الجمعة، 2 يناير 2015

ما كذب الفؤاد ما رأى!

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  10:18 م 0 تعليقات




السؤال: هل رأى رسول الله ربه في المعراج؟ 

 

الجواب: روى الكليني بسند معتبر يوصله إلى صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه، فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد عليهما السلام الرؤية.

فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس "لا تدركه الأبصار"[1]، "ولا يحيطون به علماً"[2]، و"ليس كمثله شيء"[3]؟ أليس محمد؟ قال: بلى. قال: كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنه جاء من عند الله، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول: "لا تدركه الأبصار"[4]، "ولا يحيطون به علماً"[5]، و"ليس كمثله شيء"[6]، ثم يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علماً، وهو على صورة البشر؟! أما تستحون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر؟! 

قال أبو قرة: فإنه يقول: ولقد رآه نزلة أخرى"[7]!.

فقال أبو الحسن عليه السلام: إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال "ما كذب الفؤاد ما رأى"[8]؛ يقول: ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى فقال: "لقد رأى من آيات ربه الكبرى"[9]. فآيات الله غير الله، وقد قال الله "ولا يحيطون به علماً"[10]، فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة.

 فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه: أنه لا يحاط به علماً، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شئ[11].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


[1] الأنعام: 103.

[2] طه: 110.

[3] الشورى: 11.

[4] الأنعام: 103.

[5] طه: 110.

[6] الشورى: 11.

[7] النجم: 13.

[8] النجم: 11.

[9] النجم: 18.

[10] طه: 110.

[11] الكافي: ج1  ص 95. والتوحيد: 110.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top