الجمعة، 29 أغسطس 2014

المؤثرات في مصير الإنسان

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:04 م 0 تعليقات


السؤال: نسمع عادة من أصحاب المنابر قولهم أن الأم اذا اكلت لقمة من الحرام اثناء حملها فإن لذلك اثر على المولود كأن يفسد بالارض او يعصي الله أو...أو.....سؤالي:  الله تعالى يقول ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾كيف يمكن ان يتأثر انسان بفعل اخر مع ان الاول لاحول ولا قوة له؟

الجواب: هذه الدنيا ميدان الأسباب والمسببات. فكل سبب له نتيجة، لكنه ليس المؤثر الوحيد، بل هناك أسباب ومؤثرات أخرى، والنتيجة هي نتيجة المحصلة.

مثلا نحن على يقين من أن الأم الحامل لو شربت سما أو مؤثرا جينيا فإنه يؤثر حتما فيها وفي جنينها.

فماذا نقول حينها؟ أليس نفس الإشكال يرد حينئذ؟

فما ذنب الطفل أو الوليد الجديد أن يصاب بمرض عضوي أو نفسي، أليس لا تزر وازرة وزر أخرى؟

الجواب هو الجواب.
إذ نقول إن هذه العوامل لها تأثير لا يُنكر لكنها ليست المؤثر الوحيد، بل هناك مؤثرات أخرى يكون سببها الوليد الجديد نفسه، وهي ذات اليد الطولى في التأثير. حتى لكأنها هي المؤثر الوحيد.

ومع ذلك فهناك مسألتان فاعلتان في هذا المجال:
الأولى أن الله سبحانه قضى وأراد أن يمتحن عباده ويبتليهم، وهذه الابتلاءات مختلفة. أحيانا يكون الابتلاء في أن يولد الإنسان من أبوين هكذا فيرى الله كيف يجتاز الانسان هذه العقبة.

ومن المعلوم أن الله لا يمتحن الانسان إلا بما يستطيع تجاوزه. يعني لا يكلفه بما لا يستطيع.

والثانية أن الانسان قبل هذا العالم وهذه النشأة كان قد مر في عوالم سابقة، وقد واجه فيها امتحانات على ضوئها يكون مكانه وشكله أو بعض أشكال امتحاناته في هذا العالم.

فإن الله مثلا أكرم من أن يظلم بعض الناس فيجعلهم أولاد زنا مثلا دون أن يكون قد تسبب في هذا شكل خاص من وجوده في هذه النشأة.

تلك العوالم مثل عالم الذر وقبله عالم الأرواح وقبله عالم الأنوار.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top