السؤال: نسمع من البعض تسمية الخضر بالنبي، فهل كان الخضر نبيّاً أم كان وليّاً من الصالحين فقط؟
الجواب: الروايات في ذلك مختلفة، ففي بعضها أنه لم يكن نبياً، ولكن عبداً صالحاً. وهو حي يرزق، يؤنس الإمام الغائب المهدي عليه السلام في غيبته، وينصره عند ظهوره. ولكن الرواية معلولة في متنها لما يظهر منها من وقوع التحريف في الكتاب المحفوظ، وفي سندها بسبب ذكر المغيرة بن سعيد الكذاب الأشر. وموضع الشاهد من الخبر عن أبي جعفر عليه السلام وقد سئل: وأي شئ المحدَّث؟ قال: ينكت في أذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على قلبه، فيسمع وقعا كوقع السلسلة يقع في الطست، فقلت: نبي؟ فقال: لا، مثل الخضر وذي القرنين[1].
وجاء في العلل عن الامام الصادق عليه السلام قوله: "إن الخضر كان نبياً مرسلاً بعثه الله إلى قومه فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلا اهتزت خضراً. وإنما سمّي خضراً لذلك، وكان اسمه بليا بن ملكا بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح، آتيناه رحمة من عندنا هي الوحي والنبوة وعلمناه من لدنا علماً؛ قيل: أي بما يختص بنا من العلم وهو علم الغيوب[2].
ولكن المنقول عن الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان أنهم اختلفوا في الذي كان يتعلم موسى منه، هل كان نبياً؟ أم لا؟ فقال الجبائي: كان نبياً، لأنه لا يجوز أن يتبع النبي من ليس بنبي، ليتعلم منه العلم، لما في ذلك من الغضاضة على النبي. وقال ابن الاخشاد: ويجوز أن لا يكون نبياً على أن لا يكون فيه وضع من موسى. وقال قوم: كان ملكاً. وقال الرماني: لا يجوز أن يكون إلا نبياً، لأن تعظيم العالم المعلم فوق تعظيم المتعلم منه. وقيل إنه سمي (خضراً) لأنه كان إذا صار في مكان لا نبات فيه اخضر ما حوله، وكان الله تعالى قد اطلعه من علم بواطن الأمور على ما لم يطلع عليه غيره[3].
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
____________
[1] (منقول في البحار ج 7 ص 292 من الاختصاص والبصائر).
[2] (علل الشرائع، للشيخ الصدوق: ص59).
[3] (التبيان في تفسير القرآن، للشيخ الطوسي: ج7 ص70 و71).
0 التعليقات:
إرسال تعليق