الأحد، 16 نوفمبر 2014

الأنبياء وحب النساء

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:10 م 0 تعليقات


السؤال: نسمع من بعض المشككين أن الأحاديث تظهر الأنبياء على أنهم شهوانيون والعياذ بالله، من قبيل الحديث النبوي القائل: حب النساء من خصال الأنبياء، فبماذا نجيبهم؟
 
الجواب: إنه صلى الله عليه وآله ينبه بذلك على سنة طبيعية ثابتة، بثها الله تبارك وتعالى في الخلق، من أجل أهداف سامية اقتضتها حكمته فيهم. ولذلك ورد: أن " من أخلاق الأنبياء حب النساء"[1]. ولعل هذه الأحاديث تشير – فيما تشير - إلى رسائل ثلاث:
 الأولى: سلامتهم عليهم السلام روحاً وجسماً، كما قال تعالى: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ"[2].
والرسالة الثانية: لسائر الناس، تريد أن توجّه الناس لهذه الغريزة الصحيحة، وإبعادهم عن الشذوذ بكل أشكاله. وها نحن نرى بأم أعيننا كيف تساق البشرية سوقاً إلى المهاوي السحيقة، من قبل الأفكار الوضعية الأخرى غير الوحيانية؟! حيث اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، والعزوبة البائسة، والعنوسة الوبيئة. فيما أهل البيت المعصومون (ع) لا يداهنون ولا يجاملون في بيان الحقائق الشرعية.
 والثالثة: أن هذه الروايات تندرج في استنقاذ نصف المجتمع الذي هو المرأة، من نصفه الآخر الذي هو الرجل. وقد طالما نظر إلى المرأة على أنها ليست أكثر من سقط متاع، تزيد وتنقص كما تزيد وتنقص أية قطعة من قطع أثاث البيت، بينما أنبياء الله وأولياؤه يبينون أن التعامل معها ينبغي أن يبتني على المحبة والاحترام المتبادل. فيكون هذا التنبيه منهم صلوات الله عليهم قمة الدين والعلم والأدب. فكلما زاد إيمان العبد وزادت معرفته بالله وبأحكامه وتعاليمه زاد محبة واحتراماً وحدباً على النساء.
 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______________
[1] (مكارم الأخلاق: ص197).
[2] (آل عمران: 14).



نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top