السؤال: لمن الشفاعة والقبول والنجاة في الآخرة؟
الجواب: أصل القبول هو الاعتقاد الصحيح، ثم على أساسه يأتي الحساب، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره. فأهل الكبائر إذا كانوا مؤمنين، وكان لهم من الموازين القسط ما يؤهلهم للشفاعة فإن النبي صلى الله عليه وآله يشفع لهم. وأما من لم يستجمع شرط الإيمان والعمل الصالح الذي يؤهله لتلقي الشفاعة، بأن كان كافراً؛ فلا شيء يستقبله غير الخسران والخيبة، وإن أتى بمثل جبال أحد وتهامة من الأعمال الباهرة. وهكذا المؤمن الذي لا عمل صالح له أصلاً؛ قال تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"[1]، وقال: " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً"[2]. وحديث الثلاث والسبعين فرقة بصدد بيان من ينجو من المسلمين بأصل الاعتقاد، ولكنه ساكت من حيث إمكان الشفاعة في حقهم وعدمه، فدقق.
هذا هو مقتضى القواعد والنصوص، ولكن الله تعالى، لو أراد أن يعفو ويرحم من شاء في الآخرة ويوم الحساب فله الأمر من قبل ومن بعد، ما لم يلزم منه الظلم، وتفويت حقوق العباد، وما يظلم ربك أحداً!.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
_______
[1] سورة العصر.
[2] النور: 39.
0 التعليقات:
إرسال تعليق