الجمعة، 28 فبراير 2014

أعيش العذاب بسبب الشكوك والوساوس

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:07 م 0 تعليقات

السؤال: أنا طالبة متمسكة جداً بدراستي و اطمح ان احصل ع النسبة الكامله .. بدأت مشكلتي العام الماضي الفصل الدراسي الثاني على ما اتذكر كانت تقع بقلبي الشكوك والوساوس فأفقد التركيز في دراستي مثل: كيف استطيع ان احفظ.! وكيف عقلي يستطيع تحمل كل هذا. ومثلهما أسئلة تعجيزية كثيرة جداً تعذبت نفسيتي لأني احاول جاهدة المحافظة على مستواي مرتفعاً. وهذه الأسئلة التعجيزية  لا استطيع البوح لأحد سوى رفيقتي، ونصحتني بأن أسأل أهل العلم و الآن لم أبُح حتى لرفيقتي .. لقد استفحلت حالتي بداية هذه السنة بمحرم فأصبحت أشكك بآل محمد قليلاً و في الوقت نفسه أعاتب نفسي كيف لي أن أتجرأ وأقلل من شأنهم وأشك بقدرهم وهم أطهر الناس! و من أنا كي أشك بهم!! وبالأسبوع الماضي حدث ما لم يخطر ببالي يوماً أصبحت أشك بربي لا أعلم كيف استطعت نطق هذا؟ لكنني أريد حلاً فلقد تعبت كثيراً منذ عامي الماضي ! و ان غابت تعود !

الجواب: لم تبيّني مدخل الشك عندك؛ فإنه إذا عرف باب الشر أمكن التعرف على طريق غلقه. وإن من الأبواب التي ينفذ منها الشيطان إلى الإنسان طرقاً عدة: منها: الجهل بعظمة الخالق جل وعلا، وعلوّ مقام أهل البيت صلوات الله عليهم، ومنها: عدم التفكر في الأخطاء التي نرتكبها حين تؤدي بنا الى العثرات والنكبات، بل نرمي بتبعاتها عادة على الله والدين والغير.
ومنها: الغفلة عن سنة الابتلاء الحتمية التي تجري على الكل، كما قال تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت:2و3)، وكما قال سبحانه: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» (البقرة:155)، وقال: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» (محمد/31) وغيرها من الآيات العديدة. وورد اكثر صراحة من هذا في الأحاديث الشريفة.
ومنها: انشغال الإنسان عادة بالجزء المظلم من الصورة، وغفلته عن الصورة بأجملها، فيفكر مثلاً في مرضه المؤقت، ولا يفكر في طول سلامته، وكثرة النعم التي يتقلب فيها، ولو فكّر في الجزء الآخر من الصورة لحمد الله على ما أنعم الله به عليه، ولانتظر الفرج، ولو فكر في ما يصيب الآخرين من المحن والفتن والابتلاءات، لهانت عليه كثير من مصيبات الدنيا. ولو تأمل الإنسان أكثر لتبينت له أبواب أخرى غير ما ذكرنا عديدة ينفذ الشيطان له منها، فيوصدها ويقمع شيطانه الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء من ولوجها والوسوسة اليه من خلالها. وفقنا الله وإياك لكل خير، وأحسن لنا الختام.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top