الأحد، 8 يونيو 2014

ما معنى حديث "إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به"؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:07 م 0 تعليقات


السؤال: جاء في في كتاب الكافي بسنده عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به. فهل لكم أن تفسروه لنا؟
 
الجواب: إن المؤمن يشكل بإصراره على إيمانه وصبره جبهة عصية على الشياطين، فهم لا يتمكنون منه إلى أن يموت. وكلما زيد في إيمانه زاد عدد شياطينه، يأتمرون به ليُزلوه عن الصراط. فإذا مات انهدت هذه الشياطين على جيرانه في طريقها وهي تغادر حضرة المؤمن، وكأنها كانت مقيدة محبوسة عليه.
 والجيران لقربهم منه يكونون غرضاً ومعبراً لانهدادهم وانعتاقهم. وتوصيفهم بأنهم بعدد ربيعة ومضر: كناية عن كثرتهم، لأنهم يمثلون عامة العرب العدنانيين. ولا تخلو الرواية من إشارة ولو خفية إلى ما يمكن أن تخلّفه وفاة المؤمن من اضطراب وتشويش في القلوب والأذهان، ولا سيما لدى الأقربين.
ويحتمل أن يكون المعنى: أن الشياطين في البداية لا تكون مختصة بالمؤمن، لكنه بإيمانه وقوة اعتقاده هو الذي يبعدهم عن الجيران ويحصنهم من شرورهم ووساوسهم، فيكون حرزاً حريزاً، وقلعة حصينة للمجتمع من أذاهم وإغوائهم. فيحتشد شياطين العامة عليه لذلك.
وهذا المعنى يظهر ثمرة وجود المؤمن القوي في المجتمع، وضرورة رفده وتقويته من قبل الأمة، لأن في قوته أمنهم وسلامتهم. وهو معنى ظاهر وقوي، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top