الجمعة، 21 نوفمبر 2014

هل كان أصحاب الإمام الصادق لا يعرفون الإمام بعده؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:07 م 1 تعليق


السؤال: الحديث الوارد في كتاب اصول الكافي ج1 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في امر الامامة 
محاورة بين هشام بن سالم والامام الكاظم عليه السلام -يصف حاله بعد وفاة الامام الصادق عليه السلام انهم باكين حيارى لايعرفون اين يتوجهون الى اي فرقة للمرجئه للقدرية الى الزيدية الى المعتزلة الى الخوارج -وعند الالتقاء بالامام عليه السلام يخاطبه -جعلت فداك من لنا بعدك -اي الامام الصادق عليه السلام -قال ان شاء الله يهديك هداك  قلت جعلت فداك فأنت هو  قال عليه السلام لا ما اقول ذلك -
الاشكال هو الامام الكاظم يرفض ان يسمي نفسه ويرفض التصريح بالامامة لأصحاب الامام الصادق المقربين اصحاب الثقة ومن اهل الاجماع  ويعرفون بالفقهاء -بل يجيبهم الامام بالالغاز والرموز والتورية 
كيف يغيب عن اصحاب الامام الصادق عليه السلام وهم من بطانته المخلصة هشام بن سالم وصاحب الطاق والمفضل وابا بصير يغيب عنهم شخصية الامام الكاظم واسمه  وارادوا التوجه الى عبدالله الافطح اول الامر. كيف يجهلون  تسلسل الامامة اصل الاسلام والدين. افيدونا ببركات علمكم. 


الجواب: لا يمكن قراءة الروايات مجتزأة، وبعيداً عن ملابساتها والقرائن الحافة بها. فإن للظروف السياسية والأمنية العصيبة، التي كانت مهيمنة في أواخر حياة الإمام الصادق، وفي حياة الإمام الكاظم (عليهما السلام) أثراً كبيراً في تفشي العمل بالتقية والكتمان في أمور كثيرة، ومنها هذه المسألة الخطيرة بالتحديد. على أن هذا لا يشكل خدشة في أصل الإمامة، ولا في إمامة الإمام الكاظم سلام الله عليه، حيث إن العلامات والدلائل كانت كثيرة.
ولقد كان سلطان الدولة في ذلك الوقت وهو المنصور الدوانيقي عارفاً بمقام الإمام والإمامة، فلذلك ضيق على الإمام الصادق عليه السلام في حياته إلى أن اغتاله بالسم، بعد أن أوعز إلى عيونه ليتجسسوا عليه ويعرفوا وصيه وخليفته، لكي يقتله. فقد دعا في جوف الليل أبا أيوب الخوزي، فلما أتاه رمى كتاباً إليه، وقال: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا بأن جعفر بن محمد قد مات، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأين مثل جعفر! ثم قال له:  اكتب إن كان أوصى إلى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه!. فكتب وعاد الجواب: قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان، وعبد الله، وموسى، وحميدة. قال المنصور: ما إلى قتل هؤلاء سبيل[1]!.
ومن هذه الوصية يظهر الموقف الحرج الذي كان يحاصر الإمام الصادق (عليه السلام)، كما يتضح بالغ الحكمة والدقة التي تعامل بهما لعلاج الأزمة بمختلف زواياها. حيث يحمي وصيه الشرعي من خطر القتل والتصفية، ويجنب المؤمنين عن خطر التيه والضياع.
وفي حديث آخر عن داود بن كثير الرقي قال:  أتى أعرابي إلى أبي حمزة [وكان جالساً في لمة من أصحابه]، فسأله خبراً، فقال: توفي جعفر الصادق (عليه السلام)، فشهق شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: هل أوصى إلى أحد؟ قال: نعم، أوصى إلى ابنه عبد الله وموسى وأبي جعفر المنصور، فضحك أبو حمزة وقال: الحمد لله الذي هدانا ولم يضلنا، بين لنا عن الكبير، ودلنا على الصغير، وأخفى عن أمر عظيم، فسئل عن قوله فقال: بين عيوب الكبير، ودل على الصغير بأن أدخل يده مع الكبير، وستر الأمر الخطير بالمنصور، لأنه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل: أنت[2]!.
هذا وقد ثبت عن الإمام الصادق عليه السلام أنه حين كان يُسأل عن الخليفة من بعده كان يشير إلى ابنه موسى، وكان غلاماً صغيراً، بأنه الإمام بعده، أحياناً بالتصريح، وأخرى بالإشارة والتلميح. وفي ذلك أحاديث متعددة لا تقصر عن التواتر[3].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] غيبة الشيخ الطوسى ص 129 وأخرجه الكليني في الكافي ج 1 ص 310 كما أخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 434 بتفاوت يسير.
[2]  المناقب 4: 320. الأنوار البهية:149. الثاقب في المناقب: 440.
[3] راجع: البحار: ج47، وإعلام الورى، والكافي، والفصول المهمة وغيرها.



التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

عظم الله لنا ولكم الأجر وجعله الله في ميزان حسناتكم ووفقكم على هذا المجهود والمعلومات المفيده

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top