الخميس، 11 سبتمبر 2014

لا يعرف الله إلا بالله!

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:38 م 0 تعليقات


السؤال: ما هي ضرورة إرسال الرسل بالنسبة إلى معرفة الله، مع وجود العقل والتجارب البشرية الرائدة؟ خصوصاً مع ثبوت بعض الروايات التي تنعت العقول بأنها رسل باطنيون، والرسل بأنهم عقول ظاهريون. قد يقال بإمكان الاكتفاء بالعقل في معرفة الله والتقرب إليه. وعليه تنحصر فائدة المرسلين في معرفة الشرائع والقوانين فقط.
 
الجواب: لا شك أن العقل رسول باطني يشهد به وجدان كل إنسان. وهو حجة دامغة على كل إنسان يوم القيامة. غير أن العقل إنما يدرك أموراً، وتغيب عنه أمور كثيرة. فهو لا يدرك إلا ما يكون في مجال مدركاته، كإثبات المخلوقية للإنسان وعبوديته وفقره، ووجود الخالق، ووحدته، ولزوم عبادته، وشكره، وما إلى ذلك، وأما صفات الباري، والهدف من الخلق، ومثلهما أمور كثيرة، غير الشرائع، فلا طريق للعقل إليها من غير رسل الوحي، وهداته المأمونين. وهذا الأمر شامل للمعارف الضرورية الثلاث: العقدية والأخلاقية والتشريعية.
وإن من يعرف الله سبحانه بصفاته الجلالية والجمالية، يدرك ضرورة إرسال الرسل، كما يدرك أهمية كمال أولئك الرسل. ومن يدرك أهمية المرسلين، وحاجة الخلق إليهم، يدرك كذلك ضرورة استمرارية ذلك إلى نهاية الوجود الدنيوي للبشر. كما يدرك أن البرهان الذي أوجب الرسالة هو نفسه يوجب استمراره في الإمامة والحجة. كما يبين الحديث أن معرفة الله لا يمكن إلا أن تمر عبر تعريف الله سبحانه بنفسه لنفسه؛ كما يقول الامام الحسن المجتبى: "إلهي بك عرفتك، وبك اهتديت إلى أمرك، ولولا أنت لم أدر ما أنت"[1]. ومثله روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام. وروي عن الإمام السجاد أيضاً قوله في دعاء السحر: "يا غفار بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا"[2].


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

___________
[1] (بحار الأنوار: جزء 91 صفحة 190).
[2] (بحار الأنوار: جزء 3  صفحة 270).



التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top