السؤال: هل عصاة المسلمين يؤتون كتابهم بيمينهم أم بشمالهم؟
الجواب: ظاهر القرآن والأحاديث أن المؤمنين يعطَون كتبهم بأيمانهم، ما لم يرتكبوا ما يخرجهم عن دائرة الإيمان. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾[1].
ومن الروايات ما رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزهد بإسناده عن الصادق عليه السلام أنه قال: "إنَّ الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه، فيقول: عبدي فعلتَ كذا وكذا، وعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا ربِّ قد فعلتُ ذلك. فيقول: قد غفرتُها لك، وأبدلتُها حسنات. فيقول الناس: سبحان الله، أما كان لهذا العبد سيِّئةٌ واحدة؟!! وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾[2]. قلت: أيّ أهل؟، قال عليه السلام: أهله في الدنيا هم أهله في الجنة إن كانوا مؤمنين. قال عليه السلام: وإذا أراد بعبد شراً حاسبه على رؤوس الناس وبكّته، وأعطاه كتابه بشماله. وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾[3]. قلت: أيّ أهل؟، قال عليه السلام: أهله في الدنيا. قلت قوله: ﴿إنََّه ظنَّ أن لن يحور﴾[4] ، قال عليه السلام: "ظنَّ أنََّه لن يرجع"[5].
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
___________
[1] الإنشقاق: 7 – 9.
[2] الإنشقاق: 8و9.
[3] الانشقاق: 10 – 13.
[4] الانشقاق: 14.
[5] بحار الأنوار: ج7 ص324.
0 التعليقات:
إرسال تعليق