جميع المواضيع

الأحد، 28 سبتمبر 2014

الآن حصرياً لأصحاب أجهزة الأندرويد بين أيديكم "مكتبة نرجس"  وهي تُعد من أكبر المكتبات الشيعية على الإنترنت وتحتوي على الاف الكتب.

يمكن البحث في كافّة الكتب وتحميلها من داخل المكتبة!.
مكتبة نرجس تحتوي على كتب بصيغة PDF وأيضا بصيغة يمكن نسخ النصوص منها وهي: DOC.



إصدار مكتبة "نرجس" لأجهزة الأندرويد

الآن حصرياً لأصحاب أجهزة الأندرويد بين أيديكم "مكتبة نرجس"  وهي تُعد من أكبر المكتبات الشيعية على الإنترنت وتحتوي على الاف الكتب.

يمكن البحث في كافّة الكتب وتحميلها من داخل المكتبة!.
مكتبة نرجس تحتوي على كتب بصيغة PDF وأيضا بصيغة يمكن نسخ النصوص منها وهي: DOC.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:36 م

0 التعليقات:

السبت، 27 سبتمبر 2014


Question: Is sciences in the universe of the same God? 

The answer is: all that exists except God Almighty has derived its existence from God. But it is not true to describe it (sciences) from the same God, Because it is impossible to measure God with any one. and may measure things with it counterpart but God does not have the counterpart, so we can say that everything acquire or Gained his existence from God ..

The asnwer from Shaikh Abdulhassan Nsaif.


all the exists acquires existence from God almighty


Question: Is sciences in the universe of the same God? 

The answer is: all that exists except God Almighty has derived its existence from God. But it is not true to describe it (sciences) from the same God, Because it is impossible to measure God with any one. and may measure things with it counterpart but God does not have the counterpart, so we can say that everything acquire or Gained his existence from God ..

The asnwer from Shaikh Abdulhassan Nsaif.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:20 م

0 التعليقات:


السؤال: هل العلوم الموجودة في الكون من ذات الله؟

الجواب: كل موجود سوى الله عز وجل قد استمد وجوده منه سبحانه. لكن لا يصح أن توصف بأنها من ذات الله، لاستحالة قياس الواجب غير المتناهي على الممكن المحدود، وإلاّ لزم التركيب والفقر عليه، والعياذ بالله. ولكن نقول: كل شيء اكتسب الشيئية والوجود فهو من الله المفيض لكل وجود.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


كل موجود من الله سبحانه


السؤال: هل العلوم الموجودة في الكون من ذات الله؟

الجواب: كل موجود سوى الله عز وجل قد استمد وجوده منه سبحانه. لكن لا يصح أن توصف بأنها من ذات الله، لاستحالة قياس الواجب غير المتناهي على الممكن المحدود، وإلاّ لزم التركيب والفقر عليه، والعياذ بالله. ولكن نقول: كل شيء اكتسب الشيئية والوجود فهو من الله المفيض لكل وجود.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:18 م

0 التعليقات:

الجمعة، 26 سبتمبر 2014




السؤال: كما يقول العامة في احاديثهم " ان سيدتنا 
حواء خلقها الله من ضلع اعوج من سيدنا ادم "، و نفى ذلك الامام الصادق عليه السلام عند سؤاله عن ذلك و تبين لنا ذلك من الحديث وقد جاء في (علل الشرائع، والفقيه) ـ كلاهما للشيخ الصدوق ـ ما يدل على ردها من عدم خلقة حواء من ضلع آدم, فعن زرارة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى, قال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا أيقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه وجعل لمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً الى الكلام يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم. (علل الشرائع1/17), (من لا يحضره الفقيه 3/379). الحديث الاخر الذي يثبت بان الله سبحانة خلق حواء عليها السلام من فاضل طينة ادم عليه السلام الحديث التالي : عن عمرو بن ابي المقدام ، عن ابيه قال : سألت ابا جعفر عليه السلام : من اي شيء خلق الله حواء ؟ فقال : اي شيء يقول هذا الخلق ؟ قلت : يقولون : ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم ، فقال : كذبوا ، كان يعجزه ان يخلقها من غير ضلعه ؟ فقلت : جعلت فداك يابن رسول الله من اي شيء خلقها ؟ فقال : اخبرني ابي ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين (اي بقدرته) ـ فخلق منها آدم ، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء. (تفسير العياشي مخطوط ، عنه البحار : ج 11 ص 116). و الحديث الذي استغربت منه قول الامام علي عليه الصلاة و السلام في شأن المرأة التى ذهبت لشريح القاضي و هي من الذين لهم صفات النساء و الرجال ولها عضو انثوي وذكري و طرح امرها الى الامام امير المؤمنين علية الصلاة و السلام وفي اخر الحديث يقول الامام عليه السلام : من ابي ادم ان حواء خلقت من ضلع ادم فاضلاع الرجل اقل من اضلاع المرأة بضلع . (شرح الاخبار ، القاضي النعمان المغربي ج 2 ص 326 ). فما هو رايكم هل راي الامام علي علية الصلاة و السلام محمول على التقية ام ما هو رايكم. ونسألكم الدعاء.

الجواب: ألسنة الأحاديث في ذلك مختلفة، ظاهر بعضها الإثبات، وظاهر بعضها الآخر النفي. إلا أن النافي أكثر وأظهر وأقوى، فقد روى الصدوق في الفقيه، عن زرارة في الصحيح " قال: سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن خلق حواء وقيل له: إن أناساً عندنا يقولون: إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم الايسر الأقصى، فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، أيقول من يقول هذا: إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه، ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام أن يقول: إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه، ما لهؤلاء! حكم الله بيننا وبينهم!. ثم قال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم عليه السلام من طين وأمر الملائكة فسجدوا له ألقي عليه السبات، ثم ابتدع له حواء، فجعلها في موضع النقرة التي بين وركيه، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها، فلما انتبه نوديت أن تنحي عنه، فلما نظر إليها نظر إلى خلق حسن، يشبه صورته، غير أنها أنثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من أنت؟ قالت: خلق خلقني الله كما ترى، فقال آدم عليه السلام عند ذلك: يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه، والنظر إليه؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا آدم هذه أمتي حواء، أفتحب أن تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعاً لأمرك؟ فقال: نعم يا رب، ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت، فقال له عزوجل: فاخطبها إلي فإنها أمتي، وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة، وألقى الله عز وجل عليه الشهوة، وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكل شئ فقال: يا رب فإني أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ فقال عز وجل: رضاي أن تعلمها معالم ديني، فقال: ذلك لك يا رب علي إن شئت ذلك لي، فقال عز وجل: وقد شئت ذلك، وقد زوجتكها فضمها إليك، فقال لها آدم عليه السلام: إليّ فأقبلي، فقالت له: بل أنت فأقبل إلي. فأمر الله عز وجل آدم أن يقوم إليها، ولولا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى يخطبن على أنفسهن فهذه قصة حواء صلوات الله عليها ".

ثم قال الشيخ الصدوق بعد نقل الخبر:  وأما قول الله عز وجل: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً"؛ فإنه روي: " أنه عز وجل خلق من طينتها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ".

والخبر الذي روي أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر صحيح، ومعناه من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر، فلذلك صارت أضلاع الرجل أنقص من أضلاع النساء بضلع".

على أن أحاديث خلق المرأة من ضلع أعوج تواجه عدة مشاكل في الدلالة أيضاً، علاوة على السند، فإن مآلها حسب الألفاظ الواردة إلى أن آدم عيه السلام قد نُقص ضلعاً من أضلاعه ، وهذا الأمر لا يصمد أمام الحقائق العلمية الثابتة، وهي كون عدد الأضلاع عند الجنسين واحداً، مضافاً إلى كون الأضلاع لدى الجنسين كذلك معوجة، ولا خصوصية لأضلاع المرأة في ذلك. نعم ذكروا أن القفص الصدري عند المرأة أضيق منه عند الرجل، وعظم الحوض لديها أوسع منه لدى الرجل، وكل ذلك كمال بالنسبة إلى كل منهما، لكي يتمكن من أداء وظائفه كرجل أو كامرأة على أتم وجه. ولكن هذا أمر آخر غير ما تكلف بعضهم ببيانه لبيان كون المرأة تنحني على طفلها في رضاعته، وأن كل ألفاظ الحنان والعطف ناشئة من الانحناء والاعوجاج، مثل ألفاظ الحنُوّ والحدب والعطف وما إلى ذلك، فكل هذه أمور استحسانية ظنية، لا دليل عليها من كتاب ولا سنة، " وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ".

وتطرف قوم آخرون من جهة أخرى فقالوا: إن رواية الضلع المعوج تهين المرأة وتحط من قيمتها، وليت شعري ما المشكلة في أن يكون بعض البشر من بعض، إذا كان ناشئاً عن سرٍّ غرسه الله في خلقه للتواصل والتكامل بين الجنسين، كونهما بالمآل يرجعان إلى أصل واحد، مما يجعل بعضهما يألف بالقرب والميل من البعض الأخر. ولعل بعض الآيات تؤيد هذا المطلب، ولا أقل من عدم منافاتها له، في مثل قوله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباًً"، وقوله عز وجل: " "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا "، بناء على حمل (من) هنا على التبعيض لا الجنس.

ثم أي مشكلة في أن يكون ضلع المرأة معوجّاً، وهل كمال كل شيء إلا بحسبه، فهل الانحناء إلاّ كمال  للدائرة والقوس والهلال، وهل يمكن أن تمدح المرأة بالضخامة والصلابة واستقامة البدن؟! ما لهم كيف يحكمون؟!


 سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

هل المرأة خلقت من ضلع معوج، وهل ضلعها أعوج؟




السؤال: كما يقول العامة في احاديثهم " ان سيدتنا 
حواء خلقها الله من ضلع اعوج من سيدنا ادم "، و نفى ذلك الامام الصادق عليه السلام عند سؤاله عن ذلك و تبين لنا ذلك من الحديث وقد جاء في (علل الشرائع، والفقيه) ـ كلاهما للشيخ الصدوق ـ ما يدل على ردها من عدم خلقة حواء من ضلع آدم, فعن زرارة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى, قال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا أيقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه وجعل لمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً الى الكلام يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم. (علل الشرائع1/17), (من لا يحضره الفقيه 3/379). الحديث الاخر الذي يثبت بان الله سبحانة خلق حواء عليها السلام من فاضل طينة ادم عليه السلام الحديث التالي : عن عمرو بن ابي المقدام ، عن ابيه قال : سألت ابا جعفر عليه السلام : من اي شيء خلق الله حواء ؟ فقال : اي شيء يقول هذا الخلق ؟ قلت : يقولون : ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم ، فقال : كذبوا ، كان يعجزه ان يخلقها من غير ضلعه ؟ فقلت : جعلت فداك يابن رسول الله من اي شيء خلقها ؟ فقال : اخبرني ابي ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين (اي بقدرته) ـ فخلق منها آدم ، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء. (تفسير العياشي مخطوط ، عنه البحار : ج 11 ص 116). و الحديث الذي استغربت منه قول الامام علي عليه الصلاة و السلام في شأن المرأة التى ذهبت لشريح القاضي و هي من الذين لهم صفات النساء و الرجال ولها عضو انثوي وذكري و طرح امرها الى الامام امير المؤمنين علية الصلاة و السلام وفي اخر الحديث يقول الامام عليه السلام : من ابي ادم ان حواء خلقت من ضلع ادم فاضلاع الرجل اقل من اضلاع المرأة بضلع . (شرح الاخبار ، القاضي النعمان المغربي ج 2 ص 326 ). فما هو رايكم هل راي الامام علي علية الصلاة و السلام محمول على التقية ام ما هو رايكم. ونسألكم الدعاء.

الجواب: ألسنة الأحاديث في ذلك مختلفة، ظاهر بعضها الإثبات، وظاهر بعضها الآخر النفي. إلا أن النافي أكثر وأظهر وأقوى، فقد روى الصدوق في الفقيه، عن زرارة في الصحيح " قال: سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن خلق حواء وقيل له: إن أناساً عندنا يقولون: إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم الايسر الأقصى، فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، أيقول من يقول هذا: إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه، ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام أن يقول: إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه، ما لهؤلاء! حكم الله بيننا وبينهم!. ثم قال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم عليه السلام من طين وأمر الملائكة فسجدوا له ألقي عليه السبات، ثم ابتدع له حواء، فجعلها في موضع النقرة التي بين وركيه، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها، فلما انتبه نوديت أن تنحي عنه، فلما نظر إليها نظر إلى خلق حسن، يشبه صورته، غير أنها أنثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من أنت؟ قالت: خلق خلقني الله كما ترى، فقال آدم عليه السلام عند ذلك: يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه، والنظر إليه؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا آدم هذه أمتي حواء، أفتحب أن تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعاً لأمرك؟ فقال: نعم يا رب، ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت، فقال له عزوجل: فاخطبها إلي فإنها أمتي، وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة، وألقى الله عز وجل عليه الشهوة، وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكل شئ فقال: يا رب فإني أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ فقال عز وجل: رضاي أن تعلمها معالم ديني، فقال: ذلك لك يا رب علي إن شئت ذلك لي، فقال عز وجل: وقد شئت ذلك، وقد زوجتكها فضمها إليك، فقال لها آدم عليه السلام: إليّ فأقبلي، فقالت له: بل أنت فأقبل إلي. فأمر الله عز وجل آدم أن يقوم إليها، ولولا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى يخطبن على أنفسهن فهذه قصة حواء صلوات الله عليها ".

ثم قال الشيخ الصدوق بعد نقل الخبر:  وأما قول الله عز وجل: " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً"؛ فإنه روي: " أنه عز وجل خلق من طينتها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ".

والخبر الذي روي أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر صحيح، ومعناه من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر، فلذلك صارت أضلاع الرجل أنقص من أضلاع النساء بضلع".

على أن أحاديث خلق المرأة من ضلع أعوج تواجه عدة مشاكل في الدلالة أيضاً، علاوة على السند، فإن مآلها حسب الألفاظ الواردة إلى أن آدم عيه السلام قد نُقص ضلعاً من أضلاعه ، وهذا الأمر لا يصمد أمام الحقائق العلمية الثابتة، وهي كون عدد الأضلاع عند الجنسين واحداً، مضافاً إلى كون الأضلاع لدى الجنسين كذلك معوجة، ولا خصوصية لأضلاع المرأة في ذلك. نعم ذكروا أن القفص الصدري عند المرأة أضيق منه عند الرجل، وعظم الحوض لديها أوسع منه لدى الرجل، وكل ذلك كمال بالنسبة إلى كل منهما، لكي يتمكن من أداء وظائفه كرجل أو كامرأة على أتم وجه. ولكن هذا أمر آخر غير ما تكلف بعضهم ببيانه لبيان كون المرأة تنحني على طفلها في رضاعته، وأن كل ألفاظ الحنان والعطف ناشئة من الانحناء والاعوجاج، مثل ألفاظ الحنُوّ والحدب والعطف وما إلى ذلك، فكل هذه أمور استحسانية ظنية، لا دليل عليها من كتاب ولا سنة، " وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ".

وتطرف قوم آخرون من جهة أخرى فقالوا: إن رواية الضلع المعوج تهين المرأة وتحط من قيمتها، وليت شعري ما المشكلة في أن يكون بعض البشر من بعض، إذا كان ناشئاً عن سرٍّ غرسه الله في خلقه للتواصل والتكامل بين الجنسين، كونهما بالمآل يرجعان إلى أصل واحد، مما يجعل بعضهما يألف بالقرب والميل من البعض الأخر. ولعل بعض الآيات تؤيد هذا المطلب، ولا أقل من عدم منافاتها له، في مثل قوله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباًً"، وقوله عز وجل: " "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا "، بناء على حمل (من) هنا على التبعيض لا الجنس.

ثم أي مشكلة في أن يكون ضلع المرأة معوجّاً، وهل كمال كل شيء إلا بحسبه، فهل الانحناء إلاّ كمال  للدائرة والقوس والهلال، وهل يمكن أن تمدح المرأة بالضخامة والصلابة واستقامة البدن؟! ما لهم كيف يحكمون؟!


 سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:23 م

0 التعليقات:

الخميس، 25 سبتمبر 2014


Question: Is it correct to say that everything has a beginning and an end? The answer: No, God Almighty has no beginning and no end. As this article (that everything has a beginning and an end) is valid to all except God Allah.so everything has a beginning is from nothingness, (Creature) God is right, and the other is false, and everything but it acquires from the right, including the proportion of his link with God, According to the word of God in the Koran, surah Al_Hajj, 62 (He is truth {the only true God of all that exists, who has no partners or rivals with Him}, and what they {the polytheists} invoke besides Him, it is "falsehood" and verily, Allah_He is the most High, the most Great).

The asnwer from Shaikh Abdulhassan Nasseef.

__________
Follow our accounts in instagram for arabic and english languages:
@alfadheelah
@alfadheelah.eng


Who has a beginning is creature


Question: Is it correct to say that everything has a beginning and an end? The answer: No, God Almighty has no beginning and no end. As this article (that everything has a beginning and an end) is valid to all except God Allah.so everything has a beginning is from nothingness, (Creature) God is right, and the other is false, and everything but it acquires from the right, including the proportion of his link with God, According to the word of God in the Koran, surah Al_Hajj, 62 (He is truth {the only true God of all that exists, who has no partners or rivals with Him}, and what they {the polytheists} invoke besides Him, it is "falsehood" and verily, Allah_He is the most High, the most Great).

The asnwer from Shaikh Abdulhassan Nasseef.

__________
Follow our accounts in instagram for arabic and english languages:
@alfadheelah
@alfadheelah.eng


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:08 م

0 التعليقات:


السؤال:هل يصح ما يقال من أن كل شيء له بداية ونهاية؟

الجواب: كلا فإن الله جل وعلا ليست له بداية ولا نهاية. ولكن هذه المقالة تصح في حق كل من عدا الله سبحانه؛ إذ أن كل ما كانت له بداية قد كان مسبوقاً بالعدم، فهو لا محالة مخلوق ومحدث، فلا بد لإيجاده إذن من علة، وما كانت بدايته بسبب وجود علة، فكذلك في بقائه يحتاج إلى علة، لأن بقاء وجوده في الحقيقة عبارة عن وجودات متتابعة، وجود بعد وجود. وبمجرد انتفاء علته تحصل نهايته. وهذا هو شأن كل ما عدا الله سبحانه، فالله هو الحق، وغيره باطل، وكل شيء إنما يكتسب من الحق بما يكون له من نسبة ارتباط بالله تبارك وتعالى. كما قال عز وجل: "ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العليّ الكبير"[1]. وقد قيل إن أصدق بيت من الشعر قول لبيد بن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل         وكل نعيم لا محالة زائل


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] الحج: 62.



من كانت له بداية فهو مخلوق


السؤال:هل يصح ما يقال من أن كل شيء له بداية ونهاية؟

الجواب: كلا فإن الله جل وعلا ليست له بداية ولا نهاية. ولكن هذه المقالة تصح في حق كل من عدا الله سبحانه؛ إذ أن كل ما كانت له بداية قد كان مسبوقاً بالعدم، فهو لا محالة مخلوق ومحدث، فلا بد لإيجاده إذن من علة، وما كانت بدايته بسبب وجود علة، فكذلك في بقائه يحتاج إلى علة، لأن بقاء وجوده في الحقيقة عبارة عن وجودات متتابعة، وجود بعد وجود. وبمجرد انتفاء علته تحصل نهايته. وهذا هو شأن كل ما عدا الله سبحانه، فالله هو الحق، وغيره باطل، وكل شيء إنما يكتسب من الحق بما يكون له من نسبة ارتباط بالله تبارك وتعالى. كما قال عز وجل: "ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العليّ الكبير"[1]. وقد قيل إن أصدق بيت من الشعر قول لبيد بن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل         وكل نعيم لا محالة زائل


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] الحج: 62.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:12 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014


لم يتخذ الغلو لوناً واحداً بل كانت ثمة ألوان متعددة، منها الغلو بالصحابة، وفي حوار مفتوح للإمام الجواد (عليه السلام) مع يحيى بن الأكثم أمام جماعة كبيرة من الناس منهم المأمون العبّاسي فنّد الإمام الجواد (عليه السلام) التوجهات المغالية في شأن الصحابة، وإليك نص الحديث:

«روي أن المأمون بعد ما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر (عليه السلام) كان في مجلس وعنده أبو جعفر (عليه السلام) ويحيى بن الأكثم وجماعة كثيرة.

فقال له يحيى بن الأكثم: ما تقول يا بن رسول الله في ا لخبر الذي روي: أنه نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا محمد ! إن الله عز وجل يُقرئك السلام ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عنّي راض فإني عنه راض.

فقال أبو جعفر (عليه السلام): «لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع: قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله عز وجل وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب إليه من حبل الوريد )(1). فالله عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى يسأل عن مكنون سره، هذا مستحيل في العقول».

ثم قال يحيى بن الأكثم: وقد روي: أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء.

فقال (عليه السلام): «وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه، لأن جبرائيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان لم يعصيا الله قط، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك. فكان أكثر أيّامهما الشرك بالله فمحال أن يشبّههما بهما».

قال يحيى: وقد روي أيضاً: أنهما سيدا كهول أهل الجنة. فما تقول فيه؟

فقال (عليه السلام): وهذا الخبر محال أيضاً، لان أهل الجنة كلهم يكونون شبّاناً ولا يكون فيهم كهل وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحسن و الحسين (عليهما السلام) بأنهما « سيدا شباب أهل الجنة ».

فقال يحيى بن الأكثم: وروي إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.

فقال (عليه السلام): وهذا أيضا محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم ومحمد (صلى الله عليه وآله)، وجميع الأنبياء والمرسلين. لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر؟!

فقال يحيى بن الأكثم: وقد روي: أن السكينة تنطق على لسان عمر.

فقال (عليه السلام): لست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر.

فقال ـ على رأس المنبر ـ: إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا ملت فسدّدوني. فقال يحيى: قد روي إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم اُبعث لبُعث عمر.

فقال (عليه السلام): كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) (2)، فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه، وكان الأنبياء (عليهم السلام) لم يشركوا بالله طرفة عين؟ فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان اكثر أيامه مع الشرك بالله؟! وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « نبّئت وآدم بين الروح والجسد ».

فقال يحيى بن الأكثم: وقد روي أيضاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما احتبس عنّي الوحي قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب.

فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضاً، لأنه لا يجوز أن يشك النبي (صلى الله عليه وآله) في نبوّته، قال الله تعالى: ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ) (3) فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟!

قال يحيى: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلاّ عمر.

فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضاً، لأن الله تعالى يقول: ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) (4)، فأخبر سبحانه انه لا يعذب أحداً ما دام فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما داموا يستغفرون الله»(5).

وفي هذا النص شواهد كافية لمدى التحريف الذي سيطر على مجال الحديث والبدع التي أُدخلت على السنّة النبوية الشريفة في عصر الخلافة الأموية والعباسية، ومدى نفوذها إلى واقع الأمة بالرغم من كونها تخالف النصوص الصريحة للقرآن الكريم. وهذا كاشف عن مدى هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة عند علماء البلاط فضلاً عن عامة أتباعهم.

وهذا الحوار يكشف لنا عن مدى شجاعة الإمام (عليه السلام) وقوّة منطقه، ودوره الكبير في تصحيح هذه الانحرافات الخطيرة التي تشوّه حقائق الدين من أجل تصحيح أخطاء شخصيات استغلّت شرف الصحبة والصحابة، وقبع الحكام المنحرفون تحت هذه الأقنعة التي نسجت منهم شخصيات وهميّة على مدى التاريخ في أذهان عوامّ علماء المسلمين فضلاً عن أتباعهم.

المصدر: المعصومون الاربعة عشر


الهوامش:

1- سورة ق: الآية 16.

2- سورة الأحزاب: الآية 7.

3- سورة الحج: الآية 75.

4- سورة الأنفال: الآية 33.

5- الاحتجاج: 2 / 477 ـ 480.


الإمام الجواد(عليه السلام) والغلو بالصحابة


لم يتخذ الغلو لوناً واحداً بل كانت ثمة ألوان متعددة، منها الغلو بالصحابة، وفي حوار مفتوح للإمام الجواد (عليه السلام) مع يحيى بن الأكثم أمام جماعة كبيرة من الناس منهم المأمون العبّاسي فنّد الإمام الجواد (عليه السلام) التوجهات المغالية في شأن الصحابة، وإليك نص الحديث:

«روي أن المأمون بعد ما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر (عليه السلام) كان في مجلس وعنده أبو جعفر (عليه السلام) ويحيى بن الأكثم وجماعة كثيرة.

فقال له يحيى بن الأكثم: ما تقول يا بن رسول الله في ا لخبر الذي روي: أنه نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا محمد ! إن الله عز وجل يُقرئك السلام ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عنّي راض فإني عنه راض.

فقال أبو جعفر (عليه السلام): «لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع: قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله عز وجل وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب إليه من حبل الوريد )(1). فالله عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى يسأل عن مكنون سره، هذا مستحيل في العقول».

ثم قال يحيى بن الأكثم: وقد روي: أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرائيل وميكائيل في السماء.

فقال (عليه السلام): «وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه، لأن جبرائيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان لم يعصيا الله قط، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك. فكان أكثر أيّامهما الشرك بالله فمحال أن يشبّههما بهما».

قال يحيى: وقد روي أيضاً: أنهما سيدا كهول أهل الجنة. فما تقول فيه؟

فقال (عليه السلام): وهذا الخبر محال أيضاً، لان أهل الجنة كلهم يكونون شبّاناً ولا يكون فيهم كهل وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحسن و الحسين (عليهما السلام) بأنهما « سيدا شباب أهل الجنة ».

فقال يحيى بن الأكثم: وروي إن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.

فقال (عليه السلام): وهذا أيضا محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم ومحمد (صلى الله عليه وآله)، وجميع الأنبياء والمرسلين. لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر؟!

فقال يحيى بن الأكثم: وقد روي: أن السكينة تنطق على لسان عمر.

فقال (عليه السلام): لست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر.

فقال ـ على رأس المنبر ـ: إن لي شيطاناً يعتريني، فإذا ملت فسدّدوني. فقال يحيى: قد روي إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم اُبعث لبُعث عمر.

فقال (عليه السلام): كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) (2)، فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه، وكان الأنبياء (عليهم السلام) لم يشركوا بالله طرفة عين؟ فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان اكثر أيامه مع الشرك بالله؟! وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « نبّئت وآدم بين الروح والجسد ».

فقال يحيى بن الأكثم: وقد روي أيضاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما احتبس عنّي الوحي قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب.

فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضاً، لأنه لا يجوز أن يشك النبي (صلى الله عليه وآله) في نبوّته، قال الله تعالى: ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ) (3) فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟!

قال يحيى: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلاّ عمر.

فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضاً، لأن الله تعالى يقول: ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) (4)، فأخبر سبحانه انه لا يعذب أحداً ما دام فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما داموا يستغفرون الله»(5).

وفي هذا النص شواهد كافية لمدى التحريف الذي سيطر على مجال الحديث والبدع التي أُدخلت على السنّة النبوية الشريفة في عصر الخلافة الأموية والعباسية، ومدى نفوذها إلى واقع الأمة بالرغم من كونها تخالف النصوص الصريحة للقرآن الكريم. وهذا كاشف عن مدى هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة عند علماء البلاط فضلاً عن عامة أتباعهم.

وهذا الحوار يكشف لنا عن مدى شجاعة الإمام (عليه السلام) وقوّة منطقه، ودوره الكبير في تصحيح هذه الانحرافات الخطيرة التي تشوّه حقائق الدين من أجل تصحيح أخطاء شخصيات استغلّت شرف الصحبة والصحابة، وقبع الحكام المنحرفون تحت هذه الأقنعة التي نسجت منهم شخصيات وهميّة على مدى التاريخ في أذهان عوامّ علماء المسلمين فضلاً عن أتباعهم.

المصدر: المعصومون الاربعة عشر


الهوامش:

1- سورة ق: الآية 16.

2- سورة الأحزاب: الآية 7.

3- سورة الحج: الآية 75.

4- سورة الأنفال: الآية 33.

5- الاحتجاج: 2 / 477 ـ 480.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:37 م

1 التعليقات:

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014


السؤال: انا لدي اخ تعثر كثيرا في مسالة الزواج بسبب الخلاف بين امي وابي بمن يزوجونه فحدثت مشاكل كبيرة على اثرها اقسما ابي وامي على ان يزوجونه من خارج البلاد المهم صار الولد مشتت واصبح يسافر البحرين تعرف على فتاة مغربية ولكن اخلاقها سيئة فاحبها بجنون واراد ان يتزوجها المهم عاد بعد ذلك الى رشده وقرر الزواج من المغرب وخلص الاوراق الرسمية بموافقة اهلي ولكن بعد ذلك ومع التفكير خاف والدي ان تكون  تلك الفتاة ونحن من بيت متدين وشريف ولا ندري ما الحقيقة واذا كانت تلك البنت هل استطيع عمل شي لاخي حتى لو دعاء اوعمل خاص اقوم به لاخي دون علمه من أجل انقاذ اخي.

 

الجواب: إن أخاك واقع تحت ضغطين: الأول: ضغط الحاجة إلى الزواج، والثاني: ضغط اشتراطات الأبوين. ولا بد لحلحلة المشكلة من تسوية الأمرين معاً. والشباب مملوء عادة بالحماس والرغبة، مما يحجب عن بصيرته كثير من الحقائق التي لو عرفها لأحجم وتراجع. ولا يتقبل في العادة القرارات الإجبارية، لأنها تشعره بنقص في شخصيته ورجولته. لذلك فأفضل الطرق هي إيصال الفكرة إليه في تروّ، واحترام. فإن لم يكن والداك مستعدين لذلك، فيمكنك فعل ذلك بتوسيط أهل العقل والدين من المعارف والأقرباء إن وجدوا، وإلا فمن العلماء في منطقتكم. وبتنبيه الأخ على مفاسد مثل ذلك الزواج ومخاطره الدينية والاجتماعية والنفسية.

فقد قال تعالى: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"[1]، وقال عز وجل: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا"[2].

وفي الأحاديث: قول النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله وسلَّم: « تخيّروا لنطفكم فإنّ العرق دسّاس»[3]. ومثلها قوله: "تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس"[4]، أو: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن"[5]. وعنه (صلى الله عليه وآله) في بعضها: "فإن الخال أحد الضجيعين"[6]، وقال (صلى الله عليه وآله): « إيّاكم وخضراء الدّمن. قيل: وما خضراء الدمن ؟ قال: «المرأة الحسناء في منبت سوء »[7]. وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنه سئل عن امرأة مؤمنة عارفة وليس بالموضع أحد على دينها هل تتزوج منهم؟ [فقال: عليه السلام: "لا تتزوج][8] إلا من هو على دينها وأما إنكم[9] فلا بأس أن يتزوج الرجل منكم المستضعفة البلهاء وأما الناصبة ابنة الناصبة فلا ولا كرامة؛ لأن المرأة تأخذ من أدب زوجها، ويردها إلى ما هو عليه فتزوجوا إن شئتم في الشُّكاك ولا تزوجوهم. فأما أهل النصب لأهل بيت محمد والعداوة لهم المباينين بذلك المعروفين به الذين ينتحلونه ديناً، فلا تخالطوهم ولا توادّوهم ولا تناكحوهم"[10]. وعنه عليه السلام: أنه سئل عن المرأة الخبيثة الفاجرة يتزوجها الرجل قال: "لا ينبغي له ذلك وأهل الستر والعفاف خير له ... لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخيروا لنطفكم ..."[11]. وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين"[12]. وقال الإمام الصادق (عليه السلام):" فأما أن يتزوج الرجل امرأة قد علم منها الفجور، فليحصن بابه"[13]. وقال مولانا الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد أظهر له رغبته الشديدة في الزواج: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك". الخبر"[14]. وعنه عليه السلام " إنما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد"[15]. وروى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها، وُكِل إلى ذلك، وإن تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال"[16].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] (النور:26).
[2] (الأعراف: 58).
[3] (غرر الحكم: 379).
[4] (مكارم الأخلاق: ص197).
[5] كنزالعمّال 16/295
[6] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[7] (بحار الأنوار 22: 54).
[8] حق العبارة أن تكون هكذا مع هذه الإضافة، والله العالم، فإن السقط في الرواية واضح.
[9] لعل الصحيح هو: أنتم، والله العالم.
[10] (دعائم الإسلام ج: 2 ص: 200).
[11] (قرب الإسناد، للحميري: ص166).
[12] (بحار الأنوار: ج100 ص235).
[13] (دعائم الإسلام ج2 ص3201).
[14] (الكافي، للكليني: ج5 ص323).
[15] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[16] ( الكافي: ج 5 باب فضل من تزوج ذات دين وكراهة من تزوج للمال ص 333 الحديث 3).



الشباب بين ضغوط الأهل وضغوط الشهوات


السؤال: انا لدي اخ تعثر كثيرا في مسالة الزواج بسبب الخلاف بين امي وابي بمن يزوجونه فحدثت مشاكل كبيرة على اثرها اقسما ابي وامي على ان يزوجونه من خارج البلاد المهم صار الولد مشتت واصبح يسافر البحرين تعرف على فتاة مغربية ولكن اخلاقها سيئة فاحبها بجنون واراد ان يتزوجها المهم عاد بعد ذلك الى رشده وقرر الزواج من المغرب وخلص الاوراق الرسمية بموافقة اهلي ولكن بعد ذلك ومع التفكير خاف والدي ان تكون  تلك الفتاة ونحن من بيت متدين وشريف ولا ندري ما الحقيقة واذا كانت تلك البنت هل استطيع عمل شي لاخي حتى لو دعاء اوعمل خاص اقوم به لاخي دون علمه من أجل انقاذ اخي.

 

الجواب: إن أخاك واقع تحت ضغطين: الأول: ضغط الحاجة إلى الزواج، والثاني: ضغط اشتراطات الأبوين. ولا بد لحلحلة المشكلة من تسوية الأمرين معاً. والشباب مملوء عادة بالحماس والرغبة، مما يحجب عن بصيرته كثير من الحقائق التي لو عرفها لأحجم وتراجع. ولا يتقبل في العادة القرارات الإجبارية، لأنها تشعره بنقص في شخصيته ورجولته. لذلك فأفضل الطرق هي إيصال الفكرة إليه في تروّ، واحترام. فإن لم يكن والداك مستعدين لذلك، فيمكنك فعل ذلك بتوسيط أهل العقل والدين من المعارف والأقرباء إن وجدوا، وإلا فمن العلماء في منطقتكم. وبتنبيه الأخ على مفاسد مثل ذلك الزواج ومخاطره الدينية والاجتماعية والنفسية.

فقد قال تعالى: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"[1]، وقال عز وجل: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا"[2].

وفي الأحاديث: قول النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله وسلَّم: « تخيّروا لنطفكم فإنّ العرق دسّاس»[3]. ومثلها قوله: "تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس"[4]، أو: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن"[5]. وعنه (صلى الله عليه وآله) في بعضها: "فإن الخال أحد الضجيعين"[6]، وقال (صلى الله عليه وآله): « إيّاكم وخضراء الدّمن. قيل: وما خضراء الدمن ؟ قال: «المرأة الحسناء في منبت سوء »[7]. وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنه سئل عن امرأة مؤمنة عارفة وليس بالموضع أحد على دينها هل تتزوج منهم؟ [فقال: عليه السلام: "لا تتزوج][8] إلا من هو على دينها وأما إنكم[9] فلا بأس أن يتزوج الرجل منكم المستضعفة البلهاء وأما الناصبة ابنة الناصبة فلا ولا كرامة؛ لأن المرأة تأخذ من أدب زوجها، ويردها إلى ما هو عليه فتزوجوا إن شئتم في الشُّكاك ولا تزوجوهم. فأما أهل النصب لأهل بيت محمد والعداوة لهم المباينين بذلك المعروفين به الذين ينتحلونه ديناً، فلا تخالطوهم ولا توادّوهم ولا تناكحوهم"[10]. وعنه عليه السلام: أنه سئل عن المرأة الخبيثة الفاجرة يتزوجها الرجل قال: "لا ينبغي له ذلك وأهل الستر والعفاف خير له ... لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخيروا لنطفكم ..."[11]. وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين"[12]. وقال الإمام الصادق (عليه السلام):" فأما أن يتزوج الرجل امرأة قد علم منها الفجور، فليحصن بابه"[13]. وقال مولانا الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد أظهر له رغبته الشديدة في الزواج: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك". الخبر"[14]. وعنه عليه السلام " إنما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد"[15]. وروى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها، وُكِل إلى ذلك، وإن تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال"[16].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] (النور:26).
[2] (الأعراف: 58).
[3] (غرر الحكم: 379).
[4] (مكارم الأخلاق: ص197).
[5] كنزالعمّال 16/295
[6] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[7] (بحار الأنوار 22: 54).
[8] حق العبارة أن تكون هكذا مع هذه الإضافة، والله العالم، فإن السقط في الرواية واضح.
[9] لعل الصحيح هو: أنتم، والله العالم.
[10] (دعائم الإسلام ج: 2 ص: 200).
[11] (قرب الإسناد، للحميري: ص166).
[12] (بحار الأنوار: ج100 ص235).
[13] (دعائم الإسلام ج2 ص3201).
[14] (الكافي، للكليني: ج5 ص323).
[15] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[16] ( الكافي: ج 5 باب فضل من تزوج ذات دين وكراهة من تزوج للمال ص 333 الحديث 3).



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:38 م

0 التعليقات:

الاثنين، 22 سبتمبر 2014


السؤال: لماذا تتعدد الروايات بشأن وفاة الزهراء عليها السلام ؟؟

الجواب: هناك عاملان اثنان
أحدهما تاريخي بحت، والآخر له ارتباط بالتاريخ العربي الإسلامي على وجه الخصوص
أما العامل الأول وهو التاريخي البحت
فهو أن كل الحوادث التاريخية كلما ابتعدت وأوغلت في البعد انطبعت بطابع الغموض، وبهتان اللون
ولو أننا راجعنا كل التواريخ بشكل عام، لوجدناها محكومة بهذا القانون الصارم.
مثلا لو تابعنا تواريخ ولادات أو وفيات مشاهير العالم الدينيين وغيرهم، لرأيناها مناسبات غير دقيقة التاريخ. بل نجد أن كثيرا منهم لا يعرف زمن ولادته حتى بحجم القرن، فضلا عن السنوات أو الشهور والأيام، مع أنهم شخصيات تستحوذ على اهتمام شعوب برمتها، بل وأمم بأسرها. فيقال إن إبراهيم الخليل ولد في حدود القرن الأربعين قبل الميلاد، وهكذا الكلام عن نوح الذي اختلفوا في عمره اختلافا فاحشا تراوح بين ألف سنة وثلاثة آلاف سنة. وهكذا موسى وعيسى، على تفاوت في سعة دائرة الاختلاف فيما بينهم.
ومثل ذي القرنين المذكور في القرآن، فلا يعرف على وجه الدقة متى كان، ولا في أي حقبة زمنية!.

ومن الشخصيات الثقافية كمثال على ذلك سقراط وأفلاطون وأفلوطين وأرسطو  ونظراؤهم كثير.

والعامل الثاني: وهو عنصر خاص بالتاريخ العربي والإسلامي، فقد ذكروا أن الكتابة العربية مرت بمراحل عديدة تطورت فيها. فكانت حروفها في بداياتها تكتب بدون نقط وبدون حركات أو ألفات. فحين تروى رواية عن شهادة الزهراء سلام الله عليها أنها كانت قريبة عهد برحيل أبيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله،  ويقال إنها استشهدت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوما، فإننا نتفهم الاختلاف المتوقع بسبب شكل الكتابة التي كانت تخلو من النقط، فتتردد الكلمة بين السبعين والتسعين، لأن ما يميز بين الكلمتين يكمن في النقط فقط.
كما أن منع تدوين الأحاديث، وكل ما يمت إلى الدين بصلة بشكل عام، فترة مائة عام أو أكثر ساعد على خلق التشويش، ونسج الظنون بدل العلم واليقين.
وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما ذكرناه كاف للإجابة على السؤال.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



javascript:void(0);

تعدد الروايات في مناسبات وفيات وولادات المعصومين


السؤال: لماذا تتعدد الروايات بشأن وفاة الزهراء عليها السلام ؟؟

الجواب: هناك عاملان اثنان
أحدهما تاريخي بحت، والآخر له ارتباط بالتاريخ العربي الإسلامي على وجه الخصوص
أما العامل الأول وهو التاريخي البحت
فهو أن كل الحوادث التاريخية كلما ابتعدت وأوغلت في البعد انطبعت بطابع الغموض، وبهتان اللون
ولو أننا راجعنا كل التواريخ بشكل عام، لوجدناها محكومة بهذا القانون الصارم.
مثلا لو تابعنا تواريخ ولادات أو وفيات مشاهير العالم الدينيين وغيرهم، لرأيناها مناسبات غير دقيقة التاريخ. بل نجد أن كثيرا منهم لا يعرف زمن ولادته حتى بحجم القرن، فضلا عن السنوات أو الشهور والأيام، مع أنهم شخصيات تستحوذ على اهتمام شعوب برمتها، بل وأمم بأسرها. فيقال إن إبراهيم الخليل ولد في حدود القرن الأربعين قبل الميلاد، وهكذا الكلام عن نوح الذي اختلفوا في عمره اختلافا فاحشا تراوح بين ألف سنة وثلاثة آلاف سنة. وهكذا موسى وعيسى، على تفاوت في سعة دائرة الاختلاف فيما بينهم.
ومثل ذي القرنين المذكور في القرآن، فلا يعرف على وجه الدقة متى كان، ولا في أي حقبة زمنية!.

ومن الشخصيات الثقافية كمثال على ذلك سقراط وأفلاطون وأفلوطين وأرسطو  ونظراؤهم كثير.

والعامل الثاني: وهو عنصر خاص بالتاريخ العربي والإسلامي، فقد ذكروا أن الكتابة العربية مرت بمراحل عديدة تطورت فيها. فكانت حروفها في بداياتها تكتب بدون نقط وبدون حركات أو ألفات. فحين تروى رواية عن شهادة الزهراء سلام الله عليها أنها كانت قريبة عهد برحيل أبيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله،  ويقال إنها استشهدت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوما، فإننا نتفهم الاختلاف المتوقع بسبب شكل الكتابة التي كانت تخلو من النقط، فتتردد الكلمة بين السبعين والتسعين، لأن ما يميز بين الكلمتين يكمن في النقط فقط.
كما أن منع تدوين الأحاديث، وكل ما يمت إلى الدين بصلة بشكل عام، فترة مائة عام أو أكثر ساعد على خلق التشويش، ونسج الظنون بدل العلم واليقين.
وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما ذكرناه كاف للإجابة على السؤال.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



javascript:void(0);

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:01 م

0 التعليقات:

الأحد، 21 سبتمبر 2014


السؤال: إذا كان استمرار امرأة في الزواج لا يحصنها بسبب عدم توافقهم وغياب الرحمة والمودة بينهم ، وحتى في الفراش تشعر بأنها مغتصبه وكارهه وتتمنى الموت في هذه اللحظات. هل يوجد أشكال إذا أستعد رجل للزواج من امرأة شكت له عزمها على الطلاق ونفورها من زوجها ؟ وهل يوجد خلاف إذا كانت المرأة تطالب بالطلاق بنية تحليلها للرجل المناسب لها بعد فشلها بالاختيار الأول ؟وجزاكم الله خير الجزاء ...؟

الجواب: الزواج رابطة إنسانية مقدسة بين الزوجين، استحل أحدهما الآخر بإذن الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله. فعليهما أن يحفظا أسرارهما في داخل بيتهما الزوجي، ولا يخرجاها إلاّ لأهلها بقصد الإصلاح أو إيجاد الحل بينهما، إذا وصل الأمر عندهما إلى طريق مسدود. ولا يجوز لها أن تفشي أسرار زوجها إلى الأجانب. فإذا كرهت زوجها، ورأت أنها لا تستطيع تحمله، فيمكنها حينئذٍ أن تطلب منه الطلاق، فإن طلّقها، وإلاّ رفعت أمرها إلى الحاكم الشرعي ليأذن لها فيه.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



هل أشكو زوجي عند من يعدني بالزواج؟


السؤال: إذا كان استمرار امرأة في الزواج لا يحصنها بسبب عدم توافقهم وغياب الرحمة والمودة بينهم ، وحتى في الفراش تشعر بأنها مغتصبه وكارهه وتتمنى الموت في هذه اللحظات. هل يوجد أشكال إذا أستعد رجل للزواج من امرأة شكت له عزمها على الطلاق ونفورها من زوجها ؟ وهل يوجد خلاف إذا كانت المرأة تطالب بالطلاق بنية تحليلها للرجل المناسب لها بعد فشلها بالاختيار الأول ؟وجزاكم الله خير الجزاء ...؟

الجواب: الزواج رابطة إنسانية مقدسة بين الزوجين، استحل أحدهما الآخر بإذن الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله. فعليهما أن يحفظا أسرارهما في داخل بيتهما الزوجي، ولا يخرجاها إلاّ لأهلها بقصد الإصلاح أو إيجاد الحل بينهما، إذا وصل الأمر عندهما إلى طريق مسدود. ولا يجوز لها أن تفشي أسرار زوجها إلى الأجانب. فإذا كرهت زوجها، ورأت أنها لا تستطيع تحمله، فيمكنها حينئذٍ أن تطلب منه الطلاق، فإن طلّقها، وإلاّ رفعت أمرها إلى الحاكم الشرعي ليأذن لها فيه.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:25 م

0 التعليقات:




 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم وقتلتهم إلى قيام يوم الدين. 

[{ كلامكم نور وأمركم رشد}]

  (يـــوم دحــو الارض) 

◾️آية الدحو (قال الله تعالى: )أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السّمَاء بَنَاها رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا). 

◾️اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة: ليلة دحو الارض (انبساط الارض من تحت الكعبة على الماء) ، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل، وروي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشّينا عند الرّضا (عليه السلام) ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة ، فقال له: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها ابراهيم (عليه السلام)، وولد فيها عيسى بن مريم (عليه السلام)، وفيها دحيت الارض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهراً، وقال على رواية اخرى: ألا انّ فيه يقوم القائم (عليه السلام) . 

دَحْو الأرض، لمشهد من مشاهد الخَلْق العظيمة، وواقعة جليلة في بديع الخلق الإلهيّ، وهي مذكورة في الكتاب العزيز في آيتين:

الاُولى:  والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها . 
الثانية:  والأرضِ وما طَحاها . 
و الآن.. مع هذا العنوان القرآنيّ ( دَحْو الأرض ) من خلال أربع معاني: 
 
تُطلّ على حقل اللغة، نقرأ في هذا الحقل:
دَحَوتُ الشيءَ دحْواً: بَسَطتُه.
وقيل: دحاه بمعنى أزاله عن مقرّه، أو جرَفه، أو رمى به بقهر.

أمّا طحا فبمعنى: بسط فوسع، والطحا: المنبسط من الأرض، والطاحي الممتدّ، وقيل أيضاً: الطَّحْو كالدَّحْو، وهو بسط الشيء والذَّهاب به.تُشرف على آفاق التفسير، يقول المفسّرون:«والأرض بعدَ ذلك دحاها  أي بَسَطها ومَدَّها بعد ما بنى السماء ورفع سَمْكها وسوّاها، وأغطَشَ ليلَها وأخرَج ضُحاها. وقيل: المعنى يكون هكذا: والأرضَ ـ مع ذلك ـ دحاها، وذكرَ بعضهم أنّ الدحو بمعنى الدَّحرَجة.

أمّا الطَّحْو في قوله تعالى:  والأرضِ وما طحاها  فهو الدَّحو، وهو البَسط، و «ما» وصولة، فيكون المعنى والذي «طحاها». أي الذي طحا الأرض هو الله جلّت قدرته. وقد استخدمت الآيتان «ما» بدل «مَن» لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب فيكون المعنى: واُقسم بالأرض والقويّ العجيب الذي بَسَطها.

النافذة الثالثة: نتعرّف من خلالها على ما ورد في روايات أهل البيت النبوّة، وهي جملة وافرة جاءت في ظلّ آية دَحو الأرض، منها:

◾️في خطبة للإمام عليّ عليه السلام قال فيها:
«كبَسَ الأرضَ على مَوْر أمواجٍ مُستَفحِلة، ولُججِ بحارٍ زاخرة، تَلتطمُ أواذِيُّ أمواجِها، وتَصطفِقُ مُتَقاذِفاتُ أثباجِها، وتَرغو زبَداً كالفُحول عند هِياجها، فخَضعَ جِماحُ الماء المتلاطم لثِقَل حملها، وسكنَ هَيْجُ ارتمائه إذا وطِئتْه بكَلْكَلِها، وذلّ مُسْتخذِياً إذ تمعّكت عليه بكواهلِها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه، ساجياً مقهوراً، وفي حَكَمة الذُّلّ منقاداً أسيراً، وسكنت الأرض مَدْحُوّةً في لُجّة تيارِه.

◾️وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض، أمرَ الرياح فضرَبنَ وجهَ الماء حتّى صار موجاً، ثمّ أزبَد فصار زبداً واحداً، فجمعَه في موضعِ البيت ثمّ جعله جبلاً عن زبَد، ثمّ دحا الأرض مِن تحته، وهو قول الله تعالى:  إنّ أوّل بيتٍ وُضِعَ للناسِ لَلّذي ببكّةَ مُباركاً 

وفي رواية أخرى ذكر البيت العتيق قائلاً: إنّ الله خلقه قبل الأرض، ثمّ خلق الأرضَ مِن بعده فدحاها مِن تحته. 

وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة. 

وضمن بيانه لعلل الأحكام والشرائع وبعض أسرار الحجّ وفضائله.. قال الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه: وعلّة وضع البيت (أي الكعبة المشرّفة) وسطَ الأرض؛ أنّه الموضع الذي مِن تحته دُحيت الأرض... وهي أوّل بقعةٍ وُضعت في الأرض؛ لأنّها الوسط، ليكون الغرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء. و تُفتح على آفاق من العمل الصالح، نقرأ منها:

◾️ الليلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة ليلة هي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى. وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. 

◾️اليوم وهو أحد الايّام الاربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على رواية أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، ويستغفر لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والارض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل . وقد ورد لهذا اليوم سوى الصّيام والعبادة وذكر الله تعالى والغُسل عملان 

الاوّل : صلاة مرويّة في كتب الشّيعة 
القميّين، وهي ركعتان تصلّى عند الضحى بالحمد مرّة والشّمس خمس مرّات ويقول بعد التّسليم لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ ثمّ يدعو ويقول : يا مُقيلَ العَثَراتِ اَقِلْني عَثْرَتي، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ اَجِبْ دَعْوَتي، يا سامِعَ الاَْصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتي وَارْحَمْني وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي وَما عِنْدي يا ذَا الْجَلالِ وَالاكْرامِ . 

الثّاني : هذا الدّعاء الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به اَللّـهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة، اَسْاَلُكَ في هذَا الْيَوْمِ مِنْ اَيّامِكَ الَّتي اَعْظَمْتَ حَقَّها، وَاَقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَاِلَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ فِى الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْق، وَداع اِلى كُلِّ حَقِّ، وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الاَْطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَاَعْطِنا في يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ الَْمخْزوُنِ غَيْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَاَكْرَمُ مَرْجُوٍّ، يا كَفِيُّ يا وَفِيُّ يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ اُلْطُفْ لي بِلُطْفِكَ، وَاَسْعِدْني بِعَفْوِكَ، وَاَيِّدْني بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِني كَريمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ اَمْرِكَ،وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْني مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ اِلى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَاَشْهِدْني اَوْلِياءِكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسي، وَحُلُولِ رَمْسي، وَانْقِطاعِ عَمَلي، وَانْقِضاءِ اَجَلي، اَللّـهُمَّ وَاذْكُرْني عَلى طُولِ الْبِلى اِذا حَلَلْتُ بَيْنَ اَطْباقِ الثَّرى، وَنَسِيَنِى النّاسُونَ مِنَ الْوَرى، وَاحْلِلْني دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْني مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْني مِنْ مُرافِقي اَوْلِيائِكَ وَاَهْلِ اجْتِبائِكَ وَاصْطَفائِكَ، وَباركْ لي في لِقائِكَ، وَارْزُقْني حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الاَْجَلِ، بَريئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ، اَللّـهُمَّ وَاَوْرِدْني حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاسْقِني مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلاَُّ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ اُذادُ، وَاجْعَلْهُ لي خَيْرَ زاد، وَاَوْفى ميعاد يَوْمَ يَقُومُ الاَْشْهادُ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَبِحُقُوقِ اَوْلِيائِكَ الْمُسْتَأثِرِينَ اَللّـهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاَهْلِكْ اَشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ،وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اَللّـهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ اَوْلِيائِكَ، وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَاَظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِاَمْرِكَ في اَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً اَللّـهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما اَلْقَيْتَ اِلَيْهِ مِنَ الاَْمْرِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعوُدَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً،اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا في كَرَّتِهِ حَتّى نَكُونَ في زَمانِهِ مِنْ اَعْوانِهِ، اَللّـهُمَّ اَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَاَشْهِدْنا اَيّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَارْدُدْ اِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

اعلم انّ السّيد الدّاماد (رحمه الله) قال
في رسالته المسمّاة الاربعة ايّام في خلال أعمال يوم دحوّ الارض انّ زيارة الامام الرّضا (ع) في هذا اليوم هي أكد آدابه المسنونة كذلك، ويتأكّد استحباب زيارته عليه السلام) في اليوم الاوّل من شهر رجب الفرد، وقد حثّ عليها حثّاً بالغاً 


دعواتكم لأحبتنا بالعراق بالفرج والنصر
(الرادودعمار العرب) فجر ليلة الخامس والعشرين 
من ذي القعدة الحرام١٤٣٥هج

الخامس والعشرين من ذي القعدة ذكرى دحو الارض




 

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم وقتلتهم إلى قيام يوم الدين. 

[{ كلامكم نور وأمركم رشد}]

  (يـــوم دحــو الارض) 

◾️آية الدحو (قال الله تعالى: )أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السّمَاء بَنَاها رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا). 

◾️اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة: ليلة دحو الارض (انبساط الارض من تحت الكعبة على الماء) ، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل، وروي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشّينا عند الرّضا (عليه السلام) ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة ، فقال له: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها ابراهيم (عليه السلام)، وولد فيها عيسى بن مريم (عليه السلام)، وفيها دحيت الارض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهراً، وقال على رواية اخرى: ألا انّ فيه يقوم القائم (عليه السلام) . 

دَحْو الأرض، لمشهد من مشاهد الخَلْق العظيمة، وواقعة جليلة في بديع الخلق الإلهيّ، وهي مذكورة في الكتاب العزيز في آيتين:

الاُولى:  والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها . 
الثانية:  والأرضِ وما طَحاها . 
و الآن.. مع هذا العنوان القرآنيّ ( دَحْو الأرض ) من خلال أربع معاني: 
 
تُطلّ على حقل اللغة، نقرأ في هذا الحقل:
دَحَوتُ الشيءَ دحْواً: بَسَطتُه.
وقيل: دحاه بمعنى أزاله عن مقرّه، أو جرَفه، أو رمى به بقهر.

أمّا طحا فبمعنى: بسط فوسع، والطحا: المنبسط من الأرض، والطاحي الممتدّ، وقيل أيضاً: الطَّحْو كالدَّحْو، وهو بسط الشيء والذَّهاب به.تُشرف على آفاق التفسير، يقول المفسّرون:«والأرض بعدَ ذلك دحاها  أي بَسَطها ومَدَّها بعد ما بنى السماء ورفع سَمْكها وسوّاها، وأغطَشَ ليلَها وأخرَج ضُحاها. وقيل: المعنى يكون هكذا: والأرضَ ـ مع ذلك ـ دحاها، وذكرَ بعضهم أنّ الدحو بمعنى الدَّحرَجة.

أمّا الطَّحْو في قوله تعالى:  والأرضِ وما طحاها  فهو الدَّحو، وهو البَسط، و «ما» وصولة، فيكون المعنى والذي «طحاها». أي الذي طحا الأرض هو الله جلّت قدرته. وقد استخدمت الآيتان «ما» بدل «مَن» لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب فيكون المعنى: واُقسم بالأرض والقويّ العجيب الذي بَسَطها.

النافذة الثالثة: نتعرّف من خلالها على ما ورد في روايات أهل البيت النبوّة، وهي جملة وافرة جاءت في ظلّ آية دَحو الأرض، منها:

◾️في خطبة للإمام عليّ عليه السلام قال فيها:
«كبَسَ الأرضَ على مَوْر أمواجٍ مُستَفحِلة، ولُججِ بحارٍ زاخرة، تَلتطمُ أواذِيُّ أمواجِها، وتَصطفِقُ مُتَقاذِفاتُ أثباجِها، وتَرغو زبَداً كالفُحول عند هِياجها، فخَضعَ جِماحُ الماء المتلاطم لثِقَل حملها، وسكنَ هَيْجُ ارتمائه إذا وطِئتْه بكَلْكَلِها، وذلّ مُسْتخذِياً إذ تمعّكت عليه بكواهلِها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه، ساجياً مقهوراً، وفي حَكَمة الذُّلّ منقاداً أسيراً، وسكنت الأرض مَدْحُوّةً في لُجّة تيارِه.

◾️وروي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: لمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض، أمرَ الرياح فضرَبنَ وجهَ الماء حتّى صار موجاً، ثمّ أزبَد فصار زبداً واحداً، فجمعَه في موضعِ البيت ثمّ جعله جبلاً عن زبَد، ثمّ دحا الأرض مِن تحته، وهو قول الله تعالى:  إنّ أوّل بيتٍ وُضِعَ للناسِ لَلّذي ببكّةَ مُباركاً 

وفي رواية أخرى ذكر البيت العتيق قائلاً: إنّ الله خلقه قبل الأرض، ثمّ خلق الأرضَ مِن بعده فدحاها مِن تحته. 

وجاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة. 

وضمن بيانه لعلل الأحكام والشرائع وبعض أسرار الحجّ وفضائله.. قال الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه: وعلّة وضع البيت (أي الكعبة المشرّفة) وسطَ الأرض؛ أنّه الموضع الذي مِن تحته دُحيت الأرض... وهي أوّل بقعةٍ وُضعت في الأرض؛ لأنّها الوسط، ليكون الغرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء. و تُفتح على آفاق من العمل الصالح، نقرأ منها:

◾️ الليلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة ليلة هي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى. وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. 

◾️اليوم وهو أحد الايّام الاربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على رواية أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، ويستغفر لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والارض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل . وقد ورد لهذا اليوم سوى الصّيام والعبادة وذكر الله تعالى والغُسل عملان 

الاوّل : صلاة مرويّة في كتب الشّيعة 
القميّين، وهي ركعتان تصلّى عند الضحى بالحمد مرّة والشّمس خمس مرّات ويقول بعد التّسليم لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلىِّ الْعَظيمِ ثمّ يدعو ويقول : يا مُقيلَ العَثَراتِ اَقِلْني عَثْرَتي، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ اَجِبْ دَعْوَتي، يا سامِعَ الاَْصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتي وَارْحَمْني وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي وَما عِنْدي يا ذَا الْجَلالِ وَالاكْرامِ . 

الثّاني : هذا الدّعاء الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به اَللّـهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة، اَسْاَلُكَ في هذَا الْيَوْمِ مِنْ اَيّامِكَ الَّتي اَعْظَمْتَ حَقَّها، وَاَقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَاِلَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ فِى الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْق، وَداع اِلى كُلِّ حَقِّ، وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ الاَْطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَاَعْطِنا في يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ الَْمخْزوُنِ غَيْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَْوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَاَكْرَمُ مَرْجُوٍّ، يا كَفِيُّ يا وَفِيُّ يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ اُلْطُفْ لي بِلُطْفِكَ، وَاَسْعِدْني بِعَفْوِكَ، وَاَيِّدْني بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِني كَريمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ اَمْرِكَ،وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْني مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ اِلى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَاَشْهِدْني اَوْلِياءِكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسي، وَحُلُولِ رَمْسي، وَانْقِطاعِ عَمَلي، وَانْقِضاءِ اَجَلي، اَللّـهُمَّ وَاذْكُرْني عَلى طُولِ الْبِلى اِذا حَلَلْتُ بَيْنَ اَطْباقِ الثَّرى، وَنَسِيَنِى النّاسُونَ مِنَ الْوَرى، وَاحْلِلْني دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْني مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْني مِنْ مُرافِقي اَوْلِيائِكَ وَاَهْلِ اجْتِبائِكَ وَاصْطَفائِكَ، وَباركْ لي في لِقائِكَ، وَارْزُقْني حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الاَْجَلِ، بَريئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ، اَللّـهُمَّ وَاَوْرِدْني حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاسْقِني مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنيئاً لا اَظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلاَُّ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ اُذادُ، وَاجْعَلْهُ لي خَيْرَ زاد، وَاَوْفى ميعاد يَوْمَ يَقُومُ الاَْشْهادُ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَبِحُقُوقِ اَوْلِيائِكَ الْمُسْتَأثِرِينَ اَللّـهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاَهْلِكْ اَشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ،وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اَللّـهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ اَوْلِيائِكَ، وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَاَظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِاَمْرِكَ في اَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً اَللّـهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما اَلْقَيْتَ اِلَيْهِ مِنَ الاَْمْرِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعوُدَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً،اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا في كَرَّتِهِ حَتّى نَكُونَ في زَمانِهِ مِنْ اَعْوانِهِ، اَللّـهُمَّ اَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَاَشْهِدْنا اَيّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَارْدُدْ اِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

اعلم انّ السّيد الدّاماد (رحمه الله) قال
في رسالته المسمّاة الاربعة ايّام في خلال أعمال يوم دحوّ الارض انّ زيارة الامام الرّضا (ع) في هذا اليوم هي أكد آدابه المسنونة كذلك، ويتأكّد استحباب زيارته عليه السلام) في اليوم الاوّل من شهر رجب الفرد، وقد حثّ عليها حثّاً بالغاً 


دعواتكم لأحبتنا بالعراق بالفرج والنصر
(الرادودعمار العرب) فجر ليلة الخامس والعشرين 
من ذي القعدة الحرام١٤٣٥هج

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:56 ص

0 التعليقات:

السبت، 20 سبتمبر 2014


السؤال: ينصح علماء النفس بالاجابة على الطفل حينما يسال والديه عن كيفية ولادته اجابة صحيحه لان الطفل له ميول وحب الاستطلاع على ان يتعرف عما حوله لما يملى عليه عقله او فطرته مثل هذه التساؤلات. اريد من سماحتكم ان اعرف ماذا يجيب اهل البيت (ع) على الطفل الذى يسال كيف ولد وكيف دخل بطن امه ؟ ارجو ان تكون الاحابه باحاديث اهل البيت (ع) العطرة .
مع جزيل الشكر



الجواب: من أوضح الواضحات: أنه "ليس كل ما يعلم يقال"، ولا شك أن الإطلاع على بعض الأمور مضر بالسامع والعالم. كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"[1]. والأصل في التربية، قبل إيصال المعلومة، أن نصون من نربيه عن الانحراف والشذوذ. فلا بد إذن أن نجنب الطفل المعلومة التي تضره ولا تنفعه، لعدم حاجته لمعرفتها في تلك المرحلة أولاً، ولضررها عليه بدل نفعه ثانياً. ولكن ليس معنى ذلك أن نخرسه حين يسأل، ولا أن نسكت نحن عن جوابه؛ فهو حين يسأل فقد تفتحت مداركه، ويريد أن يضيف إليها المزيد. لكن علينا أن نكون حذرين في إجاباتنا من آثارها المخربة المدمرة، مدركين لضرورة احترامه، وتنشئته تنشئة واعية راشدة.

 وفي حقيقة الأمر: ما أوسع المجال لنا لكي نتكيف في الرد على أسئلته. فهو في بدايات تفتحه، وكل ما أعطيته من معلومات صحيحة، مهما كانت سطحية، فهي جديدة عليه، وغنية بالنسبة إليه. فيمكن أن يقال له مثلاً: إن الله وهبه لنا وأعطانا إياه، أو إنه سبحانه بقدرته يخلقه في بطنها، لو لم يغن الجواب الأول. وكل ذلك صحيح، بل ودقيق في مكانه المناسب. فإن الرزاق هو الله، ومانح الأولاد هو الله. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في المعاريض مندوحة لكم من الكذب"!. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] (المائدة: 101).



التربية الجنسية للأطفال


السؤال: ينصح علماء النفس بالاجابة على الطفل حينما يسال والديه عن كيفية ولادته اجابة صحيحه لان الطفل له ميول وحب الاستطلاع على ان يتعرف عما حوله لما يملى عليه عقله او فطرته مثل هذه التساؤلات. اريد من سماحتكم ان اعرف ماذا يجيب اهل البيت (ع) على الطفل الذى يسال كيف ولد وكيف دخل بطن امه ؟ ارجو ان تكون الاحابه باحاديث اهل البيت (ع) العطرة .
مع جزيل الشكر



الجواب: من أوضح الواضحات: أنه "ليس كل ما يعلم يقال"، ولا شك أن الإطلاع على بعض الأمور مضر بالسامع والعالم. كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"[1]. والأصل في التربية، قبل إيصال المعلومة، أن نصون من نربيه عن الانحراف والشذوذ. فلا بد إذن أن نجنب الطفل المعلومة التي تضره ولا تنفعه، لعدم حاجته لمعرفتها في تلك المرحلة أولاً، ولضررها عليه بدل نفعه ثانياً. ولكن ليس معنى ذلك أن نخرسه حين يسأل، ولا أن نسكت نحن عن جوابه؛ فهو حين يسأل فقد تفتحت مداركه، ويريد أن يضيف إليها المزيد. لكن علينا أن نكون حذرين في إجاباتنا من آثارها المخربة المدمرة، مدركين لضرورة احترامه، وتنشئته تنشئة واعية راشدة.

 وفي حقيقة الأمر: ما أوسع المجال لنا لكي نتكيف في الرد على أسئلته. فهو في بدايات تفتحه، وكل ما أعطيته من معلومات صحيحة، مهما كانت سطحية، فهي جديدة عليه، وغنية بالنسبة إليه. فيمكن أن يقال له مثلاً: إن الله وهبه لنا وأعطانا إياه، أو إنه سبحانه بقدرته يخلقه في بطنها، لو لم يغن الجواب الأول. وكل ذلك صحيح، بل ودقيق في مكانه المناسب. فإن الرزاق هو الله، ومانح الأولاد هو الله. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في المعاريض مندوحة لكم من الكذب"!. 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] (المائدة: 101).



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:27 م

0 التعليقات:

الجمعة، 19 سبتمبر 2014


السؤال: أين كان الله قبل الخلق والإيجاد؟
 
الجواب: قال الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، نوراً لا ظلام فيه، وصادقاً لا كذب فيه، وعالماً لا جهل فيه، وحيّاً لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبدا[1].

_________
[1] (التوحيد: ص141 ح5).



الله سبحانه قبل الخلق والإيجاد!


السؤال: أين كان الله قبل الخلق والإيجاد؟
 
الجواب: قال الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، نوراً لا ظلام فيه، وصادقاً لا كذب فيه، وعالماً لا جهل فيه، وحيّاً لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبدا[1].

_________
[1] (التوحيد: ص141 ح5).



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:08 م

0 التعليقات:

الخميس، 18 سبتمبر 2014


السؤال: ما هو تفسير لفظ الجلالة: (الله)؟ وهل يصح ما نسمعه من بعض النصارى أنه أعجمي؟ وهكذا نسمع البعض يتعامل مع الضمير المنفصل للمفرد المذكر الغائب: (هو)، وهل يصح ما يقال من أنه يهودي؟
 
الجواب: الله لفظ الجلالة فُسّر بتفسيرين: الأول أنه اسم جامد وغير مشتق، وهو اسم ذات، علَم، يرمز إلى استجماع كل الصفات العليا والأسماء الحسنى. والثاني: أنه مشتق، وأصله: إله، وهو كل من اتخذ معبوداً، أو من (وله)، فيكون (ولاه)، وتحولت بكثرة الاستعمال إلى (إله)، والألف واللام للتعريف، فيكون: الإله. ثم حذفت الهمزة للتخفيف، لأجل كثرة الاستعمال أيضاً، ثم أدغمت اللام في اللام، نظير كلمة (الناس) الآتية من كلمة (الأناس). ثم فخّمت في اللفظ للتخصيص. ومعنى الإله: المألوه، بمعنى المعبود. والقول الثاني أقرب، وبقواعد اللغة أنسب. ولاسيما إذا التفتنا إلى أن الأصل في الأسماء العربية هو الاشتقاق، والتوفر على المعنى، والله سبحانه هو أصل الوجود، وأصل المعاني، فمن الجفاء أن نقول: إن الاسم الذي هو أصل كل المعاني لا معنى له!.
وأما (هو) فهو ضمير رفع منفصل للمذكر الغائب، واختص لكثرة الاستعمال، فصار علماً يشير إليه سبحانه بالغلبة. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



تفسير كلمتي الله وهو


السؤال: ما هو تفسير لفظ الجلالة: (الله)؟ وهل يصح ما نسمعه من بعض النصارى أنه أعجمي؟ وهكذا نسمع البعض يتعامل مع الضمير المنفصل للمفرد المذكر الغائب: (هو)، وهل يصح ما يقال من أنه يهودي؟
 
الجواب: الله لفظ الجلالة فُسّر بتفسيرين: الأول أنه اسم جامد وغير مشتق، وهو اسم ذات، علَم، يرمز إلى استجماع كل الصفات العليا والأسماء الحسنى. والثاني: أنه مشتق، وأصله: إله، وهو كل من اتخذ معبوداً، أو من (وله)، فيكون (ولاه)، وتحولت بكثرة الاستعمال إلى (إله)، والألف واللام للتعريف، فيكون: الإله. ثم حذفت الهمزة للتخفيف، لأجل كثرة الاستعمال أيضاً، ثم أدغمت اللام في اللام، نظير كلمة (الناس) الآتية من كلمة (الأناس). ثم فخّمت في اللفظ للتخصيص. ومعنى الإله: المألوه، بمعنى المعبود. والقول الثاني أقرب، وبقواعد اللغة أنسب. ولاسيما إذا التفتنا إلى أن الأصل في الأسماء العربية هو الاشتقاق، والتوفر على المعنى، والله سبحانه هو أصل الوجود، وأصل المعاني، فمن الجفاء أن نقول: إن الاسم الذي هو أصل كل المعاني لا معنى له!.
وأما (هو) فهو ضمير رفع منفصل للمذكر الغائب، واختص لكثرة الاستعمال، فصار علماً يشير إليه سبحانه بالغلبة. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:30 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014


السؤال: يقول البعض: إن نظرية وحدة الوجود والموجود ليست نظرية سطحية بسيطة كما يتصور البعض، أو يحاول تصويرها، بحيث ينعتونها بالكفر والزندقة. فإن لها تفاصيل وفروعاً عديدة، لا يمكن الحكم عليها من دون أن نحيط بتلك التفاصيل والتعاريف. ومن تلك المصطلحات: الواجب والممكن، والواجب بالذات والممكن بالذات وبالغير، وما إلى ذلك، ثم هناك وحدة الوجود الروحية والمثالية والثنائية، ومقام الاتحاد. فما هو قولكم، وما هو الفرق بين تلك العناوين من وحدة الوجود؟
 
الجواب: أما وجوب الوجود فهو لزوم حصوله واستحالة عدمه، فإذا كان بالذات كان وجوده ذاتيّاً لنفسه، بلا حاجة لموجد. وممكن الوجود هو ما يحتاج في وجوده إلى علة موجدة له، ما لم يكن ممتنعاً، وأما غير هذين الاصطلاحين فإنما هي أسماء واصطلاحات ناتجة عن التفكر في ذات الله، ما أنزل الله بها من سلطان، ومنشأها والله العالم: قياس وجود الممكنات بالذات على واجب الوجود بالذات، مع أن هذه الوجودات الإمكانية مهما عظمت وكبرت لا تعدو كونها محدودة وفقيرة مخلوقة، وتعالى الله سبحانه من أن يشابه وجود خلقه، فضلاً عن الاتحاد معه، لكن فقر الإنسان المعرفي وجهله، وابتعاده عن مصادر الوحي وأنوار الهدى، يجعله يشطح أمثال هذه الشطحات.
وأما اتصاف الاثنين بصفة الوجود فإنما هو من ضيق اللغة ومحدوديتها، أو هو من قبيل الاشتراك اللفظي، الذي هو اتحاد اللفظ وتعدد المعنى، من قبيل كلمة الخال التي تعني العلامة في الجسم، كما تعني أخا الأم. في حين أنه لا علاقة في الحقيقة بين المعنيين. أو هو من قبيل المشترك المعنوي، الذي هو اتحاد اللفظ والمعنى، لكن بمعنى كون اللفظ حقيقة في أحدهما ومجازاً في الآخر، أو بمعنى وجود المشترك العام الذي يصحح الوضع في الاثنين لكنه لا يصحح الوحدة بينهما، كلفظ الشيء الذي يطلق على الشيء وضده، بل ونقيضه؛ فالحب شيء والبغض شيء، واللون شيء واللالون شيء. وليس الجامع بينهما إلا صحة الإخبار عن الشيء في مقابل العدم الذي لا يصح الإخبار عنه!.
وبذلك يتضح المراد من وحدة الوجود والموجود، وهو مرفوض بأي صورة وتوجيه كان. والفرق بين الطبيعية والمثالية والثنائية: أن الأولى يقصرون الوجود فيها على الوجود الطبيعي المادي الفيزياوي، والثانية يقصرونه فيها على عالم الروح، ويسمونها أيضا بوحدة الوجود الروحية، والثالثة يمزجون فيها بين الروحي والمادي الطبيعي. وهي مذاهب منحولة من بعض الأمم القديمة الوثنية والإشراكية كالبراهمانية والهندوسية والأفلاطونية القديمة والأفلوطينية والرومانية ما قبل المسيح، إلى أن جاء دور المتصوفة المبتعدين عن هدى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ليستخدموا أذواقهم واستحساناتهم ليستعيروا من هؤلاء وأولئك اصطلاحاتهم، لتجد – مع شديد الأسف- هذه العناوين لها مكاناً في كتب المسلمين، وتتسرب إلى عقائدهم. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



وحدة الوجود والموجود وأقسامها


السؤال: يقول البعض: إن نظرية وحدة الوجود والموجود ليست نظرية سطحية بسيطة كما يتصور البعض، أو يحاول تصويرها، بحيث ينعتونها بالكفر والزندقة. فإن لها تفاصيل وفروعاً عديدة، لا يمكن الحكم عليها من دون أن نحيط بتلك التفاصيل والتعاريف. ومن تلك المصطلحات: الواجب والممكن، والواجب بالذات والممكن بالذات وبالغير، وما إلى ذلك، ثم هناك وحدة الوجود الروحية والمثالية والثنائية، ومقام الاتحاد. فما هو قولكم، وما هو الفرق بين تلك العناوين من وحدة الوجود؟
 
الجواب: أما وجوب الوجود فهو لزوم حصوله واستحالة عدمه، فإذا كان بالذات كان وجوده ذاتيّاً لنفسه، بلا حاجة لموجد. وممكن الوجود هو ما يحتاج في وجوده إلى علة موجدة له، ما لم يكن ممتنعاً، وأما غير هذين الاصطلاحين فإنما هي أسماء واصطلاحات ناتجة عن التفكر في ذات الله، ما أنزل الله بها من سلطان، ومنشأها والله العالم: قياس وجود الممكنات بالذات على واجب الوجود بالذات، مع أن هذه الوجودات الإمكانية مهما عظمت وكبرت لا تعدو كونها محدودة وفقيرة مخلوقة، وتعالى الله سبحانه من أن يشابه وجود خلقه، فضلاً عن الاتحاد معه، لكن فقر الإنسان المعرفي وجهله، وابتعاده عن مصادر الوحي وأنوار الهدى، يجعله يشطح أمثال هذه الشطحات.
وأما اتصاف الاثنين بصفة الوجود فإنما هو من ضيق اللغة ومحدوديتها، أو هو من قبيل الاشتراك اللفظي، الذي هو اتحاد اللفظ وتعدد المعنى، من قبيل كلمة الخال التي تعني العلامة في الجسم، كما تعني أخا الأم. في حين أنه لا علاقة في الحقيقة بين المعنيين. أو هو من قبيل المشترك المعنوي، الذي هو اتحاد اللفظ والمعنى، لكن بمعنى كون اللفظ حقيقة في أحدهما ومجازاً في الآخر، أو بمعنى وجود المشترك العام الذي يصحح الوضع في الاثنين لكنه لا يصحح الوحدة بينهما، كلفظ الشيء الذي يطلق على الشيء وضده، بل ونقيضه؛ فالحب شيء والبغض شيء، واللون شيء واللالون شيء. وليس الجامع بينهما إلا صحة الإخبار عن الشيء في مقابل العدم الذي لا يصح الإخبار عنه!.
وبذلك يتضح المراد من وحدة الوجود والموجود، وهو مرفوض بأي صورة وتوجيه كان. والفرق بين الطبيعية والمثالية والثنائية: أن الأولى يقصرون الوجود فيها على الوجود الطبيعي المادي الفيزياوي، والثانية يقصرونه فيها على عالم الروح، ويسمونها أيضا بوحدة الوجود الروحية، والثالثة يمزجون فيها بين الروحي والمادي الطبيعي. وهي مذاهب منحولة من بعض الأمم القديمة الوثنية والإشراكية كالبراهمانية والهندوسية والأفلاطونية القديمة والأفلوطينية والرومانية ما قبل المسيح، إلى أن جاء دور المتصوفة المبتعدين عن هدى أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ليستخدموا أذواقهم واستحساناتهم ليستعيروا من هؤلاء وأولئك اصطلاحاتهم، لتجد – مع شديد الأسف- هذه العناوين لها مكاناً في كتب المسلمين، وتتسرب إلى عقائدهم. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:09 م

0 التعليقات:

الاثنين، 15 سبتمبر 2014


السؤال: نحن نرى تشدداً في النصوص حيال التفكر في ذات الله، وأنه يكون على حد الكفر والزندقة، ومع ذلك نجد علماءنا حين يعالجون مباحث العقيدة دائماً يخوضون في الذات والصفات، أوليس الكلام عن الذات منهيّاً عنه؟ فكيف نراهم لا يبالون في البحث فيه؟
 
الجواب: جاء في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "من تفكر في ذات الله تزندق"[1]، وإنما يذكر أعلامنا أعلى الله مقاماتهم الذات، لجهة التفريق بينها وبين الأسماء والصفات. ومع أن ضابط المسألة الكلامية كونها تبحث في شؤون المبدأ والمعاد، لكن يخرج منها بعض المباحث للنهي الشرعي، ولعدم الجدوى. فهم حين يتعرضون لها إنما يريدون التمييز بين ما يجوز وما لا يجوز، لا بقصد الخوض فيها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

___________
[1]  غرر الحكم: 8503.



النهي عن التفكر في ذات الله


السؤال: نحن نرى تشدداً في النصوص حيال التفكر في ذات الله، وأنه يكون على حد الكفر والزندقة، ومع ذلك نجد علماءنا حين يعالجون مباحث العقيدة دائماً يخوضون في الذات والصفات، أوليس الكلام عن الذات منهيّاً عنه؟ فكيف نراهم لا يبالون في البحث فيه؟
 
الجواب: جاء في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "من تفكر في ذات الله تزندق"[1]، وإنما يذكر أعلامنا أعلى الله مقاماتهم الذات، لجهة التفريق بينها وبين الأسماء والصفات. ومع أن ضابط المسألة الكلامية كونها تبحث في شؤون المبدأ والمعاد، لكن يخرج منها بعض المباحث للنهي الشرعي، ولعدم الجدوى. فهم حين يتعرضون لها إنما يريدون التمييز بين ما يجوز وما لا يجوز، لا بقصد الخوض فيها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

___________
[1]  غرر الحكم: 8503.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:24 م

0 التعليقات:

الأحد، 14 سبتمبر 2014


السؤال: ثمة أحاديث تنهى عن التفكر في الله وتعدها على حد الكفر والزندقة، وفي المقابل توجد أحاديث أخرى تحض على التفكر، فكيف نجمع بين الطائفتين؟
 
الجواب: التفكر المنهي عنه هو التفكر في ذات الله وكنهه، فإنه لا يزيد العطشان إلا عطشاً، والتائه إلا تيهاً وضياعاً، والتفكر المطلوب هو التفكر في صفاته وقدرته، فإنه يزيد صاحبه معرفة بكمال الله وجماله وجلاله. والآيات والروايات مشحونة بالحث على الثاني بالتصريح والكناية، والمباشرة وغيرها.
وقد نهت الأحاديث عن التفكر في ذات الله، فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: "إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه"[1]. وعن ابنه الإمام الصادق عليه السلام قوله: "إياكم والتفكر في الله، فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيهاً، إن الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولا يوصف بمقدار"[2]. وقال (عليه السلام): "تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله، فان الكلام في الله لا يزيد الا تحيراً"[3].
ولعل النكتة التي تكمن وراء النهي عن أحد التفكرين، والأمر بالآخر: هي استحالة تصور الواجب الوجود من قبل الممكن، واللامتناهي من قبل المحدود، فهو بدل أن يركن إلى ركن وثيق، ويطمئن إلى نور العلم، سيصطدم بأمور تتكسر أمامها كل معارفه ومداركه، فإن عقل المخلوق مهما علا واستعلى، إلا أنه يبقى محدوداً وقاصراً. وبدل أن يهتدي بنور العلم يغرق في أمواج الجهل والضلال.
 وأما التفكر في خلق الله، وفي أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فهو ضروري له، لكي يتعرف على ما يجب عليه من أدب وشكر تجاه خالقه، إذ كيف يمكن له شكر من لا يعرفه، أم كيف يتأدب مع موجود لا يعرف ما يحب وما يكره، وما وهبه لم وهبه إياه، وما حرمه لم حرمه منه؛ مضافاً إلى أنه السبيل إلى ارتقاء أسباب الكمال، والتوفر على الشروط التي يتمكن العبد بها من استنزال الخير والرحمات، وتوقي الشر والنقمات. قال عز وجل: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "[4]، وقال: "يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النار"[5]. وقال تعالى: "واعلموا أن الله غني حميد"[6]، وقال رب العزة في الحديث القدسي: "كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف"[7]،  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "تخلقوا بأخلاق الله"[8]. ولا طريق إلى التخلق بأخلاقه إلا بمعرفته ومعرفة صفاته جل وعلا.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] (الكافي: ج1 ص93 ح 7).
[2] ( بحار الأنوار: ج3 ص295 ب9 ح4. و روضة الواعظين ص36. والتوحيد ص457 ح13 و14 باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل. والامالي للشيخ الصدوق ص417 المجلس 65 ح3.)
[3] (التوحيد ص454 ب67 ح1 باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل).
[4] (الأعراف: 180).
[5] (آل عمران: 191).
[6] ( البقرة: الآية 267).
[7] (بحار الأنوار: ج84 ص344 ب 13 ح 19).
[8] بحار الأنوار: ج58 ص 129 ح42).



التفكر في صفات الله وفي ذات الله


السؤال: ثمة أحاديث تنهى عن التفكر في الله وتعدها على حد الكفر والزندقة، وفي المقابل توجد أحاديث أخرى تحض على التفكر، فكيف نجمع بين الطائفتين؟
 
الجواب: التفكر المنهي عنه هو التفكر في ذات الله وكنهه، فإنه لا يزيد العطشان إلا عطشاً، والتائه إلا تيهاً وضياعاً، والتفكر المطلوب هو التفكر في صفاته وقدرته، فإنه يزيد صاحبه معرفة بكمال الله وجماله وجلاله. والآيات والروايات مشحونة بالحث على الثاني بالتصريح والكناية، والمباشرة وغيرها.
وقد نهت الأحاديث عن التفكر في ذات الله، فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: "إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه"[1]. وعن ابنه الإمام الصادق عليه السلام قوله: "إياكم والتفكر في الله، فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيهاً، إن الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولا يوصف بمقدار"[2]. وقال (عليه السلام): "تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله، فان الكلام في الله لا يزيد الا تحيراً"[3].
ولعل النكتة التي تكمن وراء النهي عن أحد التفكرين، والأمر بالآخر: هي استحالة تصور الواجب الوجود من قبل الممكن، واللامتناهي من قبل المحدود، فهو بدل أن يركن إلى ركن وثيق، ويطمئن إلى نور العلم، سيصطدم بأمور تتكسر أمامها كل معارفه ومداركه، فإن عقل المخلوق مهما علا واستعلى، إلا أنه يبقى محدوداً وقاصراً. وبدل أن يهتدي بنور العلم يغرق في أمواج الجهل والضلال.
 وأما التفكر في خلق الله، وفي أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فهو ضروري له، لكي يتعرف على ما يجب عليه من أدب وشكر تجاه خالقه، إذ كيف يمكن له شكر من لا يعرفه، أم كيف يتأدب مع موجود لا يعرف ما يحب وما يكره، وما وهبه لم وهبه إياه، وما حرمه لم حرمه منه؛ مضافاً إلى أنه السبيل إلى ارتقاء أسباب الكمال، والتوفر على الشروط التي يتمكن العبد بها من استنزال الخير والرحمات، وتوقي الشر والنقمات. قال عز وجل: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "[4]، وقال: "يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك فقنا عذاب النار"[5]. وقال تعالى: "واعلموا أن الله غني حميد"[6]، وقال رب العزة في الحديث القدسي: "كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف"[7]،  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "تخلقوا بأخلاق الله"[8]. ولا طريق إلى التخلق بأخلاقه إلا بمعرفته ومعرفة صفاته جل وعلا.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] (الكافي: ج1 ص93 ح 7).
[2] ( بحار الأنوار: ج3 ص295 ب9 ح4. و روضة الواعظين ص36. والتوحيد ص457 ح13 و14 باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل. والامالي للشيخ الصدوق ص417 المجلس 65 ح3.)
[3] (التوحيد ص454 ب67 ح1 باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عزوجل).
[4] (الأعراف: 180).
[5] (آل عمران: 191).
[6] ( البقرة: الآية 267).
[7] (بحار الأنوار: ج84 ص344 ب 13 ح 19).
[8] بحار الأنوار: ج58 ص 129 ح42).



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:36 م

0 التعليقات:

السبت، 13 سبتمبر 2014


السؤال: ما هو تفسير قول الإمام علي عليه السلام: "عرفت الله بفسخ العزائم، وحل العقود، ونقض الهمم" ؟.
 
الجواب: يحصل للإنسان أحياناً أن يعزم على أمر مّا، ويرى أنه  ماض في أمره ذاك، وإذا به يُفَتّ في عزيمته، فيتبدّل رأيه، ويعزم على أمر غيره. فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: إن هذه الظاهرة تهدي إلى الله وأنه مالك الأمر والمهيمن والمحيط. وذلك لأن العبد لو كان مالكاً لأمر نفسه لما تغير عزمه، ومضى في ما قرره. وفي حديث آخر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "إن رجلاً قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، بماذا عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم، ونقض الهم؛ لمّا هممت فحيل بيني وبين همي، وعزمت فخالف القضاء عزمي، علمت أن المدبر غيري"[1].
توضيحه: أن هذا التبدل المفاجئ لا بد له من علة خارجة عن الإنسان، لأنه بنفسه يجهلها، ثم لو فرضنا جدلاً إرجاعها إلى كائن مخلوق آخر، فحتى لو انحلت المشكلة في هذه المسألة عند ذلك المخلوق، إلا أن ذلك المخلوق هو بنفسه تحصل له مثل هذه الحالة، فلا بد أن نرجع إلى غيره، فإذا رجعنا إلى مخلوق ثالث لن تنحل المشكلة، ونبقى ننتقل من مخلوق إلى آخر قبله، فيحصل التسلسل، أو نرجعه إلى أحد المخلوقين السابقين مرة أخرى فيحصل الدور، فنضطر لحل المشكلة من الأساس إلى أن ننسب الحالة إلى موجود خالق لا يرجع إلى غيره، وغير قابل للحوادث وفسخ العزائم.
وكل ما ذكر في فسخ العزائم يأتي كذلك في حل العقود، ونقض الهمم. ويحتمل أن تكون الفقرات الثلاث بمعنى واحد، كما يحتمل أن يكون لكل منها معنى خاص، خصوصاً مع تبدل العامل والمعمول فيها. وحمل كلام الحكيم والبليغ على التكرار خلاف البلاغة،  ولا يناسب الحكمة. ولعل الفرق بينها يكمن في تغطية الحالات الثلاث لأكثر قصود الإنسان وما يطرأ عليها من التغير. فالفسخ يعني الانفكاك بين الشيئين الملتصقين اللذين صارا كشيء واحد، والحل يعني فك الربط والعقد، ولكن قد يحصل العقد بين الشيء الواحد وجزء منه، أو بين الشيئين أو الأشياء المتعددة المختلفة، والنقض مقابل الإبرام، فكأنه يصيب كل النسيج بالتفسخ والانحلال. وللتوسع يمكن مراجعة البحوث المختصة.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1]  التوحيد، للشيخ الصدوق: ص288.



عرفت الله بفسخ العزائم


السؤال: ما هو تفسير قول الإمام علي عليه السلام: "عرفت الله بفسخ العزائم، وحل العقود، ونقض الهمم" ؟.
 
الجواب: يحصل للإنسان أحياناً أن يعزم على أمر مّا، ويرى أنه  ماض في أمره ذاك، وإذا به يُفَتّ في عزيمته، فيتبدّل رأيه، ويعزم على أمر غيره. فيقول أمير المؤمنين عليه السلام: إن هذه الظاهرة تهدي إلى الله وأنه مالك الأمر والمهيمن والمحيط. وذلك لأن العبد لو كان مالكاً لأمر نفسه لما تغير عزمه، ومضى في ما قرره. وفي حديث آخر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "إن رجلاً قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، بماذا عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم، ونقض الهم؛ لمّا هممت فحيل بيني وبين همي، وعزمت فخالف القضاء عزمي، علمت أن المدبر غيري"[1].
توضيحه: أن هذا التبدل المفاجئ لا بد له من علة خارجة عن الإنسان، لأنه بنفسه يجهلها، ثم لو فرضنا جدلاً إرجاعها إلى كائن مخلوق آخر، فحتى لو انحلت المشكلة في هذه المسألة عند ذلك المخلوق، إلا أن ذلك المخلوق هو بنفسه تحصل له مثل هذه الحالة، فلا بد أن نرجع إلى غيره، فإذا رجعنا إلى مخلوق ثالث لن تنحل المشكلة، ونبقى ننتقل من مخلوق إلى آخر قبله، فيحصل التسلسل، أو نرجعه إلى أحد المخلوقين السابقين مرة أخرى فيحصل الدور، فنضطر لحل المشكلة من الأساس إلى أن ننسب الحالة إلى موجود خالق لا يرجع إلى غيره، وغير قابل للحوادث وفسخ العزائم.
وكل ما ذكر في فسخ العزائم يأتي كذلك في حل العقود، ونقض الهمم. ويحتمل أن تكون الفقرات الثلاث بمعنى واحد، كما يحتمل أن يكون لكل منها معنى خاص، خصوصاً مع تبدل العامل والمعمول فيها. وحمل كلام الحكيم والبليغ على التكرار خلاف البلاغة،  ولا يناسب الحكمة. ولعل الفرق بينها يكمن في تغطية الحالات الثلاث لأكثر قصود الإنسان وما يطرأ عليها من التغير. فالفسخ يعني الانفكاك بين الشيئين الملتصقين اللذين صارا كشيء واحد، والحل يعني فك الربط والعقد، ولكن قد يحصل العقد بين الشيء الواحد وجزء منه، أو بين الشيئين أو الأشياء المتعددة المختلفة، والنقض مقابل الإبرام، فكأنه يصيب كل النسيج بالتفسخ والانحلال. وللتوسع يمكن مراجعة البحوث المختصة.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1]  التوحيد، للشيخ الصدوق: ص288.



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:33 م

0 التعليقات:

الجمعة، 12 سبتمبر 2014


السؤال: أنتم الشيعة تتهمون غيركم من المسلمين بالتجسيم، مع أن رواياتكم لا تخلو من القول بالتجسيم الواضح، مثل ما رواه زيد النرسي في كتابه عن عبدالله بن سنان قال: "سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا، فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب سلّم سلّم، والرّب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً "
هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405 .
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكر، عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب، فقال: إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم". [ 15774 ] 3 ـ (( - وسائل الشيعة -الجزء الثاني عشر - كتاب الحج ـ باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها - ص (104-128 ).
وعن إبراهيم بن محمد الخراز، ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا (رض)، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا: ( إن هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد... الخ ) أصول الكافي 1/101، بحار الأنوار 4/40.
وروى شيخهم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري : قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين (ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن فليجئ فأتاه رجل رجل فيجعل أبهامه في راحة واحدهم فلم يزل يشرب الرجل حتى ارتووا فقال بعضهم والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا فلما قاتلوا الحسين (ع) فكان في اليوم الثالث عند المغرب أعقد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعد من حوله ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ثم قال أبو عبدالله (ع): والله لقد رآهم عدة من الكوفيين ولقد كرّر عليهم لو عقلوا قال ثم خرجوا لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ثم أتى لجبال رضوى فلا يبقى أحد من المؤمنين إلاّ أتاه وهو على سرير من نور قد حفّ به ابراهيم وموسى وعيسى! وجميع الانبياء! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين (ع) قال فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم وإذا قام القائم (ع) وافو فيها بينهم الحسين (ع) حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين (ع) حتى أن الله تعالى يزورالحسين (ع) ويصافحه ويقعد معه على سرير، يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيء لا لورائها مطلب .
ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه: ( يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )!!! .
والسؤال هو: أن هذه رواياتكم موجودة فعلاً، وصريحة في القول بالتجسيم، حيث إنها تنسب اليد والحركة والركوب إلى الله سبحانه وتعالى، فما هو ردكم؟

الجواب: ليس من ديدن الشيعة الإمامية توزيع الاتهامات جزافاً وبلا دليل، وأما نسبة القول بالتجسيم، فإن طوائف من المسلمين يصرحون بهذا القول بأنفسهم، بل ويعتقدون بأنه هو العقيدة الصحيحة، ويخطئون بل يفسقون، وربما كفروا غيرهم ممن لم يقولوا بمقالتهم.
وقبل الجواب على هذه الدعوى المشار  إليها في متن السؤال، لا بد من الالتفات إلى عدة حقائق في تعاليم مدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم:
الحقيقة الأولى: أن ثمة ثوابت تستند إلى الأدلة القطعية من الكتاب والسنة والعقل لا يمكن تجاوزها، وهي أن الله سبحانه ليس بجسم، ولا يمكن في حقه الحركة، والرؤية، لا في هذا العالم ولا في غيره.
 ولو فرض وجود ما يخالف هذه الحقيقة الناصعة بلفظ من الكتاب أو السنة، فلا بد حينئذ من تأويله، وصرفه عن ظاهره، تصديقاً للكتاب نفسه الذي يقول: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[1]، وقوله عز وجل لموسى: "لن تراني"[2]، وقوله تبارك وتعالى: "وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[3]، وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد"[4]، وقوله سبحانه: "لاَّ تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ"[5]، وغيرها من الآيات الصريحة والواضحة في نفي الجسمية عنه جل شأنه.
ولا بد من إرجاع بعض الآيات التي يظهر منها خلاف ذلك إلى هذه الحقيقة الواضحة، انطلاقا من قوله تبارك وتعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"[6].
 ومثل هذا الكلام يصدق أيضاً في مجال الأحاديث الثابتة، والبراهين العقلية التي لا جدال في صحتها وضرورتها، التي ترفض القول بجسمية الباري جل وعلا، وإلا لزم فقره وحاجته، بل وكونه مخلوقاً لا خالقاً سبحانه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.
الحقيقة الثانية: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد صرح غير مرة بقوله: " أيها الناس  ستكثر عليّ الكذابة، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار"[7]، بل وفي رواية الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج قوله: "قد كثرت علي الكذابة، وستكثر".
 ومثله ورد أيضاً عن أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام،  فقد ورد في كتاب الكشي: عن محمد بن عيسى بن عبيدة عن يونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له: يا أبا محمد ما أشدّك في الحديث؟ وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا؟ فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟ فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى، وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
 قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السلام) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، أما عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول: قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إن كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصداق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نوراً، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان"[8].
والحقيقة الثالثة: أن بعض هذه التعابير هو جارٍ على منوال لغات العرب وطريقتهم في التخاطب، حيث يتسامحون في حذف بعض الألفاظ اعتماداً على سلامة فهم الناس، أو لوجود القرائن الصارفة لهم عن المعنى غير المراد. وذلك مثل قوله تعالى: "واسأل القرية"[9]، والمراد واسأل أهل القرية، أو سقط الباب، والمراد: أسقط الهواء أو الجاذبية الباب.
 ومن هذا القبيل قوله تعالى في قصة بني إسرائيل الذين كتب الله عليهم الموت، فأماتهم مدة مديدة من الزمان ثم أحياهم؛ قال سبحانه: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ"[10]، مع أنه لم يكن خطاباً مباشراً لهم، ولم يسمعوا، بل كان أمراً من الله لملكين من ملائكته فصاحا بهم فماتوا في مكانهم موتة رجل واحد.
والحقيقة الرابعة: أن كون أئمة الهدى صلوات الله عليهم في مرمى طعون السلاطين وملاحقتهم، لذلك نراهم أحياناً ينطقون بما ينسجم مع عقائد العامة، ولكنه عند أهل العلم والفقاهة من أتباعهم محمول على التقية، ما لم يمكن تأويله، وذلك لما قدمنا من أن عقيدة أهل البيت الحنيفية صريحة في نفي القول بالجسمية، وهل يمكن أن يخطئ الإمام القائلين بالتجسيم، ثم إذا به هو بنفسه يقول به؟!
وبعد أن اتضحت هذه المقدمات نقول: إن هذه الألفاظ المشار إليها في متن السؤال لا تخرج عن أحد تلك التوجيهات المذكورة، إذ هي إما قابلة للتوجيه والتأويل، فيشملها التأويل بما ينسجم مع المسلمات القطعية من العقل والنقل، أو لا يمكن تأويلها، لصراحتها في التجسيم، وهو أمر مرفوض ومردود، حتى لو فرض سلامة سنده، بل حتى لو قيل بتواتره، لأنه سيحمل حينها على التقية لا محالة.
وأما للجواب عن الروايات المنقولة واحدة واحدة، فنقول:
أما رواية زيد النرسي فبغض النظر عن الكلام الدائر حول الكتاب - حيث عده الشيخ الصدوق والشيخ محمد بن الحسن بن الوليد بأنه موضوع لا واقع له، بل والكلام المتداول أيضاً حول توثيق زيد نفسه – يمكن القول: بحمله على المجاز،  بأن المراد من النازل إنما هو الملك النازل بأمر الله سبحانه، وفي القرآن نظائر عديدة لهذا، مثل قوله تعالى: "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"[11]، وقوله: " هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ"[12]، وقوله: "الرحمن على العرش استوى"[13]، وقوله: "بل يداه مبسوطتان"[14].
وقد ورد مثل ذلك أيضاً في الأحاديث، نظير قوله صلى الله عليه وآله: " إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل"[15]، و"يد الله مع الجماعة"[16] ، وغير ذلك مما يظهر منه في الوهلة الأولى التجسيم، وحاش لله أن يكون جسماً. فلا بد من تأويله بما يتلاءم مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ سبحانه وتعالى عما يصف الجاهلون!.
فإن أبيت مثل هذه التأويلات فنقول وبكل صراحة: إننا نتنازل عن النص، ونرفضه، لأن المقياس عندنا هو الآيات الصريحة المحكمة، والسنة القطعية، المؤيدة بحكم العقل القطعي.
وأما رواية أبي حمزة الثمالي فمع الغض عن ضعفها الجلي بالإرسال الواضح فيها، ليت شعري كيف يمكن أن يحتج بها الخصم على القول بالتجسيم، مع أن ظاهرها في نفيه؟! فإن الإمام عليه السلام يقول: إنني أنا العبد أحتاج إلى الجلوس وأرتاح إلى جلسة دون أخرى، لأنني عبد مخلوق يعرض علي الملل والسأم والفرح والضجر، إلا أن الله سبحانه منزه عن كل ذلك وأمثاله، فهو غير محتاج إليها حتى تنسب إليه بعض أشكالها دون البعض الآخر، ولذلك علل عليه السلام ذلك منه بقوله: " والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم!
وأما الرواية الثالثة فالتدليس فيها من صاحب السؤال أو الشبهة واضح، حيث إنه بتر الحديث ولم يكمله، ولو أكمله لاتضح منه أن الإمام عليه السلام استعاذ بالله من القول بالتجسيم. حيث تقول تتمة الخبر: "فخر ساجداً ثم قال: (سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك، إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين). ثم التفت فقال: ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره. ثم قال نحن آل محمد النمط الأوسط الذى لا يدركنا الغالى ولا يسبقنا التالي، يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة. يا محمد عظم ربي وجل أن يكون من صفة المخلوقين. قال: قلت: حعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة ؟ قال: ذاك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب، إن نور الله منه اخضرَّ ما اخضرَّ، ومنه احمرَّ ما احمرَّ، ومنه ابيضَّ ما ابيضَّ، ومنه غير ذلك. يا محمد ما شهد به الكتاب والسنة فنحن القائلون به[17].
وأما الأصحاب المذكورون رضوان الله عليهم، فمع إمكان الذب عنهم، بنفي النسبة إليهم، إلا أنه حتى لو ثبت هذا الأمر عنهم فهو غير ضارّ ولا مؤثر، إذ أنهم لم يكونوا معصومين، وليسوا حجة علينا فيما يقولون أو يعتقدون، ما لم يثبت قولهم بالدليل والبرهان.
وأما الرواية الرابعة: فهي أولاً: ضعيفة بمحمد بن سنان، وثانياً: بناء على تسليم سندها، لا يمكن قبولها على ظاهرها، فلا بد من تأويلها بما ينسجم مع المسلمات القطعية من العقل والنقل كما سبق. على أن المشكلة لا تكمن في ورود هذه الألفاظ بهذا الظاهر، فإن ظاهر القرآن لا يخلو من أمثاله بهذا اللحاظ. وأما تعليقة الشيخ حجة الإسلام فهو إنما ينطلق من هذا المنطلق، فيؤول حيث يمكن التأويل، ويحتمل حيث يسمح العقل بذلك. ولعل ذهنه الوقاد قد انقدح بوجه مقبول في العقول منسجم مع النقول، لكنه لم يذكره لاستثقال بعض الأذهان له، والله العالم.
 وأما هؤلاء المرجفون فليس لهم التشبث بمثل هذه الأخبار، لأن كتبهم ملأى بنصوص التجسيم، وكثير منهم يقولون بظاهرها!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


____________
[1] (الشورى: 11).
[2] (الأعراف: 143).
[3] (البقرة:115).
[4] (الإخلاص: 1-2).
[5] (الأنعام: 103).
[6] (آل عمران: 7).
[7] (الكافي ، الكليني : 1/62 ح1 ، تحف العقول ، ابن شعبة الحراني : 193. مسند أحمد 1: 78، في مسند علي بن أبي طالب (عليه السلام)، صحيح البخاري 2: 81، باب ما يكره من النياحة على الميت، المستدرك على الصحيحين 3: 262.)
[8] (في الكشي ص195 /طبع النجف).
[9] (يوسف: 82).
[10] (البقرة: 243).
[11] (الفجر: 22).
[12] ( الأنعام: 158).
[13] (طه: 5).
[14] (المائدة: 64).
[15] (وسائل الشيعة، للحر العاملي (آل البيت): ج9 433، باب استحباب تقبيل الانسان يده بعد الصدقة، ح2).
[16] (كنز العمال، للمتقي الهندي: ج7 ص558).
[17] (أصول الكافي 1/101، بحار الأنوار 4/40).



روايات التجسيم


السؤال: أنتم الشيعة تتهمون غيركم من المسلمين بالتجسيم، مع أن رواياتكم لا تخلو من القول بالتجسيم الواضح، مثل ما رواه زيد النرسي في كتابه عن عبدالله بن سنان قال: "سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا، فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب سلّم سلّم، والرّب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً "
هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405 .
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكر، عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب، فقال: إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم". [ 15774 ] 3 ـ (( - وسائل الشيعة -الجزء الثاني عشر - كتاب الحج ـ باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها - ص (104-128 ).
وعن إبراهيم بن محمد الخراز، ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا (رض)، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا: ( إن هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد... الخ ) أصول الكافي 1/101، بحار الأنوار 4/40.
وروى شيخهم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري : قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين (ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن فليجئ فأتاه رجل رجل فيجعل أبهامه في راحة واحدهم فلم يزل يشرب الرجل حتى ارتووا فقال بعضهم والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا فلما قاتلوا الحسين (ع) فكان في اليوم الثالث عند المغرب أعقد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعد من حوله ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ثم قال أبو عبدالله (ع): والله لقد رآهم عدة من الكوفيين ولقد كرّر عليهم لو عقلوا قال ثم خرجوا لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ثم أتى لجبال رضوى فلا يبقى أحد من المؤمنين إلاّ أتاه وهو على سرير من نور قد حفّ به ابراهيم وموسى وعيسى! وجميع الانبياء! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين (ع) قال فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم وإذا قام القائم (ع) وافو فيها بينهم الحسين (ع) حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين (ع) حتى أن الله تعالى يزورالحسين (ع) ويصافحه ويقعد معه على سرير، يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيء لا لورائها مطلب .
ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه: ( يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )!!! .
والسؤال هو: أن هذه رواياتكم موجودة فعلاً، وصريحة في القول بالتجسيم، حيث إنها تنسب اليد والحركة والركوب إلى الله سبحانه وتعالى، فما هو ردكم؟

الجواب: ليس من ديدن الشيعة الإمامية توزيع الاتهامات جزافاً وبلا دليل، وأما نسبة القول بالتجسيم، فإن طوائف من المسلمين يصرحون بهذا القول بأنفسهم، بل ويعتقدون بأنه هو العقيدة الصحيحة، ويخطئون بل يفسقون، وربما كفروا غيرهم ممن لم يقولوا بمقالتهم.
وقبل الجواب على هذه الدعوى المشار  إليها في متن السؤال، لا بد من الالتفات إلى عدة حقائق في تعاليم مدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم:
الحقيقة الأولى: أن ثمة ثوابت تستند إلى الأدلة القطعية من الكتاب والسنة والعقل لا يمكن تجاوزها، وهي أن الله سبحانه ليس بجسم، ولا يمكن في حقه الحركة، والرؤية، لا في هذا العالم ولا في غيره.
 ولو فرض وجود ما يخالف هذه الحقيقة الناصعة بلفظ من الكتاب أو السنة، فلا بد حينئذ من تأويله، وصرفه عن ظاهره، تصديقاً للكتاب نفسه الذي يقول: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[1]، وقوله عز وجل لموسى: "لن تراني"[2]، وقوله تبارك وتعالى: "وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[3]، وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد"[4]، وقوله سبحانه: "لاَّ تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ"[5]، وغيرها من الآيات الصريحة والواضحة في نفي الجسمية عنه جل شأنه.
ولا بد من إرجاع بعض الآيات التي يظهر منها خلاف ذلك إلى هذه الحقيقة الواضحة، انطلاقا من قوله تبارك وتعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب"[6].
 ومثل هذا الكلام يصدق أيضاً في مجال الأحاديث الثابتة، والبراهين العقلية التي لا جدال في صحتها وضرورتها، التي ترفض القول بجسمية الباري جل وعلا، وإلا لزم فقره وحاجته، بل وكونه مخلوقاً لا خالقاً سبحانه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.
الحقيقة الثانية: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد صرح غير مرة بقوله: " أيها الناس  ستكثر عليّ الكذابة، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار"[7]، بل وفي رواية الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج قوله: "قد كثرت علي الكذابة، وستكثر".
 ومثله ورد أيضاً عن أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام،  فقد ورد في كتاب الكشي: عن محمد بن عيسى بن عبيدة عن يونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له: يا أبا محمد ما أشدّك في الحديث؟ وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا؟ فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟ فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى، وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
 قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السلام) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، أما عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول: قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إن كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصداق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نوراً، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان"[8].
والحقيقة الثالثة: أن بعض هذه التعابير هو جارٍ على منوال لغات العرب وطريقتهم في التخاطب، حيث يتسامحون في حذف بعض الألفاظ اعتماداً على سلامة فهم الناس، أو لوجود القرائن الصارفة لهم عن المعنى غير المراد. وذلك مثل قوله تعالى: "واسأل القرية"[9]، والمراد واسأل أهل القرية، أو سقط الباب، والمراد: أسقط الهواء أو الجاذبية الباب.
 ومن هذا القبيل قوله تعالى في قصة بني إسرائيل الذين كتب الله عليهم الموت، فأماتهم مدة مديدة من الزمان ثم أحياهم؛ قال سبحانه: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ"[10]، مع أنه لم يكن خطاباً مباشراً لهم، ولم يسمعوا، بل كان أمراً من الله لملكين من ملائكته فصاحا بهم فماتوا في مكانهم موتة رجل واحد.
والحقيقة الرابعة: أن كون أئمة الهدى صلوات الله عليهم في مرمى طعون السلاطين وملاحقتهم، لذلك نراهم أحياناً ينطقون بما ينسجم مع عقائد العامة، ولكنه عند أهل العلم والفقاهة من أتباعهم محمول على التقية، ما لم يمكن تأويله، وذلك لما قدمنا من أن عقيدة أهل البيت الحنيفية صريحة في نفي القول بالجسمية، وهل يمكن أن يخطئ الإمام القائلين بالتجسيم، ثم إذا به هو بنفسه يقول به؟!
وبعد أن اتضحت هذه المقدمات نقول: إن هذه الألفاظ المشار إليها في متن السؤال لا تخرج عن أحد تلك التوجيهات المذكورة، إذ هي إما قابلة للتوجيه والتأويل، فيشملها التأويل بما ينسجم مع المسلمات القطعية من العقل والنقل، أو لا يمكن تأويلها، لصراحتها في التجسيم، وهو أمر مرفوض ومردود، حتى لو فرض سلامة سنده، بل حتى لو قيل بتواتره، لأنه سيحمل حينها على التقية لا محالة.
وأما للجواب عن الروايات المنقولة واحدة واحدة، فنقول:
أما رواية زيد النرسي فبغض النظر عن الكلام الدائر حول الكتاب - حيث عده الشيخ الصدوق والشيخ محمد بن الحسن بن الوليد بأنه موضوع لا واقع له، بل والكلام المتداول أيضاً حول توثيق زيد نفسه – يمكن القول: بحمله على المجاز،  بأن المراد من النازل إنما هو الملك النازل بأمر الله سبحانه، وفي القرآن نظائر عديدة لهذا، مثل قوله تعالى: "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"[11]، وقوله: " هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ"[12]، وقوله: "الرحمن على العرش استوى"[13]، وقوله: "بل يداه مبسوطتان"[14].
وقد ورد مثل ذلك أيضاً في الأحاديث، نظير قوله صلى الله عليه وآله: " إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل"[15]، و"يد الله مع الجماعة"[16] ، وغير ذلك مما يظهر منه في الوهلة الأولى التجسيم، وحاش لله أن يكون جسماً. فلا بد من تأويله بما يتلاءم مع أسمائه الحسنى وصفاته العليا؛ سبحانه وتعالى عما يصف الجاهلون!.
فإن أبيت مثل هذه التأويلات فنقول وبكل صراحة: إننا نتنازل عن النص، ونرفضه، لأن المقياس عندنا هو الآيات الصريحة المحكمة، والسنة القطعية، المؤيدة بحكم العقل القطعي.
وأما رواية أبي حمزة الثمالي فمع الغض عن ضعفها الجلي بالإرسال الواضح فيها، ليت شعري كيف يمكن أن يحتج بها الخصم على القول بالتجسيم، مع أن ظاهرها في نفيه؟! فإن الإمام عليه السلام يقول: إنني أنا العبد أحتاج إلى الجلوس وأرتاح إلى جلسة دون أخرى، لأنني عبد مخلوق يعرض علي الملل والسأم والفرح والضجر، إلا أن الله سبحانه منزه عن كل ذلك وأمثاله، فهو غير محتاج إليها حتى تنسب إليه بعض أشكالها دون البعض الآخر، ولذلك علل عليه السلام ذلك منه بقوله: " والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم!
وأما الرواية الثالثة فالتدليس فيها من صاحب السؤال أو الشبهة واضح، حيث إنه بتر الحديث ولم يكمله، ولو أكمله لاتضح منه أن الإمام عليه السلام استعاذ بالله من القول بالتجسيم. حيث تقول تتمة الخبر: "فخر ساجداً ثم قال: (سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك، إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين). ثم التفت فقال: ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره. ثم قال نحن آل محمد النمط الأوسط الذى لا يدركنا الغالى ولا يسبقنا التالي، يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة. يا محمد عظم ربي وجل أن يكون من صفة المخلوقين. قال: قلت: حعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة ؟ قال: ذاك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب، إن نور الله منه اخضرَّ ما اخضرَّ، ومنه احمرَّ ما احمرَّ، ومنه ابيضَّ ما ابيضَّ، ومنه غير ذلك. يا محمد ما شهد به الكتاب والسنة فنحن القائلون به[17].
وأما الأصحاب المذكورون رضوان الله عليهم، فمع إمكان الذب عنهم، بنفي النسبة إليهم، إلا أنه حتى لو ثبت هذا الأمر عنهم فهو غير ضارّ ولا مؤثر، إذ أنهم لم يكونوا معصومين، وليسوا حجة علينا فيما يقولون أو يعتقدون، ما لم يثبت قولهم بالدليل والبرهان.
وأما الرواية الرابعة: فهي أولاً: ضعيفة بمحمد بن سنان، وثانياً: بناء على تسليم سندها، لا يمكن قبولها على ظاهرها، فلا بد من تأويلها بما ينسجم مع المسلمات القطعية من العقل والنقل كما سبق. على أن المشكلة لا تكمن في ورود هذه الألفاظ بهذا الظاهر، فإن ظاهر القرآن لا يخلو من أمثاله بهذا اللحاظ. وأما تعليقة الشيخ حجة الإسلام فهو إنما ينطلق من هذا المنطلق، فيؤول حيث يمكن التأويل، ويحتمل حيث يسمح العقل بذلك. ولعل ذهنه الوقاد قد انقدح بوجه مقبول في العقول منسجم مع النقول، لكنه لم يذكره لاستثقال بعض الأذهان له، والله العالم.
 وأما هؤلاء المرجفون فليس لهم التشبث بمثل هذه الأخبار، لأن كتبهم ملأى بنصوص التجسيم، وكثير منهم يقولون بظاهرها!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


____________
[1] (الشورى: 11).
[2] (الأعراف: 143).
[3] (البقرة:115).
[4] (الإخلاص: 1-2).
[5] (الأنعام: 103).
[6] (آل عمران: 7).
[7] (الكافي ، الكليني : 1/62 ح1 ، تحف العقول ، ابن شعبة الحراني : 193. مسند أحمد 1: 78، في مسند علي بن أبي طالب (عليه السلام)، صحيح البخاري 2: 81، باب ما يكره من النياحة على الميت، المستدرك على الصحيحين 3: 262.)
[8] (في الكشي ص195 /طبع النجف).
[9] (يوسف: 82).
[10] (البقرة: 243).
[11] (الفجر: 22).
[12] ( الأنعام: 158).
[13] (طه: 5).
[14] (المائدة: 64).
[15] (وسائل الشيعة، للحر العاملي (آل البيت): ج9 433، باب استحباب تقبيل الانسان يده بعد الصدقة، ح2).
[16] (كنز العمال، للمتقي الهندي: ج7 ص558).
[17] (أصول الكافي 1/101، بحار الأنوار 4/40).



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:08 م

0 التعليقات:



لأول مرة في متجر التطبيقات "غوغل بلاي" الخاص بأجهزة الأندرويد صدور تطبيق خاص بالمحقق الفقيه سماحة آية الله الشيخ محمد السند دام ظله،
من خلال البرنامج لن تفوتك دائماً إن شاء الله متابعة آخر الإضافات التي تنشرها المواقع الرسمية لمكتب سماحته دامت بركاته.

للتحميل من الرابط:

قم بنشره ليشملك ثواب الدعوة الى الله ودينه القويم.

لا تنسى تقييم التطبيق


صدر حديثا تطبيق للمحقق آية الله الشيخ محمد السند



لأول مرة في متجر التطبيقات "غوغل بلاي" الخاص بأجهزة الأندرويد صدور تطبيق خاص بالمحقق الفقيه سماحة آية الله الشيخ محمد السند دام ظله،
من خلال البرنامج لن تفوتك دائماً إن شاء الله متابعة آخر الإضافات التي تنشرها المواقع الرسمية لمكتب سماحته دامت بركاته.

للتحميل من الرابط:

قم بنشره ليشملك ثواب الدعوة الى الله ودينه القويم.

لا تنسى تقييم التطبيق


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:24 ص

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top