الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

الشيعة والصلاة الإبراهيمية في التشهد

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:15 م 0 تعليقات


ما هو التشهد في الصلاة؟ ولماذا لا تقولون: (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد) إلى آخر التشهد؟
 
الجواب: اتفقت كلمة علماء الإمامية على أن التشهد واجب غير ركني في الصلاة، بمعنى أن من لم يأت به عمدا بطلت صلاته، ومن تركه سهواً صحت صلاته، على تفصيل عندهم يذكرونه في محله. وأن الأصل في التشهد هو الإتيان بالشهادتين: بالتوحيد والنبوة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم الصلاة على محمد وآل محمد. وأما غيره من الألفاظ فهو سنة ونفل وليس فريضة. وفي التشهد الأخير يضاف التسليم إلى ما ذكر لأجل الخروج من الصلاة.
هذا عند أهل البيت صلوات الله عليهم وأتباعهم، أما مخالفوهم فاختلفوا في أصل وجوب التشهد؛ فقال ابن قدامة علامة الحنابلة في الشرح الكبير[1]: وفي وجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) روايتان أصحهما وجوبها، وهو قول الشافعي وإسحاق (والثانية) إنها سنة، قال المروذي: قلت لأبي عبد الله ( يعني أحمد بن حنبل ): ابن راهويه (يعني إسحاق) يقول لو أن رجلاً ترك الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) في التشهد بطلت صلاته، فقال (أحمد): ما أجترئ أن أقول هذا، وقال في موضع: هذا شذوذ، وهو قول مالك والثوري وأصحاب الرأي ( يعني القول باستحباب الصلاة وليس وجوبها).
ثم قال صاحب الشرح الكبير: قال ابن المنذر: وهو قول جل أهل العلم إلا الشافعي، وبه قال ابن المنذر قال: لأني لا أجد دليلاً بوجوب الإعادة على من تركها. إهـ.
وقال النووي علامة الشوافع: إن الصلاة على الآل غير واجبة حيث. قال في كتاب المجموع[2]: وفي وجوبها ( يعني الصلاة) على الآل وجهان (الصحيح) المنصوص وبه قطع جمهور الأصحاب أنها لا تجب والثاني تجب ولم يبين الجمهور قائله من أصحابنا ثم قال النووي: وأما أقل الصلاة فقال الشافعي والأصحاب هو أن يقول اللهم صل على محمد فلو قال صلى الله على محمد فوجهان حكاهما صاحب الحاوي قال: وهما كالوجهين في قوله (عليكم السلام)، والصحيح أنه يجزئه وبه قطع صاحب التهذيب وفي هذا دليل على انه لو قال: اللهم صل على النبي أو على احمد أجزأه. قال: وفي وجهٍ: يكفي أن يقول صلى الله عليه، والكناية ترجع إلى قوله في التشهد: وأشهد أن محمداً رسول الله. قال: وهذا نظر إلى المعنى، وقال القاضي حسين في تعليقه لا يجزئه أن يقول: اللهم صل على أحمد أو النبي بل تسمية محمد (صلى الله عليه [وآله] وسلم) واجبة، قال البغوي وغيره: وأقل الصلاة على الآل اللهم صل على محمد وآله ويشترط أن يأتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله بعد فراغه من التشهد والله أعلم. أهـ
وبعد هذا الذي تقدم يتضح كم هو الفرق بين ما يؤمن به الشيعة الإمامية ويتعبدون به في سائر طاعاتهم، وليس في صلاتهم فحسب، وبين ما يلتزم به غيرهم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] الشرح الكبير على كتاب المقنع: ج1 ص579.
[2] المجموع: ج3 ص465.




التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top