السبت، 31 يناير 2015

ما معنى قتال أمير المؤمنين عليه السلام القوم على التأويل؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:29 م 0 تعليقات


السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام: ياعلي أنا أُقاتل على التنزيل وأنت تقاتل على التأويل. ماهو معنى القتال على التنزيل والقتال على التأويل؟

الجواب: المقصود أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان الذين يعارضونه أو يحاربونه في زمانه كانوا يعارضون أصل الإسلام، ويحاربونه بلحاظ إثباته لنبوته وما ينزل عليه من الوحي، وأما أمير المؤمنين عليه السلام فإن الوحي كان قد نزل واكتمل، وتحددت معالمه اللفظية، ولم تبق لمشكك في تنزيله حجة، ولكن ظهر من يتأوله على غير تأويله، فكان دور أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه وخطبه ومجمل مواقفه هو صيانته من تأويل المبطلين، وتحريف الجاهلين.

 وقد مهّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإسباغ المشروعية على مواقف الإمام علي عليه السلام، وأمر الناس باتباعه والالتزام بهديه، فقال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها"[1]. وقال: "علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"[2]

وروى السيوطي في الدر المنثور؛ قال: أخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي وابن عساكر وابن النجار؛ قال: "لما نزلت {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} وضع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يده على صدره فقال: "أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي عليه السلام فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي"[3]. وقال: " ياعلي تقاتلهم على التأويل كما قاتلتهم على التنزيل"[4]. وقال: «أنا أقاتلهم على تنزيل القرآن وأنت تقاتلهم على تأويله»[5]، وقال: " أنت يا علي تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي"[6]؛ قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1] صحّحه الحافظ ابن معين كما في (تاريخ بغداد: 11 / 49)، والإمام الحافظ ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار» مسند سيدنا علي (ص 104 حديث 8) والحافظ العلائي في «النقد الصحيح»، والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي كما في «اللآلي المصنوعة»: 1 / 334، والحافظ السخاوي كما في «المقاصد الحسنة»).

 [2]رواه الحاكم والطبراني والسيوطي عن أم سلمة.

 [3]ورواه الامام أحمد في المسند ج 1، ص 126، والحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3، ص 129 - 130.

 [4]بحار الانوار: ج 8، ص 455 و 456، طبعة الكمبانيّ، روايات مستفيضة بهذا الشـأن، وأورده في «غاية المرام» عن طريق العامّـة عن موفّق بن أحمـد الخوارزمـيّ ص 33 تحت العنوان العاشر، ضمن حديث طويل. الغدير» ج 7، هامش ص 131

[5] الخوارزمي في المناقب ص 44. ينابيع المودة ص 233. الإصابة لابن حجر العسقلاني ج 1 ص 25 كفاية الطالب ص 334. منتخب كنز العمال ج 5 ص 36 إحقاق الحق ج 6 ص 37.

 [6]مستدرك الحاكم ج 3 ص 122 تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 488. المناقب للخوارزمي ص 236 كنوز الحقائق للمناوي ص 203. منتخب كنز العمال ج 5 ص 33 ينابيع المودة ص 182. 

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top