الأحد، 22 يونيو 2014

الشذوذ الجنسي مرض ولا يمكن أن يكون فطرة

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م



السؤال: الحديث الوارد في الكافي في الفروع: ج5 باب من أمكن من نفسه: حديث مولانا الإمام الصادق ع عن أمير المؤمنين ع أن لله عباداً لهم في أصلابهم ارحام كأرحام النساء، قال: فسئل: فما لهم لا يحملون؟ فقال: إنها منكوسة، ولهم في ادبارهم غدة كغدة الجمل أو البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا.
ما هو توجيه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الحديث؛ فإن الرجال لا أرحام لهم؟

الجواب: يمكن أن يكون الحديث محمولاً على المجاز، بمعنى: أن الرجال حين يتأنثون فإنهم يصابون بداء الأبنة، فتطرأ عليهم آثار نفسية تجعلهم يتعاملون مع الجنس المماثل كما لو أنهم جنس مخالف. فكأن لهم آلة الأنثى ورحمها، وإن كانوا لا يحبلون ولا يلدون. فعن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمكن من نفسه طائعاً يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء"[1].
ويمكن أن يحمل اللفظ فيها على حقيقته، بمعنى أن هذه التصرفات الانحرافية تؤثر فعلاً على تركيبة الرجل وعلى هرموناته وخصائصه النفسية والبيولوجية، فتتشكل له بعض الأعضاء المؤنثة أو المخنثة، أو علامات الأمراض الجنسية الخبيثة، التي ربما لا ينفع معها علاج.
والحديث لم يتطرق إلى حبل الرجال، ولا إلى أن لهم أرحاماً كأرحام النساء، وإنما عبر عن التغييرات الحاصلة عندهم بأنها رحم منكوس، وغدة في أدبارهم كغدة البعير. وهذه المعلومات باتت اليوم من المشهورات العلمية التي تنص عليها الدراسات والتحقيقات الطبية في هذا المجال.
فعن عبد الرحمن العزرمي عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: أتي عمر برجل قد نكح في دبره فهم أن يجلده فقال للشهود رأيتموه يدخله كما يدخل الميل في المكحلة فقالوا نعم فقال لعلي عليه السلام ما ترى في هذا؟ فطلب الفحل الذي نكحه، فلم يجده، فقال علي عليه السلام: أرى فيه أن تضرب عنقه!. قال: فأمر به فضرب عنقه قال: خذوه، فقال: قد بقيت له عقوبة أخرى، قال: وما هي؟ قال: ادع بطنّ[2] من حطب، فدعا بطنّ من حطب فلف فيه ثم أخرجه فأحرقه بالنار. قال: ثم قال: إن لله عز وجل عباداً لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء، قال: فما لهم لا يحملون فيها؟ قال لأنها منكوسة ولهم في أدبارهم غدة كغدة البعير، فإذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا"[3].
ومما يوضح هذه الحقيقة أكثر ما رواه عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) وعنده رجل فقال له: جعلت فداك إني أحب الصبيان، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): فتصنع ماذا؟ قال: أحملهم على ظهري، فوضع أبوعبدالله (عليه السلام) يده على جبهته وولى وجهه عنه، فبكى الرجل فنظر إليه أبوعبدالله (عليه السلام)، كأنه رحمه، فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزوراً سميناً وأعقله عقالاً شديداً، وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة، واجلس عليه بحرارته، فقال عمر: فقال الرجل: فأتيت بلدي فاشتريت جزوراً فعقلته عقالاً شديداً، وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد، وجلست عليه بحرارته، فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ! وسكن مابي[4].
وعن الهيثم النهدي رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبدالله (عليه السلام) الأبنة فمسح أبو عبدالله (عليه السلام) على ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرئ"[5].
ولعل المقصود بالغدة التي تشبه غدة البعير هي هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام في حديثيه هذين.
وتقول إحدى الطبيبات المعروفات اليوم أنها حين قرأت هذه الأحاديث وهي ما تزال طالبة في كلية الطب، كانت تستغرب هذا الحكم المتشدد من أمير المؤمنين. وكانت تقول: إنني أتفهم عقوبة القتل للرجل، ولكنني كنت أستغرب بل أستهجن قضية إحراقه بالنار، إلى أن واصلت دراستي، وعرفت أن المصابين بمثل هذه الأمراض يصابون بفايروسات لا يمكن التخلص منها بغير الإحراق. فسبحان الله العلي العظيم، الذي علم وفهم، وبيّن لنا مقامات الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______
[1] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح1).
[2] الطن: الحزمة من القصب.
[3] (الكافي، للكليني: ج7 باب الحد في اللواط، ص280 ح5).
[4] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح6).
[5] (الكافي، للكليني: ج5 باب من أمكن من نفسه، ص797 ح7).

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top