الجواب: ربما يرى البعض أن الجواب بدهي جداً بما أنه صلوات ربي عليه وعلى آله أبوها، ومن طبيعة حنان الأب أن يعطف على فلذات كبده بأمثال هذه التعابير، من قبيل: فديتك، أو بأبي أنت وأمي، وهو أمر وجداني فطري لا يحتاج إلى برهنة واستدلال.
غير أن الأمر يختلف حين يصدر من المعصومين صلوات الله عليهم؛ لأن كلامهم أولاً: محمول على الحقيقة وعدم المجاز. وثانياً: إذا حملناه على الحقيقة يلزم تقدم الزهراء البتول على أبيها المصطفى صلوات الله عليهما. حيث أن الطبيعي هو أن يفتدي المفضول الفاضل بنفسه. ولعل هذا الإشكال هو الذي دعا السائل ليسأل سؤاله.
غير أن السائل قد يكون غفل عن أمرين:
الأول: أن ثمة فرقاً بين القيمة الكمالية للعبد، وبين صورته في الخارج. فإن سيد القوم خادمهم. والعظام هم الذين يكونون على أتم الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين، وبذلك ارتقوا سلّم المجد والكمال. فالتضحية هي بنفسها طيف من أطياف العظمة والكمال.
فإن قلت: الأمر هنا مختلف؛ إذ أن النبي صلى الله عليه وآله يقرر لها هذه الصفة بنحو الإخبار، فيقول: فداها أبوها. فكأنه يقول لنا: ذلك هو مقامها الذي بوأها الله إياه، ويجب أن ننزلها فيه.
قلت: هذا هو الأمر الثاني الذي ينبغي عدم الغفلة عنه، وهو أنها مستودع السر الذي يتحقق به الهدف السماوي من الخلق، ومن أجله يضحي النبي صلى الله عليه وآله. وبه يظهر تفسير الحديث القدسي: "يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما". أنها صاحبة السر المستودع، وأن على معرفتها دارت القرون الأولى، ولم يعرفها حق معرفتها حتى الأنبياء والمرسلون ما خلا النبي وآله الطاهرين. وهذه الأحاديث وإن دار حول أسانيد بعضها الكلام، لكن مضامينها في النصوص منثورة، وفي كتب الفريقين مسطورة.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
غير أن الأمر يختلف حين يصدر من المعصومين صلوات الله عليهم؛ لأن كلامهم أولاً: محمول على الحقيقة وعدم المجاز. وثانياً: إذا حملناه على الحقيقة يلزم تقدم الزهراء البتول على أبيها المصطفى صلوات الله عليهما. حيث أن الطبيعي هو أن يفتدي المفضول الفاضل بنفسه. ولعل هذا الإشكال هو الذي دعا السائل ليسأل سؤاله.
غير أن السائل قد يكون غفل عن أمرين:
الأول: أن ثمة فرقاً بين القيمة الكمالية للعبد، وبين صورته في الخارج. فإن سيد القوم خادمهم. والعظام هم الذين يكونون على أتم الاستعداد للتضحية من أجل الآخرين، وبذلك ارتقوا سلّم المجد والكمال. فالتضحية هي بنفسها طيف من أطياف العظمة والكمال.
فإن قلت: الأمر هنا مختلف؛ إذ أن النبي صلى الله عليه وآله يقرر لها هذه الصفة بنحو الإخبار، فيقول: فداها أبوها. فكأنه يقول لنا: ذلك هو مقامها الذي بوأها الله إياه، ويجب أن ننزلها فيه.
قلت: هذا هو الأمر الثاني الذي ينبغي عدم الغفلة عنه، وهو أنها مستودع السر الذي يتحقق به الهدف السماوي من الخلق، ومن أجله يضحي النبي صلى الله عليه وآله. وبه يظهر تفسير الحديث القدسي: "يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما". أنها صاحبة السر المستودع، وأن على معرفتها دارت القرون الأولى، ولم يعرفها حق معرفتها حتى الأنبياء والمرسلون ما خلا النبي وآله الطاهرين. وهذه الأحاديث وإن دار حول أسانيد بعضها الكلام، لكن مضامينها في النصوص منثورة، وفي كتب الفريقين مسطورة.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق