السؤال: كم كان عمر أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد عندما تزوجها رسول الله (ص)؟ وهل صحيح أنها كانت أكبر من النبي صلى الله عليه وآله بخمس عشرة سنة، حيث كان لها من العمر وقت زواجها أربعون سنة، بينما كان النبي صلى الله عليه وآله في الخامسة والعشرين من عمره؟
الجواب: الأخبار في ذلك لا تتفق على رأي واحد، والمسألة تاريخية، ولكن يمكن تجميع القرائن على أن عمرهما لم يكن بهذا الفارق الكبير، بل كان متقارباً. وهو مروي في بعض كتبنا المعتبرة، كالبحار عن الجنابذي عن ابن عباس[1].
أما الآخرون فقد ذكروا أيضاً: أن ولادتها كانت قبل الهجرة بثمان وستين سنة، أي في (556 م) في مكة، لكن هذا يتعارض مع سنها حين وفاتها، بشهادة رواية البيهقي: أن خديجة رضي الله عنها توفيتوعمرها خمسون سنة، وهو أصح[2].وقال الحاكم: "إنها لم تبلغ الستين سنة"[3].
ويستشف من كلام البلاذري أنها كانت بكراً حينما تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[4].
وقد نص العصامي على ذلك بقوله: وكانت قد ذكرت وهي بكر لورقة بن نوفل؛ فلم يقض بينهما نكاح[5].
ومثله تصريح أبي نعيم الأصبهاني حين قال: إن خديجة كانت "امرأة باكرة"[6] عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بتجارتها إلى الشام.
وقال ابن كثير: "وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أن عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين تزوج خديجة كان خمساً وعشرين سنة، وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين - وقيل خمساً وعشرين سنة"[7]. وعلى كل حال، فإن الأخبار مختلفة في تحديد سنها عند الزواج، بين الثانية والعشرين، والسادسة والأربعين، غير أن المقارنة بين هذه الأرقام المروية والأحداث التاريخية، يقتضي أن يكون سنّها حين الزواج مساوياً أو مقارباً لسن النبي صلوات الله عليه وآله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق