حق أهل البيت صلوات الله عليهم
السؤال: ورد عن امير المؤمنين (ع) قوله (ولا يقبل اللّه عمل عامل جهل حقنا ) فماذا يقصد (بحقنا) وما المطلوب منا ؟
الجواب: لقد جعل الله سبحانه
معرفة حقهم شرطا لمعرفة حقه،فالمتنكر لهم، والجاهل لحقهم يكون
بمثابة الجاهل بالتوحيد واﻷلوهية. ذلك ﻷنهم الطريق المأمون الوحيد لمعرفة الله حق معرفته، وعبادته كما أمر تعالى، وكما يحب أن يعرف ويعبد. ولذلك صار اﻹيمان بالنبوة والكتاب واجبا في الإيمان بالله، فإنه لم يؤمن بالله من لم يؤمن برسالاته. ومن آمن برسالاته، لكنه يأبى أن يؤمن بوصاياهم وتعاليمهم، فكأنه في الواقع كافر بهم؛ قال تعالى: " قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم "[1].
وإن البرهان الدال على ضرورة إرسال النبوات هو قائم بنفسه على وجوب استمرارهم في أوصيائهم من بعدهم. وأوصياء النبي اﻷكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هم اﻷئمة الطاهرون الاثناعشر عليهم أفضل الصلاة والسلام، والجاهل بحقهم، جاهل بأصل الدين وبأهدافه السامية، وتعاليمه الشريفة. وقد أجمع المسلمون قولا واحدا على وجوب معرفة أهل البيت عليهم السلام، ﻷن الله سبحانه قد جعل حبهم ومودتهم أجرا للرسالة،فقال عز من قائل: "قل لا أسألكم عليه أجرا إﻻ المودة في القربى"[2]،ومعلوم أنه لا يمكن أن تبادل أحدا بالمودة دون أن تعرفه وتميزه عمن سواه. وكذلك أجمع المسلمون على بطلان الصلاة، التي هي عمود الدين، إذا خلت من الصلاة على محمد وآل محمد. ومن الواضح أن من لا تصح الصلاة إﻻ بذكرهم والصلاة عليهم، ولا يقبل الدين إﻻ بمحبتهم وموالاتهم، فكذلك أيضا لايقبل الله عمل عامل إﻻ بعد معرفة حقهم. فإن مثلهم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى[3]. وهم عترة النبي صلى الله عليه وآله، الذين أوصى بالتمسك بهم جنبا إلى جنب مع كتاب الله،فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض[4].
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
[1] آل عمران: 31.
[2] الشورى: 23.
[3] مستدرك الحاكم: ج3 ص151.
[4] تجد مثله فضلا عن مصادرنا في مسلم والترمذي وأحمد وغيرها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق