الاثنين، 9 فبراير 2015

كيف أواجه أخي وهو دائما ما يحقد علي ويهينني؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:07 م 0 تعليقات


السؤال: ان لي اخ جاحد وعاصي يشرب الخمر ولايصلي ولا يصوم لحجج وذرائع واهية وهو كثير التهجم والحقد والحسد والكره علي بسبب غيرة الاخوان لتفضيل اهلي لي علي منه لبري بهما وهو عكس ذلك يعني هو قليل البر بهما بل يعقهما في كثير من الاحيان ، المهم : لب السؤال هو هل لو انه قد نوى مقاتلتي يعني يدويا يعني ماديا يعني اراد ضربي والحاق الاذى المادي بي (علما انه ليس اخي الاكبر بل هو الوسط وانا الاخير) خاصة وانا متزوج ولدي ولد عمره 10 سنين هل ارد عليه بالمثل اي اضربه كما ضربني ؟! او اهرب منه مثلا (وكرامتي اي كرامة المؤمن ألا تهان في حالة الهرب منه ؟) او ماذا افعل عمل لا يغضب الله تعالى علي ؟ ارجو افتائي بهذا الامر عاجلا قدر الامكان وتكونوا 

بذلك قد فرجتم عن مؤمن كربة ولكم بها جزيل مثوبات الله ولطفه وعنايته بالصلاة على محمد واله الميامين الابرار.

 

الجواب: في الحديث عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه"[1]. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ما زوي الرفق عن أهل البيت إلا زوي عنهم الخير"[2]. وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال - وقد جرى بيني وبين رجل من القوم كلام - فقال لي: "ارفق بهم، فإن كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه"[3].

وليست الشجاعة الحقيقية باستعراض العضلات، بل بالوقار ورباطة الجأش في الأزمات. ولا يحتاج الناس إلى كثير ذكاء لكي يدركوا فضل المعتزل عن المقابلة بالمثل، وأن ذلك منه لم يكن خوفا وجبنا، بل مداراة وحلما. ففي (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل"[4]. وقال: "الرفق ييسر الصعاب ويسهل الأسباب"[5]. وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس"[6].

وبعكس ذلك التوسل بالعنف والقوة الجسدية أو اللسانية، فإنه في ظاهره يفرض النفس على الآخرين، لكنه في الحقيقة ينقش عن صاحبه في الأذهان شخصية ضعيفة مهزوزة؛ فعن أمير المؤمنين أنه قال (عليه السلام): "ليكن شيمتك الوقار فمن كثر خرقه استرذل"[7].

 هذه هي قاعدة العقلاء، وهذا هو دين المؤمنين، كما قال الله سبحانه في كتابه عن هابيل وأخيه قابيل من قبل: "واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين . لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين . إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النّار وذلك جزاء الظّالمين"[8].

ولا يلجأ إلى غير اللين إلا عند الإضطرار، وعنده أيضا يسعى لمقاومته بإيقافه والإمساك به، لا لقتاله، فقد روي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر"[9]. 


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



[1] (وسائل الشيعة: ج11، ص214).

[2] ( المصدر السابق).

[3] ( المصدر السابق.).

[4] ( نهج البلاغة، شرح محمد عبدة: ج4، ص47)

[5] (مستدرك الوسائل: ج11، ص294).

[6] ( وسائل الشيعة: ج11، ص215).

[7] ( مستدرك الوسائل: ج12، ص73).

[8] (المائدة: 27 - 29).

[9] (ثواب الاعمال 215).


التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top