بداية اليوم الشرعي في الفقه الإسلامي

السؤال: متی يبدأ اليوم الهجري هل من بداية الليل أو من الصباح؟

الجواب: يطلق لفظ اليوم تارة ويقصد منه النهار في مقابل الليل، وعليه جرى تعامل الناس وفهمهم، وهو الذي نزل به الذكر الحكيم، والأحاديث الشريفة، وتترتب عليه الأحكام الفقهية، من نذر وصيام وما إلى ذلك، ما لم تدل قرينة على غير ذلك؛ كقوله تعالى: "فصيام ثلاثة أيّام في الحجّ وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"[1]، وقوله سبحانه: "وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيّام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية"[2]. وقد يطلق ويراد منه الأعم من الليل والنهار، في استعمالات العرف إذا قصدوا منه المدة الزمنية المقابلة للأسبوع والشهر والسنة. وبه نزل القرآن أيضا، كقوله تعالى: " خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام"[3]، وقوله عز وجل: "قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين"[4]. كما قد يطلق ويراد منه الوقت والزمان بشكل مطلق، حتى إنك لتقول اليوم وتقصد الليل، ومنه قوله تبارك وتعالى: "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا"[5]. ويطلق ايضا ويقصد منه المدة من الزمان، بلحاظ الفترة الزمانية المستغرقة بين بداية ونهاية، وذلك كقوله تعالى: "يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض ثمّ يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون"[6].

هذا كله في المعاني المقصودة من لفظة اليوم، ولكن اليوم الفقهي والفلكي لدى الشرع هو الذي يبدأ من أول لحظات الغروب، وينتهي بالغروب التالي. فيكون اليوم على هذا يبدأ بالليل قبل النهار، وتكون الليلة قبل النهار تابعة للنهار التالي، فحين نقول: ليلة الجمعة نريد الليلة التي قبل نهار الجمعة، في مقابل اليوم الذي تعارف عند الناس، لا سيما غير العرب والمسلمين، الذي يبدأ بالساعة الثانية عشرة، فيبدأ من منتصف الليل، أو الذي يبدأ من أول لحظات الفجر، فتكون ليلة الجمعة مثلا هي التي تأتي بعد النهار لا قبله.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________

[1] (البقرة: 196).

[2] (الحاقة: 6و7).

[3] (يونس: 3).

[4] (المؤمنون: 113).

[5] (مريم: 15).

[6] (السجدة: 5).