضلهما على كثير ممن ثبتت لهما الإمامة، ومن كان مرضيا عند الله مع ثبوت العصمة له، فكل مواقفه تكون حجة سواء في القيام أو القعود.
وقد نقل الحديث المذكور ومضمونه كتب غير قليلة من جهة أهل الخلاف، ومجرد نقل الحديث عندهم يثبت الحجة، لأن التهمة في حقهم منتفية، والتواطؤ من قبلهم على تثبيت إمامة الحسنين عليهما السلام وعصمتهما مستبعد. ومن تلك المصادر على سبيل المثال لا الحصر:
1-3- صحيح الترمذي وسنن النسائي عن جابر. ونقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال 44 من جزئه الأول[1]. 
4- رواه المولوي صديق حسن خان القنوجي في (السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم).
5- فرائد السمطين، للحمويني (مخطوط)؛ عنه إحقاق الحق[2].
6- الفرق بين الفرق، لعبد القاهر أبي منصور البغدادي[3]. كذا نقلت عنه العديد من الكتب القديمة، لكننا اليوم لم نجده في الكتاب المذكور، حسب تصفحنا وتتبعنا. ويعلم الله السبب وراء ذلك.
7- البيهقي، في (الرسالة في نصيحة العامة[4]). والنسخة مصورة في مكتبة امبروزيانا بإيطاليا؛ قال: قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.
8- المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي[5].
9- تفسير ابن كثير[6].
10- مصابيح السنة، للبغوي[7].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1]  صحيح الترمذي: ج5 ص338 ح3874 ط دار الفكر في بيروت.
[2]  إحقاق الحق: ج5 ص56.
[3]  ص25.
[4]  الرسالة في نصيحة العامة: ص18.
[5]  ج20 ص243.
[6]  تفسير ابن كثير: ج4 ص113، دار إحياء الكتب العربية بمصر.
[7]  مصابيح السنة، للبغوي: ص206، ط القاهرة، وج2 ص279، ط محمد علي صبيح.

الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا


السؤال: سمعنا بعض علماء المخالفين يشككون في حديث الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، ويوقولون إنه غير ثابت، وضعيف السند، فما قولكم؟ وهل الحديث صحيح السند؟

الجواب: لا يتوقف اعتبار الحديث على صحته السندية في الاصطلاح، بل إن له طرقا أخرى يمكن إثبات اعتباره بها، من قبيل تواتره، أو شياعه وانتشار ذكره بحيث يحصل الاطمئنان بصدوره، أو شهادة الأحاديث الأخرى المعتبرة أيضا بمضمونه، ونقله من قبل المخالف والمؤالف. 
ويمكن القول : إن كل الطرق المذكورة قد تجمعت على القول باعتباره. فهو مروي بتواتر في كتب الفريقين، أو لا أقل من اشتهاره شهرة كافية للاطمئنان بصدوره. كما توجد شواهد عديدة من الأحاديث المعتبرة على تصحيح مضمونه، من قبيل إثبات إمامة الحسنين صلوات الله عليهما، وكونهما سيدي شباب أهل الجنة. ويكفي ذلك في إثبات المطلوب هنا؛ إذ كونهما سيدي شباب أهل الجنة يعني تقدمهما وفضلهما على كثير ممن ثبتت لهما الإمامة، ومن كان مرضيا عند الله مع ثبوت العصمة له، فكل مواقفه تكون حجة سواء في القيام أو القعود.
وقد نقل الحديث المذكور ومضمونه كتب غير قليلة من جهة أهل الخلاف، ومجرد نقل الحديث عندهم يثبت الحجة، لأن التهمة في حقهم منتفية، والتواطؤ من قبلهم على تثبيت إمامة الحسنين عليهما السلام وعصمتهما مستبعد. ومن تلك المصادر على سبيل المثال لا الحصر:
1-3- صحيح الترمذي وسنن النسائي عن جابر. ونقله عنهما المتقي الهندي في أول باب الاعتصام بالكتاب والسنة من كنز العمال 44 من جزئه الأول[1]. 
4- رواه المولوي صديق حسن خان القنوجي في (السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم).
5- فرائد السمطين، للحمويني (مخطوط)؛ عنه إحقاق الحق[2].
6- الفرق بين الفرق، لعبد القاهر أبي منصور البغدادي[3]. كذا نقلت عنه العديد من الكتب القديمة، لكننا اليوم لم نجده في الكتاب المذكور، حسب تصفحنا وتتبعنا. ويعلم الله السبب وراء ذلك.
7- البيهقي، في (الرسالة في نصيحة العامة[4]). والنسخة مصورة في مكتبة امبروزيانا بإيطاليا؛ قال: قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.
8- المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي[5].
9- تفسير ابن كثير[6].
10- مصابيح السنة، للبغوي[7].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1]  صحيح الترمذي: ج5 ص338 ح3874 ط دار الفكر في بيروت.
[2]  إحقاق الحق: ج5 ص56.
[3]  ص25.
[4]  الرسالة في نصيحة العامة: ص18.
[5]  ج20 ص243.
[6]  تفسير ابن كثير: ج4 ص113، دار إحياء الكتب العربية بمصر.
[7]  مصابيح السنة، للبغوي: ص206، ط القاهرة، وج2 ص279، ط محمد علي صبيح.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:21 م

4 التعليقات:

الأربعاء، 22 أبريل 2015


السؤال: أنا سني وتراودني أسئلة كثيرة حول مذهب الإمامية ..

أسئلتي هي ..

3- كيف تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .. وهو عندكم كافر أيضا .. فهل يجوز التنازل عن الخلافة لكافر ؟ ويقول بعضهم عصمة لدماء المسلمين .. فهل تعصم دماء المسلمين بتولي كافر عليهم ؟ يقول الله تعالى " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" .. 

ومن المعلوم كما في مذهب الإمامية أن الإمام الحسن عليه السلام معصوم ولا يمكن أن يقع بالخطأ .. فهل الإمام الحسن لا يرى كفر معاوية ؟ أم يرى جواز تولي الكافر أمر المؤمنين ؟

هذه بعض الأسئلة التي لم أجد لها جوابا شافيا .. أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا .. والسلام عليكم

 

الجواب: كيف تفسر صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع كفار قريش؟ وكذلك مع الكفار من بني ضمرة وأشجع[1]؟!

 فما يكون جوابك هناك نجيب به هنا! 

وقد احتج الإمام الحسن عليه السلام نفسه بذلك في رده على أبي سعيد عقيصا التيمي، حيث اعترض عليه بقوله: يا ابن رسول الله، لم داهنت معاوية وصالحته، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضالّ باغ؟ فقال عليه السلام: يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماما عليهم؟ قلت: بلى. قال عليه السلام: ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا؟ قلت: بلى. قال عليه السلام: فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام لو قعدت. يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية. أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل. يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفّه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا. ألا ترى الخضر عليه السلام لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي ، وهكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل)[2]. 

ولا بد أن يلقي المتابع نظرة فاحصة على الظروف الداخلية والخارجية، ويراجح بين المصالح والخسائر، حتى يتمكن من معرفة الأصلح. وقد كان الأعداء يتربصون بالمسلمين ويقعدون لهم الدوائر، كما هو الحال بالنسبة للروم، فضلا عن الأوضاع المنذرة بالسوء والانتكاس في أوساط المسلمين[3].

وقد قال الإمام الباقر  عليه السّلام  لشخص اعترض على صلح الإمام الحسن  عليه السّلام : "اسكت، فإنه أعلم بما صنع لولا ما صنع لكان أمر عظيم[4]".

وأما عن حال معاوية، فقد كان محكوما بظاهر الإسلام، لكنه يبطن الكفر، وقد كان يظهر ذلك في أحيان كثيرة. وقد لعنه القرآن العظيم[5] ورسول الله الكريم صلى الله عليه وآله مرارا[6]. وليس هذا من مما تفرد به أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين. 

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة تحت عنوان (أخبار متفرقة عن معاوية) وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية ولم يقتصروا على تفسيقه وقالوا فيه: إنه ملحد لا يعتقد النبوة. وقد نقلوا عنه في فلتات لسانه وسقطات ألفاظه ما يدل على ذلك. وروى الزبير بن بكار في (الموفقيات ) وهو غير متهم ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي (عليه السلام) والانحراف عنه :- قال المطرف بن المغيرة بن شعبة – دخل أبي على معاوية وكان أبي يأتيه ويتحدث معه – ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله – ويعجب ما يرى منه – إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء! ورأيته مغتمّا، فأنتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا – فقلت – ما لي أراك مغتمّا منذ الليلة ؟ قال: يابني، جئت من عند (أكفر الناس وأخبثهم )[7].

ومما يشير إلى أن القول بالرضا عن معاوية وسيرته كان رأيا سياسيّا إجباريّا تقوده راية العصا والجزرة: ما يقوله ابن طاهر؛ قال: كان  أي الحاكم النيسابوري  منحرفا غاليا عن معاوية، يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة، سمعت عبدالواحد المليحى، سمعت أبا عبدالرحمن السلمي يقول: دخلت على الحاكم وهو فى داره لا يمكنه الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت فى فضائل هذا الرجل حديثا، لاسترحت من المحنة! فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي![8]. 



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



[1]  تاريخ الطبري 2 / 122 حوادث سنة 6 ه، البداية والنهاية 4 / 136 حوادث سنة 6 ه).

[2]  علل الشرائع:1/211

[3] تاريخ اليعقوبي:2/206.

[4] علل الشرائع: ج1 ص211.

[5] الإسراء: 60. وفي تفسير الدر المنثور للمفسر الكبير الطبري: "وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة رضي الله عنها « أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لأبيك وجدك » إنكم الشجرة الملعونة في القرآن" (ج6 ص295). وذكر ذلك غيره من مفسري العامة.

[6] تاريخ أبي الفداء - أحداث سنة مئتين وثلاثة وثمانون، ومسند البزار، والبحر الزخار - ما أسند سفينة، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد - ج1 ص113، وتاريخ الطبري: ج 8  ص185.

[7] شرح نهج البلاغة ج5 /129 ط إحياء التراث العربي.

[8] سير اعلام النبلاء 17 : 175  تذكرة الحفاظ 3 : 1054. المنتظم 7 : 75.

صلح الحسن (عليه السلام) وكفر معاوية


السؤال: أنا سني وتراودني أسئلة كثيرة حول مذهب الإمامية ..

أسئلتي هي ..

3- كيف تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .. وهو عندكم كافر أيضا .. فهل يجوز التنازل عن الخلافة لكافر ؟ ويقول بعضهم عصمة لدماء المسلمين .. فهل تعصم دماء المسلمين بتولي كافر عليهم ؟ يقول الله تعالى " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" .. 

ومن المعلوم كما في مذهب الإمامية أن الإمام الحسن عليه السلام معصوم ولا يمكن أن يقع بالخطأ .. فهل الإمام الحسن لا يرى كفر معاوية ؟ أم يرى جواز تولي الكافر أمر المؤمنين ؟

هذه بعض الأسئلة التي لم أجد لها جوابا شافيا .. أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا .. والسلام عليكم

 

الجواب: كيف تفسر صلح النبي (صلى الله عليه وآله) مع كفار قريش؟ وكذلك مع الكفار من بني ضمرة وأشجع[1]؟!

 فما يكون جوابك هناك نجيب به هنا! 

وقد احتج الإمام الحسن عليه السلام نفسه بذلك في رده على أبي سعيد عقيصا التيمي، حيث اعترض عليه بقوله: يا ابن رسول الله، لم داهنت معاوية وصالحته، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضالّ باغ؟ فقال عليه السلام: يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماما عليهم؟ قلت: بلى. قال عليه السلام: ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا؟ قلت: بلى. قال عليه السلام: فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام لو قعدت. يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية. أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل. يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفّه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا. ألا ترى الخضر عليه السلام لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي ، وهكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل)[2]. 

ولا بد أن يلقي المتابع نظرة فاحصة على الظروف الداخلية والخارجية، ويراجح بين المصالح والخسائر، حتى يتمكن من معرفة الأصلح. وقد كان الأعداء يتربصون بالمسلمين ويقعدون لهم الدوائر، كما هو الحال بالنسبة للروم، فضلا عن الأوضاع المنذرة بالسوء والانتكاس في أوساط المسلمين[3].

وقد قال الإمام الباقر  عليه السّلام  لشخص اعترض على صلح الإمام الحسن  عليه السّلام : "اسكت، فإنه أعلم بما صنع لولا ما صنع لكان أمر عظيم[4]".

وأما عن حال معاوية، فقد كان محكوما بظاهر الإسلام، لكنه يبطن الكفر، وقد كان يظهر ذلك في أحيان كثيرة. وقد لعنه القرآن العظيم[5] ورسول الله الكريم صلى الله عليه وآله مرارا[6]. وليس هذا من مما تفرد به أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين. 

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة تحت عنوان (أخبار متفرقة عن معاوية) وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية ولم يقتصروا على تفسيقه وقالوا فيه: إنه ملحد لا يعتقد النبوة. وقد نقلوا عنه في فلتات لسانه وسقطات ألفاظه ما يدل على ذلك. وروى الزبير بن بكار في (الموفقيات ) وهو غير متهم ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي (عليه السلام) والانحراف عنه :- قال المطرف بن المغيرة بن شعبة – دخل أبي على معاوية وكان أبي يأتيه ويتحدث معه – ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله – ويعجب ما يرى منه – إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء! ورأيته مغتمّا، فأنتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا – فقلت – ما لي أراك مغتمّا منذ الليلة ؟ قال: يابني، جئت من عند (أكفر الناس وأخبثهم )[7].

ومما يشير إلى أن القول بالرضا عن معاوية وسيرته كان رأيا سياسيّا إجباريّا تقوده راية العصا والجزرة: ما يقوله ابن طاهر؛ قال: كان  أي الحاكم النيسابوري  منحرفا غاليا عن معاوية، يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه. فسمعت أبا الفتح سمكويه بهراة، سمعت عبدالواحد المليحى، سمعت أبا عبدالرحمن السلمي يقول: دخلت على الحاكم وهو فى داره لا يمكنه الخروج، فقلت له: لو خرجت وأمليت فى فضائل هذا الرجل حديثا، لاسترحت من المحنة! فقال: لا يجيء من قلبي، لا يجيء من قلبي![8]. 



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



[1]  تاريخ الطبري 2 / 122 حوادث سنة 6 ه، البداية والنهاية 4 / 136 حوادث سنة 6 ه).

[2]  علل الشرائع:1/211

[3] تاريخ اليعقوبي:2/206.

[4] علل الشرائع: ج1 ص211.

[5] الإسراء: 60. وفي تفسير الدر المنثور للمفسر الكبير الطبري: "وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة رضي الله عنها « أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لأبيك وجدك » إنكم الشجرة الملعونة في القرآن" (ج6 ص295). وذكر ذلك غيره من مفسري العامة.

[6] تاريخ أبي الفداء - أحداث سنة مئتين وثلاثة وثمانون، ومسند البزار، والبحر الزخار - ما أسند سفينة، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد - ج1 ص113، وتاريخ الطبري: ج 8  ص185.

[7] شرح نهج البلاغة ج5 /129 ط إحياء التراث العربي.

[8] سير اعلام النبلاء 17 : 175  تذكرة الحفاظ 3 : 1054. المنتظم 7 : 75.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:44 م

0 التعليقات:

الجمعة، 17 أبريل 2015


السؤال: ما قصد النبي صلى الله عليه وآله حينما قال علي و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ؟ هل هذا الكلام حصري لهذه المجموعة ؟

 

الجواب: نعم يفهم منه الحصر، مثله آيات وأحاديث كثيرة. بمعنى أنه ما من متشيع لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام إلاّ وهو يفوز يوم القيامة. ولا يصدق هذا الأمر على غيرهم منذ بزوغ نور الإسلام وإلى يوم القيامة. هذا بمقتضى القواعد والشرائط التي اشترطها الله سبحانه. وأما رحمة الله لو أرادت أن تشمل شيئاً، فلله الأمر من قبل ومن بعد، ما لم يحمل العبد على ظهره يوم القيامة ظلماً لأحد. حفاظاً على مقام العدل الإلهي. "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "[1]. فمن ذا الذي يستطيع أن يضمن لنفسه بحصوله على تلك الرحمة، أو أن يتألى على الله بذلك؟! سبحان الله وما أنا من المشركين. 



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


[1]  الكهف: 49.


الشيعة هم الفائزون يوم القيامة


السؤال: ما قصد النبي صلى الله عليه وآله حينما قال علي و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ؟ هل هذا الكلام حصري لهذه المجموعة ؟

 

الجواب: نعم يفهم منه الحصر، مثله آيات وأحاديث كثيرة. بمعنى أنه ما من متشيع لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام إلاّ وهو يفوز يوم القيامة. ولا يصدق هذا الأمر على غيرهم منذ بزوغ نور الإسلام وإلى يوم القيامة. هذا بمقتضى القواعد والشرائط التي اشترطها الله سبحانه. وأما رحمة الله لو أرادت أن تشمل شيئاً، فلله الأمر من قبل ومن بعد، ما لم يحمل العبد على ظهره يوم القيامة ظلماً لأحد. حفاظاً على مقام العدل الإلهي. "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "[1]. فمن ذا الذي يستطيع أن يضمن لنفسه بحصوله على تلك الرحمة، أو أن يتألى على الله بذلك؟! سبحان الله وما أنا من المشركين. 



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


[1]  الكهف: 49.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:13 م

0 التعليقات:

الاثنين، 13 أبريل 2015

هذه صفحة خاصة لعرض تطبيقات طريق الفضيلة للأجهزة الذكية الآيفون والآندرويد, وستكون هذه الصفحة متجددة بتطبيقاتنا التي نقوم على إصدارها بشكل دوري فترقبوا جديدنا دائماً, نسأل الله أن تكون برامجنا نافعة للإسلام والمسلمين بحق محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين, إنه سميع مجيب.

1- للإطلاع على جميع تطبيقات الآيفون والآيباد إضغط هنا 
2- للإطلاع على جميع تطبيقات الآندرويد إضغط هنا

طريق الفضيلة: مسائل وردود, صوتيات, تبادل صور, أحاديث وأعمال الأيام, تقويم إسلامي, والمزيد!


آيفون + آيباد
آندرويد







الصحيفة العلوية: مجموعة من أدعية الإمام علي عليه السلام، يحتوي على الكتاب المشهور "الصحيفة العلوية" كاملاً! الذي جُمع وثبتت أسانيده عند محدّث وعلم من أعلام الطائفة في القرن الثاني عشر الهجري"الشيخ عبدالله السماهيجي" قدس سره


آيفون + آيباد
نسخة مدفوعة للآيفون والآيباد بدون إعلانات ومزايا أخرى
آندرويد




جديد:
الصحيفة الفاطمية الجامعة لأدعية سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام وشبليها الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام.
البرنامج يحتوي على:
الصحيفة الفاطمية
الصحيفة الحسنية
الصحيفة الحسينية

حسب جمع وترتيب آية الله السيد محمد باقر موحد الأبطحي "قدس سره".



 آيفون+آيباد
آندرويد






مكارم الأخلاق: للشيخ الجليل رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي


آيفون + آيباد 
آندرويد 







مكتبة نرجس: 


تُعد مكتبة نرجس من أكبر المكتبات في الإنترنت التي تهتم بنشر الكتب المصورة وخاصة تراث اهل البيت عليهم السلام

آندرويد 






زواج القاسم بين الرد والقبول: كتاب لسماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


آندرويد 












سماحة آية الله الشيخ محمد السند

آيفون+آيباد
آندرويد 








سماحة آية الله السيد كمال الحيدري


آندرويد








سماحة الشيخ فوزي آل سيف


آيفون + آيباد 
آندرويد 




 

تطبيقاتنا

هذه صفحة خاصة لعرض تطبيقات طريق الفضيلة للأجهزة الذكية الآيفون والآندرويد, وستكون هذه الصفحة متجددة بتطبيقاتنا التي نقوم على إصدارها بشكل دوري فترقبوا جديدنا دائماً, نسأل الله أن تكون برامجنا نافعة للإسلام والمسلمين بحق محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين, إنه سميع مجيب.

1- للإطلاع على جميع تطبيقات الآيفون والآيباد إضغط هنا 
2- للإطلاع على جميع تطبيقات الآندرويد إضغط هنا

طريق الفضيلة: مسائل وردود, صوتيات, تبادل صور, أحاديث وأعمال الأيام, تقويم إسلامي, والمزيد!


آيفون + آيباد
آندرويد







الصحيفة العلوية: مجموعة من أدعية الإمام علي عليه السلام، يحتوي على الكتاب المشهور "الصحيفة العلوية" كاملاً! الذي جُمع وثبتت أسانيده عند محدّث وعلم من أعلام الطائفة في القرن الثاني عشر الهجري"الشيخ عبدالله السماهيجي" قدس سره


آيفون + آيباد
نسخة مدفوعة للآيفون والآيباد بدون إعلانات ومزايا أخرى
آندرويد




جديد:
الصحيفة الفاطمية الجامعة لأدعية سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام وشبليها الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام.
البرنامج يحتوي على:
الصحيفة الفاطمية
الصحيفة الحسنية
الصحيفة الحسينية

حسب جمع وترتيب آية الله السيد محمد باقر موحد الأبطحي "قدس سره".



 آيفون+آيباد
آندرويد






مكارم الأخلاق: للشيخ الجليل رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي


آيفون + آيباد 
آندرويد 







مكتبة نرجس: 


تُعد مكتبة نرجس من أكبر المكتبات في الإنترنت التي تهتم بنشر الكتب المصورة وخاصة تراث اهل البيت عليهم السلام

آندرويد 






زواج القاسم بين الرد والقبول: كتاب لسماحة الشيخ عبدالحسن نصيف


آندرويد 












سماحة آية الله الشيخ محمد السند

آيفون+آيباد
آندرويد 








سماحة آية الله السيد كمال الحيدري


آندرويد








سماحة الشيخ فوزي آل سيف


آيفون + آيباد 
آندرويد 




 

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  12:00 ص

0 التعليقات:

الثلاثاء، 7 أبريل 2015


السؤال: كيف نفسر اية تقول {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة/62) و اية اخرى تقول {لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم}  كيف نجمع بين هاتين الايتان ؟
 
الجواب: الآية الأولى مقيدة بالإيمان بالله الواحد وباليوم الآخر والعمل الصالح، والثانية تصف من انحرف من النصارى، فلا تنافي بينهما كما هو واضح. ثم إن هذا إنما يصح قبل بزوغ نور الإسلام، أما بعده فقد حصر الله تبارك وتعالى الفوز بتبعية الإسلام، حيث قال عز وجل: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"[1]. وقال: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"[2].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1]  المائدة: 3.
[2]  آل عمران: 85.

نظرة القرآن إلى الأديان الأخرى


السؤال: كيف نفسر اية تقول {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة/62) و اية اخرى تقول {لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم}  كيف نجمع بين هاتين الايتان ؟
 
الجواب: الآية الأولى مقيدة بالإيمان بالله الواحد وباليوم الآخر والعمل الصالح، والثانية تصف من انحرف من النصارى، فلا تنافي بينهما كما هو واضح. ثم إن هذا إنما يصح قبل بزوغ نور الإسلام، أما بعده فقد حصر الله تبارك وتعالى الفوز بتبعية الإسلام، حيث قال عز وجل: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"[1]. وقال: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"[2].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1]  المائدة: 3.
[2]  آل عمران: 85.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:01 م

3 التعليقات:

الأحد، 5 أبريل 2015


السؤال: هل يجب علينا تصديق جميع الروايات التي وردت من مصادرنا المعتبرة وهل ان عدم الايمان ببعضها موجب للاثم ؟ واذا كان الجواب بالنفي فما هي المعايير في ذلك ؟ ولكم الاجر والثواب .

الجواب: كل ما حصل الاطمئنان بصدوره عن المعصوم بشكل جدي ﻻ يجوز تكذيبه. نعم قد يصدر لفظ عن المعصومين صلوات الله عليهم، دون أن يكون  مرادا جديا لهم، كما لو كان تقية او شبهها. 
والمعيار في جواز القبول والرد: هو أننا نعتقد بأنهم مصادر المعرفة الحقة، ودين الحق، وأنهم معصومون عن الخطأ والزلة والمعصية والنسيان، في أمور الدين والدنيا،؛وأنهم حجة الله على الخلائق، فإذا علمنا بصدوره عنهم، ولم تكن حجة لدينا لرده، فلا يجوز لنا تكذيبه أو رده. حتى لو لم نتعقله أو ندرك معانيه، بل علينا أن نترك تفسيره و تأويله لمن يتمكن من فهمه، ونقول: الله ورسوله والراسخون في العلم أعلم به.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


المعيار في جواز قبول أو رد الروايات عن أهل البيت (ع)


السؤال: هل يجب علينا تصديق جميع الروايات التي وردت من مصادرنا المعتبرة وهل ان عدم الايمان ببعضها موجب للاثم ؟ واذا كان الجواب بالنفي فما هي المعايير في ذلك ؟ ولكم الاجر والثواب .

الجواب: كل ما حصل الاطمئنان بصدوره عن المعصوم بشكل جدي ﻻ يجوز تكذيبه. نعم قد يصدر لفظ عن المعصومين صلوات الله عليهم، دون أن يكون  مرادا جديا لهم، كما لو كان تقية او شبهها. 
والمعيار في جواز القبول والرد: هو أننا نعتقد بأنهم مصادر المعرفة الحقة، ودين الحق، وأنهم معصومون عن الخطأ والزلة والمعصية والنسيان، في أمور الدين والدنيا،؛وأنهم حجة الله على الخلائق، فإذا علمنا بصدوره عنهم، ولم تكن حجة لدينا لرده، فلا يجوز لنا تكذيبه أو رده. حتى لو لم نتعقله أو ندرك معانيه، بل علينا أن نترك تفسيره و تأويله لمن يتمكن من فهمه، ونقول: الله ورسوله والراسخون في العلم أعلم به.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:27 م

0 التعليقات:

الجمعة، 3 أبريل 2015


السؤال: لدينا سؤال نطلب رأيكم فيه .. 

ما رأيكم في مواصلة الدراسة في الجامعة أو الحوزوة ؟ 

ثم هل من نصائح و وصايا توصونا بها في هذا الطريق ؟ أنا لا أرغب أن أكون عالماً لنفسي فقط بل أريد أن أكون عالماً ربانيا ، لدي أهداف عظيمة ولدي غايات جسيمة لكن لا أعرف ماذا سيواجهني حقيقةً !


الجواب: ورد في الرواية أن الله إذا أراد بامرئ خيراً فقهه في دينه!.

ولكن ما هو المقصود من الفقه في الدين ؟ هل هو مجموعة من الأحكام البعيدة عن الواقع، وعن حياة الفرد والمجتمع والأمة؟ أم المقصود أن الإنسان يتزود بهذه المعلومات كأداة من أجل خدمة المجتمع وخدمة نفسه بالنتيجة؟

 فعلى الإنسان أن يحدد ما يريده وما يقدر عليه وما يحبه. فإذا كان مقصوده الدنيا فقط؛ فربما كان العلم الحوزوي سلّماً يرتقيه بعض المتسلقين، أما إذا كان يريد الآخرة وبالتالي عمارة الدنيا من أجل الآخرة، فلا بد أن يقيس مستوى قابلياته وطموحه والعقبات التي ربما تواجهه في طريقه. وقد يقال بأنه لا كبير فرق بين كل العلوم كوسائل، إذا رأى من نفسه الانسجام، وإمكان البذل والعطاء في أي مجال كان. المهم أن يكون فعلاً قد وجد في نفسه هذه الشروط التي ذكرناها.

فالمهندس والدكتور والمحامي والصحافي ربما يخدم ولا يكون بعيداً بهذه الدراسة العلمية عن الأهداف الأساسية للدين والفقه، وبالتالي كم من مهندس أو دكتور أو محام،  أو حتى شاعر خدم الدين أكثر من كثير من أصحاب الإطلاع على المعلومات الفقهية. ولا شك أن طريق العلوم الدينية هي من أجلّ هذه الوسائل التي تحقق رضا الله وسعادة الإنسان في الحياة. المهم هو أن يعرف الإنسان ما يريد أن يكون وما يريد أن يفيد المجتمع!.

فالخطوة الأولى تكمن في استعلام قابليات نفسه، وتصوراته وتوقعاته لما يمكن أن يصير عليه في المستقبل، وبإذن الله سيصل. 

فإذا قررت بالفعل سلوك هذا الخط فعليك أن تشد حزام الجد، وهذا الطريق قد يكون منهكاً للإنسان مملاًّ في بعض الأحيان، فلذلك لابد أن يأخذ الطالب نفسًا طويلاً.  وأهم الأمور التي يجب أن يضعها في ذهنه:

 أولاً:  الجد ثم الجد في الدراسة والتحقيق، يعني لا يقرأ الكتب فقط بهدف طي المراحل، بل يدقق في مفاهيمها وضوابطها أيضا. وأن لا يرتقي إلى مرحلة قبل ضبط المرحلة التي قبلها. فإن الرماحل عادة بعضها متوقف على بعض.

وثانيا: يختار الدروس التي يدرسها، فيركز على الكتب الهامة التي توصله فعلاً إلى المراحل الأعلى، ويبتعد عن الهوامش، والترف العلمي أو الفكري، فإنها مضيعة للعمر، متاهة للهدف.

وثالثا: بين فترة وأخرى يذكّر نفسه بالهدف الأصلي الأساسي، لأن الشواغل كثيرة، والصوارف تهجم على قلب واهتمام الانسان من غير ما استئذان.

ورابعاً: يحتاج الطالب للشحن وشحذ الهمة المتواصلين. لأن الوقود سرعانما ينفد. لاسيما في الجوانب الأخلاقية والعبادية، والمواظبة على الطاعات واجتناب المحرمات وقد يظن أنها أمور واضحة ولكن الغفلة تركسه في حالة من الفتور. والفتور يضيع الهدف. وإذا ضاع الهدف انتهى الانسان.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

بين الدراسات العلمية والدينية


السؤال: لدينا سؤال نطلب رأيكم فيه .. 

ما رأيكم في مواصلة الدراسة في الجامعة أو الحوزوة ؟ 

ثم هل من نصائح و وصايا توصونا بها في هذا الطريق ؟ أنا لا أرغب أن أكون عالماً لنفسي فقط بل أريد أن أكون عالماً ربانيا ، لدي أهداف عظيمة ولدي غايات جسيمة لكن لا أعرف ماذا سيواجهني حقيقةً !


الجواب: ورد في الرواية أن الله إذا أراد بامرئ خيراً فقهه في دينه!.

ولكن ما هو المقصود من الفقه في الدين ؟ هل هو مجموعة من الأحكام البعيدة عن الواقع، وعن حياة الفرد والمجتمع والأمة؟ أم المقصود أن الإنسان يتزود بهذه المعلومات كأداة من أجل خدمة المجتمع وخدمة نفسه بالنتيجة؟

 فعلى الإنسان أن يحدد ما يريده وما يقدر عليه وما يحبه. فإذا كان مقصوده الدنيا فقط؛ فربما كان العلم الحوزوي سلّماً يرتقيه بعض المتسلقين، أما إذا كان يريد الآخرة وبالتالي عمارة الدنيا من أجل الآخرة، فلا بد أن يقيس مستوى قابلياته وطموحه والعقبات التي ربما تواجهه في طريقه. وقد يقال بأنه لا كبير فرق بين كل العلوم كوسائل، إذا رأى من نفسه الانسجام، وإمكان البذل والعطاء في أي مجال كان. المهم أن يكون فعلاً قد وجد في نفسه هذه الشروط التي ذكرناها.

فالمهندس والدكتور والمحامي والصحافي ربما يخدم ولا يكون بعيداً بهذه الدراسة العلمية عن الأهداف الأساسية للدين والفقه، وبالتالي كم من مهندس أو دكتور أو محام،  أو حتى شاعر خدم الدين أكثر من كثير من أصحاب الإطلاع على المعلومات الفقهية. ولا شك أن طريق العلوم الدينية هي من أجلّ هذه الوسائل التي تحقق رضا الله وسعادة الإنسان في الحياة. المهم هو أن يعرف الإنسان ما يريد أن يكون وما يريد أن يفيد المجتمع!.

فالخطوة الأولى تكمن في استعلام قابليات نفسه، وتصوراته وتوقعاته لما يمكن أن يصير عليه في المستقبل، وبإذن الله سيصل. 

فإذا قررت بالفعل سلوك هذا الخط فعليك أن تشد حزام الجد، وهذا الطريق قد يكون منهكاً للإنسان مملاًّ في بعض الأحيان، فلذلك لابد أن يأخذ الطالب نفسًا طويلاً.  وأهم الأمور التي يجب أن يضعها في ذهنه:

 أولاً:  الجد ثم الجد في الدراسة والتحقيق، يعني لا يقرأ الكتب فقط بهدف طي المراحل، بل يدقق في مفاهيمها وضوابطها أيضا. وأن لا يرتقي إلى مرحلة قبل ضبط المرحلة التي قبلها. فإن الرماحل عادة بعضها متوقف على بعض.

وثانيا: يختار الدروس التي يدرسها، فيركز على الكتب الهامة التي توصله فعلاً إلى المراحل الأعلى، ويبتعد عن الهوامش، والترف العلمي أو الفكري، فإنها مضيعة للعمر، متاهة للهدف.

وثالثا: بين فترة وأخرى يذكّر نفسه بالهدف الأصلي الأساسي، لأن الشواغل كثيرة، والصوارف تهجم على قلب واهتمام الانسان من غير ما استئذان.

ورابعاً: يحتاج الطالب للشحن وشحذ الهمة المتواصلين. لأن الوقود سرعانما ينفد. لاسيما في الجوانب الأخلاقية والعبادية، والمواظبة على الطاعات واجتناب المحرمات وقد يظن أنها أمور واضحة ولكن الغفلة تركسه في حالة من الفتور. والفتور يضيع الهدف. وإذا ضاع الهدف انتهى الانسان.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:48 م

0 التعليقات:

back to top