السؤال: ما هي أوجه الشبه بين فاطمة (ع) وبين ليلة القدر؟
الجواب: علامات ليلة القدر وصفاتها أنها عظيمة الشأن، وأنها مجهولة ومستورة، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها سلام ومباركة، وأنها في الليل وحتى مطلع الفجر. وكل ذلك حاصل بالنسبة إلى الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها؛ فهي المستورة والمجهولة؛ حيث ورد عن اﻹمام الصادق عليه السلام قوله: وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها. (البحار 43: 65 ح 58 والعوالم 11: 99 ح 7). كما أنها كانت القدوة في الستر والحجاب. و قبرها مخفي مجهول. وكما أن ليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر. وهي أم اﻷئمة استودعتهم، فكانوا منها حكيماً بعد حكيم، وإماماً بعد إمام. وكما أن ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء، وكذلك ولايتها مرقاة لوصولهم إلى النبوة والرسالة والعظمة. وفي الحديث عن اﻹمام الباقر عليه السلام قال: " ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى" (بحار الأنوار 42: 105). وكما أن ليلة القدر خير من ألف شهر، وكذلك هي سلام الله عليها خير نساء العالمين، الأولين والآخرين، بل إن فاطمة خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما (فرائد السمطين، للحمويني: ج2 ص68). وقد ورد كذلك في الحديث أن ثواب تسبيح الزهراء أفضل من ألف ركعة (الكافي 3: 343 ح 15، وفي البحار 85: 331 ح 9). وكون ليلة القدر سلاماً ومباركة، فإن من أسمائها صلوات الله عليها: المباركة، وهي السلام لمجتمعها وأمتها ودينها، في حياتها ومماتها. وكونها معصومة طاهرة مطهرة بنص الكتاب وصحيح السنة، وهل ثمة أوضح من ذلك يدل على بركتها وسلمها؟! و(حتى مطلع الفجر) لعل فيه إشارة إلى الليل والمجهولية والظلام، وهي المجهولة ، والمدفونة في ظلمة الليل، وظل سر قبرها خافياً وإلى يومنا هذا، بل وإلى مطلع النور، وظهور القائم عجل الله فرجه الشريف، والله العالم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق