جميع المواضيع

الاثنين، 30 يونيو 2014


السؤال: يستخدم بعض شبابنا كلمة (إن شاء الحسين) عليه السلام من باب مضمون رواية الإمام عليه السلام: من عرف لا إله إلا الله حق معرفته سوف يصل إلى مرحلة أن يقول للشيء كن فيكون، ومن باب الولاية التكوينية أن الإمام كل شيء في يده، ويمكنه أن يفعل أي شيء بقدرة الله عز وجل وبإذنه، فيستخدم البعض إن شاء الحسين من هذا الباب بإذن الله عز وجل؟
 
الجواب: بعض الكلمات والعبارات وإن كان يمكن توجيهها لغويّاً وعقديّاً، إلا أن لها أثراً مباشراً وإيحاءً مغلوطاً في قلوب الناس، مما يصعب معه التصحيح والترشيد، فينبغي تركه، والالتزام بما علمناه رب العزة جل شأنه وأهل البيت صلوات الله عليهم، إذ لا مشيئة لهم من غير مشيئة الله تبارك وتعالى، حتى على مستوى اللفظ. قال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" البقرة: 104
ومن المعلوم أن نهي المؤمنين عن قول (راعنا) مع أنه من الرعاية والمراعاة، ناشئ من إمكان الاستفادة المريضة المغرضة من قبل اليهود، الذين كانوا يقصدون من ورائها الرعونة. فأمرهم الله سبحانه بأن يقولوا (انظرنا) بدل (راعنا) وهي كلمة قريبة منها في المعنى ولا تحتوي على ما فيها من إيحاء سيء.
والقول المذكور في متن السؤال، وإن كان خالياً من مثل هذا الغرض القبيح، لكنه يفتح المجال واسعاً على التأويل، خصوصاً مع الظاهر الخطير. والمشكلة العقدية كما هو الحال في مورد السؤال أهم وأولى بالاحتراز فيها من غيرها.
 
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


مشيئة أهل البيت مشيئة الله


السؤال: يستخدم بعض شبابنا كلمة (إن شاء الحسين) عليه السلام من باب مضمون رواية الإمام عليه السلام: من عرف لا إله إلا الله حق معرفته سوف يصل إلى مرحلة أن يقول للشيء كن فيكون، ومن باب الولاية التكوينية أن الإمام كل شيء في يده، ويمكنه أن يفعل أي شيء بقدرة الله عز وجل وبإذنه، فيستخدم البعض إن شاء الحسين من هذا الباب بإذن الله عز وجل؟
 
الجواب: بعض الكلمات والعبارات وإن كان يمكن توجيهها لغويّاً وعقديّاً، إلا أن لها أثراً مباشراً وإيحاءً مغلوطاً في قلوب الناس، مما يصعب معه التصحيح والترشيد، فينبغي تركه، والالتزام بما علمناه رب العزة جل شأنه وأهل البيت صلوات الله عليهم، إذ لا مشيئة لهم من غير مشيئة الله تبارك وتعالى، حتى على مستوى اللفظ. قال عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" البقرة: 104
ومن المعلوم أن نهي المؤمنين عن قول (راعنا) مع أنه من الرعاية والمراعاة، ناشئ من إمكان الاستفادة المريضة المغرضة من قبل اليهود، الذين كانوا يقصدون من ورائها الرعونة. فأمرهم الله سبحانه بأن يقولوا (انظرنا) بدل (راعنا) وهي كلمة قريبة منها في المعنى ولا تحتوي على ما فيها من إيحاء سيء.
والقول المذكور في متن السؤال، وإن كان خالياً من مثل هذا الغرض القبيح، لكنه يفتح المجال واسعاً على التأويل، خصوصاً مع الظاهر الخطير. والمشكلة العقدية كما هو الحال في مورد السؤال أهم وأولى بالاحتراز فيها من غيرها.
 
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:57 م

0 التعليقات:


شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنزن لحزننا

 

السؤال: إن بعض شبابنا في بعض المواليد بعد أن نفرح لفرح المعصوم في نهاية المجلس ننعى نعياً بسيطاً على أبي عبد الله عليه السلام، من باب الحرارة الموجودة في قلب المؤمن على مصاب الحسين، والتي لا تبرد أبداً، فهل البكاء في المواليد جائز؟ وصحيح؟ مع العلم أن البكاء لا يكون إلا  بعد الفرح لفرح أهل البيت عليهم السلام؟

 

الجواب: يجوز والحرمة تحتاج إلى دليل، ولكن الأفضل مراعاة المناسبة، فنفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، كما ورد ذلك عنهم صلوات الله عليهم في روايات عديدة؛ ففي الخصال للشيخ الصدوق عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة: "انَّ الله تبارك وتعالى اطلّعَ إلى الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منّا وإلينا". وبسنده عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: "يا ابن شبيب إنْ سرَّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا".

 وفي الوسائل نقلاً عن كامل الزيارات لابن قولويه القمي بسنده عن مسمع بن عبد الملك عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا".


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


___________


[1] الخصال، للصدوق: ج2 ص635.
[2] وسائل الشيعة، ج 14، ص 502.
[3] وسائل الشيعه: ج10 ص397.

شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا


شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنزن لحزننا

 

السؤال: إن بعض شبابنا في بعض المواليد بعد أن نفرح لفرح المعصوم في نهاية المجلس ننعى نعياً بسيطاً على أبي عبد الله عليه السلام، من باب الحرارة الموجودة في قلب المؤمن على مصاب الحسين، والتي لا تبرد أبداً، فهل البكاء في المواليد جائز؟ وصحيح؟ مع العلم أن البكاء لا يكون إلا  بعد الفرح لفرح أهل البيت عليهم السلام؟

 

الجواب: يجوز والحرمة تحتاج إلى دليل، ولكن الأفضل مراعاة المناسبة، فنفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، كما ورد ذلك عنهم صلوات الله عليهم في روايات عديدة؛ ففي الخصال للشيخ الصدوق عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة: "انَّ الله تبارك وتعالى اطلّعَ إلى الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منّا وإلينا". وبسنده عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: "يا ابن شبيب إنْ سرَّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا".

 وفي الوسائل نقلاً عن كامل الزيارات لابن قولويه القمي بسنده عن مسمع بن عبد الملك عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا".


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


___________


[1] الخصال، للصدوق: ج2 ص635.
[2] وسائل الشيعة، ج 14، ص 502.
[3] وسائل الشيعه: ج10 ص397.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:55 م

0 التعليقات:

السبت، 28 يونيو 2014


خطبة الرسول الأكرم(ص) في استقبال شهر رمضان المبارك

عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال:

أيّها النّاس! إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة. شهر هو عند الله أفضل الشّهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات. هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللّه. أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا اللّه ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشّقيّ من حرم غفران اللّه في هذا الشّهر العظيم. واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه، جوع يوم القيامة وعطشه. 

وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم. وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى اللّه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلاتكم، فإنّها أفضل السّاعات، ينظر اللّه عزّ وجلّ فيها بالرّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. أيّها النّاس! إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم. واعلموا أنّ اللّه أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والسّاجدين، وأن لا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.

أيها الناس! من فطّر منكم صائما مؤمنا في هذا الشّهر، كان له بذلك عند اللّه عتق نسمة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه. قيل: يا رسول اللّه! فليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال - صلى الله عليه وآله-: اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النّار ولو بشربة من ماء. أيّها النّاس! من حسّن منكم في هذا الشّهر خلقه، كان له جوازا على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشّهر عمّا ملكت يمينه، خفّف اللّه عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه، كفّ اللّه عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما، أكرمه اللّه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله اللّه برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللّه عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب اللّه له براءة من النّار، ومن أدّى فيه فرضا كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور، ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ، ثقّل اللّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور. 

أيّها النّاس! إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم أن لا يغلّقها عنكم، وأبواب النّيران مغلّقة، فاسألوا ربّكم أن لا يفتّحها عليكم، والشّياطين مغلولة، فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول اللّه! ما أفضل الأعمال في هذا الشّهر؟ 

فقال: يا أبا الحسن! أفضل الأعمال في هذا الشّهر: الورع عن محارم اللّه"عزّ وجلّ ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: "يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربّك وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك" قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال صلى الله عليه وآله: "في سلامة من دينك" ثمّ قال: "يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي. يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سرّه وخليفته على عباده".

خطبة الرسول الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان


خطبة الرسول الأكرم(ص) في استقبال شهر رمضان المبارك

عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال:

أيّها النّاس! إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة. شهر هو عند الله أفضل الشّهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات. هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللّه. أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا اللّه ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشّقيّ من حرم غفران اللّه في هذا الشّهر العظيم. واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه، جوع يوم القيامة وعطشه. 

وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم. وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى اللّه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلاتكم، فإنّها أفضل السّاعات، ينظر اللّه عزّ وجلّ فيها بالرّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. أيّها النّاس! إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم. واعلموا أنّ اللّه أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والسّاجدين، وأن لا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.

أيها الناس! من فطّر منكم صائما مؤمنا في هذا الشّهر، كان له بذلك عند اللّه عتق نسمة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه. قيل: يا رسول اللّه! فليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال - صلى الله عليه وآله-: اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النّار ولو بشربة من ماء. أيّها النّاس! من حسّن منكم في هذا الشّهر خلقه، كان له جوازا على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشّهر عمّا ملكت يمينه، خفّف اللّه عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه، كفّ اللّه عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما، أكرمه اللّه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله اللّه برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللّه عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب اللّه له براءة من النّار، ومن أدّى فيه فرضا كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور، ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ، ثقّل اللّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور. 

أيّها النّاس! إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم أن لا يغلّقها عنكم، وأبواب النّيران مغلّقة، فاسألوا ربّكم أن لا يفتّحها عليكم، والشّياطين مغلولة، فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول اللّه! ما أفضل الأعمال في هذا الشّهر؟ 

فقال: يا أبا الحسن! أفضل الأعمال في هذا الشّهر: الورع عن محارم اللّه"عزّ وجلّ ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: "يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربّك وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك" قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال صلى الله عليه وآله: "في سلامة من دينك" ثمّ قال: "يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي. يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمري ونهيك نهيي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سرّه وخليفته على عباده".

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:43 ص

0 التعليقات:

الجمعة، 27 يونيو 2014


السؤال: نحن مجموعة شباب نتمنى أن نكون من محبي ابي عبد الله الحسين عليه السلام، ونعتقد أننا لن نصل إلى الخادم، لأن مرتبة الخادم شيء عظيم جدا، والوصول إليه صعب، فمن باب إذلال النفس للإمام نلقب أنفسنا بكلاب الحسين، ونسعى لأن نتصف بصفات الكلب الحميدة، ونسعى لأن نتتبع خطوات أصحاب الحسين، فما رأيكم في هذه العقيدة، هل هي صحيحة؟
 
الجواب: خدمة الإمام الحسين عليه السلام تحصل بالسير على خطاه وبنشر العزة والكرامة اللتين قام وثار من أجلهما. والمؤمن على يقين أن الإمام لا يرضيه إلا الأسماء العزيزة والجميلة لمحبيه وأتباعه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أهل البيت لا يرضيهم إلا الأسماء العزيزة


السؤال: نحن مجموعة شباب نتمنى أن نكون من محبي ابي عبد الله الحسين عليه السلام، ونعتقد أننا لن نصل إلى الخادم، لأن مرتبة الخادم شيء عظيم جدا، والوصول إليه صعب، فمن باب إذلال النفس للإمام نلقب أنفسنا بكلاب الحسين، ونسعى لأن نتصف بصفات الكلب الحميدة، ونسعى لأن نتتبع خطوات أصحاب الحسين، فما رأيكم في هذه العقيدة، هل هي صحيحة؟
 
الجواب: خدمة الإمام الحسين عليه السلام تحصل بالسير على خطاه وبنشر العزة والكرامة اللتين قام وثار من أجلهما. والمؤمن على يقين أن الإمام لا يرضيه إلا الأسماء العزيزة والجميلة لمحبيه وأتباعه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:12 م

0 التعليقات:

الخميس، 26 يونيو 2014


السؤال: رواية يحيى بن ابي عمير انه قال كتبت الى ابي جعفر الثاني عليه السلام في السنجاب والفنك والخز وقلت جعلت فداك أحب ان لا تجيبني بالتقية في ذلك فكتب بخطه الي صل فيها - كتاب من لايحضره الفقيه ج 1 باب 39 - ما يصلى فيه وما لا يصلى فيه من الثياب وجميع الانواع ص 171
 السؤال الاول لماذا يجيب الامام سلام الله عليه اتباعه بالتقية
السؤال الثاني – أليس الحديث فيه دلالة على ان هنالك عشوائية وضبابية بين الاتباع والامام عليه السلام ووجود شك وعدم ثقة وعدم الجزم بالميراث العلمي الخارج من الامام عليه السلام والواصل الى الاتباع والاصحاب؟
 
الجواب 1: دواعي التقية كثيرة، مرجعها إلى حفظ مصالح عليا أهم وأخطر من مورد التقية. فأحياناً تكون من أجل حفظ الدين، وأخرى تكون لحفظ الشخص نفسه، أو جماعة المؤمنين، أو الأمة، من أذى متوقع عام أو خاص، وثالثة: تكون لتأليف بعض القلوب، وهي راجعة لحفظ الدين أيضاً، ولكن بشكل غير مباشر.

الجواب 2:  أولاً: أن أهل البيت عليهم السلام قد وضعوا ضوابط لتشخيص الحق من الباطل، والحكم الواقعي من التقية، نفياً لحصول اللبس والتشويش. وهذه الرواية المرقومة في متن السؤال وغيرها لا بد أن تمر عبر تلك الضوابط لتعرف من أي نوع هي. وعلى افتراض خفاء هذا الأمر على المحقق المدقق، فلا شيء عليه، وله أن يلتزم بالحكم الذي حدثوا به صلوات الله عليهم. على أن الموازين معروفة عادة، وكذلك الأحكام الثابتة بنص الكتاب العزيز والروايات المستفيضة، فيرتفع اللبس في أغلب الموارد. والباقي تجري عليه المعايير الدقيقة المذكورة. والشك بحمد الله إنما يطرأ بسبب تعدد الحكم الصادر عنهم صلوات الله عليهم، أو بسبب مخالفته لآية محكمة صريحة، أو قاعدة فقهية مشهورة، أو لموافقته لعمل المخالفين الذين عرف عنهم تعمد الخلاف على أهل البيت الطاهرين.
وثانياً: أحياناً يضطر الإمام إلى ذلك اضطراراً، لحفظ الشخص المخاطب، أو دفع شر يترصده، أو لحفظ الحق والدين، كما أشرنا إلى ذلك في متن الجواب الأول؛ كما روي عن عبد اللَّه بن زرارة أنه قال : "قَالَ لي أبُو عَبدِ اللَّه ِ عليه السلام : اقرَأ مِنّي عَلى وَالِدِكَ السّلَامَ وقُل إنّمَا أعِيبُكَ دِفَاعاً مِنّي عَنكَ ، فَإنّ النّاسَ والعَدُوّ يُسَارِعُونَ إلى كُلّ من قَرّبنَاه ُ وحَمِدنَاُ مَكَانَه ُ بإدخَالِ الأذَى فِيمَن نُحِبّه ُ ونُقَرّبُه ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه و قتله، ويحمدون كل من عيبناه نحن وأن يحمد أمره، فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا ولميلك إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك، ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك، يقول الله عز وجل: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا"[1].
وثالثاً: على فرض أن الإمام عليه السلام أوعز إلى أحد أصحابه بأمر معين تقيةً، فلا مشكلة بالنسبة لذلك الرجل، إذ أن الأمر الجديد الذي ألقي إليه هو المأمور به شرعاً، من باب الحكم الثانوي الاضطراري. ففي حديث أبي عمرو الكناني قال : « قَالَ أبُو عَبدِ اللَّه ِ عليه السلام يا أبَا عَمرو أرَأيتَ لَو حَدّثتُكَ بحدِيثٍ أو أفتَيتُكَ بفُتيَا ثُمّ جِئتَني بَعد ذَلِكَ فَسَألتَني عَنه ُ فَأخبَرْتُكَ بخِلَافِ ذَلِكَ بأيّهِمَا كُنتَ تَأخُذُ ؟ قُلتُ بأحدَثِهِمَا وأدَعُ الآخَرَ . فَقَالَ : قَد أصَبتَ يا أبَا عَمروٍ أبَى اللَّه ُ إلَّا أن يُعبَدَ سِرّاً . أمّا واللَّه ِ لئن فَعَلتُم ذَلِكَ إنّه ُ لَخَيرٌ ليَ ولَكُم وأبَى اللَّه ُ عَزّ وجَلّ لَنَا ولَكُم في دِينِه ِ إلَّا التّقِيّةَ »[2].
 وروي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال : « قَالَ لي : يا زِيَادُ مَا تَقُولُ لَو أفتَينَا رَجُلًا مِمّن يتَوَلَّانَا بشَيءٍ مِنَ التّقِيّةِ ؟ قَالَ : قُلتُ لَه ُ: أنتَ أعلَمُ جُعِلتُ فِدَاكَ . قَالَ : إن أخَذَ بِه فَهُوَ خَيرٌ لَه ُ وأعظَمُ أجراً. وفي رواية أخرى: إن أخَذَ بِه ِ أُجِرَ وإن تَرَكَه ُ واللَّه ِ أثِمَ »[3].
ورابعاً: أن هذه الرواية المسؤول عنها: مضافاً لضعف سندها، يعتبر سؤال السائل فيها في غير محله، لأن الإمام عليه السلام أعرف بوظيفته، فإن لزم فيها التقية عمل بها وإلا فلا. ولا يمكن الإتكاء على أخطاء بعض الرواة لإثبات ادعاء خطير مثل هذا. والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] (بحار الأنوار: ج2 ص247).
[2] (الكافي، للشيخ الكليني: ج2 ص218).
[3] ( وسائل الشيعة، للحر العاملي: ج27 ص107) .

هل كان أهل البيت (ع) يستعملون التقية؟


السؤال: رواية يحيى بن ابي عمير انه قال كتبت الى ابي جعفر الثاني عليه السلام في السنجاب والفنك والخز وقلت جعلت فداك أحب ان لا تجيبني بالتقية في ذلك فكتب بخطه الي صل فيها - كتاب من لايحضره الفقيه ج 1 باب 39 - ما يصلى فيه وما لا يصلى فيه من الثياب وجميع الانواع ص 171
 السؤال الاول لماذا يجيب الامام سلام الله عليه اتباعه بالتقية
السؤال الثاني – أليس الحديث فيه دلالة على ان هنالك عشوائية وضبابية بين الاتباع والامام عليه السلام ووجود شك وعدم ثقة وعدم الجزم بالميراث العلمي الخارج من الامام عليه السلام والواصل الى الاتباع والاصحاب؟
 
الجواب 1: دواعي التقية كثيرة، مرجعها إلى حفظ مصالح عليا أهم وأخطر من مورد التقية. فأحياناً تكون من أجل حفظ الدين، وأخرى تكون لحفظ الشخص نفسه، أو جماعة المؤمنين، أو الأمة، من أذى متوقع عام أو خاص، وثالثة: تكون لتأليف بعض القلوب، وهي راجعة لحفظ الدين أيضاً، ولكن بشكل غير مباشر.

الجواب 2:  أولاً: أن أهل البيت عليهم السلام قد وضعوا ضوابط لتشخيص الحق من الباطل، والحكم الواقعي من التقية، نفياً لحصول اللبس والتشويش. وهذه الرواية المرقومة في متن السؤال وغيرها لا بد أن تمر عبر تلك الضوابط لتعرف من أي نوع هي. وعلى افتراض خفاء هذا الأمر على المحقق المدقق، فلا شيء عليه، وله أن يلتزم بالحكم الذي حدثوا به صلوات الله عليهم. على أن الموازين معروفة عادة، وكذلك الأحكام الثابتة بنص الكتاب العزيز والروايات المستفيضة، فيرتفع اللبس في أغلب الموارد. والباقي تجري عليه المعايير الدقيقة المذكورة. والشك بحمد الله إنما يطرأ بسبب تعدد الحكم الصادر عنهم صلوات الله عليهم، أو بسبب مخالفته لآية محكمة صريحة، أو قاعدة فقهية مشهورة، أو لموافقته لعمل المخالفين الذين عرف عنهم تعمد الخلاف على أهل البيت الطاهرين.
وثانياً: أحياناً يضطر الإمام إلى ذلك اضطراراً، لحفظ الشخص المخاطب، أو دفع شر يترصده، أو لحفظ الحق والدين، كما أشرنا إلى ذلك في متن الجواب الأول؛ كما روي عن عبد اللَّه بن زرارة أنه قال : "قَالَ لي أبُو عَبدِ اللَّه ِ عليه السلام : اقرَأ مِنّي عَلى وَالِدِكَ السّلَامَ وقُل إنّمَا أعِيبُكَ دِفَاعاً مِنّي عَنكَ ، فَإنّ النّاسَ والعَدُوّ يُسَارِعُونَ إلى كُلّ من قَرّبنَاه ُ وحَمِدنَاُ مَكَانَه ُ بإدخَالِ الأذَى فِيمَن نُحِبّه ُ ونُقَرّبُه ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه و قتله، ويحمدون كل من عيبناه نحن وأن يحمد أمره، فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا ولميلك إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك، ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك، يقول الله عز وجل: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا"[1].
وثالثاً: على فرض أن الإمام عليه السلام أوعز إلى أحد أصحابه بأمر معين تقيةً، فلا مشكلة بالنسبة لذلك الرجل، إذ أن الأمر الجديد الذي ألقي إليه هو المأمور به شرعاً، من باب الحكم الثانوي الاضطراري. ففي حديث أبي عمرو الكناني قال : « قَالَ أبُو عَبدِ اللَّه ِ عليه السلام يا أبَا عَمرو أرَأيتَ لَو حَدّثتُكَ بحدِيثٍ أو أفتَيتُكَ بفُتيَا ثُمّ جِئتَني بَعد ذَلِكَ فَسَألتَني عَنه ُ فَأخبَرْتُكَ بخِلَافِ ذَلِكَ بأيّهِمَا كُنتَ تَأخُذُ ؟ قُلتُ بأحدَثِهِمَا وأدَعُ الآخَرَ . فَقَالَ : قَد أصَبتَ يا أبَا عَمروٍ أبَى اللَّه ُ إلَّا أن يُعبَدَ سِرّاً . أمّا واللَّه ِ لئن فَعَلتُم ذَلِكَ إنّه ُ لَخَيرٌ ليَ ولَكُم وأبَى اللَّه ُ عَزّ وجَلّ لَنَا ولَكُم في دِينِه ِ إلَّا التّقِيّةَ »[2].
 وروي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال : « قَالَ لي : يا زِيَادُ مَا تَقُولُ لَو أفتَينَا رَجُلًا مِمّن يتَوَلَّانَا بشَيءٍ مِنَ التّقِيّةِ ؟ قَالَ : قُلتُ لَه ُ: أنتَ أعلَمُ جُعِلتُ فِدَاكَ . قَالَ : إن أخَذَ بِه فَهُوَ خَيرٌ لَه ُ وأعظَمُ أجراً. وفي رواية أخرى: إن أخَذَ بِه ِ أُجِرَ وإن تَرَكَه ُ واللَّه ِ أثِمَ »[3].
ورابعاً: أن هذه الرواية المسؤول عنها: مضافاً لضعف سندها، يعتبر سؤال السائل فيها في غير محله، لأن الإمام عليه السلام أعرف بوظيفته، فإن لزم فيها التقية عمل بها وإلا فلا. ولا يمكن الإتكاء على أخطاء بعض الرواة لإثبات ادعاء خطير مثل هذا. والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] (بحار الأنوار: ج2 ص247).
[2] (الكافي، للشيخ الكليني: ج2 ص218).
[3] ( وسائل الشيعة، للحر العاملي: ج27 ص107) .

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:59 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 25 يونيو 2014

السؤال: لم كل هذا الاختلاف بين الفقهاء؟
 
الجواب: الاختلاف موجود، وهي طبيعة بشرية يقتضيها طول الفترة، وتبدل الزمان والمكان، وتطور الآلة الاستنباطية، مع ضياع كثير من المصادر والأحاديث، نتيجة للظلم والحصار والتشريد. ولكننا حين نرى اختلاف الآخرين كأنها شآبيب المطر، بعض يكفّر بعضاً، وبعض لا يكاد يجتمع مع بعض إلا في مسائل قليلة، حينئذ نعرف بعضاً من قدر أئمة الهدى صلوات الله عليهم. فإن أكثر المسائل الهامة الاعتقادية والفرعية الفقهية محل وفاق وإجماع. والعجيب أنك تجد هذا الاتفاق الكبير مع انفتاح باب الاجتهاد على مصراعيه، وما ذلك إلا دليل واضح على رجوعهم إلى حدود واضحة المعالم، ومبادئ رصينة عصية على الابتذال والتخبط.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

سبب اختلاف الفقهاء

السؤال: لم كل هذا الاختلاف بين الفقهاء؟
 
الجواب: الاختلاف موجود، وهي طبيعة بشرية يقتضيها طول الفترة، وتبدل الزمان والمكان، وتطور الآلة الاستنباطية، مع ضياع كثير من المصادر والأحاديث، نتيجة للظلم والحصار والتشريد. ولكننا حين نرى اختلاف الآخرين كأنها شآبيب المطر، بعض يكفّر بعضاً، وبعض لا يكاد يجتمع مع بعض إلا في مسائل قليلة، حينئذ نعرف بعضاً من قدر أئمة الهدى صلوات الله عليهم. فإن أكثر المسائل الهامة الاعتقادية والفرعية الفقهية محل وفاق وإجماع. والعجيب أنك تجد هذا الاتفاق الكبير مع انفتاح باب الاجتهاد على مصراعيه، وما ذلك إلا دليل واضح على رجوعهم إلى حدود واضحة المعالم، ومبادئ رصينة عصية على الابتذال والتخبط.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:17 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 24 يونيو 2014


7-إفشاء السر ونقض العزم
 
كأنني من رهط إسرائيل في التيهِ
أهدمُ ما قد كنتُ في الصباح أبنيهِ
 
فكم عقدتُ العزمَ أنّ الأمر أخفيهِ
لكنني اُخلفه والسرَّ أُبديهِ
 
أُظهر أمري قبل أن يتمّ تاليهِ
وأعذل النفس على ما وقعت فيهِ
 
والمرءُ مفضوحٌ بما يخرج من فيهِ
لسانه ألدُّ من شرِّ أعاديهِ
 
يا خالقَ الإنسان من ضعفٍ وباريهِ
اكشف بلاءً غلَّ من عبدٍ أياديهِ


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من فصول الصراع: إفشاء السر ونقض العزم


7-إفشاء السر ونقض العزم
 
كأنني من رهط إسرائيل في التيهِ
أهدمُ ما قد كنتُ في الصباح أبنيهِ
 
فكم عقدتُ العزمَ أنّ الأمر أخفيهِ
لكنني اُخلفه والسرَّ أُبديهِ
 
أُظهر أمري قبل أن يتمّ تاليهِ
وأعذل النفس على ما وقعت فيهِ
 
والمرءُ مفضوحٌ بما يخرج من فيهِ
لسانه ألدُّ من شرِّ أعاديهِ
 
يا خالقَ الإنسان من ضعفٍ وباريهِ
اكشف بلاءً غلَّ من عبدٍ أياديهِ


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:05 م

0 التعليقات:

الاثنين، 23 يونيو 2014

السؤال: قول الشيخ الصدوق في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ج1 ص 82
وهو يرد على ادعاءات الزيدية -( لايجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذة الامة الى يوم القيامة والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم قد مضى منهم احد عشر وقد زعمت الامامية ان الارض لاتخلو من حجة فيقال لهم ان عدد الائمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ثم يكون مايذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستبعدين في ذلك الا بقرار باثني عشر اماما واعتقاد كون مايذكره الثاني عشر عليه السلام بعده )
والسيد المرتضى يذكر _( إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن عليهما السلام زوال التكليف بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة لأنّ الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر ونبينه بياناً شافياً إذ هو موضع الخلاف والحاجة ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالإثني عشرية لأنّ هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة إثني عشر إماماً وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا) رسائل السيد المرتضى ج3 –ص 145 -146
نأمل منكم التوجيه والتوضيح - لكلام العالمين الكبيرين الشيخ الصدوق والسيد المرتضى رحمهما الله - ففي كلامهم دلالة على عدم تحديد الائمة عليهم السلام فقط بأثني عشر امام و عدم استبعاد كون ائمة بعد مولانا الامام الحجة صلوات الله عليه والاعتماد على ما يذكره ويقرره عند ظهوره المبارك.

الجواب: أما قول الصدوق فقد حصل في كلامه تحريف واضح، فإن الموجود في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) بالحرف الواحد هو: " اعتراض آخر:
قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر لأن الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الإمامية أن الأرض لا تخلو من حجة. فيقال لهم: إن عدد الأئمة عليهم السلام اثنا عشر والثانى عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة، ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثنى عشر إماماً إعتقاد كون ما يذكره الثانى عشر عليه السلام بعده.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن - الحارث قال: قلت لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرني بمايكون من الأحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام"[1].
وواضح أن الشيخ الصدوق رحمه الله معتقد بالاثني عشرية، متمسك بالقول بها، بل إنما كان هو في معرض الرد على الزيدية المشككين فيها. والتحريف حصل في موضعين: الأول: في التدليس على القارئ بأن الاثني عشرية تقول: "لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر ..." الخ؛ في حين أنه من قول الزيدية.
والثاني: هو تغيير كلمة (مستعبدين) إلى (مستبعدين). والفرق بينهما في غاية الوضوح. فالأولى تعني أننا لا يجب علينا أكثر من الاعتقاد بالاثني عشرية، بينما الثانية تعني أننا لا نستبعد القول بغير الاثني عشرية!.
ولو راجعنا كتاب الإكمال، قبل العبارة وبعدها، لاتضح لنا التدليس والتحريف في هذه العبارة المنسوبة إلى الصدوق أكثر.
وأما السيد المرتضى[2]، فلا يفهم من كلامه الشك  والتردد في الاثني عشرية، وكيف يمكن فهم ذلك وهو في معرض رده على المشككين في الاثني عشرية. إنه يقول: إن الأئمة اثناعشر، حتى لو قلنا إن الإمام الثاني عشر يأتي بعده أئمة من تحت يده، إذ يكونون حينئذ نواباً له. ولا ينافي ذلك كونه خاتم الأئمة الخلفاء المنصوبين بعد رسول الله.
وهذا الكلام منه بطبيعة الحال مماشاة للمعترض في اعتراضه، بمعنى أنه حتى لو سلم بكلام الخصم، فيكون هذا جوابه. ولكننا في غنى عن هذا الجواب أصلاً نظراً للأحاديث الغفيرة الوفيرة التي تتحدث عن حضور المعصومين مرة أخرى في زمن الرجعة، بعد ظهور الإمام الحجة المنتظر المهدي، ورجوع سلطان الحق إلى أهله، وانتشار القسط والعدل، واندحار دول الجور والباطل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______
[1] (كمال الدين وتمام النعمة: ص77).
[2] (رسائل المرتضى: ج3 ص97)

الأئمة إثناعشر وأهل البيت أربعة عشر

السؤال: قول الشيخ الصدوق في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ج1 ص 82
وهو يرد على ادعاءات الزيدية -( لايجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذة الامة الى يوم القيامة والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم قد مضى منهم احد عشر وقد زعمت الامامية ان الارض لاتخلو من حجة فيقال لهم ان عدد الائمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ثم يكون مايذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستبعدين في ذلك الا بقرار باثني عشر اماما واعتقاد كون مايذكره الثاني عشر عليه السلام بعده )
والسيد المرتضى يذكر _( إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن عليهما السلام زوال التكليف بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة لأنّ الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر ونبينه بياناً شافياً إذ هو موضع الخلاف والحاجة ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالإثني عشرية لأنّ هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة إثني عشر إماماً وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا) رسائل السيد المرتضى ج3 –ص 145 -146
نأمل منكم التوجيه والتوضيح - لكلام العالمين الكبيرين الشيخ الصدوق والسيد المرتضى رحمهما الله - ففي كلامهم دلالة على عدم تحديد الائمة عليهم السلام فقط بأثني عشر امام و عدم استبعاد كون ائمة بعد مولانا الامام الحجة صلوات الله عليه والاعتماد على ما يذكره ويقرره عند ظهوره المبارك.

الجواب: أما قول الصدوق فقد حصل في كلامه تحريف واضح، فإن الموجود في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) بالحرف الواحد هو: " اعتراض آخر:
قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر لأن الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الإمامية أن الأرض لا تخلو من حجة. فيقال لهم: إن عدد الأئمة عليهم السلام اثنا عشر والثانى عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة، ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثنى عشر إماماً إعتقاد كون ما يذكره الثانى عشر عليه السلام بعده.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن - الحارث قال: قلت لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرني بمايكون من الأحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام"[1].
وواضح أن الشيخ الصدوق رحمه الله معتقد بالاثني عشرية، متمسك بالقول بها، بل إنما كان هو في معرض الرد على الزيدية المشككين فيها. والتحريف حصل في موضعين: الأول: في التدليس على القارئ بأن الاثني عشرية تقول: "لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر ..." الخ؛ في حين أنه من قول الزيدية.
والثاني: هو تغيير كلمة (مستعبدين) إلى (مستبعدين). والفرق بينهما في غاية الوضوح. فالأولى تعني أننا لا يجب علينا أكثر من الاعتقاد بالاثني عشرية، بينما الثانية تعني أننا لا نستبعد القول بغير الاثني عشرية!.
ولو راجعنا كتاب الإكمال، قبل العبارة وبعدها، لاتضح لنا التدليس والتحريف في هذه العبارة المنسوبة إلى الصدوق أكثر.
وأما السيد المرتضى[2]، فلا يفهم من كلامه الشك  والتردد في الاثني عشرية، وكيف يمكن فهم ذلك وهو في معرض رده على المشككين في الاثني عشرية. إنه يقول: إن الأئمة اثناعشر، حتى لو قلنا إن الإمام الثاني عشر يأتي بعده أئمة من تحت يده، إذ يكونون حينئذ نواباً له. ولا ينافي ذلك كونه خاتم الأئمة الخلفاء المنصوبين بعد رسول الله.
وهذا الكلام منه بطبيعة الحال مماشاة للمعترض في اعتراضه، بمعنى أنه حتى لو سلم بكلام الخصم، فيكون هذا جوابه. ولكننا في غنى عن هذا الجواب أصلاً نظراً للأحاديث الغفيرة الوفيرة التي تتحدث عن حضور المعصومين مرة أخرى في زمن الرجعة، بعد ظهور الإمام الحجة المنتظر المهدي، ورجوع سلطان الحق إلى أهله، وانتشار القسط والعدل، واندحار دول الجور والباطل.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______
[1] (كمال الدين وتمام النعمة: ص77).
[2] (رسائل المرتضى: ج3 ص97)

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:01 م

الأحد، 22 يونيو 2014



السؤال: الحديث الوارد في الكافي في الفروع: ج5 باب من أمكن من نفسه: حديث مولانا الإمام الصادق ع عن أمير المؤمنين ع أن لله عباداً لهم في أصلابهم ارحام كأرحام النساء، قال: فسئل: فما لهم لا يحملون؟ فقال: إنها منكوسة، ولهم في ادبارهم غدة كغدة الجمل أو البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا.
ما هو توجيه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الحديث؛ فإن الرجال لا أرحام لهم؟

الجواب: يمكن أن يكون الحديث محمولاً على المجاز، بمعنى: أن الرجال حين يتأنثون فإنهم يصابون بداء الأبنة، فتطرأ عليهم آثار نفسية تجعلهم يتعاملون مع الجنس المماثل كما لو أنهم جنس مخالف. فكأن لهم آلة الأنثى ورحمها، وإن كانوا لا يحبلون ولا يلدون. فعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمكن من نفسه طائعاً يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء"[1].
ويمكن أن يحمل اللفظ فيها على حقيقته، بمعنى أن هذه التصرفات الانحرافية تؤثر فعلاً على تركيبة الرجل وعلى هرموناته وخصائصه النفسية والبيولوجية، فتتشكل له بعض الأعضاء المؤنثة أو المخنثة، أو علامات الأمراض الجنسية الخبيثة، التي ربما لا ينفع معها علاج.
والحديث لم يتطرق إلى حبل الرجال، ولا إلى أن لهم أرحاماً كأرحام النساء، وإنما عبر عن التغييرات الحاصلة عندهم بأنها رحم منكوس، وغدة في أدبارهم كغدة البعير. وهذه المعلومات باتت اليوم من المشهورات العلمية التي تنص عليها الدراسات والتحقيقات الطبية في هذا المجال.
فعن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي عليه السلام ما ترى في هذا؟ فطلب الفحل الذي نكحه، فلم يجده، فقال علي عليه السلام: أرى فيه أن تضرب عنقه!. قال: فأمر به فضرب عنقه قال: خذوه، فقال: قد بقيت له عقوبة أخرى، قال: وما هي؟ قال: ادع بطنّ[2] من حطب، فدعا بطنّ من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار. قال: ثم قال: إن لله عز وجل عباداً لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء، قال: فما لهم لا يحملون فيها؟ قال لأنها منكوسة ولهم في أدبارهم غدة كغدة البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا"[3].
ومما يوضح هذه الحقيقة أكثر ما رواه عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) وعنده رجل فقال له: جعلت فداك إني أحب الصبيان، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري، فوضع أبوعبدالله (عليه السلام) يده على جبهته وولى وجهه عنه، فبكى الرجل فنظر إليه أبوعبدالله (عليه السلام)، كأنه رحمه، فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزوراً سميناً وأعقله عقالاً شديداً، وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة، واجلس عليه بحرارته، فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزوراً فعقلته عقالاً شديداً، وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد، وجلست عليه بحرارته، فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ! وسكن مابي[4].
وعن الهيثم النهدي رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السلام) الأبنة فمسح أبو عبدالله (عليه السلام) على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرئ"[5].
ولعل المقصود بالغدة التي تشبه غدة البعير هي هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام في حديثيه هذين.
وتقول إحدى الطبيبات المعروفات اليوم أنها حين قرأت هذه الأحاديث وهي ما تزال طالبة في كلية الطب، كانت تستغرب هذا الحكم المتشدد من أمير المؤمنين. وكانت تقول: إنني أتفهم عقوبة القتل للرجل، ولكنني كنت أستغرب بل أستهجن قضية إحراقه بالنار، إلى أن واصلت دراستي، وعرفت أن المصابين بمثل هذه الأمراض يصابون بفايروسات لا يمكن التخلص منها بغير الإحراق. فسبحان الله العلي العظيم، الذي علم وفهم، وبيّن لنا مقامات الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح1).
[2] الطن: الحزمة من القصب.
[3] (الكافي، للكليني: ج7 باب الحد في اللواط، ص280 ح5).
[4] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح6).
[5] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح7).

الشذوذ الجنسي مرض ولا يمكن أن يكون فطرة



السؤال: الحديث الوارد في الكافي في الفروع: ج5 باب من أمكن من نفسه: حديث مولانا الإمام الصادق ع عن أمير المؤمنين ع أن لله عباداً لهم في أصلابهم ارحام كأرحام النساء، قال: فسئل: فما لهم لا يحملون؟ فقال: إنها منكوسة، ولهم في ادبارهم غدة كغدة الجمل أو البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا.
ما هو توجيه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الحديث؛ فإن الرجال لا أرحام لهم؟

الجواب: يمكن أن يكون الحديث محمولاً على المجاز، بمعنى: أن الرجال حين يتأنثون فإنهم يصابون بداء الأبنة، فتطرأ عليهم آثار نفسية تجعلهم يتعاملون مع الجنس المماثل كما لو أنهم جنس مخالف. فكأن لهم آلة الأنثى ورحمها، وإن كانوا لا يحبلون ولا يلدون. فعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمكن من نفسه طائعاً يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء"[1].
ويمكن أن يحمل اللفظ فيها على حقيقته، بمعنى أن هذه التصرفات الانحرافية تؤثر فعلاً على تركيبة الرجل وعلى هرموناته وخصائصه النفسية والبيولوجية، فتتشكل له بعض الأعضاء المؤنثة أو المخنثة، أو علامات الأمراض الجنسية الخبيثة، التي ربما لا ينفع معها علاج.
والحديث لم يتطرق إلى حبل الرجال، ولا إلى أن لهم أرحاماً كأرحام النساء، وإنما عبر عن التغييرات الحاصلة عندهم بأنها رحم منكوس، وغدة في أدبارهم كغدة البعير. وهذه المعلومات باتت اليوم من المشهورات العلمية التي تنص عليها الدراسات والتحقيقات الطبية في هذا المجال.
فعن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي عليه السلام ما ترى في هذا؟ فطلب الفحل الذي نكحه، فلم يجده، فقال علي عليه السلام: أرى فيه أن تضرب عنقه!. قال: فأمر به فضرب عنقه قال: خذوه، فقال: قد بقيت له عقوبة أخرى، قال: وما هي؟ قال: ادع بطنّ[2] من حطب، فدعا بطنّ من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار. قال: ثم قال: إن لله عز وجل عباداً لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء، قال: فما لهم لا يحملون فيها؟ قال لأنها منكوسة ولهم في أدبارهم غدة كغدة البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا"[3].
ومما يوضح هذه الحقيقة أكثر ما رواه عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) وعنده رجل فقال له: جعلت فداك إني أحب الصبيان، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري، فوضع أبوعبدالله (عليه السلام) يده على جبهته وولى وجهه عنه، فبكى الرجل فنظر إليه أبوعبدالله (عليه السلام)، كأنه رحمه، فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزوراً سميناً وأعقله عقالاً شديداً، وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة، واجلس عليه بحرارته، فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزوراً فعقلته عقالاً شديداً، وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد، وجلست عليه بحرارته، فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ! وسكن مابي[4].
وعن الهيثم النهدي رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السلام) الأبنة فمسح أبو عبدالله (عليه السلام) على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرئ"[5].
ولعل المقصود بالغدة التي تشبه غدة البعير هي هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام في حديثيه هذين.
وتقول إحدى الطبيبات المعروفات اليوم أنها حين قرأت هذه الأحاديث وهي ما تزال طالبة في كلية الطب، كانت تستغرب هذا الحكم المتشدد من أمير المؤمنين. وكانت تقول: إنني أتفهم عقوبة القتل للرجل، ولكنني كنت أستغرب بل أستهجن قضية إحراقه بالنار، إلى أن واصلت دراستي، وعرفت أن المصابين بمثل هذه الأمراض يصابون بفايروسات لا يمكن التخلص منها بغير الإحراق. فسبحان الله العلي العظيم، الذي علم وفهم، وبيّن لنا مقامات الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح1).
[2] الطن: الحزمة من القصب.
[3] (الكافي، للكليني: ج7 باب الحد في اللواط، ص280 ح5).
[4] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح6).
[5] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح7).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م

السبت، 21 يونيو 2014


6-جمع العلوم دون ثمر
 
وأجمع العلوم لكن دونما ثمر
لم أستفد منها ولم أهدِ بها بشرْ
 
كحاملٍ مصباحَه ليلاً بلا بصَرْ
والركبُ في الظلام يمشون وما سجر
 
ومثل عيسٍ تحمل الماء بيوم حرّْ
أو مثل درٍّ نادرٍ ترعى به بقرْ!
 
يراني الناس وكتبي صاحبَي سفرْ
لكنّهم لم يعلموا ما بي من ضررْ
 
أعوذ بالله من الضياع والبطرْ
فهو الذي يعلم ما حولي من الخطر!
 
من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من فصول الصراع: جمع العلوم دون ثمر


6-جمع العلوم دون ثمر
 
وأجمع العلوم لكن دونما ثمر
لم أستفد منها ولم أهدِ بها بشرْ
 
كحاملٍ مصباحَه ليلاً بلا بصَرْ
والركبُ في الظلام يمشون وما سجر
 
ومثل عيسٍ تحمل الماء بيوم حرّْ
أو مثل درٍّ نادرٍ ترعى به بقرْ!
 
يراني الناس وكتبي صاحبَي سفرْ
لكنّهم لم يعلموا ما بي من ضررْ
 
أعوذ بالله من الضياع والبطرْ
فهو الذي يعلم ما حولي من الخطر!
 
من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:57 م

0 التعليقات:

الجمعة، 20 يونيو 2014


السؤال: هل تنام الملائكة والشياطين؟ وإذا لم يكونوا ينامون، فكيف نفسر قوله تعالى: "لا تأخذه سنة ولا نوم"؟ لأن مفهومها أن ذلك من مختصات الله جل وعلا، ومن مميزاته عن جميع خلقه؟
الجواب: تبقى الآية على ظاهرها، وهو أن سبحانه هو الوحيد الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ولكن مع التوسع في مفهوم السنة والنوم، فهما من كل أحد بحسبه، بما يعني الضعف والحاجة. فإن الوسن يعني النعاس والفتور في الحواس، وعدم القدرة على مواصلة التيقظ، والنوم شبيه بالموت، وهو غاية الضعف. وكل مخلوق يعتريه هذا الضعف بشهادة الوجدان فيما تستشعره الحواس، وشهادة العقل والنصوص الوحيانية فيما لا طريق إلى الحواس فيه. غير أن بعض الكائنات ربما تباعدت فترة النوم والوسن فيها، نتيجة لما وزعه الله فيها من مقدرات لتنفيذ أمر الله في الخلق، كما ربما اختلفت في ظاهرها حتى لا يكاد يطلق عليها نوم أو نعاس، لاعتياد الناس على شكل معين للسنة والنوم.
فأما الملائكة فقد يظهر خلاف ذلك من قول أمير المؤمنين عليه السلام في صفتهم: " ثم فتق ما بين السماوات العلى، فملأهن أطواراً من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافّون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان"[1]. وهو الموافق لما جاء في وصفهم في الكتاب المجيد، من أنهم " يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون"[2].
لكن الوارد في بعض الأخبار نسبة النوم إليهم، كما في كتاب كمال الدين بإسناده عن داود بن فرقد العطار قال: قال لي بعض أصحابنا أخبرني عن الملائكة أينامون؟ قلت: لا أدري، فقال: يقول الله عز وجل: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون "، ثم قال: ألا أطرفك عن أبي عبد الله عليه السلام فيه بشئ؟ [قال:] فقلت: بلى، فقال: سئل عن ذلك فقال: ما من حي إلا وهو ينام ما خلا الله وحده عز وجل، والملائكة ينامون. فقلت: يقول الله عز وجل: "يسبحون الليل والنهار لا يفترون" فقال: أنفاسهم تسبيح"[3].
وكذلك في علل ابن هاشم: « سئل الصادق عليه السّلام عن الملائكة: يأكلون ويشربون وينكحون؟ فقال: لا، إنّهم يعيشون بنسيم العرش. فقيل له: فما العلّة في نومهم؟ فقال: فرقاً بينهم و بين اللّه تعالى، لأنّ الّذي لا تأخذه سنة و لا نوم هو اللّه تعالى"[4].
والروايتان مع صراحتهما، إلا أن الجمع بينهما وبين ما تقدم من قول أمير المؤمنين عليه السلام ممكن بوجوه: منها: أن النوم أمر يختلف حاله بين مخلوق وآخر، وأن المنفي في كلام الأمير عليه السلام هو نوم العيون، والمثبت في الطائفة الأخرى هو أصل النوم، دون تعرض إلى كيفية خاصة، ومنها: أن المنفي في كلام أمير المؤمنين عليه السلام هو الغشيان، ولعل المقصود منه الاستغراق الذي يذهب بالعقل، بينما المفهوم من تتمة كلامه عليه السلام: كونهم لا يغلبهم سهو العقول، وهو تفسير يبين أن المنفي ليس هو أصل النوم بل النوم الخاص الذي يذهب العقل، أو القدرة على إطاعة الله وتسبيحه. ومنها غير هذين الوجهين، مما يظهر للمتأمل المدقق.
وأما الشياطين فربما يفهم من فحوى بعض النصوص ذلك، مثل أحاديثهم صلوات الله عليهم عن طريقة نوم الشيطان، كالذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، في وصيّة النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي، النوم أربعة: نوم الأنبياء على أقفيتهم، ونوم المؤمنين على أيمانهم، ونوم الكفّار والمنافقين على أيسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم[5].
 (ولكن ثمة أحاديث ربما تخالف ذلك مثل سجود إبليس سجدة واحدة لمدة ستة آلاف سنة، وفي بعض الروايات: لمدة اثني عشر ألف سنة. وربما يمكن الجمع: بأن الفترات بين نومه تكون فواصلها طويلة جداً. أو قد تفسر أحاديث السجود بأن مدة السجود هي مدة العبادة، وبذلك وردت بعض الأحاديث، مما لا يتنافى مع النوم في أثنائها.
نعم يمكن القول هنا: إن وصف النوم فيها بنوم الشياطين، ربما لا يقصد منه جنس الجن، فإن لفظ الشيطان أعم من الجن. فيكون وصفها هنا بنوم الشياطين بقصد النهي عن الطريقة نفسها، لأضرارها وآثارها المخربة على النفس والبدن، لا للإخبار عن نسبتها إلى جنس الجن والشياطين، خصوصاً مع التعليل لها في بعض الأخبار بأنها "نومة يمقتها الله وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار"[6]، ولا يعقل أن يجبل الله جل وعلا جنساً كاملاً من خلقه على طريقة خاصة من النوم، ثم يكرهها، وينفر منها. على أن هذا الاعتراض بنفسه لا يخلو من نظر. لكننا نعرض عنه صفحاً لعدم وجود ثمرة مفيدة في الإطالة فيه، والله العالم).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
_______
[1]  بحار الأنوار: ج74 ص302 .
[2]  الأنبياء: 20.
 [3] كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ص٦٦٦.
[4]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج٥٦ ص١٩٣.
[5]  من لا يحضره الفقيه: ج4 ص365
[6]  بحار الانوار: ج 42 ص281.

هل تنام الملائكة والشياطين؟!


السؤال: هل تنام الملائكة والشياطين؟ وإذا لم يكونوا ينامون، فكيف نفسر قوله تعالى: "لا تأخذه سنة ولا نوم"؟ لأن مفهومها أن ذلك من مختصات الله جل وعلا، ومن مميزاته عن جميع خلقه؟
الجواب: تبقى الآية على ظاهرها، وهو أن سبحانه هو الوحيد الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ولكن مع التوسع في مفهوم السنة والنوم، فهما من كل أحد بحسبه، بما يعني الضعف والحاجة. فإن الوسن يعني النعاس والفتور في الحواس، وعدم القدرة على مواصلة التيقظ، والنوم شبيه بالموت، وهو غاية الضعف. وكل مخلوق يعتريه هذا الضعف بشهادة الوجدان فيما تستشعره الحواس، وشهادة العقل والنصوص الوحيانية فيما لا طريق إلى الحواس فيه. غير أن بعض الكائنات ربما تباعدت فترة النوم والوسن فيها، نتيجة لما وزعه الله فيها من مقدرات لتنفيذ أمر الله في الخلق، كما ربما اختلفت في ظاهرها حتى لا يكاد يطلق عليها نوم أو نعاس، لاعتياد الناس على شكل معين للسنة والنوم.
فأما الملائكة فقد يظهر خلاف ذلك من قول أمير المؤمنين عليه السلام في صفتهم: " ثم فتق ما بين السماوات العلى، فملأهن أطواراً من ملائكته، منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافّون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان"[1]. وهو الموافق لما جاء في وصفهم في الكتاب المجيد، من أنهم " يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون"[2].
لكن الوارد في بعض الأخبار نسبة النوم إليهم، كما في كتاب كمال الدين بإسناده عن داود بن فرقد العطار قال: قال لي بعض أصحابنا أخبرني عن الملائكة أينامون؟ قلت: لا أدري، فقال: يقول الله عز وجل: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون "، ثم قال: ألا أطرفك عن أبي عبد الله عليه السلام فيه بشئ؟ [قال:] فقلت: بلى، فقال: سئل عن ذلك فقال: ما من حي إلا وهو ينام ما خلا الله وحده عز وجل، والملائكة ينامون. فقلت: يقول الله عز وجل: "يسبحون الليل والنهار لا يفترون" فقال: أنفاسهم تسبيح"[3].
وكذلك في علل ابن هاشم: « سئل الصادق عليه السّلام عن الملائكة: يأكلون ويشربون وينكحون؟ فقال: لا، إنّهم يعيشون بنسيم العرش. فقيل له: فما العلّة في نومهم؟ فقال: فرقاً بينهم و بين اللّه تعالى، لأنّ الّذي لا تأخذه سنة و لا نوم هو اللّه تعالى"[4].
والروايتان مع صراحتهما، إلا أن الجمع بينهما وبين ما تقدم من قول أمير المؤمنين عليه السلام ممكن بوجوه: منها: أن النوم أمر يختلف حاله بين مخلوق وآخر، وأن المنفي في كلام الأمير عليه السلام هو نوم العيون، والمثبت في الطائفة الأخرى هو أصل النوم، دون تعرض إلى كيفية خاصة، ومنها: أن المنفي في كلام أمير المؤمنين عليه السلام هو الغشيان، ولعل المقصود منه الاستغراق الذي يذهب بالعقل، بينما المفهوم من تتمة كلامه عليه السلام: كونهم لا يغلبهم سهو العقول، وهو تفسير يبين أن المنفي ليس هو أصل النوم بل النوم الخاص الذي يذهب العقل، أو القدرة على إطاعة الله وتسبيحه. ومنها غير هذين الوجهين، مما يظهر للمتأمل المدقق.
وأما الشياطين فربما يفهم من فحوى بعض النصوص ذلك، مثل أحاديثهم صلوات الله عليهم عن طريقة نوم الشيطان، كالذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، في وصيّة النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي، النوم أربعة: نوم الأنبياء على أقفيتهم، ونوم المؤمنين على أيمانهم، ونوم الكفّار والمنافقين على أيسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم[5].
 (ولكن ثمة أحاديث ربما تخالف ذلك مثل سجود إبليس سجدة واحدة لمدة ستة آلاف سنة، وفي بعض الروايات: لمدة اثني عشر ألف سنة. وربما يمكن الجمع: بأن الفترات بين نومه تكون فواصلها طويلة جداً. أو قد تفسر أحاديث السجود بأن مدة السجود هي مدة العبادة، وبذلك وردت بعض الأحاديث، مما لا يتنافى مع النوم في أثنائها.
نعم يمكن القول هنا: إن وصف النوم فيها بنوم الشياطين، ربما لا يقصد منه جنس الجن، فإن لفظ الشيطان أعم من الجن. فيكون وصفها هنا بنوم الشياطين بقصد النهي عن الطريقة نفسها، لأضرارها وآثارها المخربة على النفس والبدن، لا للإخبار عن نسبتها إلى جنس الجن والشياطين، خصوصاً مع التعليل لها في بعض الأخبار بأنها "نومة يمقتها الله وهي نومة الشيطان ونومة أهل النار"[6]، ولا يعقل أن يجبل الله جل وعلا جنساً كاملاً من خلقه على طريقة خاصة من النوم، ثم يكرهها، وينفر منها. على أن هذا الاعتراض بنفسه لا يخلو من نظر. لكننا نعرض عنه صفحاً لعدم وجود ثمرة مفيدة في الإطالة فيه، والله العالم).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
_______
[1]  بحار الأنوار: ج74 ص302 .
[2]  الأنبياء: 20.
 [3] كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ص٦٦٦.
[4]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج٥٦ ص١٩٣.
[5]  من لا يحضره الفقيه: ج4 ص365
[6]  بحار الانوار: ج 42 ص281.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:13 م

الخميس، 19 يونيو 2014


السؤال: قرأنا أن قبور الأولياء والأنبياء خالية من أجسادهم، وأنها ترتفع إلى السماء بمجرد الدفن، فما فائدة قصد قبورهم لزيارتهم، ومخاطبتهم عن قرب؟
 
الجواب: لسان الروايات في ذلك ليس واحداً، ولعل منشأه اختلاف الحالات، بما يقتضيه المقام في حفظ شأنهم، وتسجيل كراماتهم. ففي بعضها كما عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما يؤتى مواضع آثارهم، ويبلغونهم من بعيد السلام، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب"[1].  
وفي بعضها كما عن عطية الأبزاري عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "أنها لا تبقى في الأرض أكثر من أربعين يوماً" [2].  ولكن في بعضها كما عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:  "إذا زرت أمير المؤمنين فاعلم أنك زائرٌ عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهم السلام"[3]. فظاهر الجامع بين هذه اﻷخبار وغيرها أن أجسادهم صلوات الله عليهم موجودة في الجملة في قبورهم، وأن اﻷرض لا تمس أبدانهم عليهم السلام.
 على أنا لو سلمنا انتقال أجسادهم إلى السماء، فذلك لا يتنافى مع زيارة قبورهم، ﻷنهم بقدرة الله يرون المقام، ويسمعون الكلام، ويردون السلام. بل إن في صعود أرواحهم دافعاً آخر يدعو المؤمنين لزيارتهم والإحتفاء بهم، كما تعد مثاويهم بقاعاً طاهرة مقدسة مباركة، لمكان انتسابها إليهم، ولما فيها من اﻷسرار التي أودعها الله عز وجل فيها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1]  فروع الكافي ج 1:  320.
[2]  التهذيب ج6 ص106.
[3]  كامل الزيارات ص90 والتهذيب ج6 ص22 وغيرهما.

هل تبقى أجساد الأنبياء وأوصيائهم في القبر بعد وفاتهم؟


السؤال: قرأنا أن قبور الأولياء والأنبياء خالية من أجسادهم، وأنها ترتفع إلى السماء بمجرد الدفن، فما فائدة قصد قبورهم لزيارتهم، ومخاطبتهم عن قرب؟
 
الجواب: لسان الروايات في ذلك ليس واحداً، ولعل منشأه اختلاف الحالات، بما يقتضيه المقام في حفظ شأنهم، وتسجيل كراماتهم. ففي بعضها كما عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما يؤتى مواضع آثارهم، ويبلغونهم من بعيد السلام، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب"[1].  
وفي بعضها كما عن عطية الأبزاري عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "أنها لا تبقى في الأرض أكثر من أربعين يوماً" [2].  ولكن في بعضها كما عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:  "إذا زرت أمير المؤمنين فاعلم أنك زائرٌ عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهم السلام"[3]. فظاهر الجامع بين هذه اﻷخبار وغيرها أن أجسادهم صلوات الله عليهم موجودة في الجملة في قبورهم، وأن اﻷرض لا تمس أبدانهم عليهم السلام.
 على أنا لو سلمنا انتقال أجسادهم إلى السماء، فذلك لا يتنافى مع زيارة قبورهم، ﻷنهم بقدرة الله يرون المقام، ويسمعون الكلام، ويردون السلام. بل إن في صعود أرواحهم دافعاً آخر يدعو المؤمنين لزيارتهم والإحتفاء بهم، كما تعد مثاويهم بقاعاً طاهرة مقدسة مباركة، لمكان انتسابها إليهم، ولما فيها من اﻷسرار التي أودعها الله عز وجل فيها.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1]  فروع الكافي ج 1:  320.
[2]  التهذيب ج6 ص106.
[3]  كامل الزيارات ص90 والتهذيب ج6 ص22 وغيرهما.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:07 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 18 يونيو 2014


5-التقصير في العبادة


وكم عقدتُ العزمَ أن أَشيد بنياني
أنهنه النفس عن الزائل والفاني
 
أقوم بالواجب من فرضي وأركاني
شكراً لمن صيّرني قِدماً وربّاني

أو طمعاً فيما حبانيه وأولاني
في جنة ما خطرت بقلب إنسانِ
 
لكنّ لي يا حسرتي نفسي وشيطاني
تربطني بالأرض هذي .. وهو أغواني
 
فارحم إلهي عبدَك المقرّ والجاني
وارزقه يا رحمن منك خير تكلانِ


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من فصول الصراع: التقصير في العبادة


5-التقصير في العبادة


وكم عقدتُ العزمَ أن أَشيد بنياني
أنهنه النفس عن الزائل والفاني
 
أقوم بالواجب من فرضي وأركاني
شكراً لمن صيّرني قِدماً وربّاني

أو طمعاً فيما حبانيه وأولاني
في جنة ما خطرت بقلب إنسانِ
 
لكنّ لي يا حسرتي نفسي وشيطاني
تربطني بالأرض هذي .. وهو أغواني
 
فارحم إلهي عبدَك المقرّ والجاني
وارزقه يا رحمن منك خير تكلانِ


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:07 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 17 يونيو 2014


السؤال: لمن الشفاعة والقبول والنجاة في الآخرة؟
 
الجواب: أصل القبول هو الاعتقاد الصحيح، ثم على أساسه يأتي الحساب، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره. فأهل الكبائر إذا كانوا مؤمنين، وكان لهم من الموازين القسط ما يؤهلهم للشفاعة فإن النبي صلى الله عليه وآله يشفع لهم. وأما من لم يستجمع شرط الإيمان والعمل الصالح الذي يؤهله لتلقي الشفاعة، بأن كان كافراً؛ فلا شيء يستقبله غير الخسران والخيبة، وإن أتى بمثل جبال أحد وتهامة من الأعمال الباهرة. وهكذا المؤمن الذي لا عمل صالح له أصلاً؛ قال تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"[1]، وقال: " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً"[2]. وحديث الثلاث والسبعين فرقة بصدد بيان من ينجو من المسلمين بأصل الاعتقاد، ولكنه ساكت من حيث إمكان الشفاعة في حقهم وعدمه، فدقق.
هذا هو مقتضى القواعد والنصوص، ولكن الله تعالى، لو أراد أن يعفو ويرحم من شاء في الآخرة ويوم الحساب فله الأمر من قبل ومن بعد، ما لم يلزم منه الظلم، وتفويت حقوق العباد، وما يظلم ربك أحداً!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1]  سورة العصر.
[2]  النور: 39.

شرط القبول والنجاة في الآخرة


السؤال: لمن الشفاعة والقبول والنجاة في الآخرة؟
 
الجواب: أصل القبول هو الاعتقاد الصحيح، ثم على أساسه يأتي الحساب، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره. فأهل الكبائر إذا كانوا مؤمنين، وكان لهم من الموازين القسط ما يؤهلهم للشفاعة فإن النبي صلى الله عليه وآله يشفع لهم. وأما من لم يستجمع شرط الإيمان والعمل الصالح الذي يؤهله لتلقي الشفاعة، بأن كان كافراً؛ فلا شيء يستقبله غير الخسران والخيبة، وإن أتى بمثل جبال أحد وتهامة من الأعمال الباهرة. وهكذا المؤمن الذي لا عمل صالح له أصلاً؛ قال تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"[1]، وقال: " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً"[2]. وحديث الثلاث والسبعين فرقة بصدد بيان من ينجو من المسلمين بأصل الاعتقاد، ولكنه ساكت من حيث إمكان الشفاعة في حقهم وعدمه، فدقق.
هذا هو مقتضى القواعد والنصوص، ولكن الله تعالى، لو أراد أن يعفو ويرحم من شاء في الآخرة ويوم الحساب فله الأمر من قبل ومن بعد، ما لم يلزم منه الظلم، وتفويت حقوق العباد، وما يظلم ربك أحداً!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1]  سورة العصر.
[2]  النور: 39.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:25 م

0 التعليقات:

الاثنين، 16 يونيو 2014



السؤال: كيف تفسرون قوله تعالى: " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "؟ ألا تدل دلالة واضحة على الجبر، وأن ما يقع على الإنسان مكتوب ومقدر عليه، لا يمكن أن يخطئه مهما فعل وحاول. فأهل الخير كتب لهم ذلك، وأهل الشر كتب عليهم ذلك.
 
الجواب: لا دلالة في الآية الكريمة على الجبر، فإنها تشير إلى أن الأمور ومقاليدها بيد الله سبحانه، لا تفلته ولا يفلتها، لكنها لا تنفي من جهة أخرى أثر العبد على مسير نفسه ومصيره. فإن لدعائه أثراً، ولسعيه وكدحه، كما لجرمه وجنايته. لكن ليس معنى هذا أن يخرج الأمر من هيمنة الله جل وعلا، بل إن المقادير الجديدة حيث إنها  تكتب في كتاب المحو والإثبات فهي بالنتيجة كتابة أخرى إلهية، تصحح أن يقال: إن العبد لم يصبه إلا ما كتبه الله له.
مع احتمال أن يكون المراد من الكتاب هنا اللوح المحفوظ، الذي يعني علم الله وإحاطته بما كان ويكون وما سيكون، ( أي كتاب القضاء والقدر العلميين)، وهو يختلف عن لوح المحو  والإثبات، الذي هو كتاب القضاء والقدر العينيين. وعلى كلا اللوحين يصح إطلاق الكتابة. وبذلك يجمع بين النصوص التي تؤكد أن كل الأمور بيد الله وبقضائه وقدره، وأن للعبد يداً كذلك في تقرير مصيره، فله أن يختار الجنة وله أن يختار السعير، وبيده أن يكون من أهل الحق، وبيده أن يكون من أهل الباطل!.
كما يمكن حمل الآية على معنى ثالث: هو أنها بصدد بيان هذه الحقيقة من جهة واحدة، وهي أن الله ناصر المؤمنين، وأن الكافرين لا قدرة لهم على إيذاء المؤمنين قيد شعرة، إذا لم يكتب الله لهم ذلك. فهي تريد أن تطمن المؤمنين بأن كل الأمور بيد الله المهيمن الجبار، والذي هو مولى المؤمنين وناصرهم، فلا داعي للخوف من الكافرين، الذين لا حول لهم ولاقوة من دون الله، وهو إلى جانبنا نحن المؤمنين. ولذلك جاءت تتمة الآية: " هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"[1]. فلا دلالة في الآية من قريب ولا بعيد على الجبر ، بقدر ما هي بصدد تقوية قلوب المؤمنين، وبيان أن جانبهم هو الأقوى وركنهم هو الأوثق وأن الله لن يخذلهم، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


______
[1]  (التوبة: 51).

"قل لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا" والجبر والإختيار



السؤال: كيف تفسرون قوله تعالى: " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "؟ ألا تدل دلالة واضحة على الجبر، وأن ما يقع على الإنسان مكتوب ومقدر عليه، لا يمكن أن يخطئه مهما فعل وحاول. فأهل الخير كتب لهم ذلك، وأهل الشر كتب عليهم ذلك.
 
الجواب: لا دلالة في الآية الكريمة على الجبر، فإنها تشير إلى أن الأمور ومقاليدها بيد الله سبحانه، لا تفلته ولا يفلتها، لكنها لا تنفي من جهة أخرى أثر العبد على مسير نفسه ومصيره. فإن لدعائه أثراً، ولسعيه وكدحه، كما لجرمه وجنايته. لكن ليس معنى هذا أن يخرج الأمر من هيمنة الله جل وعلا، بل إن المقادير الجديدة حيث إنها  تكتب في كتاب المحو والإثبات فهي بالنتيجة كتابة أخرى إلهية، تصحح أن يقال: إن العبد لم يصبه إلا ما كتبه الله له.
مع احتمال أن يكون المراد من الكتاب هنا اللوح المحفوظ، الذي يعني علم الله وإحاطته بما كان ويكون وما سيكون، ( أي كتاب القضاء والقدر العلميين)، وهو يختلف عن لوح المحو  والإثبات، الذي هو كتاب القضاء والقدر العينيين. وعلى كلا اللوحين يصح إطلاق الكتابة. وبذلك يجمع بين النصوص التي تؤكد أن كل الأمور بيد الله وبقضائه وقدره، وأن للعبد يداً كذلك في تقرير مصيره، فله أن يختار الجنة وله أن يختار السعير، وبيده أن يكون من أهل الحق، وبيده أن يكون من أهل الباطل!.
كما يمكن حمل الآية على معنى ثالث: هو أنها بصدد بيان هذه الحقيقة من جهة واحدة، وهي أن الله ناصر المؤمنين، وأن الكافرين لا قدرة لهم على إيذاء المؤمنين قيد شعرة، إذا لم يكتب الله لهم ذلك. فهي تريد أن تطمن المؤمنين بأن كل الأمور بيد الله المهيمن الجبار، والذي هو مولى المؤمنين وناصرهم، فلا داعي للخوف من الكافرين، الذين لا حول لهم ولاقوة من دون الله، وهو إلى جانبنا نحن المؤمنين. ولذلك جاءت تتمة الآية: " هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"[1]. فلا دلالة في الآية من قريب ولا بعيد على الجبر ، بقدر ما هي بصدد تقوية قلوب المؤمنين، وبيان أن جانبهم هو الأقوى وركنهم هو الأوثق وأن الله لن يخذلهم، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


______
[1]  (التوبة: 51).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:25 م

0 التعليقات:

الأحد، 15 يونيو 2014



السؤال: كيف تفسرون خلق الله للشرور التي لا يخلو منها إنسان في كل زمان ومكان؟ فما هي الحكمة والخير من خلق إبليس اللعين الرجيم، عدو الإنسان المبين؟ ألا يعد هذا نوعاً من الظلم؟
 
الجواب: كل مخلوق خلقه الله سبحانه في نفسه هو نوع خير، إلا أن يختار ذلك المخلوق الشر بنفسه. وإبليس لو لم يعص معصيته المعروفة، ثم تمادى في غيه وعصبيته، لكان من عباد الله الصالحين. لكنه فسق عن أمر ربه، وقرر أن يبارز الله بالعناد والمكابرة، وأن يكون للإنسان عدوّاً مبيناً. وعلى هذا فإن أكثر ما يدعى شرّاً ليس هو حقيقة الأمر كذلك، بل إما أن يكون المخلوق هو الذي جنح إلى الشر، كما هو الحال بالنسبة إلى إبليس الرجيم، وسائر شياطين الجن والإنس، أو الكفرة والطغاة، الذين اختاروا بأنفسهم أن يكونوا ظالمين معتدين.
وإما أن يكون الشر المزعوم ليس إلا خيراً في نفسه، لكن العبد لما كان ينظر إلى الأشياء من منطلق نفعي وشخصاني، لذلك فهو حين يرى الطوفان والصاعقة وأشباههما لا يرى نفعهما العميم على البشر، بل يعدهما بالنسبة إليه شرّاً مقيماً، كمثل الشمس المنيرة الضاحية، وهي ضرورة ماسة لحياة الموجودات على وجه البسيطة، غير أنه لا يرى فيها غير حرارتها اللاهبة!
 ثم إن حكمة الله ورحمته اقتضتا أن يخلق الله سبحانه بعض الصعوبات والأكدار لصقل شخصية العبد، وارتقائه مراقي الكمال والجمال. ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر الكاذب من الصادق. ولا مفر في هذه الحياة من الابتلاء والمحنة، قال تعالى: " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"[1].
على أن الجدير ذكره هنا: أن الله سبحانه لا يمكن أن يصدر منه الظلم بحق أحد، وأنه سبحانه وتعالى لا يكلف الناس إلاّ ما آتاهم ووسعهم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______

[1]  العنكبوت: 1-2.

الحكمة من خلق الشيطان والشرور



السؤال: كيف تفسرون خلق الله للشرور التي لا يخلو منها إنسان في كل زمان ومكان؟ فما هي الحكمة والخير من خلق إبليس اللعين الرجيم، عدو الإنسان المبين؟ ألا يعد هذا نوعاً من الظلم؟
 
الجواب: كل مخلوق خلقه الله سبحانه في نفسه هو نوع خير، إلا أن يختار ذلك المخلوق الشر بنفسه. وإبليس لو لم يعص معصيته المعروفة، ثم تمادى في غيه وعصبيته، لكان من عباد الله الصالحين. لكنه فسق عن أمر ربه، وقرر أن يبارز الله بالعناد والمكابرة، وأن يكون للإنسان عدوّاً مبيناً. وعلى هذا فإن أكثر ما يدعى شرّاً ليس هو حقيقة الأمر كذلك، بل إما أن يكون المخلوق هو الذي جنح إلى الشر، كما هو الحال بالنسبة إلى إبليس الرجيم، وسائر شياطين الجن والإنس، أو الكفرة والطغاة، الذين اختاروا بأنفسهم أن يكونوا ظالمين معتدين.
وإما أن يكون الشر المزعوم ليس إلا خيراً في نفسه، لكن العبد لما كان ينظر إلى الأشياء من منطلق نفعي وشخصاني، لذلك فهو حين يرى الطوفان والصاعقة وأشباههما لا يرى نفعهما العميم على البشر، بل يعدهما بالنسبة إليه شرّاً مقيماً، كمثل الشمس المنيرة الضاحية، وهي ضرورة ماسة لحياة الموجودات على وجه البسيطة، غير أنه لا يرى فيها غير حرارتها اللاهبة!
 ثم إن حكمة الله ورحمته اقتضتا أن يخلق الله سبحانه بعض الصعوبات والأكدار لصقل شخصية العبد، وارتقائه مراقي الكمال والجمال. ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر الكاذب من الصادق. ولا مفر في هذه الحياة من الابتلاء والمحنة، قال تعالى: " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"[1].
على أن الجدير ذكره هنا: أن الله سبحانه لا يمكن أن يصدر منه الظلم بحق أحد، وأنه سبحانه وتعالى لا يكلف الناس إلاّ ما آتاهم ووسعهم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______

[1]  العنكبوت: 1-2.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:22 م

0 التعليقات:

السبت، 14 يونيو 2014


السؤال: في زيارة الجامعة الكبيرة نقرأ فيها تعبيرين هما الانتظار والارتقاب وظاهرهما بمعنى واحد، لكن أولهما أضيف للأمر والآخر للدولة، مما يوحي بالاختلاف؛ يقول النص: (مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ)، فهل هو من قبيل التنويع البلاغي، أم أن هناك فرقاً فعليّاً بين الانتظار والارتقاب؟
 
الجواب: هما على الإجمال بمعنى واحد، ولكن بلحاظ اختلاف الاشتقاق فيهما، وتفاوت استعمال العرف لهما يكون لهما معنيان مختلفان، لا سيما مع البناء على عدم وجود الترادف في اللغة. فإن أصل الانتظار جاء من النظر، والارتقاب من الرقبة. والنظر هنا بمعنى مداومة النظر إلى ما يتوقع الناظر حصول المرجو منه. والارتقاب والترقب بمعنى إقامة العنق والرقبة لملاحقة الشيء أو الشخص الذي يتوقع حصول المبتغى منه، واستعمال الرقبة كناية عن شدة الاهتمام، وأخذ الأهبة لاستقبال حصول المرتقب عما قريب.
والفرق بين الصورتين الخياليتين في الجذرين واضح؛ بحيث يمكن القول: إن الإنتظار أوسع من الارتقاب، فكل ترقب هو انتظار وليس كل انتظار ترقباً!. الانتظار يحتمل طول المدة قبل حصول المنتظَر (بالفتح)، وليس كذلك الترقب. والترقب حسيٌّ وعملي أكثر من الانتظار؛ قال تعالى: "وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ"[1].
كلنا بهذا اللحاظ ننتظر الموت، بمعنى أننا نعلم بحصوله يوماً، لكننا لا نعد مرتقبين له. وفي بحار الأنوار عن عليٍّ عليه السلام قال: "ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات"[2]. وفي كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر "ارتَقِبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها، ولا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ ولا تُؤخِّرها عنه لشغل"[3].
 وبتتبع استعمال الترقب والارتقاب في القرآن والأحاديث ولسان العرب يظهر أن المراد منه هو توقع حصول الشيء عما قريب، والظن الشديد بحصوله، بنحو المشارفة، فكأن قارئ الزيارة يقول: إني موقن بقيام دولتكم عن قريب، حتى كأني أراها تتشكل. وأما الانتظار فهو اللبث والمكث أملاً في لقاء المطلوب. والتعبير بالارتقاب لا يخلو من إشعار وكناية عن الإشراف على الشيء من علٍ، كأنه يراه ويرصده، ومنه المرقب، والرقيب، والرقابة، وما إلى ذلك. ومن هنا كان المناسب للأمر أن يُنتظر، متى ما جاء، ليُمتثل ويُتبع، والمناسب للدولة هو أن ترتقب، بما أنها كيان يمكن أن يرى ويرصد، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______
[1]  هود: 93.
[2]  البحار: ج77  ص173.
[3]  بحار الأنوار: ج74 ص390.
 

الإنتظار والترقّب في زيارة الجامعة الكبيرة


السؤال: في زيارة الجامعة الكبيرة نقرأ فيها تعبيرين هما الانتظار والارتقاب وظاهرهما بمعنى واحد، لكن أولهما أضيف للأمر والآخر للدولة، مما يوحي بالاختلاف؛ يقول النص: (مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ)، فهل هو من قبيل التنويع البلاغي، أم أن هناك فرقاً فعليّاً بين الانتظار والارتقاب؟
 
الجواب: هما على الإجمال بمعنى واحد، ولكن بلحاظ اختلاف الاشتقاق فيهما، وتفاوت استعمال العرف لهما يكون لهما معنيان مختلفان، لا سيما مع البناء على عدم وجود الترادف في اللغة. فإن أصل الانتظار جاء من النظر، والارتقاب من الرقبة. والنظر هنا بمعنى مداومة النظر إلى ما يتوقع الناظر حصول المرجو منه. والارتقاب والترقب بمعنى إقامة العنق والرقبة لملاحقة الشيء أو الشخص الذي يتوقع حصول المبتغى منه، واستعمال الرقبة كناية عن شدة الاهتمام، وأخذ الأهبة لاستقبال حصول المرتقب عما قريب.
والفرق بين الصورتين الخياليتين في الجذرين واضح؛ بحيث يمكن القول: إن الإنتظار أوسع من الارتقاب، فكل ترقب هو انتظار وليس كل انتظار ترقباً!. الانتظار يحتمل طول المدة قبل حصول المنتظَر (بالفتح)، وليس كذلك الترقب. والترقب حسيٌّ وعملي أكثر من الانتظار؛ قال تعالى: "وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ"[1].
كلنا بهذا اللحاظ ننتظر الموت، بمعنى أننا نعلم بحصوله يوماً، لكننا لا نعد مرتقبين له. وفي بحار الأنوار عن عليٍّ عليه السلام قال: "ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات"[2]. وفي كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر "ارتَقِبْ وقت الصلاة فصلِّها لوقتها، ولا تعجلْ بها قبلَه لفراغٍ ولا تُؤخِّرها عنه لشغل"[3].
 وبتتبع استعمال الترقب والارتقاب في القرآن والأحاديث ولسان العرب يظهر أن المراد منه هو توقع حصول الشيء عما قريب، والظن الشديد بحصوله، بنحو المشارفة، فكأن قارئ الزيارة يقول: إني موقن بقيام دولتكم عن قريب، حتى كأني أراها تتشكل. وأما الانتظار فهو اللبث والمكث أملاً في لقاء المطلوب. والتعبير بالارتقاب لا يخلو من إشعار وكناية عن الإشراف على الشيء من علٍ، كأنه يراه ويرصده، ومنه المرقب، والرقيب، والرقابة، وما إلى ذلك. ومن هنا كان المناسب للأمر أن يُنتظر، متى ما جاء، ليُمتثل ويُتبع، والمناسب للدولة هو أن ترتقب، بما أنها كيان يمكن أن يرى ويرصد، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

______
[1]  هود: 93.
[2]  البحار: ج77  ص173.
[3]  بحار الأنوار: ج74 ص390.
 

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:49 م

0 التعليقات:


[طول عمر الإمام المهديّ غير معقول]


   يُطرح هذا السؤال بأكثر من أسلوب وهيئة، وتارة يخرج من لسان أعداء أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وتارة يخرج - وللأسف الشديد - من لسان الموالين لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وهو:
   - كيف يمكننا التصديق بأنَّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يعيش بهذا العمر الطويل ؟ حيث أنه قد ولد في عام ٢٥٥ للهجرة المشرّفة، ونحن اليوم في عام ١٤٣٥ للهجرة المشرفة، إن هذا أمر غير معقول.

   أقول: إنَّ الملائكة، وإبليس (عليه اللعنة)، والخضر (عليه السلام)، وغيرهم، لا يُناقش في طول أعمارهم، وإنما كلّ النقاش والعناد يدور حول الإمام الحجّة (صلوات الله عليه)، فمن هنا يتبيّن أن هذا السؤال لا ثمرة ترجى منه، ولكننا في مقام الإجابة نوضح ما أراده السائل والمُجادل، عسى أن نكون قد قدّمنا خدمة بسيطة لمولانا صاحب الأمر (أرواحنا له الفداء).

(١) الإمكان العقلي:
   إننا عندما نرجع لقواعد العقل، نرى أن قضية طول عمر الإمام الحجّة (صلوات الله عليه) قضية ممكنة، إذ عندنا أن الموجود إما أن يكون ممكنًا أو ممتنعًا، وظاهرٌ بأنه لا امتناع في المسألة؛ لأننا في الإمتناع يلزم منّا أن نعيده إلى أحد ثلاثة أمور، فإما أن يرجع إلى اجتماع المتناقضَين، أو ارتفاع المتناقضَين، أو اجتماع الضدَّين، ونحن لا نجد أيًّا من هذه المحذورات هنا، بل نرى أنَّ الأمر ممكن ومقدورٌ عليه، فلا إشكال في مسألة طول عمر الإمام المهدي (صلوات الله عليه)، وهذا ما يُسمَّى بالجواب الحلّي.

(٢) نماذج بشرية طويلة العمر:
   لو رجعنا قليلاً إلى صفحات القرآن الكريم، الراوي لنا تاريخ بعض الناس، نجد أن مسألة الإمام المهدي (صلوات الله عليه) مسألة طبيعية، وليست بالقضية المنفردة، وإليك بعض النماذج:
١- قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ...}، فإن هذه الآية المباركة تشير إلى أن  الفترة التي دعا فيها نوحٌ (عليه السلام) قومَه هي ٩٥٠ سنة، فكم كان عمره يوم أرسله الله نبيًّا؟ وكم عاش بعد الطوفان؟ وقد ورد عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «عاش نوح ألفي سنة وثلاثمائة سنة، فمنها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث، وألف سنة إلاّ خمسين عامًا وهو في قومه يدعوهم، وخمسمائة بعدما نزل من السفينة ونضب الماء، فمصَّر الأمصار، وأسكن واده البلدان ...»، فمدّة عمر نبينا نوح (عليه السلام) كانت طويلة، ولا إشكال في ذلك.
٢- قال الله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فظاهر من الآية الكريم أن يونس (عليه السلام) لو لم يكن من المسبّحين لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، والحاصل أنه في بطن الحوت، وفي عمق المحيط، حيث لا هواء ولا طعام ولا شيء من لوازم الحياة والبقاء، ومع ذلك نرى أن الله (سبحانه وتعالى) يؤكد أنه لولا التسبيح لبقي حيًّا بلا إشكال في ذلك.   وقد ورد في كتاب «إكمال الدين وإتمام النعمة» للشيخ الصدوق (رض) أسماء عدّة أناس معمّرين لسنين طويلة، ونذكر بعضًا منهم:
١/ النبي آدم (عليه السلام) عاش ٩٣٠ سنة.
٢/ النبي سليمان بن داوود (عليهما السلام) عاش ٧١٢ سنة.
٣/ لقمان الحكيم عاش ٤٠٠٠ سنة، وقيل: ٤٠٠ سنة.
٤/ شدّاد بن عامر عاش ٩٠٠ سنة.
٥/ عزيز مصر عاش ٨٠٠ سنة.

   وهل من الإنصاف أن نصدّق بلا نقاش ولا جدل أن الله (سبحانه وتعالى) قد أمدّ في عمر نبيّه نوح (عليه السلام) ولم يمدّ في عمر وليّه وخليفته وخاتم أوصيائه وبقيّته في أرضه الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) !؟ وهل من العقل أن يُقبل ببقاء نبيّنا يونس (عليه السلام) في بطن الحوت إلى يوم القيامة مع كل تلك الظروف والأحوال ولا يُقبل بقاء مولانا ومقتدانا الإمام الحجّة (صلوات الله عليه) على الأرض مفاضًا عليه بهذا الهواء، وذاك المأكل والمشرب، وهذا الملبس، ولكن لغيبته عنّا لم يكن لنا التشرّف برؤيته، وما أوردناه هنا يُسمّى عندهم بالجواب النقضيّ.

(٣) طول العمر في العلم الحديث:
   لست ممّن أمتلك باعًا في العلوم الطبّية، ولكنني قرأت دراساتًا لعدّة أطباء، تؤكد أن جسم الإنسان لولا تعرّضه للحوادث والكوارث والآلام، كسوء التغذية وسوء التهوية وعدم رعاية التعاليم الصحّية، والأمراض الفتّاكة، وتراكم الهموم والأحزان، لكان عمره أطول وأطول؛ لأنها عوامل تسبّب قصر العمر، وقد ورد في مجلّة مصريّة ما نصّه: ”... لكن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: إن جميع الأنسجة الرئيسيّة في جسم الحيوان تقبل البقاء إلى ما لا نهاية له، وأنه في الإمكان أن يبقى الإنسان حيًّا ألوفًا من السنين، إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته“.
   أقول: من الجميل جدًّا أن يكتشف علماء الطب الحديث مثل هذه الأمور، ولكن - وللأسف الشديد - المجتمع الحالي صار لا يقبل إلاّ منهم، ويقوم مشكّكًا في الآيات القرآنية والروايات العترويّة، وكل ذلك ناتج لتعلّق الإنسان بالمادّيات، وتجاهله للغيبيّات، فـ(الناس أعداء ما جهلوا)، فالمرجوّ من المجتمعات المؤمنة هو السعي والكفاح للتعلّم، وفي شتّى المجالات، كي تكون قواعدنا قابلةً للأخبار بقواعد صلبة رصينة، لا نحتاج بعد ذلك في إثبات معتقداتنا إلى قول فيلسوف، أو بروفيسور، أو ما شابههما، بل نأخذ أقوالهم شواهد ومؤيّدات إن أردنا ذلك.
   ختامًا .. ينبغي علينا أن لا ننسى بأنَّ الإمام المهديّ المنتظر (صلوات الله عليه) هو في رعاية الله تعالى وتحت رحمته، فهل الله تعالى عاجزٌ عن إبقائه طوال هذه السنين دون أي مشكلة؟! فما لكم تعجزون الله (سبحانه وتعالى) عن مقدوره، وهو القائل: {إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.


أحمد نصيف البحرانيّ

طول عمر الإمام المهدي عجل الله فرجه


[طول عمر الإمام المهديّ غير معقول]


   يُطرح هذا السؤال بأكثر من أسلوب وهيئة، وتارة يخرج من لسان أعداء أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وتارة يخرج - وللأسف الشديد - من لسان الموالين لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وهو:
   - كيف يمكننا التصديق بأنَّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يعيش بهذا العمر الطويل ؟ حيث أنه قد ولد في عام ٢٥٥ للهجرة المشرّفة، ونحن اليوم في عام ١٤٣٥ للهجرة المشرفة، إن هذا أمر غير معقول.

   أقول: إنَّ الملائكة، وإبليس (عليه اللعنة)، والخضر (عليه السلام)، وغيرهم، لا يُناقش في طول أعمارهم، وإنما كلّ النقاش والعناد يدور حول الإمام الحجّة (صلوات الله عليه)، فمن هنا يتبيّن أن هذا السؤال لا ثمرة ترجى منه، ولكننا في مقام الإجابة نوضح ما أراده السائل والمُجادل، عسى أن نكون قد قدّمنا خدمة بسيطة لمولانا صاحب الأمر (أرواحنا له الفداء).

(١) الإمكان العقلي:
   إننا عندما نرجع لقواعد العقل، نرى أن قضية طول عمر الإمام الحجّة (صلوات الله عليه) قضية ممكنة، إذ عندنا أن الموجود إما أن يكون ممكنًا أو ممتنعًا، وظاهرٌ بأنه لا امتناع في المسألة؛ لأننا في الإمتناع يلزم منّا أن نعيده إلى أحد ثلاثة أمور، فإما أن يرجع إلى اجتماع المتناقضَين، أو ارتفاع المتناقضَين، أو اجتماع الضدَّين، ونحن لا نجد أيًّا من هذه المحذورات هنا، بل نرى أنَّ الأمر ممكن ومقدورٌ عليه، فلا إشكال في مسألة طول عمر الإمام المهدي (صلوات الله عليه)، وهذا ما يُسمَّى بالجواب الحلّي.

(٢) نماذج بشرية طويلة العمر:
   لو رجعنا قليلاً إلى صفحات القرآن الكريم، الراوي لنا تاريخ بعض الناس، نجد أن مسألة الإمام المهدي (صلوات الله عليه) مسألة طبيعية، وليست بالقضية المنفردة، وإليك بعض النماذج:
١- قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ...}، فإن هذه الآية المباركة تشير إلى أن  الفترة التي دعا فيها نوحٌ (عليه السلام) قومَه هي ٩٥٠ سنة، فكم كان عمره يوم أرسله الله نبيًّا؟ وكم عاش بعد الطوفان؟ وقد ورد عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «عاش نوح ألفي سنة وثلاثمائة سنة، فمنها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث، وألف سنة إلاّ خمسين عامًا وهو في قومه يدعوهم، وخمسمائة بعدما نزل من السفينة ونضب الماء، فمصَّر الأمصار، وأسكن واده البلدان ...»، فمدّة عمر نبينا نوح (عليه السلام) كانت طويلة، ولا إشكال في ذلك.
٢- قال الله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فظاهر من الآية الكريم أن يونس (عليه السلام) لو لم يكن من المسبّحين لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، والحاصل أنه في بطن الحوت، وفي عمق المحيط، حيث لا هواء ولا طعام ولا شيء من لوازم الحياة والبقاء، ومع ذلك نرى أن الله (سبحانه وتعالى) يؤكد أنه لولا التسبيح لبقي حيًّا بلا إشكال في ذلك.   وقد ورد في كتاب «إكمال الدين وإتمام النعمة» للشيخ الصدوق (رض) أسماء عدّة أناس معمّرين لسنين طويلة، ونذكر بعضًا منهم:
١/ النبي آدم (عليه السلام) عاش ٩٣٠ سنة.
٢/ النبي سليمان بن داوود (عليهما السلام) عاش ٧١٢ سنة.
٣/ لقمان الحكيم عاش ٤٠٠٠ سنة، وقيل: ٤٠٠ سنة.
٤/ شدّاد بن عامر عاش ٩٠٠ سنة.
٥/ عزيز مصر عاش ٨٠٠ سنة.

   وهل من الإنصاف أن نصدّق بلا نقاش ولا جدل أن الله (سبحانه وتعالى) قد أمدّ في عمر نبيّه نوح (عليه السلام) ولم يمدّ في عمر وليّه وخليفته وخاتم أوصيائه وبقيّته في أرضه الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) !؟ وهل من العقل أن يُقبل ببقاء نبيّنا يونس (عليه السلام) في بطن الحوت إلى يوم القيامة مع كل تلك الظروف والأحوال ولا يُقبل بقاء مولانا ومقتدانا الإمام الحجّة (صلوات الله عليه) على الأرض مفاضًا عليه بهذا الهواء، وذاك المأكل والمشرب، وهذا الملبس، ولكن لغيبته عنّا لم يكن لنا التشرّف برؤيته، وما أوردناه هنا يُسمّى عندهم بالجواب النقضيّ.

(٣) طول العمر في العلم الحديث:
   لست ممّن أمتلك باعًا في العلوم الطبّية، ولكنني قرأت دراساتًا لعدّة أطباء، تؤكد أن جسم الإنسان لولا تعرّضه للحوادث والكوارث والآلام، كسوء التغذية وسوء التهوية وعدم رعاية التعاليم الصحّية، والأمراض الفتّاكة، وتراكم الهموم والأحزان، لكان عمره أطول وأطول؛ لأنها عوامل تسبّب قصر العمر، وقد ورد في مجلّة مصريّة ما نصّه: ”... لكن العلماء الموثوق بعلمهم يقولون: إن جميع الأنسجة الرئيسيّة في جسم الحيوان تقبل البقاء إلى ما لا نهاية له، وأنه في الإمكان أن يبقى الإنسان حيًّا ألوفًا من السنين، إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته“.
   أقول: من الجميل جدًّا أن يكتشف علماء الطب الحديث مثل هذه الأمور، ولكن - وللأسف الشديد - المجتمع الحالي صار لا يقبل إلاّ منهم، ويقوم مشكّكًا في الآيات القرآنية والروايات العترويّة، وكل ذلك ناتج لتعلّق الإنسان بالمادّيات، وتجاهله للغيبيّات، فـ(الناس أعداء ما جهلوا)، فالمرجوّ من المجتمعات المؤمنة هو السعي والكفاح للتعلّم، وفي شتّى المجالات، كي تكون قواعدنا قابلةً للأخبار بقواعد صلبة رصينة، لا نحتاج بعد ذلك في إثبات معتقداتنا إلى قول فيلسوف، أو بروفيسور، أو ما شابههما، بل نأخذ أقوالهم شواهد ومؤيّدات إن أردنا ذلك.
   ختامًا .. ينبغي علينا أن لا ننسى بأنَّ الإمام المهديّ المنتظر (صلوات الله عليه) هو في رعاية الله تعالى وتحت رحمته، فهل الله تعالى عاجزٌ عن إبقائه طوال هذه السنين دون أي مشكلة؟! فما لكم تعجزون الله (سبحانه وتعالى) عن مقدوره، وهو القائل: {إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.


أحمد نصيف البحرانيّ

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  2:50 م

0 التعليقات:

الجمعة، 13 يونيو 2014


أحاديث مروية عن الإمام المهدي (عليه السلام):


أنا بقيّةٌ من آدمَ ، وذخيرةٌ من نوحٍ ، ومصطفىً من إبراهيمَ ، وصَفوةٌ من محمدٍ (صلى الله عليهم أجمعين). (بحار الأنوار ج52 ص238)


إنّ الحقَّ معنا وفينا، لا يقولُ ذلك سوانا إلاّ كذّابٌ مُفتَرٍ. (بحار الأنوار ج53 ص191)

إنّ الله معنا ، ولا فاقَةَ بنا إلى غيرِه ، والحقَّ معنا فلن يوحِشَنَا مَن قعدَ عنّا .. ونحن صنائعُ ربّنا والخلقُ بعدُ صَنائعُنا. (الغيبة للشيخ الطوسي ص172)


العلمُ عِلمُنا ، ولا شيءَ عليكُم مِن كُفرِ مَن كَفرَ. (بحار الأنوار ج53 ص151)


لو أنّ أشياعَنا - وفَّقهم الله لطاعته - على اجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليُمنُ بلقائِنا ، ولتعَجّلَت لهمُ السعادة بمشاهدتنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص499)



إنّ فضل الدّعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدّعاء بعقيب النّوافل ، كفضل الفرائض على النوافل. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص487)


ما أُرغِم أنف الشيطان بشيءٍ مثل الصلاة ، فصلّها وأَرغم أنف الشيطان. (بحار الأنوار ج53 ص182)


إنّي أمانٌ لأهل الأرضِ ، كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهل السّماء. (بحار الأنوار ج78 ص380)


ملعونٌ ملعونٌ من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم. (بحار الأنوار ج52 ص16)


إنّه لم يكن أحدٌ من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعةٌ لطاغيةِ زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ، ولا بيعةَ لأحدٍ من الطواغيت في عنقي. (بحار الأنوار ج53 ص181)


أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي. (بحار الأنوار ج52 ص30)


من كان في حاجة الله ، كان الله في حاجته. (بحار الأنوار ج51 ص331)


إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم .. ولولا ذلك لنزل بكم اللاّواء ، واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا. (بحار الأنوار ج53 ص175)


وأمّا الحوادث الواقعة : فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم ، وأنا حُجّة الله عليهم. (بحار الأنوار ج53 ص181)

أحاديث مروية عن الإمام المهدي المنتظر (ع)


أحاديث مروية عن الإمام المهدي (عليه السلام):


أنا بقيّةٌ من آدمَ ، وذخيرةٌ من نوحٍ ، ومصطفىً من إبراهيمَ ، وصَفوةٌ من محمدٍ (صلى الله عليهم أجمعين). (بحار الأنوار ج52 ص238)


إنّ الحقَّ معنا وفينا، لا يقولُ ذلك سوانا إلاّ كذّابٌ مُفتَرٍ. (بحار الأنوار ج53 ص191)

إنّ الله معنا ، ولا فاقَةَ بنا إلى غيرِه ، والحقَّ معنا فلن يوحِشَنَا مَن قعدَ عنّا .. ونحن صنائعُ ربّنا والخلقُ بعدُ صَنائعُنا. (الغيبة للشيخ الطوسي ص172)


العلمُ عِلمُنا ، ولا شيءَ عليكُم مِن كُفرِ مَن كَفرَ. (بحار الأنوار ج53 ص151)


لو أنّ أشياعَنا - وفَّقهم الله لطاعته - على اجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليُمنُ بلقائِنا ، ولتعَجّلَت لهمُ السعادة بمشاهدتنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص499)



إنّ فضل الدّعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدّعاء بعقيب النّوافل ، كفضل الفرائض على النوافل. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص487)


ما أُرغِم أنف الشيطان بشيءٍ مثل الصلاة ، فصلّها وأَرغم أنف الشيطان. (بحار الأنوار ج53 ص182)


إنّي أمانٌ لأهل الأرضِ ، كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهل السّماء. (بحار الأنوار ج78 ص380)


ملعونٌ ملعونٌ من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم. (بحار الأنوار ج52 ص16)


إنّه لم يكن أحدٌ من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعةٌ لطاغيةِ زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ، ولا بيعةَ لأحدٍ من الطواغيت في عنقي. (بحار الأنوار ج53 ص181)


أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي. (بحار الأنوار ج52 ص30)


من كان في حاجة الله ، كان الله في حاجته. (بحار الأنوار ج51 ص331)


إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم .. ولولا ذلك لنزل بكم اللاّواء ، واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا. (بحار الأنوار ج53 ص175)


وأمّا الحوادث الواقعة : فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم ، وأنا حُجّة الله عليهم. (بحار الأنوار ج53 ص181)

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:40 م

0 التعليقات:

الخميس، 12 يونيو 2014



السؤال: لماذا كانت  للرسول الاكرم (ص) قيمة أكبر من قيمة اﻹمام المهدي (ع)، مع أن مقدار العبادة لا مقارنة فيها بينهما، فهي أكثر من ألف سنة بالنسبة للإمام وحوالي ستين سنة بالنسبة للنبي(ص).
 
الجواب: نور أهل البيت جميعهم عليهم أفضل الصلاة والسلام واحد، ومقاماتهم أعلى من أن نحيط بها وبكنهها، وكيف يحيط الناقص بالكامل، والسافل بالعالي. على أن العظمة والمقام لا ينقاسان من زاوية الكم والعدد، بل من زاوية الخلوص والحب والقرب، والنور والسعة الوجودية.

 فعلى قدر تلك الخصال المذكورة تصطبغ اﻷفعال والصوادر باللون الرباني؛ قال تعالى:" صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة[1]". ولذلك ورد عنه صلى الله عليه وآله: أن "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، وفي رواية:  "تعدل عبادة الثقلين"، وفي ثالثة: " أفضل من عبادة أمتي إلى يوم القيامة"[2].

 ومعلوم من الدين بديهة أن رسول الإسلام العظيم، لم يعدله أحد في تلك الخصال جميعاً، فنوره أول مخلوق خلق، ومنه جاءت اﻷشياء،كما ورد عن جابر بن عبد الله اﻷنصاري أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "أوّل ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقّه من جلال عظمته"[3]. وفي حديث آخر عنه أنه قال: قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله: أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: "نور نبيّك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كلّ خير"[4].

وهو الذي اختاره الله جل وعلا حبيباً بعد أن اطلع على جميع الخلق، ومقام الحب أعلى المقامات وأقربها من الله جل وعلا. وهو الذي اصطفاه الله سبحانه على جميع الأنبياء والمرسلين لتحمل أعباء أكمل رسالاته وأثقلها مسؤولية، وما من مخلوق إﻻّ وهو يعده صلى الله عليه وآله نبيَّه وسيدَه وقدوته وحجة الله عليه، فهو الحجة على جميع الخلق، كما في قوله تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"[5]. 

وجميع الخلق له تابعون مذعنون ولا عكس؛ قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ[6]". وقد أمر الله تبارك وتعالى جميع اﻷنبياء 

والمرسلين باﻹيمان به ونصرته وتعزيره، لما له من المقام الشامخ؛ قال سبحانه:  "وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"[7]. 

ومعلوم أن الحجة يكون أفضل من التابع وأعظم. وقد عمر نوح عليه السلام ألفي سنة أو أكثر كما في الروايات، وهو نبي مرسل من أولي العزم، ومع ذلك فنبي اﻹسلام صلى الله عليه وآله اعظم منه وأشرف. على أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين أرواحنا فداهم، يأتون في المرتبة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يدانيهم في تلك المرتبة من الخلق سواهم أحد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1]  (البقرة:  138).
[2]  (الحديث مستفيض، وقد ذكرته مصادر الفريقين، وبألفاظ متقاربة مختلفة، متقاربة المعنى، ويمكن مراجعة شرح إحقاق الحق، للسيد المرعشي النجفي رحمه الله، للوقوف على مصادره المتعددة من الفريقين).
[3]  ( بحار الأنوار: ج 15، ص 24).
[4]  ( بحار الأنوار: ج 15 ص 245).
[5]  (الحشر:  7).
[6]  (محمد:  2).
[7]  (آل عمران: 81).

بين مقام رسول الله (ص) والمهدي المنتظر (ع)



السؤال: لماذا كانت  للرسول الاكرم (ص) قيمة أكبر من قيمة اﻹمام المهدي (ع)، مع أن مقدار العبادة لا مقارنة فيها بينهما، فهي أكثر من ألف سنة بالنسبة للإمام وحوالي ستين سنة بالنسبة للنبي(ص).
 
الجواب: نور أهل البيت جميعهم عليهم أفضل الصلاة والسلام واحد، ومقاماتهم أعلى من أن نحيط بها وبكنهها، وكيف يحيط الناقص بالكامل، والسافل بالعالي. على أن العظمة والمقام لا ينقاسان من زاوية الكم والعدد، بل من زاوية الخلوص والحب والقرب، والنور والسعة الوجودية.

 فعلى قدر تلك الخصال المذكورة تصطبغ اﻷفعال والصوادر باللون الرباني؛ قال تعالى:" صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة[1]". ولذلك ورد عنه صلى الله عليه وآله: أن "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، وفي رواية:  "تعدل عبادة الثقلين"، وفي ثالثة: " أفضل من عبادة أمتي إلى يوم القيامة"[2].

 ومعلوم من الدين بديهة أن رسول الإسلام العظيم، لم يعدله أحد في تلك الخصال جميعاً، فنوره أول مخلوق خلق، ومنه جاءت اﻷشياء،كما ورد عن جابر بن عبد الله اﻷنصاري أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "أوّل ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقّه من جلال عظمته"[3]. وفي حديث آخر عنه أنه قال: قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله: أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: "نور نبيّك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كلّ خير"[4].

وهو الذي اختاره الله جل وعلا حبيباً بعد أن اطلع على جميع الخلق، ومقام الحب أعلى المقامات وأقربها من الله جل وعلا. وهو الذي اصطفاه الله سبحانه على جميع الأنبياء والمرسلين لتحمل أعباء أكمل رسالاته وأثقلها مسؤولية، وما من مخلوق إﻻّ وهو يعده صلى الله عليه وآله نبيَّه وسيدَه وقدوته وحجة الله عليه، فهو الحجة على جميع الخلق، كما في قوله تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"[5]. 

وجميع الخلق له تابعون مذعنون ولا عكس؛ قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ[6]". وقد أمر الله تبارك وتعالى جميع اﻷنبياء 

والمرسلين باﻹيمان به ونصرته وتعزيره، لما له من المقام الشامخ؛ قال سبحانه:  "وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"[7]. 

ومعلوم أن الحجة يكون أفضل من التابع وأعظم. وقد عمر نوح عليه السلام ألفي سنة أو أكثر كما في الروايات، وهو نبي مرسل من أولي العزم، ومع ذلك فنبي اﻹسلام صلى الله عليه وآله اعظم منه وأشرف. على أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين أرواحنا فداهم، يأتون في المرتبة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يدانيهم في تلك المرتبة من الخلق سواهم أحد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1]  (البقرة:  138).
[2]  (الحديث مستفيض، وقد ذكرته مصادر الفريقين، وبألفاظ متقاربة مختلفة، متقاربة المعنى، ويمكن مراجعة شرح إحقاق الحق، للسيد المرعشي النجفي رحمه الله، للوقوف على مصادره المتعددة من الفريقين).
[3]  ( بحار الأنوار: ج 15، ص 24).
[4]  ( بحار الأنوار: ج 15 ص 245).
[5]  (الحشر:  7).
[6]  (محمد:  2).
[7]  (آل عمران: 81).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:20 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 11 يونيو 2014


السؤال: ما هو روح القدس؟ وهل هو جبرئيل عليه السلام؟
 
الجواب: يمكن استظهار عنوانين مختلفين في النصوص أحدهما روح القدس، والآخر الروح. أو أنهما واحد والاختلاف بحسب الاستعمال.
فروح القدس عند إضافة أحدهما إلى الآخر يقصد منه قوة غيبية إلهامية يلهم بها حتى بعض المؤمنين، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله لحسان: " لَنْ يَزَالَ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا"، وقول بعض أئمة أهل البيت لشاعر قرأ أبياتاً ملتزمة: "إِنَّمَا نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ عَلى لِسَانِكَ".
وأما الروح فيطلق ويراد منه  الوحي، أو جبرئيل، أو ملك أعظم من جبرئيل. وهو الذي كان يتنزل على رسول الله تأييداً له وتسديداً، كما قال تعالى: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (النحل: 102). وكذلك ما يزال يتنزل على حجة الله إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين. قال تعالى: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"  (القدر: 4).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

روح القدس


السؤال: ما هو روح القدس؟ وهل هو جبرئيل عليه السلام؟
 
الجواب: يمكن استظهار عنوانين مختلفين في النصوص أحدهما روح القدس، والآخر الروح. أو أنهما واحد والاختلاف بحسب الاستعمال.
فروح القدس عند إضافة أحدهما إلى الآخر يقصد منه قوة غيبية إلهامية يلهم بها حتى بعض المؤمنين، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله لحسان: " لَنْ يَزَالَ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا"، وقول بعض أئمة أهل البيت لشاعر قرأ أبياتاً ملتزمة: "إِنَّمَا نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ عَلى لِسَانِكَ".
وأما الروح فيطلق ويراد منه  الوحي، أو جبرئيل، أو ملك أعظم من جبرئيل. وهو الذي كان يتنزل على رسول الله تأييداً له وتسديداً، كما قال تعالى: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " (النحل: 102). وكذلك ما يزال يتنزل على حجة الله إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين. قال تعالى: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"  (القدر: 4).


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:06 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 10 يونيو 2014


من فصول الصراع


4-خُلف الوعد.. والوفاء الكاذب
 
وكلما قررت أن أبرّ بالوعدِ
وقلت: لن يحجبني عنه سوى لحدي
 
وجدتُني، وقبل أن أمضي على عهدي
إخالُ أني صرتُ مثلَ الجوهر الفردِ
 
مقدَّساً أشرُك كل الناس في المجدِ
قد حقّ لي – جزاءَ ذاك – جنّةُ الخلدِ
 
وحين تأتي ساعة الوفاء بالعهدِ
أصحو على الأوهام والأوهامُ لا تجدي
 
يا ربّ فارحم عبدَك المغلولَ بالقيدِ
بحق إسماعيل وهو الصادقُ الوعدِ
 


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


خُلف الوعد.. والوفاء الكاذب


من فصول الصراع


4-خُلف الوعد.. والوفاء الكاذب
 
وكلما قررت أن أبرّ بالوعدِ
وقلت: لن يحجبني عنه سوى لحدي
 
وجدتُني، وقبل أن أمضي على عهدي
إخالُ أني صرتُ مثلَ الجوهر الفردِ
 
مقدَّساً أشرُك كل الناس في المجدِ
قد حقّ لي – جزاءَ ذاك – جنّةُ الخلدِ
 
وحين تأتي ساعة الوفاء بالعهدِ
أصحو على الأوهام والأوهامُ لا تجدي
 
يا ربّ فارحم عبدَك المغلولَ بالقيدِ
بحق إسماعيل وهو الصادقُ الوعدِ
 


من كلمات سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:19 م

0 التعليقات:

الاثنين، 9 يونيو 2014



ولادته :
ولد علي الأكبر ( عليه السلام ) يوم الحادي عشر من شعبان عام 33 هـ ، وأبوه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأمّه لَيلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي .
صفاته وسيرته :
كان ( عليه السلام ) من أصبحِ الناس وجهاً ، وأحسنِهِم خُلُقاً ، وروي أنّه كان يشبه جَدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنطق والخَلق والخُلق .
ورَوى الحديث عن جَدِّه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو صغير السنِّ ، مِمَّا يدل على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصغر .
شجاعته :
روي أنّه : لما ارتحلَ الإمام الحسين ( عليه السلام ) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه ( عليه السلام ) وهو يقول : ( إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين ) ، كَرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً .
فأقبل ابنه علي الأكبر ( عليه السلام ) فقال : ( ممَّ حمدْتَ الله واسترجَعْتَ ؟ ) .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : ( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيَت إلينا ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( يا أبَه ، لا أراك الله سوءً ، ألَسْنَا على الحق ؟ ) .
فقال ( عليه السلام ) : ( بَلَى والذي إليه مَرجِع العباد ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( فإننا إذَنْ لا نُبالي أن نموت مُحقِّين ) .
فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه ) .
وفي الرواية السابقة دلالة على جلالة قدر علي الأكبر ( عليه السلام ) ، وحسن بصيرته ، وشجاعته ، ورَباطَةِ جأشه ، وشدّة معرفته بالله تعالى .
وقد مدحته الشعراء ، فيقول أبو الفرج الإصفهاني : إنّ هذه الأبيات قِيلَت في علي الأكبر ( عليه السلام ) :
لـم تَـرَ عَيـنٌ نَظَـرتْ مِثلـه  **  من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كـانَ إذا شــبَّت لَـهُ نــارُه  **  وقَّدَهـا بالشَّــرفِ الكَامِـلِ
كَيْـما يراهَــا بائـسٌ مرمـلٌ  **  أو فـرد حـيٍّ ليـسَ بالأهلِ
أعني ابن اليلى ذا السدى والنَّدى  **  أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِــرُ الدنيـا علـى دِينِـه  **  ولا يبيـعُ الحَـقَّ بِالباطِــلِ
شهادته :
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته .
فتقدّم علي الأكبر ( عليه السلام ) ، وكان على فرس له يدعى الجناح ، فاستأذن أبَاه ( عليه السلام ) في القتال فأذن له ، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه ، وأرخَى عينيه ، فَبَكى ثمّ قال : ( اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشَّهيد عَليهم ، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ) .
فشَدَّ عَليٌّ الأكبر ( عليه السلام ) عليهم وهو يقول :
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي  **  نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي  **  أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
               ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول : ( يا أباه العطش !! ) .
فيقول له الحسين ( عليه السلام ) : ( اِصبِرْ حَبيبي ، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) بكأسه ) .
ففعل ذلك مِراراً ، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس ، فاعترضه وطعنه فصُرِع ، واحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم .
فجاء الحسين ( عليه السلام ) حتّى وقف عليه ، وقال : ( قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي ، ما أجرأهُم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ) .
وانهمَلَتْ عيناه بالدموع ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا ) .
وقال لِفِتيانه : ( احملُوا أخَاكُم ) ، فحملوه من مصرعه ذلك ، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسْطَاطِهِ .
وروي أنّه كان أوّل قتيل مِن وِلد أبي طالب مع الحسين ( عليه السلام ) ابنه علي الأكبر ( عليه السلام ) .
فَسَلامٌ عليك يا شهيد ، وابن الشهيد ، ويا مظلوم ، وابن المظلوم ، ولعن الله قاتليك وظالميك .

من هو علي الأكبر عليه السلام؟



ولادته :
ولد علي الأكبر ( عليه السلام ) يوم الحادي عشر من شعبان عام 33 هـ ، وأبوه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأمّه لَيلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي .
صفاته وسيرته :
كان ( عليه السلام ) من أصبحِ الناس وجهاً ، وأحسنِهِم خُلُقاً ، وروي أنّه كان يشبه جَدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنطق والخَلق والخُلق .
ورَوى الحديث عن جَدِّه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو صغير السنِّ ، مِمَّا يدل على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصغر .
شجاعته :
روي أنّه : لما ارتحلَ الإمام الحسين ( عليه السلام ) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه ( عليه السلام ) وهو يقول : ( إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين ) ، كَرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً .
فأقبل ابنه علي الأكبر ( عليه السلام ) فقال : ( ممَّ حمدْتَ الله واسترجَعْتَ ؟ ) .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : ( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيَت إلينا ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( يا أبَه ، لا أراك الله سوءً ، ألَسْنَا على الحق ؟ ) .
فقال ( عليه السلام ) : ( بَلَى والذي إليه مَرجِع العباد ) .
فقال علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( فإننا إذَنْ لا نُبالي أن نموت مُحقِّين ) .
فقال له الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه ) .
وفي الرواية السابقة دلالة على جلالة قدر علي الأكبر ( عليه السلام ) ، وحسن بصيرته ، وشجاعته ، ورَباطَةِ جأشه ، وشدّة معرفته بالله تعالى .
وقد مدحته الشعراء ، فيقول أبو الفرج الإصفهاني : إنّ هذه الأبيات قِيلَت في علي الأكبر ( عليه السلام ) :
لـم تَـرَ عَيـنٌ نَظَـرتْ مِثلـه  **  من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كـانَ إذا شــبَّت لَـهُ نــارُه  **  وقَّدَهـا بالشَّــرفِ الكَامِـلِ
كَيْـما يراهَــا بائـسٌ مرمـلٌ  **  أو فـرد حـيٍّ ليـسَ بالأهلِ
أعني ابن اليلى ذا السدى والنَّدى  **  أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِــرُ الدنيـا علـى دِينِـه  **  ولا يبيـعُ الحَـقَّ بِالباطِــلِ
شهادته :
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته .
فتقدّم علي الأكبر ( عليه السلام ) ، وكان على فرس له يدعى الجناح ، فاستأذن أبَاه ( عليه السلام ) في القتال فأذن له ، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه ، وأرخَى عينيه ، فَبَكى ثمّ قال : ( اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشَّهيد عَليهم ، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ) .
فشَدَّ عَليٌّ الأكبر ( عليه السلام ) عليهم وهو يقول :
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي  **  نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي  **  أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
               ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول : ( يا أباه العطش !! ) .
فيقول له الحسين ( عليه السلام ) : ( اِصبِرْ حَبيبي ، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) بكأسه ) .
ففعل ذلك مِراراً ، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس ، فاعترضه وطعنه فصُرِع ، واحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم .
فجاء الحسين ( عليه السلام ) حتّى وقف عليه ، وقال : ( قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي ، ما أجرأهُم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ) .
وانهمَلَتْ عيناه بالدموع ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا ) .
وقال لِفِتيانه : ( احملُوا أخَاكُم ) ، فحملوه من مصرعه ذلك ، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسْطَاطِهِ .
وروي أنّه كان أوّل قتيل مِن وِلد أبي طالب مع الحسين ( عليه السلام ) ابنه علي الأكبر ( عليه السلام ) .
فَسَلامٌ عليك يا شهيد ، وابن الشهيد ، ويا مظلوم ، وابن المظلوم ، ولعن الله قاتليك وظالميك .

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:53 م

0 التعليقات:

الأحد، 8 يونيو 2014


السؤال: جاء في في كتاب الكافي بسنده عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به. فهل لكم أن تفسروه لنا؟
 
الجواب: إن المؤمن يشكل بإصراره على إيمانه وصبره جبهة عصية على الشياطين، فهم لا يتمكنون منه إلى أن يموت. وكلما زيد في إيمانه زاد عدد شياطينه، يأتمرون به ليُزلوه عن الصراط. فإذا مات انهدت هذه الشياطين على جيرانه في طريقها وهي تغادر حضرة المؤمن، وكأنها كانت مقيدة محبوسة عليه.
 والجيران لقربهم منه يكونون غرضاً ومعبراً لانهدادهم وانعتاقهم. وتوصيفهم بأنهم بعدد ربيعة ومضر: كناية عن كثرتهم، لأنهم يمثلون عامة العرب العدنانيين. ولا تخلو الرواية من إشارة ولو خفية إلى ما يمكن أن تخلّفه وفاة المؤمن من اضطراب وتشويش في القلوب والأذهان، ولا سيما لدى الأقربين.
ويحتمل أن يكون المعنى: أن الشياطين في البداية لا تكون مختصة بالمؤمن، لكنه بإيمانه وقوة اعتقاده هو الذي يبعدهم عن الجيران ويحصنهم من شرورهم ووساوسهم، فيكون حرزاً حريزاً، وقلعة حصينة للمجتمع من أذاهم وإغوائهم. فيحتشد شياطين العامة عليه لذلك.
وهذا المعنى يظهر ثمرة وجود المؤمن القوي في المجتمع، وضرورة رفده وتقويته من قبل الأمة، لأن في قوته أمنهم وسلامتهم. وهو معنى ظاهر وقوي، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

ما معنى حديث "إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به"؟


السؤال: جاء في في كتاب الكافي بسنده عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به. فهل لكم أن تفسروه لنا؟
 
الجواب: إن المؤمن يشكل بإصراره على إيمانه وصبره جبهة عصية على الشياطين، فهم لا يتمكنون منه إلى أن يموت. وكلما زيد في إيمانه زاد عدد شياطينه، يأتمرون به ليُزلوه عن الصراط. فإذا مات انهدت هذه الشياطين على جيرانه في طريقها وهي تغادر حضرة المؤمن، وكأنها كانت مقيدة محبوسة عليه.
 والجيران لقربهم منه يكونون غرضاً ومعبراً لانهدادهم وانعتاقهم. وتوصيفهم بأنهم بعدد ربيعة ومضر: كناية عن كثرتهم، لأنهم يمثلون عامة العرب العدنانيين. ولا تخلو الرواية من إشارة ولو خفية إلى ما يمكن أن تخلّفه وفاة المؤمن من اضطراب وتشويش في القلوب والأذهان، ولا سيما لدى الأقربين.
ويحتمل أن يكون المعنى: أن الشياطين في البداية لا تكون مختصة بالمؤمن، لكنه بإيمانه وقوة اعتقاده هو الذي يبعدهم عن الجيران ويحصنهم من شرورهم ووساوسهم، فيكون حرزاً حريزاً، وقلعة حصينة للمجتمع من أذاهم وإغوائهم. فيحتشد شياطين العامة عليه لذلك.
وهذا المعنى يظهر ثمرة وجود المؤمن القوي في المجتمع، وضرورة رفده وتقويته من قبل الأمة، لأن في قوته أمنهم وسلامتهم. وهو معنى ظاهر وقوي، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:07 م

0 التعليقات:

السبت، 7 يونيو 2014



وكلما حاولت أن أسعى إلى عملْ
مالت بيَ النفسُ إلى الخمول والكسلْ
 
تقول: فيم الجدُّ ياصاح وما العجل؟!
وكلُّ شيءٍ كائنٌ إن شئت في مَهَل
 
وإن يكن مقدَّراً أن تغدو البطل
فليس ما يحُول دون ذلك الأجل
 
ثم إذا جنيتُ من ورائها الفشل
وجدتُها تقول: مهما تشتغل تنل!
 
فليس لي سواك يا ربَّاه من أمَل
يحفظني من زلّة الإهمال والمللْ


من كلمات سماحة الشيخ غبدالحسن نصيف

من فصول الصراع: الكسل والتسويف



وكلما حاولت أن أسعى إلى عملْ
مالت بيَ النفسُ إلى الخمول والكسلْ
 
تقول: فيم الجدُّ ياصاح وما العجل؟!
وكلُّ شيءٍ كائنٌ إن شئت في مَهَل
 
وإن يكن مقدَّراً أن تغدو البطل
فليس ما يحُول دون ذلك الأجل
 
ثم إذا جنيتُ من ورائها الفشل
وجدتُها تقول: مهما تشتغل تنل!
 
فليس لي سواك يا ربَّاه من أمَل
يحفظني من زلّة الإهمال والمللْ


من كلمات سماحة الشيخ غبدالحسن نصيف

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:36 م

0 التعليقات:

الجمعة، 6 يونيو 2014


السؤال: هل حديث: "أنا مدينة العلم وعلي بابها" صحيح، فإننا نجد بعض علماء العامة ينفون صحته، بل وبعضهم ينفي كونه حديثاً اصلاً؟
 
الجواب: هذا الحديث مقطوع الصدور، يستند فيه إلى التواتر، فضلاً عن دعوى الصحة أو الاعتبار، وعند جميع فرق المسلمين، لولا التعصب الأعمى، وما يجره على الإنسان من مجافاة الحق، ومعاندة الحقيقة. بل ويمكن إثباته والاستدلال على مضمونه بوقائع التاريخ الثابتة، حتى لو لم يكن لألفاظه وجود باعتباره حديثاً مرويّاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وليس الأمر متوقفاً على هذا اللفظ حتى يمكن طمس الحقيقة، بمجرد التشويش على صحة الحديث، وأعجب منه أن ينفى الحديث، بل الحقيقة، لمجرد عدم وروده في كتابي البخاري ومسلم!
فإن كون علي بن أبي طالب عليه السلام باباً لعلم النبي صلى الله عليه وآله هو من المسلمات، والنصوص فيها كثيرة، وبألسنة مختلفة، لكنها كلها تقود إلى هذه الحقيقة، من قبيل قوله سبحانه: " ومن عنده علم الكتاب"[1]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أقضاكم علي"[2]، وقوله: "علي مع الحق والحق مع علي"[3]، وكونه (عليه السلام) قد رجع إليه جميع الصحابة، ولم يؤثر عنه أنه رجع إلى صحابي قط، في مسألة أشكلت عليه.
ومن قبيل ما رواه الحاكم النيسابوري عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله (صلى الله عليهما وآلهما) دونكم قال: لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشد به لزوقاً[4].
وما نقله الحاكم أيضاً بسنده إلى ابن عباس: كان علي(عليه السلام) يقول في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أَفَإنْ مَاتَ أَوْ قتلَ انْقَلَبْتمْ عَلَى أَعْقَابكم"[5]، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله. والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني"[6].
وما اشتهر عنه (ع) من قوله: "سلوني قبل أن تفقدوني"[7]، وما أكثر ما نقل عن عمر بن الخطاب قوله "لولا علي لهلك عمر"[8]. بل أثر ذلك حتى عن أبي بكر[9]، وعثمان[10]. وحديث الثقلين[11]، الذي يعني عدم ارتكاب أهل البيت (صلوات الله عليهم) ما ينافي العصمة، وحديث السفينة[12]، الذي يعطي نفس المعنى.
 فهذه الأحاديث، بل الحقائق، كلها روافد تصب في نهر حديث مدينة العلم، لتؤكده وتشيد بنيانه، حتى لو لم يكن الحديث المذكور موجوداً أصلاً، فكيف وقد روي الحديث بطرق كثيرة، وعند الفريقين جميعاً. بل ونص على صحته واعتباره جهابذة علم الحديث والدراية ونقادهما من أهل السنة فضلاً عن الشيعة، مع أن الحديث مما يدعونه بأخبار المناقب والفضائل، التي جرت عادتهم على التساهل في قبولها والتسامح فيها[13].
لكن السر في اعتراض القوم عليه واضح، فإنه ينسف بصراحة عقيدتهم، ويجعلهم في موقف حرج أمام سيل جارف من الأسئلة التي لا أول لها ولا آخر. فإذا كان علي عليه السلام هو باب علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يمكن الوصول إلى علم النبي (صلى الله عليه وآله) إلا عبر ذلك الباب، فكيف يمكن تفسير عزوف سائر المسلمين عن علم أمير المؤمنين (عليه السلام)؟، أم كيف يمكن نفي فضله وخصوصيته، وعدّه كواحد من عامة المسلمين؟! خصوصاً وأن الحديث يدين الأخذ عن غيره، حيث يقول: " فمن أراد المدينة فليأت الباب"[14]، وفي رواية الإمام الحسن (ع): "وهل تُدخل المدينة إلا من بابها ؟ "[15]!.
وكيف كان فنحن نورد الحديث من طريق أهل السنة مع تعليقات كبار رجالييهم ممن عبروا عنه بالصحيح أو المتواتر، كمثال فقط، على ثبوت النص المذكور:
والحديث رواه ابن المغازلي، عن محمد بن أحمد بن عثمان، عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن حميد، عن محمد بن محمد بن عثمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب".
قال العلامة المجلسي[16]: رواه من الكتاب المذكور بأربعة أسانيد أخرى إلى ابن عباس، ثم عضد الحديث بحديث آخر رواه مسنداً عن حذيفة عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فلا تؤتى البيوت إلا من أبوابها"[17]. وروى ثالثاً بسند مختلف أيضاً عن حذيفة عنه عليه السلام مثله. كما روى أيضا حديثاً رابعاً بإسناده عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من الباب"[18]. وهكذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها"[19]. وبلفظ: (دار الحكمة وبابها)، وأيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب. وروى عن سلمة بن كهيل عن علي عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله مثله[20].
 وها أنت ترى تعدد الأسانيد، وكلها تتمحور حول لفظ واحد أو معنى واحد، مما يفيد تواتره، أو لا أقل من استفاضته والاطمئنان إلى صدوره، ومن ثم الاستغناء عن البحث في سنده.
 ومع كل ذلك فسند الحديث قوي، وقد صححه جملة من  علماء الجرح والتعديل عندهم، كالحاكم النيسابوري ويحيى بن معين، وحسّنه الحافظ ابن حجر والحافظ العلائي، واستنكروا على من رده وكذبه وأبطله. قال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها ان يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع!.
وقال عنه في موضع آخر: أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: إنه صحيح. وخالفه ابن الجوزي؛ فذكره في الموضوعات، وقال: إنه كذب. والصواب خلاف قولهما معاً، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب[21].
 وقال المتقي الهندي بعد أن نقل كلام الحافظين العلائي وابن حجر وتحسينهما للحديث: "وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة والله أعلم... إهـ"[22].
وأما خرِّيت هذا العلم عندهم أعني: يحيى بن معين فقد حكم بصحته - كما نقل ذلك عنه الحاكم النيسابوري - بعد أن أوضح وثاقة رواته، كأبي الصلت الهروي، وقال إنه ثقة وصدوق، كما رواه الحاكم عنه فقال مرةً: بأن أبا الصلت ثقة، ومرة: صدوق، وأن محمد بن جعفر الفيدي الثقة، قد رواه عن أبي معاوية عن الأعمش. قال: فلا خلل في السند كله[23]**.
ويجدر بالذكر أن العلامة اللكنوي قد صنف في خصوص هذا الحديث وصحته جزءين ضخمين، في 1345 صفحة، وقد طبعا معاً في المجلد الخامس من موسوعته الهامة المسماة بعبقات الأنوار، كما ألّف أحد علماء المغرب العربي وهو الشيخ أحمد بن الصديق المغربي كتاباً خاصاً في تصحيح الحديث المذكور أسماه «فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي».
ثم إن كلمة (العلم) حيث وردت في الحديث محلاة بالألف واللام، ومن دون أي قرينة تصرفها إلى العهد، فهي محمولة على الجنس والاستغراق، بما يعني أنه صلى الله عليه وآله هو مدينة كل العلوم، وعلي بابها. وهو ما تؤيده النصوص الكثيرة.
"

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
______
[1] (الرعد: 43)
[2] ( والاستيعاب ج3 ص206 ط دار الكتب العلمية. والصواعق المحرقة ج2 ص358 ط مؤسّسة الرسالة بيروت).
[3] ( السمعاني في كتاب فضائل الصحابة. ومجمع الزوائد: ج7 ص235)،
[4] المستدرك على الصحيحين: 3/136، حديث 4632، دارالكتاب العلمية، بيروت؛ خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام، ص 161) وصححه ووافقه الذهبي.
[5] (آل عمران: 144)
[6] (أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين بعدة أسانيد، والحمويني في فرائد السمطين ح 157، وأحمد في الفضائل ح 232 والطبراني في المعجم الكبير من ترجمة أمير المؤمنين والنسائي في الخصائص ح 18، والحاكم والذهبى في المستدرك وتلخيصه).
[7] كنز العمال، للمتقي الهندي: ج13 ص165).
[8] الاستيعاب، لابن عبد البر: ج3 ص39. وكنز العمال: ج3 ص96، نقلاً عن خمسة من الحفاظ، وص228 نقلاً عن غير واحد من أئمة الحديث)،
[9] فيض القدير: ج4 ص357).
[10] زين الفتى في سورة هل أتى: ج1 ص 317 رقم 225).
[11] (صحيح مسلم: ج4 ص 1874. صحيح الترمذي: ج5 ص622 ح3788).
[12] (مستدرك الحاكم: ج2 ص343؛ وقال: هذا حديث صحيح على شرط ومسلم. وجمع الزوائد، للهيثمي: ج9 ص168).
[13] (المجموع، للنووي: ج5 ص43).
[14] مستدرك الصحيحين، للحاكم النيسابوري: ج3 ص126- 127)
[15] (الأمالي، للشيخ الصدوق: ص425).
[16] (بحار الأنوار: ج40 ص206).
[17] الجامع الصحيح للترمذي، 5 / 596 حديث رقم 3723. دار الكتب العلمية - بيروت 1408 ه / 1987 م.
[18]المناقب لابن المغازلي،ص 75 و 401.
[19] مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة ( ر ) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي ( ع ) - حديث رقم : ( 1415).
[20] (بحار الأنوار: ج40 ص206).
[21] (تاريخ الخلفاء: 131، دار الكتاب العربي).
[22] (كنز العمال، للمتقي الهندي: 13/148).
[23] ((**قال السيد حسن السقاف في تحقيقه على كتابه «تناقضات الألباني الواضحات»: «صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» صحّحه الحافظ ابن معين كما في (تاريخ بغداد: 11 / 49)، والإمام الحافظ ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند سيدنا علي (ص 104 حديث 8) والحافظ العلائي في «النقد الصحيح»، والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي كما في «اللآلي المصنوعة»: 1 / 334، والحافظ السخاوي كما في «المقاصد الحسنة»)).

هل الحديث النبوي "أنا مدينة العلم وعلي بابها" صحيح؟!


السؤال: هل حديث: "أنا مدينة العلم وعلي بابها" صحيح، فإننا نجد بعض علماء العامة ينفون صحته، بل وبعضهم ينفي كونه حديثاً اصلاً؟
 
الجواب: هذا الحديث مقطوع الصدور، يستند فيه إلى التواتر، فضلاً عن دعوى الصحة أو الاعتبار، وعند جميع فرق المسلمين، لولا التعصب الأعمى، وما يجره على الإنسان من مجافاة الحق، ومعاندة الحقيقة. بل ويمكن إثباته والاستدلال على مضمونه بوقائع التاريخ الثابتة، حتى لو لم يكن لألفاظه وجود باعتباره حديثاً مرويّاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وليس الأمر متوقفاً على هذا اللفظ حتى يمكن طمس الحقيقة، بمجرد التشويش على صحة الحديث، وأعجب منه أن ينفى الحديث، بل الحقيقة، لمجرد عدم وروده في كتابي البخاري ومسلم!
فإن كون علي بن أبي طالب عليه السلام باباً لعلم النبي صلى الله عليه وآله هو من المسلمات، والنصوص فيها كثيرة، وبألسنة مختلفة، لكنها كلها تقود إلى هذه الحقيقة، من قبيل قوله سبحانه: " ومن عنده علم الكتاب"[1]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أقضاكم علي"[2]، وقوله: "علي مع الحق والحق مع علي"[3]، وكونه (عليه السلام) قد رجع إليه جميع الصحابة، ولم يؤثر عنه أنه رجع إلى صحابي قط، في مسألة أشكلت عليه.
ومن قبيل ما رواه الحاكم النيسابوري عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله (صلى الله عليهما وآلهما) دونكم قال: لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشد به لزوقاً[4].
وما نقله الحاكم أيضاً بسنده إلى ابن عباس: كان علي(عليه السلام) يقول في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أَفَإنْ مَاتَ أَوْ قتلَ انْقَلَبْتمْ عَلَى أَعْقَابكم"[5]، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله. والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني"[6].
وما اشتهر عنه (ع) من قوله: "سلوني قبل أن تفقدوني"[7]، وما أكثر ما نقل عن عمر بن الخطاب قوله "لولا علي لهلك عمر"[8]. بل أثر ذلك حتى عن أبي بكر[9]، وعثمان[10]. وحديث الثقلين[11]، الذي يعني عدم ارتكاب أهل البيت (صلوات الله عليهم) ما ينافي العصمة، وحديث السفينة[12]، الذي يعطي نفس المعنى.
 فهذه الأحاديث، بل الحقائق، كلها روافد تصب في نهر حديث مدينة العلم، لتؤكده وتشيد بنيانه، حتى لو لم يكن الحديث المذكور موجوداً أصلاً، فكيف وقد روي الحديث بطرق كثيرة، وعند الفريقين جميعاً. بل ونص على صحته واعتباره جهابذة علم الحديث والدراية ونقادهما من أهل السنة فضلاً عن الشيعة، مع أن الحديث مما يدعونه بأخبار المناقب والفضائل، التي جرت عادتهم على التساهل في قبولها والتسامح فيها[13].
لكن السر في اعتراض القوم عليه واضح، فإنه ينسف بصراحة عقيدتهم، ويجعلهم في موقف حرج أمام سيل جارف من الأسئلة التي لا أول لها ولا آخر. فإذا كان علي عليه السلام هو باب علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يمكن الوصول إلى علم النبي (صلى الله عليه وآله) إلا عبر ذلك الباب، فكيف يمكن تفسير عزوف سائر المسلمين عن علم أمير المؤمنين (عليه السلام)؟، أم كيف يمكن نفي فضله وخصوصيته، وعدّه كواحد من عامة المسلمين؟! خصوصاً وأن الحديث يدين الأخذ عن غيره، حيث يقول: " فمن أراد المدينة فليأت الباب"[14]، وفي رواية الإمام الحسن (ع): "وهل تُدخل المدينة إلا من بابها ؟ "[15]!.
وكيف كان فنحن نورد الحديث من طريق أهل السنة مع تعليقات كبار رجالييهم ممن عبروا عنه بالصحيح أو المتواتر، كمثال فقط، على ثبوت النص المذكور:
والحديث رواه ابن المغازلي، عن محمد بن أحمد بن عثمان، عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن حميد، عن محمد بن محمد بن عثمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب".
قال العلامة المجلسي[16]: رواه من الكتاب المذكور بأربعة أسانيد أخرى إلى ابن عباس، ثم عضد الحديث بحديث آخر رواه مسنداً عن حذيفة عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فلا تؤتى البيوت إلا من أبوابها"[17]. وروى ثالثاً بسند مختلف أيضاً عن حذيفة عنه عليه السلام مثله. كما روى أيضا حديثاً رابعاً بإسناده عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من الباب"[18]. وهكذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها"[19]. وبلفظ: (دار الحكمة وبابها)، وأيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب. وروى عن سلمة بن كهيل عن علي عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله مثله[20].
 وها أنت ترى تعدد الأسانيد، وكلها تتمحور حول لفظ واحد أو معنى واحد، مما يفيد تواتره، أو لا أقل من استفاضته والاطمئنان إلى صدوره، ومن ثم الاستغناء عن البحث في سنده.
 ومع كل ذلك فسند الحديث قوي، وقد صححه جملة من  علماء الجرح والتعديل عندهم، كالحاكم النيسابوري ويحيى بن معين، وحسّنه الحافظ ابن حجر والحافظ العلائي، واستنكروا على من رده وكذبه وأبطله. قال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها ان يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع!.
وقال عنه في موضع آخر: أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: إنه صحيح. وخالفه ابن الجوزي؛ فذكره في الموضوعات، وقال: إنه كذب. والصواب خلاف قولهما معاً، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب[21].
 وقال المتقي الهندي بعد أن نقل كلام الحافظين العلائي وابن حجر وتحسينهما للحديث: "وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة والله أعلم... إهـ"[22].
وأما خرِّيت هذا العلم عندهم أعني: يحيى بن معين فقد حكم بصحته - كما نقل ذلك عنه الحاكم النيسابوري - بعد أن أوضح وثاقة رواته، كأبي الصلت الهروي، وقال إنه ثقة وصدوق، كما رواه الحاكم عنه فقال مرةً: بأن أبا الصلت ثقة، ومرة: صدوق، وأن محمد بن جعفر الفيدي الثقة، قد رواه عن أبي معاوية عن الأعمش. قال: فلا خلل في السند كله[23]**.
ويجدر بالذكر أن العلامة اللكنوي قد صنف في خصوص هذا الحديث وصحته جزءين ضخمين، في 1345 صفحة، وقد طبعا معاً في المجلد الخامس من موسوعته الهامة المسماة بعبقات الأنوار، كما ألّف أحد علماء المغرب العربي وهو الشيخ أحمد بن الصديق المغربي كتاباً خاصاً في تصحيح الحديث المذكور أسماه «فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي».
ثم إن كلمة (العلم) حيث وردت في الحديث محلاة بالألف واللام، ومن دون أي قرينة تصرفها إلى العهد، فهي محمولة على الجنس والاستغراق، بما يعني أنه صلى الله عليه وآله هو مدينة كل العلوم، وعلي بابها. وهو ما تؤيده النصوص الكثيرة.
"

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
______
[1] (الرعد: 43)
[2] ( والاستيعاب ج3 ص206 ط دار الكتب العلمية. والصواعق المحرقة ج2 ص358 ط مؤسّسة الرسالة بيروت).
[3] ( السمعاني في كتاب فضائل الصحابة. ومجمع الزوائد: ج7 ص235)،
[4] المستدرك على الصحيحين: 3/136، حديث 4632، دارالكتاب العلمية، بيروت؛ خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام، ص 161) وصححه ووافقه الذهبي.
[5] (آل عمران: 144)
[6] (أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين بعدة أسانيد، والحمويني في فرائد السمطين ح 157، وأحمد في الفضائل ح 232 والطبراني في المعجم الكبير من ترجمة أمير المؤمنين والنسائي في الخصائص ح 18، والحاكم والذهبى في المستدرك وتلخيصه).
[7] كنز العمال، للمتقي الهندي: ج13 ص165).
[8] الاستيعاب، لابن عبد البر: ج3 ص39. وكنز العمال: ج3 ص96، نقلاً عن خمسة من الحفاظ، وص228 نقلاً عن غير واحد من أئمة الحديث)،
[9] فيض القدير: ج4 ص357).
[10] زين الفتى في سورة هل أتى: ج1 ص 317 رقم 225).
[11] (صحيح مسلم: ج4 ص 1874. صحيح الترمذي: ج5 ص622 ح3788).
[12] (مستدرك الحاكم: ج2 ص343؛ وقال: هذا حديث صحيح على شرط ومسلم. وجمع الزوائد، للهيثمي: ج9 ص168).
[13] (المجموع، للنووي: ج5 ص43).
[14] مستدرك الصحيحين، للحاكم النيسابوري: ج3 ص126- 127)
[15] (الأمالي، للشيخ الصدوق: ص425).
[16] (بحار الأنوار: ج40 ص206).
[17] الجامع الصحيح للترمذي، 5 / 596 حديث رقم 3723. دار الكتب العلمية - بيروت 1408 ه / 1987 م.
[18]المناقب لابن المغازلي،ص 75 و 401.
[19] مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة ( ر ) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي ( ع ) - حديث رقم : ( 1415).
[20] (بحار الأنوار: ج40 ص206).
[21] (تاريخ الخلفاء: 131، دار الكتاب العربي).
[22] (كنز العمال، للمتقي الهندي: 13/148).
[23] ((**قال السيد حسن السقاف في تحقيقه على كتابه «تناقضات الألباني الواضحات»: «صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» صحّحه الحافظ ابن معين كما في (تاريخ بغداد: 11 / 49)، والإمام الحافظ ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند سيدنا علي (ص 104 حديث 8) والحافظ العلائي في «النقد الصحيح»، والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي كما في «اللآلي المصنوعة»: 1 / 334، والحافظ السخاوي كما في «المقاصد الحسنة»)).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:43 م

0 التعليقات:


1-السؤال: هل توجد حالات للغناء المحرم تجعله حلال مثل ايام الاعراس بصوت يمنع من وصوله للاجنبي ؟
الجواب: الاحوط وجوباً ترك غناء النساء في الاعراس .

2-السؤال: هل يجوز سماع مداح يقرأ على شكل موسيقى للنبي (ص) والائمة (ع) ؟
الجواب: يجوز ان لم يكن الأداء بطور متداول في مجالس اللهو وللعب .

3-السؤال: هل يمكن الحضور في مجالس نسائية والاستماع الى الاغاني دون المشاركة معهم في الرقص؟
الجواب: لايجوز الاستماع الى الغناء حتى في اعراسهن على الاحوط وجوباً.

4-السؤال: هل يجوز سماع الاغاني على الصيغة الكوميدية؟
الجواب: لايجوز على الأحوط.

5-السؤال: هل يجوز للنساء الغناء في ليلة الزواج فقط؟
الجواب: محل اشكال والاحوط لزوماً تركه.

6-السؤال: هل يجوز سماع او التغني بذكر اهل البيت ولكن باستعمال الات الطرب سواء في الاعراس او غيرها؟
الجواب: الغناء حرام ،ومثله قراءة مدائح اهل البيت (عليهم السلام) بالالحان الغنائية على الأحوط وجوباً.

7-السؤال: ما حكم الاستماع إلى الغناء ؟ وما هو معنى الغناء ؟
الجواب: اما معنى الغناء فالظاهر انه الكلام اللهوي – شعراً كان او نثراً – الذي يؤتى به بالالحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، والعبرة بالصدق العرفي ، وأما الاستماع إليه فهو حرام كحرمة فعله والتكسّب به .

8-السؤال: نحن أبنائك من طلبة كلية القانون – جامعة بغداد – نرجوا من سماحتكم اجابتنا على هذا السؤال : هناك بعض الذين ينوون إقامة ما يعرف بحفلة التخرج للمرحلة الرابعة . علماً انه في مثل هذه الحفلات يحصل اختلاط بين الطلبة والطالبات . التي هي أكثر من متبرجات . كما انه تقام مثل هذه الحفلات ( حفلة التخرج ) سماع الأغاني والموسيقى وحتى الرقص في بعض الأحيان ، فهل يجوز المشاركة في مثل هذه الحفلة ؟ علماً أنه يتم دفع مبلغ من المال حتى يشارك الطالب في هذه الحفلة . وما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء الطلبة والطالبات ؟
الجواب: لا تجوز المشاركة في مثل هذه الحفلات وبقية الأماكن الخلاعية إذا استتبع حراماً ، بل الأحوط وجوباً تركها حتى لو لم تستتبع حراماً ، وننصح الاخوة والأخوات كافة سيما شبابنا المتعلّم بأنه ينبغي لهم ترك مثل هذه المجالس والانصراف إلى ما يعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهم ، فقد ورد في الحديث ما معناه ان أول ما يُسئل عنه بعد موته عن عمره فيما قضاه وانه يكون اشد حسرة وندامة على ساعات عمره التي قضاها باللهو والباطل ، وفّق الله الجميع لما يحب ويرضاه .

9-السؤال: اذا كنت مرغمة على سماع اغاني وانا في السيارة ولا استطيع الامر بالمعروف فماذا افعل، كذلك اي منكر اخر لا استطيع دفعه سواء في السيارة او في مكان لا استطيع مغادرته؟
الجواب: اذا كنت متمكنة من ابداء التذمر والانزعاج من ارتكاب المنكر لزمك ذلك والاّ فلا باس عليك.

10-السؤال: ما هو راي سماحتكم في المواويل القديمةـ كالتي كانت تستخدم في السابق للبحّار والغواصين الذين كانوا يعملون في استخراج اللؤلؤ ـ والذي تحتوي علي بعض التصفيق من الرجال والمصاحبة احياناً لبعض الالآت الموسيقية ـ كالطبل ـ مع العلم بان هذا النوع من الفن يعتبر من تراث المنطقة؟
الجواب: محل اشكال.

المصدر موقع المرجع السيد السيستاني.

إستفتاءات حديثة حول الغناء للمرجع السيد السيستاني


1-السؤال: هل توجد حالات للغناء المحرم تجعله حلال مثل ايام الاعراس بصوت يمنع من وصوله للاجنبي ؟
الجواب: الاحوط وجوباً ترك غناء النساء في الاعراس .

2-السؤال: هل يجوز سماع مداح يقرأ على شكل موسيقى للنبي (ص) والائمة (ع) ؟
الجواب: يجوز ان لم يكن الأداء بطور متداول في مجالس اللهو وللعب .

3-السؤال: هل يمكن الحضور في مجالس نسائية والاستماع الى الاغاني دون المشاركة معهم في الرقص؟
الجواب: لايجوز الاستماع الى الغناء حتى في اعراسهن على الاحوط وجوباً.

4-السؤال: هل يجوز سماع الاغاني على الصيغة الكوميدية؟
الجواب: لايجوز على الأحوط.

5-السؤال: هل يجوز للنساء الغناء في ليلة الزواج فقط؟
الجواب: محل اشكال والاحوط لزوماً تركه.

6-السؤال: هل يجوز سماع او التغني بذكر اهل البيت ولكن باستعمال الات الطرب سواء في الاعراس او غيرها؟
الجواب: الغناء حرام ،ومثله قراءة مدائح اهل البيت (عليهم السلام) بالالحان الغنائية على الأحوط وجوباً.

7-السؤال: ما حكم الاستماع إلى الغناء ؟ وما هو معنى الغناء ؟
الجواب: اما معنى الغناء فالظاهر انه الكلام اللهوي – شعراً كان او نثراً – الذي يؤتى به بالالحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، والعبرة بالصدق العرفي ، وأما الاستماع إليه فهو حرام كحرمة فعله والتكسّب به .

8-السؤال: نحن أبنائك من طلبة كلية القانون – جامعة بغداد – نرجوا من سماحتكم اجابتنا على هذا السؤال : هناك بعض الذين ينوون إقامة ما يعرف بحفلة التخرج للمرحلة الرابعة . علماً انه في مثل هذه الحفلات يحصل اختلاط بين الطلبة والطالبات . التي هي أكثر من متبرجات . كما انه تقام مثل هذه الحفلات ( حفلة التخرج ) سماع الأغاني والموسيقى وحتى الرقص في بعض الأحيان ، فهل يجوز المشاركة في مثل هذه الحفلة ؟ علماً أنه يتم دفع مبلغ من المال حتى يشارك الطالب في هذه الحفلة . وما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء الطلبة والطالبات ؟
الجواب: لا تجوز المشاركة في مثل هذه الحفلات وبقية الأماكن الخلاعية إذا استتبع حراماً ، بل الأحوط وجوباً تركها حتى لو لم تستتبع حراماً ، وننصح الاخوة والأخوات كافة سيما شبابنا المتعلّم بأنه ينبغي لهم ترك مثل هذه المجالس والانصراف إلى ما يعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهم ، فقد ورد في الحديث ما معناه ان أول ما يُسئل عنه بعد موته عن عمره فيما قضاه وانه يكون اشد حسرة وندامة على ساعات عمره التي قضاها باللهو والباطل ، وفّق الله الجميع لما يحب ويرضاه .

9-السؤال: اذا كنت مرغمة على سماع اغاني وانا في السيارة ولا استطيع الامر بالمعروف فماذا افعل، كذلك اي منكر اخر لا استطيع دفعه سواء في السيارة او في مكان لا استطيع مغادرته؟
الجواب: اذا كنت متمكنة من ابداء التذمر والانزعاج من ارتكاب المنكر لزمك ذلك والاّ فلا باس عليك.

10-السؤال: ما هو راي سماحتكم في المواويل القديمةـ كالتي كانت تستخدم في السابق للبحّار والغواصين الذين كانوا يعملون في استخراج اللؤلؤ ـ والذي تحتوي علي بعض التصفيق من الرجال والمصاحبة احياناً لبعض الالآت الموسيقية ـ كالطبل ـ مع العلم بان هذا النوع من الفن يعتبر من تراث المنطقة؟
الجواب: محل اشكال.

المصدر موقع المرجع السيد السيستاني.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  3:33 م

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top