الاثنين، 22 سبتمبر 2014

تعدد الروايات في مناسبات وفيات وولادات المعصومين

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:01 م 0 تعليقات


السؤال: لماذا تتعدد الروايات بشأن وفاة الزهراء عليها السلام ؟؟

الجواب: هناك عاملان اثنان
أحدهما تاريخي بحت، والآخر له ارتباط بالتاريخ العربي الإسلامي على وجه الخصوص
أما العامل الأول وهو التاريخي البحت
فهو أن كل الحوادث التاريخية كلما ابتعدت وأوغلت في البعد انطبعت بطابع الغموض، وبهتان اللون
ولو أننا راجعنا كل التواريخ بشكل عام، لوجدناها محكومة بهذا القانون الصارم.
مثلا لو تابعنا تواريخ ولادات أو وفيات مشاهير العالم الدينيين وغيرهم، لرأيناها مناسبات غير دقيقة التاريخ. بل نجد أن كثيرا منهم لا يعرف زمن ولادته حتى بحجم القرن، فضلا عن السنوات أو الشهور والأيام، مع أنهم شخصيات تستحوذ على اهتمام شعوب برمتها، بل وأمم بأسرها. فيقال إن إبراهيم الخليل ولد في حدود القرن الأربعين قبل الميلاد، وهكذا الكلام عن نوح الذي اختلفوا في عمره اختلافا فاحشا تراوح بين ألف سنة وثلاثة آلاف سنة. وهكذا موسى وعيسى، على تفاوت في سعة دائرة الاختلاف فيما بينهم.
ومثل ذي القرنين المذكور في القرآن، فلا يعرف على وجه الدقة متى كان، ولا في أي حقبة زمنية!.

ومن الشخصيات الثقافية كمثال على ذلك سقراط وأفلاطون وأفلوطين وأرسطو  ونظراؤهم كثير.

والعامل الثاني: وهو عنصر خاص بالتاريخ العربي والإسلامي، فقد ذكروا أن الكتابة العربية مرت بمراحل عديدة تطورت فيها. فكانت حروفها في بداياتها تكتب بدون نقط وبدون حركات أو ألفات. فحين تروى رواية عن شهادة الزهراء سلام الله عليها أنها كانت قريبة عهد برحيل أبيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله،  ويقال إنها استشهدت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوما، فإننا نتفهم الاختلاف المتوقع بسبب شكل الكتابة التي كانت تخلو من النقط، فتتردد الكلمة بين السبعين والتسعين، لأن ما يميز بين الكلمتين يكمن في النقط فقط.
كما أن منع تدوين الأحاديث، وكل ما يمت إلى الدين بصلة بشكل عام، فترة مائة عام أو أكثر ساعد على خلق التشويش، ونسج الظنون بدل العلم واليقين.
وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما ذكرناه كاف للإجابة على السؤال.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.



javascript:void(0);

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top