الثلاثاء، 25 فبراير 2014

هل نغير المنكر أم لا لأننا لا نستطيع؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:39 م 0 تعليقات

السؤال: ما مدى صحة الحديث الشريف - من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان-
مع العلم ان الاية القرأنية تقول (فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمصيطر)

الجواب: الحديث معتبر، ولا تعارض بينه وبين الآية الكريمة؛ وذلك لاختلاف الجهة فيهما. فإن الآية ناظرة إلى الدعوة وفرض الإيمان والإسلام، فإنه صلى الله عليه وآله لا سلطان له على الخلق، وإنما هو منذر لهم، وليس عليهم بمسيطر. وأما الحديث فهو ناظر إلى وجوب استنكار الباطل والمنكر، وأن على المسلم الذي يؤمن بالله سبحانه أن يغير المنكر، فإن استطاع تغييره كاملاً بشكل عملي، وهو الذي عبر عنه الحديث بالتغيير باليد فهو أفضل الثلاثة، فمن لم يستطع فيجب عليه النزول عن ذلك بدرجة واحدة لا أكثر، وذلك بأن يسعى في تغييره بلسانه من النصح والقول، فمن لم يستطع حتى هذه الدرجة فهو معذور من التغيير، لكن لا يجوز له القبول به والتماهي معه، بل عليه رفضه واستنكاره ولو بقلبه. وهذه الدرجة هي اضعف الإيمان.
ثم إن الآية مع التدقيق في ألفاظها ظاهرة في وجوب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهما معاً متفقان لا متضاربان حتى على مستوى الأمر الظاهري. غير أن النفي في الآية ينصب على الهداية القلبية، والأمر في الحديث ينصب على السلوك العملي، فلا اجتماع في مورد الأمر والنفي.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top