السؤال: هل حديث "علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل" صحيح؟ وكيف تفسرونه؟
الجواب: المعروف هو حديث (كأنبياء بني إسرائيل)، وليس (أفضل من أنبياء بني إسرائيل). ومع ذلك فحتى الحديث الأول الخالي من التفضيل ضعيف. لكن المعنى في الاثنين، بغض النظر عن اعتبارهما، يمكن قبوله وتصحيحه؛ لصحة معناه، ولتأييده بأحاديث عديدة تحمل مضمونه.
فعلى لفظ (كأنبياء بني إسرائيل) يكون المعنى عامّا يشمل كل العلماء المخلصين المتقين. ولا دلالة في اللفظ هنا على قصد الفضيلة، والمساواة في المنزلة، بل هو يحكي المشابهة في المسير والمشروع. وعلى فرض حمل معناه على الفضل والمقام فاللفظ أيضاً يحتمل معنيين: الأول: أنه مختص بالأنبياء دون المرسلين، وبالتالي فلا يكون شاملاً للأنبياء المرسلين، فضلاً عن أولي العزم من الرسل، والثاني: أن يراد بالأنبياء اللقب وهو ما يشمل كل نبي ورسول، وفي هذه الحالة لا بد من صرف معناه إلى علماء أهل البيت المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وأما على لفظ (أفضل من أنبياء بني إسرائيل) فينحصر المعنى في أهل البيت عليهم السلام.
والأخبار في تفضيلهم عليهم الصلاة والسلام على سائر الخلق ما عدا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة متضافرة. ومنها حديث الكساء، وآية التطهير، وصلاة عيسى خلف الإمام الحجة المنتظر، وموقف أهل البيت على الحوض ورفع لواء الحمد والشفاعة، وعلمهم كل الكتاب، والأدلة والشواهد أكثر من أن تحصى.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق