الجمعة، 9 يناير 2015

ما معنى إرسال النبي إلى الأبيض والأسود؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:42 م 0 تعليقات




السؤال: في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله قد أرسله الله إلى الأبيض والأحمر والأسود، فما هو المقصود من ذلك؟

 

الجواب: الوارد أن من خصائصه صلى الله عليه وآله أنه أرسل إلى الأبيض والأسود والأحمر، بمعنى شمول رسالته للعالمين جميعا، فيما كان الأنبياء قبله يبعثون إلى بقعة محدودة، وقوم محدودين، قلوا أم كثروا. 

وفي الرواية عن عطاء بن السّائب، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قال: " أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي: أرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت جوامع الكلم، يعني القرآن، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لأحد قبلي"[1].

وروى الكليني في الكافي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام : "ان الله تبارك وتعالى أعطى محمدا شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والإنس"[2]. وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي روته كتب العامة: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة"[3].

وهذا الأمر صريح في القرآن الكريم، حيث بين أن الأنبياء كان الله يبعثهم كلاّ إلى قومه؛ قال سبحانه: "ولقد بعثنا في كلّ أمّة رّسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت"[4].  وقال: "وإلىٰ مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم مّن إلَٰه غيره"[5]. وقال عن موسى بن عمران عليه السلام: "وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل"[6]. وقال في حق يونس عليه السلام: "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون"[7]. وقال في حق عيسى بن مريم عليه السلام: "ورسولا إلى بني إسرائيل"[8]، وقال سبحانه : "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مّصدّقا لّما بين يديّ من التّوراة"[9]. 

ولكن عندما جاء الكلام عن خاتم الأنبياء والمرسلين، وجدنا الآيات تصرح بأنه مبعوث للناس أجمعين، بل إلى الخلق كافة؛ قال تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون"[10]، وقال تبارك وتعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"[11]، وقال: "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا"[12].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


[1]  بحار الأنوار: ج 16 ص: 324 .

[2]  الكافي ج ٢ باب الشرائع ص ١٧ طبعة دار الكتب الإسلامية .

[3]  رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة .

[4]  النحل  ٣٦ .

[5]  الأعراف  ٨٥ .

[6]  الإسراء: 2 .

[7]  الصافات: 147 .

[8]  آل عمران: 49 .

[9]   الصف  ٦  .

[10]  سبأ: 28).

[11]  الأنبياء: 107 .

[12]  الفرقان: 1 .

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top