الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

الشباب بين ضغوط الأهل وضغوط الشهوات

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:38 م 0 تعليقات


السؤال: انا لدي اخ تعثر كثيرا في مسالة الزواج بسبب الخلاف بين امي وابي بمن يزوجونه فحدثت مشاكل كبيرة على اثرها اقسما ابي وامي على ان يزوجونه من خارج البلاد المهم صار الولد مشتت واصبح يسافر البحرين تعرف على فتاة مغربية ولكن اخلاقها سيئة فاحبها بجنون واراد ان يتزوجها المهم عاد بعد ذلك الى رشده وقرر الزواج من المغرب وخلص الاوراق الرسمية بموافقة اهلي ولكن بعد ذلك ومع التفكير خاف والدي ان تكون  تلك الفتاة ونحن من بيت متدين وشريف ولا ندري ما الحقيقة واذا كانت تلك البنت هل استطيع عمل شي لاخي حتى لو دعاء اوعمل خاص اقوم به لاخي دون علمه من أجل انقاذ اخي.

 

الجواب: إن أخاك واقع تحت ضغطين: الأول: ضغط الحاجة إلى الزواج، والثاني: ضغط اشتراطات الأبوين. ولا بد لحلحلة المشكلة من تسوية الأمرين معاً. والشباب مملوء عادة بالحماس والرغبة، مما يحجب عن بصيرته كثير من الحقائق التي لو عرفها لأحجم وتراجع. ولا يتقبل في العادة القرارات الإجبارية، لأنها تشعره بنقص في شخصيته ورجولته. لذلك فأفضل الطرق هي إيصال الفكرة إليه في تروّ، واحترام. فإن لم يكن والداك مستعدين لذلك، فيمكنك فعل ذلك بتوسيط أهل العقل والدين من المعارف والأقرباء إن وجدوا، وإلا فمن العلماء في منطقتكم. وبتنبيه الأخ على مفاسد مثل ذلك الزواج ومخاطره الدينية والاجتماعية والنفسية.

فقد قال تعالى: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"[1]، وقال عز وجل: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا"[2].

وفي الأحاديث: قول النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله وسلَّم: « تخيّروا لنطفكم فإنّ العرق دسّاس»[3]. ومثلها قوله: "تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس"[4]، أو: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن"[5]. وعنه (صلى الله عليه وآله) في بعضها: "فإن الخال أحد الضجيعين"[6]، وقال (صلى الله عليه وآله): « إيّاكم وخضراء الدّمن. قيل: وما خضراء الدمن ؟ قال: «المرأة الحسناء في منبت سوء »[7]. وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنه سئل عن امرأة مؤمنة عارفة وليس بالموضع أحد على دينها هل تتزوج منهم؟ [فقال: عليه السلام: "لا تتزوج][8] إلا من هو على دينها وأما إنكم[9] فلا بأس أن يتزوج الرجل منكم المستضعفة البلهاء وأما الناصبة ابنة الناصبة فلا ولا كرامة؛ لأن المرأة تأخذ من أدب زوجها، ويردها إلى ما هو عليه فتزوجوا إن شئتم في الشُّكاك ولا تزوجوهم. فأما أهل النصب لأهل بيت محمد والعداوة لهم المباينين بذلك المعروفين به الذين ينتحلونه ديناً، فلا تخالطوهم ولا توادّوهم ولا تناكحوهم"[10]. وعنه عليه السلام: أنه سئل عن المرأة الخبيثة الفاجرة يتزوجها الرجل قال: "لا ينبغي له ذلك وأهل الستر والعفاف خير له ... لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخيروا لنطفكم ..."[11]. وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين"[12]. وقال الإمام الصادق (عليه السلام):" فأما أن يتزوج الرجل امرأة قد علم منها الفجور، فليحصن بابه"[13]. وقال مولانا الصادق (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد أظهر له رغبته الشديدة في الزواج: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك". الخبر"[14]. وعنه عليه السلام " إنما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد"[15]. وروى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها، وُكِل إلى ذلك، وإن تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال"[16].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] (النور:26).
[2] (الأعراف: 58).
[3] (غرر الحكم: 379).
[4] (مكارم الأخلاق: ص197).
[5] كنزالعمّال 16/295
[6] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[7] (بحار الأنوار 22: 54).
[8] حق العبارة أن تكون هكذا مع هذه الإضافة، والله العالم، فإن السقط في الرواية واضح.
[9] لعل الصحيح هو: أنتم، والله العالم.
[10] (دعائم الإسلام ج: 2 ص: 200).
[11] (قرب الإسناد، للحميري: ص166).
[12] (بحار الأنوار: ج100 ص235).
[13] (دعائم الإسلام ج2 ص3201).
[14] (الكافي، للكليني: ج5 ص323).
[15] (الكافي، للكليني: ج5 ص332).
[16] ( الكافي: ج 5 باب فضل من تزوج ذات دين وكراهة من تزوج للمال ص 333 الحديث 3).



التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top