السؤال: أتمنى أن تجيبوا على أسئلتي
في البدايه أريد أن أقول أن من المعروف أن النساء أكثر فتنه و هي مثيره للشهوات أكثر من الرجال، و لكن الا يمكن القول بأن الرجل فتنه و مثير للشهوات عند النساء ، لأن الله خلق المرأة و فيها فتنه أكثر و مثيره للشهوه أكثر فهل هنالك شيء جعله الله في الرجال ليوازن كثره الفتنه و اثاره الشهوة في النساء.؟. فالحكمه من فتنه النساء للألفه والأستيناس و لأستمرار النسل .
فالأولاد و النسل يستمتع بها كلا الزوجين ، و لكن هل الألفه و الأستيناس يكون فقط للرجل لأن المرأة هي أكثر فتنه و مثيره للشهوات أم يكون أيضا للطرفين لأن الرجل أيضا فتنه و مثير للشهوات بالنسبه للنساء..؟. فهل الفتنه و اثاره الشهوه في النساء تعادل الفتنه و اثاره الشهوه في الرجال و لكن الحياء في النساء يحميهن و يمنعهن من هذه الفتنه و هذة الأثاره؟ فالمرأه أجمل و أكثر اثاره للفتنه و لكن الرجل أيضا فيه قدر من الجمال و اثاره الفتنه للنساء.... فالرجال يستمتعون بالنساء و لهم أن يتزوجوا أربع منهن و لكن مالذي جعله الله للنساء ليستمتعن به؟
فالمرأة تميل الى التفرد و الرجل يميل الى التعدد ، و للرجال حور عين في الجنه أما النساء فلا .... فما الذي جعله الله في النساء ليعادل هذه الخاصيه في الرجال . لأن الله اذا خلق خاصيه في أحد الجنسين فانه يخلق خاصيه أخرى تعادلها في الجنس الآخر ... فلا يمكن القول بأن ميل النساء للجواهر و الحلي أكثر من ميلها للرجال لأن المجوهرات و الحلي مجرد جوامد . أما الرجال فيميلون للنساء فهل النساء يميلون للرجال بنفس المقدار؟
الجواب: سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون»[1]. «ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون»[2]. وكذلك اقتضت حكمته تعالى أن يجعل البشر زوجين اثنين من أجل التكافل والتكامل، واستقرار الحياة، واستمرار النسل.
وإن هذا التنويع الجنسي يقتضي ـ بالضرورة ـ تفاوتاً في القدرات واختلافاً في الحاجات، وتمايزاً في الميول والرغبات. ومع أن أصل الميل الجنسي كامن في الطرفين، ولذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنه "ما من رجل خلا بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"[3]، وقال تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ...»[4].
إلاّ أن ذلك التنوع المذكور استوجب اختلافاً في الدوافع والموانع والضوابط؛ فإن المرأة هي التي تحبل وتتحمل التبعات المباشرة، وليس كذلك الرجل. وهي الضعيفة البنية والكثيرة العلل والأمراض التي تعوقها من تهيئة أمور معاشها، وحماية نفسها وذريتها من صعوبات الحياة ومشكلاتها، وليس كذلك الرجل. ولذلك جعل الله سبحانه في المرأة ما يسدّ فيها ذلك النقص فصيّرها مطلوبة لا طالبة، ومخطوبة لا خاطبة. فصارت مفاتنها أكثر، بل إن كل أعضائها فتنة للرجل، فوجب الستر عليها دون الرجل.
وقد عبرت النصوص الشرعية بإجماع المسلمين: أن جسد المرأة جميعاً عورة ما عدا الوجه والكفين، وعلى ذلك الآيات الصريحة، ولم يرد ذلك في حق الرجل. بل هذا هو نداء الفطرة ومتعارف العقلاء، في كل الأزمنة والأمكنة، حتى غير المسلمين، بل حتى غير أهل الكتب السماوية، إذا ما استثنينا بعض القبائل المنحرفة النادرة، وما آلت اليه ماكنة هذا العصر الشيطانية، من إعلام فاجر، وإغواء فاسد ماكر.
وغير خافٍ ما يفعله الإيحاء والتلقين المباشر والمستمر في تحريف الغرائز وتغليف الفطرة النقية وتزييفها. فصار الرجال يكتفون بالرجال، والنساء بالنساء، والجنس يتشبه بالآخر، ركضاً وراء سراب، ولهاثاً خلف هباء وخواء.
ولذلك أيضاً اختلفت نظرة المرأة تجاه الشريك الذي تبتغيه، عن نظرته إليها؛ فهو يقصد الجمال الظاهري، ويركز على الحنان والمشاعر المرهفة التي تنقصه فيكمل بها، وإلى عفة الفرج، وسلامة النسب، يكمل به سائر مآربه النفسية والاجتماعية، فيما تنظر إليه هي وتبحث فيه عن الحامي والسند، لتكمل به ضعفها، والعز والشرف اللذين تستشعر الأمن والكرامة معهما بين الأنام. وهو الذي يفسّر التفاوت الواضح في النظرة الشرعية لهما معاً.
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «خيار خصال النساء شرار خصال الرجال الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها»[5]. وروي عنه عليه السلام كذلك: أن «غيرة الرجل إيمان وغيرة المرأة عدوان»[6]. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «كان إبراهيم غيوراً وأنا أغير منه، وجدع الله أنف من لا يغار من المؤمنين»[7]!.
ومن الواضح أن المرأة تفرح عادة بغيرة زوجها عليها، لكن الرجل ليس كذلك. وفي ذلك إشارة واضحة إلى فرق هام بين الرجل والمرأة، يظهر أن لذة الرجل هي في إتيان النساء، بينما لذة المرأة المتعارفة تكمن في زهوها واعتدادها بنفسها، وشعورها بأنها أجمل وأحلى، وأنها مرغوبة. ولعل في هذا جواباً شافياً لتركيز النصوص على الحور العين بالنسبة الى الرجال دون النساء، وذلك لأن لذة النساء الهامّة في أن يظهرن في أجمل صورة، وأبهى منظر.
وقد وردت النصوص الشرعية بذلك. ففي الحديث النبوي: أن المرأة من أهل الجنة يُرى مخ ساقها من وراء سبعين حلّة من حرير[8]. وعن ابن مسعود: يرى كما يرى السلك من وراء الياقوت[9]. وقد ورد: أن نساء الدنيا المؤمنات في الجنة أجل وأجمل من الحور العين. مع أن النبي صلى الله عليه وآله حين يصف الحور العين لأبي ذر يقول: يا أبا ذر لو أن المرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء بالقمر ليلة البدر، ولو وجد ريح نشرها جميع أهل الأرض. ولو أن ثوباً من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر اليه وما حملته أبصارهم[10]. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنّ أجمل من الحور العين[11].
وحين سألت أم سلمة (رض) رسول الله: بأبي أنت وأمي، المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنة، لأيهما تكون، فقال صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، تخيّر أحسنهما خلقاً وخيرهما لأهله»[12].
إن المرأة بغريزتها الأنثوية لا تطمح لأن تحصل على الرجال، كما هو حالها في هذه الدنيا، بل تتمنى لو خلّد لها جمالها. وحين تسمع عن الحور العين تتمنى لو أنها تحصل على مثل جمالهن، والله سبحانه أعطاها ما يرضي غرورها، ويلائم طموحها من هذه الناحية.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
_________
[1] يس:36.
[2] الذاريات:49.
[3] دعائم الاسلام: ج2 ص214 (والحديث أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام؛ انظر: مستدرك الوسائل: ج14 ص265 ح16665.
[4] النور:30ـ31.
[5] بحار الأنوار: ج100 ص238.
[6] غرر الحكم: 6383، 6384.
[7] الكافي: ج 5 ص 536 .
[8] الكافي 8: 99، ذيل الحديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
[9] بحار الأنوار: ج8 ص105.
[10] بحار الأنوار: ج74 ص82.
[11] وسائل الشيعة: ج20 ص121 باب جواز النظر إلى جميع بدن الزوجة ح4.
[12] بحار الأنوار: ج8 ص119.
1 التعليقات:
الإعلام المضاد للإسلام یوحي بأنه في العقيدة الإسلامية إنما خُلِقَت المرأة من أجل الرجل وملذاته ، لجعل المرأة تأنف من كونها مسلمة وتنحو بٱتجاه ما يرومونهُ لها من ابتذال.
ولعل النقطة التي أريد أن أثيرها في مقابل السؤال الذي طُرِح لأقلب السحرَ على الساحر
هل ظُلِمَ الرجل وأُنصِفت المرأة عندما جُعلِت الفتنة التي تمتلكها أكثر من الرجل؟ لأن الحال يقتضي أن يكون هو معرّض للإنحراف أكثر منها.
إرسال تعليق