الأحد، 15 يونيو 2014

الحكمة من خلق الشيطان والشرور

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:22 م 0 تعليقات



السؤال: كيف تفسرون خلق الله للشرور التي لا يخلو منها إنسان في كل زمان ومكان؟ فما هي الحكمة والخير من خلق إبليس اللعين الرجيم، عدو الإنسان المبين؟ ألا يعد هذا نوعاً من الظلم؟
 
الجواب: كل مخلوق خلقه الله سبحانه في نفسه هو نوع خير، إلا أن يختار ذلك المخلوق الشر بنفسه. وإبليس لو لم يعص معصيته المعروفة، ثم تمادى في غيه وعصبيته، لكان من عباد الله الصالحين. لكنه فسق عن أمر ربه، وقرر أن يبارز الله بالعناد والمكابرة، وأن يكون للإنسان عدوّاً مبيناً. وعلى هذا فإن أكثر ما يدعى شرّاً ليس هو حقيقة الأمر كذلك، بل إما أن يكون المخلوق هو الذي جنح إلى الشر، كما هو الحال بالنسبة إلى إبليس الرجيم، وسائر شياطين الجن والإنس، أو الكفرة والطغاة، الذين اختاروا بأنفسهم أن يكونوا ظالمين معتدين.
وإما أن يكون الشر المزعوم ليس إلا خيراً في نفسه، لكن العبد لما كان ينظر إلى الأشياء من منطلق نفعي وشخصاني، لذلك فهو حين يرى الطوفان والصاعقة وأشباههما لا يرى نفعهما العميم على البشر، بل يعدهما بالنسبة إليه شرّاً مقيماً، كمثل الشمس المنيرة الضاحية، وهي ضرورة ماسة لحياة الموجودات على وجه البسيطة، غير أنه لا يرى فيها غير حرارتها اللاهبة!
 ثم إن حكمة الله ورحمته اقتضتا أن يخلق الله سبحانه بعض الصعوبات والأكدار لصقل شخصية العبد، وارتقائه مراقي الكمال والجمال. ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر الكاذب من الصادق. ولا مفر في هذه الحياة من الابتلاء والمحنة، قال تعالى: " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"[1].
على أن الجدير ذكره هنا: أن الله سبحانه لا يمكن أن يصدر منه الظلم بحق أحد، وأنه سبحانه وتعالى لا يكلف الناس إلاّ ما آتاهم ووسعهم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

_______

[1]  العنكبوت: 1-2.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top