السبت، 26 يوليو 2014

كيف كان يصلي النبي وأهل البيت صلوات الله عليهم؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:58 م 0 تعليقات


ما الفرق بين الشيعة والسنة في الصلاة؟
 
الجواب: أن الشيعة يتبعون في ذلك أئمتهم الاثني عشر وهم أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله باتباعهم، وعدّ التخلف عنهم ضياعاً وهلكة، وطاعتهم فوزاً ونجاة؛ حيث قال في حديث الثقلين المشهور، وهو من الأحاديث المتواترة، عند العامة والخاصة، وله طرق عديدة وألفاظ مختلفة، ومن ألفاظه أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "قال (صلى الله عليه وآله): "إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وانّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما"[1].
والذي رواه الترمذي والطبراني عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب الناس، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي[2].
وقد صححه الألباني بشواهده[3].
وما في مسند أحمد[4]: عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تاركٌ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. انتهى.
فنحن نلتزم بما صح عندنا عن أهل البيت هؤلاء عليهم السلام وبطريقهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
وعن صفة الصلاة عند أهل البيت، عليهم السلام، روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن عن حماد بن عيسى قال: قال لي أبوعبد الله الصادق (عليه السلام) يوماً: "يا حماد تحسن أن تصلي؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة فقال: لا عليك يا حماد، قم فصل. قال: فقمت بين يديه متوجهاً إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت وسجدت، فقال: يا حماد لا تحسن أن تصلي! ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة، قال حماد: فأصابني في نفسي الذل، فقلت: جعلت فداك فعلمني الصلاة. فقام أبوعبد الله (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصباً، فأرسل يديه جميعاًً على فخذيه، قد ضم أصابعه وقرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات وإستقبل بأصابع رجليه جميعاًً القبلة لم يحرفهما عن القبلة وقال بخشوع: الله أكبر، ثم قرأ الحمد بترتيل، وقل هو الله أحد، ثم صبر هنية بقدر ما يتنفس وهو قائم، ثم رفع يديه حيال وجهه وقال: الله أكبر، وهو قائم. ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه منفرجات، ورد ركبتيه إلى خلفه حتى إستوى ظهره، حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل، لإستواء ظهره، ومد عنقه، وغمض عينيه. ثم سبح ثلاثاً بترتيل فقال: سبحان ربي العظيم وبحمده. ثم استوى قائماً، فلما إاستمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر وهو قائم، ورفع يديه حيال وجهه. ثم سجد وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه، فقال: سبحان ربي الأعلي وبحمده ثلاث مرات، ولم يضع شيئاً من جسده على شيء منه، وسجد على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وأنامل إبهامي الرجلين والجبهة والأنف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها، وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً"، وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان، ووضع الأنف على الأرض سنة. ثم رفع رأسه من السجود، فلما استوى جالساً قال: الله أكبر، ثم قعد على فخذه الأيسر، وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن علي بطن قدمه الأيسر، وقال: أستغفر الله ربي وأتوب إليه، ثم كبر وهو جالس، وسجد السجدة الثانية، وقال: كما قال في الأولى، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود، وكان مجنحاً ،ولم يضع ذراعيه على الأرض. فصلى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع، وهو جالس في التشهد، فلما فرغ من التشهد سلم، فقال: يا حماد هكذا صل"[5].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
________
[1] مسند أحمد 3: 17 و 26، أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري.
[2] صحيح الترمذي: ج5 ص621.
[3] http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=248716
[4] مسند أحمد: ج3 ص14. ورواه أيضاً في: ج3 ص17 ـ 26 و59، و: ج4 ص366، و371، والدارمي: ج2  ص431. ورواه مسلم ج7 ص122 بألفاظ أخرى، ورواه الحاكم، وصححه على شرط الشيخين وغيرهما في: ج3 ص109 و 148، والبيهقي في سننه: ج2 ص148، وغيرهم.
 
[5] الكافي، للشيخ الكليني: ج3 ص311 - 312.
 



التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top