هل يجوز أن نحب غير المسلمين؟
السؤال: كيف نجمع بين الآيتين التاليتين : 1-"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" 2- "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وكيف يجب أن تكون العلاقة بين المسلمين و المسيحيين؟
الجواب: الممنوع هو الولاء التبعي، أو موالاة أهل الحرب منهم والعناد مع الله ودين الحق، بحيث يكون الكفار القدوة أو الموجه، أو تكون الموالاة من المسلم للكافر نوعا من التواطؤ مع أعداء الله ومحاربيه. أما العلاقة المعتادة معهم، بل المحبة والمودة لهم بما هم بشر، والإحسان إليهم كذلك؛ فلا دليل على حرمتها، بل الشواهد كثيرة على وقوعها من قبل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام، فضلا عن السيرة المتصلة بالمعصومين دون نكير. وتجد الذي ذكرناه في قوله سبحانه: "لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم"[1]، وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون"[2]، وقوله عز وجل: "يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"[3]. وكيف يكون غير ذلك وقد أباح الإسلام الزواج منهم، بل ويمكن أن يكون أهل المسلم منهم، وقد قال الله تبارك وتعالى في حق الأبوين: " ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدّنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب إليّ ثمّ إليّ مرجعكم فأنبّئكم بما كنتم تعملون"[4].
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] المجادلة: 22.
[2] الممتحنة: 8.
[3] الحجرات: 13.
[4] لقمان: 14 و15.
0 التعليقات:
إرسال تعليق