السؤال: ينصح علماء النفس بالاجابة على الطفل حينما يسال والديه عن كيفية ولادته اجابة صحيحه لان الطفل له ميول وحب الاستطلاع على ان يتعرف عما حوله لما يملى عليه عقله او فطرته مثل هذه التساؤلات. اريد من سماحتكم ان اعرف ماذا يجيب اهل البيت (ع) على الطفل الذى يسال كيف ولد وكيف دخل بطن امه ؟ ارجو ان تكون الاحابه باحاديث اهل البيت (ع) العطرة .
مع جزيل الشكر
الجواب: من أوضح الواضحات: أنه "ليس كل ما يعلم يقال"، ولا شك أن الإطلاع على بعض الأمور مضر بالسامع والعالم. كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"[1]. والأصل في التربية، قبل إيصال المعلومة، أن نصون من نربيه عن الانحراف والشذوذ. فلا بد إذن أن نجنب الطفل المعلومة التي تضره ولا تنفعه، لعدم حاجته لمعرفتها في تلك المرحلة أولاً، ولضررها عليه بدل نفعه ثانياً. ولكن ليس معنى ذلك أن نخرسه حين يسأل، ولا أن نسكت نحن عن جوابه؛ فهو حين يسأل فقد تفتحت مداركه، ويريد أن يضيف إليها المزيد. لكن علينا أن نكون حذرين في إجاباتنا من آثارها المخربة المدمرة، مدركين لضرورة احترامه، وتنشئته تنشئة واعية راشدة.
وفي حقيقة الأمر: ما أوسع المجال لنا لكي نتكيف في الرد على أسئلته. فهو في بدايات تفتحه، وكل ما أعطيته من معلومات صحيحة، مهما كانت سطحية، فهي جديدة عليه، وغنية بالنسبة إليه. فيمكن أن يقال له مثلاً: إن الله وهبه لنا وأعطانا إياه، أو إنه سبحانه بقدرته يخلقه في بطنها، لو لم يغن الجواب الأول. وكل ذلك صحيح، بل ودقيق في مكانه المناسب. فإن الرزاق هو الله، ومانح الأولاد هو الله. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في المعاريض مندوحة لكم من الكذب"!.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
_______
[1] (المائدة: 101).
0 التعليقات:
إرسال تعليق