الأربعاء، 4 فبراير 2015

عبادة الاسم والمعنى

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:46 م 0 تعليقات


السؤال: ما معنى قول الامام الصادق (ع): "من عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي يصف بها نفسه  فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سر أمره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين

 

الجواب: الرواية بكاملها كما رواها الشيخ الصدوق في التوحيد هي: ابن الوليد، عن الصفار، عن اليقطيني، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عبد الله بالتوهم فقد كفر، ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي يصف بها نفسه، فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سر أمره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام" . وفي حديث آخر: " أولئك هم المؤمنون حقا"[1].

وفي الرواية تقسيم العبادة إلى أربعة أقسام قسم منها صحيح، والثلاثة الأخر باطلة.. وقسمان من الثلاثة يلزم منهما الكفر وواحد يلزم منه الشرك..

لأنك حين تتوهمه فقد خلقت له صورة في ذهنك وجعلت له حدوداً من عندك، وهو ـ وإن كان في أجلى وأكمل تصوّراتك ـ يكون مخلوقاً محدوداً وفقيراً، وهو في حدّ الكفر بالله العظيم.

وحين تعبد الاسم فقط من دون معانيها فقد عبدت ألفاظاً مفرّغة من محتواها ومعناها، وعلى ذلك فهو إله شكلي خالٍ من كل كمال، فقير إلى كل جمال، في حين أن لله سبحانه الأسماء الحسنى وهو على كل شيء قدير.. وعلى هذا فهو شكل آخر من أشكال الكفر.

فإن قلت: إني أعبد الاسم والمعنى معاً، بنحو الاثنينية، لا أحدهما فقط.. قلت: تكون حينها قد ثنيته، وجعلت له شريكاً، وهو نوع من الشرك واضح. فلم يبق إلاّ أن تعبد الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بأسمائه وصفاته، بنحو يكون هو عين صفاته دون فصل لا في العينيّة ولا في التوهم.. وهو حق التوحيد، فأولئك هم المؤمنون الموحدون حقّاً، وهم أصحاب عليّ أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.

ويقول الامام جعفر الصادق عليه السلام : (من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك، ومن زعم أنه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد أقر بالطعن، لأن الاسم محدث. ومن زعم أنه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل مع الله شريكاً. ومن زعم أنه يعبد المعنى بالصفة لا بالإدراك فقد أحال على غائب. ومن زعم أنه يعبد الصفة والموصوف فقد أبطل التوحيد لأن الصفة غير الموصوف. ومن زعم أنه يضيف الموصوف إلى الصفة فقد صغر بالكبير وما قدروا الله حق قدره)[2].

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

[1] (بحار الأنوار: ج 4  ص166).

[2] (ولزيادة الاستيضاح: راجع تحف العقول: ص326 . وبحار الأنوار: ج65  ص276).


التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top