السؤال: بعض الروايات تقول: من سمع اسم محمد صلى الله عليه وآله ولم يصل عليه أبعده الله عن رحمته، فإذا كان قارىء القرآن يقرأ وذكر اسم محمد في الآيات التي ذكر فيها النبي صلى الله عليه وآله فهل نصلي عليه ؟ وإذا كنت في صلاة واجبة أو مندوبة وسمعت اسم النبي الكريم كيف أصلي عليه؟
الجواب: تستحب الصلاة على النبي وآله متى سمع ذكره، في صلاة أو غيرها. ففي صحيحة زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «وصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله) كلّما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك»[1].
وفي روايات مستفيضة أن من يذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله ولا يصلي عليه يكون أبخل الناس، وفي بعضها أنه يمرغ أنفه في التراب، وفي بعضها: أنه لا يجد ريح الجنة، وغيرها كثير، مما يورث الاطمئنان بصدورها، ويغني عن التدقيق في أسانيدها. نعم في الجمع بين مضامينها وبين مقتضى الضوابط والقواعد: تحمل على تأكد الاستحباب، وعلى كراهة الترك، أو تحمل على من ترك الصلاة عليه وعلى آله عمداً وعناداً، والله العالم.
وأما كيف نصلي على النبي صلى الله عليه وآله، فقد حددها النبي صلى الله عليه وآله، عندما نزل قوله تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" وهي تأمر بالصلاة عليه والتسليم؛ فقد اتقفت روايات الفريقين أن الصحابة جاءوا فسألوا النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك، فقالوا: أما السلام فعرفناه، ولكن كيف نصلي عليك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: تقولون: "اللهم صل على محمد وآل محمد"، مع إضافة آله الطيبين الطاهرين، لا بدونهم فإنها حينئذ تسمى الصلاة البتراء.
فقد روى أحمد بن حنبل وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في مستدركه من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، عن أبي مسعود البدري، أنهم قالوا: يا رسول الله، أما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك، إذا نحن صلينا في صلاتنا ، فقال: قولوا: اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد[2]. ومثله في البخاري[3].
كما روى ابن حجر في الصواعق: قال (صلى الله عليه وآله): "لا تصلوا علي صلاة البتراء! فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد"[4].
وروى محب الدين الطبري في الذخائر، عن جابر رضي الله عنه ، أنه كان يقول : "لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد، ما رأيت أنها تقبل"[5] .
وروى المجلسي في البحار عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام عن ابن مسعود، وأورده الدارقطني في سننه عن ابن مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "من صلى صلاة لم يصل عليَّ فيها وعلى أهل بيتي لم تقبل منه"[6].
0 التعليقات:
إرسال تعليق