الخميس، 12 يونيو 2014

بين مقام رسول الله (ص) والمهدي المنتظر (ع)

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:20 م 0 تعليقات



السؤال: لماذا كانت  للرسول الاكرم (ص) قيمة أكبر من قيمة اﻹمام المهدي (ع)، مع أن مقدار العبادة لا مقارنة فيها بينهما، فهي أكثر من ألف سنة بالنسبة للإمام وحوالي ستين سنة بالنسبة للنبي(ص).
 
الجواب: نور أهل البيت جميعهم عليهم أفضل الصلاة والسلام واحد، ومقاماتهم أعلى من أن نحيط بها وبكنهها، وكيف يحيط الناقص بالكامل، والسافل بالعالي. على أن العظمة والمقام لا ينقاسان من زاوية الكم والعدد، بل من زاوية الخلوص والحب والقرب، والنور والسعة الوجودية.

 فعلى قدر تلك الخصال المذكورة تصطبغ اﻷفعال والصوادر باللون الرباني؛ قال تعالى:" صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة[1]". ولذلك ورد عنه صلى الله عليه وآله: أن "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، وفي رواية:  "تعدل عبادة الثقلين"، وفي ثالثة: " أفضل من عبادة أمتي إلى يوم القيامة"[2].

 ومعلوم من الدين بديهة أن رسول الإسلام العظيم، لم يعدله أحد في تلك الخصال جميعاً، فنوره أول مخلوق خلق، ومنه جاءت اﻷشياء،كما ورد عن جابر بن عبد الله اﻷنصاري أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "أوّل ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقّه من جلال عظمته"[3]. وفي حديث آخر عنه أنه قال: قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله: أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: "نور نبيّك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كلّ خير"[4].

وهو الذي اختاره الله جل وعلا حبيباً بعد أن اطلع على جميع الخلق، ومقام الحب أعلى المقامات وأقربها من الله جل وعلا. وهو الذي اصطفاه الله سبحانه على جميع الأنبياء والمرسلين لتحمل أعباء أكمل رسالاته وأثقلها مسؤولية، وما من مخلوق إﻻّ وهو يعده صلى الله عليه وآله نبيَّه وسيدَه وقدوته وحجة الله عليه، فهو الحجة على جميع الخلق، كما في قوله تعالى: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"[5]. 

وجميع الخلق له تابعون مذعنون ولا عكس؛ قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ[6]". وقد أمر الله تبارك وتعالى جميع اﻷنبياء 

والمرسلين باﻹيمان به ونصرته وتعزيره، لما له من المقام الشامخ؛ قال سبحانه:  "وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"[7]. 

ومعلوم أن الحجة يكون أفضل من التابع وأعظم. وقد عمر نوح عليه السلام ألفي سنة أو أكثر كما في الروايات، وهو نبي مرسل من أولي العزم، ومع ذلك فنبي اﻹسلام صلى الله عليه وآله اعظم منه وأشرف. على أن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين أرواحنا فداهم، يأتون في المرتبة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يدانيهم في تلك المرتبة من الخلق سواهم أحد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1]  (البقرة:  138).
[2]  (الحديث مستفيض، وقد ذكرته مصادر الفريقين، وبألفاظ متقاربة مختلفة، متقاربة المعنى، ويمكن مراجعة شرح إحقاق الحق، للسيد المرعشي النجفي رحمه الله، للوقوف على مصادره المتعددة من الفريقين).
[3]  ( بحار الأنوار: ج 15، ص 24).
[4]  ( بحار الأنوار: ج 15 ص 245).
[5]  (الحشر:  7).
[6]  (محمد:  2).
[7]  (آل عمران: 81).

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top