جميع المواضيع

الجمعة، 28 فبراير 2014

السؤال: أنا طالبة متمسكة جداً بدراستي و اطمح ان احصل ع النسبة الكامله .. بدأت مشكلتي العام الماضي الفصل الدراسي الثاني على ما اتذكر كانت تقع بقلبي الشكوك والوساوس فأفقد التركيز في دراستي مثل: كيف استطيع ان احفظ.! وكيف عقلي يستطيع تحمل كل هذا. ومثلهما أسئلة تعجيزية كثيرة جداً تعذبت نفسيتي لأني احاول جاهدة المحافظة على مستواي مرتفعاً. وهذه الأسئلة التعجيزية  لا استطيع البوح لأحد سوى رفيقتي، ونصحتني بأن أسأل أهل العلم و الآن لم أبُح حتى لرفيقتي .. لقد استفحلت حالتي بداية هذه السنة بمحرم فأصبحت أشكك بآل محمد قليلاً و في الوقت نفسه أعاتب نفسي كيف لي أن أتجرأ وأقلل من شأنهم وأشك بقدرهم وهم أطهر الناس! و من أنا كي أشك بهم!! وبالأسبوع الماضي حدث ما لم يخطر ببالي يوماً أصبحت أشك بربي لا أعلم كيف استطعت نطق هذا؟ لكنني أريد حلاً فلقد تعبت كثيراً منذ عامي الماضي ! و ان غابت تعود !

الجواب: لم تبيّني مدخل الشك عندك؛ فإنه إذا عرف باب الشر أمكن التعرف على طريق غلقه. وإن من الأبواب التي ينفذ منها الشيطان إلى الإنسان طرقاً عدة: منها: الجهل بعظمة الخالق جل وعلا، وعلوّ مقام أهل البيت صلوات الله عليهم، ومنها: عدم التفكر في الأخطاء التي نرتكبها حين تؤدي بنا الى العثرات والنكبات، بل نرمي بتبعاتها عادة على الله والدين والغير.
ومنها: الغفلة عن سنة الابتلاء الحتمية التي تجري على الكل، كما قال تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت:2و3)، وكما قال سبحانه: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» (البقرة:155)، وقال: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» (محمد/31) وغيرها من الآيات العديدة. وورد اكثر صراحة من هذا في الأحاديث الشريفة.
ومنها: انشغال الإنسان عادة بالجزء المظلم من الصورة، وغفلته عن الصورة بأجملها، فيفكر مثلاً في مرضه المؤقت، ولا يفكر في طول سلامته، وكثرة النعم التي يتقلب فيها، ولو فكّر في الجزء الآخر من الصورة لحمد الله على ما أنعم الله به عليه، ولانتظر الفرج، ولو فكر في ما يصيب الآخرين من المحن والفتن والابتلاءات، لهانت عليه كثير من مصيبات الدنيا. ولو تأمل الإنسان أكثر لتبينت له أبواب أخرى غير ما ذكرنا عديدة ينفذ الشيطان له منها، فيوصدها ويقمع شيطانه الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء من ولوجها والوسوسة اليه من خلالها. وفقنا الله وإياك لكل خير، وأحسن لنا الختام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أعيش العذاب بسبب الشكوك والوساوس

السؤال: أنا طالبة متمسكة جداً بدراستي و اطمح ان احصل ع النسبة الكامله .. بدأت مشكلتي العام الماضي الفصل الدراسي الثاني على ما اتذكر كانت تقع بقلبي الشكوك والوساوس فأفقد التركيز في دراستي مثل: كيف استطيع ان احفظ.! وكيف عقلي يستطيع تحمل كل هذا. ومثلهما أسئلة تعجيزية كثيرة جداً تعذبت نفسيتي لأني احاول جاهدة المحافظة على مستواي مرتفعاً. وهذه الأسئلة التعجيزية  لا استطيع البوح لأحد سوى رفيقتي، ونصحتني بأن أسأل أهل العلم و الآن لم أبُح حتى لرفيقتي .. لقد استفحلت حالتي بداية هذه السنة بمحرم فأصبحت أشكك بآل محمد قليلاً و في الوقت نفسه أعاتب نفسي كيف لي أن أتجرأ وأقلل من شأنهم وأشك بقدرهم وهم أطهر الناس! و من أنا كي أشك بهم!! وبالأسبوع الماضي حدث ما لم يخطر ببالي يوماً أصبحت أشك بربي لا أعلم كيف استطعت نطق هذا؟ لكنني أريد حلاً فلقد تعبت كثيراً منذ عامي الماضي ! و ان غابت تعود !

الجواب: لم تبيّني مدخل الشك عندك؛ فإنه إذا عرف باب الشر أمكن التعرف على طريق غلقه. وإن من الأبواب التي ينفذ منها الشيطان إلى الإنسان طرقاً عدة: منها: الجهل بعظمة الخالق جل وعلا، وعلوّ مقام أهل البيت صلوات الله عليهم، ومنها: عدم التفكر في الأخطاء التي نرتكبها حين تؤدي بنا الى العثرات والنكبات، بل نرمي بتبعاتها عادة على الله والدين والغير.
ومنها: الغفلة عن سنة الابتلاء الحتمية التي تجري على الكل، كما قال تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت:2و3)، وكما قال سبحانه: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» (البقرة:155)، وقال: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» (محمد/31) وغيرها من الآيات العديدة. وورد اكثر صراحة من هذا في الأحاديث الشريفة.
ومنها: انشغال الإنسان عادة بالجزء المظلم من الصورة، وغفلته عن الصورة بأجملها، فيفكر مثلاً في مرضه المؤقت، ولا يفكر في طول سلامته، وكثرة النعم التي يتقلب فيها، ولو فكّر في الجزء الآخر من الصورة لحمد الله على ما أنعم الله به عليه، ولانتظر الفرج، ولو فكر في ما يصيب الآخرين من المحن والفتن والابتلاءات، لهانت عليه كثير من مصيبات الدنيا. ولو تأمل الإنسان أكثر لتبينت له أبواب أخرى غير ما ذكرنا عديدة ينفذ الشيطان له منها، فيوصدها ويقمع شيطانه الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء من ولوجها والوسوسة اليه من خلالها. وفقنا الله وإياك لكل خير، وأحسن لنا الختام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:07 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 26 فبراير 2014

هل يجوز أن نتولى غير المسلمين أم لا يجوز؟

السؤال: كيف نجمع بين الآيتين التاليتين :
1- "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".
2- "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وكيف يجب أن تكون العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؟

الجواب: الممنوع هو الولاء التبعي، أو موالاة أهل الحرب منهم والعناد مع الله ودين الحق، بحيث يكون الكفار القدوة أو الموجه، أو تكون الموالاة من المسلم للكافر نوعا من التواطؤ مع أعداء الله ومحاربيه. أما العلاقة المعتادة معهم، بل المحبة والمودة لهم بما هم بشر، والإحسان إليهم كذلك؛ فلا دليل على حرمتها، بل الشواهد كثيرة على وقوعها من قبل النبي الأعظم  صلى الله عليه وآله وسلم،  وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فضلا عن السيرة المتصلة بالمعصومين دون نكير. وتجد الذي ذكرناه في قوله سبحانه: "لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم" (المجادلة: 22). وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون" (الممتحنة: 8). وقوله عز وجل: "يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات: 13). وكيف يكون غير ذلك وقد أباح الاسلام الزواج منهم، بل ويمكن أن يكون أهل المسلم منهم، وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الأبوين: " ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون" (لقمان: 14 و15).
نعم لا بد من التفريق بين الحبين والولاءين، فإن المؤمن لا يجوز له ولاية غير المؤمن بلحاظ دينه وإيمانه، وإلا كان طعنا في إيمانه واعتقاده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل يجوز أن نتولى غير المسلمين أم لا يجوز؟

هل يجوز أن نتولى غير المسلمين أم لا يجوز؟

السؤال: كيف نجمع بين الآيتين التاليتين :
1- "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".
2- "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وكيف يجب أن تكون العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؟

الجواب: الممنوع هو الولاء التبعي، أو موالاة أهل الحرب منهم والعناد مع الله ودين الحق، بحيث يكون الكفار القدوة أو الموجه، أو تكون الموالاة من المسلم للكافر نوعا من التواطؤ مع أعداء الله ومحاربيه. أما العلاقة المعتادة معهم، بل المحبة والمودة لهم بما هم بشر، والإحسان إليهم كذلك؛ فلا دليل على حرمتها، بل الشواهد كثيرة على وقوعها من قبل النبي الأعظم  صلى الله عليه وآله وسلم،  وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فضلا عن السيرة المتصلة بالمعصومين دون نكير. وتجد الذي ذكرناه في قوله سبحانه: "لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم" (المجادلة: 22). وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون" (الممتحنة: 8). وقوله عز وجل: "يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات: 13). وكيف يكون غير ذلك وقد أباح الاسلام الزواج منهم، بل ويمكن أن يكون أهل المسلم منهم، وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الأبوين: " ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون" (لقمان: 14 و15).
نعم لا بد من التفريق بين الحبين والولاءين، فإن المؤمن لا يجوز له ولاية غير المؤمن بلحاظ دينه وإيمانه، وإلا كان طعنا في إيمانه واعتقاده.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:40 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

السؤال: ما مدى صحة الحديث الشريف - من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان-
مع العلم ان الاية القرأنية تقول (فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمصيطر)

الجواب: الحديث معتبر، ولا تعارض بينه وبين الآية الكريمة؛ وذلك لاختلاف الجهة فيهما. فإن الآية ناظرة إلى الدعوة وفرض الإيمان والإسلام، فإنه صلى الله عليه وآله لا سلطان له على الخلق، وإنما هو منذر لهم، وليس عليهم بمسيطر. وأما الحديث فهو ناظر إلى وجوب استنكار الباطل والمنكر، وأن على المسلم الذي يؤمن بالله سبحانه أن يغير المنكر، فإن استطاع تغييره كاملاً بشكل عملي، وهو الذي عبر عنه الحديث بالتغيير باليد فهو أفضل الثلاثة، فمن لم يستطع فيجب عليه النزول عن ذلك بدرجة واحدة لا أكثر، وذلك بأن يسعى في تغييره بلسانه من النصح والقول، فمن لم يستطع حتى هذه الدرجة فهو معذور من التغيير، لكن لا يجوز له القبول به والتماهي معه، بل عليه رفضه واستنكاره ولو بقلبه. وهذه الدرجة هي اضعف الإيمان.
ثم إن الآية مع التدقيق في ألفاظها ظاهرة في وجوب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهما معاً متفقان لا متضاربان حتى على مستوى الأمر الظاهري. غير أن النفي في الآية ينصب على الهداية القلبية، والأمر في الحديث ينصب على السلوك العملي، فلا اجتماع في مورد الأمر والنفي.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل نغير المنكر أم لا لأننا لا نستطيع؟

السؤال: ما مدى صحة الحديث الشريف - من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان-
مع العلم ان الاية القرأنية تقول (فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمصيطر)

الجواب: الحديث معتبر، ولا تعارض بينه وبين الآية الكريمة؛ وذلك لاختلاف الجهة فيهما. فإن الآية ناظرة إلى الدعوة وفرض الإيمان والإسلام، فإنه صلى الله عليه وآله لا سلطان له على الخلق، وإنما هو منذر لهم، وليس عليهم بمسيطر. وأما الحديث فهو ناظر إلى وجوب استنكار الباطل والمنكر، وأن على المسلم الذي يؤمن بالله سبحانه أن يغير المنكر، فإن استطاع تغييره كاملاً بشكل عملي، وهو الذي عبر عنه الحديث بالتغيير باليد فهو أفضل الثلاثة، فمن لم يستطع فيجب عليه النزول عن ذلك بدرجة واحدة لا أكثر، وذلك بأن يسعى في تغييره بلسانه من النصح والقول، فمن لم يستطع حتى هذه الدرجة فهو معذور من التغيير، لكن لا يجوز له القبول به والتماهي معه، بل عليه رفضه واستنكاره ولو بقلبه. وهذه الدرجة هي اضعف الإيمان.
ثم إن الآية مع التدقيق في ألفاظها ظاهرة في وجوب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهما معاً متفقان لا متضاربان حتى على مستوى الأمر الظاهري. غير أن النفي في الآية ينصب على الهداية القلبية، والأمر في الحديث ينصب على السلوك العملي، فلا اجتماع في مورد الأمر والنفي.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:39 م

0 التعليقات:

الاثنين، 24 فبراير 2014

السؤال: هل أراد النبي إبراهيم أن يستبقي الملائكة عندما جادلهم ؟ إذا كان الجدل مع الملائكة لماذا قال تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) ؟

الجواب: بل أراد أن يخفف العذاب عن قوم لوط. والجدال قد يكون مطلوبا إذا كان بالحسنى، ولا شك أن إبراهيم عليه السلام جادل الملائكة كذلك، وبطلبه التخفيف عن قوم لوط، ويوضحه القرآن الكريم بعد هذا بقوله: "إنّ إبراهيم لحليم أوّاه منيب" (هود: 75). فهو يكشف عن رقة قلبه، وسعة صدره ليشمل أفراد أمته. ويخبرنا الله سبحانه بأن الناس في المحشر يوم القيامة سوف يأتون ليجادلوا عن أنفسهم، وينادون: وا نفساه، ما خلا رسول الله صاحب القلب الكبير، الذي يسع جميع أمته، فيجادل عنا جميعا وينادي: أمتي أمتي، وينسى نفسه. وإبراهيم النبي عليه السلام قد أخذ شمة من شمائل حفيده النبي الأمي. ولأن الملائكة لا يأتون بشيء من عند أنفسهم، بل يطيعون أمر الله عز وجل، فمجادلتهم تعني مجادلة الله جل وعلا. ويؤيد ذلك أن الله سبحانه في الكتاب العزيز، يجيب إبراهيم على طلبه وجداله بجواب من عنده، على لسان الملائكة، فيقول: "يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود" (هود: 76). وفي آية أخرى: "ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين قال إنّ فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين" (العنكبوت: 31 و32). ومعلوم أنهم لا يعلمون إلا بتعليم من الله، ولا يجيبون إلا بعد أمر من الله جل وعز، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

جدال إبراهيم كان مع الله أم مع الملائكة؟

السؤال: هل أراد النبي إبراهيم أن يستبقي الملائكة عندما جادلهم ؟ إذا كان الجدل مع الملائكة لماذا قال تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) ؟

الجواب: بل أراد أن يخفف العذاب عن قوم لوط. والجدال قد يكون مطلوبا إذا كان بالحسنى، ولا شك أن إبراهيم عليه السلام جادل الملائكة كذلك، وبطلبه التخفيف عن قوم لوط، ويوضحه القرآن الكريم بعد هذا بقوله: "إنّ إبراهيم لحليم أوّاه منيب" (هود: 75). فهو يكشف عن رقة قلبه، وسعة صدره ليشمل أفراد أمته. ويخبرنا الله سبحانه بأن الناس في المحشر يوم القيامة سوف يأتون ليجادلوا عن أنفسهم، وينادون: وا نفساه، ما خلا رسول الله صاحب القلب الكبير، الذي يسع جميع أمته، فيجادل عنا جميعا وينادي: أمتي أمتي، وينسى نفسه. وإبراهيم النبي عليه السلام قد أخذ شمة من شمائل حفيده النبي الأمي. ولأن الملائكة لا يأتون بشيء من عند أنفسهم، بل يطيعون أمر الله عز وجل، فمجادلتهم تعني مجادلة الله جل وعلا. ويؤيد ذلك أن الله سبحانه في الكتاب العزيز، يجيب إبراهيم على طلبه وجداله بجواب من عنده، على لسان الملائكة، فيقول: "يا إبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك وإنّهم آتيهم عذاب غير مردود" (هود: 76). وفي آية أخرى: "ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين قال إنّ فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين" (العنكبوت: 31 و32). ومعلوم أنهم لا يعلمون إلا بتعليم من الله، ولا يجيبون إلا بعد أمر من الله جل وعز، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:43 م

0 التعليقات:

الأحد، 23 فبراير 2014

السؤال: قال الذهبي في السير: ثم أنه (أويس القرني) غزا أذربيجان فمات بها فتنافس أصحابه في حفر قبره. هل قبر أويس القرني موجود في جمهورية أذربيجان، هل هذا صحيح؟ قرأنا انه استشهد في صفين و نحن نعلم انه اذا استشهد في صفين كان لا بد من وجود قبره في العراق. لأن هناك كان الجو حارا جدا. ما هو رايكم في هذا؟

الجواب: طالما حاول مبغضو علي عليه السلام أن يبعدوا عنه أصحابه المعروفين بالفضل، حتى يغطوا على فضيحة معاوية وقبيله، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره. فكتب التاريخ المعتبرة، من السنة والشيعة، قد ثبتت هذه الحقيقة الناصعة، وهي اشتراك أويس القرني مع  أمير المؤمنين عليه السلام في صفين، وقد بايعه على الموت والقتل، فاستشهد بين يديه، وقبره اليوم مزار، والآثار في هذا الأمر متضافرة.
وقبره رضوان الله عليه في سوريا في الرقة، لأن صفين التاريخية تقع في شمال سوريا اليوم. وله ايضا في تركيا ضريح آخر في منطقة قريبة جغرافيا من ضريحه في سوريا.
واسم المدينة التركية التي تحتضن الرفات المنسوب إليه  مدينة (أويس القرني).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أويس القرني استشهد بصفين ناصراً لأمير المؤمنين عليه السلام

السؤال: قال الذهبي في السير: ثم أنه (أويس القرني) غزا أذربيجان فمات بها فتنافس أصحابه في حفر قبره. هل قبر أويس القرني موجود في جمهورية أذربيجان، هل هذا صحيح؟ قرأنا انه استشهد في صفين و نحن نعلم انه اذا استشهد في صفين كان لا بد من وجود قبره في العراق. لأن هناك كان الجو حارا جدا. ما هو رايكم في هذا؟

الجواب: طالما حاول مبغضو علي عليه السلام أن يبعدوا عنه أصحابه المعروفين بالفضل، حتى يغطوا على فضيحة معاوية وقبيله، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره. فكتب التاريخ المعتبرة، من السنة والشيعة، قد ثبتت هذه الحقيقة الناصعة، وهي اشتراك أويس القرني مع  أمير المؤمنين عليه السلام في صفين، وقد بايعه على الموت والقتل، فاستشهد بين يديه، وقبره اليوم مزار، والآثار في هذا الأمر متضافرة.
وقبره رضوان الله عليه في سوريا في الرقة، لأن صفين التاريخية تقع في شمال سوريا اليوم. وله ايضا في تركيا ضريح آخر في منطقة قريبة جغرافيا من ضريحه في سوريا.
واسم المدينة التركية التي تحتضن الرفات المنسوب إليه  مدينة (أويس القرني).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:21 م

0 التعليقات:

السبت، 22 فبراير 2014

السؤال: بماذا تنصحوننا في توظيف وجودنا للدراسة في بلاد الغرب فيما يرضي الله ورسوله وآل بيته، عليه وعليهم أفضل الصلاة و السلام؟ وهل من سبيل لحماية النفس من مرديات الهوى؟

الجواب: جدوا في دراستكم، وصمموا أن تكونوا شيئا مفيدا لأنفسكم ولأسركم ولأمتكم. وراقبوا الله سبحانه في حركاتكم، وأطيعوا أوامره وقفوا عند نواهيه. وعليكم بلزوم الاعتدال، ومشاورة عقول الرجال من أهل العلم والدين والورع. إن الذي يفصل الإنسان عن العظمة أو السقوط في الهاوية هو الإرادة الجادة، أو الغفلة والضعف النفسي. فكونوا سفراء خير لأنفسكم وأهلكم ولدينكم ولأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
واعلموا أن من كان الله جل وعلا نصب عينيه، وتعاليم أهل البيت عليهم السلام زاده، وقرر الالتزام بحدود الشرع، واحترم إرادته وقراره، فليس للشيطان عليه سبيل، ولا للهوى والغوى منفذ أو تسويل. فإن سقط أو عثر، عاد إلى نفسه، وسارع إلى التوبة، كما قال تعالى: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغ فاستعذ باللّه إنّه سميع عليم إنّ الّذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون" (الأعراف: 199-201).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

نصيحة للدارسين في بلاد الغرب والغربة

السؤال: بماذا تنصحوننا في توظيف وجودنا للدراسة في بلاد الغرب فيما يرضي الله ورسوله وآل بيته، عليه وعليهم أفضل الصلاة و السلام؟ وهل من سبيل لحماية النفس من مرديات الهوى؟

الجواب: جدوا في دراستكم، وصمموا أن تكونوا شيئا مفيدا لأنفسكم ولأسركم ولأمتكم. وراقبوا الله سبحانه في حركاتكم، وأطيعوا أوامره وقفوا عند نواهيه. وعليكم بلزوم الاعتدال، ومشاورة عقول الرجال من أهل العلم والدين والورع. إن الذي يفصل الإنسان عن العظمة أو السقوط في الهاوية هو الإرادة الجادة، أو الغفلة والضعف النفسي. فكونوا سفراء خير لأنفسكم وأهلكم ولدينكم ولأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
واعلموا أن من كان الله جل وعلا نصب عينيه، وتعاليم أهل البيت عليهم السلام زاده، وقرر الالتزام بحدود الشرع، واحترم إرادته وقراره، فليس للشيطان عليه سبيل، ولا للهوى والغوى منفذ أو تسويل. فإن سقط أو عثر، عاد إلى نفسه، وسارع إلى التوبة، كما قال تعالى: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغ فاستعذ باللّه إنّه سميع عليم إنّ الّذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون" (الأعراف: 199-201).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م

0 التعليقات:

الجمعة، 21 فبراير 2014

السؤال: أنا أعرف بكرامات أهل البيت عليهم السلام وما لزيارتهم من أجر وثواب، ولكن أريد دليلا يثبت جواز طلب شيء منهم من دون الله.

الجواب: من دون الله لا يصح ولا يجوز. حتى من الأفراد الذين نخالطهم في حياتنا لا يصح أن نطلب شيئا بقيد (من دون الله)، كأن أطلب من أخي كأس ماء، أو إعانة على أي أمر، فكل شيء بإذن الله، وما نشاء إلا أن يشاء الله رب العالمين، وما نرمي إذ نرمي ولكن الله سبحانه هو الذي يرمي. ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم. لكن لا مانع أبدا من أن يطلب العبد من أخيه العبد بإذن الله. ولا ينافي ذلك التوحيد، بل يؤكده. ولولا ذلك لحرم الرجوع إلى الطبيب والخباز ، واستقلال السيارة والطيارة. وهكذا سؤال أهل البيت صلوات الله عليهم. فالمعطي هو الله، والآذن هو الله، ولكنهم وسيلتنا إلى تحقق تلك المطالب، التي أمرنا الله سبحانه أن نتوسل بها، فقال: "وابتغوا إليه الوسيلة" (المائدة: 35)، وقال: " أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورا " (الإسراء: 57). ولا شك أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، وأولهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحياء، ويسمعون ويردون، بنص القرآن المجيد، حيث يقول: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" (التوبة: 105)، ويقول: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" (البقرة: 143). ولا معنى لشهادة الرسول صلوات الله عليه وآله إلا أن يكون حياّ واعيا قادرا على الشهود. وهانحن نخاطبه كل يوم بالقول: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته". والشواهد على ذلك من النصوص أكثر من أن تحصى. فلو كنا مؤمنين بحياتهم وشهودهم أفيعسر علينا الإيمان بسماعهم لطلبنا وإنجاز مواعيدنا إن كانت في رضا الله وبإذنه جل وعلا.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف نطلب من أهل البيت من دون الله؟ أليس هذا شركا؟

السؤال: أنا أعرف بكرامات أهل البيت عليهم السلام وما لزيارتهم من أجر وثواب، ولكن أريد دليلا يثبت جواز طلب شيء منهم من دون الله.

الجواب: من دون الله لا يصح ولا يجوز. حتى من الأفراد الذين نخالطهم في حياتنا لا يصح أن نطلب شيئا بقيد (من دون الله)، كأن أطلب من أخي كأس ماء، أو إعانة على أي أمر، فكل شيء بإذن الله، وما نشاء إلا أن يشاء الله رب العالمين، وما نرمي إذ نرمي ولكن الله سبحانه هو الذي يرمي. ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم. لكن لا مانع أبدا من أن يطلب العبد من أخيه العبد بإذن الله. ولا ينافي ذلك التوحيد، بل يؤكده. ولولا ذلك لحرم الرجوع إلى الطبيب والخباز ، واستقلال السيارة والطيارة. وهكذا سؤال أهل البيت صلوات الله عليهم. فالمعطي هو الله، والآذن هو الله، ولكنهم وسيلتنا إلى تحقق تلك المطالب، التي أمرنا الله سبحانه أن نتوسل بها، فقال: "وابتغوا إليه الوسيلة" (المائدة: 35)، وقال: " أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورا " (الإسراء: 57). ولا شك أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، وأولهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحياء، ويسمعون ويردون، بنص القرآن المجيد، حيث يقول: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" (التوبة: 105)، ويقول: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" (البقرة: 143). ولا معنى لشهادة الرسول صلوات الله عليه وآله إلا أن يكون حياّ واعيا قادرا على الشهود. وهانحن نخاطبه كل يوم بالقول: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته". والشواهد على ذلك من النصوص أكثر من أن تحصى. فلو كنا مؤمنين بحياتهم وشهودهم أفيعسر علينا الإيمان بسماعهم لطلبنا وإنجاز مواعيدنا إن كانت في رضا الله وبإذنه جل وعلا.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:30 م

3 التعليقات:

الخميس، 20 فبراير 2014

السؤال: جاء في كتاب اصول الكافي للكليني ص647: عن الرسول (ص) قال:((اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر ، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية , لايجوز تراقيهم , قلوبهم مقلوبة ، وقلوب من يعجبه شأنهم )). أُريد تفسير هذا الحديث الشريف إن أمكن و أُريد مصداقا على هؤلاء الاقوام وشكراً جزيلا.

الجواب: بالإضافة إلى النقاش في سند الرواية، فلا يبعد القول بأن المراد منها ظاهراً هو ما تعارف عند العرب والمسلمين الذين لم يكونوا في صدر الإسلام قد توحلوا بعد في مستنقعات الطرب والمجون والتفسخ. ولعل ما يؤيد هذا أن أكثر أدوات اللهو والطرب، إلا ما شذ وندر، ليست عربية الألفاظ، بل تسربت إلى العرب بدخول أشكال الأدوات المدنية الأخرى، كألوان الأطعمة والألبسة والتزويق. فكأن ذلك الجو الهادئ من هذه الناحية يسمح بطرائقهم في الشدو والتغني. ويقابلهم في الألحان من كانت لهم طرائق لهوية ماجنة وهم أهل الفسق أو الفسوق والكبائر، أو من كانوا يستحوذون على  عقول من يحف بهم ممن يرجّعون بالغناء ترجيعاً خاصّاً أو بأسلوب النوح في الغناء، أو بالحان الرهبان وأصحاب الأديان المنحرفة، الذين يلوون ألسنتهم من أجل استجلاب قلوب الناس بالباطل والتزوير. ولا شك أن للصوت العذب الحسن، والألحان أثرهما على القلب، لما له من دغدغة العواطف، وتعطيل للعقول والألباب، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

اقرأوا القرآن بـ (ألحان العرب)

السؤال: جاء في كتاب اصول الكافي للكليني ص647: عن الرسول (ص) قال:((اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر ، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية , لايجوز تراقيهم , قلوبهم مقلوبة ، وقلوب من يعجبه شأنهم )). أُريد تفسير هذا الحديث الشريف إن أمكن و أُريد مصداقا على هؤلاء الاقوام وشكراً جزيلا.

الجواب: بالإضافة إلى النقاش في سند الرواية، فلا يبعد القول بأن المراد منها ظاهراً هو ما تعارف عند العرب والمسلمين الذين لم يكونوا في صدر الإسلام قد توحلوا بعد في مستنقعات الطرب والمجون والتفسخ. ولعل ما يؤيد هذا أن أكثر أدوات اللهو والطرب، إلا ما شذ وندر، ليست عربية الألفاظ، بل تسربت إلى العرب بدخول أشكال الأدوات المدنية الأخرى، كألوان الأطعمة والألبسة والتزويق. فكأن ذلك الجو الهادئ من هذه الناحية يسمح بطرائقهم في الشدو والتغني. ويقابلهم في الألحان من كانت لهم طرائق لهوية ماجنة وهم أهل الفسق أو الفسوق والكبائر، أو من كانوا يستحوذون على  عقول من يحف بهم ممن يرجّعون بالغناء ترجيعاً خاصّاً أو بأسلوب النوح في الغناء، أو بالحان الرهبان وأصحاب الأديان المنحرفة، الذين يلوون ألسنتهم من أجل استجلاب قلوب الناس بالباطل والتزوير. ولا شك أن للصوت العذب الحسن، والألحان أثرهما على القلب، لما له من دغدغة العواطف، وتعطيل للعقول والألباب، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:38 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 19 فبراير 2014

السؤال: من اين اتينا بالطلاسم وماحكم كتابتها على الخاتم او قراءتها او استخدامها؟

الجواب: الطلاسم عبارة عن رموز لأسرار طبيعية وما وراءها، فإن كانت مروية بطريق معتبر عن أهل البيت صلوات الله عليهم أمكن الاعتماد عليها والاستناد لها. وأما غيرها فمشكوكة وغير ثابتة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

حكم الطلاسم

السؤال: من اين اتينا بالطلاسم وماحكم كتابتها على الخاتم او قراءتها او استخدامها؟

الجواب: الطلاسم عبارة عن رموز لأسرار طبيعية وما وراءها، فإن كانت مروية بطريق معتبر عن أهل البيت صلوات الله عليهم أمكن الاعتماد عليها والاستناد لها. وأما غيرها فمشكوكة وغير ثابتة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:28 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

السؤال: أنا متزوجة وأم زوجي تفرق بشكل فضيع بيني وبين زوجة حماي (اخ زوجي ) وبين أبنائهم وبنتي مع العلم والله أنا أخدمها واساعدها وعمري ما زعلتها بشيء على العكس من زوجة حماي. المشكله هي اني لا استطيع ان أقول لزوجي لأني اخاف يضوج امه بكلامه وأكون أنا السبب وحايره شنو اسوي لأن بصراحه أحس ان تصرفاتها تزرع الحقد والكراهية بقلبي وحاولت الكلام معها أكثر من مره بدون فائدة. بالعكس بدأت تمعن في التفرقة. ارجو من جنابكم الكريم توجيهي بالرأي

الجواب: حينما ينتمي الزوج أو الزوجة إلى أسرته الجديدة يبتلى أحياناً بمثل ذلك. ولا حل له سوى التحلي بالصبر والصلاة والدعاء والتوسل بالمعصومين عليهم الصلاة والسلام، والمقابلة باللطف واللين، والتعايش بالأخلاق الطيبة، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. ولو حاول الاصطدام فإن النتائج عادة لا تكون أحسن من الكسر، وزيادة البغضاء والشحناء واستشراء العداوات، وربما أدت إلى الفصال ودمار الحياة الزوجية. وتوقع حصول معجزة أمر في غير محله.
فالعقل والدين يأمران في مثل هذه الحالات، لمن أراد الحفاظ على عشه الزوجي أن يقبل به كأمر واقع، ثم يسعى من أجل تحسينه شيئاً فشيئاً، مستعيناً بالله، وبما وعد. وحسبك أن تعلمي أن الله يرى، ولا يخلف الصابرين والمحتسبين أجرهم، ولا يذرهم وحيدين بدون نصر وتأييد؛ قال جل وعلا: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون؟ وكان ربك بصيراً" (الفرقان: 20)، وقال سبحانه: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. ولا يلقّاها إلا الذين صبروا، ولا يلقّاها إلا ذو حظّ عظيم" (فصلت: 34 -35)، وقال: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" (البقرة: 45). وقال: "ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون فسبّح بحمد ربّك وكن من الساجدين" (الحجر: 97 -98). وعن الإمام علي (عليه السلام) قال «عاتب أخاك بالإحسان إليه واردُد شرّه بالإنعام عليه»( الكلمات القصار في نهج البلاغة، الكلمة 158.).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله له عينه في أعدائه مع ما يدّخر له في الآخرة»(أصول الكافي، الجزء 2، صفحة 72 باب الصبر باختصار قليل).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أتمزق من معاملة أم زوجي فماذا أفعل؟

السؤال: أنا متزوجة وأم زوجي تفرق بشكل فضيع بيني وبين زوجة حماي (اخ زوجي ) وبين أبنائهم وبنتي مع العلم والله أنا أخدمها واساعدها وعمري ما زعلتها بشيء على العكس من زوجة حماي. المشكله هي اني لا استطيع ان أقول لزوجي لأني اخاف يضوج امه بكلامه وأكون أنا السبب وحايره شنو اسوي لأن بصراحه أحس ان تصرفاتها تزرع الحقد والكراهية بقلبي وحاولت الكلام معها أكثر من مره بدون فائدة. بالعكس بدأت تمعن في التفرقة. ارجو من جنابكم الكريم توجيهي بالرأي

الجواب: حينما ينتمي الزوج أو الزوجة إلى أسرته الجديدة يبتلى أحياناً بمثل ذلك. ولا حل له سوى التحلي بالصبر والصلاة والدعاء والتوسل بالمعصومين عليهم الصلاة والسلام، والمقابلة باللطف واللين، والتعايش بالأخلاق الطيبة، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. ولو حاول الاصطدام فإن النتائج عادة لا تكون أحسن من الكسر، وزيادة البغضاء والشحناء واستشراء العداوات، وربما أدت إلى الفصال ودمار الحياة الزوجية. وتوقع حصول معجزة أمر في غير محله.
فالعقل والدين يأمران في مثل هذه الحالات، لمن أراد الحفاظ على عشه الزوجي أن يقبل به كأمر واقع، ثم يسعى من أجل تحسينه شيئاً فشيئاً، مستعيناً بالله، وبما وعد. وحسبك أن تعلمي أن الله يرى، ولا يخلف الصابرين والمحتسبين أجرهم، ولا يذرهم وحيدين بدون نصر وتأييد؛ قال جل وعلا: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون؟ وكان ربك بصيراً" (الفرقان: 20)، وقال سبحانه: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. ولا يلقّاها إلا الذين صبروا، ولا يلقّاها إلا ذو حظّ عظيم" (فصلت: 34 -35)، وقال: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" (البقرة: 45). وقال: "ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك بما يقولون فسبّح بحمد ربّك وكن من الساجدين" (الحجر: 97 -98). وعن الإمام علي (عليه السلام) قال «عاتب أخاك بالإحسان إليه واردُد شرّه بالإنعام عليه»( الكلمات القصار في نهج البلاغة، الكلمة 158.).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله له عينه في أعدائه مع ما يدّخر له في الآخرة»(أصول الكافي، الجزء 2، صفحة 72 باب الصبر باختصار قليل).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:42 م

0 التعليقات:

الاثنين، 17 فبراير 2014

السؤال: ما الأفضل النبوة او الامامة؟وما الدليل؟

الجواب: إذا كان المقصود الإمامة العظمى فهي أفضل وأكمل من النبوة بلا أدنى شك.
أولا: لأن النبوات أحيانا تكون على النفس فقط، وأحيانا على أسرة واحدة، وأحيانا ثالثة تكون على قرية، وهكذا، أما الإمامة العظمى، فلا تكون إلا على ما هو أعم وأعظم.
وثانيا: لقوله تعالى: " وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إماما قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين" (البقرة: 124). ومعلوم أن إبراهيم كان نبيا قبل الرسالة، ثم صار رسولا قبل الخلة، ثم صار خليلا قبل الإمامة. فكانت الإمامة تتويجا لما حصل له عليه السلام من درجات.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا وإماما، وهو سيد الأئمة والأنبياء والمرسلين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أيهما أكمل النبوة أم الإمامة؟

السؤال: ما الأفضل النبوة او الامامة؟وما الدليل؟

الجواب: إذا كان المقصود الإمامة العظمى فهي أفضل وأكمل من النبوة بلا أدنى شك.
أولا: لأن النبوات أحيانا تكون على النفس فقط، وأحيانا على أسرة واحدة، وأحيانا ثالثة تكون على قرية، وهكذا، أما الإمامة العظمى، فلا تكون إلا على ما هو أعم وأعظم.
وثانيا: لقوله تعالى: " وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إماما قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين" (البقرة: 124). ومعلوم أن إبراهيم كان نبيا قبل الرسالة، ثم صار رسولا قبل الخلة، ثم صار خليلا قبل الإمامة. فكانت الإمامة تتويجا لما حصل له عليه السلام من درجات.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا وإماما، وهو سيد الأئمة والأنبياء والمرسلين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:15 م

0 التعليقات:

الأحد، 16 فبراير 2014

الجواب: الصحيح أن يقال: الصبر عن المعصية، لا عليها. ومعناه: حفظ النفس من الوقوع في المعاصي والشهوات المحرمة وذلك بالابتعاد عنها، وقمع الشهوات وكبح جماح النفس عندها. وفي حديث أمير المؤمنين عليه السلام. «قال: قال رسول الله  صلّى الله عليه وآله وسلم  الصّبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطّاعة وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها، كتب الله له ستّمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين السّماء والأرض، ومن صبر على الطّاعة كتب الله له ستّمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش»(أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر، ح 15).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

كيف يكون الصبر على المعصية؟

الجواب: الصحيح أن يقال: الصبر عن المعصية، لا عليها. ومعناه: حفظ النفس من الوقوع في المعاصي والشهوات المحرمة وذلك بالابتعاد عنها، وقمع الشهوات وكبح جماح النفس عندها. وفي حديث أمير المؤمنين عليه السلام. «قال: قال رسول الله  صلّى الله عليه وآله وسلم  الصّبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطّاعة وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردّها بحسن عزائها، كتب الله له ستّمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين السّماء والأرض، ومن صبر على الطّاعة كتب الله له ستّمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدّرجة إلى الدّرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش»(أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر، ح 15).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:41 م

0 التعليقات:

السبت، 15 فبراير 2014

هل تصح نسبة التصوف إلى الفيض محسن الكاشاني؟

الجواب: لا تثبت نسبة التصوف إلى الفيض الكاشاني رحمه الله، وإن هاجمه صاحب الحدائق رحمه الله، ونعته بذلك. بل كان محدثاً ثقة، ومحققاً ثبتاً. لكن ذلك لا يعني بالضرورة موافقته في جميع ما ينقل ويرى، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الفيض الكاشاني لم يكن متصوفاً

هل تصح نسبة التصوف إلى الفيض محسن الكاشاني؟

الجواب: لا تثبت نسبة التصوف إلى الفيض الكاشاني رحمه الله، وإن هاجمه صاحب الحدائق رحمه الله، ونعته بذلك. بل كان محدثاً ثقة، ومحققاً ثبتاً. لكن ذلك لا يعني بالضرورة موافقته في جميع ما ينقل ويرى، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:31 م

0 التعليقات:

الجمعة، 14 فبراير 2014

السؤال: كلام مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه في نهج البلاغة – باب المختار من خطب مولانا امير المؤمنين، خطبة 134:  ومن كلام له (عليه السلام، (وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم)، (وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ومنعهم وهم قليل لايمتنعون حي لا يموت. إنك متى تسير الى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون اقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلاً محربا معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر الله فذاك ما تحب وإن تكن الأخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين ).
السؤال: 1- كلام مولانا امير المؤمنين عليه السلام – (وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة)، وقوله (فذاك ما تحب) - يوحي أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام يعتقد أن عمر بن الخطاب يحب إعزاز حوزة الدين وستر عورة المسلمين وله صدق ويقين في خدمة الدين و المسلمين.
2- وقوله عليه السلام (إنك متى تسير الى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون اليه) وقوله (وان تكن الاخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين ). انه عليه السلام يعتقد ان لامرجع ولا قائد وزعيم للمسلمين بعد عمر وانه الملجأ والمرجع للمسلمين. نأمل الإجابة والتوضيح.

الجواب 1: أولاً: هناك تأمل عند أهل التحقيق في صحة صدور مثل هذا القول من أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الرجل وبهذه المناسبة بالخصوص، ويمكن مراجعة ذلك في (بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، في شرحه للخطبة الثانية والثلاثين بعد المائة).
 وثانياً: حتى على تسليم صدوره فإن معناه ليس كما يتوهم البعض منه، وذلك أن هدي أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام جرى دائماً على تقديم مصلحة الدين والمسلمين على أنفسهم. وهم حين يطالبون بحقهم في الخلافة فإنهم لا يطالبون بها لأنفسهم كأشخاص، بل لمصلحة الإسلام والمسلمين أيضاً. فتراهم عليهم السلام مبعدين عن أبسط حقوقهم، لكنهم حين يرون الإسلام يتعرض للخطر يتناسون أنفسهم، ولا يرون إلا إنقاذ الإسلام، حتى لو استلزم ذلك مساندتهم لعدو من أعدائهم.
هذه هي سيرة المعصومين عليهم السلام، وقصصهم في ذلك كثيرة، تجد نظيرها بين الإمامين الحسنين عليهما السلام مع معاوية، الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله، وبينهما عليهما السلام أيضاً وبين مروان بن الحكم، والإمام زين العابدين عليه السلام مع مروان بن الحكم الوزغ بن الوزغ، واللعين بن اللعين على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله، ومع عبد الملك بن مروان، وهكذا سائر المعصومين مع بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وبني العباس الظالمين.
ثم إن ألفاظ الخبر لو دققنا فيها ليس فيها مدحٌ للرجل المذكور كشخص من قريب أو بعيد، بل هي موجهة إلى المنصب الخطير الذي تسنمه واستولى عليه. وهو القائل صلوات الله عليه: "لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري، وواللَّهِ لأسلِّمَنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلّا عليَّ خاصّة؛ التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زُخرُفه وزِبرِجه" (نهج البلاغة: خ74).
فأما قوله عليه السلام: "وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة" فهي إشارة غير خفية لتخوف عمر من الدخول في تلك الحرب، وهو عليه السلام، يبشر المسلمين من خلاله أن الله ناصر المسلمين، وهو سبحانه الكفيل بذلك، وهو مثل قول النبي صلى الله عليه وآله لصاحب الغار: "لا تحزن إن الله معنا" (التوبة: 40).
 وأما قوله عليه السلام: "فذاك ما تحب" فلا دليل على الشهادة بها على باطن الرجل، بل هو استيعاب لوجوه الاحتمالات، بالحمل على ظاهر الحال الذي يدعيه الرجل أمام المسلمين، ولم يكن المقام حينها مقام نقد وعتاب، بل مقام استنفار وتقديم للأهم على المهم.
الجواب 2: مما ذكرنا يظهر أن خطابه عليه السلام للرجل كان بعنوان رئاسته وزعامته، فهو يمثل اسم الإسلام للأجانب، والملاذ والمعاذ ظاهراً لعامة المسلمين، لأنه هو المتسمي بالزعامة، والمعروف عند الناس بالرئاسة. وإن مقتله في الحرب الخارجية يعني كسيرة المسلمين، وربما كان يعني خذلان السماء لهم أيضاً في منظور الأجانب. لذلك اقتضى من أمير المؤمنين عليه السلام لأن ينصحه تلك النصيحة، وينعته بذلك التفخيم.
ولا يقاس عليه مشاركة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه بنفسه، لأنها كانت حروباً داخلية. وأما حروب الأمير على الثغور فقد ندب إليها أشخاصاً آخرين كالربيع بن خثيم وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل مدح أميرُ المؤمنين عمرَ بن الخطاب؟

السؤال: كلام مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه في نهج البلاغة – باب المختار من خطب مولانا امير المؤمنين، خطبة 134:  ومن كلام له (عليه السلام، (وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم)، (وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ومنعهم وهم قليل لايمتنعون حي لا يموت. إنك متى تسير الى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون اقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلاً محربا معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر الله فذاك ما تحب وإن تكن الأخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين ).
السؤال: 1- كلام مولانا امير المؤمنين عليه السلام – (وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة)، وقوله (فذاك ما تحب) - يوحي أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام يعتقد أن عمر بن الخطاب يحب إعزاز حوزة الدين وستر عورة المسلمين وله صدق ويقين في خدمة الدين و المسلمين.
2- وقوله عليه السلام (إنك متى تسير الى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون اليه) وقوله (وان تكن الاخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين ). انه عليه السلام يعتقد ان لامرجع ولا قائد وزعيم للمسلمين بعد عمر وانه الملجأ والمرجع للمسلمين. نأمل الإجابة والتوضيح.

الجواب 1: أولاً: هناك تأمل عند أهل التحقيق في صحة صدور مثل هذا القول من أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الرجل وبهذه المناسبة بالخصوص، ويمكن مراجعة ذلك في (بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، في شرحه للخطبة الثانية والثلاثين بعد المائة).
 وثانياً: حتى على تسليم صدوره فإن معناه ليس كما يتوهم البعض منه، وذلك أن هدي أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام جرى دائماً على تقديم مصلحة الدين والمسلمين على أنفسهم. وهم حين يطالبون بحقهم في الخلافة فإنهم لا يطالبون بها لأنفسهم كأشخاص، بل لمصلحة الإسلام والمسلمين أيضاً. فتراهم عليهم السلام مبعدين عن أبسط حقوقهم، لكنهم حين يرون الإسلام يتعرض للخطر يتناسون أنفسهم، ولا يرون إلا إنقاذ الإسلام، حتى لو استلزم ذلك مساندتهم لعدو من أعدائهم.
هذه هي سيرة المعصومين عليهم السلام، وقصصهم في ذلك كثيرة، تجد نظيرها بين الإمامين الحسنين عليهما السلام مع معاوية، الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله، وبينهما عليهما السلام أيضاً وبين مروان بن الحكم، والإمام زين العابدين عليه السلام مع مروان بن الحكم الوزغ بن الوزغ، واللعين بن اللعين على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله، ومع عبد الملك بن مروان، وهكذا سائر المعصومين مع بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وبني العباس الظالمين.
ثم إن ألفاظ الخبر لو دققنا فيها ليس فيها مدحٌ للرجل المذكور كشخص من قريب أو بعيد، بل هي موجهة إلى المنصب الخطير الذي تسنمه واستولى عليه. وهو القائل صلوات الله عليه: "لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري، وواللَّهِ لأسلِّمَنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلّا عليَّ خاصّة؛ التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زُخرُفه وزِبرِجه" (نهج البلاغة: خ74).
فأما قوله عليه السلام: "وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة" فهي إشارة غير خفية لتخوف عمر من الدخول في تلك الحرب، وهو عليه السلام، يبشر المسلمين من خلاله أن الله ناصر المسلمين، وهو سبحانه الكفيل بذلك، وهو مثل قول النبي صلى الله عليه وآله لصاحب الغار: "لا تحزن إن الله معنا" (التوبة: 40).
 وأما قوله عليه السلام: "فذاك ما تحب" فلا دليل على الشهادة بها على باطن الرجل، بل هو استيعاب لوجوه الاحتمالات، بالحمل على ظاهر الحال الذي يدعيه الرجل أمام المسلمين، ولم يكن المقام حينها مقام نقد وعتاب، بل مقام استنفار وتقديم للأهم على المهم.
الجواب 2: مما ذكرنا يظهر أن خطابه عليه السلام للرجل كان بعنوان رئاسته وزعامته، فهو يمثل اسم الإسلام للأجانب، والملاذ والمعاذ ظاهراً لعامة المسلمين، لأنه هو المتسمي بالزعامة، والمعروف عند الناس بالرئاسة. وإن مقتله في الحرب الخارجية يعني كسيرة المسلمين، وربما كان يعني خذلان السماء لهم أيضاً في منظور الأجانب. لذلك اقتضى من أمير المؤمنين عليه السلام لأن ينصحه تلك النصيحة، وينعته بذلك التفخيم.
ولا يقاس عليه مشاركة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه بنفسه، لأنها كانت حروباً داخلية. وأما حروب الأمير على الثغور فقد ندب إليها أشخاصاً آخرين كالربيع بن خثيم وغيره.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:48 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 12 فبراير 2014

ما المقصود من التفكير ما هو تعريف التفكير؟

 الجواب: التفكير هو البحث عن جواب سؤال أو أسئلة تمر أو تتوقف بذهن الإنسان يقوم بها عقله فيجول في الأسباب والمسببات والظروف ذات الصلة به ليتوصل إلى ذلك الجواب.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما هو التفكير؟

ما المقصود من التفكير ما هو تعريف التفكير؟

 الجواب: التفكير هو البحث عن جواب سؤال أو أسئلة تمر أو تتوقف بذهن الإنسان يقوم بها عقله فيجول في الأسباب والمسببات والظروف ذات الصلة به ليتوصل إلى ذلك الجواب.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:03 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

السؤال: من المعروف أن قبر سيدنا هود في اليمن فكيف يكون موجوداً أيضاً في وادي السلام في النجف في العراق ؟

الجواب1: أولاً: المعروف في أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وهو المعوّل عليه: أنه مع آدم ونوح وصالح عليهم السلام جميعاً مدفونون في النجف الأشرف بجوار أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام.
وثانياً: في أمثال هذه القضايا التاريخية لا يمكن الركون لنقولها الظنية، إذ على فرض كون النبي هود عليه السلام كان في اليمن، فما المانع من نقله فيما بعد لحادثة أخرى خفيت علينا، كما حصل بالنسبة ليوسف الصديق عليه السلام، فوفاته كانت في مصر، لكن رفاته وعظامه نقلت فيما بعد إلى فلسطين، ولو لم تنقل لنا الروايات وأشارت بعض الآيات إلى نقل رفاته، لاعترض البعض أيضاً على الأخبار التي تنقل فيما بعد أن قبره في فلسطين. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

قبر النبي هود في اليمن أم في العراق؟

السؤال: من المعروف أن قبر سيدنا هود في اليمن فكيف يكون موجوداً أيضاً في وادي السلام في النجف في العراق ؟

الجواب1: أولاً: المعروف في أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وهو المعوّل عليه: أنه مع آدم ونوح وصالح عليهم السلام جميعاً مدفونون في النجف الأشرف بجوار أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام.
وثانياً: في أمثال هذه القضايا التاريخية لا يمكن الركون لنقولها الظنية، إذ على فرض كون النبي هود عليه السلام كان في اليمن، فما المانع من نقله فيما بعد لحادثة أخرى خفيت علينا، كما حصل بالنسبة ليوسف الصديق عليه السلام، فوفاته كانت في مصر، لكن رفاته وعظامه نقلت فيما بعد إلى فلسطين، ولو لم تنقل لنا الروايات وأشارت بعض الآيات إلى نقل رفاته، لاعترض البعض أيضاً على الأخبار التي تنقل فيما بعد أن قبره في فلسطين. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:08 م

0 التعليقات:

الاثنين، 10 فبراير 2014

ماهو المستوى المسموح به لعامة الناس من غير المجتهدين في التعامل مع احاديث اهل البيت عليهم السلام ؟؟

الجواب: في كل العلوم الباب مفتوح للاطلاع والانتهال منها، لكن البت والقطع والفتوى يتوقف كل ذلك على طي مقدماتها ومراحلها والتخصص فيها، بحيث يكون قادراً على استيعاب المطالب ومتمكناً من استخلاص النتائج المقبولة في عرف تلك العلوم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من يحق له الفتوى؟

ماهو المستوى المسموح به لعامة الناس من غير المجتهدين في التعامل مع احاديث اهل البيت عليهم السلام ؟؟

الجواب: في كل العلوم الباب مفتوح للاطلاع والانتهال منها، لكن البت والقطع والفتوى يتوقف كل ذلك على طي مقدماتها ومراحلها والتخصص فيها، بحيث يكون قادراً على استيعاب المطالب ومتمكناً من استخلاص النتائج المقبولة في عرف تلك العلوم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:02 م

0 التعليقات:

السبت، 8 فبراير 2014

السؤال: منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٢٩٩:  وروى السيد ابن طاووس في مهج الدعوات رواية ظريفة بالإسناد إلى عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة أيام فلقيني علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ابن عم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) طال فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال (عليه السلام): يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة، قلت لعلي (عليه السلام): قد أتحفت فاطمة (عليها السلام) بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم بالأمس.
قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله) قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه؟ اجلس واعقل ما أقول لك. إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت: بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعا أننا جوار من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات.
سؤالنا هو: ما صحة هذه الرواية، وكيف نفسر العبارة التالية (إذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها)
وردت أيضا في:  بحار الأنوار: ج ٤٣ ص٦٦، و: الثاقب في المناقب، لابن حمزة الطوسي ص٢٩٨.

الجواب: الرواية أولا: ضعيفة السند لجهالة عدد من رواتها. والنص الوارد منها بسند معتبر ليس فيه هذه الزيادة موضع الاعتراض.
 وثانيا: مع الغض عن ضعف سندها: يمكن قبول مضمونها، إذا توجهنا إلى أن سلمان كان بإجماع الأخباريين يزيد عمره على مائتي سنة، فهو من غير أولي الإربة من الرجال، الذين استثناهم القرآن الكريم من الحجاب؛ فقال تعالى: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلّا ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلّا لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربة من الرّجال أو الطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ وتوبوا إلى اللّه جميعا أيّه المؤمنون لعلّكم تفلحون" (النور: 31).
وهكذا إذا التفتنا إلى أن الرواية تتحدث عن العباء والخمار والاعتجار، وهي جميعا شيء زائد على أصل الحجاب والستر، الذي يظهر بوضوح من ألفاظ الرواية أن البضعة المرضية كانت متصفة به.
 أما التعبير عنها بأنها "إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها"؛ فهو تعبير وصفي يشير إلى الوضع المادي المزري للزهراء عليها السلام، مع أنها بنت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو السبب في هداية الناس، وارتقاء مستوى حياتهم المادي، كما يشير إلى زيادة التزامها وتسترها، لأنها مع ما كانت عليه من الحجاب والستر لم تكتف به، بل جلست، واعتجرت، والاعتجار يعني لف العباءة على الرأس والجيب والكتفين، بشكل محكم، لا ينفتل عنها بسبب الحركة، مع أن سلمان كان شيخا طاعنا في السن، كما ذكرنا، لا يجب التستر عنه من الأساس.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

سلمان يزور الزهراء عليها السلام

السؤال: منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٢٩٩:  وروى السيد ابن طاووس في مهج الدعوات رواية ظريفة بالإسناد إلى عبد الله بن سلمان الفارسي عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة أيام فلقيني علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ابن عم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى غير أن حزني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) طال فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال (عليه السلام): يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة، قلت لعلي (عليه السلام): قد أتحفت فاطمة (عليها السلام) بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم بالأمس.
قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله) قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه؟ اجلس واعقل ما أقول لك. إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت: بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعا أننا جوار من الحور العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات.
سؤالنا هو: ما صحة هذه الرواية، وكيف نفسر العبارة التالية (إذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها)
وردت أيضا في:  بحار الأنوار: ج ٤٣ ص٦٦، و: الثاقب في المناقب، لابن حمزة الطوسي ص٢٩٨.

الجواب: الرواية أولا: ضعيفة السند لجهالة عدد من رواتها. والنص الوارد منها بسند معتبر ليس فيه هذه الزيادة موضع الاعتراض.
 وثانيا: مع الغض عن ضعف سندها: يمكن قبول مضمونها، إذا توجهنا إلى أن سلمان كان بإجماع الأخباريين يزيد عمره على مائتي سنة، فهو من غير أولي الإربة من الرجال، الذين استثناهم القرآن الكريم من الحجاب؛ فقال تعالى: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلّا ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلّا لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربة من الرّجال أو الطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ وتوبوا إلى اللّه جميعا أيّه المؤمنون لعلّكم تفلحون" (النور: 31).
وهكذا إذا التفتنا إلى أن الرواية تتحدث عن العباء والخمار والاعتجار، وهي جميعا شيء زائد على أصل الحجاب والستر، الذي يظهر بوضوح من ألفاظ الرواية أن البضعة المرضية كانت متصفة به.
 أما التعبير عنها بأنها "إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها"؛ فهو تعبير وصفي يشير إلى الوضع المادي المزري للزهراء عليها السلام، مع أنها بنت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو السبب في هداية الناس، وارتقاء مستوى حياتهم المادي، كما يشير إلى زيادة التزامها وتسترها، لأنها مع ما كانت عليه من الحجاب والستر لم تكتف به، بل جلست، واعتجرت، والاعتجار يعني لف العباءة على الرأس والجيب والكتفين، بشكل محكم، لا ينفتل عنها بسبب الحركة، مع أن سلمان كان شيخا طاعنا في السن، كما ذكرنا، لا يجب التستر عنه من الأساس.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:27 م

0 التعليقات:

الخميس، 6 فبراير 2014

السؤال: حسب ما أفهم من القرآن الكريم أن في عهد المسيحيين كان التبتل جائز. (( إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم )) فهل جاء الإسلام ونسخ هذا الحكم ؟ إذا كان كذلك فهل أن الله - حاشا له سبحانه - أن يأتي بحكم ثم يأتي بحكم ينسخ الحكم الذي قبله وليس فقط نسخ الحكم بل تحريمه تبغيضه بغضاً شديد بالإضافة لأضراره الجسمية والنفسية؟

الجواب: أولاً أن هذا الأمر لم يكن في دين عيسى بن مريم عليهما السلام، فهو قبل ولادة أمه، فهو إذن في دين موسى عليه السلام.
 وثانياً: ليس هو بصدد الرهبانية والتبتل، بل هو لخدمة المعبد، وقد كانت العادة جرت عندهم أن ينذروا صبيانهم الذكور لخدمة المعابد إلى حين بلوغهم فيكونوا بعدها مختارين بين الاستمرار أو الترك. وهم يخدمونها  لكنهم يزاولون حياتهم المعتادة في غير أوقات الخدمة. ومعنى التحرر هو أنهم يكونون متحررين من خدمة الوالدين. وعلى هذا فلا نسخ في البين.
وثالثاً: على فرض احتمال النسخ، فإن النسخ أمر حاصل، وليس معناه عدم المعرفة ولا التنافي في علم الله سبحانه وأحكامه. بل يعني انتهاء مدة الحكم الأول بانتهاء موضوعه.  وكما قال الإمام الصادق لبعض المتصوفة الذين يظهرون الزهد للناس جهلاً أو كذبا: "أما علمتم أن اللّه عزوجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين، ليس له أن يولي وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ مقعده من النار، ثم حوّلهم عن حالهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفاً من اللّه عز وجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة" (بحار الأنوار: ج67  ص126) فنسخ الحكم الثاني والأمر الثاني الحكم والأمر الأولين، فهل تجد في شيء من ذلك شيئاً من التعارض والتضارب. ومع تسليم الرهبانية المزعومة، يقال: إن أوضاع أهل الدين اليهودي في ذلك الوقت كانت تقتضي ذلك الحكم فترة من الزمان، وبانتفائها ينتفي الداعي لها.
والحق أنها ليست من الرهبانية في شيء، وإنما كانت خدمة موقوتة محدودة، لا تنافي الطبع البشري، ولا غرائزه وحاجاته. وكذلك هو الإسلام دين الاعتدال والتقرب إلى الله عز وجل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التبتل والرهبانية بين الإسلام والمسيحية

السؤال: حسب ما أفهم من القرآن الكريم أن في عهد المسيحيين كان التبتل جائز. (( إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم )) فهل جاء الإسلام ونسخ هذا الحكم ؟ إذا كان كذلك فهل أن الله - حاشا له سبحانه - أن يأتي بحكم ثم يأتي بحكم ينسخ الحكم الذي قبله وليس فقط نسخ الحكم بل تحريمه تبغيضه بغضاً شديد بالإضافة لأضراره الجسمية والنفسية؟

الجواب: أولاً أن هذا الأمر لم يكن في دين عيسى بن مريم عليهما السلام، فهو قبل ولادة أمه، فهو إذن في دين موسى عليه السلام.
 وثانياً: ليس هو بصدد الرهبانية والتبتل، بل هو لخدمة المعبد، وقد كانت العادة جرت عندهم أن ينذروا صبيانهم الذكور لخدمة المعابد إلى حين بلوغهم فيكونوا بعدها مختارين بين الاستمرار أو الترك. وهم يخدمونها  لكنهم يزاولون حياتهم المعتادة في غير أوقات الخدمة. ومعنى التحرر هو أنهم يكونون متحررين من خدمة الوالدين. وعلى هذا فلا نسخ في البين.
وثالثاً: على فرض احتمال النسخ، فإن النسخ أمر حاصل، وليس معناه عدم المعرفة ولا التنافي في علم الله سبحانه وأحكامه. بل يعني انتهاء مدة الحكم الأول بانتهاء موضوعه.  وكما قال الإمام الصادق لبعض المتصوفة الذين يظهرون الزهد للناس جهلاً أو كذبا: "أما علمتم أن اللّه عزوجل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين، ليس له أن يولي وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوأ مقعده من النار، ثم حوّلهم عن حالهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفاً من اللّه عز وجل للمؤمنين فنسخ الرجلان العشرة" (بحار الأنوار: ج67  ص126) فنسخ الحكم الثاني والأمر الثاني الحكم والأمر الأولين، فهل تجد في شيء من ذلك شيئاً من التعارض والتضارب. ومع تسليم الرهبانية المزعومة، يقال: إن أوضاع أهل الدين اليهودي في ذلك الوقت كانت تقتضي ذلك الحكم فترة من الزمان، وبانتفائها ينتفي الداعي لها.
والحق أنها ليست من الرهبانية في شيء، وإنما كانت خدمة موقوتة محدودة، لا تنافي الطبع البشري، ولا غرائزه وحاجاته. وكذلك هو الإسلام دين الاعتدال والتقرب إلى الله عز وجل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:06 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 5 فبراير 2014

السؤال: هل هناك تجرد سلبي وتجرد إيجابي؟
الجواب: لا بد من فهم معنى التجرد ومعنى الإيجابي والسلبي قبل الحكم على وجوده أو عدمه. ومفهوم التجرد هو الحياد التام وعدم التأثر بأي سوابق ذهنية أو فكرية، فيحكم العقل أوالضمير أو الذوق في المسألة التي يريد البت فيها وفق معطياتها فقط دون اجترار الأحكام السابقة عليها.
أما الإيجاب والسلب؛ فالأصل في معناهما هو الاصطلاح العلمي في الفلسفة والمنطق، وأحدهما بمعنى الإثبات للشيء، والآخر بمعنى النفي والسلب عنه. وهما بهذا اللحاظ معنيان علميان حياديان لا مانع من لزومهما للتجرد إذا كانا من نتائجه. غير أن هذا المعنى الاصطلاحي نفذ إلى اللغة العرفية بلباس جديد، فصار الإيجاب يعني القبول والتفاؤل والخير، والآخر يعني النفي والإنكار والتشاؤم والشر، وما إلى ذلك من المرادفات. وهذه المعاني الجديدة في الغالب مفاهيم نفسية وانفعالية وإيحائية أكثر منها واقعية.
فعلى هذا إن كان اللفظان بمعناهما الأصلي العلمي البحت فلا مشكلة في لزوم أي منهما للتجرد إذا كان نتيجة طبيعية وتكوينية له، وأما على المفاهيم الجديدة فإن رجع إلى المعنى الأصلي لزم حكمه، وإن رجع إلى المعنى الانفعالي لم يصح وصف التجرد بايّ منهما إلا بنحو من التوجيه والتأويل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التجرد الإيجابي والتجرد السلبي

السؤال: هل هناك تجرد سلبي وتجرد إيجابي؟
الجواب: لا بد من فهم معنى التجرد ومعنى الإيجابي والسلبي قبل الحكم على وجوده أو عدمه. ومفهوم التجرد هو الحياد التام وعدم التأثر بأي سوابق ذهنية أو فكرية، فيحكم العقل أوالضمير أو الذوق في المسألة التي يريد البت فيها وفق معطياتها فقط دون اجترار الأحكام السابقة عليها.
أما الإيجاب والسلب؛ فالأصل في معناهما هو الاصطلاح العلمي في الفلسفة والمنطق، وأحدهما بمعنى الإثبات للشيء، والآخر بمعنى النفي والسلب عنه. وهما بهذا اللحاظ معنيان علميان حياديان لا مانع من لزومهما للتجرد إذا كانا من نتائجه. غير أن هذا المعنى الاصطلاحي نفذ إلى اللغة العرفية بلباس جديد، فصار الإيجاب يعني القبول والتفاؤل والخير، والآخر يعني النفي والإنكار والتشاؤم والشر، وما إلى ذلك من المرادفات. وهذه المعاني الجديدة في الغالب مفاهيم نفسية وانفعالية وإيحائية أكثر منها واقعية.
فعلى هذا إن كان اللفظان بمعناهما الأصلي العلمي البحت فلا مشكلة في لزوم أي منهما للتجرد إذا كان نتيجة طبيعية وتكوينية له، وأما على المفاهيم الجديدة فإن رجع إلى المعنى الأصلي لزم حكمه، وإن رجع إلى المعنى الانفعالي لم يصح وصف التجرد بايّ منهما إلا بنحو من التوجيه والتأويل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:17 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

السؤال: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: "أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض". فاي الثقلين هو الأكبر، ومن أي حيثية يكون أكبر؟

الجواب: ذكر الشيخ الصدوق في (الخصال)بإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري: أنّ رسول الله قال في حديث الثقلين الشهير في مصادر جميع المسلمين المعتبرة: "...ألا وإني سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عزوجل" ..
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال : صدق أبوالطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه (الخصال: السؤال عن الثقلين يوم القيامة،ح1).
وفي بحار الأنوار: "يا كميل نحن الثقل الاصغر والقرآن الثقل الاكبر، وقد أسمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد جمعهم فنادى الصلاة جامعة يوم كذا وكذا، وأيام سبعة وقت كذا وكذا، فلم يتخلف أحد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس إني مؤد عن ربي عزوجل ولا مخبر عن نفسي فمن صدقني فقد صدق الله، ومن صدق الله أثابه الجنان، ومن كذبني كذب الله عزوجل، وكذب الله أعقبه النيران ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه و شماله، ثم قال: معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله عزوجل أنه ربي وربكم أن أعلمكم أن القرآن هو الثقل الأكبر، وأن وصيي هذا وابناي من خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياي هم الثقل الأصغر، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد. (بحار الأنوار: ج74  ص275).
وأما عن سبب تسمية القرآن بالثقل الأكبر فيمكن أن يقال:
أولاً: لأنه منسوب إلى الله جل وعلا، وعترة النبي صلوات الله عليهم أجمعين يبلغون تعاليم القرآن، وبذلك يتضح فضلهم وعلو مقامهم.
وثانياً: أن عصمتهم عليهم السلام برهانها عدم انفكاكهم عن القرآن، لأنه معصوم لا محالة، وملازم المعصوم معصوم.
وثالثاً: لأنه هو الحجة والمقياس والمرجع للجميع حتى المناوئين والمبغضين لموالاتهم ولزوم طاعته.
وقد ذكر البعض أسباباً أخرى عرفانية وفلسفية لإثبات الأمر، لكن ما ذكرناه لعله أوضح وأقرب للذهن العرفي. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

لمَ كان القرآن هو الثقل الأكبر؟

السؤال: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: "أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض". فاي الثقلين هو الأكبر، ومن أي حيثية يكون أكبر؟

الجواب: ذكر الشيخ الصدوق في (الخصال)بإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري: أنّ رسول الله قال في حديث الثقلين الشهير في مصادر جميع المسلمين المعتبرة: "...ألا وإني سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عزوجل" ..
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال : صدق أبوالطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه (الخصال: السؤال عن الثقلين يوم القيامة،ح1).
وفي بحار الأنوار: "يا كميل نحن الثقل الاصغر والقرآن الثقل الاكبر، وقد أسمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد جمعهم فنادى الصلاة جامعة يوم كذا وكذا، وأيام سبعة وقت كذا وكذا، فلم يتخلف أحد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس إني مؤد عن ربي عزوجل ولا مخبر عن نفسي فمن صدقني فقد صدق الله، ومن صدق الله أثابه الجنان، ومن كذبني كذب الله عزوجل، وكذب الله أعقبه النيران ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه و شماله، ثم قال: معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله عزوجل أنه ربي وربكم أن أعلمكم أن القرآن هو الثقل الأكبر، وأن وصيي هذا وابناي من خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياي هم الثقل الأصغر، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد. (بحار الأنوار: ج74  ص275).
وأما عن سبب تسمية القرآن بالثقل الأكبر فيمكن أن يقال:
أولاً: لأنه منسوب إلى الله جل وعلا، وعترة النبي صلوات الله عليهم أجمعين يبلغون تعاليم القرآن، وبذلك يتضح فضلهم وعلو مقامهم.
وثانياً: أن عصمتهم عليهم السلام برهانها عدم انفكاكهم عن القرآن، لأنه معصوم لا محالة، وملازم المعصوم معصوم.
وثالثاً: لأنه هو الحجة والمقياس والمرجع للجميع حتى المناوئين والمبغضين لموالاتهم ولزوم طاعته.
وقد ذكر البعض أسباباً أخرى عرفانية وفلسفية لإثبات الأمر، لكن ما ذكرناه لعله أوضح وأقرب للذهن العرفي. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:58 م

0 التعليقات:

الاثنين، 3 فبراير 2014

السؤال: أرجو من سماحتكم التفضل ببيان موقف محمد بن الحنفية من ثورة الامام الحسين عليه السلام وبيان مدى صحة مبايعته لمعاوية وابنه يزيد لعنهما الله، والاسباب التي منعته من المشاركة في معركة الطف وبيان حقيقة مرضه، ولماذا لم يرسل بعض ابنائه مع عمهم اسوة بعبد الله ابن جعفر الطيار؟ وما هي اسباب تسميته باسم محمد بن (الحنفية) وليس محمد بن علي بن ابي طالب ؟ وهل صدر منه  اي دعم معنوي لإمامه وسيده الحسين بن علي عليه السلام بقول او بفعل ؟ وما مدى صحة ادعائه الامامة بعد استشهاد امير المؤمنين ؟ ومطالبتهِ بنصيبه من علم ابيه ؟ وادعائه الامامة بعد استشهاد اخيه الحسين عليه السلام. وفقكم الله ورعاكم وسدد على طريقِ الحق خطاكم.

الجواب: محمد بن الحنفية من الأولياء الصالحين، وعدم خروجه مع أخيه عليه السلام في كربلاء كان بسبب المرض، وقد أقامه الإمام الحسين عليه السلام مقامه في المدينة. وأما ادعاؤه الإمامة أو المطالبة ببعض الحقوق فإنما كان بغرض تثبيت حق أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، ورفع اللبس والحيرة عن ضعاف النفوس والإيمان. وتسميته بابن الحنفية للتمييز بينه وبين أبناء الزهراء سيدة النساء سلام الله عليها، ومع ذلك ففي الأخبار ذكر كثيراً باسم محمد بن علي بن أبي طالب.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

محمد بن الحنفية من الأولياء الصالحين

السؤال: أرجو من سماحتكم التفضل ببيان موقف محمد بن الحنفية من ثورة الامام الحسين عليه السلام وبيان مدى صحة مبايعته لمعاوية وابنه يزيد لعنهما الله، والاسباب التي منعته من المشاركة في معركة الطف وبيان حقيقة مرضه، ولماذا لم يرسل بعض ابنائه مع عمهم اسوة بعبد الله ابن جعفر الطيار؟ وما هي اسباب تسميته باسم محمد بن (الحنفية) وليس محمد بن علي بن ابي طالب ؟ وهل صدر منه  اي دعم معنوي لإمامه وسيده الحسين بن علي عليه السلام بقول او بفعل ؟ وما مدى صحة ادعائه الامامة بعد استشهاد امير المؤمنين ؟ ومطالبتهِ بنصيبه من علم ابيه ؟ وادعائه الامامة بعد استشهاد اخيه الحسين عليه السلام. وفقكم الله ورعاكم وسدد على طريقِ الحق خطاكم.

الجواب: محمد بن الحنفية من الأولياء الصالحين، وعدم خروجه مع أخيه عليه السلام في كربلاء كان بسبب المرض، وقد أقامه الإمام الحسين عليه السلام مقامه في المدينة. وأما ادعاؤه الإمامة أو المطالبة ببعض الحقوق فإنما كان بغرض تثبيت حق أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، ورفع اللبس والحيرة عن ضعاف النفوس والإيمان. وتسميته بابن الحنفية للتمييز بينه وبين أبناء الزهراء سيدة النساء سلام الله عليها، ومع ذلك ففي الأخبار ذكر كثيراً باسم محمد بن علي بن أبي طالب.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:28 م

0 التعليقات:

الأحد، 2 فبراير 2014

السؤال: قال الإمام علي ( ع ) : ما جمع مال إلا من شحٍ أو حرام. وكلاهما حرام.
أود أن أعلم معنى هذا الحديث لو سمحتم.

الجواب: الموجود في نهج البلاغة هو "ما جمع مال إلا من شح أو حرام" فقط من دون زيادة (وكلاهما حرام).
وهو أمر حق، فإن المال إنما هو مال الله سبحانه خوله للإنسان ليقضي أغراضه به وحاجاته. ولكن ابن آدم ربما انقلب عنده المقياس، فيتحول المال عنده إلى هدف وغاية في نفسه. وحينئذ يتوجه لجمع المال حرصاً وادخاراً، كأنه يرى في المال منعة وقوة. مع أن المال إذا جمع لا لحاجة حقيقية كان وبالاً على صاحبه وعلى المجتمع. أما على المجتمع، فلأن المحتاجين حينئذ لن يجدوه بسبب احتكار البعض له، وأما على الفرد نفسه، فلأنه يعبر عن مرض استفحل به، فهو يحرس المال بدل أن يحرسه المال، ويكنز المال ويتوجع لكل آفة تطرأ عليه من دون فائدة يجنيها وراءه، بل يعامل معاملة الأغنياء، مع أنه يتصرف به تصرف الفقراء. ولا فرق بينه حينئذ وبين غيره من المحرومين الذين لا يجدون ما ينفقونه به. ولذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول آخر: " عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ : يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ ، وَ يَفُوتُهُ الْغِنَى : الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ. فَيَعِيشُ : فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ" (نهج ‏البلاغة ص491قصار الحكم 126).
لكن لا يفهم من الحديث أن كل جمع للمال مذموم، بل المذموم هو الجمع الذي لا يكون لحاجة عقلائية. ولعل ادخار المال للحاجات العقلائية لا يسميه العرف جمعاً أصلاً، أو أن الجمع المنهي عنه هنا منصرف عن الجمع المفيد للدين والدنيا. وهو المفهوم من جملة النصوص من الكتاب والسنة. قال تعالى: وتحبون المال حبّاً جمّاً" (سورة الفجر، الآية: 20). وقال: "وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ " (سورة النساء، الآية: 128). وقال: " قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا " (سورة التوبة، الآية: 35). وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ "(سورة الأنعام، الآية: 94).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: " لو أنّ لابن آدم واديين من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً"( بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 1، ص 182). وقوله: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت"( الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 32). وقوله: صلى الله عليه وآله :"ليس البخيل : من أدى الزكاة المفروضة من ماله ، وأعطى البائنة في قومه .إنما البخيل : حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ، ولم يعط البائنة في قومه ، و هو يبذر فيما سوى ذلك" ( الكافي ج4ص45 باب البخل و الشح ح8).
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه سُئِل عن الدنانير والدراهم وما عمل الناس فيها، فقال عليه السلام: "هي خواتيم الله في أرضه جعلها الله مصلحة لخلقه وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم، فمن أكثر له منها فقام بحقّ الله فيها وأدّى زكاتها فذاك الّذي طابت وخلصت له، ومن أكثر له منها فبخل بها ولم يؤدِّ حقّ الله فيها واتّخذ منها الآنية فذاك الّذي حقّ عليه وعيد الله عزّ وجلّ في كتابه، يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ " (سورة التوبة، الآية: 35)
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "إنما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجّهوها حيث وجّهها الله ولم يُعطكموها لتكنزوها"( الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 32، وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 6، ص 17).
- وقال عليه السلام: "المال مال الله عزّ وجلّ، جعله ودائع عند خلقه، وأمرهم أن يأكلوا منه قصداً، ويشربوا منه قصداً، ويلبسوا منه قصداً، وينكحوا منه قصداً، ويركبوا منه قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين، فمن تعدّى ذلك كان ما أكله حراماً، وما شرب منه حراماً وما لبسه منه حراماً، وما نكحه منه حراماً، وما ركبه منه حراماً"(ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 4، ص 2994).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

جمع المال بين الحلال والحرام

السؤال: قال الإمام علي ( ع ) : ما جمع مال إلا من شحٍ أو حرام. وكلاهما حرام.
أود أن أعلم معنى هذا الحديث لو سمحتم.

الجواب: الموجود في نهج البلاغة هو "ما جمع مال إلا من شح أو حرام" فقط من دون زيادة (وكلاهما حرام).
وهو أمر حق، فإن المال إنما هو مال الله سبحانه خوله للإنسان ليقضي أغراضه به وحاجاته. ولكن ابن آدم ربما انقلب عنده المقياس، فيتحول المال عنده إلى هدف وغاية في نفسه. وحينئذ يتوجه لجمع المال حرصاً وادخاراً، كأنه يرى في المال منعة وقوة. مع أن المال إذا جمع لا لحاجة حقيقية كان وبالاً على صاحبه وعلى المجتمع. أما على المجتمع، فلأن المحتاجين حينئذ لن يجدوه بسبب احتكار البعض له، وأما على الفرد نفسه، فلأنه يعبر عن مرض استفحل به، فهو يحرس المال بدل أن يحرسه المال، ويكنز المال ويتوجع لكل آفة تطرأ عليه من دون فائدة يجنيها وراءه، بل يعامل معاملة الأغنياء، مع أنه يتصرف به تصرف الفقراء. ولا فرق بينه حينئذ وبين غيره من المحرومين الذين لا يجدون ما ينفقونه به. ولذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول آخر: " عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ : يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ ، وَ يَفُوتُهُ الْغِنَى : الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ. فَيَعِيشُ : فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ" (نهج ‏البلاغة ص491قصار الحكم 126).
لكن لا يفهم من الحديث أن كل جمع للمال مذموم، بل المذموم هو الجمع الذي لا يكون لحاجة عقلائية. ولعل ادخار المال للحاجات العقلائية لا يسميه العرف جمعاً أصلاً، أو أن الجمع المنهي عنه هنا منصرف عن الجمع المفيد للدين والدنيا. وهو المفهوم من جملة النصوص من الكتاب والسنة. قال تعالى: وتحبون المال حبّاً جمّاً" (سورة الفجر، الآية: 20). وقال: "وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ " (سورة النساء، الآية: 128). وقال: " قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا " (سورة التوبة، الآية: 35). وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ "(سورة الأنعام، الآية: 94).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: " لو أنّ لابن آدم واديين من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً"( بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 1، ص 182). وقوله: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت"( الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 32). وقوله: صلى الله عليه وآله :"ليس البخيل : من أدى الزكاة المفروضة من ماله ، وأعطى البائنة في قومه .إنما البخيل : حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ، ولم يعط البائنة في قومه ، و هو يبذر فيما سوى ذلك" ( الكافي ج4ص45 باب البخل و الشح ح8).
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه سُئِل عن الدنانير والدراهم وما عمل الناس فيها، فقال عليه السلام: "هي خواتيم الله في أرضه جعلها الله مصلحة لخلقه وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم، فمن أكثر له منها فقام بحقّ الله فيها وأدّى زكاتها فذاك الّذي طابت وخلصت له، ومن أكثر له منها فبخل بها ولم يؤدِّ حقّ الله فيها واتّخذ منها الآنية فذاك الّذي حقّ عليه وعيد الله عزّ وجلّ في كتابه، يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ " (سورة التوبة، الآية: 35)
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "إنما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجّهوها حيث وجّهها الله ولم يُعطكموها لتكنزوها"( الكافي، الشيخ الكليني، ج 4، ص 32، وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج 6، ص 17).
- وقال عليه السلام: "المال مال الله عزّ وجلّ، جعله ودائع عند خلقه، وأمرهم أن يأكلوا منه قصداً، ويشربوا منه قصداً، ويلبسوا منه قصداً، وينكحوا منه قصداً، ويركبوا منه قصداً، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين، فمن تعدّى ذلك كان ما أكله حراماً، وما شرب منه حراماً وما لبسه منه حراماً، وما نكحه منه حراماً، وما ركبه منه حراماً"(ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 4، ص 2994).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:59 م

0 التعليقات:

السبت، 1 فبراير 2014

الجواب: العرش هو العلم والقدرة، والاستواء هو الاستيلاء. يعني ان الله مستولٍ على الخلق كله، وعلى كل الأسباب والمسببات.
كأن تقول استوى فلان على عرش الأدب والحكمة، أو أي شيء آخر. فهو شكل من أشكال المجاز، المتعارف بين الناس.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما هو تفسير هذه الآية: "الرحمن على العرش استوى"؟

الجواب: العرش هو العلم والقدرة، والاستواء هو الاستيلاء. يعني ان الله مستولٍ على الخلق كله، وعلى كل الأسباب والمسببات.
كأن تقول استوى فلان على عرش الأدب والحكمة، أو أي شيء آخر. فهو شكل من أشكال المجاز، المتعارف بين الناس.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:24 م

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top