الأحد، 2 مارس 2014

مراتب الإستغفار وآثارها

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:59 م 0 تعليقات

السؤال: الايات والمرويات عن الرسول صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام تروي احاديث كثيرة حول فضل الاستغفار ومنها ما حدد اوقاتا واعدادا معينة السؤال هو كيف نحصل على فضل وثواب الاستغفار وهل يتحقق بالتلفظ اللساني فقط ماذا احتاج غير اللفظ اللساني للحصول على المغفرة ورضوان الله خصوصا الذكر المروي حول الاستغفار مئة مرة قبل النوم ويكون سببا لمغفرة الذنوب والخطايا...جزاكم الله خيرا.


الجواب: للاستغفار حقيقة مراتبية في كل أشكالها اللفظية والعملية والقصدية. 
الأولى: مرحلة التلفظ باللسان، وإن كان غافلا عن معناه ولوازمه.
الثانية: مرحلة الاستغفار العملي، بمعنى أنه يمتعض مما صدر منه فيؤثر ذلك على سلوكه العملي فيسعى في ترك ما سقط فيه من مخالفات واجتنابه.
الثالثة: مرحلة الاعتقاد الجازم والإيمان الكامل بقبح المعصية بل كل ما لا يكون رضا لله سبحانه. فيجد برد الإيمان بأثر الاستغفار ويعيشه في روحه ونفسه. وبذلك يعسر عليه أن يخالفه حتى لو دفعته نفسه الأمارة نحو المعصية.
وكل مرتبة من هذه المراتب تشتمل على درجات ومراتب متعددة، مهما علت أو نزلت.
ولا شك أن أدنى هذه المراتب وأسفلها هي مرتبة التلفظ اللساني، شريطة أن يكون اللفظ مقصودا ومرادا بحد ذاته، بمعنى أن طالب المغفرة يرى نفسه مذنبا مقصرا فيطلب من الله العفو والمغفرة. مع أنه قد لا يعي معنى الاستغفار على حقيقته العميقة الكاملة.
بل لا يبعد أن يكون الاستغفار مفيدا أيضا حتى في أقل من هذه المرتبة، وهي مرتبة التلفظ اللساني الظاهري المجرد، حيث يردد لفظ الاستغفار لمجرد الاستيناس به  أو التعود عليه، ولكن بشرط ان لا يقصد به الاستهزاء والعزم  في نيته على مناقضته بالفعل.
فإذا اتضح ما ذكرناه يمكن القول إن المذكور في النصوص من الحث على الاستغفار زمانا ومكانا وعددا كل ذلك لا يخلو من آثار مع الالتفات إلى التفاوت في الآثار نظرا لتفاوت الدرجات والمراتب المذكورة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top