جميع المواضيع

الخميس، 31 يوليو 2014




السؤال: هل فعلاً أن الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه تقتله امرأة يهودية وما صحة هذا القول؟ وهل فعلاً أنه يغسله النبي عيسى عليه السلام ويدفنه؟

الجواب: أما الأول فغير ثابت، والمتداول لا يتعدى النقل عن لسان بعض العلماء بعنوان (فاكهة: ملخص الاعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة لبعض العلماء)[1]. ولم نعثر عليه في غير هذا المصدر. وأما الثاني فالمعروف والذي عليه الأخبار: أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي يتولى تجهيز الإمام المهدي عليه السلام.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] الشيخ علي اليزدي الحائري، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج2 ص139.

شهادة الإمام الحجة عليه السلام وتغسيله




السؤال: هل فعلاً أن الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه تقتله امرأة يهودية وما صحة هذا القول؟ وهل فعلاً أنه يغسله النبي عيسى عليه السلام ويدفنه؟

الجواب: أما الأول فغير ثابت، والمتداول لا يتعدى النقل عن لسان بعض العلماء بعنوان (فاكهة: ملخص الاعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة لبعض العلماء)[1]. ولم نعثر عليه في غير هذا المصدر. وأما الثاني فالمعروف والذي عليه الأخبار: أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي يتولى تجهيز الإمام المهدي عليه السلام.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

____________
[1] الشيخ علي اليزدي الحائري، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج2 ص139.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:39 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 30 يوليو 2014


السؤال: هل ممكن تعلمونا صلاة الليل وفضلها، وأبسط صلاة لها ووقتها، وهل صحيح يمكن قضاؤها اذا فاتت؟

الجواب: روي في فضل صلاة الليل: أنها تدر الرزق، وتقضي الدين، وتذهب بالهم، وتجلو البصر، وتصح البدن، وتحسن الخلق، وتعرض العبد للرحمة، وتبيض الوجه، وتطيب الريح، وتحسن الخلق، وترضي الرب، وتنفي السيئات، ويباهي الله بصاحبها ملائكته، ويغفر ذنوبه، والبيت الذي تصلى فيه يضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض
ووقتها: إذا دخل الثلث الأخير من الليل. وقيل: من حين يذهب ثلث الليل إلى مطلع الفجر. والأفضل إتيانها: من بعد انتصاف الليل، وكلما اقترب من الفجر كان أفضل. ومع العسر والثقل تصلى آخر الليل، أو أوله، ولا سيما في السفر.
 وأبسط صورة لها: أن يقتصر فيها على الفاتحة، وفي الأذكار على أقلها، نظير سبحان ربي الأعلى وبحمده  أو سبحان ربي العظيم وبحمده فقط في السجود والركوع، ومع الصعوبة يمكن الاقتصار فقط على الركعات الثلاث الأخيرة، وهي ركعتا الشفع وركعة الوتر، ومع الصعوبة أو تضيق الوقت يقتصر على الوتر فقط. ولكن ذلك لا يعدل إتيانها بتفاصيلها ومستحباتها.
ولا يخفى أن نوافل الصلاوات يمكن الإتيان بها حتى في حالة الحركة تسهيلاً لأدائها، وكرماً منه سبحانه للمن على عباده بالثواب الجزيل؛ وذلك بأن تتوضأ وتنوي وتشرع الصلاة وأنت ماش أو راكب لوسيلتك النقلية.
وأما قضاؤها فيمكن أن يكون بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد العصر إلى الليل. وفقنا الله وإياكم لمراضيه، وجنبنا معاصيه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


فضل صلاة الليل وأبسط صورها


السؤال: هل ممكن تعلمونا صلاة الليل وفضلها، وأبسط صلاة لها ووقتها، وهل صحيح يمكن قضاؤها اذا فاتت؟

الجواب: روي في فضل صلاة الليل: أنها تدر الرزق، وتقضي الدين، وتذهب بالهم، وتجلو البصر، وتصح البدن، وتحسن الخلق، وتعرض العبد للرحمة، وتبيض الوجه، وتطيب الريح، وتحسن الخلق، وترضي الرب، وتنفي السيئات، ويباهي الله بصاحبها ملائكته، ويغفر ذنوبه، والبيت الذي تصلى فيه يضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض
ووقتها: إذا دخل الثلث الأخير من الليل. وقيل: من حين يذهب ثلث الليل إلى مطلع الفجر. والأفضل إتيانها: من بعد انتصاف الليل، وكلما اقترب من الفجر كان أفضل. ومع العسر والثقل تصلى آخر الليل، أو أوله، ولا سيما في السفر.
 وأبسط صورة لها: أن يقتصر فيها على الفاتحة، وفي الأذكار على أقلها، نظير سبحان ربي الأعلى وبحمده  أو سبحان ربي العظيم وبحمده فقط في السجود والركوع، ومع الصعوبة يمكن الاقتصار فقط على الركعات الثلاث الأخيرة، وهي ركعتا الشفع وركعة الوتر، ومع الصعوبة أو تضيق الوقت يقتصر على الوتر فقط. ولكن ذلك لا يعدل إتيانها بتفاصيلها ومستحباتها.
ولا يخفى أن نوافل الصلاوات يمكن الإتيان بها حتى في حالة الحركة تسهيلاً لأدائها، وكرماً منه سبحانه للمن على عباده بالثواب الجزيل؛ وذلك بأن تتوضأ وتنوي وتشرع الصلاة وأنت ماش أو راكب لوسيلتك النقلية.
وأما قضاؤها فيمكن أن يكون بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعد العصر إلى الليل. وفقنا الله وإياكم لمراضيه، وجنبنا معاصيه.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:42 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 29 يوليو 2014


السؤال: هل يجوز زواج الهاشمية من غير الهاشمي؟ فقد سمعنا من البعض أن زواج الهاشمي من غير الهاشمية يجوز، ولكن العكس غير جائز؟
 
الجواب: زواج غير الهاشمي من الهاشمية جائز ومتعارف، وقد فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، حين زوج ضباعة ابنة عمه الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود الكندي، وكان مولى لبني كندة. ثم قال صلى الله عليه وآله: "أتعلمون لم زوجت ضباعة بنت عمي من المقداد ؟  قالوا: لا، قال صلى الله عليه وآله: ليتضع النكاح فيناله كل مسلم، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم"[1]، فهذه سنّة الرسول صلى الله عليه وآله، وهو القائل: من رغب عن سنتي فليس مني[2].
وروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): أن الزبير كان أخا عبد الله وأبي طالب لابيهما وأمهما[3]. وفي وسائل الشيعة[4] باب كامل بعنوان: أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية والاعجمي والعربي القرشية الهاشمية وغير ذلك، ومثله في مستدرك الوسائل[5].
وقد ناضل أهل البيت عليهم السلام لتحطيم هذه الفوارق المصطنعة، التي يختلقها بعض الأقوام أو العوائل أو الأشخاص لأنفسهم، مثلما روي من أن عمر كان يبيح تزويج قريش في سائر العرب والعجم، ويمنع تزويج العرب في قريش، وتزويج العجم في العرب![6].
فكأنه أنزل العرب نسبة إلى قريش، والعجم نسبة إلى العرب بمنزلة المسلمين مع أهل الكتاب اليهود والنصارى، حيث أطلق الله تعالى للمسلمين التزويج في أهل الكتاب، ولم يطلق تزويج أهل الكتاب في المسلمين[7].
وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: أتُزَوج الموالي بالعربيات[8] ؟ !. فقال: تتكافأ دماؤكم ولا تتكافأ فروجكم ؟ !. وقال سبحانه: (إنما المؤمنون إخوة)[9]، وقال: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)[10].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


__________
[1] الكافي: ج5  ص344 حديث 1، والتهذيب: ج7  ص359 حديث 1582.
[2] بحار الأنوار: ج31 ص13.
[3] شرح نهج البلاغة، لابن أبى الحديد: ج1 ص6.
[4] وسائل الشيعة: ج14  ص45 - 47 باب 26 - أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية والاعجمي والعربي القرشية الهاشمية وغير ذلك.
[5] ومستدرك الوسائل: ج14  ص183 - 186.
[6] الإيضاح: ص153 - 158، والمسترشد للطبري: ص142، والاستغاثة في بدع الثلاثة: ص53 - 54، والكافي: ج5  ص318 حديث 59).
[7] وسائل الشيعة: ج14 ص46 حديث 4، والكافي: ج5  ص318 حديث 59.
[8] مستدرك الوسائل: ج14  ص186. وقريب منه ما في الكافي: ج5  ص345 حديث 5، والتهذيب: ج7  ص395 حديث 1583.
[9] الحجرات: 10.
[10] (الحجرات: 13.)



هل يجوز زواج غير الهاشمي من الهاشمية؟


السؤال: هل يجوز زواج الهاشمية من غير الهاشمي؟ فقد سمعنا من البعض أن زواج الهاشمي من غير الهاشمية يجوز، ولكن العكس غير جائز؟
 
الجواب: زواج غير الهاشمي من الهاشمية جائز ومتعارف، وقد فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، حين زوج ضباعة ابنة عمه الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود الكندي، وكان مولى لبني كندة. ثم قال صلى الله عليه وآله: "أتعلمون لم زوجت ضباعة بنت عمي من المقداد ؟  قالوا: لا، قال صلى الله عليه وآله: ليتضع النكاح فيناله كل مسلم، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم"[1]، فهذه سنّة الرسول صلى الله عليه وآله، وهو القائل: من رغب عن سنتي فليس مني[2].
وروي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): أن الزبير كان أخا عبد الله وأبي طالب لابيهما وأمهما[3]. وفي وسائل الشيعة[4] باب كامل بعنوان: أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية والاعجمي والعربي القرشية الهاشمية وغير ذلك، ومثله في مستدرك الوسائل[5].
وقد ناضل أهل البيت عليهم السلام لتحطيم هذه الفوارق المصطنعة، التي يختلقها بعض الأقوام أو العوائل أو الأشخاص لأنفسهم، مثلما روي من أن عمر كان يبيح تزويج قريش في سائر العرب والعجم، ويمنع تزويج العرب في قريش، وتزويج العجم في العرب![6].
فكأنه أنزل العرب نسبة إلى قريش، والعجم نسبة إلى العرب بمنزلة المسلمين مع أهل الكتاب اليهود والنصارى، حيث أطلق الله تعالى للمسلمين التزويج في أهل الكتاب، ولم يطلق تزويج أهل الكتاب في المسلمين[7].
وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: أتُزَوج الموالي بالعربيات[8] ؟ !. فقال: تتكافأ دماؤكم ولا تتكافأ فروجكم ؟ !. وقال سبحانه: (إنما المؤمنون إخوة)[9]، وقال: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)[10].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


__________
[1] الكافي: ج5  ص344 حديث 1، والتهذيب: ج7  ص359 حديث 1582.
[2] بحار الأنوار: ج31 ص13.
[3] شرح نهج البلاغة، لابن أبى الحديد: ج1 ص6.
[4] وسائل الشيعة: ج14  ص45 - 47 باب 26 - أنه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية والاعجمي والعربي القرشية الهاشمية وغير ذلك.
[5] ومستدرك الوسائل: ج14  ص183 - 186.
[6] الإيضاح: ص153 - 158، والمسترشد للطبري: ص142، والاستغاثة في بدع الثلاثة: ص53 - 54، والكافي: ج5  ص318 حديث 59).
[7] وسائل الشيعة: ج14 ص46 حديث 4، والكافي: ج5  ص318 حديث 59.
[8] مستدرك الوسائل: ج14  ص186. وقريب منه ما في الكافي: ج5  ص345 حديث 5، والتهذيب: ج7  ص395 حديث 1583.
[9] الحجرات: 10.
[10] (الحجرات: 13.)



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:36 م

0 التعليقات:

الأحد، 27 يوليو 2014


 لماذا الشيعة يفردون أيديهم أثناء الصلاة والسنة يكتفون أيديهم؟
 
الجواب: لإنهم يتبعون في ذلك أئمتهم المعصومين صلوات الله عليهم.
ولو أغمضنا عن ذلك، فإن مذاهب المخالفين أيضاً ليست متفقة القول على مشروعية التكتف، بل منهم المالكية القائلون بإنه: يندب إسدال اليدين في الصلاة الفرض، ورووا بطرقهم أنه مما قالت به جماعة قبلهم، منهم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعطاء، وابن جريح، والنخعي، والحسن البصري، وابن سيرين، وجماعة من الفقهاء.
والمنقول عن الأوزاعي التخيير بين القبض والسدل[1].
ثم لم يقل أحد منهم على الإطلاق من بقية المذاهب بلزوم التكتف، بل تراهم جميعاً يصححون الصلاة بدونه. فعمل أتباع أهل البيت عليهم السلام على هذا صحيح على كل الاحتمالات والفروض!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] محمد جواد مغنية ، الفقه على المذاهب الخمسة : 110 - ولاحظ رسالة مختصرة في السدل للدكتور عبد الحميد : 5.


التكتف في الصلاة عند أتباع أهل البيت عليهم السلام


 لماذا الشيعة يفردون أيديهم أثناء الصلاة والسنة يكتفون أيديهم؟
 
الجواب: لإنهم يتبعون في ذلك أئمتهم المعصومين صلوات الله عليهم.
ولو أغمضنا عن ذلك، فإن مذاهب المخالفين أيضاً ليست متفقة القول على مشروعية التكتف، بل منهم المالكية القائلون بإنه: يندب إسدال اليدين في الصلاة الفرض، ورووا بطرقهم أنه مما قالت به جماعة قبلهم، منهم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعطاء، وابن جريح، والنخعي، والحسن البصري، وابن سيرين، وجماعة من الفقهاء.
والمنقول عن الأوزاعي التخيير بين القبض والسدل[1].
ثم لم يقل أحد منهم على الإطلاق من بقية المذاهب بلزوم التكتف، بل تراهم جميعاً يصححون الصلاة بدونه. فعمل أتباع أهل البيت عليهم السلام على هذا صحيح على كل الاحتمالات والفروض!.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] محمد جواد مغنية ، الفقه على المذاهب الخمسة : 110 - ولاحظ رسالة مختصرة في السدل للدكتور عبد الحميد : 5.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:51 م

0 التعليقات:

السبت، 26 يوليو 2014


ما الفرق بين الشيعة والسنة في الصلاة؟
 
الجواب: أن الشيعة يتبعون في ذلك أئمتهم الاثني عشر وهم أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله باتباعهم، وعدّ التخلف عنهم ضياعاً وهلكة، وطاعتهم فوزاً ونجاة؛ حيث قال في حديث الثقلين المشهور، وهو من الأحاديث المتواترة، عند العامة والخاصة، وله طرق عديدة وألفاظ مختلفة، ومن ألفاظه أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "قال (صلى الله عليه وآله): "إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وانّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما"[1].
والذي رواه الترمذي والطبراني عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب الناس، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي[2].
وقد صححه الألباني بشواهده[3].
وما في مسند أحمد[4]: عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. انتهى.
فنحن نلتزم بما صح عندنا عن أهل البيت هؤلاء عليهم السلام وبطريقهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
وعن صفة الصلاة عند أهل البيت، عليهم السلام، روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن عن حماد بن عيسى قال: قال لي أبوعبد الله الصادق (عليه السلام) يوماً: "يا حماد تحسن أن تصلي؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة فقال: لا عليك يا حماد، قم فصل. قال: فقمت بين يديه متوجهاً إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت وسجدت، فقال: يا حماد لا تحسن أن تصلي! ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة، قال حماد: فأصابني في نفسي الذل، فقلت: جعلت فداك فعلمني الصلاة. فقام أبوعبد الله (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصباً، فأرسل يديه جميعاًً على فخذيه، قد ضم أصابعه وقرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات وإستقبل بأصابع رجليه جميعاًً القبلة لم يحرفهما عن القبلة وقال بخشوع: الله أكبر، ثم قرأ الحمد بترتيل، وقل هو الله أحد، ثم صبر هنية بقدر ما يتنفس وهو قائم، ثم رفع يديه حيال وجهه وقال: الله أكبر، وهو قائم. ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه منفرجات، ورد ركبتيه إلى خلفه حتى إستوى ظهره، حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل، لإستواء ظهره، ومد عنقه، وغمض عينيه. ثم سبح ثلاثاً بترتيل فقال: سبحان ربي العظيم وبحمده. ثم استوى قائماً، فلما إاستمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وهو قائم، ورفع يديه حيال وجهه. ثم سجد وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه، فقال: سبحان ربي الأعلي وبحمده ثلاث مرات، ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه، وسجد على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وأنامل إبهامي الرجلين والجبهة والأنف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها، وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان، ووضع الأنف على الأرض سنة. ثم رفع رأسه من السجود، فلما استوى جالساً قال: الله أكبر، ثم قعد على فخذه الأيسر، وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن علي بطن قدمه الأيسر، وقال: أستغفر الله ربي وأتوب إليه، ثم كبر وهو جالس، وسجد السجدة الثانية، وقال: كما قال في الأولى، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود، وكان مجنحاً ،ولم يضع ذراعيه على الأرض. فصلى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع، وهو جالس في التشهد، فلما فرغ من التشهد سلم، فقال: يا حماد هكذا صل"[5].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] مسند أحمد 3: 17 و 26، أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري.
[2] صحيح الترمذي: ج5 ص621.
[3] http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=248716
[4] مسند أحمد: ج3 ص14. ورواه أيضاً في: ج3 ص17 ـ 26 و59، و: ج4 ص366، و371، والدارمي: ج2  ص431. ورواه مسلم ج7 ص122 بألفاظ أخرى، ورواه الحاكم، وصححه على شرط الشيخين وغيرهما في: ج3 ص109 و 148، والبيهقي في سننه: ج2 ص148، وغيرهم.
 
[5] الكافي، للشيخ الكليني: ج3 ص311 - 312.
 



كيف كان يصلي النبي وأهل البيت صلوات الله عليهم؟


ما الفرق بين الشيعة والسنة في الصلاة؟
 
الجواب: أن الشيعة يتبعون في ذلك أئمتهم الاثني عشر وهم أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله باتباعهم، وعدّ التخلف عنهم ضياعاً وهلكة، وطاعتهم فوزاً ونجاة؛ حيث قال في حديث الثقلين المشهور، وهو من الأحاديث المتواترة، عند العامة والخاصة، وله طرق عديدة وألفاظ مختلفة، ومن ألفاظه أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "قال (صلى الله عليه وآله): "إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وانّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما"[1].
والذي رواه الترمذي والطبراني عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب الناس، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي[2].
وقد صححه الألباني بشواهده[3].
وما في مسند أحمد[4]: عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. انتهى.
فنحن نلتزم بما صح عندنا عن أهل البيت هؤلاء عليهم السلام وبطريقهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
وعن صفة الصلاة عند أهل البيت، عليهم السلام، روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن عن حماد بن عيسى قال: قال لي أبوعبد الله الصادق (عليه السلام) يوماً: "يا حماد تحسن أن تصلي؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة فقال: لا عليك يا حماد، قم فصل. قال: فقمت بين يديه متوجهاً إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت وسجدت، فقال: يا حماد لا تحسن أن تصلي! ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة، قال حماد: فأصابني في نفسي الذل، فقلت: جعلت فداك فعلمني الصلاة. فقام أبوعبد الله (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصباً، فأرسل يديه جميعاًً على فخذيه، قد ضم أصابعه وقرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات وإستقبل بأصابع رجليه جميعاًً القبلة لم يحرفهما عن القبلة وقال بخشوع: الله أكبر، ثم قرأ الحمد بترتيل، وقل هو الله أحد، ثم صبر هنية بقدر ما يتنفس وهو قائم، ثم رفع يديه حيال وجهه وقال: الله أكبر، وهو قائم. ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه منفرجات، ورد ركبتيه إلى خلفه حتى إستوى ظهره، حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل، لإستواء ظهره، ومد عنقه، وغمض عينيه. ثم سبح ثلاثاً بترتيل فقال: سبحان ربي العظيم وبحمده. ثم استوى قائماً، فلما إاستمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وهو قائم، ورفع يديه حيال وجهه. ثم سجد وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه، فقال: سبحان ربي الأعلي وبحمده ثلاث مرات، ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه، وسجد على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وأنامل إبهامي الرجلين والجبهة والأنف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها، وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان، ووضع الأنف على الأرض سنة. ثم رفع رأسه من السجود، فلما استوى جالساً قال: الله أكبر، ثم قعد على فخذه الأيسر، وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن علي بطن قدمه الأيسر، وقال: أستغفر الله ربي وأتوب إليه، ثم كبر وهو جالس، وسجد السجدة الثانية، وقال: كما قال في الأولى، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود، وكان مجنحاً ،ولم يضع ذراعيه على الأرض. فصلى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع، وهو جالس في التشهد، فلما فرغ من التشهد سلم، فقال: يا حماد هكذا صل"[5].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] مسند أحمد 3: 17 و 26، أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري.
[2] صحيح الترمذي: ج5 ص621.
[3] http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=248716
[4] مسند أحمد: ج3 ص14. ورواه أيضاً في: ج3 ص17 ـ 26 و59، و: ج4 ص366، و371، والدارمي: ج2  ص431. ورواه مسلم ج7 ص122 بألفاظ أخرى، ورواه الحاكم، وصححه على شرط الشيخين وغيرهما في: ج3 ص109 و 148، والبيهقي في سننه: ج2 ص148، وغيرهم.
 
[5] الكافي، للشيخ الكليني: ج3 ص311 - 312.
 



من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:58 م

0 التعليقات:

الجمعة، 25 يوليو 2014


السؤال: ما فضل الصدقة في ليلة القدر؟ هل تدفع الضرر وتقضي الحاجات؟ أم فضلها مثل الصدقات العادية؟
 
الجواب: الصدقة في كل وقت ترد القضاء، وتبدل المقادير، حتى وإن أبرمت إبراماً، ولا شك أنها في ليلة القدر أفضل بما يتناسب مع فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وليلة القدر على سائر شهر رمضان. ومن بعض تلك الآثار ما روي في بحار الأنوار[1]: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب. وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة تمنع ميتة السوء. وقال صلى الله عليه وآله: إن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار، وتزيدان في الأعمار. وعن الصادق عليه السلام قال: من تصدق في كل يوم أو ليلة - إن كان يوم فيوم وإن كان ليل فليل - دفع عنه الهدم والسبع وميتة السوء. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، و يدفعان عن سبعين ميتة السوء. وعن معاذ بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكروا الوجع، فقال: داووا مرضاكم بالصدقة، وما على أحد كم أن يتصدق بقوت يومه؟ إن ملك الموت يُدفع إليه الصك بقبض روح العبد، فيتصدق، فيقال له: رد عليه الصك. وعنه عليه السلام قال: داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأنا ضامن لكل ما يُتوى (يعني: يتلف) في بر أو بحر بعد أداء حق الله فيه من التلف. وعن العالم يعني الإمام الكاظم عليه السلام قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم من السماء.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] بحار الأنوار: ج93 ص130

فضل الصدقة في ليلة القدر والليالي العشر الأخيرة


السؤال: ما فضل الصدقة في ليلة القدر؟ هل تدفع الضرر وتقضي الحاجات؟ أم فضلها مثل الصدقات العادية؟
 
الجواب: الصدقة في كل وقت ترد القضاء، وتبدل المقادير، حتى وإن أبرمت إبراماً، ولا شك أنها في ليلة القدر أفضل بما يتناسب مع فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وليلة القدر على سائر شهر رمضان. ومن بعض تلك الآثار ما روي في بحار الأنوار[1]: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صدقة السر تطفئ غضب الرب. وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة تمنع ميتة السوء. وقال صلى الله عليه وآله: إن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار، وتزيدان في الأعمار. وعن الصادق عليه السلام قال: من تصدق في كل يوم أو ليلة - إن كان يوم فيوم وإن كان ليل فليل - دفع عنه الهدم والسبع وميتة السوء. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، و يدفعان عن سبعين ميتة السوء. وعن معاذ بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكروا الوجع، فقال: داووا مرضاكم بالصدقة، وما على أحد كم أن يتصدق بقوت يومه؟ إن ملك الموت يُدفع إليه الصك بقبض روح العبد، فيتصدق، فيقال له: رد عليه الصك. وعنه عليه السلام قال: داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأنا ضامن لكل ما يُتوى (يعني: يتلف) في بر أو بحر بعد أداء حق الله فيه من التلف. وعن العالم يعني الإمام الكاظم عليه السلام قال: الصدقة تدفع القضاء المبرم من السماء.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

________
[1] بحار الأنوار: ج93 ص130

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:14 م

0 التعليقات:

الخميس، 24 يوليو 2014






 

السؤال: لماذا تقومون بالجمع في الصلاة مع أن هناك خمس صلوات الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء؟

الجواب: ماذا نفعل إذا كان الجمع هو الذي يأمر به كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

 فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله جمع بين الصلاتين كراراً و مراراً من دون أي عذر من سفر أو مطر أو مرض . كما روي ذلك عن جمع من الصحابة، كابن عباس، و ابن عمر، و جابر بن عبداللّه وأبي أيوب الأنصاريين.

أما من القرآن فقوله عز وجل: "أقم الصلاة لدُلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مَشْهُوداً"[1]. وهي واضحة الدلالة في تقسيم أوقات الصلوات إلى ثلاثة فقط هي الظهران والعشاءان والفجر.

وقد نص على صحة ذلك أئمتنا المعصومون صلوات الله عليهم، الذين نص الكتاب والنبي صلى الله عليه وآله على وجوب اتّباعهم.

فعن زرارة عن الإمام أبى جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال: سألتهُ عما فرض اللّه من الصلاة؟ فقال: "خمس صلوات فى الليل والنهار، فقلتُ: هل سمّاهن اللّه وبينهُنَّ فى كتابه؟ فقال: نعم، قال اللّه عز وجل لنبيّه (صلى الله عليه وآله ): ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)؛ و دلوكها زوالها: ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهنَّ وبينهُنَّ و وقتهُنّ ، وغسق الليل: انتصافه، ثم قال: و أوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل، يعنى نصف الليل".[2]

وقال الفخر الرازي في تفسير الآية: "فإن فسَّرنا الغَسَق بظهور أوّل الظلمة - وحكاه عن ابن عباس وعطاء والنضر بن شميل - كان الغَسق عبارة عن أوّل المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور فى الآية ثلاثة أوقات: وقت الزوال، ووقت أوّل المغرب، ووقت الفجر .

و هذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتين الصلاتين، وأن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب والعشاء فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضى جواز الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء مطلقاً"[3].

وأما من سنة النبي صلى الله عيه وآله ؛ فالأحاديث كثيرة ومن الفريقين، تدل بصراحة على أصل التوسعة أولاً وأنه من غير عذر أو علة خاصين، وعلى أن السبب فيها ثانياً هو التوسعة ورفع الحرج عن الأمة:

فمما روي عن أهل البيت الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين: ما قد رواه الصدوق بإسناده عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السلام ) أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) جمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين، وجمع بين المغرب والعشاء فى الحضر من غير علة بأذان واحد و إقامتين[4].

وروى أيضاً: بسنده عن إسحاق بن عمار، عن أبى عبداللّه (عليه السلام ) قال: إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) صلّى الظهر والعصر فى مكان واحد من غير علة ولا سبب، فقال له عمر - وكان أجرَأ القوم عليه - أحَدَث فى الصلاة شيء؟ قال: لا، ولكن أردتُ أن أوسَّع على أمتى »[5].

وروى الكليني بسنده عن زرارة، عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: "صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس فى جماعة من غير علة، وصلى بهم المغرب والعشاء الآخرة قبل سقوط الشفق من غير علة فى جماعة، وإنما فصّل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) ليتسع الوقت على أمتّه"[6].

ومن طرق صحاح العامة المخالفين أيضاً روايات كثيرة تدل على الأمرين السابقين:

فقد روى البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل عن ابن عباس قال: صليت مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ثمانياً جميعاً و سبعاً جميعاً، قال عمرو بن دينار، قلت: يا أبا الشعثاء، أظنه أخَّر الظهر و عجّل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء . . . قال: وأنا أظن ذلك[7].

وروى مسلم ومالك والترمذي: عن حبيب بن أبى ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ): بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة فى غير خوف و لا مطر[8].

وقوله (في المدينة) ينفي علة السفر أيضاً! فيكون اللفظ من غير سفر ولا خوف ولا مطر، فيتطابق مع ما رواه أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم.

وقد نصت عليه رواية الثلاثة أيضاً (البخاري ومسلم وأحمد) عن ابن عباس قال: صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) فى المدينة مقيماً غير مسافر سبعاً و ثمانياً الظهر والعصر، والمغرب والعشاء[9].

وعن عبداللّه بن شفيق العقيلى: قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال: فجاء رجل من بنى تميم لا يفترُ ولا ينثني يقول: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلّمنى بالسنة لا أمَّ لك؟! ثم قال: رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال عبداللّه بن شفيق: فحاك فى صدرى من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدَّق مقالته[10].

وأما السبب في الجمع فقد روى مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة فى غير خوف ولا سفر . قال أبو الزبير: فسألت سعيداً لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألتُ ابن عباس كما سألتنى، فقال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته[11].

وروى أبو داود: عن ابن عباس: جمع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. فقيل لابن عباس ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته[12].

علماء العامة يصرحون بصحة الجمع بين الصلاتين

ثم إن القول بجواز الجمع بين الصلاتين ليس جديداً حتى على فقهاء العامة أنفسهم، فالمعروف عندهم صحته، والعجب أن بعضهم يحصره بحالات العلة والسفر والمطر وما أشبه، مع أن الأحاديث كما سبق واضحة صريحة في نفي أي سبب وعلة، بل تجعل المكلف مخيراً بشكل مطلق بين الجمع والتفريق، تفضلاً من الله ورفعاً للحرج عن الأمة.

قال ابن رشد: "أما الجمع فانه يتعلق به ثلاث مسائل : إحداها جوازه . . . فإنهم أجمعوا على أنَّ الجمع بين الظهر و العصر فى وقت الظهر بعرفة سنّة ، و بين المغرب والعشاء بالمزدلفة أيضاً فى وقت العشاء سنّة أيضاً، واختلفوا فى الجمع فى غير هذين المكانين، فأجازه الجمهور على إختلاف بينهم فى المواضع التى يجوز فيها من التى لا يجوز ومنعه أبو حنيفة و أصحابهُ بإطلاق . . . . "[13].

وقال السرخسي: "قال مالك: إذا زالت الشمس دخل وقت الظهر فإذا مضى بقدر ما يصلى فيه أربع ركعات دخل وقت العصر، فكان الوقت مشتركاً بين الظهر والعصر إلى أن يصير الظل قامتين لظاهر حديث إِمامة جبرئيل"[14].

وقال ابن حجر : و ممن قال به ابن سيرين و ربيعة و أشهب من أصحاب مالك و ابن المنذر و القفال الكبير، و حكاه الخطابي عن جماعة من أصحاب الحديث و أضاف: ما ذكره ابن عباس من التعليل بنفي الحرج ظاهر فى مطلق الجمع[15]

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.




[1]  الإسراء ، آيه 78 .

[2]  تهذيب الاحكام ، ج 2 ، ص 28 ؛ نورالثقلين ، ج 2 ، ص 200 ، ح 370 .

[3] التفسير الكبير: ج21 ص26.

[4] الفقيه: ج1 ص186 ح886؛ عنه الوسائل: ج4 ص220 ب32 ح1.

[5] علل الشرايع: ص321 ح1 ب11؛ عنه الوسائل: ج4 ص221 ب32 و2.

[6] الكافي: ج3 ص286 ح1؛ عنه الوسائل: ج4 ص222 ح 8.

[7] البخاري: ج2 ص72؛ مسلم: ج2 ج152؛ أحمد، ج1 ص221.

[8] مسلم: ج2 ص152؛ الموطأ: ج1 ص144؛ الترمذي: ج1 ص354؛ أخرجه أحمد عن جابر بن زيد: ج1 ص221 .

[9] مسلم: ج2 ص152؛ البخاري: ج1 ص147؛ أحمد: ج1 ص221.

 [10]مسند أحمد: ج1 ص251؛ صحيح مسلم: ج2 ص154؛ شرح معانى الآثار للطحاوي وأبو داود الطيالسي فى مسنده .

[11] مسلم: ج2 ص151.

[12] سنن أبى داود: ج2 ص6 ح1211 و1214.

 [13]بداية المجتهد: ج1 ص170.

[14] المبسوط السرخسي: ج1 ص143؛ انظر المجموع: ج4 ص384؛ حلية العلماء: ج2 ص244؛ المغنى: ج1 ص382.
[15] فتح الباري: ج2 ص31

لماذا تجمعون بين الصلاتين؟






 

السؤال: لماذا تقومون بالجمع في الصلاة مع أن هناك خمس صلوات الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء؟

الجواب: ماذا نفعل إذا كان الجمع هو الذي يأمر به كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

 فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله جمع بين الصلاتين كراراً و مراراً من دون أي عذر من سفر أو مطر أو مرض . كما روي ذلك عن جمع من الصحابة، كابن عباس، و ابن عمر، و جابر بن عبداللّه وأبي أيوب الأنصاريين.

أما من القرآن فقوله عز وجل: "أقم الصلاة لدُلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مَشْهُوداً"[1]. وهي واضحة الدلالة في تقسيم أوقات الصلوات إلى ثلاثة فقط هي الظهران والعشاءان والفجر.

وقد نص على صحة ذلك أئمتنا المعصومون صلوات الله عليهم، الذين نص الكتاب والنبي صلى الله عليه وآله على وجوب اتّباعهم.

فعن زرارة عن الإمام أبى جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال: سألتهُ عما فرض اللّه من الصلاة؟ فقال: "خمس صلوات فى الليل والنهار، فقلتُ: هل سمّاهن اللّه وبينهُنَّ فى كتابه؟ فقال: نعم، قال اللّه عز وجل لنبيّه (صلى الله عليه وآله ): ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)؛ و دلوكها زوالها: ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهنَّ وبينهُنَّ و وقتهُنّ ، وغسق الليل: انتصافه، ثم قال: و أوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل، يعنى نصف الليل".[2]

وقال الفخر الرازي في تفسير الآية: "فإن فسَّرنا الغَسَق بظهور أوّل الظلمة - وحكاه عن ابن عباس وعطاء والنضر بن شميل - كان الغَسق عبارة عن أوّل المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور فى الآية ثلاثة أوقات: وقت الزوال، ووقت أوّل المغرب، ووقت الفجر .

و هذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتين الصلاتين، وأن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب والعشاء فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضى جواز الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء مطلقاً"[3].

وأما من سنة النبي صلى الله عيه وآله ؛ فالأحاديث كثيرة ومن الفريقين، تدل بصراحة على أصل التوسعة أولاً وأنه من غير عذر أو علة خاصين، وعلى أن السبب فيها ثانياً هو التوسعة ورفع الحرج عن الأمة:

فمما روي عن أهل البيت الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين: ما قد رواه الصدوق بإسناده عن عبداللّه بن سنان، عن الصادق (عليه السلام ) أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) جمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين، وجمع بين المغرب والعشاء فى الحضر من غير علة بأذان واحد و إقامتين[4].

وروى أيضاً: بسنده عن إسحاق بن عمار، عن أبى عبداللّه (عليه السلام ) قال: إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) صلّى الظهر والعصر فى مكان واحد من غير علة ولا سبب، فقال له عمر - وكان أجرَأ القوم عليه - أحَدَث فى الصلاة شيء؟ قال: لا، ولكن أردتُ أن أوسَّع على أمتى »[5].

وروى الكليني بسنده عن زرارة، عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: "صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس فى جماعة من غير علة، وصلى بهم المغرب والعشاء الآخرة قبل سقوط الشفق من غير علة فى جماعة، وإنما فصّل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) ليتسع الوقت على أمتّه"[6].

ومن طرق صحاح العامة المخالفين أيضاً روايات كثيرة تدل على الأمرين السابقين:

فقد روى البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل عن ابن عباس قال: صليت مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ثمانياً جميعاً و سبعاً جميعاً، قال عمرو بن دينار، قلت: يا أبا الشعثاء، أظنه أخَّر الظهر و عجّل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء . . . قال: وأنا أظن ذلك[7].

وروى مسلم ومالك والترمذي: عن حبيب بن أبى ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ): بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة فى غير خوف و لا مطر[8].

وقوله (في المدينة) ينفي علة السفر أيضاً! فيكون اللفظ من غير سفر ولا خوف ولا مطر، فيتطابق مع ما رواه أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم.

وقد نصت عليه رواية الثلاثة أيضاً (البخاري ومسلم وأحمد) عن ابن عباس قال: صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) فى المدينة مقيماً غير مسافر سبعاً و ثمانياً الظهر والعصر، والمغرب والعشاء[9].

وعن عبداللّه بن شفيق العقيلى: قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال: فجاء رجل من بنى تميم لا يفترُ ولا ينثني يقول: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلّمنى بالسنة لا أمَّ لك؟! ثم قال: رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال عبداللّه بن شفيق: فحاك فى صدرى من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدَّق مقالته[10].

وأما السبب في الجمع فقد روى مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: صلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة فى غير خوف ولا سفر . قال أبو الزبير: فسألت سعيداً لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألتُ ابن عباس كما سألتنى، فقال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته[11].

وروى أبو داود: عن ابن عباس: جمع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. فقيل لابن عباس ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته[12].

علماء العامة يصرحون بصحة الجمع بين الصلاتين

ثم إن القول بجواز الجمع بين الصلاتين ليس جديداً حتى على فقهاء العامة أنفسهم، فالمعروف عندهم صحته، والعجب أن بعضهم يحصره بحالات العلة والسفر والمطر وما أشبه، مع أن الأحاديث كما سبق واضحة صريحة في نفي أي سبب وعلة، بل تجعل المكلف مخيراً بشكل مطلق بين الجمع والتفريق، تفضلاً من الله ورفعاً للحرج عن الأمة.

قال ابن رشد: "أما الجمع فانه يتعلق به ثلاث مسائل : إحداها جوازه . . . فإنهم أجمعوا على أنَّ الجمع بين الظهر و العصر فى وقت الظهر بعرفة سنّة ، و بين المغرب والعشاء بالمزدلفة أيضاً فى وقت العشاء سنّة أيضاً، واختلفوا فى الجمع فى غير هذين المكانين، فأجازه الجمهور على إختلاف بينهم فى المواضع التى يجوز فيها من التى لا يجوز ومنعه أبو حنيفة و أصحابهُ بإطلاق . . . . "[13].

وقال السرخسي: "قال مالك: إذا زالت الشمس دخل وقت الظهر فإذا مضى بقدر ما يصلى فيه أربع ركعات دخل وقت العصر، فكان الوقت مشتركاً بين الظهر والعصر إلى أن يصير الظل قامتين لظاهر حديث إِمامة جبرئيل"[14].

وقال ابن حجر : و ممن قال به ابن سيرين و ربيعة و أشهب من أصحاب مالك و ابن المنذر و القفال الكبير، و حكاه الخطابي عن جماعة من أصحاب الحديث و أضاف: ما ذكره ابن عباس من التعليل بنفي الحرج ظاهر فى مطلق الجمع[15]

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.




[1]  الإسراء ، آيه 78 .

[2]  تهذيب الاحكام ، ج 2 ، ص 28 ؛ نورالثقلين ، ج 2 ، ص 200 ، ح 370 .

[3] التفسير الكبير: ج21 ص26.

[4] الفقيه: ج1 ص186 ح886؛ عنه الوسائل: ج4 ص220 ب32 ح1.

[5] علل الشرايع: ص321 ح1 ب11؛ عنه الوسائل: ج4 ص221 ب32 و2.

[6] الكافي: ج3 ص286 ح1؛ عنه الوسائل: ج4 ص222 ح 8.

[7] البخاري: ج2 ص72؛ مسلم: ج2 ج152؛ أحمد، ج1 ص221.

[8] مسلم: ج2 ص152؛ الموطأ: ج1 ص144؛ الترمذي: ج1 ص354؛ أخرجه أحمد عن جابر بن زيد: ج1 ص221 .

[9] مسلم: ج2 ص152؛ البخاري: ج1 ص147؛ أحمد: ج1 ص221.

 [10]مسند أحمد: ج1 ص251؛ صحيح مسلم: ج2 ص154؛ شرح معانى الآثار للطحاوي وأبو داود الطيالسي فى مسنده .

[11] مسلم: ج2 ص151.

[12] سنن أبى داود: ج2 ص6 ح1211 و1214.

 [13]بداية المجتهد: ج1 ص170.

[14] المبسوط السرخسي: ج1 ص143؛ انظر المجموع: ج4 ص384؛ حلية العلماء: ج2 ص244؛ المغنى: ج1 ص382.
[15] فتح الباري: ج2 ص31

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:10 م

الأربعاء، 23 يوليو 2014


 
هل القرآن الكريم أنزل في ثلاث ليال من رمضان؟ التاسعة عشرة والحادية والعشرون، والثالثة والعشرون؟ أم أنه أنزل في ليلة واحدة منه؟2 - إذا كان أنزل في ليلة واحدة منها فلماذا نحيي الثلاث؟ وفي أي ليلة أنزل القرآن الكريم؟

الجواب: بل نزل القرآن في ليلة واحدة مباركة، هي ليلة القدر، بصريح الآيات والروايات. وأما التعدد في ليالي القدر فالمعروف في هدي أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أن ذلك حكمة من الله سبحانه، من أجل التمويه، وتشجيع الناس على القيام والعبادة في أكثر من ليلة؛ فعن حمّاد بن عثمان عن حسّان أبي عليّ قال سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين"[1].
 وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن ليلة القدر قال: "هي ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين" قلت: أليس إنّما هي ليلة؟ قال: بلى، قلت: فأخبرني بها، قال: ما عليك أن تفعل خيرا في ليلتين"[2].
وأما عن التعدد وإحياء ثلاث ليال؛ فقد ذكرت بعض الروايات أنه ليس خاليا من الفائدة، والأثر التكويني؛ فعن زرارة قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام "التّقدير في ليلة تسعة عشر والإبرام في ليلة إحدى وعشرين والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين"[3].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] وسائل الشيعة ج: 10 ص: 3611.
[2] وسائلالشيعة ج: 10 ص: 359.
[3] وسائلالشيعة ج: 10 ص: 354.

ليلة القدر واحدة أم ثلاث؟!


 
هل القرآن الكريم أنزل في ثلاث ليال من رمضان؟ التاسعة عشرة والحادية والعشرون، والثالثة والعشرون؟ أم أنه أنزل في ليلة واحدة منه؟2 - إذا كان أنزل في ليلة واحدة منها فلماذا نحيي الثلاث؟ وفي أي ليلة أنزل القرآن الكريم؟

الجواب: بل نزل القرآن في ليلة واحدة مباركة، هي ليلة القدر، بصريح الآيات والروايات. وأما التعدد في ليالي القدر فالمعروف في هدي أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أن ذلك حكمة من الله سبحانه، من أجل التمويه، وتشجيع الناس على القيام والعبادة في أكثر من ليلة؛ فعن حمّاد بن عثمان عن حسّان أبي عليّ قال سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين"[1].
 وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن ليلة القدر قال: "هي ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين" قلت: أليس إنّما هي ليلة؟ قال: بلى، قلت: فأخبرني بها، قال: ما عليك أن تفعل خيرا في ليلتين"[2].
وأما عن التعدد وإحياء ثلاث ليال؛ فقد ذكرت بعض الروايات أنه ليس خاليا من الفائدة، والأثر التكويني؛ فعن زرارة قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام "التّقدير في ليلة تسعة عشر والإبرام في ليلة إحدى وعشرين والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين"[3].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] وسائل الشيعة ج: 10 ص: 3611.
[2] وسائلالشيعة ج: 10 ص: 359.
[3] وسائلالشيعة ج: 10 ص: 354.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:00 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 22 يوليو 2014


السؤال: لماذا تقولون في الصلاة في الركعة الثالثة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) بدلاً من الفاتحة؟
 
الجواب: إن هذه المسألة من المسائل الفرعية التي اختلف فيها فقهاء العامة أنفسهم، فمنهم من يقول بعدم وجوب الفاتحة في الصلاة أصلاً، وأن المصلي مخير في الركعتين الأخيرتين وثالثة المغرب بين السكوت والتسبيح، وذلك هو قول الأحناف. ويمكنك أن تتثبت من صحة ذلك من كتب القوم الفقهية المعتبرة، كـ (شرح المهذب، للنووي)[1]، و (البحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم الحنفي)[2]، بينما يوجبها البعض الآخر في جميع الركعات.
ثم إن الجمهور يعتمدون في أحكامهم الفقهية على قول الصحابي ويعتبرونه سنة يصححون السير عليها، وإن من يراجع استدلالهم في هذه المسألة وغيرها، يجدهم يستندون في تشريع أحكامهم على قول صحابي من هنا وصحابي من هناك، بناء على عدالتهم جميعاً.
 ونحن هنا لا نريد أن نناقش صحة هذا من سقمه، فالثابت عندنا عدم صحة الاستناد إلى غير قول النبي الأكرم وآله الطيبين، لأن جميعاً نور واحد وهدى واحد صلوات الله عليهم أجمعين. ولكن على دين القوم يصح الالتزام بقول أي صحابي، وأهل البيت صلوات الله عليهم  يجتمع فيهم الوصفان جميعاً الصحبة والقرابة، وقد ثبت عنهم صلوات الله عليهم صحة التسبيح بدل الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة.
ففي كتابي التهذيب والاستبصار بالسند عن علي بن حنظلة ، عن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : "سألته عن الركعتين الأخيرتين ، مأ أصنع فيهما ؟ فقال : إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب ، وإن شئت فاذكر الله فهو سواء ، قال : قلت : فأيّ ذلك أفضل ؟ فقال : هما والله سواء إن شئت سبّحت ، وإن شئت قرأت"[3].
كما رُوي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنه قال: "إنما جعل القرآن في الركعتين الأولتين والتسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرضه الله من عنده، و بين ما فرضه رسول الله ( صلى الله عليه و آله )"[4].
 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] شرح المهذب، للنووي: ج3 ص361.
[2] البحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم الحنفي: ج1 ص345
[3] التهذيب: ج2  ص98 ح369 ، والاستبصار: ج1  ص321 ح1200.
[4]  وسائل الشيعة : ج4  ص733  ح4.


لماذا يسبح الشيعة بدل الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة؟


السؤال: لماذا تقولون في الصلاة في الركعة الثالثة (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) بدلاً من الفاتحة؟
 
الجواب: إن هذه المسألة من المسائل الفرعية التي اختلف فيها فقهاء العامة أنفسهم، فمنهم من يقول بعدم وجوب الفاتحة في الصلاة أصلاً، وأن المصلي مخير في الركعتين الأخيرتين وثالثة المغرب بين السكوت والتسبيح، وذلك هو قول الأحناف. ويمكنك أن تتثبت من صحة ذلك من كتب القوم الفقهية المعتبرة، كـ (شرح المهذب، للنووي)[1]، و (البحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم الحنفي)[2]، بينما يوجبها البعض الآخر في جميع الركعات.
ثم إن الجمهور يعتمدون في أحكامهم الفقهية على قول الصحابي ويعتبرونه سنة يصححون السير عليها، وإن من يراجع استدلالهم في هذه المسألة وغيرها، يجدهم يستندون في تشريع أحكامهم على قول صحابي من هنا وصحابي من هناك، بناء على عدالتهم جميعاً.
 ونحن هنا لا نريد أن نناقش صحة هذا من سقمه، فالثابت عندنا عدم صحة الاستناد إلى غير قول النبي الأكرم وآله الطيبين، لأن جميعاً نور واحد وهدى واحد صلوات الله عليهم أجمعين. ولكن على دين القوم يصح الالتزام بقول أي صحابي، وأهل البيت صلوات الله عليهم  يجتمع فيهم الوصفان جميعاً الصحبة والقرابة، وقد ثبت عنهم صلوات الله عليهم صحة التسبيح بدل الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة.
ففي كتابي التهذيب والاستبصار بالسند عن علي بن حنظلة ، عن الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : "سألته عن الركعتين الأخيرتين ، مأ أصنع فيهما ؟ فقال : إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب ، وإن شئت فاذكر الله فهو سواء ، قال : قلت : فأيّ ذلك أفضل ؟ فقال : هما والله سواء إن شئت سبّحت ، وإن شئت قرأت"[3].
كما رُوي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنه قال: "إنما جعل القرآن في الركعتين الأولتين والتسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرضه الله من عنده، و بين ما فرضه رسول الله ( صلى الله عليه و آله )"[4].
 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_____________
[1] شرح المهذب، للنووي: ج3 ص361.
[2] البحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم الحنفي: ج1 ص345
[3] التهذيب: ج2  ص98 ح369 ، والاستبصار: ج1  ص321 ح1200.
[4]  وسائل الشيعة : ج4  ص733  ح4.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:47 م

0 التعليقات:

الاثنين، 21 يوليو 2014


السؤال: قبل كل شئ انا لم آت الى هنا الا لطلب الهداية والرجوع لال البيت الطاهرين. قال الامام الحسين عليه السلام: "الموت اولى من ركوب العار, والعار اولى من دخول النار". وانا لا اريد دخول النار. انا رجل تربيت في بيئة شيعيه جيدة. لكنني لم اجد التوجيه المطلوب لأداء العبادات. فمن صغري تعلمت ان اعمل العبادات لأن اخي الكبير سيضربني ضربا مبرحا ان لم اقم بها. كبرت وانا على مثل حالي. لا اصلي ولا اصوم ولا اعمل العبادات الا بسبب خوفي من اخي. فعندما لا يكون موجودا فإني لا اتورع عن تركهم او التهاون واللعب بالعبادات ومنها الصلاة والصوم. فأنا لا اصلي كثيرا واتهاون في الصيام وبعض الاحيان ابطله متعمدا.
كبرت على حالي ولكني اصبحت اكثر كفرا وعنادا من قبل, فأنا الان لا اصلي بتاتا ولم اصم رمضان الا ثلثيه فقط. بعدها قررت الزواج علني التقي بزوجة صالحة تحثني على الصلاة والصيام واداء العبادات ولكن للأسف زوجتي مثلي لا تصلي ولا تتعبد كثيرا. انا الان متزوج وقد رزقت ببنت قبل شهر وانا والله خائف من دخول النار ومن غضب الله, لا ادري ما العمل, لقد حاولت كثيرا ان اصلي فقد التزم ليوم او يومين بعدها ارجع واتركها. اني والله خائف على ابنتي وعلى نفسي اولا.
سأقول اني امضيت سنة متهاونا في الصلاة بعض السنين تكون اقل تهاونا وبعضها تمر السنة وانا ما صليت الا عشرات الايام فقط. ونفس الشيء مع الصيام. والله اني سئمت حياة الكفر ولا اريدها واني اريد التقرب من الله تعالى واهل بيته الطاهرين لكن نفسي تراودني وتشجعني على العصيان. اني اعلم انني لا استحق العيش بعد كل ما قلته ولكنني اريد ان اتوب لوجه الله عز وجل و ان اكون من عباده الصالحين حتى اظفر بالجنة ان بقيت لي توبة اقدمها لربي. ارجوكم ساعدوني فأنا لا أعلم ما افعل ومستعد لفعل اي شيء يرجعني الى ربي, لا اريد ان يلبسني العار يوم القيامه وبعدها ادخل جهنم. استغفر الله ربي واتوب اليه.
 
الجواب: إن الخطوة الأولى ولله الحمد قد خطوتها بالاتجاه الصحيح، وهي إرادة الدين والإيمان، لكن هذه الإرادة يجب أن تكون إرادة حقيقية جادة، فكل الناس يتمنى الخير لنفسه، ولكن السائرون على الدرب الصحيح قليل. ولذلك لا بد من البدء بالخطوات التالية بثبات وإصرار؛ قال الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"[1].
ويفهم مما ذكرته أن تدينك كان موجوداً، لكن حالة الجبر والخوف التي كانت تلجئك إلى القيام ببعض العبادات كبرت فيك فولدت في نفسك عقدة من الدين والإيمان، فانعكست بردة الفعل العصيانية، لكنها عرضية طارئة، بدليل أنك تجد النداء الخفي يصرخ في داخلك بضرورة العودة إلى الذات والفطرة السليمة.
ومن أجل استعادة تلك الفطرة، والرجوع إلى المسار الصحيح لا بد لك من معرفة الدين، وتقوية إيمانك بالله، وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، ومعرفة أوليائه ووسطائه مع الخلق. إنك حين يعرض عليك اللحم الفاسد ولا تعرف حقيقة خطره، ثم تُنهى عن أكله، فربما لن تجد في نفسك الحماسة لامتثال ذلك النهي، بيد أنك لو اطلعت على أخطاره وسمومه لربما وليت منه فراراً، وملئت منه رعبا. كذلك يفعل العلم والمعرفة والإيمان في قلوب المؤمنين، حينما يعرفون الله وعظمته ومقامه وحضوره في كل موقف نقفه. قال عز من قائل: "ألم يعلم بأن الله يرى"[2]، وقال: " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "[3]. ولأن النفس نزاعة للهوى، ميالة للتفلت والسهو، أمارة بالسوء؛ لا بد من تطبيق ذلك عليها في برنامج عملي صارم، وتجديد العهد لها كل حين، إلى أن تركن وتروض، مع الاستعانة بالدعاء والصلاة والتوسل بأهل البيت الطاهرين عليهم افضل الصلاة والسلام أجمعين. فعل ذلك الكبار ونجحوا بعد أن كانوا صغاراً. وقد ثبت بالنصوص والتجارب الكثار، والوعود الإلهية أنها حين تتروض تزكو وتطهر، وتصل إلى مراتب عالية من الدين واليقين، ولكن كما قلنا بالإرادة الصادقة الجادة والخطوات العملية، وأول الغيث قطر ثم ينهمر.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] الرعد: 11.
[2] (العلق: 14).
[3] (النازعات: 40 و41).

ساعدوني.. كيف أرجع إلى ربي؟!


السؤال: قبل كل شئ انا لم آت الى هنا الا لطلب الهداية والرجوع لال البيت الطاهرين. قال الامام الحسين عليه السلام: "الموت اولى من ركوب العار, والعار اولى من دخول النار". وانا لا اريد دخول النار. انا رجل تربيت في بيئة شيعيه جيدة. لكنني لم اجد التوجيه المطلوب لأداء العبادات. فمن صغري تعلمت ان اعمل العبادات لأن اخي الكبير سيضربني ضربا مبرحا ان لم اقم بها. كبرت وانا على مثل حالي. لا اصلي ولا اصوم ولا اعمل العبادات الا بسبب خوفي من اخي. فعندما لا يكون موجودا فإني لا اتورع عن تركهم او التهاون واللعب بالعبادات ومنها الصلاة والصوم. فأنا لا اصلي كثيرا واتهاون في الصيام وبعض الاحيان ابطله متعمدا.
كبرت على حالي ولكني اصبحت اكثر كفرا وعنادا من قبل, فأنا الان لا اصلي بتاتا ولم اصم رمضان الا ثلثيه فقط. بعدها قررت الزواج علني التقي بزوجة صالحة تحثني على الصلاة والصيام واداء العبادات ولكن للأسف زوجتي مثلي لا تصلي ولا تتعبد كثيرا. انا الان متزوج وقد رزقت ببنت قبل شهر وانا والله خائف من دخول النار ومن غضب الله, لا ادري ما العمل, لقد حاولت كثيرا ان اصلي فقد التزم ليوم او يومين بعدها ارجع واتركها. اني والله خائف على ابنتي وعلى نفسي اولا.
سأقول اني امضيت سنة متهاونا في الصلاة بعض السنين تكون اقل تهاونا وبعضها تمر السنة وانا ما صليت الا عشرات الايام فقط. ونفس الشيء مع الصيام. والله اني سئمت حياة الكفر ولا اريدها واني اريد التقرب من الله تعالى واهل بيته الطاهرين لكن نفسي تراودني وتشجعني على العصيان. اني اعلم انني لا استحق العيش بعد كل ما قلته ولكنني اريد ان اتوب لوجه الله عز وجل و ان اكون من عباده الصالحين حتى اظفر بالجنة ان بقيت لي توبة اقدمها لربي. ارجوكم ساعدوني فأنا لا أعلم ما افعل ومستعد لفعل اي شيء يرجعني الى ربي, لا اريد ان يلبسني العار يوم القيامه وبعدها ادخل جهنم. استغفر الله ربي واتوب اليه.
 
الجواب: إن الخطوة الأولى ولله الحمد قد خطوتها بالاتجاه الصحيح، وهي إرادة الدين والإيمان، لكن هذه الإرادة يجب أن تكون إرادة حقيقية جادة، فكل الناس يتمنى الخير لنفسه، ولكن السائرون على الدرب الصحيح قليل. ولذلك لا بد من البدء بالخطوات التالية بثبات وإصرار؛ قال الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"[1].
ويفهم مما ذكرته أن تدينك كان موجوداً، لكن حالة الجبر والخوف التي كانت تلجئك إلى القيام ببعض العبادات كبرت فيك فولدت في نفسك عقدة من الدين والإيمان، فانعكست بردة الفعل العصيانية، لكنها عرضية طارئة، بدليل أنك تجد النداء الخفي يصرخ في داخلك بضرورة العودة إلى الذات والفطرة السليمة.
ومن أجل استعادة تلك الفطرة، والرجوع إلى المسار الصحيح لا بد لك من معرفة الدين، وتقوية إيمانك بالله، وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، ومعرفة أوليائه ووسطائه مع الخلق. إنك حين يعرض عليك اللحم الفاسد ولا تعرف حقيقة خطره، ثم تُنهى عن أكله، فربما لن تجد في نفسك الحماسة لامتثال ذلك النهي، بيد أنك لو اطلعت على أخطاره وسمومه لربما وليت منه فراراً، وملئت منه رعبا. كذلك يفعل العلم والمعرفة والإيمان في قلوب المؤمنين، حينما يعرفون الله وعظمته ومقامه وحضوره في كل موقف نقفه. قال عز من قائل: "ألم يعلم بأن الله يرى"[2]، وقال: " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "[3]. ولأن النفس نزاعة للهوى، ميالة للتفلت والسهو، أمارة بالسوء؛ لا بد من تطبيق ذلك عليها في برنامج عملي صارم، وتجديد العهد لها كل حين، إلى أن تركن وتروض، مع الاستعانة بالدعاء والصلاة والتوسل بأهل البيت الطاهرين عليهم افضل الصلاة والسلام أجمعين. فعل ذلك الكبار ونجحوا بعد أن كانوا صغاراً. وقد ثبت بالنصوص والتجارب الكثار، والوعود الإلهية أنها حين تتروض تزكو وتطهر، وتصل إلى مراتب عالية من الدين واليقين، ولكن كما قلنا بالإرادة الصادقة الجادة والخطوات العملية، وأول الغيث قطر ثم ينهمر.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] الرعد: 11.
[2] (العلق: 14).
[3] (النازعات: 40 و41).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:49 م

0 التعليقات:

السبت، 19 يوليو 2014


السؤال: ما هي أوجه الشبه بين فاطمة (ع) وبين ليلة القدر؟

 الجواب: علامات ليلة القدر وصفاتها أنها عظيمة الشأن، وأنها مجهولة ومستورة، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها سلام ومباركة، وأنها في الليل وحتى مطلع الفجر. وكل ذلك حاصل بالنسبة إلى الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها؛ فهي المستورة والمجهولة؛ حيث ورد عن اﻹمام الصادق عليه السلام قوله: وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها. (البحار 43: 65 ح 58 والعوالم 11: 99 ح 7). كما أنها كانت القدوة في الستر والحجاب. و قبرها مخفي مجهول. وكما أن ليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر. وهي أم اﻷئمة استودعتهم، فكانوا منها حكيماً بعد حكيم، وإماماً بعد إمام. وكما أن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء، وكذلك ولايتها مرقاة لوصولهم إلى النبوة والرسالة والعظمة. وفي الحديث عن اﻹمام الباقر عليه السلام قال: " ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى" (بحار الأنوار 42: 105). وكما أن ليلة القدر خير من ألف شهر، وكذلك هي سلام الله عليها خير نساء العالمين، الأولين والآخرين، بل إن فاطمة خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما (فرائد السمطين، للحمويني: ج2 ص68). وقد ورد كذلك في الحديث أن ثواب تسبيح الزهراء أفضل من ألف ركعة (الكافي 3: 343 ح 15، وفي البحار 85: 331 ح 9). وكون ليلة القدر سلاماً ومباركة، فإن من أسمائها صلوات الله عليها: المباركة، وهي السلام لمجتمعها وأمتها ودينها، في حياتها ومماتها. وكونها معصومة طاهرة مطهرة بنص الكتاب وصحيح السنة، وهل ثمة أوضح من ذلك يدل على بركتها وسلمها؟! و(حتى مطلع الفجر) لعل فيه إشارة إلى الليل والمجهولية والظلام، وهي المجهولة ، والمدفونة في ظلمة الليل، وظل سر قبرها خافياً وإلى يومنا هذا، بل وإلى مطلع النور، وظهور القائم عجل الله فرجه الشريف، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


أوجه الشبه بين الزهراء (ع) وليلة القدر


السؤال: ما هي أوجه الشبه بين فاطمة (ع) وبين ليلة القدر؟

 الجواب: علامات ليلة القدر وصفاتها أنها عظيمة الشأن، وأنها مجهولة ومستورة، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها سلام ومباركة، وأنها في الليل وحتى مطلع الفجر. وكل ذلك حاصل بالنسبة إلى الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها؛ فهي المستورة والمجهولة؛ حيث ورد عن اﻹمام الصادق عليه السلام قوله: وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها. (البحار 43: 65 ح 58 والعوالم 11: 99 ح 7). كما أنها كانت القدوة في الستر والحجاب. و قبرها مخفي مجهول. وكما أن ليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر. وهي أم اﻷئمة استودعتهم، فكانوا منها حكيماً بعد حكيم، وإماماً بعد إمام. وكما أن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء، وكذلك ولايتها مرقاة لوصولهم إلى النبوة والرسالة والعظمة. وفي الحديث عن اﻹمام الباقر عليه السلام قال: " ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى" (بحار الأنوار 42: 105). وكما أن ليلة القدر خير من ألف شهر، وكذلك هي سلام الله عليها خير نساء العالمين، الأولين والآخرين، بل إن فاطمة خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما (فرائد السمطين، للحمويني: ج2 ص68). وقد ورد كذلك في الحديث أن ثواب تسبيح الزهراء أفضل من ألف ركعة (الكافي 3: 343 ح 15، وفي البحار 85: 331 ح 9). وكون ليلة القدر سلاماً ومباركة، فإن من أسمائها صلوات الله عليها: المباركة، وهي السلام لمجتمعها وأمتها ودينها، في حياتها ومماتها. وكونها معصومة طاهرة مطهرة بنص الكتاب وصحيح السنة، وهل ثمة أوضح من ذلك يدل على بركتها وسلمها؟! و(حتى مطلع الفجر) لعل فيه إشارة إلى الليل والمجهولية والظلام، وهي المجهولة ، والمدفونة في ظلمة الليل، وظل سر قبرها خافياً وإلى يومنا هذا، بل وإلى مطلع النور، وظهور القائم عجل الله فرجه الشريف، والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:29 م

0 التعليقات:

الجمعة، 18 يوليو 2014


ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه وأبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما وقولا بالحق واعملا للأجر للآخرة وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا أوصيكما وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول صلاح ذات البين أفضل من عامه الصلاة والصيام وأن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب والله الله في الأيتام لا تغيروا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم يقول من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لأكل مال اليتيم النار والله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وإن أدنيما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف من ذنبه والله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم والله الله في الزكاة فإنه تطفئ غضب ربكم والله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان إمام هدى ومطيع له مقتد بهداه والله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثنا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم والله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قال أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم، ثم قال الصلاة الصلاة ولا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغي عليكم قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم واستودعكم الله خير مستودع وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته(أعيان الشيعة للعاملي: ج1، ص533.).

بعض وصايا أمير المؤمنين (ع) قبل استشهاده


ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه وأبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما وقولا بالحق واعملا للأجر للآخرة وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا أوصيكما وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول صلاح ذات البين أفضل من عامه الصلاة والصيام وأن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب والله الله في الأيتام لا تغيروا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم يقول من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لأكل مال اليتيم النار والله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم والله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وإن أدنيما يرجع به من أمه أن يغفر له ما سلف من ذنبه والله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم والله الله في الزكاة فإنه تطفئ غضب ربكم والله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان إمام هدى ومطيع له مقتد بهداه والله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثنا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم والله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قال أوصيكم بالضعيفين نسائكم وما ملكت أيمانكم، ثم قال الصلاة الصلاة ولا تخافن في الله لومة لائم يكفكم من أرادكم وبغي عليكم قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله الأمر شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم واستودعكم الله خير مستودع وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته(أعيان الشيعة للعاملي: ج1، ص533.).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:56 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 15 يوليو 2014




السؤال: أحاديث وردت عن أهل البيت سلام الله عليهم بخصوص واقعة بين إبليس اللعين ومولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه:
 منها: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال كنت جالس عند الكعبة وإذ بشيخ  محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر وفي يده عكازه وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر فدنا إلى النبي وهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال يا رسول الله ادع لي بالمغفرة فقال النبي صلى الله عليه وآله خاب سعيك ياشيخ وضل عملك فلما تولى الشيخ قال يا أبا الحسن أتعرفه فقلت: اللهم لا قال: ذلك إبليس اللعين. قال علي عليه السلام فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته على الأرض، وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لأخنقه فقال: لاتفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين الى الوقت المعلوم. ووالله يا علي إني لأحبك جداً، وما أبغضك أحدٌ إلا أشركت أباه وأمه فصار ولد زنا. قال عليه السلام: وضحكت وخليت سبيله"[1].
ومنها: عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه السلام فوقف أمامهم فقال القوم: من الذي وقف أمامنا فقال أنا أبو مرة!. فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوأة لكم! تسبّون مولاكم علي بن أبي طالب؟! فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد، فقالوا له: يا أبا مرة فتقول في علي شيئاً، فقال لهم اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت الله عز وجل في الجان اثنتي عشرة ألف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله عز وجل ونقدسه، إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجداً، فقالوا: سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه"[2].
السؤال: كيف يحب إبليس أمير المؤمنين ويدافع عنه ويذكر فضائله والآيات القرآنية تصرح أنه عدو للمؤمنين: "يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافه ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"[3]، "إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"[4].
 
 
الجواب: الروايتان ضعيفتان جدّاً. ولكن ضعفهما لا يعني أنهما موضوعتان في كل محتواهما!. وذلك أن أصل صدور مثل ذلك من إبليس لا مشكلة فيه؛ أما ذكر حبه لأمير المؤمنين عليه السلام؛ فهو من باب حب كل مخلوق للكمال، بما جبله الله على حبه، لا بما أنه يصطف في جبهته. وله نظائر كثيرة عند البشر، فإنهم بفطرتهم يحبون الكمال والحق وإن كانوا يجاهرون بعداوتهم له، لمصالحهم، أو لعصبياتهم وعنادهم. نظير ما فعل الوليد بن المغيرة، حين استشاروه في القرآن الذي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد ذكروا أنه كان يتخفى لسماع القرآن، وشهد لهم بصدق الرسول، وأنه حق، لكنه حين أحس بأنهم سوف يسحبون الفراش من تحت رجله، قال لهم: إن كان ولا بد، فقولوا: إنه ساحر![5]. كما أن الفواجر من النساء ربما يحببن العفاف والطهارة، لكنهن لا يتبن عن فجورهن، ولا يرعوين عن غيّهن. وأمير المؤمنين (عليه السلام) هو الحق، ومعه يدور حيثما دار، بنص الأحاديث القطعية، والمجمع عليها عند كافة المسلمين.
وأما لوم إبليس لهم وتبكيتهم على سبهم له صلوات الله عليه؛ فهو كذلك لا إشكال فيه، من حيث أن إبليس أحياناً يصدر منه الحق، والاعتراف بفضل الأنبياء والأولياء، بعد أن يعلم ويتيقن بعدم أثر ذلك أثراً معكوساً على قلوب المنحرفين. بل لعله يفرح بتبكيتهم، بعد ضلالهم وانحرافهم، لأنه عدوّ مبين لكل إنسان، فيبتهج حين يحرج عدوه، ويفرح حين يجده محاطاً بالإثم مكبّلاً بالخطيئة، دون أن يستطيع لنفسه نجاةً ولا خلاصاً.
 ولهذا الأمر أيضاً نظائر عديدة من الكتاب والسنة، ومن القصص المروية عنه وعن حبائله. قال تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"[6]. وفي أمالي الطوسي: بسنده عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام: أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم ويسائلهم، (وكان ممن سألهم وسألوه يحيى بن زكريا) فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة. فقال له: أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.
 فقال يحيى: يا با مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم. فقال له إبليس: حبّاً وكرامة ، وواعده لغد. فلما أصبح يحيى عليه السلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وإذا أسنانه وفمه مشقوق طولاً عظماً واحداً بلا ذقن ولا لحية، وله أربع أيد: يدان في صدره ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه قباء وقد شدّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب.
 فلما تأمله يحيى عليه السلام قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية، أنا الذي سننتها وزينتها لهم، فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها، فأفتتن الناس بها. فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي، وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخفهم الطرب، فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشق ثيابه. فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال النساء هن فخوخي ومصائدي، فإني إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن. فقال له يحيى عليه السلام: فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين. قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين.
 قال يحيى عليه السلام: فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني قال يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل. قال يحيى عليه السلام: فإني أعطي الله عهداً ألا أشبع من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس: وأنا أعطي الله عهداً أني لا أنصح مسلماً حتى ألقاه. ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك[7].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] كتاب عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ج2 –باب 31 –فيما جاء عن الرضا من الاخبار المجموعة.
[2] كتاب امالي الشيخ الصدوق ص209
[3] البقرة: 208.
[4] فاطر: 6.
[5] بحار الأنوار 9 : 167.
[6] (الحشر: 16).
[7] الأمالي للطوسي ص : 340.


هل إبليس يحب أمير المؤمنين عليه السلام؟




السؤال: أحاديث وردت عن أهل البيت سلام الله عليهم بخصوص واقعة بين إبليس اللعين ومولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه:
 منها: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال كنت جالس عند الكعبة وإذ بشيخ  محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر وفي يده عكازه وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر فدنا إلى النبي وهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال يا رسول الله ادع لي بالمغفرة فقال النبي صلى الله عليه وآله خاب سعيك ياشيخ وضل عملك فلما تولى الشيخ قال يا أبا الحسن أتعرفه فقلت: اللهم لا قال: ذلك إبليس اللعين. قال علي عليه السلام فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته على الأرض، وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لأخنقه فقال: لاتفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين الى الوقت المعلوم. ووالله يا علي إني لأحبك جداً، وما أبغضك أحدٌ إلا أشركت أباه وأمه فصار ولد زنا. قال عليه السلام: وضحكت وخليت سبيله"[1].
ومنها: عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه السلام فوقف أمامهم فقال القوم: من الذي وقف أمامنا فقال أنا أبو مرة!. فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوأة لكم! تسبّون مولاكم علي بن أبي طالب؟! فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته، ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد، فقالوا له: يا أبا مرة فتقول في علي شيئاً، فقال لهم اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين، عبدت الله عز وجل في الجان اثنتي عشرة ألف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله عز وجل ونقدسه، إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجداً، فقالوا: سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه"[2].
السؤال: كيف يحب إبليس أمير المؤمنين ويدافع عنه ويذكر فضائله والآيات القرآنية تصرح أنه عدو للمؤمنين: "يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافه ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"[3]، "إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"[4].
 
 
الجواب: الروايتان ضعيفتان جدّاً. ولكن ضعفهما لا يعني أنهما موضوعتان في كل محتواهما!. وذلك أن أصل صدور مثل ذلك من إبليس لا مشكلة فيه؛ أما ذكر حبه لأمير المؤمنين عليه السلام؛ فهو من باب حب كل مخلوق للكمال، بما جبله الله على حبه، لا بما أنه يصطف في جبهته. وله نظائر كثيرة عند البشر، فإنهم بفطرتهم يحبون الكمال والحق وإن كانوا يجاهرون بعداوتهم له، لمصالحهم، أو لعصبياتهم وعنادهم. نظير ما فعل الوليد بن المغيرة، حين استشاروه في القرآن الذي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد ذكروا أنه كان يتخفى لسماع القرآن، وشهد لهم بصدق الرسول، وأنه حق، لكنه حين أحس بأنهم سوف يسحبون الفراش من تحت رجله، قال لهم: إن كان ولا بد، فقولوا: إنه ساحر![5]. كما أن الفواجر من النساء ربما يحببن العفاف والطهارة، لكنهن لا يتبن عن فجورهن، ولا يرعوين عن غيّهن. وأمير المؤمنين (عليه السلام) هو الحق، ومعه يدور حيثما دار، بنص الأحاديث القطعية، والمجمع عليها عند كافة المسلمين.
وأما لوم إبليس لهم وتبكيتهم على سبهم له صلوات الله عليه؛ فهو كذلك لا إشكال فيه، من حيث أن إبليس أحياناً يصدر منه الحق، والاعتراف بفضل الأنبياء والأولياء، بعد أن يعلم ويتيقن بعدم أثر ذلك أثراً معكوساً على قلوب المنحرفين. بل لعله يفرح بتبكيتهم، بعد ضلالهم وانحرافهم، لأنه عدوّ مبين لكل إنسان، فيبتهج حين يحرج عدوه، ويفرح حين يجده محاطاً بالإثم مكبّلاً بالخطيئة، دون أن يستطيع لنفسه نجاةً ولا خلاصاً.
 ولهذا الأمر أيضاً نظائر عديدة من الكتاب والسنة، ومن القصص المروية عنه وعن حبائله. قال تعالى: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"[6]. وفي أمالي الطوسي: بسنده عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام: أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم ويسائلهم، (وكان ممن سألهم وسألوه يحيى بن زكريا) فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة. فقال له: أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة فسلني ما شئت، فإني غير مخالفك في أمر تريده.
 فقال يحيى: يا با مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم. فقال له إبليس: حبّاً وكرامة ، وواعده لغد. فلما أصبح يحيى عليه السلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد، وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وإذا أسنانه وفمه مشقوق طولاً عظماً واحداً بلا ذقن ولا لحية، وله أربع أيد: يدان في صدره ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه قباء وقد شدّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب.
 فلما تأمله يحيى عليه السلام قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية، أنا الذي سننتها وزينتها لهم، فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها، فأفتتن الناس بها. فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي، وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخفهم الطرب، فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشق ثيابه. فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال النساء هن فخوخي ومصائدي، فإني إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن. فقال له يحيى عليه السلام: فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين. قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين.
 قال يحيى عليه السلام: فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني قال يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل. قال يحيى عليه السلام: فإني أعطي الله عهداً ألا أشبع من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس: وأنا أعطي الله عهداً أني لا أنصح مسلماً حتى ألقاه. ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك[7].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] كتاب عيون اخبار الرضا للشيخ الصدوق ج2 –باب 31 –فيما جاء عن الرضا من الاخبار المجموعة.
[2] كتاب امالي الشيخ الصدوق ص209
[3] البقرة: 208.
[4] فاطر: 6.
[5] بحار الأنوار 9 : 167.
[6] (الحشر: 16).
[7] الأمالي للطوسي ص : 340.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:00 م

0 التعليقات:

الاثنين، 14 يوليو 2014


السؤال: الى سماحتكم الاستفسار الاتي كلام مولانا امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة[1]: ( والله لقد رأيت عقيلا وقد املق حتى استماحني من بركم صاعا ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الالوان من فقرهم كأنما سودن وجوههم بالعظام وعاودني مؤكدا وكرر علي القول مرددا فأصغيت اليه سمعي فظن أني أبيعه ديني واتبع قياده مفارقا طريقي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد ان يحترق من ميسها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل اتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه أتئن من الاذى ولا ان من لظى)

 السؤال والاشكال: كيف يعقل ان يصل عقيل بن ابي طالب وصبيانه واهله الى هذة الحاله من الفقر بحيث يتردد مرارا على اخية الامام امير المؤمنين عليه السلام وقد شعث شعور صبيانه واغبرت ألوانهم واسودت وجوههم من الجوع والاملاق ويعاود اخاه امير المؤمنين عليه السلام مؤكدا ويكرر له القول مرددا من اجل كيلوين من الطحين وخمس ارباح المسلمين وتجاراتهم واموالهم تجبى الى الامام عليه السلام من اطراف دولة الاسلام المترامية ولهم حق فيه

 

الجواب: كذلك هما عدل علي وشدته في ذات الله يبعثان على العجب والدهشة. لكن الحقيقة التي تسندها عشرات الأمثلة والبراهين، شهد بها العدو والصديق، وأذعن لها المخالف قبل المؤالف. لكن ينبغي أن نلتفت أولاً: إلى أن الحال في ذلك العهد كان الصعوبة في العيش، ولذلك أراد عليه السلام أن يراعي مشاعر أقل الرعية، فكان ما يستحقه من حصص في العطاء لا يدخرها لنفسه أو عياله، بل ينفقها على سائر المسلمين.

وثانياً: لم يكن ذلك حال عقيل وعائلته دائماً، فإن الإمام عليه السلام يذكر ذلك بنحو الذكرى التي حصلت، لكنها حادثة حقيقية حصلت، وكان موقفه من أخيه ما كان، دون أدنى مبالغة.

وثالثاً: لا بد من التركيز على ألفاظ النص، وهو يقول: إن البر بر المسلمين، وليس ملكه الشخصي. سلام الله عليك يا أمير المؤمنين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1] نهج البلاغة خطبه رقم 224 من كلام له عليه السلام يتبرامن الظلم ص 360




فقر عقيل بن أبي طالب واقع أم خيال؟


السؤال: الى سماحتكم الاستفسار الاتي كلام مولانا امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة[1]: ( والله لقد رأيت عقيلا وقد املق حتى استماحني من بركم صاعا ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الالوان من فقرهم كأنما سودن وجوههم بالعظام وعاودني مؤكدا وكرر علي القول مرددا فأصغيت اليه سمعي فظن أني أبيعه ديني واتبع قياده مفارقا طريقي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد ان يحترق من ميسها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل اتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه أتئن من الاذى ولا ان من لظى)

 السؤال والاشكال: كيف يعقل ان يصل عقيل بن ابي طالب وصبيانه واهله الى هذة الحاله من الفقر بحيث يتردد مرارا على اخية الامام امير المؤمنين عليه السلام وقد شعث شعور صبيانه واغبرت ألوانهم واسودت وجوههم من الجوع والاملاق ويعاود اخاه امير المؤمنين عليه السلام مؤكدا ويكرر له القول مرددا من اجل كيلوين من الطحين وخمس ارباح المسلمين وتجاراتهم واموالهم تجبى الى الامام عليه السلام من اطراف دولة الاسلام المترامية ولهم حق فيه

 

الجواب: كذلك هما عدل علي وشدته في ذات الله يبعثان على العجب والدهشة. لكن الحقيقة التي تسندها عشرات الأمثلة والبراهين، شهد بها العدو والصديق، وأذعن لها المخالف قبل المؤالف. لكن ينبغي أن نلتفت أولاً: إلى أن الحال في ذلك العهد كان الصعوبة في العيش، ولذلك أراد عليه السلام أن يراعي مشاعر أقل الرعية، فكان ما يستحقه من حصص في العطاء لا يدخرها لنفسه أو عياله، بل ينفقها على سائر المسلمين.

وثانياً: لم يكن ذلك حال عقيل وعائلته دائماً، فإن الإمام عليه السلام يذكر ذلك بنحو الذكرى التي حصلت، لكنها حادثة حقيقية حصلت، وكان موقفه من أخيه ما كان، دون أدنى مبالغة.

وثالثاً: لا بد من التركيز على ألفاظ النص، وهو يقول: إن البر بر المسلمين، وليس ملكه الشخصي. سلام الله عليك يا أمير المؤمنين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1] نهج البلاغة خطبه رقم 224 من كلام له عليه السلام يتبرامن الظلم ص 360




من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:35 م

0 التعليقات:

الأحد، 13 يوليو 2014


هل الإمام الحسن والامام الحسين هما سيدا شباب أهل الجنة؟ أم فقط الإمام الحسن؟ وهل الإمام الحسن رفض القتال مع الإمام الحسين؟

 الجواب: بل هما معاً صلوات الله عليهما سيدا شباب أهل الجنة، كما ورد في الأحاديث المتواترة عن عشرات الصحابة[1]، وغيرهم ذكرتهم مصادر أخرى يمكن مراجعتها. ، ومن طرق الفريقين جميعاً. فقد ورد في كتبنا الروائية المعتبرة بشكل متواتر[2]، وفي كذلك في كتب العامة، مثل مسند الإمام أحمد وعند الترمذي وابن ماجه والنسائي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة[3].
أما عن موقف الإمام الحسن المجتبى من القتال في كربلاء، فالسؤال ليس في محله، حيث إن الإمام الحسن عليه السلام استشهد قبل وقعة الطف في كربلاء بعشر سنين، فقد استشهد أبو محمد الزكي سلام الله عليه في سنة50 للهجرة، ووقعت معركة الطف يوم عاشوراء من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة، فلا معنى لأن يقال برفضه المشاركة وعدمه.
ولقد التزم الإمام الحسين سلام الله عليه بمقتضى صلح أخيه الحسن عليه السلام طوال تلك السنين جميعاً، إلى أن نقض معاوية بنفسه الصلح والعهود التي غلظها على نفسه. ولو كان الإمام أبو محمد حاضراً في واقعة الطف لما كان منه غير ما كان من أخيه الإمام الحسين عليهما أفضل الصلاة والسلام. بل لو كان حاضراً لكان الإمام الحسين تابعاً له في القيام بوجه يزيد بن معاوية المعلن بالكفر، والمجاهر بالفسق والعهر والفجور.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


________
[1] أورده في الأزهار من حديث (1) أبي سعيد (2) وحذيفة بن اليمان (3) وعمر بن الخطاب (4) وعلي (5) وجابر بن عبد اللّه (6) والحسين بن علي (7) وأسامة بن زيد (8) والبراء بن عازب (9) وقرة بن إياس (10) ومالك بن الحويرث (11) وأبي هريرة (12) وابن عمر (13) وابن مسعود (14) وأنس (15) وبريدة (16) وابن عباس ستة عشر نفساً[1]، انظر كتاب: (نظم المتناثر من الحديث المتواتر)، متوفر على الأنترنت. وصحابة غيرهم ذكرتهم مصادر أخرى يمكن مراجعتها.
[2] بحار الأنوار: ج65 ص395، وغيره.
[3] صحيح الترمذي: ج٢  ص٣٠٦؛  سنن ابن ماجة: ج١  ص٤٤؛ مسند أحمد: ج٥  ص٣٩١.

سيدا شباب الجنة ومعركة كربلاء!


هل الإمام الحسن والامام الحسين هما سيدا شباب أهل الجنة؟ أم فقط الإمام الحسن؟ وهل الإمام الحسن رفض القتال مع الإمام الحسين؟

 الجواب: بل هما معاً صلوات الله عليهما سيدا شباب أهل الجنة، كما ورد في الأحاديث المتواترة عن عشرات الصحابة[1]، وغيرهم ذكرتهم مصادر أخرى يمكن مراجعتها. ، ومن طرق الفريقين جميعاً. فقد ورد في كتبنا الروائية المعتبرة بشكل متواتر[2]، وفي كذلك في كتب العامة، مثل مسند الإمام أحمد وعند الترمذي وابن ماجه والنسائي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة[3].
أما عن موقف الإمام الحسن المجتبى من القتال في كربلاء، فالسؤال ليس في محله، حيث إن الإمام الحسن عليه السلام استشهد قبل وقعة الطف في كربلاء بعشر سنين، فقد استشهد أبو محمد الزكي سلام الله عليه في سنة50 للهجرة، ووقعت معركة الطف يوم عاشوراء من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة، فلا معنى لأن يقال برفضه المشاركة وعدمه.
ولقد التزم الإمام الحسين سلام الله عليه بمقتضى صلح أخيه الحسن عليه السلام طوال تلك السنين جميعاً، إلى أن نقض معاوية بنفسه الصلح والعهود التي غلظها على نفسه. ولو كان الإمام أبو محمد حاضراً في واقعة الطف لما كان منه غير ما كان من أخيه الإمام الحسين عليهما أفضل الصلاة والسلام. بل لو كان حاضراً لكان الإمام الحسين تابعاً له في القيام بوجه يزيد بن معاوية المعلن بالكفر، والمجاهر بالفسق والعهر والفجور.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


________
[1] أورده في الأزهار من حديث (1) أبي سعيد (2) وحذيفة بن اليمان (3) وعمر بن الخطاب (4) وعلي (5) وجابر بن عبد اللّه (6) والحسين بن علي (7) وأسامة بن زيد (8) والبراء بن عازب (9) وقرة بن إياس (10) ومالك بن الحويرث (11) وأبي هريرة (12) وابن عمر (13) وابن مسعود (14) وأنس (15) وبريدة (16) وابن عباس ستة عشر نفساً[1]، انظر كتاب: (نظم المتناثر من الحديث المتواتر)، متوفر على الأنترنت. وصحابة غيرهم ذكرتهم مصادر أخرى يمكن مراجعتها.
[2] بحار الأنوار: ج65 ص395، وغيره.
[3] صحيح الترمذي: ج٢  ص٣٠٦؛  سنن ابن ماجة: ج١  ص٤٤؛ مسند أحمد: ج٥  ص٣٩١.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:46 م

0 التعليقات:

الجمعة، 11 يوليو 2014


السؤال: الشيعة فقهاء ومحدثين يروون ألوف الاحاديث عن الامام الباقر والامام الصادق ومعظم السنة النبوية مروية عنهما عليهم السلام ثم بالدرجة الثانية الامام الكاظم والامام الرضا صلوات الله عليهم اجمعين بينما يروون اقل من ذلك عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ثم الحسنان سلام الله عليهم والامام زين العابدين وبضعة الرسول الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها والامام الجواد والهادي والحسن العسكري سلام الله عليهم اجمعين كيف حافظوا على تراث الامامين الباقر والصادق ومعظم السنة النبوية مروية عنهما عليهم السلام وفرطوا او تكاسلوا ولم يهتموا بتراث وحديث وسنن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وباقي ائمة عليهم السلام.
 
الجواب: أولاً: أنهم جميعاً نور واحد، وما يروى عن بعضهم هو عنهم جميعاً، فعلى هذا تكون كل الروايات الولويّة روايات نبوية أيضاً. وقد روي عنهم صلوات الله عليهم: أن إذا قلنا شيئاً فهو عن آبائنا وتستطيعون أن تنسبوه إليهم. وقد ظن البعض خطأً أن بعض الروايات فقط نبوية وسموها بالسلسلة الذهبية، والحق أن جميع رواياتهم التي تصح عنهم هي: كما جاء في الكافي، بإسناده إلى هشام و حماد و غيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله عزّوجلّ»[1].
و ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «من تحدث عنّا بحديث فنحن سائلوه عنه يوماً فإن صدق علينا فإنّما يصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنّه كذب على الله ورسوله، لأنّا إذا حدثنا لا نقول قال فلان وقال فلان، إنّما نقول قال الله وقال رسوله ثمّ تلا هذه الآية (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة...)[2].
وسأل رجل الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: (أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه ما أجبتك فيه من شي ء، فهو عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله))[3].
وثانياً: أن الظروف التي افتعلها المعادون والظالمون لم تترك فرصة لأهل البيت أن يحدّثوا، ولا للمؤمنين أن يرووا عنهم، وتسنت الفرصة للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، ثم ضاقت الفرصة مرة أخرى مع الأئمة الباقين عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] ( أصول الكافي، المجلد 1، صفحة 51 (باب رواية الكتب والأحاديث) الحديث 14).
[2] (بحار الأنوار:  ج7  ص160).
[3] ( الأصول من الكافي ، الكليني : 1/112).

أحاديث الشيعة عن النبي وعن أهل البيت صلوات الله عليهم


السؤال: الشيعة فقهاء ومحدثين يروون ألوف الاحاديث عن الامام الباقر والامام الصادق ومعظم السنة النبوية مروية عنهما عليهم السلام ثم بالدرجة الثانية الامام الكاظم والامام الرضا صلوات الله عليهم اجمعين بينما يروون اقل من ذلك عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ثم الحسنان سلام الله عليهم والامام زين العابدين وبضعة الرسول الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها والامام الجواد والهادي والحسن العسكري سلام الله عليهم اجمعين كيف حافظوا على تراث الامامين الباقر والصادق ومعظم السنة النبوية مروية عنهما عليهم السلام وفرطوا او تكاسلوا ولم يهتموا بتراث وحديث وسنن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وباقي ائمة عليهم السلام.
 
الجواب: أولاً: أنهم جميعاً نور واحد، وما يروى عن بعضهم هو عنهم جميعاً، فعلى هذا تكون كل الروايات الولويّة روايات نبوية أيضاً. وقد روي عنهم صلوات الله عليهم: أن إذا قلنا شيئاً فهو عن آبائنا وتستطيعون أن تنسبوه إليهم. وقد ظن البعض خطأً أن بعض الروايات فقط نبوية وسموها بالسلسلة الذهبية، والحق أن جميع رواياتهم التي تصح عنهم هي: كما جاء في الكافي، بإسناده إلى هشام و حماد و غيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله عزّوجلّ»[1].
و ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «من تحدث عنّا بحديث فنحن سائلوه عنه يوماً فإن صدق علينا فإنّما يصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنّه كذب على الله ورسوله، لأنّا إذا حدثنا لا نقول قال فلان وقال فلان، إنّما نقول قال الله وقال رسوله ثمّ تلا هذه الآية (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة...)[2].
وسأل رجل الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: (أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه ما أجبتك فيه من شي ء، فهو عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله))[3].
وثانياً: أن الظروف التي افتعلها المعادون والظالمون لم تترك فرصة لأهل البيت أن يحدّثوا، ولا للمؤمنين أن يرووا عنهم، وتسنت الفرصة للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، ثم ضاقت الفرصة مرة أخرى مع الأئمة الباقين عليهم أفضل الصلاة والسلام أجمعين.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_________
[1] ( أصول الكافي، المجلد 1، صفحة 51 (باب رواية الكتب والأحاديث) الحديث 14).
[2] (بحار الأنوار:  ج7  ص160).
[3] ( الأصول من الكافي ، الكليني : 1/112).

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:39 م

0 التعليقات:

الخميس، 10 يوليو 2014


السؤال: هل القرين او التابعة يؤثران على حياتنا ومصيرنا رغم اننا من المواظبين على الاذكار والزيارات وزيارة الامام الحسين سلام الله عن بعد وعن قرب؟ اذا نعم ما هي الاذكار والسور التي تخلصنا من تاثيرهم؟
 
الجواب: لا شك أن ذكر الله وأوليائه يطرد الشياطين وقرناءهم. وصدق المولى الجليل جلت كلمته حيث يقول: "إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتّبعك من الغاوين"[1]، ويقول: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلّا غرورا . إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربّك وكيلا"[2].
 وللتحصين من الجن والسحر والعين والحسد ينبغي المداومة على السور الأربع: الكافرون والتوحيد والفلق والناس، والمواظبة على قراءة آية السخرة وهي الآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف وذلك كل يوم، كما أن قراءة الآية (33) من سورة الرحمن وتبتدئ بقوله تعالى: «يا معشر الجن والإنس  إلى قوله تعالى  لا تنفذون إلا بسلطان» سبعين مرة على قدح فيه ماء ثم صبه في زوايا المحل والمنزل وأمام المنزل مفيد لذلك.
وعن محمد بن مسلم قال هذه العوذة التي أملاها علينا أبو عبد الله عليه السلام يذكر أنها وراثة وأنها تبطل السحر، تكتب على ورق ويعلق على المسحور: " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ... (الآيات)[3] فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين، قالوا آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون[4].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف. 

_________
[1] الحجر: 42.
[2] الإسراء: 64 و65.
[3] النازعات: 27 - 32.
[4] طب الائمة ص 115. (5 و 6) طب الائمة ص 121.

كيف نطرد الشياطين؟ ونرد كيد السحرة وشر الحاسدين؟


السؤال: هل القرين او التابعة يؤثران على حياتنا ومصيرنا رغم اننا من المواظبين على الاذكار والزيارات وزيارة الامام الحسين سلام الله عن بعد وعن قرب؟ اذا نعم ما هي الاذكار والسور التي تخلصنا من تاثيرهم؟
 
الجواب: لا شك أن ذكر الله وأوليائه يطرد الشياطين وقرناءهم. وصدق المولى الجليل جلت كلمته حيث يقول: "إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتّبعك من الغاوين"[1]، ويقول: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلّا غرورا . إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربّك وكيلا"[2].
 وللتحصين من الجن والسحر والعين والحسد ينبغي المداومة على السور الأربع: الكافرون والتوحيد والفلق والناس، والمواظبة على قراءة آية السخرة وهي الآية 54 حتى 56 من سورة الأعراف وذلك كل يوم، كما أن قراءة الآية (33) من سورة الرحمن وتبتدئ بقوله تعالى: «يا معشر الجن والإنس  إلى قوله تعالى  لا تنفذون إلا بسلطان» سبعين مرة على قدح فيه ماء ثم صبه في زوايا المحل والمنزل وأمام المنزل مفيد لذلك.
وعن محمد بن مسلم قال هذه العوذة التي أملاها علينا أبو عبد الله عليه السلام يذكر أنها وراثة وأنها تبطل السحر، تكتب على ورق ويعلق على المسحور: " قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ... (الآيات)[3] فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين، قالوا آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون[4].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف. 

_________
[1] الحجر: 42.
[2] الإسراء: 64 و65.
[3] النازعات: 27 - 32.
[4] طب الائمة ص 115. (5 و 6) طب الائمة ص 121.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:05 م

0 التعليقات:

الأربعاء، 9 يوليو 2014


السؤال: ما معنى ان الله يصلي على محمد وال محمد ؟ و هل صحيح ما يقوله البعض ان بصلاتنا عليهم اي بقولنا : ( اللهم صل على محمد وال محمد ) قد نكون سببا بأن يؤتي الله محمدا وال محمد (ص) درجة اكبر واعلى مما هم فيها الان ؟!
 
الجواب: في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية (إن الله وملائكته يصلون على النبي ...)[1] فقال: "الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء"[2]. ومن المعلوم يقيناً أن الدعاء بالصلاة على النبي وآله مستجاب، فتكون ثمرة ذلك رفعة النبي وآله زكاة ورحمة وعلو مقام.
وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام ): "مَن كانَت لَهُ اِلى اللهِ عزَّ وجَّلَ حاجَة فَليَبدأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَسألُ حاجَتِهُ، ثُمَّ يَختِمُ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ فَإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أكرَمُ مِن أن يَقبَلَ الطَّرفَينَ وَيَدَعَ الوَسَطَ إذ كانَتِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ و آل مُحَمَّدٍ لاتُحجَبُ عَنهُ"[3].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] الأحزاب: 56.
[2] وسائل الشيعة، للحر العاملي:  ج7  ح1213.
[3]  أصول الكافي: ج 4 ص267.

معنى الصلاة على محمد وآل محمد وأثرها


السؤال: ما معنى ان الله يصلي على محمد وال محمد ؟ و هل صحيح ما يقوله البعض ان بصلاتنا عليهم اي بقولنا : ( اللهم صل على محمد وال محمد ) قد نكون سببا بأن يؤتي الله محمدا وال محمد (ص) درجة اكبر واعلى مما هم فيها الان ؟!
 
الجواب: في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية (إن الله وملائكته يصلون على النبي ...)[1] فقال: "الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء"[2]. ومن المعلوم يقيناً أن الدعاء بالصلاة على النبي وآله مستجاب، فتكون ثمرة ذلك رفعة النبي وآله زكاة ورحمة وعلو مقام.
وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام ): "مَن كانَت لَهُ اِلى اللهِ عزَّ وجَّلَ حاجَة فَليَبدأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَسألُ حاجَتِهُ، ثُمَّ يَختِمُ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ فَإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أكرَمُ مِن أن يَقبَلَ الطَّرفَينَ وَيَدَعَ الوَسَطَ إذ كانَتِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ و آل مُحَمَّدٍ لاتُحجَبُ عَنهُ"[3].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] الأحزاب: 56.
[2] وسائل الشيعة، للحر العاملي:  ج7  ح1213.
[3]  أصول الكافي: ج 4 ص267.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:12 م

0 التعليقات:

الثلاثاء، 8 يوليو 2014


السؤال: يقال بأن زواج الأقارب قد تزداد به نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية، فهل الأفضل زواج البعداء (غير الأقارب)؟ وماذا لو لم يجد الإنسان زوجة خارج العائلة هل ينتظر أكثر أم يتزوج من العائلة؟ في حال تزوجه من العائلة هل تعتبر النتائج إلقاء للتهلكة ومخاطرة قد ينهى عنها الإسلام ؟ وشكرا.

الجواب : 
لم يثبت نهي عنه في النصوص الشرعية، بل على العكس في بعض الروايات الحث عليه من جهات، كما أن بعض الروايات تنبه على بعض مضاره الصحية الوراثية، مثل: "أبعدوا في النكاح لا تضووا" ، ومثل: "اغتربوا لا تضووا"، ومثل: "لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا" (الجامع للشرايع، يحيى بن سعيد: ج 3 ص 94 * (هامش الهامش)). ولكنها أحاديث ضعيفة لا يمكن التعويل عليها في إصدار حكم شرعي.
ثم إن السيرة العملية لأهل البيت صلوات الله عليهم يظهر منها الحث على التزويج من الأقارب لكن لا بعنوان الأقارب، بل بعنوان التوفر على خصال الشرف والعفة والمتانة النفسية والبدنية، وينهون عن الارتباط بمن لا تتوافر فيه تلك الخصال.
والقرآن الكريم حين استعرض محرمات النكاح حرم التزويج من طوائف غير التحريم بسبب الكفر والردة، مرة بعنوان القرابة النسبية، وأخرى بالمصاهرة السببية، وهما بابان واسعان يشملان القريب والبعيد على حد سواء. قال تعالى: "حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعمّاتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمّهاتكم اللّاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرّضاعة وأمّهات نسائكم وربائبكم اللّاتي في حجوركم من نسائكم اللّاتي دخلتم بهنّ فإن لم تكونوا دخلتم بهنّ فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلّا ما قد سلف إنّ اللّه كان غفورا رحيما" (النساء: 23).
ولو توسعنا قليلا لرأينا أن كل البشر في الواقع هم أقارب بعضهم لبعض، لأنهم أبناء أب واحد، وأم واحدة. وفي حدود ما لدينا من الروايات عن الأنبياء يتبين أنهم جميعا أو غالبا قد تزوجوا من قريبات لهم. ولو كان الأمر منهيا عنه شرعا، ولو على مستوى الكراهة لكانوا أولى الناس بالاتباع للسنة، خصوصا وأن الأمر له تبعات وراثية على النفس والروح والبدن، وهي الخصال التي يجهدون للاهتمام بها.
نعم، لكن العقل السليم لا يمنع من النظر إلى أمثال هذه الروايات إذا حملت على الإرشاد. بل حتى إذا سقطت عن الروائية، لكن أيدتها شواهد العلم وتجاريب البشر. وكلما بلغ الأمر في أي شيء مبلغ الضرر حرم وامتنع شرعا، أو لا أقل من يأمر العقل باجتنابه والاحتراز منه، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

زواج الأقارب ممدوح أم مذموم؟


السؤال: يقال بأن زواج الأقارب قد تزداد به نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية، فهل الأفضل زواج البعداء (غير الأقارب)؟ وماذا لو لم يجد الإنسان زوجة خارج العائلة هل ينتظر أكثر أم يتزوج من العائلة؟ في حال تزوجه من العائلة هل تعتبر النتائج إلقاء للتهلكة ومخاطرة قد ينهى عنها الإسلام ؟ وشكرا.

الجواب : 
لم يثبت نهي عنه في النصوص الشرعية، بل على العكس في بعض الروايات الحث عليه من جهات، كما أن بعض الروايات تنبه على بعض مضاره الصحية الوراثية، مثل: "أبعدوا في النكاح لا تضووا" ، ومثل: "اغتربوا لا تضووا"، ومثل: "لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا" (الجامع للشرايع، يحيى بن سعيد: ج 3 ص 94 * (هامش الهامش)). ولكنها أحاديث ضعيفة لا يمكن التعويل عليها في إصدار حكم شرعي.
ثم إن السيرة العملية لأهل البيت صلوات الله عليهم يظهر منها الحث على التزويج من الأقارب لكن لا بعنوان الأقارب، بل بعنوان التوفر على خصال الشرف والعفة والمتانة النفسية والبدنية، وينهون عن الارتباط بمن لا تتوافر فيه تلك الخصال.
والقرآن الكريم حين استعرض محرمات النكاح حرم التزويج من طوائف غير التحريم بسبب الكفر والردة، مرة بعنوان القرابة النسبية، وأخرى بالمصاهرة السببية، وهما بابان واسعان يشملان القريب والبعيد على حد سواء. قال تعالى: "حرّمت عليكم أمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعمّاتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمّهاتكم اللّاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرّضاعة وأمّهات نسائكم وربائبكم اللّاتي في حجوركم من نسائكم اللّاتي دخلتم بهنّ فإن لم تكونوا دخلتم بهنّ فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلّا ما قد سلف إنّ اللّه كان غفورا رحيما" (النساء: 23).
ولو توسعنا قليلا لرأينا أن كل البشر في الواقع هم أقارب بعضهم لبعض، لأنهم أبناء أب واحد، وأم واحدة. وفي حدود ما لدينا من الروايات عن الأنبياء يتبين أنهم جميعا أو غالبا قد تزوجوا من قريبات لهم. ولو كان الأمر منهيا عنه شرعا، ولو على مستوى الكراهة لكانوا أولى الناس بالاتباع للسنة، خصوصا وأن الأمر له تبعات وراثية على النفس والروح والبدن، وهي الخصال التي يجهدون للاهتمام بها.
نعم، لكن العقل السليم لا يمنع من النظر إلى أمثال هذه الروايات إذا حملت على الإرشاد. بل حتى إذا سقطت عن الروائية، لكن أيدتها شواهد العلم وتجاريب البشر. وكلما بلغ الأمر في أي شيء مبلغ الضرر حرم وامتنع شرعا، أو لا أقل من يأمر العقل باجتنابه والاحتراز منه، والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:54 م

0 التعليقات:

الاثنين، 7 يوليو 2014


السؤال: هل حديث "علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل" صحيح؟ وكيف تفسرونه؟
 
الجواب: المعروف هو حديث (كأنبياء بني إسرائيل)، وليس (أفضل من أنبياء بني إسرائيل). ومع ذلك فحتى الحديث الأول الخالي من التفضيل ضعيف. لكن المعنى في الاثنين، بغض النظر عن اعتبارهما، يمكن قبوله وتصحيحه؛ لصحة معناه، ولتأييده بأحاديث عديدة تحمل مضمونه.
فعلى لفظ (كأنبياء بني إسرائيل) يكون المعنى عامّا يشمل كل العلماء المخلصين المتقين. ولا دلالة في اللفظ هنا على قصد الفضيلة، والمساواة في المنزلة، بل هو يحكي المشابهة في المسير والمشروع. وعلى فرض حمل معناه على الفضل والمقام فاللفظ أيضاً يحتمل معنيين: الأول: أنه مختص بالأنبياء دون المرسلين، وبالتالي فلا يكون شاملاً للأنبياء المرسلين، فضلاً عن أولي العزم من الرسل، والثاني: أن يراد بالأنبياء اللقب وهو ما يشمل كل نبي ورسول، وفي هذه الحالة لا بد من صرف معناه إلى علماء أهل البيت المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وأما على لفظ (أفضل من أنبياء بني إسرائيل) فينحصر المعنى في أهل البيت عليهم السلام.
والأخبار في تفضيلهم عليهم الصلاة والسلام على سائر الخلق ما عدا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة متضافرة. ومنها حديث الكساء، وآية التطهير، وصلاة عيسى خلف الإمام الحجة المنتظر، وموقف أهل البيت على الحوض ورفع لواء الحمد والشفاعة، وعلمهم كل الكتاب، والأدلة والشواهد أكثر من أن تحصى.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل


السؤال: هل حديث "علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل" صحيح؟ وكيف تفسرونه؟
 
الجواب: المعروف هو حديث (كأنبياء بني إسرائيل)، وليس (أفضل من أنبياء بني إسرائيل). ومع ذلك فحتى الحديث الأول الخالي من التفضيل ضعيف. لكن المعنى في الاثنين، بغض النظر عن اعتبارهما، يمكن قبوله وتصحيحه؛ لصحة معناه، ولتأييده بأحاديث عديدة تحمل مضمونه.
فعلى لفظ (كأنبياء بني إسرائيل) يكون المعنى عامّا يشمل كل العلماء المخلصين المتقين. ولا دلالة في اللفظ هنا على قصد الفضيلة، والمساواة في المنزلة، بل هو يحكي المشابهة في المسير والمشروع. وعلى فرض حمل معناه على الفضل والمقام فاللفظ أيضاً يحتمل معنيين: الأول: أنه مختص بالأنبياء دون المرسلين، وبالتالي فلا يكون شاملاً للأنبياء المرسلين، فضلاً عن أولي العزم من الرسل، والثاني: أن يراد بالأنبياء اللقب وهو ما يشمل كل نبي ورسول، وفي هذه الحالة لا بد من صرف معناه إلى علماء أهل البيت المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وأما على لفظ (أفضل من أنبياء بني إسرائيل) فينحصر المعنى في أهل البيت عليهم السلام.
والأخبار في تفضيلهم عليهم الصلاة والسلام على سائر الخلق ما عدا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة متضافرة. ومنها حديث الكساء، وآية التطهير، وصلاة عيسى خلف الإمام الحجة المنتظر، وموقف أهل البيت على الحوض ورفع لواء الحمد والشفاعة، وعلمهم كل الكتاب، والأدلة والشواهد أكثر من أن تحصى.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:08 م

0 التعليقات:

الأحد، 6 يوليو 2014



السؤال: ما معنى أن يكون أهل البيت هم العلة الغائية من الخلق؟ وأين موقع الأنبياء؟
 
الجواب: حينما يبني شخص مدرسة، من أجل عدد من التلاميذ، لو سئل: لماذا بنيتها؟ فلو قال: من أجل التلاميذ، لصح منه ذلك. فيكون التلاميذ هم العلة الغائية لبناء المدرسة، لأنهم الغاية في بنائها. ويكونون أيضاً سبباً ووسيلة وواسطة لتشييد ما في المدرسة من أساسات وكماليات لأنها لهم وبسببهم.
والله سبحانه خلق الحياة الدنيا من أجل هدف عظيم، هو معرفته وعبادته، وشاءت حكمته وعلمه أن يجعل الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين هم الطريق إلى الوصول إلى تلك الغاية، ولولم يخلق الأنبياء والأئمة، لما خلق الخلق، لأنه سبحانه جعلهم الوسيلة والواسطة لبلوغ الخلق إلى الهدف الذي أراده. فيصح أن يقال: إن الأنبياء والأئمة هم العلة الغائية للخلق، لأنهم الواسطة في الوصول لتلك الغاية، وبهم تتم الغاية، ومن أجل هذه الغاية السامية الخطيرة يخلق الله ويفيض بنعمه وعطائه وبالوجود على المخلوقات والموجودات. فهم العلة الغائية، وهم الوسائط في الخلق، وكله من فضل الله وقدرته وفيضه، لا يشركه فيه أحد من خلقه. وفي حديث الكساء المتواتر الثابت تصريح بهذه الحقيقة الصارخة. ثم إن الأنبياء ما عدا النبي الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هم دون أئمة الهدى في الفضل والمقام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم العلة الغائية من الخلق



السؤال: ما معنى أن يكون أهل البيت هم العلة الغائية من الخلق؟ وأين موقع الأنبياء؟
 
الجواب: حينما يبني شخص مدرسة، من أجل عدد من التلاميذ، لو سئل: لماذا بنيتها؟ فلو قال: من أجل التلاميذ، لصح منه ذلك. فيكون التلاميذ هم العلة الغائية لبناء المدرسة، لأنهم الغاية في بنائها. ويكونون أيضاً سبباً ووسيلة وواسطة لتشييد ما في المدرسة من أساسات وكماليات لأنها لهم وبسببهم.
والله سبحانه خلق الحياة الدنيا من أجل هدف عظيم، هو معرفته وعبادته، وشاءت حكمته وعلمه أن يجعل الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين هم الطريق إلى الوصول إلى تلك الغاية، ولولم يخلق الأنبياء والأئمة، لما خلق الخلق، لأنه سبحانه جعلهم الوسيلة والواسطة لبلوغ الخلق إلى الهدف الذي أراده. فيصح أن يقال: إن الأنبياء والأئمة هم العلة الغائية للخلق، لأنهم الواسطة في الوصول لتلك الغاية، وبهم تتم الغاية، ومن أجل هذه الغاية السامية الخطيرة يخلق الله ويفيض بنعمه وعطائه وبالوجود على المخلوقات والموجودات. فهم العلة الغائية، وهم الوسائط في الخلق، وكله من فضل الله وقدرته وفيضه، لا يشركه فيه أحد من خلقه. وفي حديث الكساء المتواتر الثابت تصريح بهذه الحقيقة الصارخة. ثم إن الأنبياء ما عدا النبي الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هم دون أئمة الهدى في الفضل والمقام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:16 م

0 التعليقات:

السبت، 5 يوليو 2014


السؤال: في القرآن ما الفرق بين الاحساس والشعور وهل هما نوع من العلم؟

الجواب:  هما بمعنى واحد إجمالاً، لكن يمكن التفريق بينهما بأن الشعور يرتبط بالمعاني والمفاهيم، والإحساس بالملموسات والمشاهدات، فإن الإحساس إدراك بإحدى الحواس الخمس، بينما الشعور هو إدراك ما يخفى على تلك الحواس، ولا تكاد تبلغه. كما يمكن التفريق بينهما ثانياً بأن الشعور أعم فهو أرضية للإحساس، فلا إحساس من غير شعور، ورب شعور من غير إحساس. وفرق ثالث بأن الشعور أخف وأبعد قياساً بالإحساس القريب والأثير في الإنسان، فلو قلت: أشعر بالخوف، أو أحسست به، فإن إحساسك به يكون ألصق بك وأقوى. ولكن مع ذلك يستعمل الاثنان بمعنى واحد عادة في المحاورات العرفية، إلا مع دلالة القرينة على إرادة المعنى الخاص للكلمة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

الفرق بين الإحساس والشعور


السؤال: في القرآن ما الفرق بين الاحساس والشعور وهل هما نوع من العلم؟

الجواب:  هما بمعنى واحد إجمالاً، لكن يمكن التفريق بينهما بأن الشعور يرتبط بالمعاني والمفاهيم، والإحساس بالملموسات والمشاهدات، فإن الإحساس إدراك بإحدى الحواس الخمس، بينما الشعور هو إدراك ما يخفى على تلك الحواس، ولا تكاد تبلغه. كما يمكن التفريق بينهما ثانياً بأن الشعور أعم فهو أرضية للإحساس، فلا إحساس من غير شعور، ورب شعور من غير إحساس. وفرق ثالث بأن الشعور أخف وأبعد قياساً بالإحساس القريب والأثير في الإنسان، فلو قلت: أشعر بالخوف، أو أحسست به، فإن إحساسك به يكون ألصق بك وأقوى. ولكن مع ذلك يستعمل الاثنان بمعنى واحد عادة في المحاورات العرفية، إلا مع دلالة القرينة على إرادة المعنى الخاص للكلمة.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:05 م
1- عندي سوال الامساك يكون مع اذان الفجر صحيح؟  وأذان الفجر هو 3:34.



الجواب: يجب الإمساك عن سائر المفطرات من أول لحظة من طلوع الفجر الصادق وإلى مغيب الشمس بحلول الليل. ولكن لأجل الاطمئنان بحصول الصيام والامتناع عن المفطرات من أول تلك اللحظات ينبغي الامساك قبل ذلك الحد المحدود بشيء من الوقت للتأكد والاطمئنان.

2- لدي سؤال حول الصوم المستحب 
انا اتعالج عن اسناني بعلاج العصب اعطتني الدكتورة موعد اكمل العلاج يوم السبت القادم وكما تعرفون يستحب الصوم  في هذا اليوم فهل يجوز ان اصوم ذلك اليوم وقريب الموعد افطر 
للعلم ان الموعد يكون الساعة الثالثة ظهرا



الجواب: في الصوم المستحب يجوز قطعه بالفطر في أي وقت. لكنه لو أفطر قبل المغرب بطل صومه.


3- سؤالي ياشيخ هل التغذية بالوريد وتركيب الدم مفطر

الجواب: لا يفطر.


4- هل صحيح ان من يقطع مسافة في شهر رمضان لامرٍ مهم  ولا يرجع قبل اذان الظهر لا يكون عليه افطار ام يكون عليه ؟؟


الجواب: في فرض المسألة إن كان السفر قد تم قبل الزوال فيجب عليه الفطر، سواء كان السفر لأمر مهم أم لا.

5- لدي سؤال .. 
سمعت من عدة أشخاص بأنه لا يجوز صوم يوم الجمعة في الأيام العادية هل هذا صحيح ؟!

وعليكم السلام ورحمة الله 
الجواب: بل يجوز.


6- انا اشتغل ١٢ ساعة في مجال النفط واعمال شاقة جدا جدا جدا 

هل في رخصة اني اقدر افطر
علما باني اقلد السيد صادق الشيرازي

الجواب: الصوم فريضة ربانية لا يجوز تركها للقادر عليها.  والمشقة المتعارفة لا تسوغ الفطر. لكن لو كان الصوم غير مقدور بالنسبة لك واقعا؛  فإن كان منشأه العطش الشديد غير المتحمل، فلك أن تستعين على الصوم بشيء من شرب الماء دون تمل، وتواصل الصيام إلى الليل،  لكن عليك فيما بعد قضاء الأيام التي شربت فيها الماء بسبب ذلك. 
وإن كان منشأه المشقة الشديدة التي لا تتحمل عادة،  فيجوز لك الفطر،  ثم تقضيها عند القدرة.  والأحوط  أن تقطع مسافة 22 كيلومترا وتفطر هناك،  ثم ترجع إلى عملك وأنت مفطر،  ثم تقضي تلك الأيام عند القدرة.

7- عندي سؤال وهو ...أنني مريضة كلى أعاني من تسرب لبروتينات من كليتي منذ فترة طويله هذا العام اشتد بي المعاناة بها واخذ علاجات .

المشكله:  لم اتمكن من اداء الصوم الفائت وخصوصا الفتره التي مضت  ولاسيما ان الاطباء منعوني من الصيام وعدم المجازفه لانه يضر بصحة الكلى 
ومنعوني من صيام شهر رمضان هذا العام علما انني من مقلدي السيد علي السيستاني دام ظله
ماذا أفعل!

الجواب: في هذه الحالة يجوز لك الفطر،  فإن تمكنت من القضاء فيما بعد وجب.  وإلا فعليك الفدية عن كل يوم 750غراما من خبز أو طحين تعطينه الفقير.

______

أسئلة أجاب عليها سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

مسائل حول أحكام الصوم

1- عندي سوال الامساك يكون مع اذان الفجر صحيح؟  وأذان الفجر هو 3:34.



الجواب: يجب الإمساك عن سائر المفطرات من أول لحظة من طلوع الفجر الصادق وإلى مغيب الشمس بحلول الليل. ولكن لأجل الاطمئنان بحصول الصيام والامتناع عن المفطرات من أول تلك اللحظات ينبغي الامساك قبل ذلك الحد المحدود بشيء من الوقت للتأكد والاطمئنان.

2- لدي سؤال حول الصوم المستحب 
انا اتعالج عن اسناني بعلاج العصب اعطتني الدكتورة موعد اكمل العلاج يوم السبت القادم وكما تعرفون يستحب الصوم  في هذا اليوم فهل يجوز ان اصوم ذلك اليوم وقريب الموعد افطر 
للعلم ان الموعد يكون الساعة الثالثة ظهرا



الجواب: في الصوم المستحب يجوز قطعه بالفطر في أي وقت. لكنه لو أفطر قبل المغرب بطل صومه.


3- سؤالي ياشيخ هل التغذية بالوريد وتركيب الدم مفطر

الجواب: لا يفطر.


4- هل صحيح ان من يقطع مسافة في شهر رمضان لامرٍ مهم  ولا يرجع قبل اذان الظهر لا يكون عليه افطار ام يكون عليه ؟؟


الجواب: في فرض المسألة إن كان السفر قد تم قبل الزوال فيجب عليه الفطر، سواء كان السفر لأمر مهم أم لا.

5- لدي سؤال .. 
سمعت من عدة أشخاص بأنه لا يجوز صوم يوم الجمعة في الأيام العادية هل هذا صحيح ؟!

وعليكم السلام ورحمة الله 
الجواب: بل يجوز.


6- انا اشتغل ١٢ ساعة في مجال النفط واعمال شاقة جدا جدا جدا 

هل في رخصة اني اقدر افطر
علما باني اقلد السيد صادق الشيرازي

الجواب: الصوم فريضة ربانية لا يجوز تركها للقادر عليها.  والمشقة المتعارفة لا تسوغ الفطر. لكن لو كان الصوم غير مقدور بالنسبة لك واقعا؛  فإن كان منشأه العطش الشديد غير المتحمل، فلك أن تستعين على الصوم بشيء من شرب الماء دون تمل، وتواصل الصيام إلى الليل،  لكن عليك فيما بعد قضاء الأيام التي شربت فيها الماء بسبب ذلك. 
وإن كان منشأه المشقة الشديدة التي لا تتحمل عادة،  فيجوز لك الفطر،  ثم تقضيها عند القدرة.  والأحوط  أن تقطع مسافة 22 كيلومترا وتفطر هناك،  ثم ترجع إلى عملك وأنت مفطر،  ثم تقضي تلك الأيام عند القدرة.

7- عندي سؤال وهو ...أنني مريضة كلى أعاني من تسرب لبروتينات من كليتي منذ فترة طويله هذا العام اشتد بي المعاناة بها واخذ علاجات .

المشكله:  لم اتمكن من اداء الصوم الفائت وخصوصا الفتره التي مضت  ولاسيما ان الاطباء منعوني من الصيام وعدم المجازفه لانه يضر بصحة الكلى 
ومنعوني من صيام شهر رمضان هذا العام علما انني من مقلدي السيد علي السيستاني دام ظله
ماذا أفعل!

الجواب: في هذه الحالة يجوز لك الفطر،  فإن تمكنت من القضاء فيما بعد وجب.  وإلا فعليك الفدية عن كل يوم 750غراما من خبز أو طحين تعطينه الفقير.

______

أسئلة أجاب عليها سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  1:17 م

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top