السؤال: قول الشيخ الصدوق في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ج1 ص 82
وهو يرد على ادعاءات الزيدية -( لايجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذة الامة الى يوم القيامة والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم قد مضى منهم احد عشر وقد زعمت الامامية ان الارض لاتخلو من حجة فيقال لهم ان عدد الائمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ثم يكون مايذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستبعدين في ذلك الا بقرار باثني عشر اماما واعتقاد كون مايذكره الثاني عشر عليه السلام بعده )
والسيد المرتضى يذكر _( إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن عليهما السلام زوال التكليف بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة لأنّ الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر ونبينه بياناً شافياً إذ هو موضع الخلاف والحاجة ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالإثني عشرية لأنّ هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة إثني عشر إماماً وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا) رسائل السيد المرتضى ج3 –ص 145 -146
نأمل منكم التوجيه والتوضيح - لكلام العالمين الكبيرين الشيخ الصدوق والسيد المرتضى رحمهما الله - ففي كلامهم دلالة على عدم تحديد الائمة عليهم السلام فقط بأثني عشر امام و عدم استبعاد كون ائمة بعد مولانا الامام الحجة صلوات الله عليه والاعتماد على ما يذكره ويقرره عند ظهوره المبارك.
الجواب: أما قول الصدوق فقد حصل في كلامه تحريف واضح، فإن الموجود في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) بالحرف الواحد هو: " اعتراض آخر:
قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر لأن الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الإمامية أن الأرض لا تخلو من حجة. فيقال لهم: إن عدد الأئمة عليهم السلام اثنا عشر والثانى عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة، ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثنى عشر إماماً إعتقاد كون ما يذكره الثانى عشر عليه السلام بعده.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن - الحارث قال: قلت لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرني بمايكون من الأحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام"[1].
وواضح أن الشيخ الصدوق رحمه الله معتقد بالاثني عشرية، متمسك بالقول بها، بل إنما كان هو في معرض الرد على الزيدية المشككين فيها. والتحريف حصل في موضعين: الأول: في التدليس على القارئ بأن الاثني عشرية تقول: "لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر ..." الخ؛ في حين أنه من قول الزيدية.
والثاني: هو تغيير كلمة (مستعبدين) إلى (مستبعدين). والفرق بينهما في غاية الوضوح. فالأولى تعني أننا لا يجب علينا أكثر من الاعتقاد بالاثني عشرية، بينما الثانية تعني أننا لا نستبعد القول بغير الاثني عشرية!.
ولو راجعنا كتاب الإكمال، قبل العبارة وبعدها، لاتضح لنا التدليس والتحريف في هذه العبارة المنسوبة إلى الصدوق أكثر.
وأما السيد المرتضى[2]، فلا يفهم من كلامه الشك والتردد في الاثني عشرية، وكيف يمكن فهم ذلك وهو في معرض رده على المشككين في الاثني عشرية. إنه يقول: إن الأئمة اثناعشر، حتى لو قلنا إن الإمام الثاني عشر يأتي بعده أئمة من تحت يده، إذ يكونون حينئذ نواباً له. ولا ينافي ذلك كونه خاتم الأئمة الخلفاء المنصوبين بعد رسول الله.
وهذا الكلام منه بطبيعة الحال مماشاة للمعترض في اعتراضه، بمعنى أنه حتى لو سلم بكلام الخصم، فيكون هذا جوابه. ولكننا في غنى عن هذا الجواب أصلاً نظراً للأحاديث الغفيرة الوفيرة التي تتحدث عن حضور المعصومين مرة أخرى في زمن الرجعة، بعد ظهور الإمام الحجة المنتظر المهدي، ورجوع سلطان الحق إلى أهله، وانتشار القسط والعدل، واندحار دول الجور والباطل.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
______
[1] (كمال الدين وتمام النعمة: ص77).
[2] (رسائل المرتضى: ج3 ص97)
وهو يرد على ادعاءات الزيدية -( لايجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذة الامة الى يوم القيامة والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم قد مضى منهم احد عشر وقد زعمت الامامية ان الارض لاتخلو من حجة فيقال لهم ان عدد الائمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ثم يكون مايذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستبعدين في ذلك الا بقرار باثني عشر اماما واعتقاد كون مايذكره الثاني عشر عليه السلام بعده )
والسيد المرتضى يذكر _( إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن عليهما السلام زوال التكليف بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة لأنّ الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر ونبينه بياناً شافياً إذ هو موضع الخلاف والحاجة ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالإثني عشرية لأنّ هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة إثني عشر إماماً وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا) رسائل السيد المرتضى ج3 –ص 145 -146
نأمل منكم التوجيه والتوضيح - لكلام العالمين الكبيرين الشيخ الصدوق والسيد المرتضى رحمهما الله - ففي كلامهم دلالة على عدم تحديد الائمة عليهم السلام فقط بأثني عشر امام و عدم استبعاد كون ائمة بعد مولانا الامام الحجة صلوات الله عليه والاعتماد على ما يذكره ويقرره عند ظهوره المبارك.
الجواب: أما قول الصدوق فقد حصل في كلامه تحريف واضح، فإن الموجود في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) بالحرف الواحد هو: " اعتراض آخر:
قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر لأن الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الإمامية أن الأرض لا تخلو من حجة. فيقال لهم: إن عدد الأئمة عليهم السلام اثنا عشر والثانى عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة، ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثنى عشر إماماً إعتقاد كون ما يذكره الثانى عشر عليه السلام بعده.
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن - الحارث قال: قلت لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرني بمايكون من الأحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام"[1].
وواضح أن الشيخ الصدوق رحمه الله معتقد بالاثني عشرية، متمسك بالقول بها، بل إنما كان هو في معرض الرد على الزيدية المشككين فيها. والتحريف حصل في موضعين: الأول: في التدليس على القارئ بأن الاثني عشرية تقول: "لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر ..." الخ؛ في حين أنه من قول الزيدية.
والثاني: هو تغيير كلمة (مستعبدين) إلى (مستبعدين). والفرق بينهما في غاية الوضوح. فالأولى تعني أننا لا يجب علينا أكثر من الاعتقاد بالاثني عشرية، بينما الثانية تعني أننا لا نستبعد القول بغير الاثني عشرية!.
ولو راجعنا كتاب الإكمال، قبل العبارة وبعدها، لاتضح لنا التدليس والتحريف في هذه العبارة المنسوبة إلى الصدوق أكثر.
وأما السيد المرتضى[2]، فلا يفهم من كلامه الشك والتردد في الاثني عشرية، وكيف يمكن فهم ذلك وهو في معرض رده على المشككين في الاثني عشرية. إنه يقول: إن الأئمة اثناعشر، حتى لو قلنا إن الإمام الثاني عشر يأتي بعده أئمة من تحت يده، إذ يكونون حينئذ نواباً له. ولا ينافي ذلك كونه خاتم الأئمة الخلفاء المنصوبين بعد رسول الله.
وهذا الكلام منه بطبيعة الحال مماشاة للمعترض في اعتراضه، بمعنى أنه حتى لو سلم بكلام الخصم، فيكون هذا جوابه. ولكننا في غنى عن هذا الجواب أصلاً نظراً للأحاديث الغفيرة الوفيرة التي تتحدث عن حضور المعصومين مرة أخرى في زمن الرجعة، بعد ظهور الإمام الحجة المنتظر المهدي، ورجوع سلطان الحق إلى أهله، وانتشار القسط والعدل، واندحار دول الجور والباطل.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
______
[1] (كمال الدين وتمام النعمة: ص77).
[2] (رسائل المرتضى: ج3 ص97)