الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

مفاضلة بين النجف وكربلاء

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:48 م 0 تعليقات




هل بقعة كربلاء أفضل أم النجف؟ وأي المدينتين أفضل للإقامة فيها، من ناحية دينية؟


الجواب: تكتسب كل بقعة من بقاع الأرض قيمتها ومقامها من أمور عدة، منها مقدار إقرارها بالعبودية، وعلى ضوء ذلك يكون مقدار تحملها للفيوضات الإلهية، أو حرمانها. والنجف وكربلاء بقعتان مباركتان مقدستان ورد فيهما الكثير من النصوص المشيرة الى تلك المقامات العالية. ففي النجف ووادي السلام مأوى أرواح المؤمنين بعد الموت من أي بقعة كانوا، وفيها الضريح المقدس لأمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك الرأس المقدس للإمام الحسين عليه السلام، ومنبر الإمام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف. وفيها يحشر سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وفيها أجساد آدم ونوح وهود وصالح، وفيها قبور ثلاثمائة وسبعين نبيّاً، وستمائة وصيّ، وفيه الجبل الذي اعتصم فيه ابن نوح فتفتت خضوعاً لله، والجبل الذي استوت عليه السفينة. وفيه أول بقعة عبد الله عليها، لمّا أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا، وفيه الجبل الذي كلّم الله عليه موسى بن عمران تكليماً، وقدّس عليه عيسى بن مريم تقديساً، واتخذ عليه ابراهيم خليلاً، ومحمداً صلى الله عليه وآله حبيباً، وجعله للنبيين مسكناً. كل ذلك مروي وغيره كثير، في روايات يمكن السكون إليها. وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام نظر الى ظهر الكوفة (يعني النجف)، فقال: ما أحسن منظرك وأطيب قعرك، اللهم اجعل قبري بها. ومن خواصّ تربة النجف: إسقاط عذاب القبر، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك، كما وردت به الأخبار الصحيحة عن أهل البيت عليهم السلام.
وورد كذلك في كربلاء فضل كثير يبعث على الدهشة والتعجب. فقد ورد أن الله سبحانه قد اتخذها حرماً آمناً مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرماً. وورد أن أرض الكعبة قالت: من مثلي، وقد بني بيت الله على ظهري؟! ويأتيني الناس من كل فجّ عميق؟ وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله اليها أن كفّي وقرّي، فوعزتي وجلالي، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء، إلاّ بمنزلة الإبرة غمست في البحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك، ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري، وكوني دنيا متواضعاً ذليلاً مهيناً، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء. وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة. وفي رواية عن الإمام السجاد عليه السلام: وأنه اذا زلزل الله الأرض وسيّرها رفعت [أرض كربلاء] كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها إلاّ النبيون والمرسلون، (أو قال: أولو العزم من الرسل)، وإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة. وروي أنها البقعة التي نجا فيها المؤمنون وناجى فيها النبيون ربهم. وأنها كانت مزاراً للملائكة من قبل شهادة الإمام الحسين، وما من ليلة تمضي إلاّ وجبرائيل وميكائيل يزورانها. وأن فيها قبض مائتا نبي ومائتا وصيّ ومائتا سبط، كلهم شهداء بأتباعهم.
والأحاديث في فضل كربلاء والنجف لا تحصى كثرة. ولكل منهما فضل عميم، نسأل الله أن يحشرنا مع صاحبيهما، وأن يرزقنا في الآخرة شفاعتهما.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top