جميع المواضيع

الاثنين، 31 مارس 2014

السؤال : معالجة الوسواس [ حديث النفس ] علما أنّي من عشاق الكمال ، وقد أتعبني كثيراً رغم محاولتي في بعض الأحيان التخلص منه ، ولكن دون جدوى تذكر حتى أنّه في بعض الأحيان أبتسم وأضحك نتيجة حديث النفس ؟
 
 
 
الجواب: ممّا يفيد في معالجة الوسواس عدة أمور : 
منها : الطهارة البدنية من الحدث ، كالدوام على الوضوء والنظافة التامة من إزالة شعر الإبطين والعانة والأوساخ وكذا نظافة المكان. 
ومنها : كثرة قراءة المعوذتين . 
ومنها : الدوام على النوافل اليومية بما فيها صلاة الليل ونوافل الظهرين .
ومنها : تقوية تمركز الخاطر ، ويفيد في ذلك الاشتغال ببعض العلوم كالرياضيات والهندسة والمنطق . 
ومنها : تقوية الجانب الجدلي لدى القوة العاقلة ، ويفيد في ذلك علم المنطق وعلم الكلام ولو بنحو الاطلاع الثقافي . 
ومنها : تهذيب النفس ، ويفيد في ذلك كثرة قراءة كتب الأخلاق .
ومنها : ترفيع مستوى المعرفة ، ويفيد في ذلك كثرة التدبّر والتلاوة للقرآن الكريم وقراءة روايات المعصومين عليهم السلام في باب المعارف ، ككتاب ( أصول الكافي ) و ( توحيد الصدوق) ، ويذكر في معالجته أيضاً كثرة التسبيح والحمد والتكبير والحوقلة : «  لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » . 
وأيضاً كتابة سورة الناس على اناء في ليلة الرابع عشر من الشهر القمري ثم ضع فيه ماءً واشرب منه وتوضأ به .
 
سماحة الشيخ محمد السند

معالجة الوسواس

السؤال : معالجة الوسواس [ حديث النفس ] علما أنّي من عشاق الكمال ، وقد أتعبني كثيراً رغم محاولتي في بعض الأحيان التخلص منه ، ولكن دون جدوى تذكر حتى أنّه في بعض الأحيان أبتسم وأضحك نتيجة حديث النفس ؟
 
 
 
الجواب: ممّا يفيد في معالجة الوسواس عدة أمور : 
منها : الطهارة البدنية من الحدث ، كالدوام على الوضوء والنظافة التامة من إزالة شعر الإبطين والعانة والأوساخ وكذا نظافة المكان. 
ومنها : كثرة قراءة المعوذتين . 
ومنها : الدوام على النوافل اليومية بما فيها صلاة الليل ونوافل الظهرين .
ومنها : تقوية تمركز الخاطر ، ويفيد في ذلك الاشتغال ببعض العلوم كالرياضيات والهندسة والمنطق . 
ومنها : تقوية الجانب الجدلي لدى القوة العاقلة ، ويفيد في ذلك علم المنطق وعلم الكلام ولو بنحو الاطلاع الثقافي . 
ومنها : تهذيب النفس ، ويفيد في ذلك كثرة قراءة كتب الأخلاق .
ومنها : ترفيع مستوى المعرفة ، ويفيد في ذلك كثرة التدبّر والتلاوة للقرآن الكريم وقراءة روايات المعصومين عليهم السلام في باب المعارف ، ككتاب ( أصول الكافي ) و ( توحيد الصدوق) ، ويذكر في معالجته أيضاً كثرة التسبيح والحمد والتكبير والحوقلة : «  لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » . 
وأيضاً كتابة سورة الناس على اناء في ليلة الرابع عشر من الشهر القمري ثم ضع فيه ماءً واشرب منه وتوضأ به .
 
سماحة الشيخ محمد السند

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:40 م

0 التعليقات:

الأحد، 30 مارس 2014


هل الإمام المهدي عجل الله فرجه يعلم أن له يوما يظهره الله فيه، فلماذا الخوف كما تقول الروايات والأدعية؟  وممن يخاف؟

الجواب: أما علمه عليه السلام بأن له يوما يظهره الله سبحانه فيه، فهو من أوضح المسلمات وأبده البدهيات، بل نحن بأنفسنا عالمون بذلك علم اليقين، بل وكل مسلم لا بد له من الإيمان والتصديق بذلك.
وأما إذا كان المقصود بالعلم المذكور علمه عليه السلام بوقته وساعته على وجه التحديد، فهو مما اختلفت فيه ألسن الروايات، فمنها ما يقول: بأن ذلك في علم الله اختص به نفسه، وأنه من علم الساعة، كما قال تعالى: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير" (لقمان: 34). قال الإمام الصادق (عليه السلام): "هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وهي من صفات الله عزوجل" (بحار الأنوار: ج 26 ص102). وعن الإمام الرضا عليه السلام، أنه قال لدعبل الخزاعي الشاعر: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين... ( إلى أن يصل إلى قوله عليه السلام ) ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (كمال الدين: 372 وينابع المودة: 544).
ومنها: ما يقول: بأن ذلك مدخور عند الله تبارك وتعالى، لكنه يعلمه للإمام عليه السلام في الوقت الذي تقتضيه حكمته.
ومنها: ما يقول: إنه عليه السلام يعلم بذلك، لكنه من كتاب المحو والإثبات الذي يعرض عليه التغير والبداء.
ومنها: ما يقول: بأنه عليه السلام يعلم ذلك بتعليم الله وأهل البيت. وكل ذلك مروي، ولا تنافي بينها جميعا، لكن القولين الأخيرين أكثر وأشهر وأظهر.
وأما الخوف فهو أمر طبيعي فطري، وقد أثبته القرآن الكريم للأنبياء عليهم السلام. ولا ينافي الأحاديث خصوصا على القولين الأخيرين، أو على الجامع بينها جميعا؛ فإن مقتضاها أنه عليه السلام يعلم بها بالعلم الذي يجتمع مع البداء والتغير، أو يعلم بكل تفاصيلها، والتي منها أنه يحصل لها التغير بسبب الأعمال الفلانية، والقربات العلانية، كما يعلم بالوسائل التي عملت على التغيير والتبديل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل الإمام المهدي (عج) يعلم بيوم ظهوره؟


هل الإمام المهدي عجل الله فرجه يعلم أن له يوما يظهره الله فيه، فلماذا الخوف كما تقول الروايات والأدعية؟  وممن يخاف؟

الجواب: أما علمه عليه السلام بأن له يوما يظهره الله سبحانه فيه، فهو من أوضح المسلمات وأبده البدهيات، بل نحن بأنفسنا عالمون بذلك علم اليقين، بل وكل مسلم لا بد له من الإيمان والتصديق بذلك.
وأما إذا كان المقصود بالعلم المذكور علمه عليه السلام بوقته وساعته على وجه التحديد، فهو مما اختلفت فيه ألسن الروايات، فمنها ما يقول: بأن ذلك في علم الله اختص به نفسه، وأنه من علم الساعة، كما قال تعالى: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير" (لقمان: 34). قال الإمام الصادق (عليه السلام): "هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وهي من صفات الله عزوجل" (بحار الأنوار: ج 26 ص102). وعن الإمام الرضا عليه السلام، أنه قال لدعبل الخزاعي الشاعر: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين... ( إلى أن يصل إلى قوله عليه السلام ) ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال: مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة (كمال الدين: 372 وينابع المودة: 544).
ومنها: ما يقول: بأن ذلك مدخور عند الله تبارك وتعالى، لكنه يعلمه للإمام عليه السلام في الوقت الذي تقتضيه حكمته.
ومنها: ما يقول: إنه عليه السلام يعلم بذلك، لكنه من كتاب المحو والإثبات الذي يعرض عليه التغير والبداء.
ومنها: ما يقول: بأنه عليه السلام يعلم ذلك بتعليم الله وأهل البيت. وكل ذلك مروي، ولا تنافي بينها جميعا، لكن القولين الأخيرين أكثر وأشهر وأظهر.
وأما الخوف فهو أمر طبيعي فطري، وقد أثبته القرآن الكريم للأنبياء عليهم السلام. ولا ينافي الأحاديث خصوصا على القولين الأخيرين، أو على الجامع بينها جميعا؛ فإن مقتضاها أنه عليه السلام يعلم بها بالعلم الذي يجتمع مع البداء والتغير، أو يعلم بكل تفاصيلها، والتي منها أنه يحصل لها التغير بسبب الأعمال الفلانية، والقربات العلانية، كما يعلم بالوسائل التي عملت على التغيير والتبديل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:25 م

0 التعليقات:

السبت، 29 مارس 2014



الجواب: القياس هو الاعتماد على الشبه بين حالة معلومة الحكم في حالة أخرى مجهولة الحكم لنقل حكم الأولى إلى الثانية.
ومنه قياسان مقبولان هما قياس منصوص العلة وقياس الأولوية
وقياس ممنوع ومحرم وهو القياس الظني.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما هو القياس؟



الجواب: القياس هو الاعتماد على الشبه بين حالة معلومة الحكم في حالة أخرى مجهولة الحكم لنقل حكم الأولى إلى الثانية.
ومنه قياسان مقبولان هما قياس منصوص العلة وقياس الأولوية
وقياس ممنوع ومحرم وهو القياس الظني.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:44 م

0 التعليقات:

الجمعة، 28 مارس 2014



السؤال: ماهي الحقائق الغيبية التي انكشفت للسامري؟
وما معنى قوله: 
(قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَم ْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) ومن هو السامري؟

الجواب: الملائكة موجودات مادية شفافة رقيقة قد لا نكون قادرين على رؤيتهم لأسباب معينة ولكن يمكن رؤيتهم مرة بأشكالهم الحقيقية وأخرى بأشكالهم الظاهرية.
وقد كان الأئمة يرونهم.
وبعض الحيوانات كالديكة والحمام تراهم.
وقد ذكرت الأخبار أن السامري رأى أثر خطوة جبرئيل فأخذها، وكانت لها بعض الآثار التي استغلها شر استغلال. 
والسامري أحد كبراء بني إسرائيل. وذكرت بعض الروايات ان اسمه شاميروني. والسين عندنا شين عند اليهود. يعني سامروني؛ (سامري).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

السامري وأثر الرسول



السؤال: ماهي الحقائق الغيبية التي انكشفت للسامري؟
وما معنى قوله: 
(قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَم ْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) ومن هو السامري؟

الجواب: الملائكة موجودات مادية شفافة رقيقة قد لا نكون قادرين على رؤيتهم لأسباب معينة ولكن يمكن رؤيتهم مرة بأشكالهم الحقيقية وأخرى بأشكالهم الظاهرية.
وقد كان الأئمة يرونهم.
وبعض الحيوانات كالديكة والحمام تراهم.
وقد ذكرت الأخبار أن السامري رأى أثر خطوة جبرئيل فأخذها، وكانت لها بعض الآثار التي استغلها شر استغلال. 
والسامري أحد كبراء بني إسرائيل. وذكرت بعض الروايات ان اسمه شاميروني. والسين عندنا شين عند اليهود. يعني سامروني؛ (سامري).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:43 م

0 التعليقات:

الخميس، 27 مارس 2014



السؤال: ذكروا أن العلم سوف يقفز قفزات نوعية في زمان ظهور الإمام المهدي عليه السلام، بحيث كأن الناس والدنيا تختلف عنها اليوم. فما مدى صحة ذلك؟
 
ما زال العلم يخطو خطواته البدائية في كل النواحي. وفي الأحاديث الوحيانية أن الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف سوف يأتي في زمانه بخمسة وعشرين ضعفاً، لحجم العلم الذي سيسود في عهد ظهوره سلام الله عليه. ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام: (العلم سبعة وعشرون حرفاً. فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين. فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس، وضمَّ إليها الحرفين. حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً) ( بحار 52: 336/ باب 27/ ح 73.).
ويروى عن الامام الباقر عليه السلام قال: إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم (الكافي، كتاب العقل والجهل: الكافي : ج 1 ص 25 ح 21)
وعن عبد الله بن مسكان، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إن المؤمن في زمان القائم، وهو بالمشرق، ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق» (بحار الأنوار / العلامة المجلسي 52 : 391 / 213 باب 27 ، نقله من كتاب الغيبة للسيد على بن عبد الحميد).
وعن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إنه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر، رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض، وخفض له كل مرتفع منها، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟ » (إكمال الدين 2 : 674 / 29 باب 58). 
 وعن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: « إن قائمنا إذا قام مدّ الله عزّ وجلّ لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، [ لا ] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه » (روضة الكافي 8 : 240 ـ 241 / 329).
وعن الإمام الباقر(ع) أنه قال: ... وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوي لهم طياً حتى يبايعوه. ( عقد الدرر: ص65 ب4 ف1، معجم احاديث الامام المهدي(ع): ج3 ص294 هـ ح830).
وفي خطبة تسمى (المخزون) لأمير المؤمنين عليه السلام ( بحار الأنوار 53: 86/ باب 29/ ح 86)، جاء فيها: "ثم يسير [ أي المهدي عليه السلام] الى مصر فيعلو منبره ويخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويُقذف في قلوب المؤمنين العِلم فلا يحتاج مؤمن الى ما عند اخيه من العلم، فيومئذٍ تأويل هذه الآية: (يُغن الله كُلاًّ من سعته)" (النساء: 130). (مختصر بصائر الدرجات: ص519 والمنن في 201. معجم أحاديث المهدي (ع) ج5 الحديث 1504 ص82 ).
وعن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (كأني أنظر إلى القائم على ظهر [الـ]نجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً أدهم أبلق بين عينيه شمراخ، ثم ينتفض به فرسه فلا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم). ( بحار الأنوار 53: 86/ باب 29/ ح 86 . كمال الدين ص 672، غيبة النعماني ص 310).
وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق، عليه السلام، بشأن خروج الإمام المهدي عليه السلام قال: (لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين، فمن قال لكم غير هذا فكذِّبوه) (مختصر بصائر الدرجات ص 181، بحار الأنوار ج 53 ص 6).
وعن الإمام الصادق أيضاً عن أبيه عليهما السلام قال: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً، يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها) ( إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفك؛ فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك، واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء ، فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون فيها ما يشاءون ) (النعماني : ص 319 - 320 ب 21 ح 8).
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: (في تأويل قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور) (البقرة: 210)؛ قال: ينزل القائم في سبع قباب من نور لا يُعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل). (تفسير العياشي مجلد 1 ص 103، معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 45).
وعن الصادق عليه السلام قال: (إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وصار الليل والنهار واحداً وذهبت الظلمة) (دلائل الإمامة ص 241، الإرشاد ص 363، غيبة الطوسي ص 484، إعلام الورى ج 2 ص 293).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

العلم في زمان الظهور!



السؤال: ذكروا أن العلم سوف يقفز قفزات نوعية في زمان ظهور الإمام المهدي عليه السلام، بحيث كأن الناس والدنيا تختلف عنها اليوم. فما مدى صحة ذلك؟
 
ما زال العلم يخطو خطواته البدائية في كل النواحي. وفي الأحاديث الوحيانية أن الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف سوف يأتي في زمانه بخمسة وعشرين ضعفاً، لحجم العلم الذي سيسود في عهد ظهوره سلام الله عليه. ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام: (العلم سبعة وعشرون حرفاً. فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين. فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس، وضمَّ إليها الحرفين. حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً) ( بحار 52: 336/ باب 27/ ح 73.).
ويروى عن الامام الباقر عليه السلام قال: إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم (الكافي، كتاب العقل والجهل: الكافي : ج 1 ص 25 ح 21)
وعن عبد الله بن مسكان، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إن المؤمن في زمان القائم، وهو بالمشرق، ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق» (بحار الأنوار / العلامة المجلسي 52 : 391 / 213 باب 27 ، نقله من كتاب الغيبة للسيد على بن عبد الحميد).
وعن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: « إنه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر، رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض، وخفض له كل مرتفع منها، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟ » (إكمال الدين 2 : 674 / 29 باب 58). 
 وعن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: « إن قائمنا إذا قام مدّ الله عزّ وجلّ لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، [ لا ] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه » (روضة الكافي 8 : 240 ـ 241 / 329).
وعن الإمام الباقر(ع) أنه قال: ... وتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوي لهم طياً حتى يبايعوه. ( عقد الدرر: ص65 ب4 ف1، معجم احاديث الامام المهدي(ع): ج3 ص294 هـ ح830).
وفي خطبة تسمى (المخزون) لأمير المؤمنين عليه السلام ( بحار الأنوار 53: 86/ باب 29/ ح 86)، جاء فيها: "ثم يسير [ أي المهدي عليه السلام] الى مصر فيعلو منبره ويخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويُقذف في قلوب المؤمنين العِلم فلا يحتاج مؤمن الى ما عند اخيه من العلم، فيومئذٍ تأويل هذه الآية: (يُغن الله كُلاًّ من سعته)" (النساء: 130). (مختصر بصائر الدرجات: ص519 والمنن في 201. معجم أحاديث المهدي (ع) ج5 الحديث 1504 ص82 ).
وعن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (كأني أنظر إلى القائم على ظهر [الـ]نجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً أدهم أبلق بين عينيه شمراخ، ثم ينتفض به فرسه فلا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم). ( بحار الأنوار 53: 86/ باب 29/ ح 86 . كمال الدين ص 672، غيبة النعماني ص 310).
وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق، عليه السلام، بشأن خروج الإمام المهدي عليه السلام قال: (لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين، فمن قال لكم غير هذا فكذِّبوه) (مختصر بصائر الدرجات ص 181، بحار الأنوار ج 53 ص 6).
وعن الإمام الصادق أيضاً عن أبيه عليهما السلام قال: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً، يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها) ( إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفك؛ فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك، واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء ، فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون فيها ما يشاءون ) (النعماني : ص 319 - 320 ب 21 ح 8).
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: (في تأويل قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور) (البقرة: 210)؛ قال: ينزل القائم في سبع قباب من نور لا يُعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل). (تفسير العياشي مجلد 1 ص 103، معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 45).
وعن الصادق عليه السلام قال: (إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وصار الليل والنهار واحداً وذهبت الظلمة) (دلائل الإمامة ص 241، الإرشاد ص 363، غيبة الطوسي ص 484، إعلام الورى ج 2 ص 293).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:50 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 26 مارس 2014



السؤال: هل فعلاً عصى آدم ربه؟ وإن كان كذلك فما هو تفسير قوله تعالى: "وعصى آدم ربه فغوى"؟ وما معنى أكله من الشجرة؟ وعقاب الله له بخروجه من الجنة؟ وما معنى توبة الله عليه؟
 
الجواب: ليس العصيان هنا عصياناً بالمعنى العرفي الذي يستوجب العقاب والذم، فإن الله سبحانه لم يأمره أمراً مولويّاً، بل هو أمرٌ إرشاديٌّ بحت، كحال الأوامر والنواهي الإرشادية الكثيرة، التي تعني وجود منافع ومفاسد تعود على الإنسان في نفسه أو روحه أو بدنه. فإن تمثلها الإنسان كان ممدوحاً، وإن لم يؤدها لم يلحق به ذم، لكن الأثر التكويني يقع عليه لا محالة إذا كانت حتمية. كمن شرب السم فإنه يموت، ومن وقع من ارتفاع شاهق تتحطم عظامه، ومن نام في غرفة مغلقة تسرب إليها الغاز الخانق يختنق. وهذه الأمثلة تجتمع فيها الأوامر المولوية مع الأوامر الإرشادية العقلية. فمخالفتها تعد مخالفة للأوامر المولوية أيضاً. لأن الأوامر المولوية هي التي تنبعث من المولى بما أنه مولى تجب إطاعته، والأوامر الإرشادية البحتة هي التي تصدر من المولى أو غيره على سبيل النصيحة والإشفاق. ومخالفة الأولى تستعقب الغضب والعقاب وأحياناً مجرد العتاب، بينما مخالفة الثانية لا تستعقب سوى الأثر التكويني الموجود فيها.
والأوامر المولوية غير الإلزامية (الاستحبابية والكراهية) كتلك التي تأمر مثلاً بشرب الماء من قيام في النهار، ومن جلوس في الليل. ومثله ما يذكر من كراهة لحم البقر والإبل، أو استحباب أبوال الإبل، وغيرها كثير، فإن وراءها منافع ومضار ولا شك. ومع ذلك فإن عدم الالتزام بها لا يستوجب العقاب والمذمة عند الشارع المقدس. نعم أن يقال بأنها ربما لا تخلو من العتاب، أو عدم ترفيع الدرجات.
أما الأوامر الإرشادية المحضة فلا عقاب فيها ولا عتاب ولا تجميد في الدرجات كذلك. لكنها في لغة التخاطب مع ذلك تدعي معصية ومخالفة. ومن هنا يصح أن تنفى عنها العصيان، وأن تثبت في آن واحد. والمصحح هو اختلاف اللحاظ.
 تقول لأخيك لا تشرب الماء البارد بعد الحار، فلو شربه قلت له: عصيتني فانتظر الألم في أسنانك. لا تتزوج هذه المرأة، فإذا تزوجها ولم يستقر أمره معها، قلت لهك ألم أنهك؟ ألم آمرك؟ لكنك عصيتني!.
وكما قال الشاعر:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى     فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ
هذا بالنسبة إلى آحاد الناس العاديين.
أما إذا كان الكلام عن الأنبياء المعصومين الذين اصطفاهم الله سبحانه، ولا سيما ونحن نرى القرآن يمتدحهم ويطريهم قبل تلك المخالفة المذكورة وبعدها، فلا بد من حمل الألفاظ فيها على معنى يجري في هذا السياق، وإلا لزم التنافي في كلام الله الحكيم، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. وكما يقول الإمام الحسين الشهيد عليه السلام: فإن "كتاب اللّه ـ عز وجلّ ـ على أربعة أشياء: على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق. فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء" ( بحار الانوار 92 : 20).
ومعنى ذلك أن في القرآن وراء العبارات والألفاظ ثمة إشارات وإيماءات يدركها ذوو الفكر والتدبر. بل ووراء تلك الإشارات لطائف وحقائق، لا يمسها إلاّ الأولياء والأنبياء. فكل مرحلة من الفهم تحتاج إلى قلب يتناسب معها من الوعي والشفافية. يقول الإمام الباقر عليه السلام: "إن للقرآن بطناً، وللبطن بطن، وله ظهر، وللظهر ظهر،... وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه" (البحار: 92 / 20 / 18 وص 95 / 48).
ومما يؤكد هذا المعنى: أن الله سبحانه ما زال يمتدح نبيه آدم من قبل خلقه، ويدافع عنه أمام ملائكته، الذين كانوا يتوقعون صدور المعصية منه والفساد، ثم أسجد له الملائكة كلهم أجمعين. بل ونفاجأ بأن ذلك المديح والإطراء يستمر بنفس الوتيرة بعد حادثة الأكل من الشجرة، حيث يعود سبحانه على آدم ليجتبيه ويبعثه نبيّاً، ولو لم يكن أهلاً للنبوة لما بعثه، ولو كان عاصياً لما كان أهلاً.
ثم إن الله سبحانه يخبرنا بأنه اصطفاه مع ثلة قليلة من خلقه على العالمين، حيث قال: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (آل عمران: 33)، ولا معنى لاصطفائه على الخلق ما دام عاصياً.

من هنا فلا محيص عن القول: إن لفظ المعصية وإن كان صحيحاً، إلا أن آدم في نفس الوقت غير عاص، وإلا لزم التهافت والتنافي بين الآيات.

فإن قيل: إن الله تعالى رتب على المعصية المذكورة أمرين هامّين: الأول انكشاف السوءات لآدم وزوجه في الجنة، والثاني: خروجهما من الجنة بوسواس الشيطان، وعدم إطاعة الله عز وجل.

فالجواب: أولاً: أن هذا يؤكد ما قلناه من أن عاقبة مخالفة آدم وزوجه عليهما السلام ليست إلا أمراً دنيوياً تكوينياً، ولا أثر لها في الآخرة. وكل الآيات التي عاتبت تثبت أن المطب الذي وقع فيه آدم هو مطب إرشادي دنيوي بحت.

وثانياً: ما ذكرناه من آيات مادحة له قبل الواقعة وبعدها لا تنسجم مع وقوعه في الخطيئة والمعصية.

وثالثاً: أن هبوطه إلى الأرض، بل وظهور سوءاتهما لهما، كلاهما أمران محتومان محسومان منذ البداية، أي قبل أن يدخلا الجنة؛ فإن الله جل وعلا حين أراد أن يخلق آدم قال للملائكة: إني أريد أن أجعل خليفة لي في الأرض، لا في الجنة. وجواب الملائكة أيضاً كان متوجهاً إلى من كان يعيش على سطح الأرض، لا في ظلال الجنة؛ قال عز من قائل: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

وعلى هذا تكون قضية المخالفة في الجنة أعمق بكثير مما يتصور البعض؛ ولعلها تحكي أسراراً عديدة، ليس هذا مجال الدخول فيها. ولكن منها - والعلم عند الله – أنه جلت حكمته بعد أن حصل ما حصل من إبليس من معصيته وتهديده للبشر بالإغواء والإضلال، اقتض الأمر أن يُظهر نبيه آدم على خبث الشيطان وقدرته على التشكل والوسوسة، فكان ما كان في الجنة كأول تجربة، بعيداً عن الأوامر المولوية، ولسرعة الأثر وظهوره في تلك الجنة (الخاصة)، كيما يكون عبرة واضحة لآدم ومن يأتي بعده من ذريته. ولعله لذلك قص الله جل وعلا لنا تلك التجربة الأولى، التي لا تفرق بين وليّ لله وغيره إذا لم يحترس من إبليس وعداوته.
غير أن هذه التجربة أظهرت لنا أن الشيطان بنفسه لم يتمكن من نبي الله إلا بوسائل تنطلي حتى على المقربين، لأنه حلف بالله في أول حلف كاذب في التاريخ، ولم يكونا يتوقعان أن يحلف أحدٌ بالله كاذباً، ثم إنه طمعهما بكونهما ملكين مطيعين لله خالدين في الطاعة والعبادة، فهو مما يطمع فيه العبد المخلص المقبل على الله. هذا مع أن النهي لم يكن صريحاً في الأكل، لأن الله تعالى يقول: "ولا تقربا هذه الشجرة" ولم يقل على الصراحة: ولا تأكلا من هذه الشجرة، وحينما أكلا قال سبحانه: "فلما ذاقا الشجرة" من دون اسم الإشارة، مما يفسح المجال لاحتمال كونها من جنس الشجرة لا عينها. كما أن النهي لم يكن نهياً مولويّاً أيضاً، حيث ذكرت الآيات نتيجته، وهي أن يكونا ظالمين لأنفسهما، وأن يخرجا من الجنة التي لم تكن جنة الخلد، فتنحصر العاقبة في أن يشقيا بالتعب والكد على أنفسهما، لا في العقوبة الإلهية لا قدر الله. قال سبحانه: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" (طه: 117)، وقال: " وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة: 35).
ومن الملفت هنا:
1- أن الآيات تركز على أن النهي كان عن شجرة بعينها، ولم يكن عن جنس، فلم تقل الآيات مثلاً: ولا تقربا شجر الحنطة، أو شجر العنب، أو أي شجر آخر. بل قالت: "لا تقربا هذه الشجرة" (البقرة: 35)، وقالت: "ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" (الأعراف: 22).
2- أن الله سبحانه حين نهاهما عن تلك الشجرة لم يربط بين النهي وبين عداوة إبليس، ولعل آدم عليه السلام أُخذ من هذا الباب، حيث لم يتوقع أن يأتيه الشيطان الماكر في صورة الرفيق المشفق.
فكأن هذه التجربة المحسومة النتيجة كانت ضرورية لتعريف الخلق الجديد بمكر الشيطان وعداوته، في ذلك العالم الموقت، الذذي لم ينشأ للمكوث فيه والبقاء. لذلك لم نر أي علامة على الغضب الإلهي على النبي الأول للبشرية، بل زكاه وتاب عليه؛ قال سبحانه: "ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى" (طه: 122)، وبيّن لنا القرآن أن تلك التجربة كانت لازمة وضرورية ليعرف البشر بعد آدم خبث الشيطان ومكره، فقال جل وعلا: " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى" (طه: 123).
نعم لا بد من التنبيه إلى أن أحد أسباب بيان هذه الآيات التي ظاهرها المخالفة لسائر الأنبياء هو إظهار فضل النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم عليهم جميعاً، حيث لم يصدر حتى مثل تلك المخالفات الدقيقة، والله تعالى هو العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف

هل فعلاً عصى آدم ربه؟!



السؤال: هل فعلاً عصى آدم ربه؟ وإن كان كذلك فما هو تفسير قوله تعالى: "وعصى آدم ربه فغوى"؟ وما معنى أكله من الشجرة؟ وعقاب الله له بخروجه من الجنة؟ وما معنى توبة الله عليه؟
 
الجواب: ليس العصيان هنا عصياناً بالمعنى العرفي الذي يستوجب العقاب والذم، فإن الله سبحانه لم يأمره أمراً مولويّاً، بل هو أمرٌ إرشاديٌّ بحت، كحال الأوامر والنواهي الإرشادية الكثيرة، التي تعني وجود منافع ومفاسد تعود على الإنسان في نفسه أو روحه أو بدنه. فإن تمثلها الإنسان كان ممدوحاً، وإن لم يؤدها لم يلحق به ذم، لكن الأثر التكويني يقع عليه لا محالة إذا كانت حتمية. كمن شرب السم فإنه يموت، ومن وقع من ارتفاع شاهق تتحطم عظامه، ومن نام في غرفة مغلقة تسرب إليها الغاز الخانق يختنق. وهذه الأمثلة تجتمع فيها الأوامر المولوية مع الأوامر الإرشادية العقلية. فمخالفتها تعد مخالفة للأوامر المولوية أيضاً. لأن الأوامر المولوية هي التي تنبعث من المولى بما أنه مولى تجب إطاعته، والأوامر الإرشادية البحتة هي التي تصدر من المولى أو غيره على سبيل النصيحة والإشفاق. ومخالفة الأولى تستعقب الغضب والعقاب وأحياناً مجرد العتاب، بينما مخالفة الثانية لا تستعقب سوى الأثر التكويني الموجود فيها.
والأوامر المولوية غير الإلزامية (الاستحبابية والكراهية) كتلك التي تأمر مثلاً بشرب الماء من قيام في النهار، ومن جلوس في الليل. ومثله ما يذكر من كراهة لحم البقر والإبل، أو استحباب أبوال الإبل، وغيرها كثير، فإن وراءها منافع ومضار ولا شك. ومع ذلك فإن عدم الالتزام بها لا يستوجب العقاب والمذمة عند الشارع المقدس. نعم أن يقال بأنها ربما لا تخلو من العتاب، أو عدم ترفيع الدرجات.
أما الأوامر الإرشادية المحضة فلا عقاب فيها ولا عتاب ولا تجميد في الدرجات كذلك. لكنها في لغة التخاطب مع ذلك تدعي معصية ومخالفة. ومن هنا يصح أن تنفى عنها العصيان، وأن تثبت في آن واحد. والمصحح هو اختلاف اللحاظ.
 تقول لأخيك لا تشرب الماء البارد بعد الحار، فلو شربه قلت له: عصيتني فانتظر الألم في أسنانك. لا تتزوج هذه المرأة، فإذا تزوجها ولم يستقر أمره معها، قلت لهك ألم أنهك؟ ألم آمرك؟ لكنك عصيتني!.
وكما قال الشاعر:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى     فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ
هذا بالنسبة إلى آحاد الناس العاديين.
أما إذا كان الكلام عن الأنبياء المعصومين الذين اصطفاهم الله سبحانه، ولا سيما ونحن نرى القرآن يمتدحهم ويطريهم قبل تلك المخالفة المذكورة وبعدها، فلا بد من حمل الألفاظ فيها على معنى يجري في هذا السياق، وإلا لزم التنافي في كلام الله الحكيم، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. وكما يقول الإمام الحسين الشهيد عليه السلام: فإن "كتاب اللّه ـ عز وجلّ ـ على أربعة أشياء: على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق. فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء" ( بحار الانوار 92 : 20).
ومعنى ذلك أن في القرآن وراء العبارات والألفاظ ثمة إشارات وإيماءات يدركها ذوو الفكر والتدبر. بل ووراء تلك الإشارات لطائف وحقائق، لا يمسها إلاّ الأولياء والأنبياء. فكل مرحلة من الفهم تحتاج إلى قلب يتناسب معها من الوعي والشفافية. يقول الإمام الباقر عليه السلام: "إن للقرآن بطناً، وللبطن بطن، وله ظهر، وللظهر ظهر،... وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه" (البحار: 92 / 20 / 18 وص 95 / 48).
ومما يؤكد هذا المعنى: أن الله سبحانه ما زال يمتدح نبيه آدم من قبل خلقه، ويدافع عنه أمام ملائكته، الذين كانوا يتوقعون صدور المعصية منه والفساد، ثم أسجد له الملائكة كلهم أجمعين. بل ونفاجأ بأن ذلك المديح والإطراء يستمر بنفس الوتيرة بعد حادثة الأكل من الشجرة، حيث يعود سبحانه على آدم ليجتبيه ويبعثه نبيّاً، ولو لم يكن أهلاً للنبوة لما بعثه، ولو كان عاصياً لما كان أهلاً.
ثم إن الله سبحانه يخبرنا بأنه اصطفاه مع ثلة قليلة من خلقه على العالمين، حيث قال: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (آل عمران: 33)، ولا معنى لاصطفائه على الخلق ما دام عاصياً.

من هنا فلا محيص عن القول: إن لفظ المعصية وإن كان صحيحاً، إلا أن آدم في نفس الوقت غير عاص، وإلا لزم التهافت والتنافي بين الآيات.

فإن قيل: إن الله تعالى رتب على المعصية المذكورة أمرين هامّين: الأول انكشاف السوءات لآدم وزوجه في الجنة، والثاني: خروجهما من الجنة بوسواس الشيطان، وعدم إطاعة الله عز وجل.

فالجواب: أولاً: أن هذا يؤكد ما قلناه من أن عاقبة مخالفة آدم وزوجه عليهما السلام ليست إلا أمراً دنيوياً تكوينياً، ولا أثر لها في الآخرة. وكل الآيات التي عاتبت تثبت أن المطب الذي وقع فيه آدم هو مطب إرشادي دنيوي بحت.

وثانياً: ما ذكرناه من آيات مادحة له قبل الواقعة وبعدها لا تنسجم مع وقوعه في الخطيئة والمعصية.

وثالثاً: أن هبوطه إلى الأرض، بل وظهور سوءاتهما لهما، كلاهما أمران محتومان محسومان منذ البداية، أي قبل أن يدخلا الجنة؛ فإن الله جل وعلا حين أراد أن يخلق آدم قال للملائكة: إني أريد أن أجعل خليفة لي في الأرض، لا في الجنة. وجواب الملائكة أيضاً كان متوجهاً إلى من كان يعيش على سطح الأرض، لا في ظلال الجنة؛ قال عز من قائل: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

وعلى هذا تكون قضية المخالفة في الجنة أعمق بكثير مما يتصور البعض؛ ولعلها تحكي أسراراً عديدة، ليس هذا مجال الدخول فيها. ولكن منها - والعلم عند الله – أنه جلت حكمته بعد أن حصل ما حصل من إبليس من معصيته وتهديده للبشر بالإغواء والإضلال، اقتض الأمر أن يُظهر نبيه آدم على خبث الشيطان وقدرته على التشكل والوسوسة، فكان ما كان في الجنة كأول تجربة، بعيداً عن الأوامر المولوية، ولسرعة الأثر وظهوره في تلك الجنة (الخاصة)، كيما يكون عبرة واضحة لآدم ومن يأتي بعده من ذريته. ولعله لذلك قص الله جل وعلا لنا تلك التجربة الأولى، التي لا تفرق بين وليّ لله وغيره إذا لم يحترس من إبليس وعداوته.
غير أن هذه التجربة أظهرت لنا أن الشيطان بنفسه لم يتمكن من نبي الله إلا بوسائل تنطلي حتى على المقربين، لأنه حلف بالله في أول حلف كاذب في التاريخ، ولم يكونا يتوقعان أن يحلف أحدٌ بالله كاذباً، ثم إنه طمعهما بكونهما ملكين مطيعين لله خالدين في الطاعة والعبادة، فهو مما يطمع فيه العبد المخلص المقبل على الله. هذا مع أن النهي لم يكن صريحاً في الأكل، لأن الله تعالى يقول: "ولا تقربا هذه الشجرة" ولم يقل على الصراحة: ولا تأكلا من هذه الشجرة، وحينما أكلا قال سبحانه: "فلما ذاقا الشجرة" من دون اسم الإشارة، مما يفسح المجال لاحتمال كونها من جنس الشجرة لا عينها. كما أن النهي لم يكن نهياً مولويّاً أيضاً، حيث ذكرت الآيات نتيجته، وهي أن يكونا ظالمين لأنفسهما، وأن يخرجا من الجنة التي لم تكن جنة الخلد، فتنحصر العاقبة في أن يشقيا بالتعب والكد على أنفسهما، لا في العقوبة الإلهية لا قدر الله. قال سبحانه: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" (طه: 117)، وقال: " وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة: 35).
ومن الملفت هنا:
1- أن الآيات تركز على أن النهي كان عن شجرة بعينها، ولم يكن عن جنس، فلم تقل الآيات مثلاً: ولا تقربا شجر الحنطة، أو شجر العنب، أو أي شجر آخر. بل قالت: "لا تقربا هذه الشجرة" (البقرة: 35)، وقالت: "ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" (الأعراف: 22).
2- أن الله سبحانه حين نهاهما عن تلك الشجرة لم يربط بين النهي وبين عداوة إبليس، ولعل آدم عليه السلام أُخذ من هذا الباب، حيث لم يتوقع أن يأتيه الشيطان الماكر في صورة الرفيق المشفق.
فكأن هذه التجربة المحسومة النتيجة كانت ضرورية لتعريف الخلق الجديد بمكر الشيطان وعداوته، في ذلك العالم الموقت، الذذي لم ينشأ للمكوث فيه والبقاء. لذلك لم نر أي علامة على الغضب الإلهي على النبي الأول للبشرية، بل زكاه وتاب عليه؛ قال سبحانه: "ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى" (طه: 122)، وبيّن لنا القرآن أن تلك التجربة كانت لازمة وضرورية ليعرف البشر بعد آدم خبث الشيطان ومكره، فقال جل وعلا: " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى" (طه: 123).
نعم لا بد من التنبيه إلى أن أحد أسباب بيان هذه الآيات التي ظاهرها المخالفة لسائر الأنبياء هو إظهار فضل النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم عليهم جميعاً، حيث لم يصدر حتى مثل تلك المخالفات الدقيقة، والله تعالى هو العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:36 م

1 التعليقات:

الثلاثاء، 25 مارس 2014


السؤال: نحن مجموعة من الطالبات الجامعيات المؤمنات قررنا أن ندخل في حوار مع بعض الأخوات المفتونات بغرض هدايتهن، ولكننا نحب أن نعرف الأسلوب الأفضل للدخول معهن في النقاش.

الجواب: إن لكل إنسان مدخله الخاص الذي يتأثر به، فلا بد من البحث عن ذلك المؤثر الخاص بالنسبة إليه، ليكون المدخل إلى عالمه. ومع ذلك فإن الله سبحانه وزع في كل إنسان فطرته الثابتة في الخلق، واستودع الناس الميثاق قبل هذا العالم، بحيث يستشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم مقهورون لقوة عظمى، يلجأون إليها كلما التفتوا إلى ضعفهم، وعصفت بهم حوادث الدهر المخيفة المرعبة. كما ركز سبحانه فيهم العقول، وهي كالمرايا الصافية التي لا تعرف الكذب ولا المغالطة، في الأمور الواضحة المسلمة، فتبين لهم الحسن والقبيح كما هو، فإذا ما انقبضوا عن وصفه وازوروا عن حكمه، عرفوا من أنفسهم الزيغ والجحود، واستيقنوا بالعناد والمكابرة. قال تعالى: "ولكنّ اللّه حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرّاشدون. فضلا من اللّه ونعمة واللّه عليم حكيم" (الحجرات: 7و8).
وعلى هذا فلا بد أن تنطلقن معه من مسلماته التي يعتقد بها، وما من إنسان إلا وهو يعتقد ببعض المسلمات، إلا المعاندين الذين لا تفيد معهم الخطب والكلمات. فإن كان من أهل العقل والعلم دخلتن إليه من طريق البرهان العقلي والاستدلال العلمي، وإلا أمكن تذكيره بالآيات الكونية، التي لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، بل لا بد لها من موجد، ولا بد لذلك الموجد من صفات كمال وجمال. وهكذا إذا كان من أهل القلب والحس المرهف، يمكن الدخول إليه منهما بالوعظ الحسن الجميل. والقرآن الكريم زاخر بهذه الأساليب جميعا. قال سبحانه: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل: 25). ويمكن الاستفادة من أساليب أئمة الهدى في مناظراتهم مع بعض الزنادقة والملحدين، كابن ابي العوجاء، وأبي شاكر الديصاني، وغيرهما، في كتب الاحتجاج للطبرسي، وأصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي.



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أساليب الدعوة إلى الله


السؤال: نحن مجموعة من الطالبات الجامعيات المؤمنات قررنا أن ندخل في حوار مع بعض الأخوات المفتونات بغرض هدايتهن، ولكننا نحب أن نعرف الأسلوب الأفضل للدخول معهن في النقاش.

الجواب: إن لكل إنسان مدخله الخاص الذي يتأثر به، فلا بد من البحث عن ذلك المؤثر الخاص بالنسبة إليه، ليكون المدخل إلى عالمه. ومع ذلك فإن الله سبحانه وزع في كل إنسان فطرته الثابتة في الخلق، واستودع الناس الميثاق قبل هذا العالم، بحيث يستشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم مقهورون لقوة عظمى، يلجأون إليها كلما التفتوا إلى ضعفهم، وعصفت بهم حوادث الدهر المخيفة المرعبة. كما ركز سبحانه فيهم العقول، وهي كالمرايا الصافية التي لا تعرف الكذب ولا المغالطة، في الأمور الواضحة المسلمة، فتبين لهم الحسن والقبيح كما هو، فإذا ما انقبضوا عن وصفه وازوروا عن حكمه، عرفوا من أنفسهم الزيغ والجحود، واستيقنوا بالعناد والمكابرة. قال تعالى: "ولكنّ اللّه حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرّاشدون. فضلا من اللّه ونعمة واللّه عليم حكيم" (الحجرات: 7و8).
وعلى هذا فلا بد أن تنطلقن معه من مسلماته التي يعتقد بها، وما من إنسان إلا وهو يعتقد ببعض المسلمات، إلا المعاندين الذين لا تفيد معهم الخطب والكلمات. فإن كان من أهل العقل والعلم دخلتن إليه من طريق البرهان العقلي والاستدلال العلمي، وإلا أمكن تذكيره بالآيات الكونية، التي لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، بل لا بد لها من موجد، ولا بد لذلك الموجد من صفات كمال وجمال. وهكذا إذا كان من أهل القلب والحس المرهف، يمكن الدخول إليه منهما بالوعظ الحسن الجميل. والقرآن الكريم زاخر بهذه الأساليب جميعا. قال سبحانه: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل: 25). ويمكن الاستفادة من أساليب أئمة الهدى في مناظراتهم مع بعض الزنادقة والملحدين، كابن ابي العوجاء، وأبي شاكر الديصاني، وغيرهما، في كتب الاحتجاج للطبرسي، وأصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي.



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:41 م

0 التعليقات:

الاثنين، 24 مارس 2014



السؤال: تعجبني الدعوة إلى الله والعمل على هداية الضالين، وأشعر أنني أمتلك القدرة العلمية لذلك، فأتمنى أن تنصحوني بما كسبتم من تجارب في هذا المجال.
 
الهداية الحقيقية من الله عز وجل، وما الإنسان إلا مجرد وسيلة، قد يحالفها التوفيق وقد لا يحالفها. وإنما عليه أن يسلك السبيل من جادته، فيدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالجدال الحسن، إن كان من أهله، وإلا فعليه أن يكون رابطاً بين هؤلاء المحتاجين، وبين أهل العلم والدين، ولا ينقص ذلك من أجره شيئاً، فإن الدال على الخير كفاعله.
وعلينا أن نعلم أن الهداية لا يمكن أن تحسب كمسألة رياضية محسومة النتيجة، لأن الله جل ذكره هو من أراد لها أن تكون عن اختيار تام، فمن أراد لنفسه الخير والنجاة، فإن الله قد سهّل له ذلك، بأن عرّفه الحق بعلامات ووسائل والباطل بعلامات ووسائل.
وما أكثر الأنبياء الذين كانوا في أعلى مستويات البشر علماً وتجرداً وأخلاقاً، لكنهم مع ذلك لم يؤمن معهم إلا قليل؛ قال تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (البقرة: 272).
على أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين الذين أذهب الله عنهم الرجس كله والجهل كله، قد ارشدونا إلى أن أفضل الطرق إلى ذلك هو أن نكون ناطقين صادقين عنهم، فهم الناطقون الصادقون المأمونون عن الله سبحانه، ولكن بالحكمة واللسان الطيب اللين.قال تعالى: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125). وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: " إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا" (بحار الأنوار: ج 2 ص30)



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف نهدي الضالين؟



السؤال: تعجبني الدعوة إلى الله والعمل على هداية الضالين، وأشعر أنني أمتلك القدرة العلمية لذلك، فأتمنى أن تنصحوني بما كسبتم من تجارب في هذا المجال.
 
الهداية الحقيقية من الله عز وجل، وما الإنسان إلا مجرد وسيلة، قد يحالفها التوفيق وقد لا يحالفها. وإنما عليه أن يسلك السبيل من جادته، فيدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالجدال الحسن، إن كان من أهله، وإلا فعليه أن يكون رابطاً بين هؤلاء المحتاجين، وبين أهل العلم والدين، ولا ينقص ذلك من أجره شيئاً، فإن الدال على الخير كفاعله.
وعلينا أن نعلم أن الهداية لا يمكن أن تحسب كمسألة رياضية محسومة النتيجة، لأن الله جل ذكره هو من أراد لها أن تكون عن اختيار تام، فمن أراد لنفسه الخير والنجاة، فإن الله قد سهّل له ذلك، بأن عرّفه الحق بعلامات ووسائل والباطل بعلامات ووسائل.
وما أكثر الأنبياء الذين كانوا في أعلى مستويات البشر علماً وتجرداً وأخلاقاً، لكنهم مع ذلك لم يؤمن معهم إلا قليل؛ قال تعالى: "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (البقرة: 272).
على أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين الذين أذهب الله عنهم الرجس كله والجهل كله، قد ارشدونا إلى أن أفضل الطرق إلى ذلك هو أن نكون ناطقين صادقين عنهم، فهم الناطقون الصادقون المأمونون عن الله سبحانه، ولكن بالحكمة واللسان الطيب اللين.قال تعالى: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125). وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: " إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا" (بحار الأنوار: ج 2 ص30)



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:53 م

0 التعليقات:

الأحد، 23 مارس 2014

وَرَدَ لفظ الجلباب في القرآن الكريم فقد قال عزَّ مِنْ قائل : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ 1 .

الجلابيب جمع جلباب و هو ثوب واسع أوسع من الخمار و دون الرداء حسب ما أشارت اليه مصادر اللغة العربية، و كانت المرأة المسلمة تتخذ الجلباب كحجاب شامل ترتديه فوق ثيابها و تغطي بها رأسها بحيث تلوي الجلباب على رأسها و ترسل بقيته على صدرها بل و على بدنها بحيث تغطي ثيابها أيضاً 2 .

فقد كانت المسلمات في أول الإسلام يخرجن من بيوتهن سافرات متبذلات على عادة الجاهلية، فطلب سبحانه من نبيه الكريم في هذه الآية أن يأمرهن بالستر و الحجاب، و الأمر يدل على الوجوب فيكون الحجاب واجبا .. أجل، لقد خرج من هذا العموم الوجه و الكفان لقوله تعالى: «و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر».

ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ بالعفة و الصون، فإن الحجاب يحجز بين المرأة المتحجبة و بين طمع أهل الفسق و الريب (فلا يؤذين) بالمعاكسات و النظرات الفاسقة وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً يغفر عما سلف، و يرحم من تاب و أناب. 3 .

و العباءة الفضفاضة التي تتخذها النساء المتحجبات في عدد من بلدان الخليج و العراق و ايران هي أشبه شيء بالجلباب في عصرنا الحاضر.

سماحة الشيخ صالح الكرباسي.
-----------
1. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 426 .
2. انظر: مجمع البحرين: 2/24. و أنظر أيضاً: التحقيق في كلمات القرآن الكريم للاستاذ حسن المصطفوي: طبعة طهران.
3. أنظر: تفسير الكاشف: 6 / 241 ، للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله).

ما المقصود بالجلباب في الشريعة الإسلامية؟

وَرَدَ لفظ الجلباب في القرآن الكريم فقد قال عزَّ مِنْ قائل : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ 1 .

الجلابيب جمع جلباب و هو ثوب واسع أوسع من الخمار و دون الرداء حسب ما أشارت اليه مصادر اللغة العربية، و كانت المرأة المسلمة تتخذ الجلباب كحجاب شامل ترتديه فوق ثيابها و تغطي بها رأسها بحيث تلوي الجلباب على رأسها و ترسل بقيته على صدرها بل و على بدنها بحيث تغطي ثيابها أيضاً 2 .

فقد كانت المسلمات في أول الإسلام يخرجن من بيوتهن سافرات متبذلات على عادة الجاهلية، فطلب سبحانه من نبيه الكريم في هذه الآية أن يأمرهن بالستر و الحجاب، و الأمر يدل على الوجوب فيكون الحجاب واجبا .. أجل، لقد خرج من هذا العموم الوجه و الكفان لقوله تعالى: «و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر».

ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ بالعفة و الصون، فإن الحجاب يحجز بين المرأة المتحجبة و بين طمع أهل الفسق و الريب (فلا يؤذين) بالمعاكسات و النظرات الفاسقة وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً يغفر عما سلف، و يرحم من تاب و أناب. 3 .

و العباءة الفضفاضة التي تتخذها النساء المتحجبات في عدد من بلدان الخليج و العراق و ايران هي أشبه شيء بالجلباب في عصرنا الحاضر.

سماحة الشيخ صالح الكرباسي.
-----------
1. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 426 .
2. انظر: مجمع البحرين: 2/24. و أنظر أيضاً: التحقيق في كلمات القرآن الكريم للاستاذ حسن المصطفوي: طبعة طهران.
3. أنظر: تفسير الكاشف: 6 / 241 ، للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:07 م

0 التعليقات:

السبت، 22 مارس 2014


السؤال: هناك من يقول: إن الناس في آخر الزمان، وفي عصر الظهور سوف يتكاملون ويصلون إلى مرتبة العصمة، فلا جرائم ولا أحقاد، فهل هذا صحيح؟
 
الجواب: لا، ولم يدل على ذلك دليل. نعم في دولة الحق في آخر الزمان سوف يسود العدل والتطور بين بني آدم، وبانعدام أسباب الظلم وانتشار العلوم ورقي البشر سوف تقل أسباب الجريمة والمعصية، لكن سنة الابتلاء والتمحيص الإلهي سوف تظل باقية إلى أن تقوم الساعة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل سيصل البشر إلى العصمة في عصر الظهور؟


السؤال: هناك من يقول: إن الناس في آخر الزمان، وفي عصر الظهور سوف يتكاملون ويصلون إلى مرتبة العصمة، فلا جرائم ولا أحقاد، فهل هذا صحيح؟
 
الجواب: لا، ولم يدل على ذلك دليل. نعم في دولة الحق في آخر الزمان سوف يسود العدل والتطور بين بني آدم، وبانعدام أسباب الظلم وانتشار العلوم ورقي البشر سوف تقل أسباب الجريمة والمعصية، لكن سنة الابتلاء والتمحيص الإلهي سوف تظل باقية إلى أن تقوم الساعة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:54 م

1 التعليقات:

الجمعة، 21 مارس 2014



السؤال: هنالك بعض الأحاديث الواردة 
بخصوص انصار الأمام المهدي بأن من سوف يأتي من مصر هكذا عدد من الأشخاص ومن البحرين والعراق هكذا عدد من انصار الحجة فهل هذه الروايات صحيحة ام غير صحيحة؟حسب ما نقل لي بعض اصدقائي، ولكن اشعر بالغبطة من ان غير البحرين لهم عدد اكثر من الأنصار ولذلك اريد التأكد من هذه الأحاديث صحيحة ام غير صحيحة؟ اشعر بالأسى عندما اسمع ان 3 من انصار المهدي مخلصين فقط في البحرين اما الباقين من الموالين والشيعة ..... غير مخلصين ..... الأمر شبه صعب القبول اذا ثبت صحة الحديث فيجب مني مراجعة اسباب تخلف البحرين عن نصرة امامنا الحجة بعدد اكثر .... فهذا امر غير مقبول ان يكون ثلاثة انصار فقط ...... بل هو شبه محرج ... لي كبحريني ان لا يكون هنالك من هو مخلص اخلاصا ً حقيقيا ً بينما العالم بالآلاف من المخلصين.

الجواب: الظاهر أن المقصود من ذكر هذه الأرقام لنصرة الإمام عليه السلام، ونسبتها إلى البلاد هو قيادات جيش الإمام عليه السلام وزعامات نهضته. وذلك لا ينافي كون غيرهم أيضاً على الولاية والنصرة. هذا مضافاً إلى ما يمكن أن يناقش به هذه الأخبار سنداً ودلالة. لا سيّما وأن النسبة الى بعض البلاد لم يثبت منه إرادته للبلدان المعروفة اليوم بالمصطلح السياسي، إذ ربما توسعت البلاد أو تضيقت أو تغيّرت، كما هو الحاصل في تاريخ البلاد وحدودها.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أنصار الإمام المهدي من سائر الأمصار



السؤال: هنالك بعض الأحاديث الواردة 
بخصوص انصار الأمام المهدي بأن من سوف يأتي من مصر هكذا عدد من الأشخاص ومن البحرين والعراق هكذا عدد من انصار الحجة فهل هذه الروايات صحيحة ام غير صحيحة؟حسب ما نقل لي بعض اصدقائي، ولكن اشعر بالغبطة من ان غير البحرين لهم عدد اكثر من الأنصار ولذلك اريد التأكد من هذه الأحاديث صحيحة ام غير صحيحة؟ اشعر بالأسى عندما اسمع ان 3 من انصار المهدي مخلصين فقط في البحرين اما الباقين من الموالين والشيعة ..... غير مخلصين ..... الأمر شبه صعب القبول اذا ثبت صحة الحديث فيجب مني مراجعة اسباب تخلف البحرين عن نصرة امامنا الحجة بعدد اكثر .... فهذا امر غير مقبول ان يكون ثلاثة انصار فقط ...... بل هو شبه محرج ... لي كبحريني ان لا يكون هنالك من هو مخلص اخلاصا ً حقيقيا ً بينما العالم بالآلاف من المخلصين.

الجواب: الظاهر أن المقصود من ذكر هذه الأرقام لنصرة الإمام عليه السلام، ونسبتها إلى البلاد هو قيادات جيش الإمام عليه السلام وزعامات نهضته. وذلك لا ينافي كون غيرهم أيضاً على الولاية والنصرة. هذا مضافاً إلى ما يمكن أن يناقش به هذه الأخبار سنداً ودلالة. لا سيّما وأن النسبة الى بعض البلاد لم يثبت منه إرادته للبلدان المعروفة اليوم بالمصطلح السياسي، إذ ربما توسعت البلاد أو تضيقت أو تغيّرت، كما هو الحاصل في تاريخ البلاد وحدودها.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:01 م

0 التعليقات:

الخميس، 20 مارس 2014



السؤال: ما هو رأيكم في يوم النيروز، وهل 
هو عيد إسلامي تأمر الأحاديث بإحيائه وتعظيمه، كالتعيد فيه، والغسل والصلاة فيه، وما إلى ذلك؟
الجواب: لا تصح الروايات حول النيروز، ولم تثبت نسبته إلى الشرع المبين كعيد. ولكن لا بأس بإحيائه كمناسبة شعبية إنسانية، لمكان التغير الفصلي الذي يحصل فيه، كما اعتاد البشر اليوم على إحياء يوم بعينه بعنوان عيد الأرض ، والشجرة والأم، والصحة، وما إلى ذلك. بل يمكن فهم الاستحباب العام باعتبار أن المناسبة تدعو إلى النشاط والتجدد في الحياة، وذكر الخالق وشكره على نعمه في الطبيعة، وتشدد على الاهتمام بالنظافة، والتزاور والتواصل بين الأرحام والأقارب، وكل هذه الأمور مما يحث الشرع الحنيف عليها. وقد وردت روايات متنافية في هذا المجال بعضها تؤكد المناسبة وتحث على إحيائها وتعظيمها، وبعضها يستنكر وينهى. فعلى هذا يكون الالتزام بمضامين بعضها مما نسب إلى أهل البيت عليهم السلام لا بأس به أيضاً في نفسه من باب الرجاء والاحتمال.

قد يقال: إن ثمة أعيادا تعارف عليها الناس أنها أعياد بشرية، بمعنى أنها من وضع البشر أنفسهم، فلا مانع من إحيائها بهذا العنوان، بعد عدم نسبتها إلى الله والشريعة. لكنها أعياد دينية ترجع إلى أديان لا يقرها الإسلام، خصوصا وأن فيها طقوسا تتنافى مع الشرع المبين. وعيد النوروز هو أحد تلك الأديان، فهو من بقايا المجوسية والزرادشتية.  والجواب:  أولا: لم يثبت كون النوروز يرجع إلى دين المجوس بمعنى أنهم هم الذين أوجدوه وشرعوه، فالأخبار في ذلك متشابكة، وبعضها على أنه لم يكن عند الفرس أصلا، بل أخذوه عن غيرهم من الأمم. وبعض تلك الأخبار تروي وجوده عند العرب السالفين، وأن مبدأه عندهم كان من بداية الخريف، ومن هناك نشأت تسمية السنة بالخريف. وهنا نحن إنما ذكرنا العرب كمثال لا أكثر، وإﻻ فإن اختلاف بدايات هذه المناسبة من تاريخ إلى آخر عند مختلف الأمم والشعوب تنسجم مع هذه الدعوى.  وثانيا: حتى على فرض أن له جذورا دينية غير إسلامية، مع ذلك لا مانع منه إذا فرغ من محتواه الديني المزيف، وصار يأخذ شرعته وصبغته من دين الإسلام، بعد أن يحذف منه المحرمات وكل شوائب الكفر والشرك، ويستبقي منه التحربة البشرية والتراث الحضاري الحسن، مما ﻻ يعارضه الإسلام بل يقره ويمضيه. ولكن تبقى مع ذلك الفضيلة للانقياد التام  لأحكام الله وتعاليمه، حتى في مستوى الآداب وغير الواجبات، حيث يغدو العبد حينها مستمدا كل مناسكه وحشره ونشره من نور الله النقي الطاهر. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وحده لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل النوروز عيد؟



السؤال: ما هو رأيكم في يوم النيروز، وهل 
هو عيد إسلامي تأمر الأحاديث بإحيائه وتعظيمه، كالتعيد فيه، والغسل والصلاة فيه، وما إلى ذلك؟
الجواب: لا تصح الروايات حول النيروز، ولم تثبت نسبته إلى الشرع المبين كعيد. ولكن لا بأس بإحيائه كمناسبة شعبية إنسانية، لمكان التغير الفصلي الذي يحصل فيه، كما اعتاد البشر اليوم على إحياء يوم بعينه بعنوان عيد الأرض ، والشجرة والأم، والصحة، وما إلى ذلك. بل يمكن فهم الاستحباب العام باعتبار أن المناسبة تدعو إلى النشاط والتجدد في الحياة، وذكر الخالق وشكره على نعمه في الطبيعة، وتشدد على الاهتمام بالنظافة، والتزاور والتواصل بين الأرحام والأقارب، وكل هذه الأمور مما يحث الشرع الحنيف عليها. وقد وردت روايات متنافية في هذا المجال بعضها تؤكد المناسبة وتحث على إحيائها وتعظيمها، وبعضها يستنكر وينهى. فعلى هذا يكون الالتزام بمضامين بعضها مما نسب إلى أهل البيت عليهم السلام لا بأس به أيضاً في نفسه من باب الرجاء والاحتمال.

قد يقال: إن ثمة أعيادا تعارف عليها الناس أنها أعياد بشرية، بمعنى أنها من وضع البشر أنفسهم، فلا مانع من إحيائها بهذا العنوان، بعد عدم نسبتها إلى الله والشريعة. لكنها أعياد دينية ترجع إلى أديان لا يقرها الإسلام، خصوصا وأن فيها طقوسا تتنافى مع الشرع المبين. وعيد النوروز هو أحد تلك الأديان، فهو من بقايا المجوسية والزرادشتية.  والجواب:  أولا: لم يثبت كون النوروز يرجع إلى دين المجوس بمعنى أنهم هم الذين أوجدوه وشرعوه، فالأخبار في ذلك متشابكة، وبعضها على أنه لم يكن عند الفرس أصلا، بل أخذوه عن غيرهم من الأمم. وبعض تلك الأخبار تروي وجوده عند العرب السالفين، وأن مبدأه عندهم كان من بداية الخريف، ومن هناك نشأت تسمية السنة بالخريف. وهنا نحن إنما ذكرنا العرب كمثال لا أكثر، وإﻻ فإن اختلاف بدايات هذه المناسبة من تاريخ إلى آخر عند مختلف الأمم والشعوب تنسجم مع هذه الدعوى.  وثانيا: حتى على فرض أن له جذورا دينية غير إسلامية، مع ذلك لا مانع منه إذا فرغ من محتواه الديني المزيف، وصار يأخذ شرعته وصبغته من دين الإسلام، بعد أن يحذف منه المحرمات وكل شوائب الكفر والشرك، ويستبقي منه التحربة البشرية والتراث الحضاري الحسن، مما ﻻ يعارضه الإسلام بل يقره ويمضيه. ولكن تبقى مع ذلك الفضيلة للانقياد التام  لأحكام الله وتعاليمه، حتى في مستوى الآداب وغير الواجبات، حيث يغدو العبد حينها مستمدا كل مناسكه وحشره ونشره من نور الله النقي الطاهر. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وحده لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 19 مارس 2014

السؤال: من هن أمهات المعصومين؟ وهل صحيح أن فيهن إماء وأوروبيات؟

الجواب: كل أمهات المعصومين عليهم السلام مؤمنات موحدات. نصفهن عرب أقحاح من صميم قريش ونصفهن الآخر من سائر بلاد العالم متوزعات على جميع قارات العالم القديم ( أي آسيا وأفريقيا وأوروبا). بل وتوزعن أيضا على مختلف شعوب الدنيا وألوانهم، وفي ذلك رسالة لطيفة ذات مغزى ورحمة لا تخفى على العاقل النبيه.
فمن العرب القرشيين:
1- آمنة بنت وهب أم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
2-فاطمة بنت أسد أم الإمام  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
3-خديجة الكبرى أم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
4-فاطمة الزهراء أم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.
5-فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، أم الإمام محمد الباقر عليه السلام.
6- أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أم الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
واما غير العرب فهن:
1- شهربانويه أو شاه زنان وقيل في تسميتها غير ذلك، أم الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، وهي فارسية.
2- حميدة المصفاة، أم الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وهي أندلسية أو مغربية.
3-تكتم أو سمانة وقيل نجمة، أم الإمام الرضا عليه السلام، وروي أنها أسبانية، من أهل مرسية.
4-خيزران أو سبيكة أم الإمام محمد الجواد عليه السلام عليه السلام، وهي من أهالي النوبة جنوبي مصر.
5- سمانة وقيل سوسن، أم الإمام علي الهادي عليه السلام، وهي مغربية بربرية.
6- حديث أو سليل وقيل سوسن، أم الإمام الحسن العسكري عليه السلام وهي نوبية من جنوبي مصر وشمالي السودان اليوم.
7- مليكا أو نرجس، أم الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، وهي رومية إيطالية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أنساب أمهات المعصومين (ع)

السؤال: من هن أمهات المعصومين؟ وهل صحيح أن فيهن إماء وأوروبيات؟

الجواب: كل أمهات المعصومين عليهم السلام مؤمنات موحدات. نصفهن عرب أقحاح من صميم قريش ونصفهن الآخر من سائر بلاد العالم متوزعات على جميع قارات العالم القديم ( أي آسيا وأفريقيا وأوروبا). بل وتوزعن أيضا على مختلف شعوب الدنيا وألوانهم، وفي ذلك رسالة لطيفة ذات مغزى ورحمة لا تخفى على العاقل النبيه.
فمن العرب القرشيين:
1- آمنة بنت وهب أم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
2-فاطمة بنت أسد أم الإمام  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
3-خديجة الكبرى أم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
4-فاطمة الزهراء أم الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.
5-فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، أم الإمام محمد الباقر عليه السلام.
6- أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أم الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
واما غير العرب فهن:
1- شهربانويه أو شاه زنان وقيل في تسميتها غير ذلك، أم الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، وهي فارسية.
2- حميدة المصفاة، أم الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وهي أندلسية أو مغربية.
3-تكتم أو سمانة وقيل نجمة، أم الإمام الرضا عليه السلام، وروي أنها أسبانية، من أهل مرسية.
4-خيزران أو سبيكة أم الإمام محمد الجواد عليه السلام عليه السلام، وهي من أهالي النوبة جنوبي مصر.
5- سمانة وقيل سوسن، أم الإمام علي الهادي عليه السلام، وهي مغربية بربرية.
6- حديث أو سليل وقيل سوسن، أم الإمام الحسن العسكري عليه السلام وهي نوبية من جنوبي مصر وشمالي السودان اليوم.
7- مليكا أو نرجس، أم الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، وهي رومية إيطالية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:07 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 18 مارس 2014

السؤال: هل الروايات تصف الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه عند خروجه بأنه شخص عادي أم أن له ثقل اجتماعي؟  لأن الكثير انجرفوا وراء الدعايات الضالة، مع الأسف.

الجواب: كلا بل تنصره السماء والأرض، وتظهر معه المعاجز والآيات الكبيرة، التي تجعله وحيد دهره. بل وفي كثير من الروايات أنه يخرج معه الآلاف من المؤمنين والصديقين، مما يدل على مقامه السامي، ومكانه العالي. بل ولا يخلو من إشارة واضحة لكونه معروفا لكن سمته الحقيقية هي التي تكون خافية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ثقل الإمام المنتظر الإجتماعي

السؤال: هل الروايات تصف الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه عند خروجه بأنه شخص عادي أم أن له ثقل اجتماعي؟  لأن الكثير انجرفوا وراء الدعايات الضالة، مع الأسف.

الجواب: كلا بل تنصره السماء والأرض، وتظهر معه المعاجز والآيات الكبيرة، التي تجعله وحيد دهره. بل وفي كثير من الروايات أنه يخرج معه الآلاف من المؤمنين والصديقين، مما يدل على مقامه السامي، ومكانه العالي. بل ولا يخلو من إشارة واضحة لكونه معروفا لكن سمته الحقيقية هي التي تكون خافية.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:52 م

0 التعليقات:

الاثنين، 17 مارس 2014

السؤال: هل وقع الأمر الإلهي بالسجود لآدم في الجنة؟ إن كان كذلك كيف لإبليس أن يعصي الله تبارك وتعالى؟ ومن المعلوم أن الجنة لا يوجد فيها معصية أو نجاسة أو رجس؟

الجواب: لو امتنع دخول إبليس في تلك الجنة لعصيانه، فينبغي على هذا الاعتراض أيضاً على دخول النبي آدم عليه السلام، لحصول الأمر والنهي له فيها. فيما الجنة التي لا معصية فيها هي جنة الخلد، التي من دخلها يخلد فيها فلا يخرج، والتي لا أمر فيها ولانهي ولا تكليف. أما جنة آدم فظاهر النصوص أنها كانت جنة أخرى غير خالدة. ويظهر أيضاً أنها لم تكن أرضية، لاختلاف القوانين الطبيعية فيها عن قوانين الأرض.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف أمكن لإبليس أن يدخل الجنة بعد عصيانه؟

السؤال: هل وقع الأمر الإلهي بالسجود لآدم في الجنة؟ إن كان كذلك كيف لإبليس أن يعصي الله تبارك وتعالى؟ ومن المعلوم أن الجنة لا يوجد فيها معصية أو نجاسة أو رجس؟

الجواب: لو امتنع دخول إبليس في تلك الجنة لعصيانه، فينبغي على هذا الاعتراض أيضاً على دخول النبي آدم عليه السلام، لحصول الأمر والنهي له فيها. فيما الجنة التي لا معصية فيها هي جنة الخلد، التي من دخلها يخلد فيها فلا يخرج، والتي لا أمر فيها ولانهي ولا تكليف. أما جنة آدم فظاهر النصوص أنها كانت جنة أخرى غير خالدة. ويظهر أيضاً أنها لم تكن أرضية، لاختلاف القوانين الطبيعية فيها عن قوانين الأرض.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:40 م

0 التعليقات:

الأحد، 16 مارس 2014

السؤال: توجد رواية تقول: يقف علماء الكوفة أمام الإمام المنتظر عجل الله فرجه، فيقولوا: ارجع يا ابن فاطمة من حيث أتيت، فهل لهذه الرواية صحة أم لا؟


الجواب: المقارن بين الروايات يجد أن ذلك من جماعة السفياني، أو من جمع لا ينشدون الحق. والعلم بحد ذاته لو كانوا علماء لا ينجي الإنسان لو لم يزك نفسه وينحز للحق بوجه الباطل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

وقوف علماء الكوفة ضد الإمام المنتظر

السؤال: توجد رواية تقول: يقف علماء الكوفة أمام الإمام المنتظر عجل الله فرجه، فيقولوا: ارجع يا ابن فاطمة من حيث أتيت، فهل لهذه الرواية صحة أم لا؟


الجواب: المقارن بين الروايات يجد أن ذلك من جماعة السفياني، أو من جمع لا ينشدون الحق. والعلم بحد ذاته لو كانوا علماء لا ينجي الإنسان لو لم يزك نفسه وينحز للحق بوجه الباطل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:32 م

0 التعليقات:

السبت، 15 مارس 2014

السؤال: كيف سكت علي بن ابي طالب وهو البطل الغيور للقوم وهم يعتدون على فاطمة؟!

الجواب: لم يكن أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام يرون أنفسهم شيئاً غير الدين الحنيف، فكانت حياتهم ومماتهم من أجل بقائه وعزته. وقد صرح عليه السلام في غير مرة أنه كان قادراً على أخذ حقه من مناوئيه وظالميه، لكنه كان يشفق على الدين وبقائه. مضافاً إلى ما جاءت به الأحاديث من الوصية بالصبر والتحمل، مهما بلغ التعدي! ومرجع الأمرين واحد.
 لذلك كان عليه السلام يتحاشى أي شيء من شأنه أن يخدش الإسلام أو يزعجه. وقد وصف عليه السلام موقفه ذلك في رسالته التي بعث بها إلى أهل مصر مع مالك الأشتر حيث يقول فيها: "فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل" (نهج البلاغة الكتاب 62).
وروى الكلبي أنه لما أراد علي (عليه السلام) المسير إلى البصرة، قام فخطب الناس، فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم، و الدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقل خلف... " (شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي: ج1 ص309).
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (شرح النهج: ج1 / 307، ط. إحياء الكتب العربية)، ونقله غيره أيضا، أنه (عليه السلام) خطب في أول إمارته وخلافته بالمدينة المنورة قائلاً:
" و ايمُ الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، و أن يعود الكفر و يبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه...".
وفي بعض روايات أهل البيت (عليه السلام) أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما رجعت من المسجد بعدما خطبت خطبتها العظيمة وألقت الحجج على خصومها، خاطبت أبا الحسن (عليه السلام) وهو جالس في البيت فقالت: "يا بن أبي طالب... اشتملت شملة الجنين، و قعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل! هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي و بلغة ابنَيّ، لقد أجهر في خصامي، و ألفيته الألدّ في كلامي..."
قالوا: فبينما علي (عليه السلام) يكلمها ويهدئها وإذا بصوت المؤذن ارتفع ، فقال لها علي (عليه السلام): يا بنت رسول الله! إذا [كنتِ] تحبين أن يبقى هذا الصوت مرتفعا ويخلد ذكر أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاحتسبي الله واصبري. فقالت: حسبي الله. وأمسكت.
أما عن الوصية بالصبر فقد روى الخوارزمي في مناقبه وابن المغازلي أيضا في مناقبه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر يوما إلى علي (عليه السلام) فبكى، فقال له: ما يبكيك يا رسول الله صلى الله عليك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها حتى أفارق الدنيا. قال (عليه السلام): فما أصنع يا رسول الله؟ قال: تصبر ، فيعطيك ربك أجر الصابرين.
و عن الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليهم الباب وقال: يا أهلي ويا أهل الله! إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت، ويقول: إن الله عز وجل يقول: إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون؟ قالوا: نصبر يا رسول لله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله.. فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى سمع نحيبه من خارج البيت، فنزلت هذه الآية: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) (الفرقان: 20)...



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لماذا سكت علي؟

السؤال: كيف سكت علي بن ابي طالب وهو البطل الغيور للقوم وهم يعتدون على فاطمة؟!

الجواب: لم يكن أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام يرون أنفسهم شيئاً غير الدين الحنيف، فكانت حياتهم ومماتهم من أجل بقائه وعزته. وقد صرح عليه السلام في غير مرة أنه كان قادراً على أخذ حقه من مناوئيه وظالميه، لكنه كان يشفق على الدين وبقائه. مضافاً إلى ما جاءت به الأحاديث من الوصية بالصبر والتحمل، مهما بلغ التعدي! ومرجع الأمرين واحد.
 لذلك كان عليه السلام يتحاشى أي شيء من شأنه أن يخدش الإسلام أو يزعجه. وقد وصف عليه السلام موقفه ذلك في رسالته التي بعث بها إلى أهل مصر مع مالك الأشتر حيث يقول فيها: "فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل" (نهج البلاغة الكتاب 62).
وروى الكلبي أنه لما أراد علي (عليه السلام) المسير إلى البصرة، قام فخطب الناس، فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم، و الدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقل خلف... " (شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي: ج1 ص309).
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (شرح النهج: ج1 / 307، ط. إحياء الكتب العربية)، ونقله غيره أيضا، أنه (عليه السلام) خطب في أول إمارته وخلافته بالمدينة المنورة قائلاً:
" و ايمُ الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، و أن يعود الكفر و يبور الدين، لكنا على غير ما كنا لهم عليه...".
وفي بعض روايات أهل البيت (عليه السلام) أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما رجعت من المسجد بعدما خطبت خطبتها العظيمة وألقت الحجج على خصومها، خاطبت أبا الحسن (عليه السلام) وهو جالس في البيت فقالت: "يا بن أبي طالب... اشتملت شملة الجنين، و قعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل! هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي و بلغة ابنَيّ، لقد أجهر في خصامي، و ألفيته الألدّ في كلامي..."
قالوا: فبينما علي (عليه السلام) يكلمها ويهدئها وإذا بصوت المؤذن ارتفع ، فقال لها علي (عليه السلام): يا بنت رسول الله! إذا [كنتِ] تحبين أن يبقى هذا الصوت مرتفعا ويخلد ذكر أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاحتسبي الله واصبري. فقالت: حسبي الله. وأمسكت.
أما عن الوصية بالصبر فقد روى الخوارزمي في مناقبه وابن المغازلي أيضا في مناقبه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر يوما إلى علي (عليه السلام) فبكى، فقال له: ما يبكيك يا رسول الله صلى الله عليك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها حتى أفارق الدنيا. قال (عليه السلام): فما أصنع يا رسول الله؟ قال: تصبر ، فيعطيك ربك أجر الصابرين.
و عن الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليهم الباب وقال: يا أهلي ويا أهل الله! إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت، ويقول: إن الله عز وجل يقول: إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون؟ قالوا: نصبر يا رسول لله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله.. فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى سمع نحيبه من خارج البيت، فنزلت هذه الآية: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) (الفرقان: 20)...



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:38 م

0 التعليقات:

الجمعة، 14 مارس 2014

السؤال: أود أن أسأل عن مظلومية السيدة الطاهرة المطهرة فاطمـة الزهراء ومافعل فيها المجرمون لعنة الله عليهم أجمعين .... وكما نعلم انها فتحت الباب وكان الامام عليه السلام موجود بداخل الدار لمـاذا هي التي فتحت الباب ولم يــكن الامام عليه السلام فانا لا اشكك ابداً لاسمح الله بمظلوميتها ولكــن كان هناك نقاش بأحد المنتديات عن المصائب التي انصبت على سيدتنا ومولاتنا  ولكن سأل ناصبي هذا السؤال لماذا كانت فاطمة هي التي اتجهت للباب وكان هناك الامام عليه السلام .. وهل كانت فضة خادمة الزهراء متواجدة بالدار ..؟

الجواب: لا جدوى من هذا الاعتراض، فهو بيتها، ولها أن تفتح، الباب إذا شاءت. وطالما طرق رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الباب فكانت هي التي تنطلق لفتح الباب له وفي استقباله. ثم من قال إنها أرادت أن تفتح الباب؟! فإنها صلوات الله عليها لم تقصد فتحه، بل وقفت خلفه تستفهم عن كنه القادم، حتى أسمعوها ما سجله عليهم التاريخ من قذارة وفظاظة. وربّما أرادت بعد أن سمعت الصوت أن تلقي الحجة  كاملة عليهم، فإنها بضعة النبي صلى الله عليه وآله الوحيدة التي خلّفها في أمته من بعده، والتي كان ينبغي عليهم أن يحفظوا رسول الله فيها. لا سيّما بعد ما عرفوا لها من المقام السامي الذي لا يناظرها فيه أحد، حيث قال صلى الله عليه وآله: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني» و «فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها» بنقل البخاري نفسه في صحيحه (في كتاب بدء الخلق، وكتاب النكاح)، و ورد كثير غيره في غير الكتاب من سائر صحاح القوم، مثل صحاح مسلم، و أبي داود، و الترمذي، ومستدرك الصحيحين، ومسند أحمد، وغيرها.
 ومع ذلك حين سمع الرجل صوت الزهراء سلام الله عليها وقد جاء ومعه قبس من نار ليحرق بيتها، بل قيل له: إن في الدار فاطمة، فقال: «وإن» غير مبالٍ بأذاها ولا أذى أبيها. والقرآن الكريم يقول: «وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله». وقد ذكرت الكتب المعتبرة عند القوم هذه التفاصيل المفجعة، مثل البلاذري وابن قتيبة الدينوري في أنساب الأشراف، والإمامة والسياسة. وكذلك تاريخ أبي الفداء، وابن الأثير في الكامل.
 إننا أمام مصيبة عظمى، وفاجعة كبرى ارتكبها القوم بعدوانهم على الله ورسوله بهجومهم على بيت الزهراء وتهديدها وإرعابها وإسقاطها جنينها واغتصاب حقها. وإن تحريف المواضيع عن مسارها، بافتراض أسئلة هامشية، واعتراضات باردة، ليس إلاّ لذر الرماد في العيون، وتغطية السوءات، وهيهات أن تستر الشمس بغربال!


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

فتح الزهراء للباب دون أمير المؤمنين

السؤال: أود أن أسأل عن مظلومية السيدة الطاهرة المطهرة فاطمـة الزهراء ومافعل فيها المجرمون لعنة الله عليهم أجمعين .... وكما نعلم انها فتحت الباب وكان الامام عليه السلام موجود بداخل الدار لمـاذا هي التي فتحت الباب ولم يــكن الامام عليه السلام فانا لا اشكك ابداً لاسمح الله بمظلوميتها ولكــن كان هناك نقاش بأحد المنتديات عن المصائب التي انصبت على سيدتنا ومولاتنا  ولكن سأل ناصبي هذا السؤال لماذا كانت فاطمة هي التي اتجهت للباب وكان هناك الامام عليه السلام .. وهل كانت فضة خادمة الزهراء متواجدة بالدار ..؟

الجواب: لا جدوى من هذا الاعتراض، فهو بيتها، ولها أن تفتح، الباب إذا شاءت. وطالما طرق رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الباب فكانت هي التي تنطلق لفتح الباب له وفي استقباله. ثم من قال إنها أرادت أن تفتح الباب؟! فإنها صلوات الله عليها لم تقصد فتحه، بل وقفت خلفه تستفهم عن كنه القادم، حتى أسمعوها ما سجله عليهم التاريخ من قذارة وفظاظة. وربّما أرادت بعد أن سمعت الصوت أن تلقي الحجة  كاملة عليهم، فإنها بضعة النبي صلى الله عليه وآله الوحيدة التي خلّفها في أمته من بعده، والتي كان ينبغي عليهم أن يحفظوا رسول الله فيها. لا سيّما بعد ما عرفوا لها من المقام السامي الذي لا يناظرها فيه أحد، حيث قال صلى الله عليه وآله: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني» و «فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها» بنقل البخاري نفسه في صحيحه (في كتاب بدء الخلق، وكتاب النكاح)، و ورد كثير غيره في غير الكتاب من سائر صحاح القوم، مثل صحاح مسلم، و أبي داود، و الترمذي، ومستدرك الصحيحين، ومسند أحمد، وغيرها.
 ومع ذلك حين سمع الرجل صوت الزهراء سلام الله عليها وقد جاء ومعه قبس من نار ليحرق بيتها، بل قيل له: إن في الدار فاطمة، فقال: «وإن» غير مبالٍ بأذاها ولا أذى أبيها. والقرآن الكريم يقول: «وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله». وقد ذكرت الكتب المعتبرة عند القوم هذه التفاصيل المفجعة، مثل البلاذري وابن قتيبة الدينوري في أنساب الأشراف، والإمامة والسياسة. وكذلك تاريخ أبي الفداء، وابن الأثير في الكامل.
 إننا أمام مصيبة عظمى، وفاجعة كبرى ارتكبها القوم بعدوانهم على الله ورسوله بهجومهم على بيت الزهراء وتهديدها وإرعابها وإسقاطها جنينها واغتصاب حقها. وإن تحريف المواضيع عن مسارها، بافتراض أسئلة هامشية، واعتراضات باردة، ليس إلاّ لذر الرماد في العيون، وتغطية السوءات، وهيهات أن تستر الشمس بغربال!


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:11 م

2 التعليقات:

الخميس، 13 مارس 2014

السؤال: هل صحيح أن الإمام المهدي حين يظهر يعمل القتل والعقوبات الجماعية، بحيث تذكر الروايات أنه سوف يذهب جراء ذلك ثلثا الناس، ولن يبقى إلا ثلث واحد فقد منهم. فهل يعتبر هذا الشكل من القتل والإبادة الجماعية إصلاحا، ونشرا للحق والعدل؟

الجواب: الروايات في ذلك مختلفة الألسنة، فبعضها يذكر أن ظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه يكون بعد فناء قسم من الناس، قدرته بعض الأحاديث بالثلثين، وبعضها بالثلث، وبعضها بعدة ألوف. وبعضها يذكر أنه عليه السلام يعمل السيف في المجرمين والطغاة حتى يفنيهم، وبعضها يشير إلى العرب بشكل خاص، وبعضها يتحدث عن العالم برمته. والظاهر أن قسما من تلك الأخبار ستحصل قبل ظهور الإمام عليه السلام، وقسم آخر سيحدث بعد الظهور.
وإن المطالع بعين التدقيق والإنصاف في هذه الروايات لا بد أن يلتفت إلى عدة أمور:
 الأول: أن الإمام عليه السلام قبل أن يكون منتقما من الطغاة والظالمين هو إمام مطهر ومعصوم، والأصل في من يكون كذلك هو الرحمة والإحسان مهما أمكن.
والثاني: أن الأرقام في آداب البشر عموما، وفي أدب اللغة العربية بشكل خاص مبني في الغالب على المبالغة والتسامح العرفي في التخاطب. فلو قرأنا خبرا عن اشتعال فتنة تأكل الأخضر واليابس، أو أن الدم فيها سيسيل إلى الركب، فهو لا يعني بالضرورة حصول المذكور بصورة حرفية، ولكنه أسلوب جرى لدى العرف للتعبير عن فظاعة ما سيحدث.
والثالث: أن هذه الأحاديث في أعمها الأغلب مراسيل، أو ضعيفة الإسناد، فإنما يؤخذ منها ما تواتر مفهومه، ولو إجمالا، أو استفاض نقله مما لا يصطدم مع إحدى المسلمات العقلية أو النقلية، بل ولا يتنافى حتى مع معتبر الروايات وإن كانت روايات آحاد. اللهم إلا أن يكون مضمونه هو الآخر معتبرا، فحينئذ تجري عملية الترجيح بينهما وفق الميزان الدرائي بين الخبرين المعتبرين.
والرابع: أن بعضا غير قليل من هذه الروايات كان يتحدث عن نتائج الفساد البشري قبل الظهور، من حروب عالمية، أو أسلحة دمار شامل، وغلبة بعض الوحوش البشرية على الزعامة في بعض البلاد، إلى جانب الفجائع والنكبات التي ستتقاذف الأمة أو العالم، من قبيل القحط والجوع والأمراض الوبائية.
وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا أمثلة عملية من نتائج هذا الفساد البشري، نظير عصابات القتل على الهوية باسم الدين والجهاد، وأمراض الايدز والطاعون والكوليرا، وأنفلونزا الطيور، وجرائم الحروب والتجارب الكيميائية والذرية والنووية، التي يدعونها محرمة دوليا، لكن الدول الكبرى وأتباعها يتاجرون بها، ويجربونها في رؤوس معظم شعوب العالم المستضعفة والمغلوبة على أمرها، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" (الروم: 41)
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض. وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم. فأما الموت الأحمر فالسيف. وأما الموت الأبيض فالطاعون". (الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي277). والمقصود من كونه بين يدي القائم: أن ذلك يكون قبل ظهوره. وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يختلف أهل الشرق وأهل الغرب، نعم وأهل القبلة. ويلقى الناس جهدا شديدا مما يمر بهم من الخوف. فلايزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء. فإذا نادى فالنفر النفر) (البحار:52/235).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل" (البحار:52/229).
وفي النتيجة نقرأ عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي" (البحار: ج52 ص113). وفي بعض رويات البحار:"فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين" (البحار: ج52 ص274)، كما عن الإمام الصادق عليه السلام: (قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة) (البحار:52/207)، وفي بعضها تسعة أعشار.
وهاقد ظهر بوضوح: أن الدمار الذي يقع على الناس لا دخل للإمام المنتظر عليه السلام فيه، بل يكون ظهوره كسفينة الخلاص لهم من لجج الموت العاتية، ولكن بعض الموتورين لا يسكن لهم جفن دون أن يقلبوا الحقائق، ويجعلوا المنقذ والمخلص مجرما سفاكا.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ظهور الإمام الحجة وفناء ثلثي الناس!

السؤال: هل صحيح أن الإمام المهدي حين يظهر يعمل القتل والعقوبات الجماعية، بحيث تذكر الروايات أنه سوف يذهب جراء ذلك ثلثا الناس، ولن يبقى إلا ثلث واحد فقد منهم. فهل يعتبر هذا الشكل من القتل والإبادة الجماعية إصلاحا، ونشرا للحق والعدل؟

الجواب: الروايات في ذلك مختلفة الألسنة، فبعضها يذكر أن ظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه يكون بعد فناء قسم من الناس، قدرته بعض الأحاديث بالثلثين، وبعضها بالثلث، وبعضها بعدة ألوف. وبعضها يذكر أنه عليه السلام يعمل السيف في المجرمين والطغاة حتى يفنيهم، وبعضها يشير إلى العرب بشكل خاص، وبعضها يتحدث عن العالم برمته. والظاهر أن قسما من تلك الأخبار ستحصل قبل ظهور الإمام عليه السلام، وقسم آخر سيحدث بعد الظهور.
وإن المطالع بعين التدقيق والإنصاف في هذه الروايات لا بد أن يلتفت إلى عدة أمور:
 الأول: أن الإمام عليه السلام قبل أن يكون منتقما من الطغاة والظالمين هو إمام مطهر ومعصوم، والأصل في من يكون كذلك هو الرحمة والإحسان مهما أمكن.
والثاني: أن الأرقام في آداب البشر عموما، وفي أدب اللغة العربية بشكل خاص مبني في الغالب على المبالغة والتسامح العرفي في التخاطب. فلو قرأنا خبرا عن اشتعال فتنة تأكل الأخضر واليابس، أو أن الدم فيها سيسيل إلى الركب، فهو لا يعني بالضرورة حصول المذكور بصورة حرفية، ولكنه أسلوب جرى لدى العرف للتعبير عن فظاعة ما سيحدث.
والثالث: أن هذه الأحاديث في أعمها الأغلب مراسيل، أو ضعيفة الإسناد، فإنما يؤخذ منها ما تواتر مفهومه، ولو إجمالا، أو استفاض نقله مما لا يصطدم مع إحدى المسلمات العقلية أو النقلية، بل ولا يتنافى حتى مع معتبر الروايات وإن كانت روايات آحاد. اللهم إلا أن يكون مضمونه هو الآخر معتبرا، فحينئذ تجري عملية الترجيح بينهما وفق الميزان الدرائي بين الخبرين المعتبرين.
والرابع: أن بعضا غير قليل من هذه الروايات كان يتحدث عن نتائج الفساد البشري قبل الظهور، من حروب عالمية، أو أسلحة دمار شامل، وغلبة بعض الوحوش البشرية على الزعامة في بعض البلاد، إلى جانب الفجائع والنكبات التي ستتقاذف الأمة أو العالم، من قبيل القحط والجوع والأمراض الوبائية.
وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا أمثلة عملية من نتائج هذا الفساد البشري، نظير عصابات القتل على الهوية باسم الدين والجهاد، وأمراض الايدز والطاعون والكوليرا، وأنفلونزا الطيور، وجرائم الحروب والتجارب الكيميائية والذرية والنووية، التي يدعونها محرمة دوليا، لكن الدول الكبرى وأتباعها يتاجرون بها، ويجربونها في رؤوس معظم شعوب العالم المستضعفة والمغلوبة على أمرها، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" (الروم: 41)
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض. وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم. فأما الموت الأحمر فالسيف. وأما الموت الأبيض فالطاعون". (الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي277). والمقصود من كونه بين يدي القائم: أن ذلك يكون قبل ظهوره. وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يختلف أهل الشرق وأهل الغرب، نعم وأهل القبلة. ويلقى الناس جهدا شديدا مما يمر بهم من الخوف. فلايزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء. فإذا نادى فالنفر النفر) (البحار:52/235).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل" (البحار:52/229).
وفي النتيجة نقرأ عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي" (البحار: ج52 ص113). وفي بعض رويات البحار:"فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين" (البحار: ج52 ص274)، كما عن الإمام الصادق عليه السلام: (قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة) (البحار:52/207)، وفي بعضها تسعة أعشار.
وهاقد ظهر بوضوح: أن الدمار الذي يقع على الناس لا دخل للإمام المنتظر عليه السلام فيه، بل يكون ظهوره كسفينة الخلاص لهم من لجج الموت العاتية، ولكن بعض الموتورين لا يسكن لهم جفن دون أن يقلبوا الحقائق، ويجعلوا المنقذ والمخلص مجرما سفاكا.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:57 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 12 مارس 2014

الجواب: ربما يرى البعض أن الجواب بدهي جداً بما أنه صلوات ربي عليه وعلى آله أبوها، ومن طبيعة حنان الأب أن يعطف على فلذات كبده بأمثال هذه التعابير، من قبيل: فديتك، أو بأبي أنت وأمي، وهو أمر وجداني فطري لا يحتاج إلى برهنة واستدلال.
غير أن الأمر يختلف حين يصدر من المعصومين صلوات الله عليهم؛ لأن كلامهم أولاً: محمول على الحقيقة وعدم المجاز. وثانياً: إذا حملناه على الحقيقة يلزم تقدم الزهراء البتول على أبيها المصطفى صلوات الله عليهما. حيث أن الطبيعي هو أن يفتدي المفضول الفاضل بنفسه. ولعل هذا الإشكال هو الذي دعا السائل ليسأل سؤاله.
غير أن السائل قد يكون غفل عن أمرين:
الأول: أن ثمة فرقاً بين القيمة الكمالية للعبد، وبين صورته في الخارج. فإن سيد القوم خادمهم. والعظام هم الذين يكونون على أتم الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين، وبذلك ارتقوا سلّم المجد والكمال. فالتضحية هي بنفسها طيف من أطياف العظمة والكمال.
فإن قلت: الأمر هنا مختلف؛ إذ أن النبي  صلى الله عليه وآله يقرر لها هذه الصفة بنحو الإخبار، فيقول: فداها أبوها. فكأنه يقول لنا: ذلك هو مقامها الذي بوأها الله إياه، ويجب أن ننزلها فيه.
قلت: هذا هو الأمر الثاني الذي ينبغي عدم الغفلة عنه، وهو أنها مستودع السر الذي يتحقق به الهدف السماوي من الخلق، ومن أجله يضحي النبي صلى الله عليه وآله. وبه يظهر تفسير الحديث القدسي: "يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما". أنها صاحبة السر المستودع، وأن على معرفتها دارت القرون الأولى، ولم يعرفها حق معرفتها حتى الأنبياء والمرسلون ما خلا النبي وآله الطاهرين. وهذه الأحاديث وإن دار حول أسانيد بعضها الكلام، لكن مضامينها في النصوص منثورة، وفي كتب الفريقين مسطورة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف يقول النبي للزهراء: فداها أبوها؟!

الجواب: ربما يرى البعض أن الجواب بدهي جداً بما أنه صلوات ربي عليه وعلى آله أبوها، ومن طبيعة حنان الأب أن يعطف على فلذات كبده بأمثال هذه التعابير، من قبيل: فديتك، أو بأبي أنت وأمي، وهو أمر وجداني فطري لا يحتاج إلى برهنة واستدلال.
غير أن الأمر يختلف حين يصدر من المعصومين صلوات الله عليهم؛ لأن كلامهم أولاً: محمول على الحقيقة وعدم المجاز. وثانياً: إذا حملناه على الحقيقة يلزم تقدم الزهراء البتول على أبيها المصطفى صلوات الله عليهما. حيث أن الطبيعي هو أن يفتدي المفضول الفاضل بنفسه. ولعل هذا الإشكال هو الذي دعا السائل ليسأل سؤاله.
غير أن السائل قد يكون غفل عن أمرين:
الأول: أن ثمة فرقاً بين القيمة الكمالية للعبد، وبين صورته في الخارج. فإن سيد القوم خادمهم. والعظام هم الذين يكونون على أتم الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين، وبذلك ارتقوا سلّم المجد والكمال. فالتضحية هي بنفسها طيف من أطياف العظمة والكمال.
فإن قلت: الأمر هنا مختلف؛ إذ أن النبي  صلى الله عليه وآله يقرر لها هذه الصفة بنحو الإخبار، فيقول: فداها أبوها. فكأنه يقول لنا: ذلك هو مقامها الذي بوأها الله إياه، ويجب أن ننزلها فيه.
قلت: هذا هو الأمر الثاني الذي ينبغي عدم الغفلة عنه، وهو أنها مستودع السر الذي يتحقق به الهدف السماوي من الخلق، ومن أجله يضحي النبي صلى الله عليه وآله. وبه يظهر تفسير الحديث القدسي: "يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما". أنها صاحبة السر المستودع، وأن على معرفتها دارت القرون الأولى، ولم يعرفها حق معرفتها حتى الأنبياء والمرسلون ما خلا النبي وآله الطاهرين. وهذه الأحاديث وإن دار حول أسانيد بعضها الكلام، لكن مضامينها في النصوص منثورة، وفي كتب الفريقين مسطورة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:25 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 11 مارس 2014

السؤال: هل بايع علي؟ وباختيار كان منه أم بإجبار؟

الجواب: اتفقت الأحاديث الواردة من طرق علمائنا الإمامية أعلى الله مقاماتهم على عدم بيعته لهم مختاراً، ثم اختلفت بين أنه عليه السلام لم يبايع أصلاً، بل سكت، وبين أنه بايعهم تحت الإكراه والإجبار. والثاني أشهر وأعرف. ومعلوم أن بيعة المكره باطلة شرعاً ولا يعتدّ بها. وهذه الحقيقة منقولة حتى في كتب أهل الخلاف.
فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، وتقدمه على علي بن أبي طالب اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكان من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن الأسود، وأبي بن كعب، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، وبريدة الأسلمي، وكان من الأنصار خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وغيرهم، فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم في أمره، فقال بعضهم: هلا نأتيه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال آخرون: إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عز وجل: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب نستشيره ونستطلع أمره، فأتوا عليا عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت حقا أنت أولى به، وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فإن الحق حقك، وأنت أولى بالأمر منه، فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك، فقال لهم علي عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها، والكاذبة على ربها، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله، وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية، والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال، كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني! وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك، فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي، وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة، فلا تجعل لهم سبيلاً إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستغدر بك بعدي! كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى.
ولكن ائتوا الرجل فأخبروه بما سمعتم من نبيكم ولا تجعلوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه، وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره"! (الخصال، للشيخ الصدوق: ص461)
كما روى ابن عبد ربه في العقد الفريد: 3 / 64، تحت عنوان: ( الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ): فأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، فقال له إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة، فخرج علي حتى دخل علي أبي بكر فبايعه ). إنتهى .
( وقد روى البلاذري، عدة روايات في إجبارهم عليّاً على البيعة، منها: ( عن ابن عباس قال: بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف، فلما أتاه جرى بينهما كلام فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤمرك غداً. .. ثم أتى فبايعه).
( وعن عدي بن حاتم قال: ما رحمت أحداً رحمتي علياً حين أتى به ملبباً، فقيل له: بايع، قال: فإن لم أفعل؟ قالوا: إذا نقتلك، قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله، ثم بايع كذا، وضم يده اليمنى!
( وعن أبي عون أن أبا بكر أرسل إلى علي يريده على البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه قبس فلقيته فاطمة على الباب فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي؟! قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك!. وجاء علي فبايع. ( وعن حمران بن أعين عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: والله ما بايع علي عليه السلام حتى رأى الدخان قد دخل بيته ). انتهى. (أنساب الأشراف: 1 / 586 - 587 ).
وعلى هذا الأساس استمر في عهد عمر وعثمان.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل أجبر أمير المؤمنين على البيعة؟

السؤال: هل بايع علي؟ وباختيار كان منه أم بإجبار؟

الجواب: اتفقت الأحاديث الواردة من طرق علمائنا الإمامية أعلى الله مقاماتهم على عدم بيعته لهم مختاراً، ثم اختلفت بين أنه عليه السلام لم يبايع أصلاً، بل سكت، وبين أنه بايعهم تحت الإكراه والإجبار. والثاني أشهر وأعرف. ومعلوم أن بيعة المكره باطلة شرعاً ولا يعتدّ بها. وهذه الحقيقة منقولة حتى في كتب أهل الخلاف.
فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، وتقدمه على علي بن أبي طالب اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكان من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن الأسود، وأبي بن كعب، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، وبريدة الأسلمي، وكان من الأنصار خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وغيرهم، فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم في أمره، فقال بعضهم: هلا نأتيه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال آخرون: إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عز وجل: ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب نستشيره ونستطلع أمره، فأتوا عليا عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت حقا أنت أولى به، وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فإن الحق حقك، وأنت أولى بالأمر منه، فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك، فقال لهم علي عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها، والكاذبة على ربها، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله، وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية، والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال، كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني! وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك، فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي، وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة، فلا تجعل لهم سبيلاً إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستغدر بك بعدي! كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى.
ولكن ائتوا الرجل فأخبروه بما سمعتم من نبيكم ولا تجعلوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه، وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره"! (الخصال، للشيخ الصدوق: ص461)
كما روى ابن عبد ربه في العقد الفريد: 3 / 64، تحت عنوان: ( الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ): فأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، فقال له إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة، فخرج علي حتى دخل علي أبي بكر فبايعه ). إنتهى .
( وقد روى البلاذري، عدة روايات في إجبارهم عليّاً على البيعة، منها: ( عن ابن عباس قال: بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف، فلما أتاه جرى بينهما كلام فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلا ليؤمرك غداً. .. ثم أتى فبايعه).
( وعن عدي بن حاتم قال: ما رحمت أحداً رحمتي علياً حين أتى به ملبباً، فقيل له: بايع، قال: فإن لم أفعل؟ قالوا: إذا نقتلك، قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله، ثم بايع كذا، وضم يده اليمنى!
( وعن أبي عون أن أبا بكر أرسل إلى علي يريده على البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه قبس فلقيته فاطمة على الباب فقالت: يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي؟! قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك!. وجاء علي فبايع. ( وعن حمران بن أعين عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: والله ما بايع علي عليه السلام حتى رأى الدخان قد دخل بيته ). انتهى. (أنساب الأشراف: 1 / 586 - 587 ).
وعلى هذا الأساس استمر في عهد عمر وعثمان.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:40 م

0 التعليقات:

الاثنين، 10 مارس 2014

الجواب: كان نظر الإمام عليه السلام منصباً على دفع الأفسد بالفاسد، حيث انحصر الأمر بينهما، ولم يوجد له خيار ثالث صالح. أو أن تنازله عن المهم كان حفاظاً على الأهم. وبتعبير المعاصرين اليوم: كان هدفه صلوات الله عليه استنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولا شك أن الحق كاملاً هو وصوله إلى سدة قيادة الأمة والخلافة، ولكن حيث إن ذلك كان سيجر على الأمة فتناً شعواء واختلافاً كبيراً، بسبب معاداة المنافقين، وجهل الدهماء، وكان خطر ذلك الاختلاف العظيم متوجّهاً إلى أصل وجود الإسلام، ينقض عراه عروة عروة، ويرجع الناس إلى جاهليتهم الأولى، لذلك تنازل الإمام عليه السلام، وهو يعلم أن اعتزاله الظاهري يعني خسارة الإسلام والمسلمين، وحرمانه لحقه المسلّم، وسيجر عليه وعلى عترته وأهل بيته الويلات والمصائب، لكنه اختار الخيار الثاني لأنه خسارته الكبرى التي ستلحق به وبعيالاته أهون عنده من زوال الدين واندراس معالمه.
والذي سار عليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو أصل عقلي وشرعي وعرفي، حين يدور الأمر عند المرء بين خيارين فقط أحدهما فاسد والآخر أفسد، فإن العقل والشرع والعرف يأمرونه باختيار الفاسد درءاً لخطر الأفسد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لم لم يقم أمير المؤمنين (عليه السلام) بوجه مغتصبي الخلافة؟

الجواب: كان نظر الإمام عليه السلام منصباً على دفع الأفسد بالفاسد، حيث انحصر الأمر بينهما، ولم يوجد له خيار ثالث صالح. أو أن تنازله عن المهم كان حفاظاً على الأهم. وبتعبير المعاصرين اليوم: كان هدفه صلوات الله عليه استنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولا شك أن الحق كاملاً هو وصوله إلى سدة قيادة الأمة والخلافة، ولكن حيث إن ذلك كان سيجر على الأمة فتناً شعواء واختلافاً كبيراً، بسبب معاداة المنافقين، وجهل الدهماء، وكان خطر ذلك الاختلاف العظيم متوجّهاً إلى أصل وجود الإسلام، ينقض عراه عروة عروة، ويرجع الناس إلى جاهليتهم الأولى، لذلك تنازل الإمام عليه السلام، وهو يعلم أن اعتزاله الظاهري يعني خسارة الإسلام والمسلمين، وحرمانه لحقه المسلّم، وسيجر عليه وعلى عترته وأهل بيته الويلات والمصائب، لكنه اختار الخيار الثاني لأنه خسارته الكبرى التي ستلحق به وبعيالاته أهون عنده من زوال الدين واندراس معالمه.
والذي سار عليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو أصل عقلي وشرعي وعرفي، حين يدور الأمر عند المرء بين خيارين فقط أحدهما فاسد والآخر أفسد، فإن العقل والشرع والعرف يأمرونه باختيار الفاسد درءاً لخطر الأفسد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م

0 التعليقات:

الأحد، 9 مارس 2014

السؤال: هل صحيح ما روي عن النبي (ص) قال: "الحرب خدعة"؟ وإن صح فما معنى ذلك؟

الجواب: الحديث معتبر، ومستفيض، وهو مروي عند الفريقين. وأصل الخدعة المكيدة والتدبير والحيلة. وإذا لزم منها الكذب كانت منهيّاً عنها، إلاّ إذا دار الأمر فيها بين ضررين وحرامين، فيضطر إلى تقديم الحرام الأقل مفسدة. أو يقال: إنها في هذه الحالة حرام إلا فيما ذكر آنفاً، أو إلا ما استثني منه. وقد استثنت الأحاديث من حرمة الكذب عدة أمور منها المكيدة والكذب حال الحرب مع العدو.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل صحيح أن الحرب خدعة؟

السؤال: هل صحيح ما روي عن النبي (ص) قال: "الحرب خدعة"؟ وإن صح فما معنى ذلك؟

الجواب: الحديث معتبر، ومستفيض، وهو مروي عند الفريقين. وأصل الخدعة المكيدة والتدبير والحيلة. وإذا لزم منها الكذب كانت منهيّاً عنها، إلاّ إذا دار الأمر فيها بين ضررين وحرامين، فيضطر إلى تقديم الحرام الأقل مفسدة. أو يقال: إنها في هذه الحالة حرام إلا فيما ذكر آنفاً، أو إلا ما استثني منه. وقد استثنت الأحاديث من حرمة الكذب عدة أمور منها المكيدة والكذب حال الحرب مع العدو.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:03 م

0 التعليقات:

السبت، 8 مارس 2014

أيهما أفضل في تعقيب الصلاة المفروضة: الصلاة على محمد وآل محمد أو تسبيح الزهراء؟

الجواب: تسبيح الزهراء (ع) مقدم، لكنه لا ينقص من فضيلة الصلاة على محمد وآله الطاهرين (ص). والتسبيح باليد أفضل منه بالسبحة العادية، وبالتربة الحسينية أفضل منه بالأصابع.
ثم إن التسبيح ربما فقد روحه وعمقه إذا لم يكن ممزوجاً بالإيمان بفضل الصلاة على النبي وآله، فإن الأول يعني التوحيد، وهو الذي خلقنا من أجله. والثاني يعني الرسالة والإمامة اللتين تعتبران عمقاً وروحاً لذلك التوحيد. ومن دون الثاني يتفرغ الأول من محتواه الأساسي.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

تسبيح الزهراء والصلاة على النبي (ص)

أيهما أفضل في تعقيب الصلاة المفروضة: الصلاة على محمد وآل محمد أو تسبيح الزهراء؟

الجواب: تسبيح الزهراء (ع) مقدم، لكنه لا ينقص من فضيلة الصلاة على محمد وآله الطاهرين (ص). والتسبيح باليد أفضل منه بالسبحة العادية، وبالتربة الحسينية أفضل منه بالأصابع.
ثم إن التسبيح ربما فقد روحه وعمقه إذا لم يكن ممزوجاً بالإيمان بفضل الصلاة على النبي وآله، فإن الأول يعني التوحيد، وهو الذي خلقنا من أجله. والثاني يعني الرسالة والإمامة اللتين تعتبران عمقاً وروحاً لذلك التوحيد. ومن دون الثاني يتفرغ الأول من محتواه الأساسي.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:19 م

0 التعليقات:

الجمعة، 7 مارس 2014

السؤال: لماذا عاقب الله يونس بهذه العقوبة الشديدة؟ هل كان عاصياً والعياذ بالله؟

الجواب: إن كل ما جاء في القرآن مما ظاهره صدور المعصية من الأنبياء لا يمكن حمله على المعصية، لأن الله سبحانه طهرهم، ولم يصطفهم ويجتبِهم للنبوة إلا بعد أن علم صلاحهم وصلاحيتهم لتحمل أعباء هذا الحمل الثقيل، الذي تنوء منه الجبال الرواسي. ثم إنه سبحانه ما زال يمتدحهم عليهم السلام قبل أمثال هذه الحوادث وبعدها، مما يشهد بأنهم ثابتون على تلك الطهارة والعصمة، مستحقون للاجتباء والاصطفاء.
ثم إن الابتلاء والامتحان يكون على قدر القرب. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل" (الكافي: ج2 ص252 ح1). وعن الإمام الباقر عليه السلام: "بعث الله نبيّاً حبشيّاً فقاتلهم فقتل أصحابه وأُسروا، وخدّوا لهم أخدوداً من النار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأتت امرأة معها صبي لها، فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، فاقتحمت النار، وهم أصحاب الأخدود" (نور الثقلين: ج5 ص547 ح30). وقد ورد هذا المعنى في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه"( الكافي، ج2، ص254).
ومن هنا كانت دعوة الإمام الباقر عليه السلام للشخص الذي ادعى محبته بأن يستعد للبلاء، فقد جاء في الحديث ان رجلاً قال له: والله إني لأحبكم أهل البيت، فقال له عليه السلام: "فاتخذ للبلاء جلباباً، فوالله إنه لأسرع إلى شيعتنا من السيل في الوادي"( مستدرك الوسائل، ج2، ص437).
وفي الحديث الآخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن: "يا موسى ما خلقت خلقاً أحب إليّ من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري"( كتاب المؤمن، الحسين بن سعيد، ص17).
فحب الله للأنبياء، وقربهم منه سبحانه هو الذي يؤهلهم لهذه الابتلاءات الثقيلة والصعبة. كما فعل لإبراهيم الخليل عليه السلام، حينما ابتلاه بابتلاءات لا يتحمل المرء سماعها، فكيف بتصور وقوعها فعلاً.
غير أن الله جل جلاله لا يكلف نفساً إلا وهو يعلم بقدرتها على تحمل ثقله، سواء أكان ذلك الابتلاء ابتدائيّاً منه سبحانه كما وقع مثله لإبراهيم وأيوب، أو تأديبيّاً، كما حصل بالنسبة لعدد من الأنبياء، ومنهم يونس عليه السلام. 
على أن هذا الجزاء والتأديب لم يكن لذنب ارتكبه يونس، أو لجرم اقترفه، بل لسير تكاملي رآه الله أهلاً له فأفاضه عليه. وهو يعلم قدرته عليه، وليباهي به أمام عباده الصالحين، حين يظهر صفاءُ معدنه، الذي لم تزده كثرة البلاء إلا إيماناً وخشوعاً. فهو حين يرى الحوت يعلم أنه هو المقصود، فيذعن لإرادة الله، ويعلم أن ثمة خطوة لم يتقدم بها نحو سلّم الصعود والتكامل الخاص. وحين يلتقمه الحوت يعترف في الظلمات بتقصيره وقصوره، ويستشفع الله بإلاهيته، ولم نر أنه احتج على ربه بصدق نيته، وجواز فعلته، مع ما واجهه من الظلم والسخرية والتنكيل من قبل قومه طوال عشرات السنين، وهو يدعوهم في صبر وأناة، ولم يركز على نجاة نفسه وخلاصها من ذلك السجن الفظيع ، مع ما كان فيه في بطن الحوت من ضيق واختناق، بل أقرّ لله سبحانه بأنه من الظالمين لنفسه، وأن الخير والحق والعدل فيما يختاره الله، "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" (الأنبياء: 87)، فهلل الله وسبحه واعترف له بذنبه.
وهذا الذي قدمناه لا يتنافى مع لسان بعض الآيات التي يبدو منها الوعيد والتهديد، لأن مقام النبي كان يستدعي في حكمة الله عز وجل أن يعرضه لمثل هذا الموقف، لكنه لم يَعْن ركوبه للذنب والمعصية، فإن الله سبحانه يخبرنا بمقام يونس العالي في سورة الأنعام حين يقول: "وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 86).
لكن يمكن القول إن المراتب المحفوظة للمعصومين لا تنفي أن يكون بعضهم أفضل من بعض، كما قال سبحانه: " وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ" (الإسراء: 55). بل لا نأتي بجديد إذا قلنا: إن هذه الآيات وأمثالها حول الأنبياء كأنما الحكمة من مجيئها في الكتاب العزيز أن تُظهر فضل أهل البيت وأولهم رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين على سائر الأنبياء والمرسلين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لماذا عاقب الله يونس بهذه العقوبة الشديدة؟

السؤال: لماذا عاقب الله يونس بهذه العقوبة الشديدة؟ هل كان عاصياً والعياذ بالله؟

الجواب: إن كل ما جاء في القرآن مما ظاهره صدور المعصية من الأنبياء لا يمكن حمله على المعصية، لأن الله سبحانه طهرهم، ولم يصطفهم ويجتبِهم للنبوة إلا بعد أن علم صلاحهم وصلاحيتهم لتحمل أعباء هذا الحمل الثقيل، الذي تنوء منه الجبال الرواسي. ثم إنه سبحانه ما زال يمتدحهم عليهم السلام قبل أمثال هذه الحوادث وبعدها، مما يشهد بأنهم ثابتون على تلك الطهارة والعصمة، مستحقون للاجتباء والاصطفاء.
ثم إن الابتلاء والامتحان يكون على قدر القرب. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل" (الكافي: ج2 ص252 ح1). وعن الإمام الباقر عليه السلام: "بعث الله نبيّاً حبشيّاً فقاتلهم فقتل أصحابه وأُسروا، وخدّوا لهم أخدوداً من النار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأتت امرأة معها صبي لها، فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، فاقتحمت النار، وهم أصحاب الأخدود" (نور الثقلين: ج5 ص547 ح30). وقد ورد هذا المعنى في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه"( الكافي، ج2، ص254).
ومن هنا كانت دعوة الإمام الباقر عليه السلام للشخص الذي ادعى محبته بأن يستعد للبلاء، فقد جاء في الحديث ان رجلاً قال له: والله إني لأحبكم أهل البيت، فقال له عليه السلام: "فاتخذ للبلاء جلباباً، فوالله إنه لأسرع إلى شيعتنا من السيل في الوادي"( مستدرك الوسائل، ج2، ص437).
وفي الحديث الآخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن: "يا موسى ما خلقت خلقاً أحب إليّ من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري"( كتاب المؤمن، الحسين بن سعيد، ص17).
فحب الله للأنبياء، وقربهم منه سبحانه هو الذي يؤهلهم لهذه الابتلاءات الثقيلة والصعبة. كما فعل لإبراهيم الخليل عليه السلام، حينما ابتلاه بابتلاءات لا يتحمل المرء سماعها، فكيف بتصور وقوعها فعلاً.
غير أن الله جل جلاله لا يكلف نفساً إلا وهو يعلم بقدرتها على تحمل ثقله، سواء أكان ذلك الابتلاء ابتدائيّاً منه سبحانه كما وقع مثله لإبراهيم وأيوب، أو تأديبيّاً، كما حصل بالنسبة لعدد من الأنبياء، ومنهم يونس عليه السلام. 
على أن هذا الجزاء والتأديب لم يكن لذنب ارتكبه يونس، أو لجرم اقترفه، بل لسير تكاملي رآه الله أهلاً له فأفاضه عليه. وهو يعلم قدرته عليه، وليباهي به أمام عباده الصالحين، حين يظهر صفاءُ معدنه، الذي لم تزده كثرة البلاء إلا إيماناً وخشوعاً. فهو حين يرى الحوت يعلم أنه هو المقصود، فيذعن لإرادة الله، ويعلم أن ثمة خطوة لم يتقدم بها نحو سلّم الصعود والتكامل الخاص. وحين يلتقمه الحوت يعترف في الظلمات بتقصيره وقصوره، ويستشفع الله بإلاهيته، ولم نر أنه احتج على ربه بصدق نيته، وجواز فعلته، مع ما واجهه من الظلم والسخرية والتنكيل من قبل قومه طوال عشرات السنين، وهو يدعوهم في صبر وأناة، ولم يركز على نجاة نفسه وخلاصها من ذلك السجن الفظيع ، مع ما كان فيه في بطن الحوت من ضيق واختناق، بل أقرّ لله سبحانه بأنه من الظالمين لنفسه، وأن الخير والحق والعدل فيما يختاره الله، "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" (الأنبياء: 87)، فهلل الله وسبحه واعترف له بذنبه.
وهذا الذي قدمناه لا يتنافى مع لسان بعض الآيات التي يبدو منها الوعيد والتهديد، لأن مقام النبي كان يستدعي في حكمة الله عز وجل أن يعرضه لمثل هذا الموقف، لكنه لم يَعْن ركوبه للذنب والمعصية، فإن الله سبحانه يخبرنا بمقام يونس العالي في سورة الأنعام حين يقول: "وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ" (الأنعام: 86).
لكن يمكن القول إن المراتب المحفوظة للمعصومين لا تنفي أن يكون بعضهم أفضل من بعض، كما قال سبحانه: " وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ" (الإسراء: 55). بل لا نأتي بجديد إذا قلنا: إن هذه الآيات وأمثالها حول الأنبياء كأنما الحكمة من مجيئها في الكتاب العزيز أن تُظهر فضل أهل البيت وأولهم رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين على سائر الأنبياء والمرسلين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:56 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 5 مارس 2014

لماذا أو ما هو سبب إختلاف عدد الركعات في كل صلاة بعدما كانت كما سمعنا بأنها أكثر من الصلوات أو الركعات التي نصليها؟

الجواب: في الروايات أن الصلاة اول ما شرعت في المعراج كانت خمسين صلاة فراجع النبي صلى الله عليه وآله ربه في تخفيضها، فما زال الله سبحانه يخفض والنبي يطلب المزيد رأفة بأمته حتى انخفض العدد إلى خمس صلوات فقط.
وقد كانت جميع الفروض ركعتين ركعتين، لكن الله جل جلاله أذن لرسوله صلى الله عليه وآله ليضيف من عنده ما يضيف، فأضاف صلى الله عليه وآله ركعتين بعد كل من فرائض الظهر والعصر والعشاء، وركعة بعد فريضة المغرب.
فما كان وجوبه من قبل الله تبارك وتعالى فهو فرض، وما كان من قبل النبي صلى الله عليه وآله فهو سنة من نبيه.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل كان النبي مجرد ناقل للشريعة أم كان مأذونا في التشريع أيضا؟

لماذا أو ما هو سبب إختلاف عدد الركعات في كل صلاة بعدما كانت كما سمعنا بأنها أكثر من الصلوات أو الركعات التي نصليها؟

الجواب: في الروايات أن الصلاة اول ما شرعت في المعراج كانت خمسين صلاة فراجع النبي صلى الله عليه وآله ربه في تخفيضها، فما زال الله سبحانه يخفض والنبي يطلب المزيد رأفة بأمته حتى انخفض العدد إلى خمس صلوات فقط.
وقد كانت جميع الفروض ركعتين ركعتين، لكن الله جل جلاله أذن لرسوله صلى الله عليه وآله ليضيف من عنده ما يضيف، فأضاف صلى الله عليه وآله ركعتين بعد كل من فرائض الظهر والعصر والعشاء، وركعة بعد فريضة المغرب.
فما كان وجوبه من قبل الله تبارك وتعالى فهو فرض، وما كان من قبل النبي صلى الله عليه وآله فهو سنة من نبيه.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:25 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 4 مارس 2014

السؤال: في الأمر الإلهي عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام، كيف شمل هذا الأمر إبليس وهو ليس من الملائكة؟

الجواب: لم يكن إبليس ملكاً حقيقة، بل كان من الجن، لكنه عبد الله عبادة تقرّب بها إليه، فرفعه الله إلى مرتبة الملائكة. ولأن الملائكة معصومون لا يعصون الله ما أمرهم، استثناه الله سبحانه من الملائكة، فقال: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَئِكَةِ اسْجُدُوا لأَِدَمَ فَسَجَدُوا إِلآَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" (الكهف: 50). وبذلك يظهر السبب وراء معصيته لربه، وعدم مبادرته للسجود. ومع أن الله يعلم مصيره، إلا أنه سبحانه لا يتعامل مع العباد بما سيؤول إليه مصيرهم، بل يعامله بالثواب والإحسان حين يحسن، قبل أن يحبط عمله بصنع يده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما علاقة إبليس بالملائكة؟

السؤال: في الأمر الإلهي عندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام، كيف شمل هذا الأمر إبليس وهو ليس من الملائكة؟

الجواب: لم يكن إبليس ملكاً حقيقة، بل كان من الجن، لكنه عبد الله عبادة تقرّب بها إليه، فرفعه الله إلى مرتبة الملائكة. ولأن الملائكة معصومون لا يعصون الله ما أمرهم، استثناه الله سبحانه من الملائكة، فقال: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَئِكَةِ اسْجُدُوا لأَِدَمَ فَسَجَدُوا إِلآَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" (الكهف: 50). وبذلك يظهر السبب وراء معصيته لربه، وعدم مبادرته للسجود. ومع أن الله يعلم مصيره، إلا أنه سبحانه لا يتعامل مع العباد بما سيؤول إليه مصيرهم، بل يعامله بالثواب والإحسان حين يحسن، قبل أن يحبط عمله بصنع يده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:45 م

0 التعليقات:

الاثنين، 3 مارس 2014

في الحديث عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) (وسائل الشيعة: ج11، ص214).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ما زوي الرفق عن أهل البيت إلا زوي عنهم الخير)( المصدر السابق).
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: وقد جرى بيني وبين رجل من القوم كلام  فقال لي: (ارفق بهم، فإن كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه) ( المصدر السابق.).
وليست الشجاعة الحقيقية باستعراض العضلات، بل بالوقار ورباطة الجأش في الأزمات. ولا يحتاج الناس إلى كثير ذكاء لكي يدركوا فضل المعتزل عن المقابلة بالمثل، وأن ذلك منه لم يكن خوفا وجبنا، بل مداراة وحلما. ففي (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل)( نهج البلاغة، شرح محمد عبده: ج4، ص47). وقال: (الرفق ييسر الصعاب ويسهل الأسباب)(مستدرك الوسائل: ج11، ص294). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس) ( وسائل الشيعة: ج11، ص215)
وبعكس ذلك التوسل بالعنف والقوة الجسدية أو اللسانية، فإنه في ظاهره يفرض النفس على الآخرين، لكنه في الحقيقة ينقش عن صاحبه في الأذهان شخصية ضعيفة مهزوزة؛ فعن أمير المؤمنين أنه قال (عليه السلام): (ليكن شيمتك الوقار فمن كثر خرقه استرذل) ( مستدرك الوسائل: ج12، ص73).
هذه هي قاعدة العقلاء، وهذا هو دين المؤمنين، كما قال الله سبحانه في كتابه عن هابيل وأخيه قابيل من قبل: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين . لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين . إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النّار وذلك جزاء الظّالمين" (المائدة: 27 - 29).
ولا يلجأ إلى غيره إلا عند الإضطرار، وعنده أيضا يسعى لمقاومته بإيقافه والإمساك به، لا لقتاله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر" (ثواب الاعمال 215).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الرفق بالأتباع من كرم الطباع

في الحديث عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) (وسائل الشيعة: ج11، ص214).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ما زوي الرفق عن أهل البيت إلا زوي عنهم الخير)( المصدر السابق).
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: وقد جرى بيني وبين رجل من القوم كلام  فقال لي: (ارفق بهم، فإن كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه) ( المصدر السابق.).
وليست الشجاعة الحقيقية باستعراض العضلات، بل بالوقار ورباطة الجأش في الأزمات. ولا يحتاج الناس إلى كثير ذكاء لكي يدركوا فضل المعتزل عن المقابلة بالمثل، وأن ذلك منه لم يكن خوفا وجبنا، بل مداراة وحلما. ففي (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل)( نهج البلاغة، شرح محمد عبده: ج4، ص47). وقال: (الرفق ييسر الصعاب ويسهل الأسباب)(مستدرك الوسائل: ج11، ص294). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس) ( وسائل الشيعة: ج11، ص215)
وبعكس ذلك التوسل بالعنف والقوة الجسدية أو اللسانية، فإنه في ظاهره يفرض النفس على الآخرين، لكنه في الحقيقة ينقش عن صاحبه في الأذهان شخصية ضعيفة مهزوزة؛ فعن أمير المؤمنين أنه قال (عليه السلام): (ليكن شيمتك الوقار فمن كثر خرقه استرذل) ( مستدرك الوسائل: ج12، ص73).
هذه هي قاعدة العقلاء، وهذا هو دين المؤمنين، كما قال الله سبحانه في كتابه عن هابيل وأخيه قابيل من قبل: " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين . لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين . إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النّار وذلك جزاء الظّالمين" (المائدة: 27 - 29).
ولا يلجأ إلى غيره إلا عند الإضطرار، وعنده أيضا يسعى لمقاومته بإيقافه والإمساك به، لا لقتاله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر" (ثواب الاعمال 215).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:49 م

0 التعليقات:

الأحد، 2 مارس 2014

السؤال: الايات والمرويات عن الرسول صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام تروي احاديث كثيرة حول فضل الاستغفار ومنها ما حدد اوقاتا واعدادا معينة السؤال هو كيف نحصل على فضل وثواب الاستغفار وهل يتحقق بالتلفظ اللساني فقط ماذا احتاج غير اللفظ اللساني للحصول على المغفرة ورضوان الله خصوصا الذكر المروي حول الاستغفار مئة مرة قبل النوم ويكون سببا لمغفرة الذنوب والخطايا...جزاكم الله خيرا.


الجواب: للاستغفار حقيقة مراتبية في كل أشكالها اللفظية والعملية والقصدية. 
الأولى: مرحلة التلفظ باللسان، وإن كان غافلا عن معناه ولوازمه.
الثانية: مرحلة الاستغفار العملي، بمعنى أنه يمتعض مما صدر منه فيؤثر ذلك على سلوكه العملي فيسعى في ترك ما سقط فيه من مخالفات واجتنابه.
الثالثة: مرحلة الاعتقاد الجازم والإيمان الكامل بقبح المعصية بل كل ما لا يكون رضا لله سبحانه. فيجد برد الإيمان بأثر الاستغفار ويعيشه في روحه ونفسه. وبذلك يعسر عليه أن يخالفه حتى لو دفعته نفسه الأمارة نحو المعصية.
وكل مرتبة من هذه المراتب تشتمل على درجات ومراتب متعددة، مهما علت أو نزلت.
ولا شك أن أدنى هذه المراتب وأسفلها هي مرتبة التلفظ اللساني، شريطة أن يكون اللفظ مقصودا ومرادا بحد ذاته، بمعنى أن طالب المغفرة يرى نفسه مذنبا مقصرا فيطلب من الله العفو والمغفرة. مع أنه قد لا يعي معنى الاستغفار على حقيقته العميقة الكاملة.
بل لا يبعد أن يكون الاستغفار مفيدا أيضا حتى في أقل من هذه المرتبة، وهي مرتبة التلفظ اللساني الظاهري المجرد، حيث يردد لفظ الاستغفار لمجرد الاستيناس به  أو التعود عليه، ولكن بشرط ان لا يقصد به الاستهزاء والعزم  في نيته على مناقضته بالفعل.
فإذا اتضح ما ذكرناه يمكن القول إن المذكور في النصوص من الحث على الاستغفار زمانا ومكانا وعددا كل ذلك لا يخلو من آثار مع الالتفات إلى التفاوت في الآثار نظرا لتفاوت الدرجات والمراتب المذكورة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مراتب الإستغفار وآثارها

السؤال: الايات والمرويات عن الرسول صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام تروي احاديث كثيرة حول فضل الاستغفار ومنها ما حدد اوقاتا واعدادا معينة السؤال هو كيف نحصل على فضل وثواب الاستغفار وهل يتحقق بالتلفظ اللساني فقط ماذا احتاج غير اللفظ اللساني للحصول على المغفرة ورضوان الله خصوصا الذكر المروي حول الاستغفار مئة مرة قبل النوم ويكون سببا لمغفرة الذنوب والخطايا...جزاكم الله خيرا.


الجواب: للاستغفار حقيقة مراتبية في كل أشكالها اللفظية والعملية والقصدية. 
الأولى: مرحلة التلفظ باللسان، وإن كان غافلا عن معناه ولوازمه.
الثانية: مرحلة الاستغفار العملي، بمعنى أنه يمتعض مما صدر منه فيؤثر ذلك على سلوكه العملي فيسعى في ترك ما سقط فيه من مخالفات واجتنابه.
الثالثة: مرحلة الاعتقاد الجازم والإيمان الكامل بقبح المعصية بل كل ما لا يكون رضا لله سبحانه. فيجد برد الإيمان بأثر الاستغفار ويعيشه في روحه ونفسه. وبذلك يعسر عليه أن يخالفه حتى لو دفعته نفسه الأمارة نحو المعصية.
وكل مرتبة من هذه المراتب تشتمل على درجات ومراتب متعددة، مهما علت أو نزلت.
ولا شك أن أدنى هذه المراتب وأسفلها هي مرتبة التلفظ اللساني، شريطة أن يكون اللفظ مقصودا ومرادا بحد ذاته، بمعنى أن طالب المغفرة يرى نفسه مذنبا مقصرا فيطلب من الله العفو والمغفرة. مع أنه قد لا يعي معنى الاستغفار على حقيقته العميقة الكاملة.
بل لا يبعد أن يكون الاستغفار مفيدا أيضا حتى في أقل من هذه المرتبة، وهي مرتبة التلفظ اللساني الظاهري المجرد، حيث يردد لفظ الاستغفار لمجرد الاستيناس به  أو التعود عليه، ولكن بشرط ان لا يقصد به الاستهزاء والعزم  في نيته على مناقضته بالفعل.
فإذا اتضح ما ذكرناه يمكن القول إن المذكور في النصوص من الحث على الاستغفار زمانا ومكانا وعددا كل ذلك لا يخلو من آثار مع الالتفات إلى التفاوت في الآثار نظرا لتفاوت الدرجات والمراتب المذكورة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:59 م

0 التعليقات:

السبت، 1 مارس 2014

السؤال: قد وردت روايات عديدة بكفر منكر الولاية وقد حملها علماؤنا ومراجعنا على الكفر المقابل للايمان ، والذي يحكم على صاحبه بأحكام الإسلام في الدنيا ولكنه كافر مخلد في النار يوم القيامة لأنه بحكم الكافر في الآخرة كما عرفه السيد المحقق الخوئي في كتابه ( التنقيح في شرح العروة الوثقى ) ج2 ص63 بقوله ( و"منها": ما يقابل الايمان ويحكم بطهارته واحترام دمه وماله وعرضه كما يجوز مناكحته وتوريثه إلا ان الله سبحانه يتعامل معه معاملة الكافر في الآخرة وقد كنا سمينا هذه الطائفة في بعض أبحاثنا بمسلم الدنيا وكافر الآخرة ).
ولكن علماء الإمامية لم يحكموا على جميع المخالفين بالكفر المقابل للايمان بل استثنوا منهم المستضعف الذي ترجى له النجاة وأمره إلى الله عز وجل.
وسؤالي من شقين هما: 
1- هل أن كل شخص يحكم عليه بالكفر المقابل للإيمان يكون مصيره الخلود في النار يوم القيامة كما ورد بتعبير السيد الخوئي بقوله عنه ( ان الله سبحانه يتعامل معه معاملة الكافر في الآخرة ) أو هناك بعضاً منهم يكون كافراً بالكفر المقابل للايمان، ولكنه لا يخلد في النار – كحال الكفار - بل ترجى له النجاة ؟
2- هل المستضعف المستثنى من الخلود في النار لجهله وقصوره يحكم عليه بالكفر المقابل للايمان، فنقول عنه هو كافر بالكفر المقابل للايمان، أم لا يصح إطلاقه عليه لأنه مخصوص بمن أنكر الإمامة بعد العلم أو بتقصير منه، لأنه قرأت بحثاً يقول عن المستضعف هو كافر بالكفر المقابل للايمان بالرغم من عدم الحكم عليه بالخلود في النار كحال باقي الكفار ومنكري الامامة عن علم او تقصير.

الجواب: المفهوم من الآيات والروايات أن ثمة شرطين أساسيين لقبول الأعمال، الأول التوحيد، والثاني الولاية. وعلى ضوئهما ودرجاتهما تقبل الأعمال أو ترد. ولا شك أن الدرجات فيهما معاً متفاوتة، والمخالفون أيضاً ليسوا على درجة واحدة من عدم الولاء. وبذلك يتضح حالهم في الآخرة. ثم إن غير الموالي بسبب جهله، أو لشبهة استحكمت عليه، سيكون له يوم القيامة امتحان آخر، إن نجح فيه نجا، ومن سقط فيه كان من أهل النار، والعياذ بالله. وعلى كل حال فالأمر يحتاج إلى تفصيل وتفريع، ومن ذلك التفصيل بين المستضعف وغيره.
أما المنكر للولاية عالماً عامداً فمصيره النار خالداً فيها، حسب مقتضى النصوص والأدلة العقلية والنقلية، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مصير منكر الولاية في الآخرة

السؤال: قد وردت روايات عديدة بكفر منكر الولاية وقد حملها علماؤنا ومراجعنا على الكفر المقابل للايمان ، والذي يحكم على صاحبه بأحكام الإسلام في الدنيا ولكنه كافر مخلد في النار يوم القيامة لأنه بحكم الكافر في الآخرة كما عرفه السيد المحقق الخوئي في كتابه ( التنقيح في شرح العروة الوثقى ) ج2 ص63 بقوله ( و"منها": ما يقابل الايمان ويحكم بطهارته واحترام دمه وماله وعرضه كما يجوز مناكحته وتوريثه إلا ان الله سبحانه يتعامل معه معاملة الكافر في الآخرة وقد كنا سمينا هذه الطائفة في بعض أبحاثنا بمسلم الدنيا وكافر الآخرة ).
ولكن علماء الإمامية لم يحكموا على جميع المخالفين بالكفر المقابل للايمان بل استثنوا منهم المستضعف الذي ترجى له النجاة وأمره إلى الله عز وجل.
وسؤالي من شقين هما: 
1- هل أن كل شخص يحكم عليه بالكفر المقابل للإيمان يكون مصيره الخلود في النار يوم القيامة كما ورد بتعبير السيد الخوئي بقوله عنه ( ان الله سبحانه يتعامل معه معاملة الكافر في الآخرة ) أو هناك بعضاً منهم يكون كافراً بالكفر المقابل للايمان، ولكنه لا يخلد في النار – كحال الكفار - بل ترجى له النجاة ؟
2- هل المستضعف المستثنى من الخلود في النار لجهله وقصوره يحكم عليه بالكفر المقابل للايمان، فنقول عنه هو كافر بالكفر المقابل للايمان، أم لا يصح إطلاقه عليه لأنه مخصوص بمن أنكر الإمامة بعد العلم أو بتقصير منه، لأنه قرأت بحثاً يقول عن المستضعف هو كافر بالكفر المقابل للايمان بالرغم من عدم الحكم عليه بالخلود في النار كحال باقي الكفار ومنكري الامامة عن علم او تقصير.

الجواب: المفهوم من الآيات والروايات أن ثمة شرطين أساسيين لقبول الأعمال، الأول التوحيد، والثاني الولاية. وعلى ضوئهما ودرجاتهما تقبل الأعمال أو ترد. ولا شك أن الدرجات فيهما معاً متفاوتة، والمخالفون أيضاً ليسوا على درجة واحدة من عدم الولاء. وبذلك يتضح حالهم في الآخرة. ثم إن غير الموالي بسبب جهله، أو لشبهة استحكمت عليه، سيكون له يوم القيامة امتحان آخر، إن نجح فيه نجا، ومن سقط فيه كان من أهل النار، والعياذ بالله. وعلى كل حال فالأمر يحتاج إلى تفصيل وتفريع، ومن ذلك التفصيل بين المستضعف وغيره.
أما المنكر للولاية عالماً عامداً فمصيره النار خالداً فيها، حسب مقتضى النصوص والأدلة العقلية والنقلية، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:49 م

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top