جميع المواضيع

السبت، 6 فبراير 2016


السؤال: يزعمون أن علم الطاقة هو من علم أهل البيت، وإني أرى الأعمال التي يقومون بها  أقرب إلى الديانة البوذية، فما حكم من عمل به أو لجأ إليها بقصد المعالجة؟

 

الجواب: كل علم نافع فله أصل في كتاب الله، وفرع في كلام المعصومين صلوات الله عليهم، وإن كان في صورة عام كلي. وما كان من نقص أو عيب وشذوذ فالله سبحانه ورسوله وأهل بيته المعصومون عليهم الصلاة والسلام براء منه.

فلقد خلق الله عز وجل الإنسان ويعلم ما يضره وينفعه، وما يؤثر عليه سلبا أو إيجابا. وقد بين سبحانه لنا بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى أسماء تلك المؤثرات وأبعادها، فقال عز من قائل: " وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات: 20 -21)، وقال تعالى: "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" (الحاقة: 38 و39). وما أقل ما نبصر وأهونه مقابل ما لا نبصر!.

وما علم الطاقة  الكونية، أو علم التنمية البشرية، أو البرمجة العصبية، مهما تعددت الأسماء، وتلونت المصطلحات، وغيرها كثير مما يظهر لنا أسماؤها كل يوم إلا مصداق من مصاديق تلك المؤثرات غير المرئية. وبذلك تكون منظورة ومشارا إليها في القرآن الكريم، وفي أقوال أهل البيت المعصومين عليهم السلام.

فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: 

دواؤك فيك وما تبصر  ​ وداؤك منك وما تشعر

وتحسب أنك جرم صغير  ​ وفيك انطوى العالم الأكبر

بل إنها شيء بسيط جداّ في مقابل القدرات التي أوجدها رب العزة الكبير المتعال، فإنه نور السموات والأرض، وما من حول أو طول إلا وإليه يرجع، ومن نوره يستميح. وهو قولنا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، و"لا إله إلا الله" و"الله أكبر"، وما إلى ذلك من الأذكارالربانية التي تفيض بالنور والرحمة والعطاء. وإن ما توصل إليه أصحاب هذه العلوم ليس سوى قطرة في مقابل بحار من الرحمة والنور تملأ الكون والفضاء.

إن هذا النزر اليسير الذي تمكنت أيدي البشر من الوصول إليه واكتشافه لا يمكن التنكر إليه، ورفضه جملة وتفصيلا، لأن بعضه نوروذو أثر إيجابي دون شك. غير أنهم إنما تتبعوا ظاهر الآثار، ولم يستطيعوا أن ينسبوها إلى حقها وحقيقتها، التي هي الله جلت أسماؤه، فأسموها باسم عام هلامي هو الطاقة الكونية. 

وهاهم يخرجون علينا كل حين بتقارير مستدلة ومبرهنة على الطاقات الإيجابية في العبادات الإسلامية، والألفاظ القرآنية والحديثية.فتكرار كلمة التوحيد لها أثر إعجازي على النفس والروح، ومثلها التسبيحات الأربعة، ولفظ الجلالة. بل حتى أوقات الصلوات، ولا سيما أوقات الفضيلة لها، وأثر التسمية على الذبيحة، والأوقات التي حددها الشارع للعبادة والذكر، كالغداة والأصيل والعشي، واستغفار السحر، "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا".

إنها أمثلة بسيطة لكنها تدل دلالة واضحة على أن وراءها عليم خبير، من يؤمن به ويكفر بالطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، هي الطاقة الحقيقية، التي من استعان بها فاز؛ "الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب". هذا هو الحق الذي ما بعده إلا الضلال!.

وفي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: "شرقا وغربا، لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت".

وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام: "فليشرق الحكم بن عتيبة وليغرب، أما والله لا يصيب العلم  إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل". إن الإسلام لا يحجر على المسلم أن يستفيد العلم أنى وجده، ويأخذ الحكمة أنى لقيها، لكن الخطورة تكمن في  أن بعض المتسمين بهذه العلوم يلبسون بضاعتهم  بلبوس آخر، تارة بعنوان الدجل والاحتيال، باعتبار أنهم أصحاب معاجز يمصون بها دماء الناس ويصادرون أموالهم، وتارة أخرى بعنوان الكذب والتدليس، وشواهد على صدق أديانهم ونحلهم. 

وشتان ما بين المعجزة والكرامة، وبين التدليس والشعوذة. هنا الخطورة، وهنا تقع الشبهات التي لم تسمّ شبهة إلا لشبه بينها وبين الحقيقة، فالحذر ثم الحذر!..

 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


ما رأي الدين في علم الطاقة الحديث؟


السؤال: يزعمون أن علم الطاقة هو من علم أهل البيت، وإني أرى الأعمال التي يقومون بها  أقرب إلى الديانة البوذية، فما حكم من عمل به أو لجأ إليها بقصد المعالجة؟

 

الجواب: كل علم نافع فله أصل في كتاب الله، وفرع في كلام المعصومين صلوات الله عليهم، وإن كان في صورة عام كلي. وما كان من نقص أو عيب وشذوذ فالله سبحانه ورسوله وأهل بيته المعصومون عليهم الصلاة والسلام براء منه.

فلقد خلق الله عز وجل الإنسان ويعلم ما يضره وينفعه، وما يؤثر عليه سلبا أو إيجابا. وقد بين سبحانه لنا بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى أسماء تلك المؤثرات وأبعادها، فقال عز من قائل: " وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات: 20 -21)، وقال تعالى: "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" (الحاقة: 38 و39). وما أقل ما نبصر وأهونه مقابل ما لا نبصر!.

وما علم الطاقة  الكونية، أو علم التنمية البشرية، أو البرمجة العصبية، مهما تعددت الأسماء، وتلونت المصطلحات، وغيرها كثير مما يظهر لنا أسماؤها كل يوم إلا مصداق من مصاديق تلك المؤثرات غير المرئية. وبذلك تكون منظورة ومشارا إليها في القرآن الكريم، وفي أقوال أهل البيت المعصومين عليهم السلام.

فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: 

دواؤك فيك وما تبصر  ​ وداؤك منك وما تشعر

وتحسب أنك جرم صغير  ​ وفيك انطوى العالم الأكبر

بل إنها شيء بسيط جداّ في مقابل القدرات التي أوجدها رب العزة الكبير المتعال، فإنه نور السموات والأرض، وما من حول أو طول إلا وإليه يرجع، ومن نوره يستميح. وهو قولنا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، و"لا إله إلا الله" و"الله أكبر"، وما إلى ذلك من الأذكارالربانية التي تفيض بالنور والرحمة والعطاء. وإن ما توصل إليه أصحاب هذه العلوم ليس سوى قطرة في مقابل بحار من الرحمة والنور تملأ الكون والفضاء.

إن هذا النزر اليسير الذي تمكنت أيدي البشر من الوصول إليه واكتشافه لا يمكن التنكر إليه، ورفضه جملة وتفصيلا، لأن بعضه نوروذو أثر إيجابي دون شك. غير أنهم إنما تتبعوا ظاهر الآثار، ولم يستطيعوا أن ينسبوها إلى حقها وحقيقتها، التي هي الله جلت أسماؤه، فأسموها باسم عام هلامي هو الطاقة الكونية. 

وهاهم يخرجون علينا كل حين بتقارير مستدلة ومبرهنة على الطاقات الإيجابية في العبادات الإسلامية، والألفاظ القرآنية والحديثية.فتكرار كلمة التوحيد لها أثر إعجازي على النفس والروح، ومثلها التسبيحات الأربعة، ولفظ الجلالة. بل حتى أوقات الصلوات، ولا سيما أوقات الفضيلة لها، وأثر التسمية على الذبيحة، والأوقات التي حددها الشارع للعبادة والذكر، كالغداة والأصيل والعشي، واستغفار السحر، "وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا".

إنها أمثلة بسيطة لكنها تدل دلالة واضحة على أن وراءها عليم خبير، من يؤمن به ويكفر بالطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، هي الطاقة الحقيقية، التي من استعان بها فاز؛ "الذين تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب". هذا هو الحق الذي ما بعده إلا الضلال!.

وفي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: "شرقا وغربا، لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت".

وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام: "فليشرق الحكم بن عتيبة وليغرب، أما والله لا يصيب العلم  إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل". إن الإسلام لا يحجر على المسلم أن يستفيد العلم أنى وجده، ويأخذ الحكمة أنى لقيها، لكن الخطورة تكمن في  أن بعض المتسمين بهذه العلوم يلبسون بضاعتهم  بلبوس آخر، تارة بعنوان الدجل والاحتيال، باعتبار أنهم أصحاب معاجز يمصون بها دماء الناس ويصادرون أموالهم، وتارة أخرى بعنوان الكذب والتدليس، وشواهد على صدق أديانهم ونحلهم. 

وشتان ما بين المعجزة والكرامة، وبين التدليس والشعوذة. هنا الخطورة، وهنا تقع الشبهات التي لم تسمّ شبهة إلا لشبه بينها وبين الحقيقة، فالحذر ثم الحذر!..

 

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.


من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:40 م

1 التعليقات:

back to top